الفيسبوك والحرب في إثيوبيا.. حاضنة خطاب الكراهية

الفيسبوك والحرب في إثيوبيا.. حاضنة خطاب الكراهية

طالما ارتبطت مذابح رواندا (1994) بإذاعة "الألف تلة"، إذ حولت بخطاب الكراهية العنصري الذي داومت على بثه، أبناء قبائل الهوتو إلى موتورين يحاولون استئصال أقلية التوتسي، فقتلوا قرابة مليون شخص في مئة يوم. لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن هذه الإذاعة بدأت عملها ببث الأغاني الممتعة والبرامج المسلية الخفيفة لاستقطاب المستمعين.

مع اختلافات في التفاصيل تحمل قصة هذه الإذاعة تقاطعات كثيرة مع دور منصات التواصل الاجتماعي في الحرب الإثيوبية الأخيرة، التي تحولت، في مفارقة لافتة مع شعارها المرتبط بفتح فضاء التواصل بين الأشخاص، إلى منبر لنشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف العرقي بأدوات أكثر تطوراً وتأثيراً ممّا فعلته "الألف تلة".

وفي هذا الإطار نُشر العديد من التقارير التي عالجت هذه "النقلة الدموية" في استخدام وسائل التواصل في إثيوبيا، ومن أبرزها ما فصّله تقرير نشره مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي "DFRLab" التابع للمجلس الأطلنطي بالولايات المتحدة الأمريكية، بعنوان "حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الإثيوبية المؤثرة تذكي نار الصراع على أسس عرقية"، في 17 ديسمبر/كانون الأول 2021.

 

الدماء على أيدي الجميع

التقرير أعدته الباحثتان في DFRLab، Tessa Knight المتخصصة في متابعة المعلومات المضللة في السياق الإفريقي، وBeth Alexion من برنامج المحترفين العالميين الشباب بالمركز، بالاعتماد على متابعة وتحليل الحسابات الإثيوبية على وسائل التواصل الاجتماعي (1). 

تذكر الكاتبتان أنه بعد اندلاع حرب التيغراي "انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إلى العنف ضد مجموعات عرقية معينة. تم استخدام كلمات مثل "إرهابي" و"قتلة" و"سرطان" و"أعشاب ضارة" لوصف أشخاص وجماعات من جميع أنحاء البلاد.

اللافت للانتباه في التقرير أن هذا النوع من الاستخدام التحريضي لم يقتصر على طرف واحد من أطراف الحرب الإثيوبية، حيث حدد التقرير حسابات متعددة على كل من تويتر وفيسبوك لكل منها أكثر من 5000 متابع، نشرت حديثاً خطاب الكراهية دون متابعة من الحكومة. بعض هذه الحسابات يديرها موظفون حكوميون أو مؤسسات موالية للحكومة.

وعلى سبيل المثال يورد التقرير منشوراً للناشط المؤيد للحكومة ديجني أسفا، الذي يضم حسابه على فيسبوك أكثر من 127000 متابع، وتحصد مشاركاته بانتظام آلاف الإعجابات ومئات المشاركات. ذكر ديجيني أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2021، في منشور على فيسبوك أن "الحرب هي مع من نشأت معهم؛ مع جارك"، ودعا الناس إلى العمل ضد "الخونة" حتى ولو كانوا لا يريدون ممارسة الخيانة".

في هذا الإطار يضيف التقرير أمثلة تبين أن ديجيني ليس حالة منفردة في المعسكر الداعم للحكومة، متسائلاً عن الأسباب خلف عدم مقاضاة أصحاب هذه الحسابات بالنظر إلى أن الحكومة الإثيوبية أقرت في مارس/آذار 2020 قانوناً لمنع إعلان خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، يقضي بتغريم المواطنين وسجنهم على ما يخالف القانون من منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا كان الحساب يمتلك ما يزيد على 5000 متابع.

على الطرف الآخر من ميدان المعركة لم تكن الأمور أفضل حالاً، حيث أشار التقرير إلى "توثيق الخطاب العنيف من قبل قادة وأنصار الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

ويمثّل التقرير بحساب الناطق باسم الجبهة المذكورة Getachew Reda على تويتر، حيث غرد في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ببيان صحفي رسمي من حكومة تيغراي الإقليمية بشأن "جهات أجنبية شائنة". أشار البيان إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد "طفيليّة ومفترسة“.

 

 

حرب أخرى خارج إثيوبيا

لم تقتصر المعارك الرقمية على أطراف الصراع الرئيسيين ومناصريهم داخل البلاد، حيث يذكر التقرير أنه اكتشف كميات كبيرة من خطاب الكراهية صادرة عن إثيوبيين في الشتات.

وفقاً للتقرير فإن شركة البث Zehabesha ومقرها مينيسوتا الأمريكية، لديها على الفيسبوك أكثر من مليون ونصف مليون متابع، نشرت صورة الشيطان بجانب علم التيغراي مع نص يدعو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالأسماء المهينة. وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني نشرت الشركة ذاتها مقابلة بالفيديو مع زعيم مليشيات "فانو" الأمهرية دعا فيها إلى وضع جميع التيغراي في معسكرات الاعتقال.

وضمن مقاطع فيديو نشرتها ميكونين كبدا، وهي مواطنة أمريكية من أصل إثيوبي ذات صلات وثيقة بـ "فانو"، دعت إلى قتل التيغراي جميعاً. ورغم أن فيسبوك حذف المقطع بعد الإبلاغ عنه إلا أنه كان قد حصد 180 ألف متابعة.

 

الخوارزميات تميل إلى ترويج المحتوى المتطرف

حول مسؤولية هذه المنصات عن مكافحة خطاب الكراهية الإثيوبي، يوثق التقرير العديد من الحالات التي تم فيها حذف المنشورات بعد التواصل مع كل من فيسبوك وتويتر، كما يورد إجراءات اتخذتها شركة ميتا في الفترة الماضية، منها توسيع قدرتها على مراجعة المحتوى باللغات الأمهرية والأورومية والصومالية والتغرينية، وتطوير تقنية للتعرف تلقائياً على خطاب الكراهية والافتراءات العرقية، ممَّا أدى إلى إزالة أكثر من 92000 قطعة من المحتوى بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول 2021.

غير أن ذلك لا يعكس كل الحقيقة، فوفقاً لتحقيق استقصائي مثير للانتباه كتبه كل من سيمون أليسون وصمويل جيبري وكلير ويلموت، ونشرته مجلة "African journalism" الصادرة عن موقع "The Continent” المتخصص في الشؤون الإفريقية، فإن الوثائق التي سربتها المديرة السابقة في قسم النزاهة المدنية بفيسبوك فرانسيس هوغان ترسم صورة لشركة "تدرك مدى الخطورة التي من الممكن أن تكون عليها منصتها، لكنها فشلت مراراً وتكراراً في اتخاذ إجراءات لجعلها أكثر أماناً، لا سيما خارج الولايات المتحدة".

يذكر التحقيق المعنون بــ "كيف يعمل فيسبوك على تأجيج النيران في إثيوبيا" بالاعتماد على الوثائق المسربة في سبتمبر/أيلول 2021، أن فريقاً من موظفي المنصة الأشهر عالمياً أوصى بحذف مجموعة من الحسابات تشكل عقداً رئيسية لشبكة مرتبطة بمليشيات "فانو" الأمهرية، تنسق "دعوات للعنف" و"تشجع النزاع المسلح، وجمع الأموال للميليشيا".

يضيف التحقيق المنشور في عدد المجلة الرابع والستين الصادر في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنه بعد أشهر من هذه التوصية ما تزال هذه الحسابات نشطة تنشر نفس الخطاب.

لتفسير ذلك، يعتمد التحقيق على وثائق هوغان التي بينت أن النقطة الأساسية التي يشير إليها العديد من التجارب الداخلية في الشركة هي أن "المحتوى التحريضي والمتطرف من المرجح أن ينتشر بشكل كبير، ممَّا ينتج عنه ما يسميه فيسبوك التفاعل الاجتماعي الهادف (MSI)، وهو مقياس لمدى الوصول والتأثير على فيسبوك (وهو أمر أساسي لكيفية كسب فيسبوك للمال). وقد تم تصميم معظم ميزات فيسبوك لتعظيم MSI، ممَّا يعني أن الخوارزمية تميل إلى الترويج للمحتوى المتطرف".

 

الأرباح مقدَّمة على الحلول

بالاطلاع على تحقيق كونتنت يتبادر إلى الذهن التساؤل عن معرفة فيسبوك بخطورة ما تنشره؟ وعما فعلته لتغيير هذا المسار؟ إجابة التساؤل الأول وفق الوثائق المسربة تكشف أن الشركة كانت مدركة لخطورة المحتوى الذي تروجه، في حين حمل جواب التساؤل الثاني العديد من المفاجآت!

تقترح هوغان أن الحد من انتشار خطاب العنف والكراهية ممكن من خلال إجراء تقني تصفه بأنه "حل سريع وشامل"، يقوم على تضييق انتشار المادة من خلال تعطيل زر المشاركة، ما يجعل المتابع يبذل بعض الجهد في النسخ واللصق، ووفق التجارب الداخلية في فيسبوك فإن هذا الحل يؤدي إلى "انخفاض فوري ومثير في انتشار الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية".

فما المانع من استخدامه إذن؟! تكشف وثائق هوغان أن مارك زوكربيرغ في إيجاز مع فريق النزاهة المدنية الهادف إلى كبح التضليل في المعلومات والتهديدات الأخرى لأمن الانتخابات الأمريكية (2020)، وجّه موظفيه إلى عدم المضي قدماً في أي تغييرات "إذا كانت هناك مقايضة جوهرية مع تأثير MSI"، وهو ما يجعل موظفي الفريق، وفق وثيقة أخرى، يقضون شهوراً في البحث عن مخرج يضمن جانبي السلامة والربح، وهي "حلول لا تكاد توجد أبداً" تقول هوغان.

 

تحيزات الفيسبوك 

يذكر التحقيق أن ثمة خياراً آخر متاحاً أمام فيسبوك لحل "المعضلة الإثيوبية"، بإضافة معالجة لكل مادة على حدة، وهو ما يستلزم زيادة هائلة في الموارد المادية والبشرية، حيث إن عدد الموظفين المتابعين للمحتوى باللغات الإثيوبية المعتمدة بالشبكة لا يتجاوز 100 شخص لمراقبة محتوى ما يزيد على 6 ملايين مستخدم.

وعدم اعتماد هذا الحل من قبل فيسبوك يكشف عن تحيزات مفرطة لإدارة المنصة، إذ يتم توجيه الغالبية العظمى من إنفاقها نحو الولايات المتحدة. يورد التحقيق أنه "وفقاً للسجلات المالية، في عام 2020، تم تخصيص 13٪ فقط من ميزانية الشركة لمكافحة المعلومات الزائفة في بلدان خارج الولايات المتحدة، على الرغم من أن هذه البلدان تمثل 90٪ من قاعدة مستخدمي فيسبوك".

وجه آخر للتحيزات تكشف عنه وثيقة مسربة أخرى تظهر أنه رغم تصنيف الشبكة لإثيوبيا، اعتباراً من ديسمبر/كانون الأول 2020، على أنها تتصف بأضعف مستوى من الحماية وفق معاييرها، "فإن ميزات الأمان الأساسية المتوفرة للجماهير الأمريكية والغربية ليست متاحة للعديد من المستخدمين الإثيوبيين، الذين لا يتمتعون بأي حماية ضد المعلومات المضللة والتحرش المدني والبريد الإلكتروني العشوائي والحسابات المزيفة".

رغم أن نسبة مستخدمي شبكات التواصل لا تتجاوز 10% من سكان إثيوبيا، تبدو الحرب الإثيوبية الدموية مخبراً هاماً لدراسة سلوك المستخدمين ومنصات التواصل على حد سواء، ولا سيما أن التوترات العرقية وغيوم الحرب تحيط ببلدان أكثر سكاناً وأكثر وصولاً إلى شبكات التواصل بدءاً من الهند والباكستان وليس انتهاء بروسيا وكرواتيا.

 

المراجع: 

 

https://medium.com/dfrlab/influential-ethiopian-social-media-accounts-stoke-violence-along-ethnic-lines-6713a1920b02

https://media.mg.co.za/wp-media/2021/11/b88ba361-thecontinentissue64.pdf

 

 

More Articles

Field notes from an earthquake - reporting on human misery

REPORTER'S NOTEBOOK: Where do you draw the line when covering human suffering? When does reporting on a devastating earthquake cross over from objective journalism to tasteless voyeurism?

Ilya
Ilya U Topper Published on: 20 Feb, 2023
Conflict, crisis and Colombia’s shifting media landscape

THE LONG READ: As political and commercial elites continue their stranglehold on mainstream media in Colombia, some independent minnows are starting to emerge

Mauricio
Mauricio Morales Published on: 5 Dec, 2022
Al Jazeera Investigations - the making of the Labour Files

An Al Jazeera investigation into the running of the UK’s Labour Party has revealed evidence of an ‘Orwellian’ smear campaign against its former leader, Jeremy Corbyn, a ‘hierarchy’ of racism within the party and even the hacking of journalists. Here’s how it came about 

Phil
Phil Rees Published on: 19 Oct, 2022
The devastating silencing of the ‘Voice of Palestine’

Al Jazeera English’s Senior Correspondent recalls the last time she saw Shireen Abu Akleh and what it has been like to cover the investigations into her killing by Israeli forces

Natasha Ghoneim
Natasha Ghoneim Published on: 21 Sep, 2022
Casualties of Partition - telling the story of Zainab and Boota

REPORTER'S NOTEBOOK: On the 75th anniversary of the Partition of Pakistan and India, a writer recalls his efforts to uncover the mystery of a family divided and asks if we always have the right to push for the ‘truth’

Haroon Khalid
Haroon Khalid Published on: 15 Aug, 2022
She showed me a picture of her dead son - moments later, she was back with the tea and cake

Listening to stories of trauma and loss - such as those of women in Pakistan-controlled Kashmir - is what many journalists must do to find and report the truth. The way in which we listen while setting aside preconceived notions of how victims ‘should’ behave is critical

Anam Z
Anam Zakaria Published on: 16 Jun, 2022
Reporter’s notebook - analysing the video of a brutal murder

I spent a week watching a sickening video of the Jordanian pilot, Muath al-Kasasbeh, being burned alive by ISIL. Here’s how I set about verifying its contents and how I coped

Jody Fish
Jody Fish Published on: 25 May, 2022
‘You will be silenced’ - investigating human traffickers in Nigeria

REPORTER'S NOTEBOOK: Philip Obaji Jr has devoted years to uncovering and reporting on the sexual abuse and human trafficking of displaced women and girls in Nigeria. This is his story

Philip Obaji Jr
Philip Obaji Jr Published on: 18 May, 2022
Beyond bystanders: Citizen journalism during the Egyptian revolution

A journalist looks back at the founding of RASSD News Network during the Egyptian revolution, which trained and supported ordinary citizens to become journalists

Khaled Faheem
Khaled Faheem Published on: 14 Apr, 2022
Telling the stories of brutality - reporting on political prisoners in Belarus

REPORTER’S NOTEBOOK: Constructing a long-form feature to document the narratives of Belarusians imprisoned for protesting after the 2020 presidential election was a pain-staking, months-long task fraught with danger

Olga
Olga Loginova, Ottavia Spaggiari Published on: 30 Mar, 2022
From Syria to Ukraine - telling the stories of Russian aggression

REPORTER’S NOTEBOOK: Omar Al Hajj, a Syrian journalist working for Al Jazeera, explains what it’s like to go from covering war in his own country to bearing witness to another on a different continent

A picture of the author, Mohammad Ahdad.
Mohammad Ahdad Published on: 15 Mar, 2022
Reporter’s Notebook: Inside Europe’s largest brothel 

While covering a story about a Spanish proposal to outlaw middlemen involved in prostitution, AJE senior correspondent Natasha Ghoneim and her team came up against a wall of silence, but managed to get a story nevertheless

Natasha Ghoneim
Natasha Ghoneim Published on: 8 Mar, 2022
Investigating racist conviction laws in America - and seeing a man freed after 25 years

REPORTER’S NOTEBOOK:  How a team of journalists spent nearly a year investigating the conviction and 25-year imprisonment of Brandon Jackson and then watched him walk free

Jeremy Young
Jeremy Young Published on: 2 Mar, 2022
Reporter’s Notebook - on the trail of Boko Haram

For one journalist in Nigeria, covering the activities of the militant Islamist group, Boko Haram, primarily means documenting the horrifying stories of its victims, sometimes to his own cost

Philip Obaji Jr
Philip Obaji Jr Published on: 21 Feb, 2022
Making the world a better place - one camera ‘click’ at a time

REPORTER’S NOTEBOOK: How one photojournalist in Nigeria takes a ‘solutions-based’ approach to the images he captures.

Femi2
Femi Amogunla Published on: 2 Feb, 2022
When war is on your doorstep - the impossible road taken by a citizen journalist 

REPORTER'S NOTEBOOK: The 11-year war in Syria has shone a light on the struggles of local journalists who are often dismissed as ‘mere’ activists and whose plight is largely ignored by the international community. 

Zaina
Zaina Erhaim Published on: 20 Jan, 2022
‘Violence and degradation’ – covering refugee stories on the doorstep of the EU

REPORTER’S NOTEBOOK: From changing the wet clothes of babies who have just arrived across the Aegean Sea to dodging police to interview vulnerable people who have poisoned themselves to avoid deportation - life as an aid-worker-turned-journalist in Eastern Europe.

Lucy Papachristou Published on: 6 Dec, 2021
Reporter’s Notebook – memoirs of an illegal journalist in South Africa 

From working shifts in a casino to interviewing a farmer mauled by a tiger - life as a struggling Zimbabwean reporter.

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 22 Nov, 2021
A wall of silence - investigating ‘quacks’ in India

REPORTER'S NOTEBOOK: ‘Quacks’ - illegal, non-registered healers - are a subject worthy of scrutiny by the media in India. But what do you do when the communities they operate in don’t want you to talk about it?

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 25 Oct, 2021
'They called me a traitor' - tales of a local freelance journalist in Yemen

Very few international journalists are currently based in Yemen because it is simply too dangerous to go there. Local - often freelance - reporters have continued to tell the stories of the human suffering there, however, and are facing greater dangers from militias than ever before. Our writer explains how he had to change the way he did his job, just to survive.

Muatasm Alhitari
Muatasm Alhitari Published on: 18 Oct, 2021
‘I became a journalist because we need to be heard’ - telling the stories of Palestine

THE LONG READ: Many journalists in Palestine only entered the profession through a need to make their suffering known to the world. So what does it take to tell stories of tragedy and personal loss to which you yourself are deeply connected while maintaining objectivity?

Yousef Aljamal
Yousef M Aljamal Published on: 13 Oct, 2021
Reporter’s Notebook - covering crisis in Lebanon

Lebanon has undergone a seismic economic collapse triggered by the financial crisis and compounded by last year’s shocking port explosion in Beirut. Al Jazeera.com’s correspondent describes what it has been like to cover the ongoing story.

Arwa Ibrahim
Arwa Ibrahim Published on: 5 Oct, 2021
Radio Gargaar - grassroots broadcasting to refugees in Kenya

REPORTER'S NOTEBOOK: What it’s like to host a radio show in the Dadaab refugee camp, situated in one of the world’s most overlooked regions, during a global pandemic.

Abdullahi Mire
Abdullahi Mire Published on: 3 Oct, 2021
Witnessing the killing of Muhammad al-Durrah in Gaza - the cameraman's tale

Twenty-one years ago, a video of a 12-year-old boy being killed in Gaza reverberated around the world. Talal Abu Rahma, the cameraman who shot the video, described that day.

Talal Abu Rahma
Talal Abu Rahma Published on: 30 Sep, 2021