ميدان الصحافة الليبية.. التدريب حاجة لا رفاهية

بينما كان يتوجه بسيارته الخاصة برفقة زميله لتغطية الأوضاع الميدانية بمنطقة "الطويشة" جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، انهال عليهما الرصاص بشكل كثيف وكأنه يأتي من كل مكان.

يقول مراسل وكالة الأخبار الفرنسية حمزة تركية إن "كل شيء كان مفاجئاً.. الخوذة الواقية من الرصاص طارت بشكل عنيف من فوق رأسي، ثم رأيت زميلي ينزف بشدة وقد نالت منه بعض الرصاصات، بالكاد تمالكت نفسي وانطلقت بسيارتي التي تحوّلت إلى ما يشبه المصفاة وابتعدت عن مرمى النيران".

الصحفيون والمراسلون الميدانيون في ليبيا يعانون من أخطار جمّة، فهذا التخصص الذي برز بشكل واضح في السنوات الخمسة الأخيرة نتيجة ما تشهده البلاد من توترات أمنية وعسكرية، يتعرض العاملون فيه لضغوطات ومشاكل خطيرة، سواء كانت مشاكل على المستوى الفني والتقني أو أخرى تتعلق بحياة الصحفيين، ورغم كل تلك الظروف، إلا أن صحفي الميدان أو كما يحلوا لكثيرين تسميته محلياً بـ"المراسل الحربي"، بات يشكّل اليوم أحد أهم الوظائف في الوسط الإعلامي الليبي. 

الأوضاع الأمنية الصعبة وعدم استقرار حركة الطيران من ليبيا وإليها، جعلت كثيرا من وسائل الإعلام الدولية تعتمد على مراسلين محليين لتغطية الأوضاع الميدانية، إلى جانب وجود مراسلي القنوات المحلية التي بات جلها يبث من خارج البلاد للأسباب ذاتها. 

يضيف تركية: "المراسل الميداني يعتبر شيئا جديدا في ليبيا، وقد جذب هذا المجال الكثير من الشباب، لكن الخطير في الأمر هو عدم وجود توعية وتدريب للمراسلين الذين يجدون أنفسهم في ميادين قتال عنيف، وفي كثير من الأحيان يصبحون أهدافاً سهلة لأحد أطراف الصراع".

 

غياب التدريب 

ويعاني الصحفيون في ليبيا من قلة التدريب في مجال التغطية الميدانية في أماكن النزاع، وهو ما تسبب في إصابة العديد من المراسلين أثناء تغطياتهم، وبحسب مختصين فإنه كان يمكن تجنب كثير من هذه الإصابات إذا تحصّل المراسل على دورة، وإن كانت متواضعة، في أساسيات الحماية والتأمين أثناء تغطية مناطق النزاع.

ويجازف الصحفيون الشباب من أجل الحصول على صور ومقاطع حصرية في محاور القتال إما لتزويد المؤسسات التي يعملون بها وإما لنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتباهي بها، وهو تصرف يعرضهم للخطر خصوصاً أن كثيرا منهم غير معدّ أو مدرّب لمواجهة مواقف كهذه، وليست لديهم أي خبرة في اتخاذ تدابير الأمان والانسحاب عند تعقد الأمور. 

مؤخراً، ومنذ الهجوم المسلح الذي أطلقته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس في 4 إبريل الماضي، أصيب ما لا يقل عن 32 صحفيا وفقاً لسجلات التوثيق بالمركز الليبي لحرية الصحافة -مركز غير حكومي- وهو ما دعا إدارة الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية في حكومة الوفاق إلى مطالبة الصحفيين والإعلاميين بضرورة اتخاذ كافة التدابير وعدم تعريض أنفسهم للخطر، والحفاظ على سلامتهم الشخصية أثناء تغطية أخبار الجبهات.

 

ضعف التنسيق الرسمي 

غير أن الخلل لا يقتصر فقط على ضعف التدريب، فكثير من الصحفيين والجهات المختصة اتهمت حكومة الوفاق بالتقصير في واجبها تجاه الصحفيين وتنسيق عمليات دخولهم إلى جبهات القتال، إضافة إلى عدم وجود معدات الحماية اللازمة والتي يمكن للحكومة أن توفّرها في أوضاع كالتي تمرّ بها ليبيا، هذا القصور جعل المراسلين والصحفيين يعتمدون في دخولهم إلى ميادين القتال على علاقاتهم الشخصية بالمقاتلين. 

مصور قناة الجزيرة ناصر جبريل الذي أصيب بمحور الطويشة برفقة تركية يقول إن ظروف العمل باتت صعبة جدا في غياب التنسيق ومكتب إعلام تابع للحكومة يلجأ إليه الصحفي عند قيامه بعمله.

ويضيف جبريل: "لا يوجد تنسيق ولا أي جهة يمكن التعامل معها، نقوم بالتحرك عبر علاقاتنا الشخصية بالمقاتلين على أرض المعركة، وهو أمر محفوف بالمخاطر، آخر مرة كنت في الميدان وجدنا أنفسنا في مرمى نيران قوات تابعة لحفتر، رغم إبلاغنا من قبل بعض المقاتلين بأن الطريق آمن، وهو ما تسبب في إصابة خطيرة في كتفي استوجبت خضوعي لعمليتين جراحيتين خارج ليبيا".

ويطالب جبريل بضرورة وجود جهة رسمية يجري التعامل معها وتيسر دخول الصحفيين إلى المناطق التي تشهد توترات أمنية لتفادي الكثير من المشاكل والخروقات، إلى جانب ذلك يشدد زميله تركية على أهمية أن يتم توفير دورات تدريبية للمراسل والتصوير الميداني في مناطق النزاع.

توفير معدات الحماية

من جهته، أرجع مدير المركز الليبي لحرية الصحافة محمد الناجم ازدياد عدد الإصابات في صفوف الصحفيين إلى عدم الالتزام بارتداء معدات الحماية والأمن والمتمثلة في الخوذة والصدرية الواقيتين من الرصاص.

"جزء كبير من الإصابات متعلق بعدم ارتداء معدات الحماية اللازمة، إما بسبب إهمال الصحفي لذلك أو لعدم توفرها، ونحن في المركز نعمل على توفير هذه المعدات لكننا نواجه بعض الصعوبات؛ لأن بعض الشركات ترفض توريدها كونها معدات شبه عسكرية في ظل استمرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا المفروض من الأمم المتحدة".

الناجم يشير إلى أن حكومة الوفاق وحفتر يعتمدان على فريق خاص بهما لتوثيق الأحداث، بينما يسعى كثير من الصحفيين المستقلين للوصول إلى ميادين القتال دون تنسيق مع الجهات الرسمية إن وجدت، وهو ما يجعلهم دون حماية كافية أثناء تغطيتهم، داعياً الصحفيين إلى عدم الحضور في مناطق القتال دون إعلام الجهات الرسمية مع ضرورة الالتزام بمعدات الحماية اللازمة. 

 

الصحفيون في مرمى النيران 

لم يسلم كثير من الصحفيين المحليين أو الأجانب الذين يعملون ميدانيا على تغطية الأحداث في محاور القتال من الاستهداف، حيث تعرض الصحفي عبدالعزيز عيسى والمصور وليد زرموح إلى إصابات بشظايا قصف جوي بينما كانا يقومان بتغطيتهم الصحفية، كما اعتقل مسلحو "الكاني" بمدينة ترهونة -قوة غير نظامية تابعة لحفتر-  لأكثر من 20 يوما صحفيي قناة ليبيا الأحرار محمد القرج ومحمد الشيباني أثناء تغطيتهما الاشتباكات جنوب طرابلس في مايو الماضي، قبل أن يطلق سراحهما بعد أن أثيرت قضيتهما محليا ودوليا، إضافة إلى تعرض الصحفي المصور المجري "جرجيلي سابو" التابع لتلفزيون (آر تي إل) المجري لإصابة أثناء قصف طيران حفتر لمحور صلاح الدين جنوب طرابلس. 

 

التدريب يعني الحماية 

وبخصوص التدريب يقول تركية: "ربما أكون من بين الصحفيين المحظوظين في ليبيا، فقد سبق أن حصلت على دورة تدريبية مكثفة في الخارج واستفدت منها كثيراً، ورغم كل ذلك فقد أصبت ثلاث مرات، ولو لم أكن ملما ببعض إجراءات السلامة التي مكنتي من الخروج بأقل خسارة ممكنة، لكان الوضع أخطر بكثير".

تركية يطمح إلى افتتاح مركز تدريب في ليبيا حتى يتمكن من توعية زملائه الصحفيين الذين قد يجدون صعوبة في السفر إلى الخارج لتلقي مثل هذه الدورات التي قد تكون في العادة مرتفعة التكليف.  

"أحياناً ينتابني شعور بأنني لن أعود إلى هذه المهنة، خاصة في الموقف الأخير الذي تعرضت له، فقد كان بيني وبين الموت ربما سنتيمترا واحدا بعد أن نزعت الرصاصة الخوذة الواقية من فوق رأسي، لكنني وبعد أخذ قسط من الراحلة أجد نفسي في الميدان من جديد".

الصحفيون في ليبيا باتوا بين خيارين لا ثالث لهما، إما العمل في هذه الظروف الصعبة وإما التخلي عن مهنتهم والبحث عن مهنٍ أخرى، ما جعل منظمات دولية ومنها مراسلون بلا حدود تصف ليبيا بالثقب الأسود للأخبار والمعلومات؛ بسبب صعوبة العمل الصحفي في ليبيا نتيجة لارتفاع الانتهاكات ضد الصحفيين وتعرضهم للمخاطر، وهو ما أجبر كثيرا منهم إلى الهجرة صحبة وسائل الإعلام المحلية إلى خارج البلاد. 

* الصورة: عمر سبحاني - رويترز 

 

 

المزيد من المقالات

إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024