يوميات مراسل حرب في أوكرانيا

يوميات مراسل حرب في أوكرانيا

في الساعة العاشرة مساء يوم العشرين من شهر فبراير/شباط 2022، وصلني اتصال من مديري المباشر في الجزيرة يطلب مني أن أتجهز للسفر صباح اليوم التالي على أول طائرة باتجاه أوكرانيا لتغطية ما كان يعرف حينها بالتوتر بين أوكرانيا وروسيا. كنت مثل الكثيرين لا يستقر لي رأي حول ما إذا كانت هذه الأزمة ستمر دون توتر كما حدث العام المنصرم، إذ قيل إن فتيل الأزمة حينها نزعته وساطة تركيا بعد زيارة الرئيس الأوكراني ولقائه نظيره التركي في إسطنبول وتأكيده أن هذه الزيارة ليست لتشكيل جبهة ضد طرف ثالث (يعني روسيا) بل هي مبادرة لتخفيف التوتر بين روسيا وأوكرانيا وربما توطئة لحل شامل بين الدولتين. أتذكر ذلك لأنني غطيت الزيارة وكنت أضع نصب عيني ما جرى وما تلاها من أحداث أثناء استعدادي السريع لهذه المهمة.

خلال 11 سنة من عملي مع الجزيرة، وهي تعد قصيرة نسبيا، غطيت فيها عدداً لا بأس به من الحروب والنزاعات وفي مناطق تشهد توترات على رأسها الحرب في سوريا، والعمليات العسكرية التركية الثلاث التي شنت ضد تنظيم الدولة أو من تسميهم أنقرة أذرع حزب العمال الكردستاني في سوريا إضافة إلى حرب أذربيجان ضد أرمينيا.

من كل هذه التجارب، رسخت تغطية الحرب في سوريا في وجداني، بكل ثرائها، وما يشوبها من اللغط الكثير والحروب الإعلامية، بل وأحياناً استغفال الأطراف المتصارعة للصحفيين بعلمهم أو بدون علمهم لترويج رواية على حساب أخرى.

وأنا أتجه لتغطية الأزمة التي تحولت إلى حرب عمدت إلى البحث عن المصادر التي علي أن أستقي منها الخبر، فكان أن استقرت وجهتي في البداية على وكالة الأنباء الرسمية الأوكرانية ونظيرتها الروسية ثم حسابات المسؤولين الفاعلين في كلا الجانبين، ولم يكونوا بالضرورة الأعلى منصباً. ففي أوكرانيا مثلاً كانت حسابات بعض المسؤولين الذين لا يتعدى وصفهم سوى مستشار في مكتب الرئاسة أنشط بل وأنفع من حساب رئيس الوزراء نفسه وأحياناً من وزارة الدفاع والخارجية بينما كان الأمر صارماً في وكالة الأنباء الروسية.

ساعدتني تغطيتي للحرب في سوريا على توقع بعض المسارات وماهية ما سيحدث وخاصة عمليات الحصار لبعض المناطق والاستخدام المفرط للقوة حتى ضد المدنيين. 

بيد أن ذلك لم يسعفني على الأقل في الجانب الأوكراني، فحساب وصفحة وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية "يوكراين فورم" أو الوكالة الرسمية الأخرى "يونان"؛ كانت غاية في البطء فيما يخص الخدمة باللغة الإنكليزية وأسرع بدرجة منها باللغات الأوكرانية والروسية، وما كنت في بداية الأمر أحبذ استخدام مترجم غوغل لكنه حقاً أثبت جدارة ونفعاً خاصة أن الأيام بينت دقة الترجمة فعلياً وكانت مشكلته تقتصر على الصياغة غير المرتبة.

ولأنني لم أجد ضالتي في المصادر الرسمية، عمدت للبحث عن مصادر أخرى، ومما اكتشفته في أذربيجان أن هذا الجزء من العالم يعتمد كليا في التواصل وتناقل الأخبار على تطبيقي "التليغرام" و"الفايبر" حتى إنك لا تسمع ذكراً للـ"واتساب" ومجموعاته أو حتى "تويتر". وكنا في كثير من الأحيان ننقل ما تبثه كبرى هذه المجموعات من أخبار وفيديوهات بعد التثبت منها إلى درجة أنها أصبحت مصدراً يمكن الاعتماد عليه يسبق في كثير من الأحيان المصادر الرسمية. وهنا، أتذكر أن إحدى المجموعات، حين وصلت البلاد كان عدد مشتركيها لا يتجاوز سبعين ألف، أما الآن فقد صار مليونا و300 ألف، أي أكبر من مشتركي قناة الجزيرة على "التليغرام".

ساعدتني تغطيتي للحرب في سوريا على توقع بعض المسارات وماهية ما سيحدث وخاصة عمليات الحصار لبعض المناطق والاستخدام المفرط للقوة حتى ضد المدنيين. توقعت منذ البداية أننا سنكون أمام موجات نزوح كبرى خاصة مع بدء الهجوم فجر الرابع والعشرين من فبراير/شباط، وإن كان الهجوم قد باغتني شخصياً، إذ كنت في القطار حينها متوجها من كييف إلى ماريبول لكن القطار توقف حينها ولم يكمل مسيره إلى هناك.

لم يحدث استخدام مفرط للقوة على الأقل كما كان الحال في سوريا باستثناء ماريوبول التي وصلت منها المشاهد التي تعيد إلى الذاكرة ما حدث في حلب. كما أننا لم نشهد قتال شوارع في المدن الكبرى على نطاق واسع لكن كنا شهودا على موجات النزوح الكبرى، حيث وصل عدد النازحين واللاجئين الأوكرانيين حتى تاريخ كتابة هذه السطور إلى أكثر من عشرة ملايين شخص.

الاعتماد في مثل هذه الحالات كان على الحواس؛ إما ما تراه العين أو ما نسمعه من انفجارات لم تكد تنتهي خاصة بعد انتقالي من حدود ماريبول إلى زابورجيا ثم إلى دينيبرو ومنها إلى العاصمة التي كان دوي الانفجارات فيها يسمع بوضوح وبالإمكان تحديد جهته بسهولة مع اقتراب المعارك إلى مناطق لم تكن تبعد عن مركز العاصمة في بعض الأحيان إلا 17 كيلومترا.

رسخت تغطية الحرب في سوريا في وجداني، وما يشوبها من اللغط والحروب الإعلامية، بل وأحياناً استغفال الأطراف المتصارعة للصحفيين بعلمهم أو بدون علمهم لترويج رواية على حساب أخرى.

بعد اليوم السابع من الحرب تقريباً لا سيما بعد بيان لوزارة الدفاع الأوكرانية تحدثت فيه عن مقتل 5000 جندي روسي منذ بداية المعركة، أخذت عهداً على نفسي ألا أعتمد هذا النوع من المعلومات حتى وإن كان من الجهات الرسمية وهو ما ينسحب أيضا على الجانب الروسي الذي قال إنه دمر 289 منشأة عسكرية خلال الـ 24 ساعة الأولى من الحرب! حينها كان واضحاً بالنسبة لي على الأقل أن الأمر سيستمر على هذا المنوال وستطرح أرقام لا يستطيع أي صحفي محايد التثبت من صحتها. لذلك، تجنبتها إلى أقصى حد إلا ما تعلق بالخسائر في المدرعات التي تنشرها الأطراف المتصارعة بعد التحقق منها.

كنت مثل باقي الزملاء حريصاً على المبالغة في الحياد، إن جاز التعبير. وقد حرصت الجزيرة على وجود شبكة مراسلين في كلا الجانبين الروسي والأوكراني بينما غابت فرق المحطات الكبرى كالبي بي سي وسي أن أن وسكاي نيوز وغيرها عن الجانب الروسي بل وأغلقت مكاتبها في موسكو.

الإعلام الغربي كان واضحاً في انحيازه للجانب الأوكراني، وكان يروج دائماً لكل ما يصدر منه ويأخذه كما هو، بينما كنا في الجزيرة نحرص على إعطاء المساحة الوافية الكافية لرواية للطرفين. في كييف مثلا، كنا نورد اسم المكان الذي تعرض للقصف، وإن كان هناك ضحايا لا نسهب في وصفه إلا حين نتأكد من ذلك ونقف عليه بأنفسنا ونتجنب ذلك في أماكن أخرى حتى لو كانت مدرسة أو مرفقاً آخر لأن الجانب الروسي كان يبث ما يثبت عكس ذلك بالصور. ولعل مبنى مركز روليت للتسوق وسط العاصمة الذي سوي بالأرض خير مثال، إذ ليس الروس فقط من بثوا صوراً تظهر وجود آلات عسكرية فيه بل إن مدوناً أوكرانياً عبر التيك توك (ولا أدري إن قام بذلك متعمداً أم بهدف كسب الشهرة) صور بعض هذه الشاحنات العسكرية ونشرها على حسابه ليقصف بعدها المكان ويسوى بالأرض كما ذكرت، وها هو الآن يقضي حكما بالسجن لسبع سنوات.

حاولت الالتزام بالحياد ما أمكن عكس الكثير من المراسلين الذين راحوا على الهواء مباشرة يشرحون للأوكرانيين ما هي نقاط ضعف الدبابات الروسية ومن أين يمكن تحقيق أكبر قد من الضرر فيها، وكنت أتساءل لو أقدم صحفي عربي على فعل ذلك أيام الحرب في سوريا أو العراق، كيف سيكون مصيره؟

كمراسل غطى الحرب في سوريا كنت أستطيع القول بوضوح مرة أخرى إن المقاربة الروسية في استخدام القوة المفرطة كما شهدتها بأم عيني في عموم سوريا أو ما شهده العالم في الشيشان في أواخر التسعينيات ليست هي ذاتها المستخدمة في أوكرانيا، وقد تكون ماريوبول عاشت جزءا من ذلك، لكنها لم تجرب - على الأقل من وجهة نظري - "طعم" الصواريخ الفراغية التي كانت تدك أعتى الأبنية فتجعلها أثراً بعد عين. وحتى الغرب بشقيه العسكري والإعلامي أشار مرة واحدة فقط إلى استخدام مثل هذه الصواريخ في أوكرانيا، وربما شجعني أكثر للاقتراب من مناطق القصف والجبهات بقدر ما كانت تسمح لنا السلطات.

بعد فترة أصاب الحراك العسكري تحديداً في كييف ومحيطها نوع من الرتابة وأصبحت القوات الروسية خاصة بعد 21 مارس/آذار محَاصرَةً لا مُحاصرة، وبدأت كييف وضواحيها بتنفس الصعداء، ولم تمض أيام حتى أعلنت القوات الروسية انسحابها من العاصمة ثم تشرنيهف وأخيراً من سومي.

الإعلام الغربي كان واضحاً في انحيازه للجانب الأوكراني، وكان يروج دائماً لكل ما يصدر منه ويأخذه كما هو، بينما كنا في الجزيرة نحرص على إعطاء المساحة الكافية لرواية للطرفين.

شكل الانسحاب فرحة غير مكتملة للأوكرانيين، فانسحاب القوات الروسية كشف عن جرائم بشعة. لم أكن أول الواصلين غير أني رأيت بأم عيني الجثث المتكدسة في بوتشا سواء في المقبرة المشهورة بجانب الكنيسة أو التي كانت في قبو للتحقيق أعده الروس في مكان قريب حيث كبلت الأيدي للخلف وربما قضى بعض هؤلاء أثناء التعذيب.

لا يمكنك كإنسان أو كصحفي إلا أن تصف هذه المشاهد بالجريمة وما يجري من تحقيقات الآن وسط إنكار الجانب الروسي لن يغير من وصفها في شيء.

أنا الآن في كراماتورسك حيث يعتقد أنها وفقا لكل مراقبي الحرب ستكون ماريوبول جديدة إذا تمسك الأوكران بالدفاع عنها. لم أبتعد عن التغطية الميدانية ولكني أريد أن أتحدث في تغطيتي عن الجانب الإنساني أكثر، عن كبار السكن الذين لا يريدون الخروج من المدينة التي قتل فيها قبل أيام 57 مدنيا في قصف استهدف محطة القطار التي كانت تعج بالسكان. منهم من لا يريد الخروج لأنه مقتنع أن أحداً لن يلتفت لحاله في مهجره، ومنهم من يميل إلى الجانب الروسي مشيراً إلى ذلك تلميحاً لا تصريحاً، ومنهم من لا يملك حقاً تكلفة الرحيل.

تحدثت عن هؤلاء وعن عائلات المصابين بالأمراض العقلية الذين أرسلتهم المستشفيات مرة أخرى إلى أهاليهم بعد أن أغلقت أبوابها، ومنهم من كان يتعالج لمدة ثمانية عشر عاماً، ولك أن تتخيل حالة أهله.

بعض مراسلي القنوات العالمية كانوا يشرحون على الهواء نقاط ضعف الدبابات الروسية وكيف يمكن استهدافها، وكنت أتساءل لو أقدم صحفي عربي على فعل ذلك أيام الحرب في سوريا أو العراق، كيف سيكون مصيره؟

لم تنته الحرب بعد ويبدو أنها مستمرة. لم يحقق الروس مبتغاهم وهم عازمون على رد الصاع لما حدث في الشمال، أنا كصحفي وإنسان سأبقى ملتزماً بنقل الحقيقة رغم ما تنطوي عليه من مرارة وبرود في بعض الأحيان أعتقد أني بت معتادا على ذلك.

More Articles

The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Targeting Truth: Assault on Female Journalists in Gaza

For female journalists in Palestine, celebrating international women's rights this year must take a backseat, as they continue facing the harsh realities of conflict. March 8th will carry little celebration for them, as they grapple with the severe risks of violence, mass displacement, and the vulnerability of abandonment amidst an ongoing humanitarian crisis. Their focus remains on bearing witness to human suffering and sharing stories of resilience from the frontlines, despite the personal dangers involved in their work.

Fatima Bashir
Fatima Bashir Published on: 14 Mar, 2024
A Woman's Journey Reporting on Pakistan's Thrilling Cholistan Desert Jeep Rally

A Woman's Voice in the Desert: Navigating the Spotlight

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Mar, 2024
Through a Mexican lens: Navigating the intricacies of reporting in Palestine

A Mexican journalist's journey through the complexities of reporting on Palestine and gives tips on how to manage this kind of coverage.

Témoris Grecko
Témoris Grecko Published on: 10 Dec, 2023
The bombs raining down on Gaza from Israel are beyond scary, beyond crazy

REPORTER'S NOTEBOOK: As Israel bombarded Gaza for the third night, I found myself closer to a missile hit than I could have imagined

Maram
Maram Humaid Published on: 11 Oct, 2023
Reporter’s Notebook - what I learned from covering the Kalash people

As journalists, our fascination with Indigenous communities can blind us to our ethical obligations to respect privacy and dignity of those we document - we must reflect carefully

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 5 Oct, 2023
'Rebuilt memory by memory' - recreating a Palestinian village 75 years after the Nakba

REPORTER'S NOTEBOOK: How it took the collective memories of several generations, painstaking interviews and a determined search through tall grass and prickly plants to recreate a destroyed community

Amandas
Amandas Ong Published on: 4 Jun, 2023
Tear gas and internet blackouts - reporting on protests in Pakistan

REPORTER'S NOTEBOOK: Following the arrest of former Prime Minister Imran Khan, violence has erupted across Pakistan. For journalists, it is like reporting from the centre of a storm

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 14 May, 2023
Remembering Shireen; my colleague and a 'role model for professionalism'

On the eve of the first anniversary of the killing of Shireen Abu Akleh, Al Jazeera's Senior Correspondent in Palestine, her colleague commemorates the compassion, integrity and professionalism which made her the extraordinary journalist and human being that she was

Walid
Walid Omary Published on: 10 May, 2023
Investigating the assassination of my own father

As a journalist, reporting on the murder of my father meant answering questions about my own position as an objective observer

Diana Lopez
Diana Lopez Zuleta Published on: 3 Apr, 2023
Field notes from an earthquake - reporting on human misery

REPORTER'S NOTEBOOK: Where do you draw the line when covering human suffering? When does reporting on a devastating earthquake cross over from objective journalism to tasteless voyeurism?

Ilya
Ilya U Topper Published on: 20 Feb, 2023
Conflict, crisis and Colombia’s shifting media landscape

THE LONG READ: As political and commercial elites continue their stranglehold on mainstream media in Colombia, some independent minnows are starting to emerge

Mauricio
Mauricio Morales Published on: 5 Dec, 2022
Al Jazeera Investigations - the making of the Labour Files

An Al Jazeera investigation into the running of the UK’s Labour Party has revealed evidence of an ‘Orwellian’ smear campaign against its former leader, Jeremy Corbyn, a ‘hierarchy’ of racism within the party and even the hacking of journalists. Here’s how it came about 

Phil
Phil Rees Published on: 19 Oct, 2022
The devastating silencing of the ‘Voice of Palestine’

Al Jazeera English’s Senior Correspondent recalls the last time she saw Shireen Abu Akleh and what it has been like to cover the investigations into her killing by Israeli forces

Natasha Ghoneim
Natasha Ghoneim Published on: 21 Sep, 2022
Casualties of Partition - telling the story of Zainab and Boota

REPORTER'S NOTEBOOK: On the 75th anniversary of the Partition of Pakistan and India, a writer recalls his efforts to uncover the mystery of a family divided and asks if we always have the right to push for the ‘truth’

Haroon Khalid
Haroon Khalid Published on: 15 Aug, 2022
She showed me a picture of her dead son - moments later, she was back with the tea and cake

Listening to stories of trauma and loss - such as those of women in Pakistan-controlled Kashmir - is what many journalists must do to find and report the truth. The way in which we listen while setting aside preconceived notions of how victims ‘should’ behave is critical

Anam Z
Anam Zakaria Published on: 16 Jun, 2022
Reporter’s notebook - analysing the video of a brutal murder

I spent a week watching a sickening video of the Jordanian pilot, Muath al-Kasasbeh, being burned alive by ISIL. Here’s how I set about verifying its contents and how I coped

Jody Fish
Jody Fish Published on: 25 May, 2022
‘You will be silenced’ - investigating human traffickers in Nigeria

REPORTER'S NOTEBOOK: Philip Obaji Jr has devoted years to uncovering and reporting on the sexual abuse and human trafficking of displaced women and girls in Nigeria. This is his story

Philip Obaji Jr
Philip Obaji Jr Published on: 18 May, 2022
Beyond bystanders: Citizen journalism during the Egyptian revolution

A journalist looks back at the founding of RASSD News Network during the Egyptian revolution, which trained and supported ordinary citizens to become journalists

Khaled Faheem
Khaled Faheem Published on: 14 Apr, 2022
Telling the stories of brutality - reporting on political prisoners in Belarus

REPORTER’S NOTEBOOK: Constructing a long-form feature to document the narratives of Belarusians imprisoned for protesting after the 2020 presidential election was a pain-staking, months-long task fraught with danger

Olga
Olga Loginova, Ottavia Spaggiari Published on: 30 Mar, 2022
From Syria to Ukraine - telling the stories of Russian aggression

REPORTER’S NOTEBOOK: Omar Al Hajj, a Syrian journalist working for Al Jazeera, explains what it’s like to go from covering war in his own country to bearing witness to another on a different continent

A picture of the author, Mohammad Ahdad.
Mohammad Ahdad Published on: 15 Mar, 2022
Reporter’s Notebook: Inside Europe’s largest brothel 

While covering a story about a Spanish proposal to outlaw middlemen involved in prostitution, AJE senior correspondent Natasha Ghoneim and her team came up against a wall of silence, but managed to get a story nevertheless

Natasha Ghoneim
Natasha Ghoneim Published on: 8 Mar, 2022
Investigating racist conviction laws in America - and seeing a man freed after 25 years

REPORTER’S NOTEBOOK:  How a team of journalists spent nearly a year investigating the conviction and 25-year imprisonment of Brandon Jackson and then watched him walk free

Jeremy Young
Jeremy Young Published on: 2 Mar, 2022
Reporter’s Notebook - on the trail of Boko Haram

For one journalist in Nigeria, covering the activities of the militant Islamist group, Boko Haram, primarily means documenting the horrifying stories of its victims, sometimes to his own cost

Philip Obaji Jr
Philip Obaji Jr Published on: 21 Feb, 2022