الصورة في قضية خاشقجي.. العلامة الفارقة

 

كيف لقصة واحدة أن تحمل كل هذا القدر من الصور والتفاصيل البصرية؟ لا أحد سينسى ما حدث للصحفي السعودي جمال خاشقجي يوم قصد سفارة بلده؛ إذ أصبح لعبارة "قل كلمتك وامش" مع مجموعة متفرقة من الصور والفيديوهات ولقطات الكاميرات العامة التي جسدت المشهد بشكله التراجيدي؛ أثر بالغ الأهمية والغرابة في ذات الوقت.

دواعي الصورة وسط ضجيج الآراء

الصحفي الذي ترك رحيله علامة فارقة في التغطية العالمية ومعالجات وسائل الإعلام في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، لم يكن ليترك أثرا كبيرا بين حوادث خطف وقتل الأصوات الفكرية والصحفية في العالم لولا تتابع التفاصيل والمعلومات الصحفية وتلك البصرية التي نتحدث عنها في هذا التقرير، في واحدة من أغرب حوادث قتل واستهداف الصحفيين. عناصر بصرية بذات الأهمية لتكون دليلا جنائيا على وقوع الجريمة ساقتها الصور الآتية من مقر السفارة السعودية تارة، ومن المناطق المحيطة بها والمقار الحكومية والفنادق تارة أخرى، حيث تركت أثرها للمتلقي وصانع القرار السياسي على حد سواء. وإذا كان للصورة أن تغني عن ألف كلمة، فإنها أغنت المتابع العالمي والعربي عن تتبع الكثير من العبارات والتفسيرات والأقاويل الصحفية التي كانت ستطلقها وتدفع بها وسائل الإعلام، في ظل غياب إطار حسي متكامل يتجاوز إنتاج المصورين ليصل إلى تسريبات صور الكاميرات العامة وصور كاميرات المؤسسات المحصنة أمنيا كالمطارات ومراكز حكومية أخرى في العاصمة التركية.

يتحدث المصور الصحفي عدنان الحسين الذي يقيم في إسطنبول، وقد تابع عددا من التسريبات الإعلامية التركية المصورة، عن أهمية الصور الصحفية في تغطية قصة مقتل خاشقجي: "أظهرت الصور جانبا مهما من الحقيقة، وأبعدت الشبهة عن الكثير من التصريحات السياسية والتسريبات التي وصفت بأنها متحيزة. لقد ساهمت الصورة في دفع وسائل الإعلام العالمية للاهتمام بالقصة لكون المشاهد الحسية حاضرة في القضية. ولقد ساهمت الصور في ربط المتابع العالمي بالأحداث، وأصبحنا أمام سلسلة من الصور والمتابعات البصرية الرسمية والمسربة بدأت منذ اللحظات الأولى لاختفاء الصحفي، وانتهت بمشاهد فرق وطواقم التحقيق التركية. لو أن هذه الصور غابت لكانت الحقيقة مغيبة حتما، ولا شيء يدلنا على مصداقية اتهامات وسائل الإعلام دون الاستناد إلى التراكمات البصرية الحاصلة. أستطيع القول إن التتابع البصري والمرئي لهذه القضية جعل من الصحافة محققا جنائيا لجريمة متعددة التفاصيل ومعقدة المعالم.. الصور هي بمثابة أدلة دامغة على جريمة مروعة".

وحول أكثر الصور أهمية في هذه القصة، تقول الصحفية دارين علامة: "إن أكثر الصور تأثيرا بناء على تجربتي في نقل هذه القصة، هي صورة دخول خاشقجي إلى مبنى السفارة، فهي تعبّر عن المشهد الأخير من حياته، والدليل الأهم على دحض ادعاءات الأطراف التي قاومت تصريحات وسائل الإعلام بالكذب؛ لتنطلق رحلة الكشف عن الحقائق بعد هذه الصورة. إن أهمية الصورة لم تقتصر على بعدها المعلوماتي والإخباري فحسب، بل لتمكنها من حشد الآراء الدولية تجاه القضية والدفع بتبدل المواقف السياسية الدولية أيضا". وبرأي علامة "هناك عنصرا آخر هو الربط بين هذه الصور في قصة متسلسلة، وهذا ليس اختياريا أو تكميليا لسلسلة المعلومات والتسريبات، بل إن هذه الصور تعد ضرورة لاكتمال مشهد الحقيقة. وبعد ما حدث، صرنا أكثر إيمانا بأهمية البصريات في عالم الصحافة السياسية، حيث أسهمت حادثة خاشقجي الموجعة في تعزيز دور الصورة الصحفية في دحض التضليل والزيف السياسي".

 

الصورة استحضار للرموز

إن تحديد دلالة الأشياء ومرجعيتها استنادا إلى رمزية الصور، أصبح أمرا شائعا في الصحافة العالمية. تتوزع الصور في أنماط متمايزة، ويمكن القول إن سلسلة من الصور التي ينتظم نشرها في سياق مكاني أو اجتماعي محدد، بوسعها أن تخلق رموزا حسية وشعورية تنسجم مع التعبيرات النفسية والبلاغية السائدة، أو أن تقوم بهدم ما يمكن هدمه من المعاني النمطية المتعارف عليها. بوسعنا اليوم أن ننظر إلى صورة واحدة محددين الرمز التي تشير إليه، لكن تذكر هذا الرمز وإدراكه يعتمد بشكل أساسي على مستوى استحضار عناصر تلك الصورة وتكرارها كل مرة في القصص الصحفية. وفي السياق، يقول الباحث في مجال الصورة محمد فاتي: "إذا كان لصورة ما بُعد حركي فإن لها بعدا لغويا أيضا، فصورة واحدة قد تساوي الكثير من التعبيرات والدلالات النفسية، ولهذا يمكن القول إن التعامل مع الصورة هو بمثابة التعامل مع النظام اللغوي".

على سبيل المثال، في حادثة قتل الصحفي خاشقجي، يتم التعامل مع شعار المملكة العربية السعودية الذي يتوسط ببروز في باب فولاذي للسفارة، على أنه أحد رموز تلك القصة ومعالمها التي تستحضر باستمرار. بعض وسائل الإعلام تبنت هذا الأمر إلى الحد الذي جعل من صورة باب السفارة الفولاذي مع شعار المملكة موضوعا للكثير من التقارير والتسريبات الصحفية حتى بعد أشهر من وقوع الجريمة. قد يلحظ المتابع أيضا أن هذه الصورة استخدمت في مواضع كثيرة بديلا عن شح الصور المتصلة ببعض موضوعات التسريبات. اليوم يمكن استحضار مشاعر الصرامة، والكتمان، والسلطوية في صورة واحدة استخدمتها وسائل الإعلام لتعبر عن محاولات طمس الحقيقة خلف الأبواب الموصدة، أو عزل الحقيقة خلف أبواب فولاذية يصعب اختراقها. إن صورة واحدة كهذه الصورة لا يمكنها تأدية دور رمزي لوهلة واحدة، لكن التعبير والتكرار الدائم لها يخلق اتجاها منفردا لدى المتلقي.

مثال آخر تحدثت عنه الصحفية المتخصصة في القضايا السياسية مي محمود: "لا يمكنني تجاوز تلك الصورة الصحفية التي قدمتها وسائل الإعلام على أنها أول لقاء رسمي يجمع ابن الصحفي جمال خاشقجي وهو يصافح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.. عندما وصفت وسائل الإعلام هذه الصورة بأنها لقاء القاتل بالضحية، محللة معالم الوجه والغضب والفتور الذي رافق لحظة المصافحة، فإنني اعتبرت ذلك تقليلا حقيقيا من شأن هذه الصورة القاتمة والسوداوية التي يمكنها أن تدفع بالكآبة.. إنها صورة رمزية بامتياز لأنها تضع المتابع أمام ندين حقيقيين، أحدهما يملك السلطة والقوة، ليدفع بانكفاء الآخر وتلاشيه ودفعه للمصافحة والاستسلام.. إنها أكثر الصور تعبيرا عمّا أسميه قانون الغاب في عالم السياسة".

 

الصورة وحلول الصحافة في القضايا المعقدة

أمام متابعات قد تمتد لأيام وأشهر، هل تجد في الصورة مخرجا للقضايا المعقدة؟ غالبا لا يتم التعاطي مع سريالية الجرائم ودمويتها عبر وسائل الإعلام بالكثير من التفاؤل. في قصة محزنة لصحفي سعودي يذهب إلى قنصلية بلاده ويختفي بعدها نهائيا، ومع الكثير من الصور التي تؤكد حدوث هذه الجريمة وتكامل تتابعها الزمني بصريا، بدءا من دخول القنصلية وحتى مغادرة فريق الجريمة مقرها، تبعث التكوينات البصرية بالكثير من الإحباط والسلبية على جميع الأصعدة، لكن في ظل المتابعات اليومية التي تنفذها الصحافة لقضايا قد تمتد لأشهر، يمكن اعتبار متابعة الإجراءات الحكومية بصريا أسلوبا ملائما لبث الحياة في المشاهد القاتمة. بعدد غير محدود من صور فرق التحقيق التركي التي تغطي شارع القنصلية ومقر السفارة السعودية بل وفي الغابات والمناطق المحيطة بالجريمة، تعكس الصور الصحفية بعدا جديدا ومخرجا مؤقتا للتعامل مع المشكلات. إنها تمنح المتابع انفراجا مؤقتا يفضي إليه استعداد السلطات وجاهزيتها للتحقيق رغم نجاح الصحافة المحدود في معرفة كافة تفاصيل نتائج هذه التحقيقات.

إن الصور المنتشرة لطواقم التحقيق تظهر -كما لم يظهر من قبل عبر وسائل الإعلام- فرقا بكامل الاستعداد والجاهزية ويحمل أعضاؤها المعدات اللازمة، بل وينتشر أفرادها على أسطح المباني في محاولة لتقصي ما يمكن تقصيه من خيوط الجريمة. في مدونة "الشاهد" التابعة لمنظمة الصورة العالمية، يتحدث البروفيسور في السياسة الدولية ديفد كامبل عن أهمية تجسيد الحلول في تتبع القصص الصعبة قائلا: "إن القصة الصحفية ذات الحدود الضيقة مكانيا والمتشابكة حد الصعوبة، ينبغي أن تلتزم التأثير القائم على استقراء محاولات الحلول، ويمكن أن نسمي هذا المخرج في تتبع القصص بحلول الصحافة. واستنادا إلى هذا التجسيد البصري القائم على بعث الحلول وتقديمها حتى وإن كانت آنية، فإننا يمكن أن نتعامل ونفهم هذه الصور بمزيد من الإيجابية وأنها مخرج محدود للتعامل مع المشكلات".

 

صحافة اليوم عوالم حسية مستمرة

مهما بلغت قتامة الظروف والأحداث السياسية التي تتابعها الصحافة العالمية كل يوم، فإن الحاجة إلى خلق عوالم بصرية قائمة على تقصي الأحداث ومتابعتها بفعل تأثيرات الصورة أصبحت حاجة ملحة، في ظل انتشار حملات الكذب والتزييف. إن معرض الصور الصحفية في المواقع الإعلامية الإخبارية هو بمثابة ذاكرة حسية تنقل الكثير من المعلومات والاتجاهات، دون الحاجة للرجوع إلى مهارات المحرر الصحفي أو المحلل السياسي. يقول المصور الصحفي علي الفهداوي الذي غطى عددا من الأحداث السياسية والحروب في العراق: "لا توجد صحافة دون صورة، ولا توجد صورة دون مغامرة. كمصور صحفي لا بد أن تقتنص لحظات مستمرة وجريئة في ذات الوقت. إن الأحداث الصعبة تنتج صورا يصعب تخيلها، ولكنها في ذات الوقت تمنح شعورا بالإنجاز لدى المتلقي قبل الصحفي نفسه، فكيف يمكن جمع أحداث الترقب والقلق والمفاجأة في صورة ثابتة؟ هذا ما نحتاج فعله في صحافة اليوم". 

المزيد من المقالات

الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024