أزمة المعلمين في الأردن.. حظر النشر أو السردية الواحدة

 

يرى الكاتب والصحفي الإنجليزي جورج أورويل في روايته الشهيرة "1984" ألا وجود حقيقيًّا للسلطة دون معرفة، لذا تحرص السلطات دائمًا على تحويل هذه الثنائية إلى شيء واحد، بحيث تُصبح السلطة هي المعرفة، أو بمعنى أدق: السلطة هي أداة احتكار إنتاج المعرفة واحتكار طرق نشرها.

لذلك، فإن أحد أهم أهداف أي سلطة -كما يظهر في الرواية- هو عملية السيطرة على كل أشكال توليد المعرفة، والسيطرة على كل سبيل قد تنتشر من خلاله، كالخيال والرمز واللغة والعقل، وبالتأكيد، الصحافة ووسائل الإعلام.

من هنا ظهرت مفردات مثل: السلطة الرابعة، وحق الحصول على المعلومة، والإعلام الحر، وإعلام السلطة الذي يعتمد وأبواقه على مبدأ أن الجمهور غير قادر على الاستيعاب، فيزوّر هذا الإعلام الوقائعَ ويلفّق "معرفة" أخرى تُناسب السلطة، إضافة إلى تفنيده الحقائق المثبتة بالصوت والصورة.

البعض ذهب إلى إسقاط مقاربة أورويل السابقة على ما جرى خلال أزمة نقابة المعلمين أخيرا في الأردن، والتي نالت اهتمامًا كبيرًا على الصعيدين المحلي والدولي، لا سيما عندما أظهرت وسائل إعلام محليّة من محطات تلفزيونية وصحف وإذاعات ومواقع إخبارية، تحيّزًا واضحًا لصالح رواية السلطة، مع تجاهلها الكامل للرواية الأخرى. وتعدّى الأمر مجرد تجاهل الأزمة إلى تشويه ممنهج للرواية الأخرى.

وكان الشارع الأردني قد شهد حالة توتر نتيجة العلاقة المتشنجة بين نقابة المعلمين والحكومة الأردنية، امتدادا للأزمة السابقة عام 2019، التي أعلنت فيها نقابة المعلمين عن إضراب استمر شهرًا كاملا، انتهى بتوقيع اتفاقية بين الطرفين. لكن توترات العام 2020 كانت أشد، حيث أفضت يوم 25 يوليو/تموز إلى إغلاق المقر الرئيسي للنقابة وكافة فروعها في المحافظات واعتقال أعضاء مجلسها.

وترافق قرار الإغلاق والاعتقال مع أوامر النيابة العامة الصادرة عن المدعي العام بمنع النشر والتداول والتعليق في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في كافة القضايا الجزائية التحقيقية المنظورة بحق مجلس نقابة المعلمين.

غير أن القرار لم يقف عند حظر نشر المحاضر القضائية المتعلقة بمجريات التحقيق الذي دعا إليه النائب العام للنظر فيما اعتُبر انتهاكات قانونية مارسَها مجلس النقابة، بل تعدى ذلك إلى كل ما يتعلق بأزمة النقابة، وهو ما اعتبره صحفيون محاولة للسيطرة على توجهات الرأي العام.

 

أن تنشر ما تريده السلطة

جاءت الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة ضد نقابة المعلمين، مع قرار حظر النشر على القضايا التحقيقية ومحاضر الجلسات فقط؛ وفق ما نصّت عليه المادة (225) من قانون العقوبات الأردني. ولا يمتد نطاق القرار ليشمل التغطية الإعلامية للتحركات المتضامنة مع النقابة والرافضة لإجراءات الحكومة. كما لا يشمل التعليقات الداعية للإفراج عن المعتقلين، ورصد الشارع الأردني وتحليله، وذلك ما أكد عليه محامون وقانونيون.

وعلى الرغم من ذلك فإن الإعلام المحلي -في معظمه- تجاهل بشكل كامل تغطية الاحتجاجات التي تبعت قرار إغلاق النقابة والتوترات التي شهدتها.. محطات فضائية وإذاعات محلية ومواقع إخبارية ظلت خارج التغطية، ومنفصلة تمامًا عن الشارع المحلي، إما بتغطية أحداث أخرى، أو نشر الرواية الرسمية كما جرت العادة في الإعلام الرسمي، فكانت الصورة أحادية لا تمثل إلا رأيا واحدا.

ولأن قرار حظر النشر قانونا لا يمنع الصحفيين من تغطية تبعات القرار، ويمنعهم فقط من نشر محاضر التحقيق المتعلقة بالقضية، حاول عدد منهم تغطية الاحتجاجات ونقل الصورة، إلا أن ذلك عرّض بعضهم للمساءلة القانونية واحتجزوا في المراكز الأمنية لفترات متفاوتة على إثر تغطيتهم الصحفية.

الصحفي باسل العكور رئيس تحرير "Jo24" -وهو موقع إخباري محلي- عمل على تغطية فعاليات المعلمين المعترضة على قرار إغلاق النقابة وإيقاف أعضائها. تغطية العكور جعلته عرضة لمساءلة قانونية بعد أن حرّك النائب العام دعوى ضدّه بحجة "خرق وتجاوز" قرار منع النشر على حد تعبير العكور الذي أكد أن تغطية الموقع حافظت على قانونيتها في تجنّب القضايا التحقيقية المقصودة من قرار منع النشر. وبعد ساعات طويلة من إجراءات التحقيق والتوقيف أطلق سراحه في اليوم ذاته.

يعتبر العكور أن قرار منع النشر والتوسع في تنفيذه يعدّ كارثة للمهنة الصحفية، وتوغلا واعتداءً مباشرًا عليها، وأن تبعات القرار من توقيف وتضييق هدفها "تخويف الصحفي"، ومنعه من ممارسة دوره ورسالته في نقل تطورات الأزمة للجمهور، حيث يقول إنه "من غير المقبول أن نعيش صراعًا يوميًّا مع ضميرنا المهني، آخذين بعين الاعتبار جميع الحسابات والتضحيات والكلف التي قد نضطر لدفعها إن قررنا ممارسة مهنتنا".

وعلى خلفية تصوير محيط فعاليةٍ لنقابة المعلمين في إحدى المحافظات، تم توقيف الصحفي خليل قنديل من قبل الأجهزة الأمنية، وأجبر على حذف الصور رغم إبراز هويته الصحفية، حيث قال إنه حُوّل إلى النائب العام الذي وجّه له ثلاث تُهم، إحداها "انتحال صفة الصحفي"، مع وجود أوراق تؤكد عمل قنديل في عدّة مواقع إخبارية، ثم أطلق سراحه بعد يومين بكفالة مالية. ولا تزال الإجراءات جارية، حسب قوله.

ويرى قنديل أن قرار حظر النشر لم يشمل الجميع، حيث استمرت بعض وسائل الإعلام في ملء الفضاء بمواد مناهضة لنقابة المعلمين، ونشر رواية الحكومة، في الوقت الذي غابت فيه وجهة النظر الأخرى عن التغطيات الإعلامية.

أحد الصحفيين العاملين في وسيلة إعلام محلية -فضّل عدم ذكر اسمه- أكد أن محاولاته المتكررة لم تُثمر في إقناع رئيس التحرير بضرورة تغطية الاحتجاجات المناهضة لقرار اعتقال أعضاء مجلس نقابة المعلمين، وذلك بحجة الالتزام بقرار النائب العام في منع النشر، والحرص على عدم المخاطرة بمستقبل الوسيلة الإعلامية.

ويقول الصحفي إن مواد صحفية كثيرة أعدّها خلال الأزمة، كانت بعيدة كل البعد عن اهتمام الشريحة الأكبر في المجتمع، "الأردن بالغرب، ونحنُ بالشرق ننشر عن فيروس كورونا، ومعاناة بعض القطاعات من أثرها، وأزمات عربية وتطوراتها، ونتجنب التحركات الواقعة في جميع المحافظات، وعشرات المعلمين في السجون".

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد انتقدت قرار منع النشر الذي أصدرته السلطات الأردنية في قضية نقابة المعلمين، معتبرة أنها بفرضها أوامر منع النشر والاعتقالات تُقيّد الصحفيين وتُرهبهم. وقال مايكل بيل نائب رئيس قسم الشرق الأوسط في المنظمة إن "تقلّص المساحة أمام الصحفيين للعمل في الأردن يعكس انزلاق البلاد نحو القمع.. على الحكومة أن تتصرف بحزم لمحاسبة المسؤولين عن مضايقة وترهيب الصحفيين".

وأدانت شبكة "مراسلون بلا حدود" القرار الأردني لما يسببه من عرقلة لحق الحصول على المعلومات، وقالت إن "منع التطرق إلى موضوع يستأثر باهتمام الرأي العام لن يعني بأي حال من الأحوال أن الموضوع قد طُوي وتوارى عن الأنظار! ومن جهة أخرى، فإن تكميم الصحافة وتقويض الحق في الإعلام من شأنه أن يؤدي إلى تشويه صورة البلد بشكل دائم"، على حد تعبير صابرينا بنوي مديرة مكتب الشرق الأوسط في الشبكة التي صنفت الأردن في المرتبة 128 من أصل 180 بلدًا على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة وفق تقريرها لعام 2020.

 

"الرأي الآخر" يتصدر التغطية العالمية

في الوقت الذي غضّت فيه وسائل الإعلام المحلية الطرف عن تغطية تبعات قرار إغلاق نقابة المعلمين واعتقال مجلسها، لعبت منصات التواصل الاجتماعي في الأردن -مثل تويتر وفيسبوك- دورا رئيسيا في نقل الروايات الأخرى للخبر والتي لا تُعرَض في وسائل الإعلام. وانتشرت المحتويات التي ينتجها المستخدمون من فيديوهات وصور وأخبار عن المظاهرات في تلك المنصات، مما وسّع رقعة انتشارها لتصل إلى منظمات حقوقية وإنسانية عالمية سارعت إلى إصدار بيانات تندد بالانتهاكات الممارسَة ضد النقابة والمتضامنين معها.

بل تعدى الأمر ذلك وبلغ حدّ أن تنشر وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية بعد أيام قليلة تقريرًا حول اعتداءات الشرطة على المتظاهرين، نقلته عنها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الأميركيتان، وتبعتها صحيفة "الغارديان" البريطانية بتقرير حول ذات القضية، ليتحدث بعد ذلك تقرير في صحيفة "زودوتشه زايتونغ" (süddeutsche zeitung) الألمانية ذات الانتشار الواسع، يتحدث عن قضية النقابة وما رافقها من تضييق على الصحفيين والحريات العامة. هذا بالإضافة إلى تقارير نشرها موقع "بي.بي.سي عربي" وأخرى في موقع الجزيرة نت، وغيرها من المواقع والقنوات الإخبارية العالمية، ومن خلال مراسليها في الأردن، في حين بقيت وسائل الإعلام المحلية صامتة.

هذه الأهمية والتغطية العالمية التي نالها الموضوع، صوّرها البعض بأنها أبطلت مفعول إحدى أهم أدوات السلطة في تمرير روايتها، وجعلت قرار حظر النشر أشبه بلعنة أصابت وسائل الإعلام المحليّة، وذهبت إلى عكس ما طمحت إليه السلطة بقرارها، ففقدت تلك الوسائل ثقة الشارع فيها، ولم تستطع الحكومة جعل روايتها تتسيّد الفضاء العام.

وإثر صدور الأمر بالإفراج عن أعضاء مجلس نقابة المعلمين بعد نحو شهر من توقيفهم، سارعت وسائل الإعلام المحلية إلى نشر الخبر وتداوله، على الرغم من أن قرار حظر النشر لم يُجرَ عليه أي تغيير، وهو ما دفع صحفيين ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي إلى التساؤل عن سبب إقدام وسائل الإعلام المحلية على نشر خبر الإفراج عن أعضاء مجلس النقابة، بينما تجاهلت كافةَ الأخبار السابقة المرتبطة بالقضية وردود فعل الشارع حولها.

 

 

تجاوزات مع سبق الإصرار

كل ما ذُكر آنفًا له جذور سابقة، تجلت بوادرها لحظة إعلان نقابة المعلمين إضرابها عن العمل عام 2019، وذلك في مواد صحفية منشورة على وسائل إعلامية محلية وصحف ورقية ومواقع إخبارية، تخالف أدنى معايير المهنية والموضوعية.

فقد رصد تقرير أعده مركز "حماية وحرية الصحفيين" المواد الصحفية المنشورة في الأسبوع الأول فقط من إضراب المعلمين عام 2019، معتمدًا على عينة ثابتة مكوّنة من 14 وسيلة إعلامية أردنية، منها 4 صحف ورقية يومية، و10 مواقع إخبارية.

بيّن التقرير أن عدد التغطيات الإعلامية للأسبوع الأول فقط في الوسائل التي حددتها العينة بلغ 554 مادة صحفية، 93 منها مجهولة المصدر، و533 مادة خلت من تعددية المصادر، كما أن 537 مادة اكتفت برأيٍ واحد. أما المعالجة القانونية فلم تُستحضر إلا في 3 مواد فقط.

النتائج التي توصل إليها التقرير تُظهر انحيازًا كليًّا إلى الرواية الرسمية لدى غالبية وسائل الإعلام المحلية، يقابله انحياز من وسائل إعلام أخرى إلى رواية نقابة المعلمين، وقلّة فقط من الوسائل الإعلامية اتسمت تغطيتها بالتوازن، مما ساهم في غياب الصورة الكاملة للأزمة بعيدا عن استقطاباتها.

كما بيّن تقرير آخر لذات المركز صدر عام 2018، أن 92% من الصحفيين الأردنيين يقولون إنهم يمارسون الرقابة الذاتية على أنفسهم أثناء عملهم الصحفي، ويعتقد 61% منهم أن الحكومة "غير جادة" في بناء إعلام حر على الإطلاق، بينما يرى 76% من الصحفيين أن التشريعات الإعلامية في الأردن تتضمن قيودًا على حرية الإعلام.

 

المواطن الصحفي في مواجهة "إعلام السلطة"

غياب إعلام يحاكي هموم المواطنين هو السمة البارزة التي باتت واضحة للشارع في الأردن، فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المرجع والمصدر الأساسي للمواطنين، حتى إنها أصبحت تقدم وتفرض على عدد من وسائل الإعلام متابعة بعض القضايا التي تجتاح تلك الوسائل عندما يتصدّر وسم معين على شبكاتها.

المراقب لاحتجاجات الشارع الأردني يلحظ أن أيادي المشاركين فيه ظلّت مرفوعة طوال ساعات لتوثيق ونشر الصور ومقاطع الفيديو، حيث انطلق المواطنون الصحفيون في الساحات التي غاب عنها معظم الصحفيين، ونشروا ما عاشوه دون معرفة سابقة بأصول العمل الصحفي.

صور وفيديوهات اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي الأردنية، غيّرت مسار التغطيات الإخبارية وفرضت ذاتها على الساحة الصحفية، في محاولة لملء الفراغ الذي تركه غياب الصحفيين عن المشهد بسبب قرار حظر النشر والرقابة الذاتية المسبقة، الأمر الذي وسّع من هوّة الثقة بين المواطن والإعلام.

 

 

المزيد من المقالات

كيف تشتغل منصات التحقق من الأخبار في زمن الحروب؟

في غبار الحروب تنتعش الأخبار الزائفة، ويميل الجمهور إلى تصديق الأخبار لاسيما التي تتماهى مع موقفهم. في هذه المساحة، تشتغل منصات التحقق من الأخبار حفظا لقيمة الحقيقة ولدور الصحافة في توفير المعلومات الدقيقة.

هيثم الشريف نشرت في: 2 ديسمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
ماذا تفعل غرف الأخبار بالذكاء الاصطناعي؟

نشر مشروع "الصحافة والذكاء الاصطناعي" مؤخرا تقريرا عن نتائج استطلاع شامل وصفه بالعالمي الجديد، وحمل عنوان "إحداث التغيير: ماذا تفعل مؤسسات الأخبار بالذكاء الاصطناعي" أشرف عليه البروفيسور تشارلي بيكيت مدير مركز البحوث الصحفية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، والباحثة الرئيسية في المشروع ميرا ياسين.

عثمان كباشي نشرت في: 2 أكتوبر, 2023
البودكاست في اليمن.. صوتٌ غير مسموع!

رغم كل المحاولات التي يقوم بها جيل جديد من الصحفيين في اليمن من أجل تطوير محتوى البودكاست، فإن ضعف الولوج إلى خدمة الإنترنت وإلى الوسائل التكنولوجية، يجعل المهمة صعبة. ظروف الحرب ساهمت أيضا في تأخير نمو هذه التجربة الفتية.

محمد علي محروس نشرت في: 27 أغسطس, 2023
الأفلام الوثائقية ومكافحة الأخبار الكاذبة.. "للقصة بقية" نموذجا

بات نشر الأخبار الكاذبة عملية منظمة أكثر من أي وقت مضى، ولم يعد التحقق التقني كافيا لمواجهة حملات تضليلية تقودها جماعات وكيانات. يبرز الفيلم الوثائقي كآلية تسمح بمحاربة الأخبار الكاذبة. يدرس المقال نموذج برنامج "للقصة بقية" الذي تنتجه قناة الجزيرة.

بشار حمدان نشرت في: 22 أغسطس, 2023
كيف تجري المقابلات مع الناجين من الكوارث والحوادث المؤلمة؟

كيف تجري المقابلات مع الناجين من الكوارث والحوادث المؤلمة؟ لماذا يلجأ بعض الصحفيين إلى مجاراة "الترند" بدل التركيز على قصص معاناة الضحايا؟ وماهي الحدود الأخلاقية والمهنية للتعامل معهم؟ 

أحمد حاج حمدو نشرت في: 20 أغسطس, 2023
كيف تستفيد الصحافة من السرد السينمائي؟

كيف يستفيد السرد في الصحافة من السينما؟ وماهي حدود "الاقتراض" من مجال رأسماله الخيال إلى أسلوب صحفي يوظف في بناء الحقائق؟ وما أبرز التقنيات التي استعارتها الصحافة من السينما؟

شفيق طبارة نشرت في: 6 أغسطس, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

إيليا توبر نشرت في: 30 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
"عاجل": كيف فقد الشريط الأحمر تأثيره؟

في التعريف الأساسي لمفهوم "عاجل"، فإنه يحمل خبرا جديدا يتضمن عنصر الجدة. في التعريف الذي تبرزه ممارسات وسائل الإعلام تحول إلى نوع من الاستعراض دون فائدة صحفية إما بنشر أشياء تبدو بديهية، أو اجتزاء خطابات الزعماء أو النقل من وكالات الأنباء.  

أسامة الرشيدي نشرت في: 9 يوليو, 2023
فابريزيو رومانو.. قصة صحفي رياضي أحدث ثورة في العلاقة مع المصادر 

في رياضة كرة القدم، تكتسب انتقالات اللاعبين أهمية خبرية كبيرة. خلال السنوات الماضية اشتهر الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو بقدرته للوصول إلى المصادر والإعلان الحصري عن الصفقات على منصات التواصل الاجتماعي متجاوزا وسائل الإعلام الشهيرة. كيف يبني شبكة مصادره؟ ومن أين يستمد كل هذه القوة ليثق فيه اللاعبون والمسؤولون؟ ولم اختار منصات التواصل الاجتماعي؟

أيوب رفيق نشرت في: 4 يوليو, 2023
 الصحافة الاستقصائية.. الفجوة بين الجامعة والميدان 

لايزال تدريس الصحافة الاستقصائية في اليمن في بداياته الأولى، لكن المعضلة الحقيقية تتمثل في الفجوة الحاصلة بين التدريس النظري والميدان. يقول الصحفيون إن الدورات التدريبية القصيرة كانت أكثر فائدة من أربع سنوات من التعلم في الجامعة. 

أصيل سارية نشرت في: 8 مايو, 2023
 "ملفات حزب العمال".. كواليس تحقيق استقصائي أعاد ترتيب الحقائق 

أحدث تحقيق "The Labour Files" الذي بثته قناة الجزيرة الإنجليزية زلزالا كبيرا داخل حزب العمال البريطاني بعد نشر تسريبات تثبت تورط بعض قياداته وموظفيه في قمع حرية التعبير وتصفية المعارضين. فيل ريس، رئيس وحدة الصحافة الاستقصائية بالجزيرة، يكشف في هذا المقال كواليس إنجاز التحقيق، والتعامل مع التسريبات والتثبت منها.

فيل ريس نشرت في: 5 أبريل, 2023
زلزال تركيا.. أن تحكي القصة من الميدان

زار إيليا توبر، الصحفي بوكالة الأنباء الإسبانية، المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا في الساعات الأولى للفاجعة. وسط أنقاض الدمار والقصص الإنسانية للضحايا، يسرد تجربته الميدانية في تغطية كارثة أودت بعشرات الآلاف.

إيليا توبر نشرت في: 22 فبراير, 2023
 الصحة النفسية للصحفيين الفلسطينيين.. قصص مؤلمة  

يعاني الصحفيون الذين يغطون اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين من آثار نفسية عميقة وبعيدة المدى. مشاهد الجثث والجرحى، قصف المقرات، الأجور الزهيدة، تفاقم "الأمراض النفسية" للصحفيين.

مرح الوادية نشرت في: 29 يناير, 2023
اتجاهات وتوقعات الصحافة والتكنولوجيا في 2023

أصدر معهد رويترز وجامعة أكسفورد تقريرا سنويا يرصد أهم توجهات الصحافة لسنة 2023. البحث عن اشتراكات جديدة يشكل التحدي الأساسي للمؤسسات الصحافية لضمان الاستدامة.

عثمان كباشي نشرت في: 18 يناير, 2023
سنة سوداء في تاريخ الصحفيين

الاغتيال، الاختطاف، الاعتقال، الحبس، المضايقات، الاختفاء، كلمات يمكن أن تختصر سنة أخرى سوداء في تاريخ الصحفيين. منظمة "مراسلون بلا حدود" ترسم في تقريرها السنوي صورة جد قاتمة عن واقع الصحفيين الذين يواجهون "شراسة" غير مسبوقة من السلطة أثناء مزاولتهم لعملهم.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 يناير, 2023
"زيزو".. مصور رياضي يطارد كأس العالم

في بلد مثل اليمن، من الصعب أن تمارس مهنة الصحافة الرياضية، والأصعب من ذلك أن تصبح مصورا رياضيا، لكن تجربة المصور عمر عبد العزيز في تغطية الأحداث الكبرى تستحق أن تروى.

بسام غبر نشرت في: 14 نوفمبر, 2022
الصحافة الاستقصائية الرياضية أسيرةً لرؤوس الأموال

مع تشعب فروع الرياضة وتشابكها بالسياسة والمصالح الاقتصادية، فإن دور الصحافة الاستقصائية في المجال الرياضي أصبح حيويا أكثر من أي وقت مضى. تقاوم بعض المنصات الجديدة في كشف الفساد الرياضي، لكن حصيلتها ما تزال ضعيفة.

إلياس بن صالح نشرت في: 13 نوفمبر, 2022
قضية براندون.. تحقيق استقصائي ينقب في جذور العنصرية بأمريكا

كان يكفي خيط واحد، ليشرع الفريق الاستقصائي للجزيرة في تتبع خيوط أخرى تكشف كيف يزج برجل أسود رغم غياب أدلة دامغة في السجن. برنامج "Fault Lines" قضى سنة كاملة ينقب في الأدلة ويبحث عن المصادر ليثبت براءة براندون إدانة "عنصرية" النظام الجنائي في لويزيانا.

جيرمي يونغ نشرت في: 27 أكتوبر, 2022
كيف تساهم الصحافة الاستقصائية الجادة في تحقيق العدالة؟

ترفض الصحفية كريستين لونديل تصديق الرواية الرسمية حول بيانات شركة سويدية للبترول تستثمر في السودان ثم تبدأ رحلة طويلة لاختبار الحقائق في الميدان. بعدها تشتري الأسهم في نفس الشركة لتحصل على حق الولوج إلى المعلومات وتنجز تحقيقا استقصائيا يفضح تواطؤ السياسيين والرأسمالية في سحق الفقراء. 

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 25 أكتوبر, 2022
صحفيو الميدان في فلسطين.. لا حماية ولا أمان

أعاد اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة من طرف قوات الاحتلال نقاش السلامة المهنية للصحفيين الميدانيين الفلسطينيين. يواجه الصحفيون خطر  القنص والاستهداف المباشر بينما لا توفر بعض وسائل الإعلام أدوات الحماية لطاقمها.

هيثم الشريف نشرت في: 16 أكتوبر, 2022
 بين حق المعلومة وكرامة الضحايا: أخلاقيات التغطية الإعلامية لجرائم القتل

ماهو المعيار الأخلاقي والمهني الذي يحكم تغطية جرائم القتل؟ أين تبدأ الصحافة وأين تنتهي كرامة الضحايا، ومتى يتحول النشر إلى تشهير بالضحايا وانتهاك لخصوصياتهم؟ أسئلة تفرض نفسها بعد الجدل الكبير الذي رافق تغطية قضايا القتل بالكثير من الدول العربية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 13 سبتمبر, 2022