بطالة خريجي الصحافة في فلسطين.. "جيش من العاطلين"

تشير الإحصائيات أن 46 بالمئة من خريجي كليات الصحافة في فلسطين يعانون من البطالة. تضخم عدد الخريجين دفع الكثير منهم إلى البحث عن مهن أخرى، بينما تعجز الجامعات ونقابة الصحفيين عن حل لإيقاف النزيف. في هذه الورقة رصد لأهم الأسباب والحلول التي بإمكانها أن تعيد ترتيب حاجيات السوق بطبيعة التكوين.

 في العام 2004 قُبلت و8 طلاب آخرين في قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة بيرزيت. لم يكن قبولنا اعتباطيا، وإنما كان خاضعا لشرطين؛ أولهما حصولنا على معدل مرتفع في الثانوية العامة؛ إذ كان معدل القبول في تخصص الصحافة آنذاك 87% فما فوق، أما الثاني فهو اجتياز امتحان الكفاءة الذي يفرضه معهد الإعلام على الراغبين في التخصص، وذلك بعد إنهاء السنة الجامعية الأولى (التحضيرية).

لذلك؛ كانت دفعتنا عند التخرج عام 2008 قليلة العدد لكن ذات كفاءة، فحظينا بالاهتمام النظري والعملي، بما يؤهلنا لدخول السوق فور تخرجنا، وهو ما تحقق فعليا على أرض الواقع: اشتغلنا جميعا في العام ذاته.

 قد يكون من حسن حظنا أيضا أن القطاع الصحفي في فلسطين بدأ في تلك الفترة يشهد طفرة تمثلت في ظهور العديد من الإذاعات والقنوات التلفزيونية والشبكات المحلية، والتي فتحت أبوابها أمام الخريجين الجدد. بالموازاة مع ذلك، منحت تلك المؤسسات الناشئة أملا لدى آخرين في إمكانية استيعابهم مستقبلا، وهو ما دفع بالمئات من الطلبة في فلسطين إلى التوجه نحو كليات الصحافة والإعلام. ومع تراكم السنين، تحول الأمر إلى كارثة تستدعي دراسة مسبباتها الحقيقية، وتقديم الحلول لمعالجتها.

 

جيش من العاطلين

 

يتوجه المئات من الطلبة الفلسطينيين سنويا نحو الإعلام لأسباب عديدة، وعلى رأسها امتلاك الشغف والطموح الصحفي فعليا؛ خاصة أن فلسطين حافلة بالأحداث بسبب الاحتلال الإسرائيلي وممارساته. لذا؛ يعتقد كُثر أنهم سيجدون عملا فور تخرجهم، لحاجة المؤسسات الإعلامية المحلية والخارجية لمراسلين من الميدان.

لقد أسهمت الأحداث في فلسطين في تميز بعض النماذج الصحفية وشهرتها أكثر من غيرها، ما جعل منها مثلا يُحتذى به، وهي نماذج شجعت العديد من الطلبة على دراسة الإعلام سعيا منهم لتقليدها، ظنا منهم أن الإعلام يحقق شهرة واسعة، دون تعب وجهد أو موهبة. ويميل جزء آخر من الطلبة إلى الإعلام بحكم عامل الوراثة، كما يشير الصحفي فارس الصرفندي، عضو مجلس نقابة الصحفيين الفلسطينيين؛ فمن لديه فرد من العائلة يعمل في قطاع الإعلام، يظن أن عليه أن يكون صحفيا مثله، بصرف النظر عن طبيعة المؤهلات والإمكانيات التي يملكها.

ونتيجة للأسباب السابقة، امتلأت الجامعات الفلسطينية بأعداد هائلة من دارسي الإعلام؛ فغرق السوق بآلاف العاطلين عن العمل خلال السنوات الأخيرة. ووفق بيانات رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن معدل بطالة خريجي الإعلام تجاوز الـ 46% في الربع الأول من العام 2021.

يمثل هذا الرقم استمرارا لحالة التضخم في أعداد خريجي الإعلام العاطلين عن العمل منذ نحو 4 سنوات. اعتزاز جبر واحدة من هؤلاء، تعلق فيما يشبه السخرية على الوضع الذي وصلت إليه بالقول: "تخليت عن تخصص الأحياء لخوفي من تشريح فأر في المختبر، وانتقلت للإعلام، ظنا مني أن موهبة الكتابة التي أمتلكها ستساعدني في العثور على عمل في إحدى الصحف المحلية بعد التخرج، والنتيجة أنني لم أعمل إطلاقا في الصحافة التي تعلمتها على مدار أربع سنوات". فشل اعتزاز في العثور على عمل في التخصص الذي أحبته، دفعها إلى العمل في رياض للأطفال؛ أي في وظيفة لا تتناسب أبدا مع للمؤهل الأكاديمي الذي تملكه.

تتشابه قصة اعتزاز مع حكاية سليمان قدح، الذي تخرج من قسم التلفزيون في جامعة القدس - أبو ديس العام 2016. طرق سليمان أبواب العديد من المؤسسات الصحفية، وتدرب في عدد منها على أمل تحقيق حلمه واللحاق بركب العمل الصحفي، لكنه لم يحصل على تلك الوظيفة قط. وللتخلص من الأزمة النفسية التي تعرض لها بعد اصطدامه بالواقع الصحفي، قرر سليمان البدء في مشروعه الخاص، وأسس فرنا في قريته ليعتاش منه. سليمان اليوم سعيد بعمله، لكنه نادم على سنوات الدراسة والمال الذي دفعه لأجل شهادة لم يستفد منها على الإطلاق.

 اعتزاز وسليمان لا يمثلان إلا صورة مصغرة عن واقع الآلاف من خريجي الصحافة والإعلام الذين حلموا بمستقبل صحفي زاهر؛ فوجدوا أنفسهم في سوق البطالة.

 

من يتحمل المسؤولية؟

 

إذا ما بحثنا في أسباب أزمة خريجي الإعلام، فسنجد أن أساسها يكمن في التسهيلات التي تمنحها وزارة التعليم العالي لترخيص كليات الإعلام في الجامعات، وعدم سن قوانين حول عمل هذه الكليات؛ كاشتراط انضمام عدد معين من الطلبة سنويا، وإخضاعهم لامتحان الكفاءة؛ فالغالبية العظمى من الجامعات لا تفعل ذلك. يعلق نقيب الصحفيين الفلسطينيين في رام الله، ناصر أبو بكر، في تصريح لمجلة الصحافة، أن الوزارة لا تفرض أي اشتراطات على الكليات، مثل رفع معدلات القبول، وتقديم امتحان كفاءة للطلبة، وهو ما أسهم في إغراق الجامعات بطلبة الإعلام.

وبلغة الأرقام، يتحدث أبو بكر عن أكثر من 20 كلية إعلام في الجامعات الفلسطينية المختلفة، تخرِّج ما يزيد عن 1000 طالب سنويا، لكن 15% منهم فقط يدخل سوق العمل بعد التخرج، فيما يبقى الآخرون في تعداد العاطلين، ويضطر معظمهم للانخراط في وظائف خدماتية لا تحتاج إلى مؤهل أكاديمي.

ويقترح الصحفي أمين أبو وردة، مدير أصداء للصحافة، تجميد تخصصات الإعلام والصحافة لبضع سنوات لحل مشكلة البطالة المتفشية في المجتمع الفلسطيني. لكن أبو بكر يرفض هذا الطرح، ويطالب بتشديد القوانين المتعلقة بمنح التراخيص لكليات الإعلام، ورفع معدلات قبول الطلبة بدلا من تخفيضها؛ فعلى سبيل المثال، كانت جامعة بيرزيت، وهي من أهم الجامعات الفلسطينية، تشترط معدلا عاليا للقبول في برنامج الصحافة، وصل إلى 87% عام 2004، لكنه في عام 2021 أصبح 70%. مع العلم أن جامعة بيرزيت كانت تُعد الأكثر تميزا في تدريس الإعلام من بين الجامعات الفلسطينية، بسبب الشروط التي كانت تضعها لقبول الطلبة في هذا التخصص.

في هذا الشأن، يعلق الصحفي فارس الصرفندي: "كليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية تحولت لمؤسسات ربحية، تنظر للطالب على أنه زبون، تأخذ منه المال مقابل منحه الشهادة دون تطوير لقدراته ومواهبه".

من جهة ثانية، تفتقد كليات الإعلام لوجود تخصصات معينة؛ مثل التخصصات الفنية، والتي يندرج تحتها التصوير والمونتاج والإخراج... إلخ، وهي تخصصات باتت مطلوبة ويمكن أن تمتص جزءا من بطالة الخريجين. الأكثر من ذلك، فإن تدريس الإعلام يكون بمعظمه تدريسا نظريا عاما، بمقررات تقليدية قديمة، فلا تراعي معظم كليات الإعلام التطور الحاصل في القطاع الإعلامي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة مثل تخصصات الإعلام الجديد (New Media) والمنصات الرقمية.

ليس ذلك فقط، بل إن غالبية الكوادر التعليمية لا تمتلك سوى الخبرة النظرية وتفتقد الخبرات الميدانية والتطبيقية. وما يزيد من معاناة الخريجين، عدم توفر مراكز تدريب لصقل مواهبهم وتهيئتهم لسوق العمل. في المقابل، تشترط الكثير من المؤسسات الإعلامية أن يكون المتقدمون لها من ذوي الخبرة؛ فكيف يمكن لخريج حديث أن يمتلك عامين أو أكثر من الخبرة كي ينخرط في سوق العمل؟ في معرض رده على ذلك، يُؤكد أبو بكر أن الأمانة العامة لنقابة الصحفيين تخطط حاليا لإنشاء معهد تدريب خاص بالخريجين؛ لمساعدتهم على تطوير قدراتهم الإعلامية، ومن ثم توفير فرص عمل لهم.

وبرغم أن بعض الجامعات بدأت تدريس بعض المواد ذات العلاقة بالإعلام الجديد؛ مثل الجامعة الأمريكية وجامعة أبو ديس، إلا أن التركيز ينصب على الأساسيات في هذه المجالات الحديثة، دون التعمق فيها، لقلة عدد الأكاديميين الدارسين للإعلام الرقمي فعليا.

 

سوق ضعيف

 

بعيدا عن أعداد كليات الإعلام وضعف مناهجها، يعاني سوق الإعلام في فلسطين، مؤخرا، من ضعف وكساد، خاصة بعد أن قل الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية، وهو ما انعكس على الطلب على الصحفيين الفلسطينيين، سواء للعمل في داخل فلسطين أو خارجها. وكما شهدت بداية العقد ظهور العديد من المؤسسات الإعلامية، فإنها شهدت أيضا نهاية عدد من المؤسسات الإعلامية، سواء الحزبية منها أو التابعة للقطاع الخاص، بسبب قلة التمويل أو تراجع الإيرادات، فيما ما تزال مؤسسات أخرى مهددة بالإغلاق.

 وقد أسهم ظهور الإعلام الرقمي وهجرة العديد من المؤسسات الإعلامية إلى وسائل التواصل الاجتماعي، في مضاعفة معاناة خريجي الإعلام؛ إذ لم يعد العمل الإعلامي حكرا على الصحفيين وحدهم، بل بات يكفي توفر الهاتف الذكي وحساب رقمي لممارسة الصحافة؛ فدخل المهنة أناس طارئون، استحوذوا على قطاعات واسعة من الجماهير، وتركوا حملة شهادة الإعلام بلا عمل.

بالنسبة للصحفي الصرفندي الذي يعمل في المهنة منذ عقدين، فإن ضعف سوق الإعلام يعود إلى تراجع الصحافة الكلاسيكية لصالح الإعلام الرقمي، الذي أتاح لأي مواطن فرصة أن يصح "صحفيا"، كما حمّل الصرفندي الجامعات جزءا من المسؤولية لعدم تنفيذها لأي دراسات تتعلق بحاجة السوق للإعلاميين.

يوافق أبو وردة هذا الرأي، وينبه إلى قضية أخرى غير ظاهرة، تتعلق بالمنافسة غير الشريفة بين الصحفيين القدامى والجدد؛ فهناك العشرات من الصحفيين القدامى لا سيما من العاملين في القطاع الحكومي يعملون في وظائف إعلامية أخرى في القطاع الخاص، بأسماء مستعارة وهمية.

ويطالب كل من الصرفندي وأبو وردة بقوانين رادعة تمنع من لا يملك شهادة الصحافة من الانتساب لنقابة الصحفيين والعمل في المؤسسات الإعلامية، ومنع ازدواجية العمل بين القطاعين الحكومي والخاص.

وعلى الرغم من أن وزارة التعليم العالي كانت أشارت في أكثر من مناسبة إلى نيتها مناقشة أزمة خريجي الإعلام وازدياد كليات الصحافة مع ذوي الاختصاص، بما في ذلك نقابة الصحفيين، ووضع خطط مستقبلية حول معدلات القبول أو مناهج التدريس في تلك الكليات، إلا أن النتائج معاكسة تماما؛ فمعدلات القبول في برامج الصحافة في انحدار متواصل، وأزمة البطالة مستمرة.

هذا الواقع الصعب يستدعي تدخلا فاعلا من الوزارة ونقابة الصحفيين والجهات المعنية كافة، لوقف الهدر المالي على برامج الإعلام، ووضع حد لأزمة آلاف الطلبة سنويا، والعمل على استيعاب الخريجين العاطلين عن العمل ضمن برامج محددة تؤهلهم للحصول على فرص متكافئة.

 

 

المزيد من المقالات

هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024