كيف تساهم الصحافة الاستقصائية الجادة في تحقيق العدالة؟

مقدمة لشرح السياق 

 

في السودان كانت هناك حرب أهلية في البلاد منذ فترة طويلة، تميزت بعدم احترام القانون الدولي الإنساني، أي قوانين الحرب، ومع انفتاح البلاد على استخراج النفط، أصبحت الحرب أيضًا تدور حول النفط والسيطرة على مناطق النفط في جنوب السودان.

 

تعمل شركة النفط السويدية (Lundin Oil AB) - تسمى الآن (Lundin Petroleum) المُدرجة في البورصة، والمملوكة جزئياً للبنوك السويدية الكبرى، في السودان منذ عام 1991.

 

 في عام 1997، من خلال شركة فرعية مملوكة بالكامل، انخرطت "لوندين بتروليوم"،  في اتفاقية مع حكومة السودان، بقيادة الرئيس السابق عمر البشير، لاستخراج النفط فيما كان جزءا من السودان آنذاك (جنوب السودان الآن)، في منطقة تسمى بلوك 5A، وهي منطقة، تشكل ضعف مساحة الجمهورية اللبنانية. كانت هذه المنطقة حتى ذلك الحين بمنأى عن الحرب الأهلية، نسبيا.

 

وفقًا لاتفاقية السلام المحلية لعام 1997 بين الحكومة السودانية والعديد من الميليشيات في الولايات الجنوبية، فإن مسؤولية النظام والأمن في بلوك 5A، من بين أمور أخرى، ستقع على عاتق القوات العسكرية للولايات الجنوبية، وليس الجيش السوداني، بمعنى آخر كانت هذه القوات مسؤولة عن أمن عمليات شركة "لوندين بتروليوم" عندما بدأت في عام 1997.

بالتزامن مع بدء عمليات التنقيب، شنت مجموعة من المليشيات الموالية للنظام هجمات على بلوك 5A للسيطرة عليه، لكن لم تنجح في ذلك.

بعد وقت قصير من عثور لوندين بتروليوم للنفط في بلوك 5A في عام 1999، بدأ الجيش السوداني مع نفس الميليشيات الموالية عمليات عسكرية هجومية، في المنطقة للسيطرة عليها وتهيئة الظروف المناسبة للتنقيب عن النفط في لوندين بتروليوم.

 

دارت معارك على أراضي الشركة في جنوب السودان. ووصفت الشركة النزاعات المسلحة بأنها "حروب قبلية"، وهو وصف أصبح مألوفا حتى في وسائل الإعلام الغربية. أدت هذه المعارك، والهجمات العشوائية، والاستهداف المتعمد للمدنيين، إلى سقوط أكثر من 12 ألف قتيل من المدنيين، وحرق القرى والملاجئ والنهب، وتدمير الحاجيات الضرورية للبقاء على قيد الحياة، مع انخفاض مذهل في استخدام الأراضي الزراعية، واغتصاب النساء، واختطاف الأطفال، والتعذيب، والتهجير القسري وفرار أكثر من 160 ألف شخص من منازلهم، بعضهم وصل لاجئاً إلى السويد عبر برنامج إعادة التوطين التابع للأمم المتحدة.

 

قامت منظمات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، وأطباء بلا حدود، بالإبلاغ عن الانتهاكات ضد المدنيين، لكن ذلك لم يصل إلى الرأي العام السويدي والأوروبي خصوصاً بعد لجوء الشركة إلى تعيين وزير الخارجية السويدي آنذاك كارل بيلد في مجلس الإدارة وما صاحب ذلك من  ضغط على الصحفيين ووسائل الإعلام لوقف الكتابة والنشر عن الموضوع.

 

كيف بدأت القصة؟

 

المؤلفة والصحفية الاستقصائية السويدية كريستين لونديل التي كانت تعمل حينها في مجلة " البيئة" في السويد، بدأت بمراجعة تقارير تتعلق بعمل الشركة، واردة عن منظمات تطوعية أوروبية ناشطة في جنوب السودان، وطرحت السؤال الأساسي: هل الشركة السويدية متورطة حقاً في النزاع؟

 

جاء رد شركة لوندين في البداية على أسئلة كريستين، بالقول إنها تعتبر التقارير تشهيرية وتحتفظ بالحق في المطالبة بتعويضات إذا تم نشرها. وشككت في دقة التقارير واستنتاجاتها وتفسير القانون الدولي المنصوص عليه في التقارير. نفت الشركة أنها انتهكت القانون الدولي، وتنفي كذلك أنها كانت متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في النزاع في السودان أو أنها شاركت أو كان يجب أن تكون على علم بأي من الأعمال غير القانونية الموثقة في هذه التقارير.

 

حسناً، ماذا يحدث عندما يتعذر تعقب مجموعات الأعمال والبرلمانيين والموظفين المدنيين؟ عليك الإجابة على أسئلتهم بنفسك، والبحث أكثر، والنظر في النماذج والحجج التفسيرية المحتملة، في أسوأ الأحوال، عليك تخمين ما يمكن أن يقولوه إذا أجابوا بشكل صحيح.

 

 في كتابها "تجارة الدم والنفط، شركة لوندين في أفريقيا" جادلت كريستين، بأن الشركة تعمل في منطقة رمادية عالمية، حيث لم يجرؤ سوى عدد قليل من شركات النفط الأخرى على العمل هناك، وحيث يتم انتهاك القوانين بشكل مستمر، والذراع الطويلة للقانون السويدي ليست طويلة بما يكفي للوصول إلى دول مثل السودان والصومال وإثيوبيا. كما أن الاتفاقيات الدولية غير مجدية تقريبًا عندما يتعلق الأمر بوقف هذا النوع من النشاط. وبالتالي، فإن احتمال تورط الشركة في جرائم ضد الإنسانية، ليس له عواقب ولا يملك المساهمون السويديون معلومات كافية لوضع حد لها، وإن أجساد النساء المغتصبات والجنود الأطفال المفقودين والقرى المحروقة هي التي تمكن من تحقيق أرباح بالمليارات، التي يتم ضخها لاحقًا في جيوب المساهمين السويديين، ومدخري المعاشات التقاعدية، لتمويل شراء بيوت فخمة في الشواطئ المشمسة.

 

قامت كريستين بالسفر إلى السودان لتقابل المتضررين من السكان المحليين الذين قالوا: أولاً جاء الجنود وأحرقوا القرى، ثم بناة الطرق وأخيراً أهل النفط، قامت برسم خرائط واتباع أعمال لوندين في الأماكن التي يتم فيها ضخ النفط (بلوك 5A).

 

تزن كريستين الحجج والظروف ضد بعضها البعض. تدعي أن شركة لوندين لا يمكن أن تكون جاهلة بما حدث. كما تدعي أن الشركة تتحمل مسؤولية إبرام صفقات مع أنظمة، مثل النظام السوداني الذي كان يقوده آنذاك عمر البشير المطلوب بتهمة الإبادة الجماعية من قبل محكمة جرائم الحرب في لاهاي. ولا يمكن لأي شخص يعتمد على حماية القوة العسكرية في بلد مزقته الحرب أن يتفاجأ من اللجوء إلى العنف.

 

تشير كرستين لونديل إلى معلومات من منظمات محترمة مثل منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش وكريستيان إيد (المساعدات المسيحية)، وهي كلها تفيد بأن المنطقة كانت خالية من الناس عندما كانت لوندين تعمل هناك. كما أنها تستنسخ شهادات من النازحين. وتكتب عن ردود الفعل القوية في كندا عندما تم اكتشاف أن شركة النفط الكندية "تاليسمان" كانت تعمل في نفس المنطقة.

 

تمكنت كريستين من خلال الاستعانة بصور الأقمار الصناعية لكل متر مربع في المنطقة، من إعادة رسم خرائط توزع نفوذ شركات النفط العاملة في المنطقة، وتحدد المسؤولين عن تأمين المنطقة التي تعمل بها الشركة السويدية، والشركات الأمنية المستأجرة، ومع الصور التكميلية في الأرض ومقاطع الفيديو من تحديد أماكن بعض المقابر الجماعية بدقة.

 

لم تكن كريستين صحفية استقصائية، أو باحثة أو محققة شرطة، بل مزيج من أولئك وغيرهم. كانت موجودة في كل مكان، تقرأ التحقيقات، وتجري مقابلات مع اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر قوارب الموت، أو عبر برنامج إعادة التوطين، والمحامين، والموظفين السابقين في الشركة، وتسافر لحضور المؤتمرات التي تناقش صناعة النفط، ولكن للأسف معظم الأشخاص الذين تلتقي بهم غالبًا ما يكونون شهودًا غير مباشرين على المآسي التي تحدث في عمق البلدان المعادية. مما جعلها تشعر بإحباط.

 

لكن دائماً كانت عائلة "لوندين" المالكة للحصة الأكبر من الشركة تتقدم بخطوة واحدة، بكفاءة مذهلة، بطريقة معقدة للغاية، مع تخطيط ماهر لمنع التدقيق والتحقيق، سواء من وسائل الإعلام أو السلطات. في كثير من الأحيان لا يكون من الممكن حتى إثبات من يملك الشركات المعنية.

 

الأمر الذي دفع كريستين إلى شراء حصة في أسهم الشركة، حتى تتمكن من حضور الاجتماع السنوي العام للشركة، والاطلاع على النتائج المالية، والسماح لها بطرح الأسئلة على مجلس إدارة الشركة، باعتبارها من حاملي الأسهم.

 

تكتب كرستين لونديل عن دور وزير الخارجية السويدي السابق كارل بيلت كعضو في مجلس إدارة شركة لوندين بتروليوم 2000-2006، وكيف يبدو بأنه "مقتنع بأن الوجود الأجنبي هو فرصة السودان للسلام والتنمية".

 

أثر الفراشة

الكتاب دفع الحكومة السويدية إلى فتح تحقيق جنائي ضخم في القضية في عام 2010.  تم إجراء حوالي 270 استجوابا، من بين المستجوَبين كارل بيلدت وزير خارجية السويد ورئيس وزرائها من عام 1991 إلى عام 1994، وزير خارجية السويد من عام 2006 إلى عام 2014، وأعضاء مجلس الإدارة الآخرين والاستماع إلى 150 شخصًا في التحقيق، حيث يغطي تقرير التحقيق الأولي ما يزيد قليلاً عن 80000 صفحة.  وبعد خمس سنوات تم تقديم الادعاء.

منذ عام 2016، يشتبه رئيس مجلس الإدارة إيان لوندين والرئيس التنفيذي أليكس شنايتر في المساعدة والتحريض على انتهاك صارخ للقانون الدولي، ومنذ عام 2018 أيضًا للتحريض على الانتهاكات في إجراءات المحكمة، بعد المعلومات عن تهديد الشهود، والتحريض على التجاوزات في الإجراءات القانونية. بعض الشهود الذين قابلتهم كريستين تم نقلهم سراً إلى السويد جواً لتوفير ظروف آمنة ومستقرة للاستماع إلى شهادتهم وروايتهم للأحداث.

في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وجه المدعي العام السويدي إلى المديرين التنفيذيين في الشركة، إيان لوندين (ابن صاحب الشركة) وأليكس شناير، لائحة الاتهام  الأولية التي تتعلق بالمساعدة والتحريض على انتهاكات القانون الدولي، وهو ما قد يؤدي إلى السجن، من خلال تمويل عمليات طرد السكان المحليين بعيدًا عن الأرض التي عاشوا عليها لأجيال، و تمويل جرائم ضد الإنسانية كما يوضح رئيس التحقيق الأولي، المدعي العام للغرفة هنريك أتوربس، في لائحة الاتهام.

في البيان الصحفي للمدعي العام حول لائحة الاتهام، كتب رئيس التحقيق الأولي والمدعي العام في الغرفة هنريك أتوربس ما يلي:

"من المهم ألا تنسى هذه الجرائم الخطيرة. تعد جرائم الحرب من أخطر الجرائم التي يقع على مملكة السويد التزام دولي بالتحقيق فيها ومقاضاة مرتكبيها. تأثر عدد كبير من المدنيين بجرائم النظام السوداني التي نعتقد أن المتهمين شاركوا فيها. أُجبر العديد من المدنيين الذين نجوا على الفرار من منازلهم وعدم العودة أبداً، ولا علم لهم حتى يومنا هذا بما حدث لأقاربهم وأصدقائهم".

 

كما طالب الادعاء بمصادرة 1.4 مليار كرونة سويدية (140 مليون دولار)، من شركة النفط. إنه الربح الذي تم تحقيقه في صفقة كبيرة في عام 2003 بعد اكتشافات النفط في السودان. ويمكن أن يؤدي التصنيف الجنائي إلى السجن مدى الحياة، وفقًا للمدعي العام في الغرفة هنريك أتوربس.

في المقابل حصلت الصحفية على إشادة دولية، وتم منحها جائزة Gold Spade (أرفع جائزة تمنح للتحقيقات الاستقصائية في السويد)، حيث جاء في جواب لجنة التحكيم حول الدافع وراء منحها الجائزة "لامتلاكها الشجاعة والمثابرة والالتزام المعلن عنها لفحص صفقات النفط المشكوك فيها، لشركة سويدية في إفريقيا، لها صلات بوزير خارجية السويد والدبلوماسية السويدية".

 

تتوقع منظمة العفو أن تكون القضية دليلاً في توضيح مسؤولية الشركات عن احترام حقوق الإنسان، حتى في المواقف الشديدة الخطورة.

تعتبر قضية المحكمة أيضًا مهمة للغاية للأفراد والجماعات في جميع أنحاء العالم الذين يعملون على مساءلة الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات، لا سيما في الصناعة الاستخراجية، التي غالبًا ما تؤثر على السكان المحليين والبيئة بطريقة ملموسة، كما تقول أولريكا ساندبرج، الخبيرة في مسؤولية الشركات في منظمة العفو الدولية.

 

 

"الانحياز" كاحتمال

 

في الكتاب، يتم عرض العديد من الخيوط المتوازية حيث نلتقي بتجار المخدرات والشرطة وصناع القرار، بينما تحصل في نفس الوقت على نظرة عامة على تاريخ العائلة المالكة للشركة التي تُحب العمل في المناطق المتوترة.

 وعلى الرغم من أنه من الواضح أن كريستين متورطة شخصيًا (بالمعنى الإيجابي طبعاً) في عرض المشكلة، لكنها نادرا ما تظهر العاطفة أو تكتب بمزاج.

 

من المحتمل أن تكون كريستين لونديل كانت على وشك الانزلاق إلى دور الناشطة، لكنها تقاوم بثبات. لأنه نادرًا ما يكون دور الناشط دورًا يختاره الصحفي، بل هو نتيجة حتمية لغياب المساءلة.

من الناحية الأسلوبية، فإن كتاب كريستين"تجارة الدم والنفط، شركة لوندين في أفريقيا" ليست تحفة فنية ولكنها حرفة رائعة تمامًا. هو كتاب حماسي إلى حد ما، يعطي صورة واضحة عن السعر الحقيقي للذهب الأسود.

الجزء الأكثر حزنًا في كتاب كريستين لونديل هو المقابلات مع النساء المغتصبات والمشوهات. كانت قراءة قوية وصادمة. إن مهارة وحساسية كريستين سمحا لها بتجاوز جدار الصمت الذي يحيط بأنشطة الشركات السويدية العابرة للحدود، "التي تنقل معها القيم السويدية إلى العالم "، كما يقول وزير التجارة السويدي في الحكومة السابقة إيوا بيورلينغ.

 

لكن من الناحية الموضوعية، يبدو أن الكتاب يرتكز على أرضية صلبة لأن كريستين اعتمدت بشدة الشهادات المباشرة التي جمعتها، وعلى التقارير الموثوقة، وصور الأقمار الصناعية، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالسودان ولجنة الحقوقيين الدولية، حيث يدرك القارئ في كل لحظة كيف تتحرك مصائر بشرية معينة نحو البؤس.

إنه كتاب مهم وتغطية صحفية مهمة للفساد الذي ينمو بيننا. هي قصة تحول نموذجي في الصحافة الاستقصائية التي تسعى إلى تحقيق العدالة، والمساهمة في رفع مستوى النقاش المثمر والمثير حول أفريقيا، الطبقية، والعنصرية والازدواجية، والعمل، والعدالة.

 

 

 

المزيد من المقالات

تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
إسماعيل الغول.. سيرتان لرجل واحد

إلى آخر لحظة من حياته، ظل الزميل إسماعيل الغول، صحفي الجزيرة، يغطي جرائم الإبادة الجماعية في غزة قبل أن يغتاله الاحتلال. في هذا البروفايل، تتابع الزميلة إيمان أبو حية، سيرته الحياتية والمهنية التي تماهت فيه الصحافة بفلسطين.

إيمان أبو حية نشرت في: 25 أغسطس, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
الصحافة الاستقصائية الرياضية.. "نحن لا نبحث عن الترفيه"

هل على الصحفي الرياضي الاكتفاء بنقل نتائج المباريات ومتابعة الأحداث الكبرى أم ممارسة دوره في الرقابة؟ ولماذا التصقت الصورة النمطية بالصحافة الرياضية بأنها مجال للترفيه وليس للبحث عن الحقيقة؟ تحكي الصحفية المكسيكية بياتريث بيريرا كيف حققت في قصص أدت إلى فضح انتهاكات وممارسات ممنهجة في عالم الرياضة.

بياتريس بيريرا نشرت في: 24 سبتمبر, 2023
توظيف البيانات في قصص الزلازل.. ابحث عن الإنسان

ماهي أبرز استخدامات البيانات في قصص الزلازل؟ وكيف يمكن أن تبرِز القصص الإنسانية بعيدا عن الأرقام الجافة؟ ومتى تصبح حيوية لغرف الأخبار لفهم تأثيرات الزلازل على الطبيعة والإنسان؟  الزميلة أروى الكعلي تشرح كيف يمكن توظيف البيانات لفهم أعمق للزلازل.

أروى الكعلي نشرت في: 17 سبتمبر, 2023
متدربون صحفيون "مع وقف التنفيذ"

يعاني طلبة الصحافة المتدربون في المؤسسات الإعلامية من صعوبات كثيرة للاندماج في غرف الأخبار. الصحفية المتدربة هلا قراقيش تسرد قصص لمتدربين من الأردن واجهوا الفرق الشاسع بين الواقع والتنظير.

هالة قراقيش نشرت في: 31 أغسطس, 2023
كيف يشتغل صحفيو غزة تحت العدوان؟

في كل مرة يشن فيه الاحتلال عدوانا على غزة يضطر الصحفيون الذين يوجدون دائما في دائرة الاستهداف إلى تشغيل حالة "الطوارئ" لإيصال الحقيقة إلى العالم. هذه قصص صحفيين يواجهون فلسطينيين يواجهون ظروفا صعبة لمواجهة الرواية الإسرائيلية.

محمد أبو قمر  نشرت في: 9 مايو, 2023
حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

ما زالت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مستمرة، ومنذ اللحظة الأولى للأزمة لجأت الأطراف المتحاربة إلى وسائل الإعلام وخصصت وسائل الإعلام تغطيات مفتوحة للحدث، واستنفرت طواقمها في الميدان. ماهي المعايير المهنية والأخلاقية التي تؤطر تغطية مثل هذا الصراع؟

مجلة الصحافة نشرت في: 16 أبريل, 2023
زلزال سوريا وتركيا... يوميات صحفي من قلب الكارثة

منذ اللحظات الأولى للزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، غطى صهيب الخلف، مراسل الجزيرة بسوريا، الكارثة الطبيعية، وكان شاهدا على حجم الدمار في بلد مزقته الحرب أصلا. يسرد صهيب في هذا المقال يومياته في الميدان واشتباكه بالقصص الإنسانية مؤصلا للمعايير المهنية والأخلاقية التي تؤطر تغطية كارثة الزلزال.

صهيب الخلف نشرت في: 22 مارس, 2023
حفريات صحفية.. سيرة صحفي "مهووس بمصير المهنة"

 لا يمكن للصحافة أن تنفصل عن سياقها السياسي والثقافي، ولا تستطيع أن تتنفس بدون حريات سياسية، هذه هي خلاصة كتاب "حفريات صحفية من المجلة الحائطية إلى حائط فيسبوك" لجمال المحافظ.

مريم التايدي نشرت في: 5 مارس, 2023
يوميات مراسل حرب في أوكرانيا

غطى عمر الحاج، الصحفي بقناة الجزيرة، حروبا كثيرة، كان فيها شاهدا على فداحة الأزمات الإنسانية خاصة حينما نقل للعالم قمع الثوار في سوريا. بين الحرص على سلامته الجسدية وصعوبة الوصول إلى المصادر وشراسة المعارك، يوجد عمر اليوم على خط النار في أوكرانيا.

عمر الحاج نشرت في: 31 أغسطس, 2022
قصة المصورة الصحفية جهاد.. صوت النساء المعنفات

تصر جهاد، رغم تحديات الحرب والتمييز ضد النساء في اليمن، على سرد القصص المصورة لنساء وجدن أنفسهن إما عرضة للتحرش أو للعنف الجسدي. طاردت شغفها بالتصوير منذ سنة 2011، لتصبح بعد ثماني سنوات مصورة محترفة تواجه قضايا مجتمعية في بلد مزقته الحرب.

رغدة جمال نشرت في: 30 مايو, 2022
عمر الحاج.. قصة صحفي بين حربين

بين سوريا وأوكرانيا ثمة تشابه كبير وهو أن روسيا من تغزو هذه البلدان. عمر الحاج، مراسل الجزيرة بكييف، عاش بين الحربين، ويسرد في حواره مع الزميل محمد أحداد أهم الاختلافات والتشابهات بين أن تكون مراسلا للحرب في سوريا وأن تكون مراسلا للحرب في أوكرانيا..

محمد أحداد نشرت في: 11 مارس, 2022
الحرب في أوكرانيا.. أدوات الرقابة والتأثير في اتجاهات صناعة الأخبار

ما يزال الوقت مبكرا لإعداد دراسة حول التغطية الإعلامية للحرب في أوكرانيا. لكن يمكن تحديد بعض الملامح الأولية المتمثلة في اللجوء إلى الدعاية المدفوعة بالاستقطاب السياسي وانتعاش الرقابة على وسائل الإعلام، وتوظيف الأدوات الرقمية للتأثير في اتجاهات صناعة الأخبار.  

سمية اليعقوبي نشرت في: 10 مارس, 2022
الفيسبوك والحرب في إثيوبيا.. حاضنة خطاب الكراهية

ساهمت منصة فيسبوك في احتضان خطاب الكراهية الذي أجج الحرب بين الأطراف المتنازعة في إثيوببا. لقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إلى العنف ضد مجموعات عرقية معينة باستخدام كلمات مثل "إرهابي" و"قتلة" و"سرطان" و"أعشاب ضارة" لوصف أشخاص وجماعات من جميع أنحاء البلاد.

عبد القادر محمد علي نشرت في: 20 فبراير, 2022
التنوع في الإعلام النرويجي.. النوايا وحدها لا تكفي

رغم كل الجهود التي تقوم بها وسائل إعلام نرويجية من أجل ضمان تمثيلية للمهاجرين في غرف الأخبار، فإن التحيزات اللاواعية لمسؤولي التحرير الباحثين عن صحفيين يشبهونهم لا يسمح بفهم أعمق لقضايا الأقليات.

رنا زهران نشرت في: 16 فبراير, 2022
أخلاقيات الصورة الصحفية في تغطية قضايا اللجوء

تخضع الصورة الصحفية في تغطية قضايا اللجوء للكثير من المعايير المهنية والأخلاقية خاصة الالتزام بنقل المشاعر الحقيقية والحفاظ على هوية وخصوصيات اللاجئين أو طالبي اللجوء.

آلاء الرشيد نشرت في: 9 فبراير, 2022
وصلوا لكابل أول مرة.. صحفيون يحكون تجاربهم

ثمة الكثير من أحكام القيمة حول تغطية الأحداث التي أعقبت استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان. صحفيون من وسائل إعلام مختلفة يتحدثون عن التحديات التي واجهوها في أول تجربة لهم بكابل.

 إبراهيم الشامي نشرت في: 16 يناير, 2022