الصحافة.. مهنة "طاردة" للنساء في الأردن

توصلت دراسة نشرت في الأردن مؤخراً إلى أنَّ بيئة العمل في الصحافة "طاردة" للنساء الإعلاميّات بسبب عدم توفر بيئة عمل مناسبة لهنّ، وممارسة التمييز ضدهنّ من قبل أصحاب العمل ومصادر المعلومات، وتعرضهن للتحرّش.

لا تثق مصادر المعلومات وبعض المؤسسات الرسميّة الأردنيّة (الديوان الملكي، الوزارات، البرلمان) بالمرأة كإعلاميّة، وتفضّل الرجل عليها لبثّ الأخبار والمعلومات.

يبلغ عدد المؤسسات الإعلاميّة في الأردن 309 مؤسسات، تتوزّع بين محطات فضائيّة، وإذاعات، ومطبوعات إلكترونيّة وورقيّة، ومطبوعات متخصصة، يعمل فيها 1229 إعلامياً ممن هم أعضاء في نقابة الصحفيين، منهم 260 إعلاميّة تبلغ نسبتهن 21% من العدد الكليّ.

تُعدُّ نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل الأردنيّ منخفضة بشكل عام، وينسحب الأمر على قطاع الإعلام. إلا أن اللافت كان غياب المرأة تقريبًا عن المراكز القيادية في المؤسسات الإعلاميّة، بحسب دراسة "تقييم واقع عمل الصحفيات في مؤسسات الإعلام الأردنيّة" التي أجرتها منظمة "دعم الإعلام الدولي" (IMS)، إذ يُلاحظ "عدم وجود وسيلة إعلام أردنيّة تملكها امرأة، عدا قلّة من المطبوعات الإلكترونيّة وقناة فضائيّة واحدة، وأيضاً خلو المواقع القيادية الأولى في الصحف اليوميّة من النساء، في حين برزت النساء في مواقع إدارية متوسطة وعُليا في بعض المحطات الإذاعية والتلفزيونيّة".

التمييز وعدم الثقة
يمكن ملاحظة غياب المرأة أيضا خلال اللقاء الذي ينظمه الديوان الملكي دوريًّا بين الإعلاميين والملك لبحث مواضيع تتعلّق بالمشهد السياسيّ الأردنيّ، إذ شهد الاجتماع الأخير حضور عشرة إعلاميين كان بينهم امرأة واحدة فقط، بينما لم تشهد لقاءات سابقة حضور أي إعلامية.

خلال لقاء الملك بالصحفيين
خلال لقاء الملك بالصحفيين

الأمر نفسه ينسحب على المؤسسات الإعلامية الخاصة والعامّة في البلاد. فوفقًا للدراسة، تغيب المرأة عن المراكز القياديّة في هذه المؤسسات، وإن حضرت يكون تمثيلها خجولا. فعلى سبيل المثال، لم يسبق أن كان هناك ناطقة إعلامية في وزارات الحكومة الأردنية.

في العام 2005، كانت الصحفيّة عطاف الروضان أوّل امرأة تبثّ على الهواء مباشرة من داخل مجلس النواب الأردنيّ لصالح إذاعة "البلد"، واستمرت لخمس سنوات. تتذكر الروضان طريقة التعامل معها في تلك الفترة من قِبل مصادر المعلومات: "كانت المصادر تفضل إعطاء الأخبار لصحفية امرأة، وكانوا يفضلون التعامل مع المرأة الصحفيّة". وتستدرك: "اكتشفت أنَّ المعلومات والأخبار التي تُعطي لي كصحفيّة ليست مهمّة أو لا تؤثر على سياق الأحداث، إذ كانوا يفضلون الصحفيين الرجال".

تشير الروضان إلى أن تفضيل بعض الصحفيين كان سببه أحياناً أنهم يتبعون صحفا قريبة من الحكومة، إضافة إلى أولئك التابعين لوكالة الأنباء الرسميّة "بترا"، مضيفة "لكنني كنت أرى في كثير من الحالات تفضيل الصحفيين الرجال على الصحفيات في تزويدهم بالأخبار. هناك الكثير من الأحداث التي تدلّ على أنَّ مصدر المعلومات لا يثق بالصحفية". كانت الدراسة قد توصلت إلى أنَّ 49% من الصحفيات أفدن بتعرضهن لتمييز على صعيد الحصول على المعلومات.

وعلى الرغم من وصول إعلاميّات أردنيات إلى مواقع قياديّة في مؤسسات إعلاميّة، مثل: دعاء علي ولينا عجيلات في رئاسة وإدارة تحرير موقع "حبر"، وجمانة غنيمات في رئاسة تحرير صحيفة "الغد"، وهالة زريقات مديرةً للتلفزيون الأردني، فإنَّ الطابع العام هو غياب الإعلاميات عن المواقع القيادية.

لكن، ما الذي سيتغيّر حين تُوجد المرأة في موقع قيادي داخل المؤسسة الإعلاميّة أو في القسم السياسيّ؟ إذ تبلغ نسبة الإعلاميات العاملات في تغطية الشأن السياسيّ (صفر%) من عيّنة الدراسة.

التفاصيل والمسحة الإنسانيّة

استحوذت تغطيات قانون العفو العام في الأردن مؤخراً على منصات وسائل الإعلام المحليّة. وبينما كُتبت عشرات التغطيات والمقالات عمَّن يجب أنيشملهم هذا العفو، وعمن يجب ألا يشملهم، وكلفة السجناء على الدولة، كانت صحفيّة أردنيّة تتناول قضيّة إحراق أردنيّ لطفلته الصغيرة وكيف سيشمله العفو العام. وقد بدا لافتاً للانتباه أسلوب الصحفية، وكيف تركت خلفها كل العناوين الكبيرة واهتمت بموضوع تفصيليّ سيأخذ منحى إنسانيًّا وبعيدًا عن التجريد.

كانت تلك أحد أنماط التغطيات الصحفيّة للشؤون السياسيّة التي تقوم بها المرأة في الإعلام، والتي رصدتها سوسن زايدة أثناء إعدادها للدراسة، لكنَّها لم تدرجها في دراستها لعدم وجود "رابط مباشر".

تقول زايدة -وهي صحفيّة وباحثة في شؤون الإعلام- "وضعنا هذه الفرضيّة (وجود نمط تغطيات صحفيّة إذا كان الموكل بالتغطية امرأة لا رجلا) مسبقًا قبل إعداد الدراسة، كإحدى النقاط مدار البحث، لكن لم يكن هناك علاقة مباشرة.. لم نجد".

تضيف "وجدنا أن الرجال أكثر ميلا إلى تغطية السياسة بمعناها المجرد (تناول السلطة والوزراء والبرلمان والنخب السياسيّة). أما ربط الموضوع السياسيّ بالمعنى الحياتي وحياة الناس اليوميّة فهي من لمسة المرأة الصحفيّة".

التحرّش

"دعوات لشرب القهوة في المكاتب، نظرات، وتصرفات صبيانيّة، وكلام غير مناسب"، مجمل ما تعرّضت له الصحفيّة الأردنيّة (س) أثناء تغطيتها أخبار إحدى المؤسسات الرسميّة، لكنها تضع مسألة مهمّة هنا في سياقها، إذ كانت كنيتها عاملاً أساسياً في الحدّ من هذه التحرشات، "اسمي حماني، لكن الأمر لم يكن نفسه مع زميلاتي".

تعرضت الصحفيّة (س) لتحرش لفظي خلال عملها خارج المكتب، "أغلب المؤسسات الإعلاميّة هنا ذات طابع عائلي، وتسود فيه روح عائلية، لذا يعتبر مكان التغطية هو الأكثر احتمالية للتحرّش".

وفقاً للدراسة، كانت النسبة الأكبر للتحرش بالإعلاميّات خارج مكان العمل وبواقع 47%، تليها مصادر المعلومات 43%، وفي مكان العمل بالنسبة ذاتها. ومن عيّنة الدراسة ككل، كانت 45% من الإعلاميّات تعرضن لتحرش جنسيّ. وهل أثرّ هذا التحرّش على عمل الصحفيات أو وظائفهنّ؟ تؤكّد زايدة "نعم، هناك من تركت تغطية موضوع أو تركت وظيفتها بسبب التحرّش".

تقترب نسب التحرّش التي أوردتها هذه الدراسة مع دراسات سابقة مثل دراسة صادرة عن اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، إذ أظهرت أنَّ ما نسبته 51.5% من عينة الدراسة ممن تعرضن للتحرش بشكل عام كانت في مكان العمل/الدراسة، في حين كانت النسبة الأكبر للتحرشّ في الأماكن العامّة وبنسبة 77.3% من العيّنة.

-

 

معيقات أخرى

لا يقتصر الأمر على التحرّش، وتدني نسبة الإعلاميات في الشؤون السياسيّة، والمواقع القياديّة، وعدم وجود بيئة آمنة لهنّ، كمعيق لعمل الإعلاميّات الأردنيّات، فهن يواجهن أيضا معيقات أخرى مثل: عدم مُراعاة احتياجتهنّ من قبل المؤسسات الإعلاميّة التي تفرض ساعات دوام لا تتناسب وظروفهنّ الاجتماعيّة، وعدم توفير مرافق خاصّة أو حضانات لأطفالهنّ، والتمييز ضدّهن من قبل مصادر المعلومات كالسياسيين وموظفي الحكومة، الأمر الذي انعكس على المنافسة في الحصول على المعلومات.

تحاول الحكومات الأردنيّة -وإن بنسب متفاوتة- إعطاء المرأة حقّها في المناصب القياديّة، وشهدت الحكومة الأخيرة أكثر من أي حكومة في عمر المملكة؛ وجود وزيرات، وعيّنت رئيسة تحرير "الغد" الإعلامية جمانة غنيمات ناطقة باسم الحكومة، وفي 2003 كانت أسمى خضر وزيرة للإعلام. لكن الآمال أكبر من قبل الناشطات في مجال حقوق المرأة لوصول الإعلاميّة إلى مناصب عُليا، لكن ليس فقط في إجراءات الحكومة، وإنما كذلك في صياغة تشريعات بهذا الشأن "إدخال تعديلات على التشريعات (..)، تعديل أنظمة عضوية نقابة الصحفيين لإيجاد آليات تدعم الإعلاميّات (..)، تطوير أنظمة مؤسسيّة لحماية الإعلاميّات".

لا يبدو أنَّ المعيقات التي أوردتها الدراسة تختصّ بالأردن فقط، إذ تقترب نسب هذه الدراسة من دراسات أخرى في دول الجوار، حيث تبلغ نسبة الصحفيات الفلسطينيات العاملات في مؤسسات إعلامية فلسطينية (23%) من العدد الكليّ للعاملين في الصحافة. بالإضافة إلى معيقات أخرى أدّت إلى أن تكون بيئة العمل الصحفيّة "طاردة للنساء ومهددةلاستمرارهن في المهنة".

 

المراجع

1- وفقًا لأرقام هيئة الإعلام، يُوجد في الأردن 38 محطة فضائيّة، و39 إذاعة، و30 مطبوعة ورقيّة، و170 مطبوعة إلكترونيّة، و32 مطبوعة متخصصة.

2- لا تعبّر هذه الأرقام بشكل دقيقٍ عن أعداد العاملات في الإعلام، إذ الكثير من الإعلاميين الأردنيين خارج نقابة الصحفيين.

3- نسبة مشاركة المرأة في الاقتصاد الأردنيّ لعام 2016 تبلغ 13.4%.

4- باستثناء صحيفة "الغد" التي رأست تحريرها جمانة غنيمات قبل أن تدخل التشكيلة الحكومية كوزيرة عام 2018.

5- الصحف اليوميّة الرسمية أو شبه الرسمية (الدستور والرأي) لكل صحيفة مجلس إدارة من تسعة أشخاص، لا يوجد بينهم امرأة، بينما لا توجد في صحيفة "السبيل" القريبة من جماعة الإخوان المسلمين امرأة في مجلس إدارتها.

6- استثنت الدراسة كاتبات المقال السياسيّ اللائي يمارسن نشاطا اقتصاديا ويكتبن المقال.

7- رسالة ماجستير بعنوان "العوامل المؤثرة على الرضا الوظيفي لدى الصحفيات الفلسطينيات في فلسطين.. دراسة ميدانية"، الجامعة الإسلامية، سامية عدنان العجوري، ص 82.

المزيد من المقالات

هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024