في اليوم العالمي لتدقيق الحقائق.. "يجب إنقاذ الصحافة الجادة"

في اليوم العالمي لتدقيق الحقائق.. "يجب إنقاذ الصحافة الجادة"

قد تكون مقولة الكاتب والمثقف الفرنسي إدوي بلونيل بأن "الإخبار يجسد الحماية الحقيقية للشعب" هي العبارة الأكثر تكريسا وتجسيدا للأهمية المطلقة التي تحظى بها منظومة إعلام الجمهور بالوقائع الصحيحة والدقيقة في زمن "ما بعد الحقيقة".

جال إدوي بلونيل أركيولوجيًّا في كتابه المعنون "حماية الشعب la sauvegarde du peuple"، في الأصول الفكرية والتاريخية لهذه العبارة المفتاحية؛ مستعينا بحفريات احترافية معرفية متمثلة في "التحقيق الاستقصائي التاريخي".

غير أن الاستحقاق الأبرز لهذا المصنف -والذي تمكن بلونيل من بلوغه- كامن في تعبيره عن حاجة الشعوب للمعلومة الصحيحة والدقيقة، وعن الأدوار الرمزية الأساسية التي تلعبها المعلومة الموثوق بمصداقيتها في حماية الجماهير من الخداع الناعم والمراوغات الدعائية؛ عبر أدوات "قصف العقول".

ولئنْ اختار الإعلاميون يوم الثاني من نيسان/أبريل من كل سنة يوما عالميا لتدقيق الحقائق، فهذا يرجع إلى وعيهم بحاجة الجماهير إلى الحقائق الثابتة، ولتمثلهم لأدوارهم كحارسي بوابة المعطى الدقيق، ولتمثلهم العميق، أيضا، لاستعصاء استنبات مجال عمومي ديمقراطي وتعددي دون الاستناد إلى الحقائق الصحيحة. 

 

يجب إنقاذ الصحافة الجادة 

 

في مقالته المرجعية، والمعنونة بـ "يجب إنقاذ الصحافة الجادة"، يربط الفيلسوف الألماني يورغان هابرماس بشكل تلازمي بين ثلاثية "الديمقراطية التشاورية" في بعدها التفاعلي والجدلي، وصحافة الجودة في بعديْها المتمثلين في الرأي القويم والمعلومة الدقيقة، والجمهور الذي يجد، دائما، في الإعلام الجاد والجيّد ملاذه المرجعي للإحاطة بالمعلومات الآنية وصناعة الرأي المسؤول. 

ومن خلال الجدلية الترابطية بين هذه الأبعاد الثلاثة، ينشأ ما يسميه هابرماس بـ "الوسيط المسؤول"، أي الوسيط الإعلامي المحترف والأمين والأخلاقي في مستوى النقل والنقد.

وإذا عُدنا إلى جوهر فكرة المجال العمومي الديمقراطي والتعددي؛ فإن صاحبها هابرماس يشترط جملة الآراء الحجاجية والعقلانية لصناعة الرأي العام التوافقي، ويشترط أيضا لينسحب توصيف المحاججة والتعقل على الرأي أن ينبني الأخير على الصحة والدقة. أي بعبارة أدق: أن ينطلق الحُكم من الحقيقة ويؤسَّس الإقرارُ على الواقع.

والحقيقة أن مهنة الصحافة تتمحور حول "نقل الواقع والحقيقة"، ومن هذه العبارة المفتاحية نشأت مقولات أكاديمية ومهنية كبرى على غرار "الخبر مقدس والتعليق حر"، وانبثقت مواثيق تحريرية عالمية على غرار "ميثاق شرف الاتحاد الدولي للصحفيين"، أو "ميثاق شرف الصحفيين التونسيين" وهو ميثاق النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

ولئن احتفت الفلسفة ببحثها عن الحقيقة المعرفية والعقلانية، فإن الصحافة كهياكل مهنية وكمؤسسات إعلامية وتكوينية كثيرا ما روجت لحرصها الدؤوب على الوصول إلى حقيقة الخبر وجوهر الواقع الذي يهم الرأي العام، والذي قد يكون غائبا أو مغيبا عنه. 

وما اختلاف الأجناس الصحفية وتنوّع الأسئلة المتوقع الإجابة عنها، وتعدّد الفنون الصحفية التحقيقية (انطلاقا من الريبورتاج المعمق، إلى التحقيق، وانتهاء بالاستقصاء)؛ إلا دليلا على السعي الحثيث للقائمين على صناعة المضامين الإعلامية إلى استيفاء الواقع من كافة جوانبه، وتقديم القصص الصحفية عن قصص واقعية لم تروَ بعد.

وعلى الرغم من الطابع التوافقي الذي قد توحي به هذه الأسس والمقومات في طابعها الأكاديمي المعرفي، الأخلاقي، والمهني الاحترافي؛ إلا أن واقع الممارسة الإعلامية يصطبغ -في بعض الأحيان- بترويج الإشاعات ونشر الأكاذيب والترويج للمعطيات المغلوطة والمضامين غير الصحيحة.

وكثيرا ما يتحول الاحتفاء بـ "اليوم العالمي لتدقيق الحقائق" والدورات التدريبية المكثفة في هذا المجال وتدريس هذا المساق في معاهد الصحافة، إلى نوع من الاحتفاء المناسباتي، مع التأكيد أن ظاهرة الإشاعات والمعطيات المغلوطة لم تعد منتشرة بشكل مفضوح على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل باتت موظفة سياسويا وإيديولوجيا في مجال الصراعات النيابية والانتخابية في الديمقراطيات الهشة. والأكثر من ذلك أن بعض الحوامل الإعلامية لا تكون بعيدة عن الترويج "لأنصاف الحقائق". 

فعلى الرغم من تسجيل المشهد الإعلامي التونسي عددا من المحاولات الجادة لإنشاء مواقع إلكترونية في مجال التحقق من المعطيات والحقائق على غرار مواقع "النواة" و"بيزنس نيوز" ومنظمة "أنا يقظ"، وإذاعة "الديوان أف إم"، إضافة إلى إصدار "مركز دعم الإعلام" لدليل متكامل في في موضوع تدقيق الحقائق وإدراج صحافة التحري ضمن المساقات البيداغوجية لمعاهد الصحافة، وإحداث نقابة الصحافيين التونسيين لمرصد تحري الأخبار الزائفة بعنوان "تونس تتحرى"، إلا أن الإشاعات والمعطيات المغلوطة وغير الدقيقة لا تزال تجد رواجا لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى في وسائل الإعلام الجماهيرية التي تقع -في الكثير من الأحيان- ضحية عدم التثبت وعدم التحري من مصداقية المضامين المنشورة.

   

"وباء الإشاعات" 

 

في هذا الإطار، جسدت تجربة التغطية الإعلامية التونسية لمختلف أطوار انتشار وباء كوفيد-19، مثالا حيّا على الانحرافات الممكنة في مستوى النقل الإخباري وخطورة "الاستقالة المهنية" للصحفي تحت وابل المعطيات غير معروفة المصادر من شبكات التواصل الاجتماعي، وانخراطه في سباق محموم مع حسابات الفيسبوك ضمن "الزمن الاتصالي الحيني والفوري".

ولأن الإشاعة تحتاج إلى مناخ من الفوضى والريبة والهلع الجماعي، لأجل الانتشار السريع والمهول في فضاءات اجتماعية متسمة بالسرعة وقليلة القيود وكثيرة التعاليق؛ فإن الأشهر الأولى للحجر الصحي الشامل في تونس (مارس/ آذار- نيسان 2020)، كانت المرحلة الأشد في مستوى القصف المعلوماتي للرأي العام الافتراضي.

وبالمقابل، عرفت هذه المرحلة صعودا لافتا لبعض المنصات الإعلامية والإلكترونية للتحري في المعطيات، مؤسسة على شعار "كي لا تكون الحقيقة ضحية من ضحايا كورونا". 

وإذا كانت هذه المنصات تمكنت -نسبيا- من إعادة الاعتبار الجزئي للتوازن الإعلامي  في مواجهة وباء كوفيد-19، من خلال تفنيد أو تأكيد المعطيات المروجة في الفضاء الافتراضي، فإن الكثير من القضايا ذات العلاقة بالوباء وبغيرها لم تتمكن هذه المواقع من البت فيها بشكل جازم وحازم. 

يبدو أن تعلّق هذه المواقع بالمعطيات والمضامين التي بالإمكان البت في مصداقيتها من خلال الرجوع إلى المصادر الأساسية، أو اعتماد تقاطع الشهادات، جعلها مرتبطة بـ "المُعطى" الذي تكون مصادره مفتوحة ومتاحة، سواء أكانت بشرية أم توثيقية. غير أن العديد من القضايا ذات المصادر المغلقة أو المستعصية، أو التي يصعب معاينتها تحقيقا، بقيت عالقة دون أجوبة واضحة على صحتها من عدمها.

 

الاستثمار في أنصاف الحقائق

 

إن قضية محاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد عبر ما يوصف بـ "الطرد المسموم" إلى حين كتابة هذه الأسطر لا تزال موضع تساؤل. وقضية مؤامرة تسميم الرئيس عن طريق دسّ السم في عجين خبز يقتنيه قصر الرئاسة، وموضوع "الغرفة السرية" التابعة لحركة النهضة في وزارة الداخلية، و"الحكومة الموازية" –حكومة الظل- التي سبق للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي التطرق إليها أكثر من مرة، و"تسريبات الغرف المظلمة"، والثروة الحقيقية لرؤساء الأحزاب السياسية؛ ولا سيما قادة الأحزاب الكبرى في تونس، وليس انتهاء بملابسات وصول الدفعة الأولى من التطعيمات الإماراتية إلى قصر الرئاسة التونسية… إلخ، كلُّها قضايا لا تزال تسبح بين منزلتي التكذيب والتصديق، وفي رمادية الصحة والنفي. 

قد لا يكون من العدل أن نحكم بمحدودية تقنية "تدقيق الحقائق" من خلال طرح مجموعة من الملفات الصعبة والتي قصرت حتى الصحافة الاستقصائية التونسية الوليدة عن ملامستها. وقد لا يكون من العدل، أيضا، أن نتجاوز مجال عمل وفضاء "سلطة" هذه التقنية من "المعلومة" إلى "القضايا الكبرى". ولكننا في المقابل لن نجانب الصواب إن قلنا: إن استعصاء الاستقصاء أو محدودية التثبت من المعطيات، نابع من ذات الأسباب؛ ومن بينها قلة المصادر المفتوحة، أو انغلاق المؤسسات المفترض عليها الإبلاغ، أو ضعف الجهاز الاتصالي، وعدم رسوخ ثقافة النفاذ إلى المعلومة كما ينبغي.

هنا بالضبط، نقف عند مفارقة جلية؛ قوامها التباين بين خطاب حوكمة الإدارة والحق في النفاذ إلى المعلومة -وهو الخطاب الرسمي للحكومات المتعاقبة- وبين انغلاق المصادر والتردد في تقديم المعلومة والتلعثم في السماح بالنفاذ إلى الوثائق الإدارية، وهو ما يرصده أي صحفي يحاول توظيف قانون الولوج إلى المعلومة.   

المفارقة الإدارية إن صح التعبير متلازمة مع مفارقة إعلامية اتصالية، متجسدة في استمرار انتشار الإشاعات والحقائق المغلوطة في الفضاء الإلكتروني وتسرب البعض منها إلى وسائل الإعلام  "الاحترافية"، في مقابل النمو المطرد لـ "منصات التحقق".

ليس هذا فحسب، بل تصل الأمور إلى حد استمرارية توظيف المعطيات غير الثابتة في المضامين الإعلامية، على الرغم من تأكيد هذه المنصات لمجانبتها للحقيقة والصواب.

فعلى الرغم من تأكيد منصة التحقق من المعطيات التابعة لموقع نواة بأن مذكرات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خالية تماما من مؤامرة إسقاط نظام بن علي في 2011، إلا أن الكثير من السياسيين خلال مداخلاتهم الإعلامية لا يزالون -إلى اليوم- يحاجون بمذكرات كلينتون خلال معارضتهم لثورات الربيع العربي، دون أي تدخل من الصحفيين.

وعلى الرغم من تصويب منصات التحقق لشكر منظمة الصحة العالمية لأداء وزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي في الحرب على كوفيد-19، إلا أن مواقع إلكترونية ووسائل إعلام جماهيرية معروفة بقربها من حركة النهضة استمرت في استحضار هذه النقطة.   

 

بيئة ضد التحقق

 

حيال هذه المقدمات، قد يكون من الواجب أن نبحث معرفيا -وبشكل أوسع وأعمق- في الأسباب العميقة لاستمرار "كارتيلات السياسة والإعلام" في الاستثمار في أنصاف الحقائق وأنصاف الإشاعات، وهي أسباب قد تفتح لنا الطريق لفهم أعمق لمشكلات توطين "صحافة التحري" في البيئة الإعلامية التونسية.

أوّل عقبة قد تواجه مسار تثبيت وتوطين "صحافة التحري"، كامنة في طبيعة النموذج الصحفي الطاغي في الصحافة التونسية، وهو نموذج "صحافة الرأي"، والذي غلب على صحافة الإخبار والمعلومات. ذلك أن تأثُّر البيئة الإعلامية التونسية بالمثال والنموذج الصحفي الفرنسي -خلال حقبة الاستعمار (1881-1956)- المبني على الرأي والتفسير، قبل أن تصير غالبية العناوين الصحفية إلى محامل دعائية صرفة للفاعل الرسمي خلال عهد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، ومن بعدها عهد بن علي، مبنية على التعبئة والتجنيد والحشد الجماهيري لصالح النظام. كلها أسباب جعلت توجه الصحافة التونسية يميل إلى الرأي أكثر من اهتمامه بالمعلومة الدقيقة. 

والمفارقة التاريخية اللافتة أن غالبية العناوين الإعلامية المعارضة للنظام السياسي (سواء ضد بورقيبة أم بن علي) تأسست بدورها على الدعاية المضادة للنظام وصناعة الرأي المعاكس لسردياته السياسية والاقتصادية وتقديم مقاربة مغايرة للرؤية التي يريد تثبيتها لدى الجمهور.

وفي كافة الحالات كان "الرأي" لا "الخبر"، و"النقد" لا "النقل"، هما الأشد سيطرة على المضامين الإعلامية المقدمة للجمهور.

ثانيها، غلبة الطابع "الفُرْجَويّ" على الطابع الإخباري والاستقصائي في المشهد الإعلامي المرئيّ على وجه الخصوص، وهو بالضبط ما أشار إليه بيير بورديو في كتابه "حول التلفزيون sur la télevision"، وقد تُرجم بعنوان "التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول". 

فتركيز غالبية القنوات الفضائية الخاصة، على فكرة "التجلي" في المسرح التلفزيوني سواء من خلال استقدام المعلقين الفنانين والفنانات من صانعي وصانعات المحتوى وصانعي وصانعات الجدل "البوز" الدائم حول تصريحاتهم وتسريحاتهم؛ أم استقطاب المعلقين "المؤدلجين" بعد توصيفهم بعبارة "الخبراء الاستراتيجيين"؛ لنقل صراعات البرلمان وخطاب الكراهية إلى "بلاتو" الفضائيات، يجعل من الصورة غالبة على الصوت والعرض أقوى من المنطق.  

إنها سرديات تحضَّر بشكل دقيق؛ بقصد تحويل النقاش الإعلامي -المفروض منه "أخلقة" الحياة السياسية وتطوير المضامين الفكرية والثقافية- إلى مادة ساخنة وسانحة للمهاترات السياسية التي سرعان ما تنتقل إلى "المعسكرات الافتراضية"، ومنها إلى الصحافة المطبوعة والإذاعات قبل أن تعود إلى ذات البلاتو في عدده القادم، وهكذا تستأسد الفرجة على المعلومة.

أما ثالثها، فيتمثل فيما يطلق عليه بسياق "ما بعد الحقيقة"، Post Truth حيث يرتضي الجمهور أو جزء منه، التعايش مع الأكاذيب وأنصاف الحقائق وتصديقها والتعامل معها على أنها حقائق ثابتة، وسط تجاهل تام ومكابرة راديكالية لـ "الوثائق والحقائق".

وعندما تنغلق دوائر الانتماء السياسي والثقافي والأيديولوجي والديني، تنشأ بذلك "هويات قاتلة" بالمعنى الذي ارتضاه أمين معلوف، ليُعوّض الحشدُ العقلَ، والتعبئةُ الاستدلالَ، و"الإشاعات الحقائق"، والاتهامُ الكيدي النقاش، وخطاب الكراهية مقولات التعايش والاحترام، والديماغوجيا التفكير النقدي الحرّ...

حينها يصير القائد السياسي والديني نصفَ إله، ويصبح خطابه شبه مقدس، والجمهور حفنة من المشدوهين بالديماغوجيا والأيديولوجيا، يتدافعون بعشرات الآلاف على "المباشر السياسي"، ويتدفقون بالمئات معجبين ومتفاعلين مع المضامين المنقولة والمَشاهد المبثوثة والتعليقات المصاحبة، ومستعدين للسحق الرمزي لأي خصم سياسي يتحفظ على مضامين المنقول بالصورة والصوت.

في مثل هذا الظرف، تصير الأحزاب والتيارات السياسية والحزبية عبارة عن جيوش افتراضية متحصنة في مواقعها وخنادقها. وهنا بالذات يصير فرز الإعلام، لا على أساس المهنية وما يقدمه من حقائق ووقائع، بل على أساس قرب وابتعاد الخط التحريري للوسيلة الإعلامية من هذا الحزب أو ذاك.

وفي مثل هذا الجو من سياق ما بعد الحقيقة، تصبح الحقيقة "نسبية"، بل قل: في محل التشكيك ما لم تتناسق مع مطامح ومطامع هذا الحزب أو ذاك، وتصير الإشاعات والأكاذيب حقائق مسلم بها؛ طالما أنها تصلح لكي تكون معولا في حرب تشويه الآخر.

وبمقتضى كل ما تقدَّم؛ فإن الصراع الرمزي بين عالمي ما "بعد الحقيقة" والحقيقة ذاتها، يقف "إعلام الجودة" في صف الواقع والحقيقة.

يؤكد إيدوي بلونيل أن الإخبار شكل من أشكال ممارسة الشعب لسيادته على وطنه. وأن المعلومة الصحيحة هي حجر الأساس لأي مساءلة أو محاسبة للسلطات الحاكمة في البلاد. ولذا فإعلاميو الجودة سيبقون ملتصقين بالحقيقة؛ لأنها تعبير عن السيادة الشعبية وترسيخ لمبادئ الحوكمة والمساءلة، وإن كان هناك في أوطاننا العربية من لا يؤمن لا بسيادة الشعب ولا بمبادئ المحاسبة.

 

المراجع: 

1) Edwy, Plenel, La sauvegarde du peuple, Presse, liberté et démocratie, Edition La Découverte, Paris, 2020. 

2) بورديو، بيير، التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول، ترجمة درويش الحلوجي، دار كنعان، دمشق، 2004. 

3) يورغان هابرماس، يجب إنقاذ الصحافة الجادة، ترجمة الدكتور جمال الزرن، مجلة علوم الإعلام والاتصال. 

4) Habermas, Jürgen, l’espace public, Archéologie de la publicité comme dimension constitutive de la société bourgeoise, Payot, Paris, 1988. 

5) Nawaat fact- check, Ce que Dévoilent vraiment les mails de Hillary Clinton sur la tunisie, 14 octobre 2020, consulté le 16 avril 2021. Lien https://cutt.ly/cvbuFNJ 

 

More Articles

How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024
The Rise of Podcasting: How Digital Audio Is Revolutionising Journalism

In this age of digital transformation and media convergence, podcasts stand out as a testament to the enduring power of journalism—a medium that transcends borders, sparks conversations, and brings the world closer together.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 6 Jun, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Your Words Are Your Weapon — You Are a Soldier in a Propaganda War

Narrative warfare and the role of journalists in it is immense; the context of the conflict, the battleground has shifted to the realm of narratives, where journalists play a decisive role in shaping the narrative.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 21 Apr, 2024
The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Orientalism, Imperialism and The Western Coverage of Palestine

Western mainstream media biases and defence of the Israeli narrative are connected to orientalism, racism, and imperialism, serving the interests of Western ruling political and economic elites. However, it is being challenged by global movements aiming to shed light on the realities of the conflict and express solidarity with the Palestinian population.

Joseph Daher
Joseph Daher Published on: 1 Apr, 2024
Ethical Dilemmas of Photo Editing in Media: Lessons from Kate Middleton’s Photo Controversy

Photoshop—an intelligent digital tool celebrated for enhancing the visual appearance of photographs—is a double-edged sword. While it has the power to transform and refine images, it also skillfully blurs the line between reality and fiction, challenging the legitimacy of journalistic integrity and the credibility of news media.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 26 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024
Artificial Intelligence's Potentials and Challenges in the African Media Landscape

How has the proliferation of Artificial Intelligence impacted newsroom operations, job security and regulation in the African media landscape? And how are journalists in Africa adapting to these changes?

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 18 Feb, 2024
Media Monopoly in Brazil: How Dominant Media Houses Control the Narrative and Stifle Criticism of Israel

An in-depth analysis exploring the concentration of media ownership in Brazil by large companies, and how this shapes public and political narratives, particularly by suppressing criticism of Israel.

Al Jazeera Logo
Rita Freire & Ahmad Al Zobi Published on: 1 Feb, 2024
The Perils of Unverified News: A Case of Nonexistent Flotillas

Can you hide one thousand ships in the middle of the Mediterranean Sea? I would say not. But some of my fellow journalists seem to believe in magic.  

Ilya
Ilya U Topper Published on: 16 Jan, 2024
In the Courtroom and Beyond: Covering South Africa's Historic Legal Case Against Israel at The Hague

As South Africa takes on Israel at the International Court of Justice, the role of journalists in covering this landmark case becomes more crucial than ever. Their insights and reporting bring the complexities of international law to a global audience.

Hala Ahed
Hala Ahed Published on: 12 Jan, 2024
Did the NYTimes Manipulate the Sexual Violence Allegations of October 7?

An in-depth examination of the New York Times's investigation of alleged sexual assaults by Hamas during the Israeli war on Gaza, highlighting ethical concerns, and the impact of its reporting on the victims' families. It questions the journalistic integrity of the Times, especially in the context of Western media's portrayal of the Israeli-Palestinian conflict.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 7 Jan, 2024
Is The New York Times Reproducing Allegations of 'Sexual Violence' to Downplay Israeli Crimes?

The New York Times' report on alleged sexual violence by Palestinian militants raises profound concerns about discrepancies in key testimonies and a biased reporting that aligns with Israeli narratives and downplays Israeli crimes in Gaza.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 31 Dec, 2023
Embedded journalism: Striking a balance between access and impartiality in war zones

The ethical implications of embedded journalism, particularly in the Israeli invasion of Gaza, raise concerns about the compromise of balance and independence in war coverage.

Abeer Ayyoub
Abeer Ayyoub Published on: 19 Dec, 2023
Through a Mexican lens: Navigating the intricacies of reporting in Palestine

A Mexican journalist's journey through the complexities of reporting on Palestine and gives tips on how to manage this kind of coverage.

Témoris Grecko
Témoris Grecko Published on: 10 Dec, 2023
Echos of Israeli Discourse in Latin American Media on Gaza

Heavily influenced by US and Israeli diplomatic efforts, Latin American media predominantly aligns with and amplifies the Israeli perspective. This divergence between political actions and media representation highlights the complex dynamics shaping Latin American coverage of the Gaza conflict.

Rita Freire Published on: 23 Nov, 2023
Critique of German media's handling of Gaza Conflict

The German media's coverage of the Gaza conflict has been criticized for being biased, presenting a distorted view of the conflict, focusing only on the Israeli perspective, and downplaying the suffering of Palestinians. This biased reporting undermines the media's role as an objective source of information and fails to provide a balanced view of the conflict.

AJR Contributor Published on: 16 Nov, 2023
Colonial legacy of surveillance: hidden world of surveillance technology in the African continent

African nations’ expenditure on surveillance technology from China, Europe and the US is a direct threat to the media, democracy and freedom of speech, and an enduring legacy of colonial surveillance practices.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 14 Nov, 2023
How the New York Times fuelled a crackdown on journalists in India

Vague reporting and a piece ‘laden with innuendo’ by the New York Times gave Indian authorities the excuse they needed to crack down on news website Newsclick

Meer Faisal
Meer Faisal Published on: 31 Oct, 2023
Journalists feel the pain, but the story of Gaza must be told  

People don’t always want to hear the historical context behind horrifying events, resorting even to censorship, but the media must be free to provide it

Aidan
Aidan White Published on: 30 Oct, 2023