تونس.. تغطية الانتخابات البلدية بعد سنوات الثورة

قبل أقل من سبع سنوات، لم يكن هناك سوى صوت واحد خاضع لأوامر السلطة الحاكمة ورقابتها المكبلة. وفي الصحافة، كان المحتوى المعروض يدور في فلك إطار يتماشى مع منظومة بن علي القمعية، فلا اعتراض ولا تجاوز. ظلَّ الإعلام التونسي على هذا الحال كثيرا حتى أقبلت ثورة الـ 14 من يناير، فقلبت أسس عمله ومفاهيمه وأتاحت له نسبيا فرص كسب الاستقلالية، بعيدا عن منطق الإخضاع وسنين الإكراهات الطويلة زمن حكم زين العابدين بن علي.

انعكاس التحولات السياسية في تونس على واقع الإعلام

كانت لحظة رحيل بن علي إحدى أهم أسباب خروج الإعلام التونسي من حالة الانكماش إلى التفتح، وكان طبيعيا أن يدخل الإعلام في مرحلة الارتباك بعد فاصل الثورة، وذلك للتحرر تدريجيّاً من تبعات زمن القمع؛ فثلاث وعشرون سنة كافيات لصبغ هذا الأخير بصبغة السلطة وإصابته بحالة تصلب تشل حريته كسلطة رابعة مستقلة بذاتها. فحتى بعد مرور سنين على الثورة البكر في تونس، ودخول البلاد في مرحلة التصويت والانتخاب الحر، لوحظ الارتباك المتباين في أداء العمل الإعلامي، وتطلب الأمر ردحا من الزمن ليستوعب الإعلام التونسي والإعلاميون المبادئ الجديدة في نقل الكلمة بكل حرية، ويدركوا كيفية التعامل مع الظروف السياسية الحساسة بعيدا عن قبضة السلطة وقيود الساسة. فحال الإعلام في التغطية الانتخابات البلدية الأخيرة، ليس حال تغطية الانتخابات التشريعية والرئاسية سنة 2014.

الأداء الإعلامي في طور التحسن

تقرير صدر عن الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري التي تعنى بتعديل قطاع الإعلام، أكدت فيه أن التغطية الأخيرة للانتخابات البلدية التونسية اتسمت بالإنصاف والنزاهة والعمل وفق الالتزامات المهنية والأخلاقية. نوري اللجمي، رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري تحدث لمجلة الصحافة.. "لقد أصدرنا مسبقا مرسوما مشتركا مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، لضبط قواعد التغطية الإعلامية. يتضمن هذا المرسوم أربعة وثلاثين فصلا، أردنا من خلاله الحد من الاختلالات التي تصاحب عمليات التحول كالانتخابات.. وفي هذه التغطية الإعلامية للانتخابات الأخيرة لاحظنا أن الإعلام قد أنجز تغطية منصفة ودورا مهما، باعتبار التزام الإعلاميين وانضباطهم وفق الشروط، وهذا يُعدُّ إيجابيا في تاريخ الإعلام التونسي الذي بدأنا نلاحظ الفرق في وعيه وحسن تمرسه بعد سبع سنوات على الثورة، فصحيح أن المناخ الجديد في تونس أسس للإعلام فرصة، وحرية تامة للعمل وفق القيم والمعايير المهنية".

وعن النقلة النوعية في المشهد الإعلامي بعد الثورة، يضيف اللجمي.. "ما زلنا نعاني بعض الأخطاء، لكن حال الإعلام في تحسن ونحن نعمل على وضع الأسس الجيدة في عمل الإعلام والإعلاميين، حتى لا تتحول الحرية التي ظفر بها إعلامنا بعد الثورة إلى انفلات".

منوبي المروكي أكاديمي بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار ورئيس مجلس الصحافة رأى بدوره أن الإعلام توج بملاحظات حسنة في الأداء الأخير.. "بالنسبة للإعلام السمعي البصري، فقد وضعت الهيئتان كما نعلم (الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري والهيئة العليا المستقلة للانتخابات)، حدود التغطية الإعلامية بالنسبة للتلفزيونات والإذاعات ومنعت كل أنواع الإشهار السياسي مسبقا. لكن ليس هذا فقط، فالإعلام بدوره وضع على عاتقه مسؤولية كبيرة وهناك حرفية كبيرة تُلاحظ، ووعي يتلاءم مع التمشي الجديد للديمقراطية. هذا بالنسبة لعمل المحطات التلفزيونية والإذاعات، لكن بالنسبة للصحف مثلا، ففي صحيفة لوتون، اقتصرت التغطية فقط على الجانب العام للحملة الانتخابية وليس ذكر القوائم الانتخابية والأحزاب بصفة مستثنية".

الشروط من وجهة نظر الصحفيين

فاطمة العبدلي صحفية ميدانية بقناة حنبعل كانت شاهدة على التحول في التغطية الأخيرة للانتخابات البلدية، مقارنة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، وربطت ذلك بتغير السلوك لدى الصحفيين أنفسهم، بالإضافة إلى المرسوم الذي وضعته الهيئتان لتنظيم وتقديم رؤية للتغطية تحدُّ من عمل من يبغي إخلال العملية الديمقراطية، ويهدم مقومات العمل الصحفي النزيه.. "لم تعترضنا أية صعوبات في العمل الميداني، فالهيئة الانتخابية وفرت جميع الملتزمات للصحفيين وفريقها الإعلامي حرص على توفير المعلومة الآنية لنا في كل لحظة.. وحتى الإرسال التلفزي تم ربطه بالمحطات التلفزيونية، ما أتاح الوصول مجانا إلى تمرير الندوات الصحفية الآنية والمباشرة. بالنسبة للشروط التي وضعتها الهيئتان مسبقا، لم تقلقنا كصحفيين فلا تعتبر تعجيزية بالنسبة للصحفي. لقد التزمنا بها وحاولنا إلى أقصى حدٍّ احترامها. وقد وفَّقنا الله في ذلك، فأنا شخصيا لم ألحظ إخلالا مهنيا فاضحا، وأود الإشارة أن هذا الميثاق المسبق للتغطية والقواعد التي ضبطت بينت لحد كبير وغربلت القنوات التي تغطي بهدف الدعاية السياسية والقنوات التي هدفها إيصال المعلومة إلى الرأي العام بكل شفافية والتزام.. فهناك قنوات انسحبت من التغطية وأعفت نفسها من ذلك، وهذا يعود إلى استنتاجها أن هذه الشروط، مثل ضبط وقت التغطية والابتعاد عن ترويج خطاب الكراهية والتعبئة السياسية وتغليب طرف على طرف وضبط العقوبات التي يمكن أن تعاقب بها الوسيلة الإعلامية في حال تمريرها إشهارا سياسيا. هذه الجملة من الشروط لم تستوعبها فانسحبت من التغطية، ما يثبت نيتها المسبقة في تعكير صفو التحول الحسن في أداء الإعلام في العمليات الانتقالية".

 

المزيد من المقالات

صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024