"إحنا القصص".. مشروع فلسطيني للسرد الصّحفي الرّقمي التّفاعلي

من البوابة الأكاديمية، هذه المَرّة، جاءت التّجربة الفلسطينيّة الأولى في السّرد الصّحفيّ الرّقميّ التّفاعليّ. تلك البوّابة الّتي لطالما وُجِّه النّقدُ إليها بصفتها غارقة في الجانبِ النّظريّ ومشيحة عن الجانبِ العمليّ والنّزول للمَيْدان، جاءت اليوم بما هو اسْتثنائِيّ، فِلسطينيًّا على الأقلّ.

"إحنا القصص" (We Are Stories) (والتّرجمةُ الفصيحة: "نحن القصص") هي مَنصّة رقميّة أُطلِقت نهايةَ يوليوز/ تمّوز 2021، وعرضت 15 قصّة رقميّة ضمن مشروع يحمِل الاسمَ نفسَه، وهي ثمرة مُخرَجات مساق "صحافة البيانات وتحليل مواقع التّواصل" في برنامج ماجستير الإعلام الرّقميّ والاتّصال في جامعة القدس. 

حاول القائمون على المشروع، وعلى رأسهم الدّكتور نادر صالحة، رئيس دائرة الإعلام، تقديمَ شكل جديد من صناعة المحتوى في البيئة الإعلاميّة الفِلسطينيّة؛ عبر توظيف جملةٍ من تِقْنِيات "الصّحافة الرّياديّة" والقصّة الرّقميّة.

 

"فُرجة أكثر ومحتوى أكثر"

  مشروع "إحنا القصص" قائم بشكل رئيس على إنتاج القصص الرّقميّة القائمة على تحويل البيانات الضّخمة إلى قصص؛ من خلال "تجريف" بيانات مواقع التواصل ومن ثَمّ توظيفها في قالَب سرديّ يحوّل تلك البيانات الجامدة إلى حكايات، وعبر توظيف العديد من تِقْنِيات السّرد الرّقميّة، وبرمجيّات "بايثون"، وأدوات تحليل البيانات، في أسلوب سرد بصريّ جديد على البيئة الإعلاميّة الفِلسطينيّة.

ويؤكّد صالحة أنّ المشروع بصورتِه الحاليّة ما يزال نسخةً أوّليّة ستُطوّر لاحقًا؛ من خلال توظيفِ ما سيُنتجُه الطّلبة الّذين سيلتحقون بالبرنامَج خلال السّنوات القادمة، لكن "هذه البداية التي استغرق العمل عليها مدّة خمسة أشهر".

ويضيف: "كانت الفكرة أن نرويَ فلسطين رقميّاً بأسلوب جديد وقابل للتّعديل والتّطوير بشكل مستدام، في مجاراةٍ للقصص الرّقميّة في كُبريات الصّحفِ العالمية. "نؤمن أنّ القصّة الرّقميّة هي كائن حيّ"، يقول صالحة.

وفيما يتعلّق بأبرز التّحدّيات الّتي واجهت العمل، يرى صالحة أنّ أحدَ التّحدّيات الكبيرَة تمثّل في وجود جزء كبير من الطّلبة الّذين يعملون أصلًا في المؤسّسات الإعلاميّة الفِلِسطينيّة؛ ذلك لأنّهم اعتادوا على طريقة عمل تقليديّة، ولأنّ العمل بالمنصّة كان يجري بمنطق مختلف تمامًا عمّا اعتادوا عليه من قبل. "تعب الطّلبة كثيرا"، يُعلّق صالحة.

 تَحَدٍّ آخر تمثّل في السّعي للخروج بالسّرد من الأسلوب الرّقميّ الشّائع، والّذي تواجهه تحديات كثيرة فيما يتّصل بصعوبة استيعابه للتّطوير والتّحديث والتحكّم بالتّدفّق، والأهمّ أنّه سريع الانطفاء. وحول هذا الموضوع يعتقد صالحة أنّ "الطّريقة التّقليديّة تنطلق من فكرة "فُرجة أكثر، ومحتوى أقل". في مشروعنا انطلقنا من شعار "فُرجة أكثر ومحتوى أكثر"، بهدف تطوير الصّحافة المحترفة عبر شقّ طريقتها الخاصّة في السّرد الطّويل القابل للتّعديل، من أجل الهروب من سطوة ثقافة مواقع التّواصل الاستهلاكيّة".

 

طغيان السّياسيّ

لوحِظ أنّ الجانب السّياسيّ طغى على القصصِ الرّقميّة الأولى الّتي نُشِرَت تباعًا على مدى يوم كامل بالمنصّة، في محاولة لمجاراة اللّحظة الزّمنيّة الرّاهنة؛ حيثُ يشغلُ الحدث الفِلسطينيّ السّاخن وارتباطاتُه السّياسيّة معظمَ المحتوى الرّقميّ الموجود على مواقع التّواصل.  

القصّة الأولى حملت اسم "عائلاتٌ صَعدت إلى السماء" للصّحفيّة هبة البطّة، ووثّقت فيها -بنَفَس تحقيقيّ- أسماء العائلات الفِلِسطينيّة الـ 19 الّتي أُبيدَتْ في غزّة خلال العدوان الإسرائيليّ الأخير. أمّا القصّة الثّانية فحملت اسم "مقاطعة إسرائيل: كيف ولماذا؟"، وهي قصّة رقميّة لمحمد خبيصة وطارق الشريف، حاولت رواية حكاية المقاطعة منذ بدايتِها، مستخدمَةً تِقنيات تفاعليّة مميّزة، ومقدّمة أرقامًا صادمة.

أمّا قصّة "طرق الجُدران/ " Knocked The Wall!، فحاولت نداء يونس فيها تقديم معالجة تنظر للجدران بمقاربة مختلفة، من خلالِ رواية حكايةِ الجدران والجداريّات الفلسطينيّة والمخيّمات كما لم تُروَ من قبل.  أما قصّة "النّاجون/ The Survivors" لدعاء شرباتي فتتحدّث عن النّاجين ومعنى النّجاة لضحايا العدوان الأخير على غزة، وتذهب الصحفيّة فيها إلى قصّة السّمكة، والابتسامات غير المُمكِنة، والشّهداء، وثنائيّة الألم والأمل، وأشياء أخرى.

وتذهب قصّة "لديهم مهمّة مقدّسة/ They have a holy mission" لديانا الخياط، وسمر ثوابتة وعبد الله الزماري، إلى وصايا القتل المُقدَّسة الّتي تستند على مباركة تِلموديّة دمويّة: "اقتلوهم جميعاً"، "كلّ الأمّهات يجب أن يُقتلن". إنّها قصّة "إسرائيل" الدّينيّة والسّياسيّة والحربيّة الّتي تُمارس قتل الأطفال الفلسطينيّين في كلّ عدوان.

 

وتوثّق قصّة "غزة ٢٠٢١: الثنائية الوبائية، نزوح داخلي جديد/ Gaza 2021: A Dual Pandemic. A new era of displacement" لكلّ من ظافر صباح، وهديل موسى، وسميّة أبو رموز- سرديّةً رقميّةً بعرض بصريّ لحركة النّزوح الفِلسطينيّ داخل قطاع غزّة خلال العدوان الأخير في أيّار ٢٠٢١. 

أمّا قصّة "مشاهير لأجل فلسطين/ Celebrities for Palestine" فهي قصّة رقميّة فنيّة لوسام شتيوي، ومحمود حريبات، ومريم شومان، تتوقّف عند ظاهرة دعم المشاهير ومواقف الشّخصيات الفنيّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة ومعركة الشّيخ جرّاح خلال معركة أيّار الأخيرة. 

فيما تسرُدُ قصّة "التجوّل في الأفق" لـأمل عودة، بأسلوب مُصوَّر شيّق، عمليّةَ توظيف "إسرائيل" قوانين المحميّات الطّبيعيّة لمصادرة المزيد من الأراضي الفِلسطينيّة، سعيًا للتوسُّعِ الاستيطانيّ في مجموعة من أجمل أراضي فلسطين.

 فيما تأتي قصّة "من النهر إلى البحر/From The River To The Sea" لكلّ من آية النّاشف وأبرار الشاعر، لترصد أثر معركة أيّار والشيخ جرّاح في إعادةِ الاعتبار لمقولة "من البحر إلى النهر".

 

حضور قويّ للشّبكات

تحكي قصّة "فلسطين يجب أن تُسمَع/ Palestine must be listened" لإياد الرفاعي بصرياً سياسات منصّات التّواصل الاجتماعيّ في التّضييق على المحتوى الفِلسطينيّ في البيئة الرّقميّة، وهي قصّة تتمّمها قصّة "رقابة فيسبوك على المحتوى الفِلسطينيّ/ FB Censorship of Palestinian Content" لمجدي نصاصرة ودانا أبو شمسية الّتي تتحدّث عن سياسات فيسبوك المنحازة، والّتي تُطبَّق على المحتوى الفِلسطينيّ.

 وتقوم قصّة "هاشتاك A Story of a Hashtag" لـثائر نصار ووسام عطوان على تحليل بيانات نشاط وسم "أنقذوا الشيخ جراح/ SaveShaikhJarrah" منذ انطلاقِه حتى ذِروة صعوده؛ من خلال مراقبة الأرض أثناء متابعة الوسم. أمّا قصّة "الأبارتهايد الرقميّ Digital Apartheid" لرمز عطّاري، فتنطلق من فلسفة إدوارد سعيد وأفكاره حول نظام الأبارتهايد ولجم الرّواية الفلسطينيّة، لتستنتج مقاربة جديدة للفصل العُنصريّ، لكن هذه المرّة حول الّذي يُمارس في الفضاء الرّقميّ بهدف تهديد المساحات الرّقميّة الفِلسطينيّة.

 

نظام الورش لا المحاضرة

يؤكّد صالحة في حديثه أنّ الوقت قد حان -فِلسطينيًّا على الأقلّ- لدمج التّكنولوجيا بالإنسانيّات، والقطع معَ ثقافة التخصّصات العلميّة والأدبيّة في تدريس الإعلام؛ فالطّلبة يدفعون ثمن طريقة التّدريس التّقليديّة في دراسة الإعلام في المرحلة الأولى (البكالوريوس).

ثمّة صعوبات كبيرة تواجه المشروع حسب صالحة، خاصّة فيما يرتبط بالخوف الّذي يساور الصحفيّين الجدد من سطوة شبكات التّواصل الاجتماعيّ والتّقاليد الّتي كرّستها خلال السّنوات العشر الماضية، كما أنّه اعتمد نظام التّدريس القائم على الورش المفتوحة الّتي قد تستمرّ يومًا كاملًا. إنَّ "منطق المحاضرة بمفهومها التّقليديّ لم يعُد صالحًا للعمل الصّحفيّ، ومن قبله للتّدريس الصّحفيّ أيضًا"، وفق صالحة الّذي يرى أنّ "نظام الورش يُعَدّ طريقة تدريس مثاليّة؛ لكونها تعمل على تبادل الخبرات وتحقيقها بين الدّارسين القادمين من خلفيّات مختلفة وأعضاء الفريق الرّقميّ المساعد، ولأنّ قاعدة العمل/التدريس كانت تقوم على جملة "فرجيني ولا تحكي لي (أرني ولا تقل لي)"، "نحن معتادون على الحكي، أمّا سرد القصّة بصريًّا فلهُ متطلّبات مختلفة".

يمكن لأنموذج العمل المسيطر الّذي تكرّسه شبكات التّواصل الاجتماعيّ أن يكون ناجحًا للشّركات التّجاريّة والعلاقات العامّة، لكنّه أنموذج مُضِرّ بالصّحافة ووظائفها الجوهريّة دائمًا وفق صالحة، كما أنّ "منطق الصّحافة لا يعمل وفق السّائد في الإعلام وشبكات التّواصل الاجتماعيّ، أمّا مشروعُنا فهو يعيد مكانة الصّحافة في لحظة تبدو لنا فيها أنّها فقدت زمام المبادرة، لكنّها ترفع صوتها وتقول "لا"، وها هي تقوم بالاستعانة بكلّ الأدوات الحديثة ومن صلب وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وتضيف للتَّجرِبة دون أن تفقد الصّحافة خصائصها".

وسيبدو للمتابع ومتصفّح موقع المشروع أنّ معظم القصص في هذه التّجربة باللّغة الإنجليزيّة، والسّبب وراء ذلك هو تصدير الرّواية الفِلسطينيّة على أوسع نطاق. "صوت الفلسطينيّ فيه مشكلة، خطابنا معاق، إعلامنا يحكي لنا، منّا وإلينا، وقليلة هي المبادرات الحيويّة الّتي تستهدف المجتمعات الأخرى، والغربيّة تحديدًا"، حسب القائمين على المشروع.

ويرى صالحة أنّ أهمّ ما يميّز هذه القصص أنّها ليست منتجة من مؤسّسة إعلاميّة ذات توجّهات سياسيّة معيّنة، بل هي "قصص صنعها صحفيّون متحرّرون من أيّ معيقات مهنية، صنعوا المحتوى الصّحفيّ بمهنيّة وإخلاص. وتُعَدّ هذه النّسخة هي الأولى للمنصّة، وستُحَدّث باستمرار من قبل طلّاب البرنامج في المواسم القادمة".

التّجرِبة الجديدة لا تعني إطلاقًا أنّه يجب توجيه السّرد للغرب فقط، بل يجب الاهتمام بأساليب سرديّة جديدة موجّهة للفلسطينيّين تتبنّى السّرد التفاعليّ؛ "فالجمهور يعيش في بيئة صحفيّة فقيرة وغير مبادرة، وتركن للاستسهال، فيما مشروع "إحنا القصص" حالة غنى وثراء واختلاف يحتاجها الحقل الأكاديميّ ومجتمع الصّحافة والأخبار".

 

المزيد من المقالات

الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024