نقابة الصحفيين الأردنيّين وسياسة الأبواب المغلقة

 

في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من أيار/مايو2020 الماضي، أعاد مجموعة من خريجي كليات الإعلام الأردنية -ومن طلبتها وممارسي مهنة الصحافة غير المنتسبين لنقابة الصحفيين الأردنيين- تأكيدَ مطالباتهم بتسهيل إجراءات الانتساب إلى النقابة؛ عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولو عدنا سريعًا إلى الوراء فسنجد أن الحكاية بدأت عام 2008، عندما قام خريجو كليات الصحافة في الجامعات الأردنية بإطلاق حملة "صحفيون مع وقف التنفيذ" احتجاجا على (قانون نقابة الصحفيين الأردنيين) الذي يضع عراقيل عديدة تحول دون انتساب الخريجين إلى نقابتهم. عُدل قانون النقابة سنة 2014، واعترف حينها بالمواقع الإلكترونية الإخبارية وبالإذاعات وبالتلفزيونات بوصفها "مؤسسات إعلامية"، لكنه لم يعمل على حل مشكلة الطلاب ومطالبهم، فاستمرت الحملة بعد التعديل، وظهرت في سنة 2018 باسم آخر أكثر تركيزًا على الطلب، وهو "من حقي أنتسب".

استهدفت الحملة فئتين؛ أولهما: فئة العاملين في المؤسسات الإعلامية، فالحملة تطالب بتسجيلهم "أعضاء ممارسين" في سجل الصحفيين الممارسين دون التوفر على شرطَي الضمان الاجتماعي وكتاب التعيين. وثانيهما: فئة الخريجين من حمَلة شهادات الصحافة والإعلام الجدد أو الذين لا يعملون تحت إطار مؤسسة إعلامية.

يقول منسق حملة "من حقي أنتسب" صدام المشاقبة:  "خاطبنا رسميا مجلس النقابة عدة مرات، ولكن المجلس والنقيب الأستاذ "راكان السعايدة" رفضوا مناقشة مطالب الحملة بشكل جدي. وظلوا متمسكين بإبقاء القيود التي تمنع عضوية النقابة على خريجي الإعلام، والمتمثلة بشرط امتلاك اشتراك لدى مؤسسة الضمان الاجتماعي باسم مؤسسة إعلامية لمدة عام كامل لحاملي شهادة البكالوريوس، واشتراط وجود كتاب تعيين بمهنة صحفي أو محرر لدى مؤسسة إعلامية".

المُراقِب لأخبار الحملة يلاحظ نشاطها وتفاعلها عام 2018، حتى لا يكاد موقع إخباري أردني يخلو من ذكرها، لكنها خفتت بشكل واضح عام 2019، وانقطعت أخبارها. الناطق باسم الحملة "شلاش الزيود" يعلل ذلك: "لم يكن هناك أي حوار أو تفاعل حقيقي من قبل مجلس النقابة حول مطالبنا التي عرضناها عليهم، حتى إن المجلس كان يحاول دفعنا إلى التنازل عن مطالبنا بتعديل القانون"؛ مشيرًا إلى أن المجلس كان يعتذر عن تنفيذ المطالب بذريعة حاجتها إلى اجتماع الهيئة العامة للنقابة؛ ما أدى إلى تثبيط همّة الأعضاء والناشطين في الحملة، وإلى مغادرة آخرين للبلاد.

ويضيف شلاش: "استمر التواصل المباشر مع مجلس النقابة مدة خمسة أشهر، ولكن دون جدوى، وقامت الحملة خلالها بمجموعة من الفعاليات منها: وقفة احتجاجية، وإقامة إفطار رمضاني، وحملة تكسير الأقلام، وجميعها كانت تُقام أمام مبنى نقابة الصحفيين. إضافة إلى العديد من الحملات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي".

الحملة تعتزم في خطوتها القادمة تنظيم وقفة احتجاجية في يوم انتخابات مجلس النقابة -التي كان من المقرر عقدها في العاشر من نيسان/أبريل الماضي-، لكن الأوضاع العامة التي تعيشها البلاد -والمرتبطة بإجراءات الحد من انتشار جائحة كورونا- دعت النقابة إلى تأجيل انتخاباتها إلى أن تتعدل الإجراءات وتُزال الموانع.

 

قانون النقابة المعدّل عام 2014

يضع قانون نقابة الصحفيين شروط العضوية التي تحدد من هم الصحفيون المسموح لهم بالانضمام إلى النقابة، وبالتالي المسموح لهم بممارسة مهنة الصحافة.

يجب على الصحفي -لكي يكون عضوًا في النقابة- أن يتفرغ للعمل في مؤسسة صحفية أو إعلامية مرخصة في الأردن، بمعنى أن الصحفيين العاملين في المحطات والصحف الصادرة عن مؤسسات المجتمع المدني، وليست شركات خاصة، لا تحق لهم العضوية في النقابة.

وبالتالي؛ تقتصر عضوية النقابة على الصحفيين العاملين في مؤسسات "تماثل في أعمالها العمل الصحفي في حقول الإعلام، وتشمل دوائر الأخبار والتحرير". وبذلك يتم استثناء الصحفيين العاملين في أقسام البرامج في الإذاعات والتلفزيونات، ومن ضمنهم المراسلون الميدانيون في البرامج كافة، أو معدّو البرامج الإخبارية والتقارير الوثائقية التي لا تندرج ضمن دائرة الأخبار. بينما تحق العضوية للمدير العام لمؤسسة صحفية، أو عضو هيئة تدريس لمادتي الصحافة أو الإعلام في الجامعات الأردنية.

كما يحدد القانون -قبل منح عضوية النقابة- فترة تدريب في مؤسسة صحفية أردنية مرخصة، وتتراوح مدة التدريب وفقًا لدرجة الشهادة من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات. يتبعها شرط اجتياز امتحان يجريه مجلس النقابة. ولكي يُقبل التدريب، يشترط المجلس أن يكون الصحفي موظفا فعليا في المؤسسة ولديه رقم اشتراك في الضمان الاجتماعي.

لذلك؛ استُحدث سجل جديد "الصحفيون المؤازرون"؛ يُخصص لفئات الصحفيين غير الأعضاء في النقابة والمطالبين بحق الانتساب إليها؛ مثل خريجي كليات الإعلام في الجامعات الأردنية. لكن كلمة "الممارسين" في نهاية تعريف الصحفي -بالنسبة للنقابة- لم تقدم لهذا السجل أي قيمة قانونية، ولم يفعّل إلى الآن ليضم خريجي كليات الإعلام.

 

المتضررون من قانون النقابة

يقف قانون نقابة الصحفيين والتعليمات الصادرة عنه عائقًا أمام انضمام العديد من مزاولي المهنة إليها؛ فمنهم من تدرّب دون أن يكون لديه اشتراك في الضمان الاجتماعي، ومنهم من يعمل في أقسام البرامج في الإذاعة والتلفزيون أو العلاقات العامة وليس الأخبار، ومنهم من تفرّغ للعمل الصحفي لكن بصورة مستقلة (بالقطعة)، أو ما يُسمى (الصحفي الحر Freelance journalist) دون أن يلتزم مع مؤسسة معينة.

يرى "مصعب حسينات" -أحد منظمي الحملة- أن رقم اشتراك الضمان الاجتماعي يجب أن يُفرض على المؤسسة الإعلامية وليس على الصحفي، وإلا فإن الصحفي يقع ضحية وزارة العمل ومؤسسة الضمان الاجتماعي؛ اللتين لا تفرضان على المؤسسات إشراك العاملين فيها في الضمان الاجتماعي. بينما يرى عضو النقابة "خالد القضاة" في شرط الضمان الاجتماعي "حماية لحق الصحفيين في مؤسساتهم، ودافعًا لأن تصبح مؤسسات حقيقية".

وحددت النقابة في قانونها شرطًا يُلزم الصحفي بالتفرغ "لممارسة العمل الصحفي ممارسة فعلية" بأن يكون عاملًا في مؤسسة، وأن يكون له اشتراك في الضمان الاجتماعي -عن طريق مؤسسته- وليس اشتراكا فرديا يدفعه بنفسه، وبهذا ترفض النقابة عضوية جميع الصحفيين المستقلين العاملين بنظام القطعة.

أما فيما يتعلق بمطالبة خريجي كليات الإعلام بالانتساب إلى النقابة؛ فقالت عضو نقابة الصحفيين "هبة الصباغ": إن أعداد خريجي الإعلام كبيرة في كل عام، ولا تستطيع النقابة ضم كل من تخرّج حتى يُثبت أهليته لذلك، مؤكدةً أن "القانون الحالي وضع نقابة الصحفيين بصفتها نقابة (ممارسة) وليس نقابة تخصص، فليس كل من درَس الإعلام يجب أن ينتسب إلى النقابة، كما ليس كل من درَس المحاماة عضوا في نقابة المحامين".

وفي السياق نفسه أشارت الصباغ إلى أن دور نقابة الصحفيين يتمثل في تفعيل سجل "المؤازرين" الخاص بخريجي كليات الإعلام، والذي يهدف إلى تقليل الفجوة بين التعليم النظري في الكليات وبين متطلبات سوق العمل؛ من خلال طرح دورات وبرامج تدريبية تؤهلهم لذلك. وعند سؤالها عن جدية النقابة في تفعيل السجل وتوفير دورات وتدريبات دوريّة لخريجي الإعلام، أجابت الصباغ: "لم نوفر لخريجي الإعلام أي برامج تدريبية توازن بين المواد التي درسوها وطبيعة المهنة على أرض الواقع، وهذا تقصير واضح من النقابة".

وصفت الحملة قانون النقابة وبنوده بالجمود وعدم مواكبته روح العصر. يقول المشاقبة: "الإعلام الرقمي يفرض علينا جميعا تغيير قوانين النقابة وعقليتها؛ لمواكبة متطلبات العصر ومفاهيمه، وإزالة القيود والقوانين التي لا تتناسب مع تطورات المهنة". واتفق مع ذلك عضو النقابة "محمد الزيود"؛ مؤكدا أن النقابة تسعى إلى إجراء تعديلات وصياغة جديدة لبعض بنود القانون؛ بما يتواءم مع التطورات؛ ولا سيما ما يخص الإعلام الرقمي والإلكتروني، ومن المحتمل الإعلان عنها في منتصف العام القادم.

وقد أعلن عضو نقابة الصحفيين "عمر محارمة" عن موقف منفتح تجاه توسعة مظلة النقابة، لتشمل الجيل الجديد من خريجي الإعلام، إضافة إلى الصحفيين غير المنتسبين في المواقع الإخبارية والإذاعة والتلفزيون، والمستقلين، ويرى في زيادة أعضاء النقابة ثروة وقوة مستدركا: "لكن القانون لا يعطي الحق لهذه الفئة بالانضمام إلى النقابة، وفي نهاية المطاف أطبق القانون الموجود، حتى لو تعارض مع رأيي الشخصي".

وبالمقابل، ردّ "زكرا الحراحشة"، أحمد منظمي الحملة: "قانون الانتساب لا يندرج تحت مسمى قانون، إنما هي تعليمات يضعها مجلس النقابة ولجان الانتساب، وهي قابلة للتعديل وللتغيير، وليست موجودة في قانون النقابة أو في نظامها الداخلي. ونحن ضدّها ونسعى لتغييرها".

فيما أشار "المشاقبة" إلى أنّ ضم الجيل الجديد من الصحفيين يعود إلى أسباب سياسية واضحة؛ تتمثل في هيمنة الحكومة على النقابة، وهذه الهيمنة ظاهرة -حسب تعبيره- في تركيبة الهيئة العامة ومجلسها المحسوم سلفا، والذي دائمًا ما يكون لصالح المؤسسات الإعلامية الحكومية.

يُشار إلى أن مجلس النقابة الحالي يتكون من: ثلاثة صحفيين من صحيفة "الرأي"، واثنين من صحيفة "الدستور"، وواحد من وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، واثنين من التلفزيون الأردني، واثنين من صحيفة "الغد". والنقيب من "الرأي". وذلك وفق نتائج انتخابات 2017م التي بلغ عدد المقترعين فيها 890 من أصل 1045 يحق لهم الاقتراع. ورغم محاولتنا التواصل مع النقيب -من أجل استيضاح رؤيته حول النقاش الدائر- إلا أننا لم نتلق ردا حول الموضوع.

 

منتحلو صفة "الصحفيّ"

حدد قانون النقابة -في المادة الثانية- تعريف "الصحفي" بأنه "عضو النقابة المسجّل في سجل الصحفيين الممارسين، واتخذ الصحافة مهنة له". وبمثل ذلك عرفت المادة الثانية من قانون المطبوعات والنشر بأنه: "عضو الصحافة المسجل في سجلها، واتخذ الصحافة مهنة له، وفق أحكام قانونها".  وبهذا التعريف يكون ثلث الصحفيين في الأردن يمارسون مهنتهم بشكل غير قانوني، ويعتبرهم القانون منتحلي صفة "صحفيّ". والنقابة تدرك أنهم مخالفون، والسلطات تعرف ذلك أيضا، وغالبا لا يتم اتخاذ أي إجراء قانوني في شأنهم.

لكن "منتحل صفة الصحفي"-بحسب قانون النقابة المعدل سنة 2014، وتحديدًا المادة 18/ج- يعاقَب بدفع غرامة لا تقل عن ألف دينار ولا تزيد عن ألفي دينار، ويلزم بإزالة المخالفة، وتضاعف الغرامة في حال التكرار.

كما يقر قانون العقوبات الأردني -وفق المادة 266- عقوبة الحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة على كل من انتحل وظيفة عامة أو خدمة عامة واستعملها؛ ليكون الصحفي "المنتحل" معرضًا للحبس أو التوقيف دون وجود غطاء نقابي وقانوني يحميه ويدافع عنه.

والصحفيّ غير المنتسب للنقابة يواجه العديد من العقبات والمخاطر التي تحول دون ممارسته العمل الصحفي بمهنية، وتبقيه حذرًا طوال الوقت، فيمارس الرقابة الذاتية التي يتجنب معها الحديث عن أمور جدلية قد تسبب له الضرر؛ من توقيف أو غرامات أو تضييق وتهديد، والتي من الممكن أن تصل إلى درجة تصبح معها وجهًا آخر لسياسة تكميم الأفواه.

عقبات أخرى محتملة تتمثل في إعراض المسؤولين عن مقابلته، أو امتناع مصدر عن إعطائه معلومات عندما لا يكون "عضو نقابة ومرخّصا وفقًا للقانون"، وهنا لا يستطيع "المنتحل" الحصول على المعلومة؛ لأن من يملكها يتذرع بتطبيق القانون والالتزام بتعريف النقابة لـ "الصحفي".

أربعة أعوام مرّت -وأنا أجلس في غرفة؛ لأكتب الأخبار والتقارير وأحرّرها- لم أحتك خلالها بالعمل الميداني؛ إلا بعد ترك المكاتب والتوجه -مضطرة- إلى العمل كصحفي حرّ "Freelancer".
قد يحصل "صحفي الديسك" على قصة من خلال لقاء عبر الهاتف، لكن القصة الأكثر إثارة ستكون هناك في الأحاديث الطويلة مع الناس على الأرض، وما يُمكن لـ "صحفي الميدان" مُعاينته من تفاصيل صغيرة تسحبه إلى قصص أخرى.

 

* الصورة: صحفيون جدد يؤدون القسم القانون أمام نقيب وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين (عن صفحة النقابة على فيسبوك). 

المزيد من المقالات

هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024