الصحافة الأفريقية.. استثمار مالي وحريات زائفة

نضال طويل وحيف مستمر

 

بعد نضالها لأكثر من تسع سنوات، تمكنت أخيراً الإعلامية بولي أدامو إيدي من الحصول على ترقية. تقول عن مدير المحطة التلفزية التي تعمل بها إنه رجل أعمال ليس له علاقة بالمجال. وتشرح لي أن العمل الإعلامي بالنيجر أصبح باب رزق للمستثمرين منذ مطلع الألفية الثانية، بينما لا يتعدى أن يكون فرصة للبقاء على قيد الحياة بالنسبة للصحفيين، في بلد يتهدده الجفاف والانقلابات وحركات تمرد في أقصى الشمال.

تعمل السيدة بولي بقناة بونفيري (Bonferey) الفضائية، وهي محطة خاصة مقرها نيامي، معدة برامج ومقدمة أخبار وأحياناً مراسلة.. "مهامي في المحطة غير محددة. انسي ما درسته في معهد الإعلام ومرحباً بك في الميدان" وتضيف: "عليك بكل بساطة أن تقولي حاضر لكل مهمة تسند إليك، بغض النظر عن كفاءتك وخبرتك، وإلا قد يُستغنى عنك في رمشة عين، ويأتون بموظف آخر، فالمنتظرون على باب التوظيف جموع غفيرة".

ففي النيجر اليوم قناة فضائية واحدة، وصحيفة ورقية واحدة وإذاعة واحدة تابعة للدولة، تعتبر الصوت الرسمي الناطق باسم الحكومة، ولا مجال للمتخرجين الجدد من معهد الصحافة والإعلام بفرصة للعمل فيها. ولهذا يبقى حظهم الوحيد أن يجدوا مكاناً شاغراً في إحدى المحطات الخاصة، وهي 11 قناة فضائية، و100 إذاعة، تابعة بالأساس لرجال أعمال، جربوا استثمار أموالهم في قطاعات مختلفة، لكنهم اكتشفوا ذات صدفة أن الإعلام هنا، مصباح علاء الدين السحري.

لم يمنع السيدة بولي حملها ولا ولادتها من العمل. هي أم لطفلين الآن. تخبرني أن القوانين لا تضمن لها أي تعويض عن الغياب مهما كان السبب، فضلاً عن ضمان لمقعدها في القناة. "حسناً، ليست قوانين العمل وحدها هي المشكلة، الآن لا يمكنني ترك طفلي الصغير في المنزل مع جدته مثلاً. المجتمع النجيري ينظر إلينا بتوجس، لأنه يرى أن وظيفتي الحقيقية هي الإتيان بمزيد من الأطفال إلى هذا العالم بينما أنا أسيرة جدران أربعة. وعندما يكون الحال هو ضرورة خروجي للبحث عن عمل لأطعم صغاري الجوعى، فإنهم يلقون باللوم علي بدل تعاطفهم ومساندتهم لأم مناضلة".

عندما سألتُ بولي عن قيمة الترقية التي حصلتها أخبرتني أنها 100 ألف فرنك سيفا بدل التسعين ألفاً، وهو ما يعادل 180 دولارا فقط. وأكدت لي أنه لم يسبق لأي زميلة معها أن تقاضت هذا الراتب قبلها.. "كانت 90 ألف سيفا سقف ما نحصل عليه كإعلاميات في المحطات الخاصة، بينما يتقاضى الزملاء معنا أضعاف ذلك بكثير".

لكن الصورة قد تختلف في بوركينافاسو مثلاً، فنقص الموارد البشرية، يدفع أرباب العمل إلى قبول كل الراغبين في العمل، وتدريبهم على العمل الصحفي. والنتيجة طبعاً: توظيفهم ولكن برواتب ضعيفة. يحكي لي الإعلامي آدم م. ك. وهو يعمل كمعد برامج ومصور في القناة الفضائية "لومييغ" (Lumière)بعاصمة بوركينا فاسو (واغادوغو) أن نضالهم الحقيقي لم يكن من أجل زيادة الرواتب، بل لمن تُعطى تلك الرواتب أصلا، إذ أن "أقل من 10% من مجموع سكان البلد من يلتحق بالتعليم العالي عندنا.. البلد زراعي والشباب يفضل العمل في الحقول بدل المجازفة بالعمل في قطاع عائداتُه المادية متدنية للغاية".

الأخبار السياسية خط أحمر:

 

رغم أن القانون النجيري ينص على المساواة بين الجنسين منذ اعتماد البلد النظام الديمقراطي في حكمه مطلع تسعينيات القرن المنصرم، وتبنيه سياسة الانفتاح الإعلامي أيضاً، إلا أن واقع الحال يحكي غير ذلك. فعلاوةً عن الفرق الشارخ في الرواتب، هناك أنواع أخرى من التمييز تمارس في حق الإعلاميات.

تحكي لي بولي: "السياسة في بلدي حكر على الرجال.. ليس من نصيبي كمواطنة أولاً وإعلامية ثانياً، أن أساهم في تحريك الرأي العام".

لا يرجع حرمان الإعلاميات النجيريات من تغطية الأخبار السياسية إلى قوانين حكومية، فالبداية كانت تفضيل الوسائل الإعلامية الاعتماد على الإعلاميين الرجال لضرورة اجتماعية قاهرة، إذ كان ظهور المرأة على شاشة التلفاز واقتحامها للميادين السياسية وصمة عار على كل الأسرة، لكن الأمر تطور وأصبح واقعا وجزءا تتبعه تلك الوسائل في سياساتها. واقعٌ تواطأت معه كثير من الإعلاميات ولكن، لأسباب أخرى.

تحكي لي بولي: "لا يمكنني إنكار أن النظام الأبوي في النيجر مسؤول عن الوضع غير المتكافئ بين الرجل والمرأة عموما.. فمهما كان عملي مهنياً سيُنظر إليه باستخفاف وعدم جدية من مسؤولي، ناهيك عن رجل سياسة.. " وتضيف: "أثناء تغطيتي للانتخابات الفائتة، تعرضتُ للتحرش من طرف أحد السياسيين البارزين، يشغل الآن رتبة وزير دولة.. أخبرته بشكل صريح أني متزوجة وكانت ردة فعله صادمة.. قال لي: وما الفرق؟ إنهم يعتقدون أنك امرأة سهلة المنال وربما ترغبين في المال كما هو الحال مع الإعلاميين.. إذ أنهم يتسابقون لتغطية الأخبار السياسية ولقاء السياسيين من أجل بعض المكاسب المادية".

حرية مزورة:

حققت بوركينافاسو ارتفاعاً في مؤشر حرية الصحافة والتعبير في السنوات الأخيرة، حالها حال باقي دول القارة السمراء باستثناء دول وسط أفريقيا، والتي تعاني اضطرابات أمنية أودت بحياة كثير من الصحفيين، وألقت بالبقية خلف قضبان السجون. لكن يبقى وضع القارة مع ذلك أفضل من آسيا ودول الشرق الأوسط، إذ احتلت المرتبة الثالثة في حرية الصحافة بعد الأميركيتين وأوروبا في تصنيفات مراسلون بلا حدود لهذه السنة.

عندما سألت آدم إلى أي حد تستطيع الوسائل الإعلامية في بوركينافاسو أن تعبر عن رأيها، شرح لي أن التحدي الأساسي هو الحصول على ترخيص من لجنة المجلس الأعلى للاتصالات "سي أس سي" (csc) أولاً، لفتح قناة أو إذاعة، وذلك من خلال إقناعهم بأن المحطة دينية كانت، تجارية أو إخبارية، ستجذب اهتمام شريحة مهمة من المجتمع، والأهم من ذلك أنه مشروع سيساهم في تخفيف البطالة".

ورغم أن بوركينافاسو لم تنجو من الهجمات الإرهابية السنوات الماضية، إلا أن مؤشر حرية الصحافة فيها يبقى أفضل من السنيغال مثلاً، حسب إحصائيات مراسلون بلا حدود.. نتيجةٌ تدعو لكثير من علامات الاستفهام خصوصاً وأن الوضع الأمني للبلدين، وانفتاحهما غير قابل للمقارنة.  يكفي أن تسأل أي رجل أعمال في أفريقيا أي من البلدين لا يخشى الاستثمار فيه!

بعد أن توافق لجنة "سي أس سي" على طلب فتح محطتك في بوركينافاسو، ستخبرك أن المحتوى الذي ستبثه لن يخضع للمراقبة. كلام صحيح، لأن التجربة علمت الممارس للمهنة هنا، متى وكيف وأين يجدر به أن يتوقف. هناك  اليوم 20 قناة فضائية ومئات الإذاعات الخاصة في البلد. لا غرابة إن كان جزء منها يبثُ لنصف يوم فقط، والجزء الآخر لا يختلف عنده الليل عن النهار، إنها محطات البهجة والفرح، والهروب من واقع قارة ليست عذراء كما يطلق عليها، بل هي مغتصبة: افتح عينيكَ أيها المشاهد العزيز على الأشرطة الغنائية طيلة اليوم، واسمح لنا ببعض الإعلانات التجارية على رأس كل ساعة.

 

المزيد من المقالات

مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024