بطالة خريجي الصحافة في فلسطين.. "جيش من العاطلين"

تشير الإحصائيات أن 46 بالمئة من خريجي كليات الصحافة في فلسطين يعانون من البطالة. تضخم عدد الخريجين دفع الكثير منهم إلى البحث عن مهن أخرى، بينما تعجز الجامعات ونقابة الصحفيين عن حل لإيقاف النزيف. في هذه الورقة رصد لأهم الأسباب والحلول التي بإمكانها أن تعيد ترتيب حاجيات السوق بطبيعة التكوين.

 في العام 2004 قُبلت و8 طلاب آخرين في قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة بيرزيت. لم يكن قبولنا اعتباطيا، وإنما كان خاضعا لشرطين؛ أولهما حصولنا على معدل مرتفع في الثانوية العامة؛ إذ كان معدل القبول في تخصص الصحافة آنذاك 87% فما فوق، أما الثاني فهو اجتياز امتحان الكفاءة الذي يفرضه معهد الإعلام على الراغبين في التخصص، وذلك بعد إنهاء السنة الجامعية الأولى (التحضيرية).

لذلك؛ كانت دفعتنا عند التخرج عام 2008 قليلة العدد لكن ذات كفاءة، فحظينا بالاهتمام النظري والعملي، بما يؤهلنا لدخول السوق فور تخرجنا، وهو ما تحقق فعليا على أرض الواقع: اشتغلنا جميعا في العام ذاته.

 قد يكون من حسن حظنا أيضا أن القطاع الصحفي في فلسطين بدأ في تلك الفترة يشهد طفرة تمثلت في ظهور العديد من الإذاعات والقنوات التلفزيونية والشبكات المحلية، والتي فتحت أبوابها أمام الخريجين الجدد. بالموازاة مع ذلك، منحت تلك المؤسسات الناشئة أملا لدى آخرين في إمكانية استيعابهم مستقبلا، وهو ما دفع بالمئات من الطلبة في فلسطين إلى التوجه نحو كليات الصحافة والإعلام. ومع تراكم السنين، تحول الأمر إلى كارثة تستدعي دراسة مسبباتها الحقيقية، وتقديم الحلول لمعالجتها.

 

جيش من العاطلين

 

يتوجه المئات من الطلبة الفلسطينيين سنويا نحو الإعلام لأسباب عديدة، وعلى رأسها امتلاك الشغف والطموح الصحفي فعليا؛ خاصة أن فلسطين حافلة بالأحداث بسبب الاحتلال الإسرائيلي وممارساته. لذا؛ يعتقد كُثر أنهم سيجدون عملا فور تخرجهم، لحاجة المؤسسات الإعلامية المحلية والخارجية لمراسلين من الميدان.

لقد أسهمت الأحداث في فلسطين في تميز بعض النماذج الصحفية وشهرتها أكثر من غيرها، ما جعل منها مثلا يُحتذى به، وهي نماذج شجعت العديد من الطلبة على دراسة الإعلام سعيا منهم لتقليدها، ظنا منهم أن الإعلام يحقق شهرة واسعة، دون تعب وجهد أو موهبة. ويميل جزء آخر من الطلبة إلى الإعلام بحكم عامل الوراثة، كما يشير الصحفي فارس الصرفندي، عضو مجلس نقابة الصحفيين الفلسطينيين؛ فمن لديه فرد من العائلة يعمل في قطاع الإعلام، يظن أن عليه أن يكون صحفيا مثله، بصرف النظر عن طبيعة المؤهلات والإمكانيات التي يملكها.

ونتيجة للأسباب السابقة، امتلأت الجامعات الفلسطينية بأعداد هائلة من دارسي الإعلام؛ فغرق السوق بآلاف العاطلين عن العمل خلال السنوات الأخيرة. ووفق بيانات رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن معدل بطالة خريجي الإعلام تجاوز الـ 46% في الربع الأول من العام 2021.

يمثل هذا الرقم استمرارا لحالة التضخم في أعداد خريجي الإعلام العاطلين عن العمل منذ نحو 4 سنوات. اعتزاز جبر واحدة من هؤلاء، تعلق فيما يشبه السخرية على الوضع الذي وصلت إليه بالقول: "تخليت عن تخصص الأحياء لخوفي من تشريح فأر في المختبر، وانتقلت للإعلام، ظنا مني أن موهبة الكتابة التي أمتلكها ستساعدني في العثور على عمل في إحدى الصحف المحلية بعد التخرج، والنتيجة أنني لم أعمل إطلاقا في الصحافة التي تعلمتها على مدار أربع سنوات". فشل اعتزاز في العثور على عمل في التخصص الذي أحبته، دفعها إلى العمل في رياض للأطفال؛ أي في وظيفة لا تتناسب أبدا مع للمؤهل الأكاديمي الذي تملكه.

تتشابه قصة اعتزاز مع حكاية سليمان قدح، الذي تخرج من قسم التلفزيون في جامعة القدس - أبو ديس العام 2016. طرق سليمان أبواب العديد من المؤسسات الصحفية، وتدرب في عدد منها على أمل تحقيق حلمه واللحاق بركب العمل الصحفي، لكنه لم يحصل على تلك الوظيفة قط. وللتخلص من الأزمة النفسية التي تعرض لها بعد اصطدامه بالواقع الصحفي، قرر سليمان البدء في مشروعه الخاص، وأسس فرنا في قريته ليعتاش منه. سليمان اليوم سعيد بعمله، لكنه نادم على سنوات الدراسة والمال الذي دفعه لأجل شهادة لم يستفد منها على الإطلاق.

 اعتزاز وسليمان لا يمثلان إلا صورة مصغرة عن واقع الآلاف من خريجي الصحافة والإعلام الذين حلموا بمستقبل صحفي زاهر؛ فوجدوا أنفسهم في سوق البطالة.

 

من يتحمل المسؤولية؟

 

إذا ما بحثنا في أسباب أزمة خريجي الإعلام، فسنجد أن أساسها يكمن في التسهيلات التي تمنحها وزارة التعليم العالي لترخيص كليات الإعلام في الجامعات، وعدم سن قوانين حول عمل هذه الكليات؛ كاشتراط انضمام عدد معين من الطلبة سنويا، وإخضاعهم لامتحان الكفاءة؛ فالغالبية العظمى من الجامعات لا تفعل ذلك. يعلق نقيب الصحفيين الفلسطينيين في رام الله، ناصر أبو بكر، في تصريح لمجلة الصحافة، أن الوزارة لا تفرض أي اشتراطات على الكليات، مثل رفع معدلات القبول، وتقديم امتحان كفاءة للطلبة، وهو ما أسهم في إغراق الجامعات بطلبة الإعلام.

وبلغة الأرقام، يتحدث أبو بكر عن أكثر من 20 كلية إعلام في الجامعات الفلسطينية المختلفة، تخرِّج ما يزيد عن 1000 طالب سنويا، لكن 15% منهم فقط يدخل سوق العمل بعد التخرج، فيما يبقى الآخرون في تعداد العاطلين، ويضطر معظمهم للانخراط في وظائف خدماتية لا تحتاج إلى مؤهل أكاديمي.

ويقترح الصحفي أمين أبو وردة، مدير أصداء للصحافة، تجميد تخصصات الإعلام والصحافة لبضع سنوات لحل مشكلة البطالة المتفشية في المجتمع الفلسطيني. لكن أبو بكر يرفض هذا الطرح، ويطالب بتشديد القوانين المتعلقة بمنح التراخيص لكليات الإعلام، ورفع معدلات قبول الطلبة بدلا من تخفيضها؛ فعلى سبيل المثال، كانت جامعة بيرزيت، وهي من أهم الجامعات الفلسطينية، تشترط معدلا عاليا للقبول في برنامج الصحافة، وصل إلى 87% عام 2004، لكنه في عام 2021 أصبح 70%. مع العلم أن جامعة بيرزيت كانت تُعد الأكثر تميزا في تدريس الإعلام من بين الجامعات الفلسطينية، بسبب الشروط التي كانت تضعها لقبول الطلبة في هذا التخصص.

في هذا الشأن، يعلق الصحفي فارس الصرفندي: "كليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية تحولت لمؤسسات ربحية، تنظر للطالب على أنه زبون، تأخذ منه المال مقابل منحه الشهادة دون تطوير لقدراته ومواهبه".

من جهة ثانية، تفتقد كليات الإعلام لوجود تخصصات معينة؛ مثل التخصصات الفنية، والتي يندرج تحتها التصوير والمونتاج والإخراج... إلخ، وهي تخصصات باتت مطلوبة ويمكن أن تمتص جزءا من بطالة الخريجين. الأكثر من ذلك، فإن تدريس الإعلام يكون بمعظمه تدريسا نظريا عاما، بمقررات تقليدية قديمة، فلا تراعي معظم كليات الإعلام التطور الحاصل في القطاع الإعلامي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة مثل تخصصات الإعلام الجديد (New Media) والمنصات الرقمية.

ليس ذلك فقط، بل إن غالبية الكوادر التعليمية لا تمتلك سوى الخبرة النظرية وتفتقد الخبرات الميدانية والتطبيقية. وما يزيد من معاناة الخريجين، عدم توفر مراكز تدريب لصقل مواهبهم وتهيئتهم لسوق العمل. في المقابل، تشترط الكثير من المؤسسات الإعلامية أن يكون المتقدمون لها من ذوي الخبرة؛ فكيف يمكن لخريج حديث أن يمتلك عامين أو أكثر من الخبرة كي ينخرط في سوق العمل؟ في معرض رده على ذلك، يُؤكد أبو بكر أن الأمانة العامة لنقابة الصحفيين تخطط حاليا لإنشاء معهد تدريب خاص بالخريجين؛ لمساعدتهم على تطوير قدراتهم الإعلامية، ومن ثم توفير فرص عمل لهم.

وبرغم أن بعض الجامعات بدأت تدريس بعض المواد ذات العلاقة بالإعلام الجديد؛ مثل الجامعة الأمريكية وجامعة أبو ديس، إلا أن التركيز ينصب على الأساسيات في هذه المجالات الحديثة، دون التعمق فيها، لقلة عدد الأكاديميين الدارسين للإعلام الرقمي فعليا.

 

سوق ضعيف

 

بعيدا عن أعداد كليات الإعلام وضعف مناهجها، يعاني سوق الإعلام في فلسطين، مؤخرا، من ضعف وكساد، خاصة بعد أن قل الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية، وهو ما انعكس على الطلب على الصحفيين الفلسطينيين، سواء للعمل في داخل فلسطين أو خارجها. وكما شهدت بداية العقد ظهور العديد من المؤسسات الإعلامية، فإنها شهدت أيضا نهاية عدد من المؤسسات الإعلامية، سواء الحزبية منها أو التابعة للقطاع الخاص، بسبب قلة التمويل أو تراجع الإيرادات، فيما ما تزال مؤسسات أخرى مهددة بالإغلاق.

 وقد أسهم ظهور الإعلام الرقمي وهجرة العديد من المؤسسات الإعلامية إلى وسائل التواصل الاجتماعي، في مضاعفة معاناة خريجي الإعلام؛ إذ لم يعد العمل الإعلامي حكرا على الصحفيين وحدهم، بل بات يكفي توفر الهاتف الذكي وحساب رقمي لممارسة الصحافة؛ فدخل المهنة أناس طارئون، استحوذوا على قطاعات واسعة من الجماهير، وتركوا حملة شهادة الإعلام بلا عمل.

بالنسبة للصحفي الصرفندي الذي يعمل في المهنة منذ عقدين، فإن ضعف سوق الإعلام يعود إلى تراجع الصحافة الكلاسيكية لصالح الإعلام الرقمي، الذي أتاح لأي مواطن فرصة أن يصح "صحفيا"، كما حمّل الصرفندي الجامعات جزءا من المسؤولية لعدم تنفيذها لأي دراسات تتعلق بحاجة السوق للإعلاميين.

يوافق أبو وردة هذا الرأي، وينبه إلى قضية أخرى غير ظاهرة، تتعلق بالمنافسة غير الشريفة بين الصحفيين القدامى والجدد؛ فهناك العشرات من الصحفيين القدامى لا سيما من العاملين في القطاع الحكومي يعملون في وظائف إعلامية أخرى في القطاع الخاص، بأسماء مستعارة وهمية.

ويطالب كل من الصرفندي وأبو وردة بقوانين رادعة تمنع من لا يملك شهادة الصحافة من الانتساب لنقابة الصحفيين والعمل في المؤسسات الإعلامية، ومنع ازدواجية العمل بين القطاعين الحكومي والخاص.

وعلى الرغم من أن وزارة التعليم العالي كانت أشارت في أكثر من مناسبة إلى نيتها مناقشة أزمة خريجي الإعلام وازدياد كليات الصحافة مع ذوي الاختصاص، بما في ذلك نقابة الصحفيين، ووضع خطط مستقبلية حول معدلات القبول أو مناهج التدريس في تلك الكليات، إلا أن النتائج معاكسة تماما؛ فمعدلات القبول في برامج الصحافة في انحدار متواصل، وأزمة البطالة مستمرة.

هذا الواقع الصعب يستدعي تدخلا فاعلا من الوزارة ونقابة الصحفيين والجهات المعنية كافة، لوقف الهدر المالي على برامج الإعلام، ووضع حد لأزمة آلاف الطلبة سنويا، والعمل على استيعاب الخريجين العاطلين عن العمل ضمن برامج محددة تؤهلهم للحصول على فرص متكافئة.

 

 

المزيد من المقالات

الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

في الأردن كما في لبنان ما يزال الصحفيون الفريلانسرز يبحثون عن الاعترافيْن النقابي والقانوني. جيل جديد من الصحفيين إما متحررين من رقابة مؤسسات وسائل الإعلام أو اضطرتهم الظروف للعمل كمستقلين يجدون أنفسهم في مواجهة "حرس قديم" يريد تأميم المهنة.

بديعة الصوان, عماد المدولي نشرت في: 12 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024