الصحافة و"بيادق" البروباغندا

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

وأنا في الخامسة والعشرين، تمنيّت لو لم أذهب إلى فلسطين قط، لأني كنت أعلم أني بذهابي إليها سأفقد القدرة على التعامل مع هذا الصراع والنظر إليه كغيره من الحروب والنزاعات العديدة الأخرى في العالم. بزيارة فلسطين، سيصبح الموضوع شخصيا. وهذا ما صار فعلًا، بعد أن لاحت لي فرصة إنجاز مهمة صحفية أولى هناك، فقبلتها على الفور.

حين تكون في فلسطين، أي على مقربة من الواقع فيها، فستتراءى لك كل تلك الملامح التي تجعل هذا الصراع لا مثيل له في العالم اليوم. وليس هذا بسبب أرقام الضحايا؛ فالحروب في رواندا حصدت زهاء مليون من القتلى، ولا بسبب وحشية المجازر التي تقع على الفلسطينيين، والتي تتشابه مع كلّ أسىً مع ما يقع في كثير من النزاعات. ما يجعل القضية الفلسطينية مختلفة هو ذلك التباين الهائل في القوة بين أطرافها، وهو ما يضيف على دمويّة الصراع شعورًا بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

إن آلة الحرب المتوحشة التي تمتلكها إسرائيل لا توازيها أي قوّة يمكن أن تتوفر عليها المقاومة الفلسطينية المسلّحة. رغم ذلك، فإن دولة الاحتلال تظل عاجزة عن استخدام هذه القوة الغاشمة لتحقيق انتصار ساحق ونهائي، ولا سيما أنها لا تملك تصورًا واضحة لليوم التالي لذلك؛ فضمّ الأراضي المحتلّة ليس خيارًا مطروحًا، ما دامت فيها بقيةٌ من الفلسطينيين، الذين يبدو أنهم سيظلون صامدين في أرضهم ولن يختفوا فجأة منها. وهكذا تفضّل إسرائيل أن تظل عجلة الحرب دائرة بلا نهاية منظورة وفق ميزان القوى القائم.

في هذه الحالة، لا يمكن أن تُعَدّ الإمكانات العسكرية هي مقياس القوة الأكثر أهمية لحسم الصراع؛ ولذلك يجري الاعتماد بموازاتها على قوة السرديّة، فتتحوّل الصحف إلى ميادين حرب، ويصبح الصحفيون بيادق محتملين فيها، يرجحون مكاسب طرف على آخر أو يحوّلون بعض خسائره إلى إنجازات.

لا يمكن أن تُعَدّ الإمكانات العسكرية هي مقياس القوة الأكثر أهمية لحسم الصراع؛ ولذلك يجري الاعتماد بموازاتها على قوة السرديّة، فتتحوّل الصحف إلى ميادين حرب، ويصبح الصحفيون بيادق محتملين فيها، يرجحون مكاسب طرف على آخر أو يحوّلون بعض خسائره إلى إنجازات.

وتلك مسؤولية فظيعة؛ إذ لا تتوفر طريقة سهلة لنقل الحقائق، حتى لو كنا في الميدان وتحصّلنا على فرصة لمراقبة ما يحصل مباشرة (وهو عادة ما لا يحصل للصحفي الأجنبي في الأراضي الفلسطينية)، كما أن كل جانب تفصيلي من الخبر قد يوجّه على نحو ما لتعزيز السرديّة التي يرى أحد الطرفين أنها تخدم مصالحه، وهو ما يحصل عادة عبر إسقاط السياق برمّته أو تشويهه. ورغم أنه لا سبيل لتجنب حصول ذلك، فإن ملاحظة القوة الكامنة في كل كلمة أو عبارة لحريّ أن يدفعنا إلى المبالغة في الدقة والحذر من التورط في أداء مثل هذه الأدوار المتحيزة، عبر إساءة استخدام المصطلحات والتلاعب بها لأغراض دعائية.

ولنأخذ مثلًا كلمة "إرهابي"؛ ذلك التوصيف الشائع في الاستخدام بوصفه وسيلة سريعة للانتقاص من شرعيّة أي خصم، ولا سيما حين يكون صادرا عن دولة، وهو ما دفع عددا من الوكالات المهنية، ومنها رويترز، إلى تحديث التوجيهات الضابطة لهذه الكلمة، وتجنب استخدامها لوصف أي مجموعة أو شخص إلا عند اقتباسها ضمن جملة وردت من المصدر، ونسبتها إليه. وهذا خيار تحريري معقول، رغم أن ثمة أفعالا يمكن أن تندرج ضمن مفهوم الإرهاب بل وضمن تعريفه الذي وضعه في القرن التاسع عشر مسلّحون لوصف الأفعال التي ينفذونها هم أنفسهم في حق أعدائهم، وتشمل قتل المدنيين لبث الذعر وإحداث الشلل في أنشطة الحياة اليومية من أجل إسقاط نظام ما أو إرغامه على النزول عند شروطهم. ووفق هذا التعريف، فإن الإرهاب نشاط تلجأ إليه مجموعات لا تمتلك الإمكانات التي تتيح بناء ميليشيات شبه نظامية ذات تسليح جيد وتستطيع الوصول إلى أسلحة ثقيلة.

لذلك؛ فإن وصف جماعة ما بأنها "إرهابية" وفق هذا التعريف قد لا يعني الكثير، وقد يكون أشبه بوصف الدولة بأنها تلك التي تستخدم المدفعيات، أو تُسيِّر الدبابات، وهي الإمكانات العسكرية التي تتوفر لديها بوصفها دولة، والتي تلجأ إليها بوصفها خيارا عمليا وتكتيكيا ضروريا بعيدا عن الأيديولوجيا التي يعتنقها النظام الحاكم فيها. أما التكتيكات الإرهابية فقد وظفت من قبل نطاق واسع من تنظيمات مختلفة موزعة على طيف من التوجهات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وبعضها حقق بعض النجاحات وبعضها أخفق، وكان ممن نجحوا في تحقيق نتائج بالاعتماد على هذه الأساليب حتى أصبحوا رجال دولة قادةُ الجماعات الصهيونية المتطرفة، مثل منظمة الإرغون، التي شكّلت نواة ما سيصبح لاحقا جيشا نظاميا، وصار زعيمها مناحيم بيغن بعد ذلك رئيس وزراء في الدولة الجديدة.

إن وصف حركة مقاومة وطنية مثل حركة حماس بأنها "إرهابية" لا يضفي أي قيمة معلوماتية على الخبر، وهي مخالفة تقع عند الإشارة إلى "حزب الله"، وهي حركة لم تتبنّ أي عمليات قد تصنف بأنها إرهابية، باستثناء بعض الأنشطة السابقة في فترة التسعينات. وعليه، فإن استخدام هذا الوصف لوصف جماعة، من دون اعتبار لطبيعة أنشطتها ذاتها، ليس إلا وصما لها بحكم قيمة سلبي مشحونٍ أخلاقيا، وعلى نحو يخدم سردية الطرف الذي تحاربه، وهي مهمة تتجاوز وظيفة الصحفي ومقدم الأخبار. أما الفعل الإرهابي، فهو نشاط قد يقع من جماعة مسلحة أو جيش نظامي على السواء؛ ففي الحرب الجارية على غزة، يمكن القول إن إسرائيل ليست الدولة الأكثر توظيفا للتكتيكات الإرهابية وحسب، بل إنها تمثل حالة نادرة من التبجح باستخدام هذه التكتيكات على ألسنة كبار المسؤولين والوزراء فيها، الذين أكدوا غير مرة اعتمادهم على ترويع المدنيين بوصفه إستراتيجية ضرورية للحرب.

استُخدِم تعبير "هجوم إرهابي على قاعدة عسكرية" على نطاق واسع حتى في الصحافة الإسبانية، حيث لا يوجد تأييد بين القراء والصحفيين أنفسهم للاحتلال الأمريكي للعراق. ما حصل على الأرجح هو أن المحررين عمدوا مباشرة إلى نسخ العناوين من وسائل الإعلام الأمريكية من دون التمحيص فيها.

يجري استخدام كلمة "الإرهاب" في وسائل إعلام غربية سائدة، ويتواصل تخصيصها لوصف طرف واحد وحسب على سبيل نزع الشرعية عنه وحصرها في خصمه (إسرائيل)، وما يعنيه ذلك ضمنا من اعتبارها صاحبة حق تدافع عن نفسها أمام جماعة "إرهابية". ومع أن هذا النمط من الاستخدام مقصود غالبا، فإنه كثيرا ما يُستخدَم على نحو تلقائي من قبل الصحفيين والمذيعين، ولا سيما في سياق الاستدعاء المكثف للوصف في المقابلات والبيانات الرسمية والمؤتمرات الصحفية وغيرها، وهو ما يؤدي بالمحصلة إلى إعادة إنتاج الوصف والتطبيع مع استخدامه على النحو المقصود. يذكرنا ذلك بتقليد سائد في الإعلام الأمريكي، عند وصف الهجمات التي كانت تتعرض لها القواعد الأمريكية في العراق بأنها "إرهابية"، رغم أن الهجوم على قاعدة عسكرية لا يعدّ عملا إرهابيا وفق أي تعريف. أما المدنيون فيفترض أن تكون لهم حصانة من الهجمات الصاروخية وسواها، وهم الذين يقصد ترويعهم عند وقوع هجوم مماثل. أما الجندي في قاعدته العسكرية فهو عرضة للهجوم بحكم عمله.

مع ذلك، استُخدِم تعبير "هجوم إرهابي على قاعدة عسكرية" على نطاق واسع حتى في الصحافة الإسبانية، حيث لا يوجد تأييد بين القراء والصحفيين أنفسهم للاحتلال الأمريكي للعراق. ما حصل على الأرجح هو أن المحررين عمدوا مباشرة إلى نسخ العناوين من وسائل الإعلام الأمريكية من دون التمحيص فيها.  تكرر الأمر ذاته في الآونة الأخيرة في وصف هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة أمريكية على الحدود بين سوريا والأردن في 28 يناير/كانون الثاني، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود؛ فقد وُصِف الخبر في عدة وسائل إعلام بأنه "هجوم إرهابي"، وهو ما انسحب على وسائل إعلام إسبانية تدّعي التزامها الكامل بالحياد. قد يحصل أيضا في بعض الحالات أن ينسى الكاتب وضع علامات الاقتباس عند ذكر هذه العبارة، ومثال ذلك تغريدة نشرتها وكالة الأنباء الأردنية تفيد أن عددا من الدول العربية مثل الأردن أو مصر أو المملكة العربية السعودية قد أدانت الهجوم الإرهابي، هكذا بلا علامات اقتباس تبين أن هذا هو موقف تلك الدول من وصف الهجوم، وليس موقفا تتبناه الوكالة نفسها بالضرورة.  هل ترى ذلك؟ إذا وضعت هذه العلامات، فسيكون من الواضح أن البلدان المذكورة أعلاه هي التي وصفت الهجوم بأنه إرهابي، على حد تعبيرها. 

ارتكبت وسائل الإعلام الإسبانية تلك خطأ ثانيا؛ إذ تحدثت عن "قتل" الجنود الأمريكيين الثلاثة. هذا خطأ شائع جدا في الصحافة الغربية؛ إذ تُعتمَد كلمة "قتل" و"مقتل" لفئة من الضحايا، في حين تُخصَّص كلمة "موت" للضحايا الآخرين، رغم أن الفرق يجب أن يكون واضحا في حال افتراض مقاربة صحفية محايدة ومتوازنة، ولا سيما في سياق مواجهة عسكرية.

من الشائع أيضا أن نقرأ عن "اختطاف" حتى لو كان واقعًا على فرد عسكري في سياق نزاع، ولعل توظيف هذه الكلمة في وصف حالة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط هو المثال الأكثر شهرة. إلا أن هذا غير صحيح؛ ففي ساحة المعركة، يُقتل بعض الأعداء ويُؤخذ بعضهم أسرى، وهو عمل يقع وفق قواعد الحرب، فالوصف الأسلم في هذا الحالة هو "أسير"، وليس "مختطف"؛ ذلك أن الاختطاف جريمة ترتكب في حق مدنيين. وعبر استخدام هذه المصطلحات، تحاول وسائل إعلام وصف الصراع في غزة بأكمله بأنه مواجهة مع جماعات خارجة عن القانون، وهي مقاربة مضللة، ولا سيما عند الأخذ بالحسبان أن إسرائيل تطالب بحقها في استخدام الأسلحة الثقيلة، بدعوى أنها في حالة حرب، رغم أنه لا يُتصوّر الاعتماد على القصف والغارات الجوية العنيفة للقضاء على عصابة مافيا تعيش في حي سكنيّ.

تحاول وسائل إعلام وصف الصراع في غزة بأكمله بأنه مواجهة مع جماعات خارجة عن القانون، وهي مقاربة مضللة، ولا سيما عند الأخذ بالحسبان أن إسرائيل تطالب بحقها في استخدام الأسلحة الثقيلة.

مرة أخرى، بالنسبة لعدد من الصحفيين، لم تكن كتابة "الجندي المختطف" قرارا واعيا لتصوير الحرب في الشرق الأوسط بأنها صراع بين العصابات الإجرامية والقانون، بل كانت مجرد نتيجة لنسخ المصطلحات المستخدمة في مصادرهم، ولا سيما في وسائل الإعلام الأمريكية التي بدورها تحاكي اللغة المستخدمة في بيانات البيت الأبيض أو البنتاغون أو السلطات الإسرائيلية في حالة غزة. بالتأكيد، يجب أن نستخدم المعلومات التي قدمتها هذه المصادر، تماما كما نستخدم أيضا الأرقام المتعلقة بأعداد القتلى والجرحى مثلا كما يقدمها المتحدثون باسم حركة حماس -ما أمكن الحصول عليها- أو تصريحات أي جماعة مسلحة أخرى في المنطقة، إلا أن قبول هذه الأرقام لا يعني استخدام مصطلحات هذه الجماعات؛ فنحن نكتب "إسرائيل"، وليس "الكيان الصهيوني"، إلا عند نقلها ونسبتها إلى جهة معينة، وبوضعها ضمن علامات اقتباس، وهي أداة ضرورية للدلالة على أن هذا ليس وصفًا تتبناه وسيلة الإعلام ذاتها، بقدر ما تنقله عن مصدر محدد، سواء أكان مسؤولًا في البنتاغون أو مقاتلًا في حركة مقاومة أو في أي حركة مسلحة في أي مكان في العالم.

هذا فرق مهم للغاية، إلا أن الالتزام بهذه الموضوعية التحريرية يستلزم في الوقت ذاته قدرا من الشجاعة الصحفية لملاحظة أن ثمة حقيقة موضوعية ما يمكن ملاحظتها والبرهنة عليها تتيح لنا وصف الأمور كما هي عليه حقا، وبكلماتنا الخاصة، وتحمل المسؤولية عن ذلك. إلا أن ما يجري عمومًا هو التزام كثير من المراسلين والصحفيين بإعادة إنتاج اللغة التي تحتويها البيانات الرسمية وتصريحات المسؤولين، رغم ما يفرضه ذلك من تأطير الأحداث الدائم من وجهة نظر واحدة. لكن وحتى لو لم تكن هناك طريقة للوصول إلى أي معلومات باستثناء ما يرد في التصريحات الرسمية، فإنه لا بد من الحرص دوما على تقديم تلك المعلومات بصياغة جديدة، لا تحاكي بالضرورة ما تراه السلطة والمصادر الرسمية. 

إن المشاركة في حرب دعائية من خلال عدم تفحص الكلمات التي نستخدمها بعناية هي شكل الخطر الأكثر وضوحا في الوقت الحاضر فيما يتعلق بتغطية الحرب على قطاع غزة أو أي حرب أخرى؛ فلا يزال من الشائع في وسائل إعلام إسبانية يساريةِ التوجّه (أو حتى في النسخة الإسبانية من وكالة شينخوا الصينية) عدمُ التفريق بين الحصار (Blockade) والحظر (Embargo)  عند وصف الوضع القائم في كوبا. فمصطلح "الحصار" هو ما تعتمده السلطات الكوبية، إلا أن هذا يطمس الفرق بين الحصار والحظر؛ فالأول هو إجراء في زمن الحرب يعرقل الوصول إلى منطقة معينة؛ أي مثل ما تفعله إسرائيل في غزة منذ سنوات عديدة. في هذه الحالة يكون لمحاولة كسر هذا الحصار عواقب مباشرة؛ إذ تُطلَق النار على أي سفينة تحاول الاقتراب من شواطئ غزة، حتى لو اقتضى ذلك قتل ركابها أو أفراد طاقمها واعتقالهم، كما حدث في عام 2010 في الاعتداء على سفينة مافي مرمرة. أما في كوبا، فإن حركة المرور البحرية منها وإليها تسير بشكل منتظم لنقل البضائع والركاب، من دون أي خطر باستهدافها عسكريا، وما يُعاقُ هو التعاملات التجارية؛ أي إن على الشركات المعنية أن تختار بين ممارسة الأعمال التجارية إما مع كوبا وإما مع الولايات المتحدة.

إن المشاركة في حرب دعائية من خلال عدم تفحص الكلمات التي نستخدمها بعناية هي شكل الخطر الأكثر وضوحا في الوقت الحاضر فيما يتعلق بتغطية الحرب على قطاع غزة أو أي حرب أخرى.

ربما يجادل كثيرون في أن هذا الحظر قاس وغير شرعيّ، وهي ملاحظة قد تدفع كثيرًا من الأشخاص الذين أعرفهم إلى الحديث عن "الحصار" من أجل إظهار تعاطفهم مع كوبا ومعارضتهم لسياسة الولايات المتحدة، إلا أنهم لا يدركون أنهم باستخدام الكلمة الخاطئة يجعلون الوضع في كوبا على قدم المساواة مع الوضع في غزة. وهذا يشير إلى أن الوضع السياسي في كلا الإقليمين متشابه رغم الفارق الكبير بينهما، وهو ما يخلق حالة من الجهل السياسي بوقائع الأمور ويصعّب القدرة على تخيّلها. وهذا النوع من الجهل هو ما يفسر لماذا يمكن لكثير من خبراء الدعاية الإسرائيليين نشر الرواية التي ترى أن الخطأ يقع على الفلسطينيين إذا لم تتحول غزة إلى سنغافورة جديدة، وهي مقاربة باتت شائعة في بعض أعمدة الرأي في صحف أمريكية وأوروبية. إلا أن واقع الحال بعيد كلّ البعد عن مثل هذا التوصيف المضلل، إلى درجة تدفعنا إلى أن نختم مقالنا باستنتاج أساسي: في بعض الأحيان لا تكاد تكون هناك أي صلة بين الرواية التي تنقلها المصادر الرسمية والحقيقة الموضوعية، وإن من واجبنا نحن الصحفيين أن نستمر في توضيح الفوارق بينهما، ولا سيما عبر تمحيص الكلمات المستخدمة واختيار ما هو أدق من بينها؛ ذلك أن الكلمات أسلحة، ويجب ألا تكون إحالاتها إلا في صالح الحقيقة.

More Articles

The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Invisible Crisis: The Deteriorating Mental Health Among African Journalists

The revealing yet underreported impact of mental health on African journalists is far-reaching. Many of them lack medical insurance, support, and counselling while covering sensitive topics or residing in conflicting, violent war zones, with some even considering suicide.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Feb, 2025
Tweets Aren’t News: Why Journalism Still Matters

Twitter, once key for real-time news, has become a battleground of misinformation and outrage, drowning out factual journalism. With major newspapers leaving, the challenge is to remind audiences that true news comes from credible sources, not the chaos of social media.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 10 Feb, 2025
Will Meta Become a Platform for Disinformation and Conspiracy Theories?

Meta’s decision to abandon third-party fact-checking in favor of Community Notes aligns with Donald Trump’s long-standing criticisms of media scrutiny, raising concerns that the platform will fuel disinformation, conspiracy theories, and political polarization. With support from Elon Musk’s X, major social media platforms now lean toward a "Trumpian" stance, potentially weakening global fact-checking efforts and reshaping the online information landscape.

Arwa Kooli
Arwa Kooli Published on: 5 Feb, 2025
October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Decolonise How? Humanitarian Journalism is No Ordinary Journalism

Unlike most journalism, which involves explaining societies to themselves, war reporting and foreign correspondence explain the suffering of exoticised communities to audiences back home, often within a context of profound ignorance about these othered places. Humanitarian journalism seeks to counter this with empathetic storytelling that amplifies local voices and prioritises ethical representation.

Patrick Gathara
Patrick Gathara Published on: 8 Jan, 2025
Mastering Journalistic Storytelling: The Power of Media Practices

Narration in journalism thrives when it's grounded in fieldwork and direct engagement with the story. Its primary goal is to evoke impact and empathy, centering on the human experience. However, the Arab press has often shifted this focus, favoring office-based reporting over firsthand accounts, resulting in narratives that lack genuine substance.

AJR logo
Zainab Tarhini Published on: 7 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024
Journalists Should Not Embrace the Artificial Intelligence Hype

What factors should journalists take into account while discussing the use of AI in the media?

Jorge Sagastume Muralles
Jorge Sagastume Published on: 16 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
A Half-Truth is a Full Lie

Misinformation is rampant in modern conflicts, worsened by the internet and social media, where false news spreads easily. While news agencies aim to provide unbiased, fact-based reporting, their focus on brevity and hard facts often lacks the necessary context, leaving the public vulnerable to manipulation and unable to fully grasp the complexities of these issues.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 30 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
India and Pakistan; Journalists building Bridges for Understanding

Amid decades of tension, journalists from India and Pakistan are uniting to combat hostile narratives and highlight shared challenges. Through collaboration, they’re fostering understanding on pressing issues like climate change and healthcare, proving that empathy can transcend borders. Discover how initiatives like the Journalists' Exchange Programme are paving the way for peace journalism and a more nuanced narrative.

Safina
Safina Nabi Published on: 12 Aug, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024