صحفيات على خطوط النار

صحفيات على خطوط النار

يوقعن حضورهن في كل الساحات المشتعلة. ينافسن على  الخبر والصورة، على الجوائز الكبرى للتقارير الميدانية، ثم لا يتخلفن عن قوائم الضحايا النازفة دماؤهم في ساحة الشرف الإعلامي المهني. وإن جنح الانطباع العام إلى أن هذه الجرأة النسائية في تغطية النزاعات المسلحة حديثة العهد، طفحت بها العقود الأخيرة، فإن التاريخ يسجل بصمات أكيدة للصحافيات اللواتي انبرين منذ بدايات القرن العشرين لرواية الفصول الدموية من التاريخ البشري بأصواتهن الخاصة. صحافة الحرب لا تخرج عن منحى التأنيث الذي يطبع مختلف الأنشطة الانسانية، المدنية منها والعسكرية. المرأة تمارس فعل الحرب في صفوف الجيوش والميليشيات، بقدر ما تنخرط في الشهادة عليه من موقع الممارسة الصحافية.

 

حضور مبكر في الجبهات

 يشير سجل الصحافة النسائية في مناطق النزاع إلى أن النمساوية أليس شاليك Alice Schalek كانت أول مصورة حربية. وفي متحف الحرب العظمى ببريطانيا، تحفظ مجموعة صور لنساء صحفيات غطين الحرب، تعود إلى 1917. في الحرب العالمية الأولى كن ينحدرن أساسا من إنجلترا والنمسا. في الحرب العالمية الثانية، اتسع المشهد لنساء صحافيات من الاتحاد السوفياتي، فرنسا، اليونان، فنلندا، هولندا، النرويج، الولايات المتحدة وحتى من جنوب إفريقيا. كن أكثر من 120 صحافية ومصورة معتمدة لتغطية الحرب.

في الحرب الأهلية الاسبانية (1936-1939)، اتخذت تغطية الحرب بعيون نسائية بعدا دوليا. بعضهن كن إلى جنب الجمهوريين وأخريات دعمن بالكاميرا صف القوميين. واحتفظت ذاكرة هذه الحرب بسقوط الصحفية المصورة جيردا تارو Gerda Taro أثناء تغطيتها للمعارك (1). 

من الحرب الأهلية الاسبانية (1936) حتى الغزو الأمريكي لباناما، كانت مارثا كيلهورن Martha Gellhorn (1908-1998)، شاهدة على حروب القرن العشرين. هي إحدى زوجات الكاتب إرنست هيمينغواي، تقاسمت معه الكتابة الأدبية والكتابة عن الحرب معا، وتقاسمت معه الإقامة الكوبية أيضا. سجلت مارثا حضورها في الحرب العالمية الثانية بتغطية إنزال القوات الأمريكية الشهير في النورماندي، ولم لكن لها أن تفوت حرب الفيتنام والسالفادور لتواكب في ال 81 من عمرها اجتياح أمريكا لباناما.

مع ذلك ظل وجود الصحافيات على ساحات الحروب استثناء ناضلن ضده من منطلق المساواة والقدرة المهنية المتكافئة على إنجاز المهمات ولو في ظروف بيئة معادية. في المقابل ظلت المؤسسات الإعلامية مترددة في إيفاد صحافيات إلى مناطق الحروب ولو من منطلق أمني حمائي أكثر منه بقصد تمييزي إقصائي. في فرنسا، بداية التسعينيات، منحت مؤسسة TF1 الفرصة لكارولين سينز Caroline Sinz لتغطية ساحة من الساحات المشتعلة للبلقان. تقول كارولين: "كانت حرب كوسوفو، في 1999، فرصتي. لا أحد أراد الذهاب. فكنت اختيارا في غياب المرشحين" (2).

أما في العالم العربي، فلم يكن استثناء من هذه الحركية النسائية في صحافة الحرب. فقد تضافر ظهور الفضائيات ذات التغطية الواسعة مع انفجار بؤر النزاع في ربوعه، وخصوصا في خضم انتفاضات الربيع العربي، ليفسح المجال أمام بروز عدد من الصحافيات العربيات اللواتي اخترقن مناطق النار بمهنية وجرأة لا تقل عن تجربة زملائهن.

 

1
 الصحفية النمساوية  أليس شاليك (1874 - 1956) كانت أول مصورة حربية (غيتي).

 

قائمة الضحايا تتأنث

لقد جاءت حروب الألفية الجديدة، التي اتخذت في معظمها طابعا أهليا، مع ما يرافقها من خصائص ميدانية معقدة، وقواعد اشتباك ملتبسة، لتتفتح قائمة لا محدودة من الصحفيين والصحافيات الذين يسقطون على الميدان وهم بصدد تغطية الحروب التي يراد لها أن تشنن أحيانا في صمت، وظلام.

في السادسة والعشرين من عمرها، كانت كامي لوباج Camille Lepage، تواصل مغامراتها على خطوط النار من قارة لأخرى، حين لفظت أنفاسها بإفريقيا الوسطى في ماي 2014. مفعول صدمة لدى رأي عام يدهش لاختيارات مهنية وإنسانية "غريبة" تقدم عليها فتاة في ربيعها، أخطأتها النيران في أفغانستان وجنوب السودان لتموت في مهمة خاصة على الحدود بين افريقيا الوسطى والكاميرون. برصاصة في الرأس، وقعت المصورة الصحفية يوم 12 ماي 2014 في الطريق لتغطية مشكل استغلال مواقع للماس، أحد مصادر تمويل الحروب في القارة.

قبلها، في فبراير 2012 كانت الصحفية الأمريكية الشهيرة ماري كولفين Marie Colvin قد سقطت في حي بابا عمرو، مركز استهداف النظام السوري لمدينة حمص. كانت مراسلة "سنداي تايمز" في منتصف عقدها الخامس، قد حازت العديد من الجوائز منها "جائزة الشجاعة في الصحافة" التي تمنحها المؤسسة الدولية لنساء الاعلام. هي الشجاعة التي كلفتها قبل ذلك إحدى عينيها في سريلانكا خلال انفجار عام 2001. وظلت الواقية السوداء المثبتة على عينها المفقودة لواء مميزا لمسار مهني استثنائي.

في العراق، أصيبت السويسرية فيرونيك روبير Véronique Robert من تلفزيون فرنسا في لغم  بالموصل قتل أيضا زميلين لها عراقيا وفرنسيا، فأسلمت الروح بمضاعفات الإصابة. كانت الصحفية المختصة بقضايا الشرق الأوسط، تعد روبورتاجا للبث في البرنامج المعروف "مراسل خاص" على قناة فرانس 2.

 

2
 مراسلة الجزيرة زينـة خضر خلال تغطيتها في الموصـل فـي تشــرين الثاني/نوفمبــر 2016 (تصوير: آلدم ســيموندس - كتاب الصحافة في زمن الحرب - معهد الجزيرة للإعلام).

 

مقاربة النوع..تمييز إيجابي؟

لئن كان الموت قدرا لا يفرق بين الرجل والمرأة من الصحفيين الذين يغطون الحروب، سواء في سياق حوادث عرضية أو ضمن عمليات استهداف ممنهجة لتصفية الشهود من مسرح الجريمة، فإن سؤال النوع يبقى حاضرا على مستوى الاعتداءات ذات الطابع الجنسي التي سجل تناميها في خضم النزاعات الأخيرة وخصوصا في الاضطرابات الداخلية، التي وان كانت لا تدخل ضمن تعريف القانون الدولي للحرب، إلا أنها تتقاسم بعض خصائصها الميدانية وحتى المعيارية.

لقد اتخذ الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له لارا لوغان Lara Logan مراسلة CBS بميدان التحرير بالقاهرة بعدا إعلاميا وحقوقيا دوليا وصل إلى حد دعت معه "مراسلون بلا حدود" المؤسسات الإعلامية إلى وقف إيفاد نساء صحافيات مؤقتا، عقب تسجيل ما لا يقل عن ثلاث حالات مماثلة بالميدان.

كان تنامي حضور النساء ضمن الصحفيين الذين يغطون المناطق الخطرة مندرجا ضمن قناعات مترسخة بالمساواة بين الجنسين والايمان بالقدرة على الإنجاز وخوض المغامرة تحت ضغط المخاطر القصوي، لكن حوادث الاعتداء الجنسي خلخلت المشهد وتجدد معها الجدل حول إمكانية صياغة مقاربة للنوع تؤطر الحضور النسوي في المهام الخطرة بمناطق النزاع.

في المقابل، يبدو أن الصحافيات اللواتي يتغذين على شغف مهني بقصص تروى على حافة الخطر، رفضن الدخول في أي منطق ينطوي على تنازلات أو اشتراطات ولو بداعي الحماية.

كارولين سينز Caroline Sinz، من التلفزيون الفرنسي، تعرضت لاغتصاب مماثل تسعة أشهر بعد زميلتها لارا، في نفس المكان. كان لافتا خروجها العنيف ضد موقف "مراسلون بلا حدود". لقد تمسكت بممارسة المهنة على قدر المساواة بين الجنسين. في حديث لمجلة "revue civique" قالت : "حينما يتعلق الأمر بامرأة تعمل مراسلة في ميادين صعبة، فإننا بالتأكيد ضد هذه الفكرة لأننا كافحنا من أجل الوصول إلى ما وصلنا إليه وسيكون منع النساء من الالتحاق بمناطق الحرب نكوصا حقيقيا".  في مراكز إدارة التحرير نسأل غالبا: "هل أنت متأكدة من رغبتك في الذهاب؟" هل لديك أطفال، فكرت جيدا؟". سؤال الأطفال لا يطرح أبدا على الرجال (3). 

نفس الرأي تشاطره إيزابيل ستايس Isabelle Staes من فرانس 2، التي تعرضت في رواندا عام 1994 لإصابات بالغة والاحتجاز لمدة 48 ساعة. بالنسبة لها إنها مهنة شجاعة وشغف "لم أشعر قط بأي اختلاف بين الرجل والمرأة في ممارسة هذه المهنة" (4). 

في المقابل، ترفض غالبية الصحافيات تخصيص معاملة متميزة لهن مقارنة مع نظرائهن الرجال. بل أكثر من ذلك، تقول غريتشن بيترز Gretchen Petrs التي غطت أوضاع باكستان وأفغانستان لمدة فاقت عقدا من الزمن إن الصحافيات في مجتمع محافظ مثل المجتمعات المسلمة لهن حظ أفضل في الوصول الى المعلومات بالنظر الى قدرتهن على الوصول الى نصف المجتمع (النساء) المحظور على الرجال (5). 

نفس الطرح تؤكده الفرنسية آن نيفا Nivat Anne، الصحفية المستقلة التي غطت حروب العراق وأفغانستان والشيشان في كتاب  Chienne de guerre (2001)، فقد اعتبرت أنه من الأسهل بالنسبة للصحفيات تغطية النزاعات داخل المجتمعات المسلمة (6). 

ولعل شهادة صحافية عربية عن الواقع العربي في ارتباط مع مسألة النوع (الجندر) في تغطية الحروب، أكثر دقة وحرارة ميدانية. تقول زينة خضر، مراسلة "الجزيرة"، ذات التجربة الغنية بمناطق التوتر، في مقابلة أجراها معها عواد جمعة على موقع "معهد الجزيرة للإعلام"، إن الجندر يكون نعمة أحياناً ونقمة أحياناً أخرى. "ففي بعض الأوقات يرفض رجال من مجموعات معينة التحدث إلي لأني امرأة ولكني أعتقد أن هناك طريقة للتعامل مع الأمر. برأيي إن ذلك مرتبط بكيفية مقاربتك للناس إذ عليك أن تتصرّف بشكل مختلف، حازم وليس عدوانياً. فمجرّد كوني امرأة لا يعني أنّي أضعف من الباقين. كما عليك أن تكسب ثقة الناس، إذ إن الأمر برمّته مرتبط بالثقة وبكيفية تقديم نفسك للناس. والمراسلة التي تتمتع بالخبرة ستكسب الاحترام أكثر من مراسل عديم الخبرة غير قادر على إظهار الثقة بالنفس والتفهّم".

وتضيف زينة خضر أنه "إذا جعلت رجلاً يشعر بأنه شقيقك وأن لديه مسؤولية الحفاظ على سلامتك، فهذا عامل مساعد. ففي العالم العربي ثمة نزعة لدى الناس بأن من واجب الرجال حماية النساء ومعاملتهنّ كشقيقات" لتخلص بالتالي إلى أن "الأمر يرتبط بكيف تقارب الناس وكيف تتصرف وكيف تقدّم نفسك. وبمجرد أن تكسب احترام الناس، من المتوقّع أن يساعدوك" (7). 

 

الأفق: تكوين في تدبير المخاطر

إن الموقف المبدئي الذي يقدم منطق المساواة على مقاربة الجندر، ويرفض أي تمييز إيجابي، لا يرفع واقع المؤشرات التي تفيد بأن المخاطر والانتهاكات التي تواجهها الصحافيات في قيامهن بمهام خطرة تتصاعد. دراسة أنجزها المعهد الدولي لسلامة الأخبار INSI في 2010 خلصت إلى أن صعوبات خاصة تواجهها النساء. وأفضت الدراسة التي مولتها الوكالة السويدية للتعاون من أجل التنمية الى أن أزيد من 80 في المائة من الصحافيات المستجوبات تحدثن عن اعتداءات جسدية وتحرشات مختلفة تعرضن لها أثناء مهامهن.

تظل حالات الاعتداء على الصحافيات قليلة بالمقارنة مع زملائهم، لكن لا يمكن إغفال المنحى التصاعدي في عدد الضحايا، والذي سجلته المنظمات الدولية منذ سنوات. من خمس قتيلات عام 2012، انتقل العدد إلى عشرة عام 2016، حسب البرنامج الدولي لتطوير الاتصال التابع لليونسكو. أما نسبة القتلى من النساء مقارنة مع الرجال، فارتفعت أيضا من 4 في المائة عام 2012 الى 10 في المائة عام 2016 لتصل الى 14 في المائة عام 2017.

بين المقاربة المساواتية الحقوقية ومراعاة الواقع الملموس الذي يفيد بأن المرأة معرضة أكثر من غيرها، خصوصا في مناطق بعينها، لمخاطر مضاعفة، بما فيها خطر الاعتداء الجنسي، يتواصل الجدل، ليبقى الحسم عمليا بيد رؤساء التحرير ومدراء المؤسسات الاعلامية الذين قد يغلفون قرارات انتداب الصحافيين لساحات الحروب بدواعي مهنية حتى وإن كان المراد في الحقيقة إقصاء النساء من خوض المغامرة الاعلامية على ميدان الحرب.

وبرغم الشواهد الأخيرة حول الاعتداءات التي تعرضن لها، فإن أنصار المقاربة المساواتية يؤكدون أن النساء الصحافيات لسن أقل قدرة على المقاومة في مناطق النزاع. وجاءت الدراسات النفسية للبروفيسور أنتوني فينستين حول انعكاسات تغطية الحروب على الصحة النفسية للمراسلين، لتؤكد أن النساء لسن أكثر معاناة من أعراض ما بعد الصدمة والاضطرابات العصبية والنفسية للحرب.

ورغم كل التقدم المحقق في النظر إلى حقوق المرأة من باب المساواة، تجمع شهادات الصحافيات على أن الأحكام المسبقة السائدة تشكل عدوا حقيقيا لهن (8).

والواقع أنه يصعب في سياق تعلو فيه مقولات المساواة بين الجنسين، إقرار سياسات تدبيرية إعلامية مانعة للصحافيات من المشاركة في انجاز مهام التغطية الإعلامية في مناطق الحرب، ولو بدافع الخوف على سلامتهن، وما يبقى مطروحا بالتالي هو تعزيز آلية الحماية على مستوى التكوين والتحسيس من أجل تدبير أمثل للمخاطر، يؤخذ فيه سؤال الجندر بعين الاعتبار، من حيث تمكين الصحافيات من استحضار الخصوصيات السوسيولوجية للبيئة موضوع التغطية الاعلامية، ضمن ترسانة السلامة الشخصية.

 

 

 

مراجع:


[1] Beckers, Marion et Moortgat, Elisabeth: Regards féminins sur la guerre. ARTE. 2 mars 2016. https://info.arte.tv/fr/le-regard-feminin-sur-la-guerre.

[2] Véronique Groussard: Journaliste agressée au Caire: France 3 refuse son témoignage en direct. L'Obs. 01 décembre 2011: https://www.nouvelobs.com/monde/20111130.OBS5709/journaliste-agressee-a….

[3] Caroline Sinz: Retour sur viol, Place Tahrir.  La revue civique. Printemps-été 2012. In : http://revuecivique.eu/articles-et-entretiens/responsabilite-des-medias/caroline-sinz-retour-sur-viol-place-tahrir/

[4] Caroline Sinz, violée en Egypte, en colère contre Reporters sans frontières. Purepeople 28 Novembre 2011. Disponible Sur: http://www.purepeople.com/article/caroline-sinz-violee-en-egypte-en-col… ..

[5]Joanne M Lisosky and Jennifer R Henrichsen War on Words: Who Should Protect Journalists? Praeger (July 13 2011). p 166.

[6] Ibid, P 167.

[7]  دروس من مراسلة حربية.. مقابلة مع زينة خضر. إنجاز عواد جمعة. معهد الجزيرة للاعلام. 10 يوليو 2019.

https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/792

[8] Saadé, Sabine: Femmes reporters de guerre au Moyen Orient entre mythes et realites. Skeyes – Beyrouth. September 10, 2012: http://www.skeyesmedia.org/fr/a/Articles/Femmes-reporters-de-guerre-au-Moyen-Orient-Entre-mythes-et-ralits

 

More Articles

Suffering in silence - the Kashmiri journalists facing a mental health crisis

THE LONG READ: Al Jazeera Journalism Review has interviewed more than 20 journalists in India-controlled Kashmir who are facing exhausting, insurmountable obstacles to doing their jobs safely every single day

Adil Akhoon
Adil Amin Akhoon, Khalid Bashir Gura Published on: 29 May, 2023
How to analyse satellite imagery

When you have a story, but still need to tie up loose ends to answer where or when a particular event occurred, satellite imagery can point you in the right direction

Sara
Sara Creta Published on: 25 May, 2023
OSINT: Tracking ships, planes and weapons

Tracking ships and planes is an increasingly valuable technique in open-source investigations carried out by journalists. In part 4 of our special series, we examine how it works

Sara
Sara Creta Published on: 18 May, 2023
How social media bans have crippled journalism in India’s Punjab

The Indian government has ordered social media platforms to block hundreds of accounts of journalists and activists

Meer Faisal
Meer Faisal Published on: 16 May, 2023
Tear gas and internet blackouts - reporting on protests in Pakistan

REPORTER'S NOTEBOOK: Following the arrest of former Prime Minister Imran Khan, violence has erupted across Pakistan. For journalists, it is like reporting from the centre of a storm

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 14 May, 2023
Remembering Shireen; my colleague and a 'role model for professionalism'

On the eve of the first anniversary of the killing of Shireen Abu Akleh, Al Jazeera's Senior Correspondent in Palestine, her colleague commemorates the compassion, integrity and professionalism which made her the extraordinary journalist and human being that she was

Walid
Walid Omary Published on: 10 May, 2023
Planning and carrying out an open-source investigation

Part three of our special series of articles on using OSINT in journalism. This time, follow our four steps to completing an open-source investigation

Sara
Sara Creta Published on: 9 May, 2023
What is an open-source investigation?

In the second part of our special series on using open-source intelligence in journalism, we look at what constitutes and open-source investigation

Sara
Sara Creta Published on: 4 May, 2023
How misinformation in the media wreaked havoc on an Indian village

When journalists - and social media ‘influencers’ claiming to be journalists - aimed for sensationalism and did not check their facts about the outbreak of the HIV virus in an Indian village, the results were devastating

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 1 May, 2023
Using open-source intelligence in journalism

Where once journalists relied on sources for information - also known as ‘human intelligence’ (HUMINT) - they now increasingly rely on ‘open-source’ intelligence (OSINT) gathered from the internet, satellite imagery, corporate databases and much, much more

Phil
Phil Rees Published on: 12 Apr, 2023
Why is life so dangerous for Pakistani journalists?

Pakistani journalists face huge danger in the course of carrying out their work. Why is so little being done to address this?

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 6 Apr, 2023
Investigating the assassination of my own father

As a journalist, reporting on the murder of my father meant answering questions about my own position as an objective observer

Diana Lopez
Diana Lopez Zuleta Published on: 3 Apr, 2023
‘I have disturbing dreams’ - the reporters suffering mental trauma on the job

Remaining objective while bearing witness to atrocities and suffering abuse from authorities is taking its toll on the mental health of journalists in India

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 20 Mar, 2023
Understanding data journalism

Data journalism is about much more than just sorting through facts and figures. In the first part of our series, we look at what constitutes data-based storytelling

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 16 Mar, 2023
Why are journalists being prevented from reporting on the earthquakes? 

Media workers have played a vital role in ensuring help arrives for earthquake victims in Turkey, but many claim they are being prevented from doing their jobs

Aidan
Aidan White Published on: 5 Mar, 2023
Field notes from an earthquake - reporting on human misery

REPORTER'S NOTEBOOK: Where do you draw the line when covering human suffering? When does reporting on a devastating earthquake cross over from objective journalism to tasteless voyeurism?

Ilya
Ilya U Topper Published on: 20 Feb, 2023
‘I reported the truth - and was taken to jail’ - the journalists in prison in India

Indian journalist Siddique Kappan has been released after more than two years in prison just for doing his job. We talked to him and others who have been arrested or imprisoned

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 15 Feb, 2023
‘Leading the voiceless’ - how low-caste Indian journalists are crowdfunding their own newsrooms

Dalit representation in Indian media organisations is very low. Some journalists from the lowest Hindu caste are finding innovative ways to start up their own news platforms

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 13 Feb, 2023
Investigative journalism: Handling data and gathering evidence

Data is only one part of the investigative story. In Part 5 of our series on investigative journalism, we look at different methods of gathering evidence

Malak Khalil Published on: 9 Feb, 2023
Investigative journalism: Going undercover 

Covert operations for a journalistic investigation should be undertaken as a last resort only. In Part 4 of our series on investigative journalism, we explore the best ways to go undercover

Malak Khalil Published on: 2 Feb, 2023
‘They called us agents of imperialism’ - remembering the bombing of Zimbabwe’s Daily News

Twenty-two years after the bombing of a newspaper printing plant in January 2001, the perpetrators are still at large - and a state-sanctioned assault on a free press continues

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 30 Jan, 2023
Investigative journalism: How to develop and manage your sources

Your sources are the backbone of any investigation. In Part 3 of our series on investigative journalism, we look at how to find, foster and manage them

Malak Khalil Published on: 26 Jan, 2023
Investigative journalism: Hypothesis-based investigations

What is a hypothesis-based investigation, how do you come up with one and how do you investigate and prove it? Part 2 of our series on investigative journalism

Malak Khalil Published on: 19 Jan, 2023
Investigative journalism: What should you investigate?

In the first of our series on investigative journalism, we look at how journalists decide what to investigate

Malak Khalil Published on: 12 Jan, 2023