محنة الصحف السودانية.. الصوت الأعلى للإعلانات

 

رغم تراجع عدد الصفحات الورقية في الصحف السودانية لما دون اثنتي عشرة صفحة، يحرص الناشرون على قبول المزيد من الإعلانات التي قد تتجاوز نصف عدد تلك الصفحات. والأدهى أنها قد تحتل الصفحتين الأولى والأخيرة بحيث تتآكل مساحة المحتوى التحريري لتقل عن ربع صفحة.

وفيما تدفع الأزمات الاقتصادية الصحف لقبول الإعلان الوارد حتى قبيل مثول الصحيفة للنشر، حيث يتكدس منتج الصحفيين الذي يفقد غالبه صلاحية النشر مع مرور الوقت.

في مقالٍ له بموقع Top Rank Marketing تحت عنوان: Content vs. Advertising – Is There Really A Debate?  (المحتوى مقابل الإعلان؛ هل حقاً ثمة جدال؟) يقول لي أودين، الإعلامي الأمريكي المتخصص في الترويج الرقمي: "المحتوى أم الإعلان؟ كمثل من يقارن بين اللكمة الخاطفة اليسرى والمقصية اليمنى. من الأرجح أن تحتاج لكليهما للفوز في المنازلة". 

ما من شك في أن الإعلان الصحفي يتمتع بذات أهمية المحتوى التحريري؛ حيث إنه يشكل شريان الحياة للصحف، وهو مسؤول عن استواء المعادلة المفضية لاستدامة الصحيفة كعمل تجاري يخضع لمبادئ الربح والخسارة. ومن هنا يصح أن المحتوى التحريري والإعلان هما الأساسان الكفيلان بالنهوض والاستقرار المتوازن للصحيفة، والعلاقة بينهما طردية، إذ إن المحتوى التحريري المميز يصعد بتوزيع الصحيفة، وبالتالي يرفع معدلات إعلاناتها، كما أن الإعلان المعتبر يحافظ على موازنة الربح، ومن ثم يجعل الصحيفة قادرة على تطوير أدواتها.

 

2015.. نقطة التحوّل

مثّل العقد الأول من الألفية الجديدة فترة ذهبية للصحافة السودانية جراء الانتعاش الاقتصادي إثر الطفرة النفطية وتوقيع اتفاقية "نيفاشا" لسلام الجنوب.

استفادت الصحافة أفقيا بتزايد صدور صحف يومية شاملة، بلغت نحو عشرين إصدارا، يضاف إليها ما يقارب العشرة ما بين رياضية واجتماعية واقتصادية. واستفادت رأسيا؛ إذ بلغ عدد الصفحات 16 صفحة غالبها بالألوان.

 تزامن ذلك مع تزايد نشاط الأعمال الاقتصادية، لاسيما المصارف وشركات الاتصالات وغيرها، ليضاعف التنافس من معدلات الإعلان اليومي، وهذا أسهم في تسابق الصحف على تقديم الخدمة الأفضل، وأفضت ضرورات التجويد إلى الحفاظ على الموازنة بين المحتوى والإعلان دون تغوّل.

على مستوى الضابط الرسمي، اشتملت لوائح مجلس الصحافة والمطبوعات على نسب محددة للإعلان، هدفها استدامة الموازنة. وظل المجلس يتابع بدقة الحفاظ على تلك النسب، ولجأ في كثير من الأحيان إلى إنزال العقوبات المنصوص عليها باللوائح. وقد أسهم كل ذلك في الموازنة المعتدلة بين المحتوى التحريري والإعلان.

ولكن، مع حلول العام 2015، بدأ غياب نفط الجنوب يؤثر سلبا على غالب وجوه الحياة، وكان للصحافة نصيبها من ذلك التأثر. فتراجعت معدلات الإعلانات من الشركات الكبرى، ولجأ الناشرون لتخفيضات هائلة تجاوزت أحيانا الـ 50% من القيمة المحددة بقوائم التسويق.

ومع تراجع قيمة العملة السودانية أمام العملات الصعبة، تناقص مردود الإعلانات، بالرغم من أن أسعار الإعلانات هي الأدنى مقارنة بالمحيطين العربي والأفريقي. ولإحساس الناشرين بهذا التدني، أجمعوا نهاية العام الماضي على تعديل الأسعار، إلا أنها بقيت أدنى بكثير بالمقارنة مع دول الجوار.

 وبيان ذلك، أن قيمة الإعلان على نصف الصفحة الأولى بلغ وفق التعديل الأخير مبلغ 35645 جنيها بالعملة المحلية، أي نحو 93 دولارا، فيما وصلت قيمة الإعلان على الصفحة الأخيرة كاملة إلى 56134 جنيهاً، ما يقارب 147 دولارا. أما الإعلان على الصفحة الداخلية كاملة فقد استقر عند 23856 جنيها، أي حوالي 62 دولارا. وبمقارنة تلك المعدلات، يتضح أنها تتراوح بين 1/5 إلى 1/7 من معدلات الأسعار بالجوار الأفريقي المماثل للأحوال الاقتصادية في السودان. ومما يفاقم هذه الأزمة أن مسؤولي الصحف اعتادوا على منح خصومات قد تتجاوز الـ 60% من قيمة الإعلان.

 

تراجع التوزيع في مقابل شراهة الإعلان

يخضع الإعلان -إلى حد كبير- للعلاقات الخاصة بين مسؤولي الإعلان بالصحف ومديري العلاقات العامة بالمؤسسات، في ظل عشوائية الأعمال التجارية وضعف مؤسسيتها. يضاف إلى ذلك، غياب المنافسة في ظل تناقص العرض مقابل الطلب، مع استثناء المصارف التجارية وشركات الاتصالات التي تواصل التنافس فيما بينها، لكن المؤسسات الرسمية تبقى هي المعلن الأكبر.

وما يفاقم أزمة الموارد أن التوزيع لم يعد مصدرا للدخل، بعد أن تراجع توزيع غالبية الصحف لأقل من ألف نسخة في اليوم. فحتى العام 2015، كان حجم الاشتراكات لبعض الصحف يتجاوز الألفي نسخة فقط، فيما تجاوز التوزيع الإجمالي لبعضها حاجز الـ 20 ألف نسخة. وبالمقارنة، يقلّ ذلك المعدل كثيرا عن معدلات الجوار الأنشط إعلاميا في مصر وكينيا وأوغندا. فحتى العقد الأول في الألفية الجديدة، سجلت صحيفة "نيشن"، الأولى في كينيا، معدلا بلغ 250 ألف نسخة، تلتها "إيست آفركان استاندرد"، بحوالي 160 ألف نسخة.

وفقا للتجارب العالمية، لا يمكن لتراجع مردود الإعلانات والتوزيع أن يكون بأي حال مبررا لتغول الإعلان على المحتوى. فبحسب مقال نشره الباحث استيفن شوباسكا، من كلية كولومبيا للأعمال، تراجع إجمالي إيرادات الإعلانات الصحفية في الولايات المتحدة من 50 مليار دولار في عام 2000 إلى 20 مليار دولار في عام 2019، إلا أن الصحف حافظت على الموازنة بين المحتوى التحريري والإعلان من خلال تنويع الوسائط. 

كما خلصت ورقة عمل بعنوان: "واقع الصحف في حقبة تدني مداخيل الإعلان"  (Newspapers in Times of Low Advertising Revenues) إلى تراجع دخل الإعلان منذ النصف الثاني من ستينيات القرن المنصرم حينما شرعت فرنسا عام 1967 بالإعلان عبر القنوات التلفزيونية الرسمية، ما أدى إلى تراجع دخل الإعلان آنذاك بنسبة 24%.

ومن المؤكد أن عصر الإنترنت أخذ نصيبه من الدخل أيضا، لكن الباحثَين خلصا الى أن الصحف القومية الكبرى مثل "لوموند" و" لو فيغارو" لم تتأثر كثيرا فيما يتعلق بالموازنة بين المحتوى التحريري والإعلان.

حال الصحف السودانية لم يكن كحال الصحف الفرنسية. فمع الإعلان المباشر، ظلت الصحف المحلية تستزيد بشراهة في الإعلان التحريري منذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم تحت مسمى "الصفحات التسجيلية"، وهي صيغة إعلانية ظهرت في الغرب منذ العام 1946 ورمز لها بمفردة "Advertorial".

وخلّف التزايد في الإعلان التحريري عبئا آخر على المحتوى التحريري، فيما فسر تساهل سلطات مجلس الصحافة والمطبوعات -في النأي عن التطبيق الحرفي للوائح- على أنه مسعى لعدم التضييق على الصحافة الورقية في ظل التحديات الجمة التي تواجهها. 

في كثير من الأحيان، اعتبر الناشرون الإعلان بمنزلة محتوى تحريري، ليحل خصما هو الآخر على المحتوى. وبينما تقضي لوائح مجلس الصحافة والمطبوعات بأن يحمل الإعلان التحريري ما يوضح أنه إعلان مدفوع القيمة، نجد بعض الصحف قد تتجاوز ذلك؛ بناء على رغبة المعلن. 

درجت غالب الصحف السودانية على تخصيص ما يتراوح بين صفحتين إلى ثلاث لما يمكن أن نطلق عليه "المحتوى الخفيف"، كالرياضة والمنوعات، بما يعادل 20% من مواد الصحيفة. ونظرا لشغف السودانيين بكرة القدم، فإن غالب الصفحات الرياضية تنشغل بها وتخصص غالبها لفريقي القمة: (الهلال والمريخ). وفي حال إضافة تلك الصفحات للإعلانات المباشرة أو التحريرية، تتقلص المساحة المخصصة للمواضيع الأخرى شاملةً السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والخدمية ومقالات الرأي لما دون ست صفحات. 

 

آثار سلبية على مهنية الصحفيين

لم تتوقف آثار تراجع المردود المالي للصحف على المحتوى التحريري فحسب، بل كان لذلك أثر مباشر على واقع الصحفيين في السودان. لقد استعاضت القيادات الصحفية عن انتشار الصحفيين في مواقع الأحداث ببقائهم في منازلهم واستخدام الإنترنت للحصول على ما يغطي الصفحات، بغض النظر عن تدني النوعية. وفي دولة بمساحة السودان، فإن محدودية حركة الصحفي -حتى داخل العاصمة- تحد كثيرا من تراكم الخبرة لدى الأجيال الجديدة من الصحفيين.

ومع تآكل صفحات المحتوى التحريري، وما يتبع ذلك من تناقص الصحفيين داخل الصحيفة، تتناقص فرص التدريب العملي التي كانت تكفلها الصحف لخريجي الصحافة، في وقت تخرِّج فيه أكثر من 15 جامعة سودانية دفعاتها الجديدة سنويا.

عندما يتجاوز السعي للإعلان معدله العادي نحو النهم، يظل لكبار المعلنين حصانتهم من التناول الناقد لمؤسساتهم -عامة أو خاصة- ولأدائهم الشخصي، وهو ما نبه إليه الباحث الألماني، سيباستيان بلابير، خلال ورقة قدمها في ندوة عام 2007 تحت عنوان: "تأثير المعلنين على المحتوى التحريري"؛ إذ أوصى بضرورة "فصل المحتوى الإعلاني عن التحريري في كل الأحوال؛ حفاظا على المصداقية".

يعتقد الباحث الإعلامي د. طارق عبد الله، رئيس تحرير صحيفة "الأهرام اليوم"، أن الإعلان الحكومي يمثل 70% من إعلانات الصحف في السودان ما يقلص المحتوى التحريري، ويحيل الإعلان إلى ورقة ضغط للأجهزة الرسمية ولكبار المعلنين من القطاع الخاص تكفل تحاشي الصحف لنقدها. 

ويعلق الصحفي سماني عوض الله قائلا: "طغيان الإعلان في الصحافة الورقية أدى إلى التراجع المهني للصحافة والصحفيين جراء إحباطهم؛ بسبب تراكم موادهم دون نشر".

الجميع يتفق على عمق أزمة الصحف، لكن ثمة انسداد كامل لآفاق الحلول على المدى المنظور.

المزيد من المقالات

هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024