الإعلام المقدسي الذي هدم سردية الاحتلال

الإعلام المقدسي الذي هدم سردية الاحتلال

لعب الإعلام المقدسي دورا مهما في توجيه المجتمع وتثقيفه بشكلٍ عام، عبر إيصال المعلومة ورفع الروح المعنوية، كما أنه وتشكيل وسيلة اتصال وتواصل بين المنتفضين، وبث المشاهد المصورة وبيانات التوعية، والإرشادات الأمنية، وأبجديات العمل المقاوم.

وعلى الرغم من التحديات، يستمر الإعلاميون المقدسيون إلى جانب النشطاء في نقل الصورة للمساهمة في مقاومة المحتل، لا سيما في مدينة تبقى قضيتها عادلة، وتصنع أحداثا يومية تفرض نفسها على الرأي العام.

تحديات قديمة متجددة

يصعب تحديد عدد مؤسسات الإعلام المشتغلة بمدينة القدس؛ حيث تتوفر أغلب المؤسسات الكبرى  إما على مكاتب أو على مراسلين، حسب الأستاذ عبد الله معروف مسؤول الإعلام والعلاقات العامّة في المسجد الأقصى سابقا؛ ذلك لأنها واحدة من أكثر النقاط سخونة في العالم، ولأهميتها الدينية والسياسية والاجتماعية.
أما المؤسسات الإعلامية الفلسطينية أو المقدسية، فيرى معروف أنها غير موجودة داخل مدينة القدس بشكلٍ دائم وثابت؛ لمحاربتها من قِبل قوات الاحتلال، وتعرّضها المتكرر للمضايقات في نقل صوت القدس وصورتها للعالم الخارجي.
يخضع الإعلام المقدسي منذ 1967 حتى الآن لنوعين من التشريعات: الأول هو قانون المطبوعات لسنة 1933، والذي يُعَدّ بمثابة التعديل الذي أجرته بريطانيا على قانون المطبوعات العثماني، والآخر هو قانون الدفاع "الطوارئ" الذي شكل ركيزة أساسية اعتمدها الاحتلال لإطلاق عقال الأوامر العسكرية الإسرائيلية التي تتحكم بما تريد ومتى وكيف تريد.
وبناءِ على ذلك، بقيت الصحف الصادرة في القدس الشرقية المُحتلة خلال تلك الفترة تُرسَل إلى الرقيب العسكري ليُصادق على صدورها أو رفضه؛ فيحذف ما يريد من المواد التي يعتبرها تحريضية أو مثيرة للعنف، أو من شأنها أن تؤثر على أمن إسرائيل، أو تُعبر عن المشاعر الوطنية (وهذا ما يعتبره الرقيب معاديا لسياستها ومنافيا لها).

وفي وقتٍ مبكر، تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف قطاع الإعلاميين المقدسيين؛ حيث أغلقت سلطات الاحتلال ثمانين مؤسسة إعلامية مقدسية في الفترة بين 1980-1999، وفق الأستاذ خالد أبو عرفة في دراسته بعنوان "المقاومة الفلسطينيّة للاحتلال الإسرائيلي في بيت المقدس".

وكان من نتائج اتفاقية أوسلو وتشريع السلطة الوطنية الفلسطينية العام 1993، أن انتقلت بعض المؤسسات الإعلامية من مدينة القدس إلى مدينة رام الله شمالا، الأمر الذي ساعد على تشتيت الإعلامين وتقليل وجودهم داخل المدينة، كما زادت الاتفاقية من سعي الاحتلال في ملاحقة القادة الوطنيين -ومعظمهم يعمل في القطاع الإعلامي- وشدَّد الخناق عليهم بهدف القضاء على الحركة الوطنية في القدس. هكذا، تحولت القدس في حقبة ما بعد أوسلو إلى مدينة بلا مرجعية وطنية وبلا مركز سياسي وطني يرعاها ويتابع قضاياها ويسعى إلى حلها.

وكانت المؤسسات الإعلامية في مدينة القدس على موعد مع تضييق أشد يُفرَض من قبل قوات الاحتلال بعد كل هبة جماهيرية في المدينة؛ فالعوائق زادت بشكلٍ واضح على القطاع الإعلامي بعد هبّة باب الأسباط العام 2017، وتصاعدت أكثر بعد هبّة باب الرحمة العام 2019. ويقول معروف إنها أصبحت أشد بعد هبّة باب العامود الأخيرة، والتي بدأت في أيار /مايو  2021.

وتتنوّع سياسات التضييق على المؤسسات الإعلامية الفلسطينية في مدينة القدس. أولى هذه السياسات وأهمها يتمثل في عدم منح تصاريح لإنشاء المؤسسة الإعلامية، ومحاصرة الحاضرة منها بالضرائب والغرامات، إضافة إلى ملاحقتها بالرقابة العسكرية و"الذاتية". ويذكر معروف أن مؤسسة بيت الصحافة في مدينة القدس مثال على ذلك؛ إذ ضيّق الاحتلال عليها حتى وصل الأمر إلى سحب بطاقة الصحافة من الصحفيين العاملين لديها؛ لعدم الموافقة على التغطية الصحفية الخاصة بالمؤسسة.

ويعتمد الاحتلال في كافة إجراءاته التعسفية ضد المؤسسات الإعلامية وصحفييها على خطورة المادة الإعلامية التي حصل عليها أو أنتجها الصحفي؛ فإذا كانت مزعجة له وكاشفة لسياسته الإجرامية فإنه يُطبق عليها قانون الطوارئ العسكرية وفق ما تقتضيه مصلحته.

 

اعتداء ممنهج

رصدت لجنة دعم الصحفيين الفلسطينية في تقريرها أكثر من 36 إصابة لصحفيين في مدينة القدس لشهر أيّار/مايو 2021، من خلال استهدافهم بالرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الصوت والغاز السام، إضافة إلى الضرب والسحل ورش العشرات منهم بالمياه العادمة، لمنعهم من التغطية. كما بيّنت وكالة الأنباء الفلسطينية في تقريرها لشهر حزيران  / يونيو الماضي أن سلطات الاحتلال ارتكبت 43 انتهاكا بحق الصحفيين في الضفة الغربية بما فيها القدس، كما سجلت 3 حالات اعتداء على المؤسسات والمعدات الصحفية.

الصحفي والناشط المقدسي عبد العفو بسام (28 عاما) من مدينة القدس، يتحدث لـ"مجلة الصحافة" عن تعرضه عدة مرات للضرب أثناء تغطيته الهبّات التي شهدتها مدينة القدس على مدار عشر سنوات سابقة، وتوثيقه لاقتحامات الجنود للمسجد الأقصى، وتعرضه للاعتقال من داخل ساحاته، إضافة إلى مصادرة كاميراته ومعداته الخاصة.

وواجه بسام حُكم الإبعاد عن المسجد عدة مرات لفترات تراوحت ما بين أيام إلى أشهر، مُنِعَ خلالها من الاقتراب من ساحاته أو إحدى بواباته، وإلا كان عُرضةً لغرامات باهظة. يُبيّن بسام أن هذه الإجراءات تمس كل صحفي أو ناشط مهما كانت جنسيته في مدينة القدس، وهي عبارة عن محاولات تخويفية لصرفهم عن نقل الحدث والصورة الدّالة على جُرم الاحتلال وانتهاكاته.

"يُعتدى علينا بشكلٍ متعمَّد، ولا تُعدّ هذه التصرفات فردية أو معزولة من جنود الاحتلال؛ لأنها مكررة وممنهجة، كما أن إصابة عدد كبير من الصحفيين في مناطق مختلفة لا يمكن أن يكون عملا فرديا، بل من الواضح وجود أوامر خاصة تستهدف الصحفيين وتضيق عليهم"، يقول بسام.

ويُستدَل على ذلك بمتابعة جنود الاحتلال والنشطاء من المستوطنين للنشطاء الفلسطينيين والصحفيين على منصات التواصل الاجتماعي، والتحريض عليهم بضربهم أو اعتقالهم. وحسب بسام، فإنه "في واحدة من مرات الاعتقال تبيّن لي أن الجندي يعرفني بالاسم، ويقول لجندي آخر هذا عبد العفو، والمستوطنون هم الذين يُحرضون الجنود علينا ويقولون لهم ماذا نشرنا ويأمرونهم باعتقالنا".

 

وُجهت لبسام تُهمة التحريض على العنف؛ بسبب توثيقه اعتداء جنود الاحتلال على نساء وأطفال في مدينة القدس، وهي التهمة التي يعدها الأستاذ عبد الله معروف في غاية الخطورة إن تم تثبيتها؛ لأنها تؤدي إلى محاكم عسكرية وسجن لمدّة أقلها أشهر، وأقصاها خمس سنوات.

وحول توجيه هذه التهمة يُعلّق بسام: "الاحتلال يتهم الصحفي بأنه يحرض على العنف؛ لأنه ينقل عنف جنوده، وهو يهمّش تماما المسؤول عن العنف ويحاسب من قام بنقله!"

لم يكن الاعتداء بالضرب أو السلاح هو أسلوب الاحتلال الوحيد في الاعتداء على الصحفيين؛ إذ تعدّى ذلك بأن تُوجَّه إليهم اتهامات تخرجهم عن إطار حيادهم وموضوعيتهم، كما حصل مع صحفية الجزيرة "جيفارا البديري" التي اعتقلتها قوات الاحتلال متهمة إياها بالاعتداء على شرطية أثناء تغطيتها في حي الشيخ جراح في مدينة القدس.

في هذا السياق، يرى بسام أن الوقائع الأخيرة في القدس جعلت من النشطاء والصحفيين في الميدان والوكالات الإخبارية والفضائيات حلقة كاملة للتوثيق. "وهذه رسالة مهمّة للاحتلال؛ لأنهم إذا غيّبوا أو ضيقوا على الإعلام التقليدي في تغطية قضيتنا المشروعة، فنحن، بصفتنا نشطاء، متواجدون في الميدان ونُرسل ما وثّقناه لكافة الفضائيات. وإن اعتدى علينا الاحتلال، فإن الإعلام التقليدي ينقل أخبارنا عبر المحطات إلى العالم". هذا التعاون، حسب بسام، يرمز إلى العلاقة بين الصحافة والناشط.

يضاف إلى تُهمة التحريض والاعتداء تُهمة أخُرى تتعلّق بـ"تهديد الأمن السلمي"، وهي التهمة التي اعتُقِلت على إثرها الصحفية "منى الكرد" وشقيقها الناشط "محمّد الكرد" من حي الشيخ جراح في مدينة القدس، بسبب "تغطيتهما" قضية تهجير أهالي الحي وانتهاكات الاحتلال بحق سكانه.

 

إعدام المحتوى الرقمي

لم تقتصر ممارسات قوات الاحتلال على الاعتداءات الجسدية على الصحفيين الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم، بل تصاعد العدوان الإسرائيلي على الفضاء الرقمي والرواية الرقمية، وشمل أيضا الاعتداء على المحتوى والمضامين الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب انتشار خطاب الكراهية والتحريض على الفلسطينيين.

تمثّل هذا العدوان في فرض حصار من نوع جديد على السردية الفلسطينية؛ إذ لا يريد الاحتلال لأي محتوى فلسطيني يتحدث عن ممارساته أن يجد طريقه للنشر؛ بمبرر أنه ينتهك الخصوصية أو يحض على الكراهية. في المقابل، تعج  منصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية بمحتوى يحرض على الكراهية والعنف والقتل ضد الفلسطينيين بشكلٍ مباشر، دون المساس بأصحاب هذا المحتوى.

تعود هذه السياسات الممنهجة إلى اتفاقيات أبرمها الاحتلال الإسرائيلي مع المنصات الرقمية، تحديدا في العام 2016؛ حيث أبدت منصة "فيسبوك" استعدادها للتعاون مع السلطات الإسرائيلية في مواجهة ما يصفه الاحتلال بـ"التحريض على الإرهاب".

وزيرة القضاء آييلت شاكيد قالت، آنذاك، إن شبكة "فيسبوك" قبلت 95 في المئة من التوجيهات الإسرائيلية لها، وقامت بشطب مضامين "تحريضية"، فيما قبلت "يوتيوب" 80 في المئة من التوجهات الإسرائيلية.

وتطالب السلطات الإسرائيلية منصة "فيسبوك" بشطب مضامين تشتمل على عبارات من مثل: مقاومة، وانتفاضة، وشهيد وغيرها. وتضغط على إدارة "فيسبوك" و"إنستغرام" منذ الهبّة الفلسطينية الأخيرة لإزالة حسابات ومضامين فلسطينية؛ بمبرر التحريض.

في السياق ذاته، أعد "المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي- حملة" في حيفا داخل أراضي 48 تقريرا بعنوان "العدوان على الحقوق الرقمية الفلسطينية" ، وهو تقرير يوثّق الانتهاكات التي تعرضت لها الحقوق الرقمية الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على الفلسطينيين (في الفترة ما بين 6-19 أيار/ مايو 2021 ) واستجابة شركات التواصل الاجتماعي لهذه الانتهاكات.

ويشير التقرير إلى توثيق المركز لما يزيد عن 500 بلاغ للحقوق الرقمية الفلسطينية في الفترة المذكورة بالتعاون مع مؤسسات شريكة، ما يؤشر على ازدياد ملحوظ لرقابة وسائل التواصل الاجتماعي على الرواية الفلسطينية. ولم تقدم المنصات تفسيرا مقنعا لذلك، فيما يرجح أن تكون وحدة السايبر الإسرائيلية التابعة لوزارة القضاء هي من تقف خلف هذه الانتهاكات.

ووفقا للتقرير، فقد تنوعت أسباب الانتهاكات ما بين إزالة المحتوى، وحذف الحسابات وتقييدها، وإخفاء الأوسمة، إضافة إلى تقليل الوصول إلى محتوى بعينه، وحذف المحتوى المؤرشف، وتقييد الوصول، فيما تفاوتت نسبة الانتهاكات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

وقدم التقرير تفصيلا للانتهاكات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة؛ إذ إن 50% من هذه الانتهاكات وقعت على منصة "إنستغرام"، و35% على منصة "فيسبوك" ، بينما وثق ما نسبته 11% من مجمل الحالات على منصة "تويتر"، و1% منها على "تيك توك".

وكان للصحفي بسام نصيب من هذا التضييق الممنهج؛ إذ مُنع من خاصّية البث المباشر على منصة "فيسبوك" لفترات طويلة وصلت إلى أشهر، وحُذفت له منشورات كثيرة على منصتي "فيسبوك" و"إنستغرام"، إضافة إلى تلقيه رسائل متكررة تحذره من إغلاق حساباته بذريعة مخالفته لسياسة المنصة.

ما قامت به شركات التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي -وهي في غالبيتها شركات أمريكية- يتناقض مع مبادئ إعلان "جوهانسبرج"الصادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والإعلان الصادر أيضا عن اليونسكو والذي نص على حيادية الشركات التي تقدم الخدمة على الإنترنت.

كما انتهكت هذه الشركات أيضا الاتفاقيات المنظمة للتداول الحر للمعلومات على الشبكة العنكبوتية، وعلى رأسها إعلان مبادئ القمة العالمية حول مجتمع المعلومات 2003، والذي نصَّ على حق الجميع في حرية الرأي والتعبير، بصفته أساسا ضروريا لمجتمع المعلومات. وكما هو موضح في البند 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن هذا الحق يتضمن الحرية في تبني الآراء دون تدخل، بالإضافة إلى الحق في البحث عن المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها عبر أي وسيط، بغض النظر عن الحدود.

 

معركة الرواية

بين تقرير قديم أعدّه مركز كيوبرس -المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى- ضعف التغطية الخاصة لأحداث الانتفاضة الثالثة (2015-2016) في مدينة القدس، من قبل ما أسماه التقرير بـ "كبريات المواقع ووكالات الأنباء الفلسطينية". ناهيك عن "غياب القراءة المُعمقة لما يعانيه أهالي المدينة، أو ما ينجزونه فيها"، حيث "تسيطر التغطية الإعلامية لعمليات الطعن والدهس، أو الإعدام الميداني لمنفذي العمليات، وكذلك وقائع المواجهات والاقتحامات والاعتقالات، بينما تغيب التقارير والقصص الصحفية عن هذه المواقع الإخبارية". لذا، تبقى حكايات أبناء القدس سواء أكانت معاناة أم قصص نجاح، حبيسة أزقة المدينة الضيقة وجدران منازلها.

وأرجع التقرير هذا "التقصير" في نشر  قصص صحفية عن مدينة القدس إلى ارتباط المدينة بالشأن السياسي بشكلٍ مباشر، الأمر الذي يدفع بقصص المعاناة إلى الواجهة على حساب الجوانب الأخرى للحياة؛ من مثل المقاومة اليومية للسكان، ووجودهم الاجتماعي، وشبكات القرابة ودورها في المدينة المقدسة، وكيفية إدارة الأحياء بشكل شعبي.

الاختلاف في الهبّة الفلسطينية الأخيرة وما بعدها، وفق الصحفي عبد العفو بسام، يتمثل في أن نقل الأحداث صاحبته حملات كبيرة بالتوعية بالقضية الفلسطينية، واستثمار خاصية البث المباشر في نقل الأحداث أولا بأول؛ مما ساعد المتلقي على فهم واقع القدس ومعايشته. "كان تفاعل الناس كبيرا جدا خلال الاعتداءات الأخيرة، حتى إن بعضهم كان يظن أن ذلك يحدث لأول مرة في الأقصى، برغم أن الاعتداء الأخير هو امتداد لاعتداءات مستمرة من عشرات السنين"، يقول بسام.

ويوضح بسام أن الأحداث الأخيرة أسهمت في تغير الوقع النفسي لبعض المفردات بعد أن اعتاد عليها المتلقي لكثرة تكرارها في خبرٍ شبه يومي عبر المحطات التلفزيونية؛ فمفردات من مثل "اقتحام" و "تهجير" اكتسبت معنى آخر عبر خاصيّة البث المباشر، عايش معها المتلقي الحدث لحظيا، وأصبح أكثر وعيا بما تعنيه هذه المفردات على أرض الواقع.

بالإضافة إلى ذلك، أتاح النشاط الإعلامي عبر منصّات التواصل الاجتماعي الوصول إلى شريحة واسعة من فئة الشباب والمراهقين والأعمار الصغيرة من المتابعين بشكلٍ عام.

وتصدّرت خلال الهبّة الاخيرة عدة شبكات إعلامية ناشئة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومثلت المصدر الأول والأسرع للأخبار حول ما يقع في القدس المُحتلة؛ لنقلها ما يجري على الواقع لحظة بلحظة بالصوت والصورة، وإضفاء الجانب الإنساني على تغطيتها لقصص التهجير والمقاومة.

هذا الزخم المتعاظم للنشاط الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي في التوثيق الميداني اللحظي، ونقل الصور الحية المباشرة ثبّت وجود الإنسان الفلسطيني في تقدير الأستاذ عبد الله معروف، ودافع عن جذوره التاريخية وتراثه الحضاري، في الوقت الذي  يسعى الاحتلال ومن يناصره إلى نفي هذا الوجود ومحوه من ذاكرة التاريخ والجغرافيا.
هذه المستجدات، كما يعتقد بسام، "أجبرت الإعلام الغربي أخيرا على تبّني قدر من الحقيقة، حتى ينسجم مع التوجه العام لجماهيره الداعمة للقضية الفلسطينية والمنددة بالعدوان الإسرائيلي".

 

 

More Articles

Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Is Pakistan’s Media Ignoring Climate Change?

Pakistan's media, despite its wide reach, largely neglects climate change in favor of political and economic issues, leaving the public under-informed about the causes and consequences of climate-related disasters. As a result, many Pakistanis remain unaware of the growing threats posed by climate change, which has devastating effects on the country's economy and population, as seen in the catastrophic floods of 2022.

Faras Ghani Published on: 3 Dec, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh 1
Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
What Explains the Indian Media’s Silence on Muslim Lynchings?

A review of why the Indian media is biased in its coverage of cow vigilantes' lynchings, highlighting how the killing of a Hindu boy by such vigilantes sparked widespread outrage, while the lynching of a Muslim man over similar allegations was largely ignored, reflecting deeper anti-Muslim bias under the ruling BJP government.

Saif Khaled
Saif Khalid Published on: 11 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Corporate Dominance and the Erosion of Editorial Independence in Indian Media

Corporate influence in Indian media has led to widespread editorial suppression, with media owners prioritising political appeasement over journalistic integrity, resulting in a significant erosion of press freedom and diversity in news reporting.

headshot
AJR Correspondent Published on: 3 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
Atrocity Inc.: What Max Blumenthal's New Documentary Reveals About Western Media's Complicity in Israeli Propaganda

A digest of Max Blumenthal's new documentary, Atrocity Inc., in which he uncovers how the Israeli PR machinery and propaganda efforts were carefully and intentionally designed to manufacture consent for a campaign of mass death against Palestinians. It reveals how the Western media, especially in the United States, supported Israel's misinformation war.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 13 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Failing Gaza: Pro-Israel Bias Uncovered Behind the Lens of Western Media

Journalists at CNN and the BBC expose the inner workings of their newsrooms, a year into Israel’s war on Gaza.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 8 Oct, 2024
Guns, Threats, and Poverty: The Daily Struggles of an African Journalist

The welfare of African journalists continues to deteriorate, from poor wages to security risks, arrests, detention, and even death. This common, ongoing trend generally affects the wellbeing of journalists during their discharge of duties, and these overlooked difficulties tend to affect the quality and output of their work.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 26 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
How to Bring more Balance to Western Media Coverage of Israel and Palestine

How can journalists accurately cover Palestine without becoming unbalanced or biased? Here are some concrete tools and techniques for reporters to keep in mind.

A picture of the author, Megan O'Toole
Megan O'Toole Published on: 16 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 5 Sep, 2024
India’s Social Media Crackdown; Broader Implications for Journalism

India’s crackdown on X-Twitter accounts documenting hate crimes highlights the increased risks faced by journalists who report on these issues. The suppression of such accounts significantly hampers the ability of journalists to access and report critical information on hate crimes.

Rushda Fathima Khan
Rushda Fathima Khan Published on: 3 Sep, 2024