الإعلام في لبنان بين الارتهان السياسي وسلطة رأس المال

في عام ٢٠١٩، شهد لبنان سلسلة من الاحتجاجات عرفت باسم "انتفاضة ١٧ تشرين" على قرار حكوميّ بزيادة التعرفة على الاتصالات. بالطبع، لا يمكن إنكار عفوية وصدق شريحة لا بأس بها من اللبنانيين الذين شاركوا بالتظاهرات للتعبير عن رفضهم للانهيار الاقتصادي الذي كان في مراحله الأولى آنذاك، إلا أنه نتيجة للانقسام السياسي والطائفي والمذهبي في لبنان، سرعان ما دخلت السياسة لاستغلال هذه التظاهرات. ومن الاعتراض على الوضع الاقتصادي والاجتماعي سرعان ما رفعت عناوين سياسية كتغيير النظام ومحاسبة الفاسدين تحت شعار "كلن يعني كلن". غير أن التصويب الأوحد ربما في كل التظاهرات والتحرّكات التي تلت هو على رئيس الجمهورية وحلفائه وتحميلهم المسؤولية كاملة للانهيار.

إلا أن ثمّة لاعبا أساسيّا شكّل إطار هذا المشهد وشارك الساسة في صنعه وصياغته، وهو الإعلام في لبنان وتحديدا المرئي.

 لم تكتف محطات التلفزيون في نقل التظاهرات على شاشاتها، بل كان المراسلون على الأرض يوجّهون المتظاهرين بأسئلة سياسية معيّنة خدمة لتوجّه المحطة السياسي. وأحيانا كثيرة كانوا يوجّهون محتوى إجابات المتظاهرين ومطالبهم إمّا بالاتفاق المسبق مع بعضهم أو بتصويب بعض الإجابات التي لا تتوافق مع سياسة المحطة. أما في البرامج الحوارية، فانقسمت المحطات التلفزيونية كلّ حسب توجّهها السياسي على حساب المهنية بحيث كانت كل شاشة تستضيف الجهة السياسية التي تؤيّدها. كما في الشكل، فإنه في المضمون أيضا، غاب الدور الرقابي الذي يتوجّب على الإعلام القيام به، لتغيب المساءلة المهنية على الشاشات على حساب الانتماء السياسي لكلّ ضيف ضد الفريق الخصم الذي لا يدور في فلك سياسة المحطة.

 

لمحة تاريخية للإعلام في لبنان

 

لا يمكن فهم واقع الإعلام في لبنان دون الإضاءة على الارتباط العضوي في تبدّل صيغته ودوره منذ انتهاء الحرب الأهلية، وتحديدا مع إقرار قانون عام 1994 وبين صيغة النظام اللبناني بشكله الحاليّ. هذا الارتباط دفع بالإعلام إلى التخلّي بشكل كبير عن دوره الرقابيّ للسلطة ليتماهى في أكثر من قضية أو حدث مع الطبقة السياسية بما يخدم سيرورة النظام القائم على الفساد والمحاصصة بين زعماء الطوائف.

 في عام 1994، أقرّت الحكومة اللبنانية قانون الإعلام المرئي والمسموع، حيث كان الهدف المعلن منه هو تنظيم وجود وسائل الإعلام في لبنان لا سيّما بعد انتشار وسائل إعلام مناطقية غير مرّخصة طيلة مدة الحرب الأهلية. شكّلت هذه المحطات المناطقية آنذاك وسيلة للمجموعات والأحزاب المتقاتلة للتواصل مع جمهورها ولنشر البيانات ولترويج المواقف السياسية الخاصة بكل مجموعة وحزب.

 في الشكل، ادعّى القيّمون على القانون أنه يهدف لإنهاء الانتشار غير القانوني لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة ولتنظيم وجود وسائل الإعلام بطريقة قانونية وللانتهاء من الطابع الطائفي والمناطقي، إلا أنّه بجوهره أسس للطائفية والزبائنية السياسية في الإعلام. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تمّ الترخيص بموجب القانون لعدد محدّد من محطات التلفزيون تحت ذريعة التنظيم، غير أنها جميعها مملوكة من رؤساء الطوائف والسياسيين. ولأن القانون يمنع حصرية الملكية لشخص واحد، كان من السهل جدا الالتفاف وإدخال رجال المال والأعمال وأفراد من العائلات السياسية ومستشارين وموظفين لدى زعماء الطوائف والسياسيين كشركاء من خلال امتلاك بأسهم متفاوتة غير أنها لمالك واحد. وفي حين نصّ قانون الإعلام على تعددية الملكية، فهو لم يقر أية مادة تمنع سيطرة طائفة أو مذهب معيّن على هوية الوسيلة.

 

 سمح هذا التداخل بين المال والسياسة بتحويل المحطات الإعلامية إلى منصات سياسية ذات هوية طائفية مملوكة من زعماء الطوائف، وأدى إلى "تشريع" التدخلّات الدولية في رأس المال الإعلامي لأهداف تخدم مصالحهم السياسية. لذلك، بدل توعية وتثقيف الرأي العام من خلال بثّ محتوى إعلاميّ مهنيّ، تحوّلت المحطات لمنصات للسياسيين لبثّ سردياتهم وللتعمية عن قضايا كثيرة تهمّ الرأي العام.

 

مراحل تطوّر الإعلام في لبنان

 

يمكن تقسيم الإعلام المرئي في لبنان بعد الحرب الأهلية إلى 3 مراحل وهي: فترة التسعينيات وتعرف بمرحلة السلم الأهلي وإعادة الإعمار، اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري 2005 وصولا إلى الحرب على سوريا 2011-2018 والانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان وانفجار مرفأ بيروت 2019-2022.

 في تسعينيات القرن الماضي، طغت البرامج الفنية والترفيهية في الإعلام اللبناني على الأخبار السياسية. ولم يكن هذا التوجّه صدفة، بل كان نتيجة قرار سياسيّ في الدولة لا سيّما في رئاسة الحكومة بأن على الإعلام التركيز على الإيجابيات والإضاءة على مسيرة إعادة الإعمار، وبالتالي الامتناع عن كلّ ما يعيد إلى الذاكرة مآسي الحرب الأهلية أو الانقسامات الطائفية في البلاد. تحت هذا العنوان، فرضت السلطة السياسية أجندتها التي تبناها الإعلام المملوك من رجال السياسة المشاركين في الحكم أو غير المعارضين بالحدّ الأدنى.

وانعكس هذا القرار السياسيّ على المحتوى الإعلاميّ، حيث تراجعت نسبة التغطيات والبرامج التي تتناول المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتطغى على الفضاء المرئي البرامج الترفيهية والفنية بشكل مكثّف.

في 2005، شكّل اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري نقطة تحوّل في عمل وطبيعة دور المؤسسات الإعلامية. كان الإعلام اللبناني المتراس الأوّل للأحزاب السياسية المنقسمة والمتحاربة فيما بينها بخطاب طائفيّ ومذهبيّ متطرّف. من هنا، تحوّل الإعلام إلى شريك أساسيّ في تغذية النعرات الطائفية والمذهبية لدى اللبنانيين عبر المصطلحات المستخدمة في نشراته الإخبارية والمطالعات التي تتهّم الخصوم السياسيين للقيّمين على المحطة ومموّليها أو عبر الخطاب المتطرّف في البرامج الحوارية حتى أصبحت المنابر الإعلامية على شاشات التلفزيون المحرّض الأول والمساهم الأول في نقل هذا الخطاب الطائفي إلى الشارع على شكل فوضى أمنيّة متنقّلة بين المناطق. بالطبع، لا يمكن فصل هذا الدور الذي لعبته المؤسسات الإعلامية عن الانقسام السياسي الذي طغى على السلطة في لبنان لا سيّما بعد انسحاب الجيش السوري منهيا بذلك عقودا من التحكّم بالمفاصل السياسية الأمنية التي كانت توظّف لحماية ما يعرف بالـ status-quo الذي أفرزه اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية. هكذا، تحوّلت المحطات التلفزيونية إلى منصات للتراشق السياسيّ لخلق حالة من الفوضى المطلوبة لإلهاء الرأي العام عن التبدّلات السياسية التي كانت تحدث آنذاك وصولا إلى الحرب على سوريا في 2011 وما تلاها من أحداث أرخت بظلالها على المشهد اللبناني السياسي والاقتصادي.

ولعلّ المثال الأبرز على غياب الدور الرقابي الإعلامي في لبنان وارتهانه السياسيّ هو الأداء الإعلامي عقب انفجار مرفأ بيروت ودخول الانهيار الاقتصادي مرحلة متقدّمة نتيجة الفساد السياسي ومحاولة المنظومة السياسية حماية مصالحها المالية على حساب المواطنين. في هذه المرحلة، أي منذ 2019 إلى حدود اليوم، يتجلّى الارتباط العميق بين السلطة السياسية وبين الإعلام عبر تولي مهمّة الدفاع عن النظام المالي السياسي في لبنان من خلال استضافة السياسيين ومديري المصارف بذريعة المساءلة بينما يتحوّل الهواء إلى منبر للدفاع عن سياساتهم ونشر وتعميم سردياتهم، فالمساحة المعطاة لمن هم سبب الأزمات في لبنان تتخطى بكثير مصلحة الناس وتساهم في منع تشكيل رأي عام قادر على المحاسبة.

 

الصحفي والأضواء والسلطة

 

في الحديث عن الارتباط بين الإعلام ورجال السياسة والمال، تحضر شخصية الصحفيّ ودوره في تعزيز هذه العلاقة البعيدة عن المهنيّة. ففي السنوات القليلة الماضية، بات الصحفيّ نفسه هو حلقة الوصل بين تراجع المهنية في العمل الإعلاميّ خاصة تمثل الدور الرقابي وبين خدمة المصالح الشخصية والسياسية. هذه الحلقة لم تكن لتكتمل دون وقوع إعلاميين في فخ الشهرة والأضواء المتواطئة في أحيان كثيرة مع الطبقة السياسية، حيث حادوا عن دورهم بما يخدم سيرورة النظام الملتوي المتحكّم بالناس.لقد وقعوا في فخّ الاستعراض الذي يضرب كل أصول المهنة حتى باتت الأغلبية تتسابق لإبراز الرأي الشخصي على حساب المهنية والمحتوى والضيوف.

تطغى شخصية الإعلامي الاستعراضية على المحتوى الإعلامي ومعها بات "الرايتينغ" هو المقياس للنجاح أو للفشل، ولتحقيق ذلك، تستغلّ الوسائل الإعلامية الأحداث السياسية بما يخدم السلطة السياسية في تضليل الرأي العام من خلال العمل على زيادة الشرخ في المجتمع واللعب على الوتر الطائفي والمذهبي. فكم من جدران نفسية وطائفية ومذهبية بنيت بين أبناء المناطق وربما الحيّ نفسه لمعلومة مغلوطة مضللة أو حتى في تسريب أو بثّ معلومات أو محتوى على شكل "سكوب" بينما تقتضي المسؤولية الإعلامية الإحجام عن ذلك لتأثيرها السلبيّ على المجتمع لا سيّما في الأوضاع الاستثنائية.

 هذا اللعب على العواطف والاحتقانات المذهبية يغذّيه تدخّل المذيع المباشر في مضمون الحلقة والنقاش عبر الاستعراض اللغوي السياسي الموجّه بلغة فوقية وبفائض من القوة في اتهام الفريق الخصم على حساب المهنية الإعلامية والدور الذي يفترض أن يلعبه في إعطاء المعلومة الصحيحة دون تدخّل مباشر منه للجمهور.

 الإعلام يخدم الطبقة السياسية في لبنان، وهو الوسيلة الأكثر تأثيرا في تبادل الرسائل بين الزعماء والسياسيين، إذ أصبحت البرامج الحوارية عدّة الدعاية للسياسيين ورؤوس الأموال في ظلّ غياب دور المجلس الوطني للإعلام الذي تأسس في تسعينيات القرن الماضي لمراقبة عمل الوسائل الإعلامية ومحاسبة خرق القوانين والأخلاقيات الإعلامية لجهة المهنية والفساد والارتهان المالي والمحتوى الطائفي والمذهبي. للمفارقة، يتألف أعضاء المجلس من ممثّلين عن الكتل النيابية أي ممثلين عن السلطة السياسية في لبنان.

 

 من هنا، يتطلّب إصلاح الواقع الإعلامي مراجعة لثغرات قانون الإعلام فيما يخصّ الملكية والإعلانات، وإلى العمل على توفير شبكة أمان اقتصادية للصحفيين تحرّرهم من الارتهان السياسيّ المالي وإلى تفعيل دور المجلس الوطني للإعلام وضمان استقلاليته من السلطة السياسية.

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024