الصحافة الورقية تفقد ”الحياة“

 سمعتُ في مطلع العام الحالي، عن نيّة "دار الحياة" بإيقاف الطبعة الورقية من صحيفة "الحياة" اللندنية، لذلك كان لا بد أن أكون كحال معظم المهتمين مستعدّاً لسماع خبر الإيقاف بأي لحظة، الذي بات انطلاقاً من مطلع العام الحالي مسألة وقتٍ لا أكثر.

ولكن عندما اتُخذت هذه الخطوة فعلياً، شعرتُ بالصدمة، وأحسستُ أنّني أسمع الخبر للمرّة الأولى.

مرَّ على مخيّلتي شريط مذكّراتي مع هذه الصحيفة، عندما كنتُ أستغلّ كل زيارة إلى بيروت لأحمل "نسخة الحياة" معي إلى دمشق، وألمس أوراقها وأغوص داخلها ابتداء من الجملة التي تعتلي صفتها الأولى "إن الحياة عقيدة وجهاد"، كنتُ أخبّئها بين ملابسي في الحقيبة خوفاً من أن تراها الحواجز الأمنية، كون الصحيفة كانت ممنوعة من التوزيع داخل سوريا، حالها كحال جميع الصحف الأجنبية التي مُنعت من التوزيع في الداخل السوري، مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

قرار الإغلاق

 في صباح الحادي والثلاثين من شهر مايو/أيار الفائت، أصدرت صحيفة الحياة عددها الورقي الأخير، وانتقلت إلى النشر الإلكتروني، حالها كحال عدّة صحف عربية وعالمية اتخذت هذه الخطوة سابقاً.

حاولت "مجلة الصحافة" التواصل مع عدّة مصادر داخل صحيفة الحياة، لكنّها امتنعت عن التصريح بحجّة أنّها غير مخوّلة بالحديث.

إيقاف الطبعة الورقية من "الحياة"، جاء بعد 72 عاماً على تأسيسها على يد الصحفي اللبناني كامل مروة، توقّفت خلالها الحياة، ثم أُعيد إصدارها بشكلها الحالي في عام 1988.

أما قرار إيقاف الطبعة الورقية الدولية، فقد أعلنت عنه الصحيفة في مطلع شهر نيسان الماضي، موضحةً أنّها سوف تكتفي بالنسخة الإلكترونية، لكنّا لم تحدّد حينها تاريخ الإيقاف.

وأرجعت الصحيفة سبب التوقّف حينها، إلى "المستجدات التي يشهدها الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، نتيجة تراجع الدخل من الإعلانات، والتحوّل في النشر الورقي إلى الرقمي، ما انعكس على كل المؤسسات الإعلامية والصحفية، تمّ فيه تأكيد إعادة الهيكلة".

كما أعلنت عن إغلاق مكاتبها الرئيسية في بيروت ولندن ومصر وتوحيدها في مكتب واحد في إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة.

وأشارت "دار الحياة" إلى أنه "يمكن لقرائها في أي مكان في العالم الوصول إلى نسخها بصيغة "بي دي أف" عبر الأيقونة الخاصة الموجودة في صدارة موقعها الإلكتروني".

وعلمت "مجلة الصحافة" أن مكتب بيروت لم يقف حتّى الآن، غير أن الموظفين تبلّغوا أنه سيُقفل في أواخر شهر يونيو/ حزيران الجاري.

وأشارت الصحيفة في إعلانها الأخير، أنه "حرصا على استمرار مطبوعات الدار، جرى التأكيد مجدداً على إعادة الهيكلة، ليكون مكتب الدار في دبي لتوحيد كل الجهود في غرفة أخبار موحدة، من خلال دمج كل الإمكانات البشرية والمالية لتوفير المحتوى والمضمون لمنتوجات الدار الورقية والرقمية بجودة ونوعية وصدقية ميّزتها لأعوام".

وسبق الإعلان عن إيقاف الطبعة الورقية، عدّة إجراءات تقشّفية، ومن ضمنها نقل معظم أقسام الجريدة نحو مكتبها الإقليمي في العاصمة اللبنانية بيروت،في حين أبقت على إدارة التحرير والقسم السياسي في مكتبها المركزي في لندن، وهو ما أدّى حينها إلى تسريح عدد من الموظفين.

 عاصفة "الرقمنة"

 شكّلت الحياة خلال سنوات صدورها الـ 72، استثناء في الإعلام المطبوع، كصحيفة إقليمية تمكّنت من خلق جمهور واسع من القرّاء، وذلك عبر المصداقية والتوازن في الطرح الذي تميّزت به طيلة فترة صدورها الورقي، ما جعلها وجبة دسمة للقرّاء العرب.

وأصدر كامل مروة "الحياة" في عام 1964، وتابعت الصحيفة طريقها بعد اغتياله في عام 1966، حيث مرّت بفترات "قاسية" أجبرتها على تعليق الإصدار خلال الحرب الأهلية اللبنانية، لتستأنف الإصدار في مطلع عام 1988، انطلاقاً من العاصمة البريطانية "لندن" وبات اسمها "الحياة اللندنية".

وحتّى السنوات التي الأولى لظهور ما يُعرف بـ "الإعلام الرقمي" وتوجّه مستهلكي المحتوى الإعلامي نحو فضاء الإنترنت، ظلَّت "الحياة" رائدة على عرش اهتمام القرّاء العرب، ومرَّ عليها عدد ليس بقليل من الكُتّاب النوعيين.

إلّا أن هذا الحيّز المتميّز من الاهتمام بـ "الحياة" في فضاء الإعلام العربي، بدأ يتقلّص مع اتجاه وسائل الإعلام نحو "الرقمنة" وظهور الهواتف الذكية والإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثّر ذلك ليس على الحياة وحسب، وإنما على مجمل الصحف الورقية، عربياً وحتّى عالمياً، وظلّت "الحياة" طيلة هذه الفترة، تعمل استناداً إلى سمعتها التاريخية، ومكانتها الرائدة عربياً، وتوازنها بالطرح وذلك قبل تعاظم أزمتها المالية.

تقلّب السوق الإعلامي

 الدكتورة منى مجدي، الأستاذة المساعدة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، اعتبرت أن الصحافة الورقية عموماً تشهد تحدّيات، ومنها اقتصادية، لها علاقة بتحوّل قطاع السوق من مستهلك ورقي إلى مستهلك رقمي، موضحةً أن ذلك يفرض على الصحف نوعاً جديداً من أنواع العرض والطلب.

وقالت مجدي لـ "مجلة الصحافة": "لا يمكن إنكار أن السوق الإعلامي هو صناعة إضافةً إلى كونه مهنة، يقف خلفها موارد اقتصادية، وهو ما يؤكّد على ضرورة وجود مصالح اقتصادية للاستمرار"، موضحةً أنه "عندما تتعرّض المصالح الاقتصادية لخلل، لا بد من إعادة النظر باستراتيجية المؤسسة، وعندما تجد أن الاستمرار يؤدّي إلى الخسارة وعدم تحقيق الهدف المطلوب، فإنه ليس عيباً أن يتم إعادة هيكلة المؤسسة، بما يتوافق مع التغيّر الحاصل في سوق المستهلكين".

ترفض مجدي إعطاء حكم على قرار إيقاف النسخة الورقية من "الحياة" قائلة: "إن تقييم القرار بحاجة إلى فترة زمنية يتمخّض عنها نتائج، وتكون هذه النتائج هي مؤشّرات للقرار"، وأكملت: "الطبعة الورقية للحياة توقّفت في بلدين ولكنها لم تعلن عن إيقاف الطبعة الخليجية، وهو ما يشير إلى ارتباط الأمر بالمستوى الاقتصادي للدولة، إذ أن المواطن في دولة خليجية ما قد يكون متاحاً له الاشتراك بالصحيفة وشرائها، في حين أن المواطن في البلدان التي تشهد أزمات سياسية واقتصادية غير قادر على ذلك".

وفيما يخص البدائل التي كان من الممكن لـ "الحياة" اتخاذها قبل الإغلاق، أجابت الدكتورة مجدي: "أعتقد أن القرارات التي تصدر عن مؤسسة مثل الحياة، تأتي بعد دراسات معمّقة واجتماعات على مستوى عال تُدرَسُ جميع الخيارات، وقد يكون هناك بدائل لا تتحمّل الصحيفة تنفيذها لذلك قرّرت إيقاف الطبع الورقي".

ومن أبرز البدائل التي تتّخذها الصحف بشكلٍ عام عندما تواجه أزمات اقتصادية، هي تقليل عدد الطبعات الورقية، أو تحوّل الصحيفة من يومية إلى أسبوعية، فضلاً عن زيادة مساحة الإعلانات والأخبار المدفوعة لتحقيق عائد اقتصادي، إضافةً إلى تقديم خدمات تُوزّع في إقليمٍ محدّد وتركّز عليه، بحسب الدكتورة منى مجدي، التي اعتبرت أن إدارة "الحياة" بالتأكيد تعرف جميع هذه القرارات، وقد يكون تخلّيها عن الطبع الورقي سيأتي مقابله فتح سكك لتقديم خدمات إعلامية جديدة.

 لا معلومات عن مصير العاملين

 حتّى الآن، لا يزال مصير أغلب العاملين في الصحيفة مجهولاً، سواءً فيما يخص إمكانية استمرارهم مع المؤسّسة، أو حتّى التعويضات للموظفين.

وعلمت "مجلة الصحافة" أن الفترة الماضية شهدت مفاوضات مطوّلة بين العاملين في المؤسّسة ومؤسّسة "الحياة"، حيث تركّزت المفاوضات حول التعويضات الناتجة عن عملية إقفال الطبعة الورقية، دون أن يُعرف مصير هذه المفاوضات وفيما إذا كانت ستحسم كما هي أو أنّها ستتّجه للقضاء.

 ماذا تعني "الحياة" دون الطبعة الورقية؟

في ظل عدم وضوح المعلومات عن مستقبل الصحيفة والخطوات التي سوف تتّخذها بحلّتها الجديدة، يبقى سؤال المهتمّين، عن مدى قدرة استمرار "الحياة" دون طبعتها الورقية، ولا سيما أنَّ عدداً من الصحف، اضطرّت لإغلاق المؤسّسة بشكلٍ كامل بعد الضائقة المالية، وأبرزها صحيفة "السفير" اللبنانية، التي أُغلقت في عام 2016.

وفي هذا السياق، ترى الدكتورة منى مجدي، أن "الحياة لديها كيان له شخصية ومكانة عربياً وإقليمياً يجعلها تحتل الصدارة مع المؤسّسات الرائدة عربياً، وهذا لا يرجع إلى تميّز محتواها وحسب، وإنما إلى بنية الكيان المؤسّساتي الذي تنتهجه، وهو ما يجعل أمامها فرصة للنهوض بشكلها الجديد.

لكن هذا النهوض ليس بالأمر السهل، إذ أنّها - بحسب الدكتورة مجدي – يحتاج إلى مقوّمات للنجاح، لا تتوفّر لمعظم وسائل الإعلام العربية.

ولعلَّ من أبرز هذه المقوّمات، فهم "الحياة"، أن احتياجات الجمهور تتغيّر، وأنّها عليها أن تتابع هذه التغيّرات لإشباع حاجة الجمهور، إما إذا تقدّم المحتوى ذاته عبر الإنترنت فسوف يكون مصيره الفشل.

تلخّص الدكتورة مجدي عدّة مقوّمات تساعد "الحياة" وغيرها الصحف الورقية على القدرة على الاستمرار، ويأتي على رأسها، الابتعاد عن التغطية الإخبارية الروتينية، وتقديم ملفّات متعمّقة وشاملة، والتركيز على الصحافة العميقة، موضحةً أن التجربة العربية لا تحتوي حتّى الآن على الصحافة العميقة بمعناها المهني، بسبب عدم وجود المقدرة البشرية والاقتصادية في تقديم ملفّات شاملة ومتخصّصة، ما جعلها تتحوّل إلى "رفاهية" في العالم العربي، وجعل الصحف الورقية أيضاً تعاني أكثر في ظل هجمة الرقمنة.

ويقوم إعداد الملفّات المعمَّقة، عبر إجراء التقارير العميقة، والتحقيقات المطوّلة وتفعيل دور الصحافة الاستقصائية، وتقديم تحليلات سياسية، على أن تكون هذه الأنواع الصحفية مدعومةً بالبيانات والإحصاءات والمعلومات الدقيقة، لتوظيفها في خدمة هذه المواد.

أما المقوّم الثاني لنجاح الصحافة الورقية، فيقوم على التركيز على الصحافة المحلية التي تلامس الجمهور حيث يقطن، والابتعاد عن تصدير أخبار السياسيين في العناوين الرئيسية، حيث نجحت هذه التجربة بشكلٍ غير منقطع النظير في الهند، ما جعل الصحافة الورقية حتّى اليوم تعيش عصراً ذهبياً بسبب تخصيصها جميع المساحات المحلية للمواطن، تضيف الدكتورة مجدي. وتختم بقولها: "إن ما حصل في صحيفة الحياة هو درس وعبرة للمؤسّسات الإعلامية، أنّه ليس عيباً أن تغيّر المؤسّسات من نهجها، وتتخلّى عن خدمة مقابل خدمة أخرى، وهو ما يعكس القدرة على استشراف المستقبل ورغبةً في مجاراة التطوّرات التكنولوجية.

المزيد من المقالات

في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023