الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

عقب ما تعرّضت له الثقافة العربية، من هزّات، لا سيما في النّصف الثاني من القرن الماضي، بات من الصّعب حصرها في تعريف واحد جامع؛ نظرًا إلى تقلصّ هوامش الحرية، وميزانيات الثقافة في الحكومات العربية. وعندما تتراجع الثقافة خطوة إلى الوراء، تدفع الصحافة الثقافية الثّمن؛ لأن الاثنين مرتبطان ارتباطاً وثيقا، ففي وقت مضى كانت الصحافة الثقافية جزءًا من حياة النّاس، ثم وجدت نفسها في الصفّ الأخير، فكيف وقع هذا الانقلاب؟

أنتمي إلى بلد إذا أبلغت أحدا فيه عن ممارستي للصحافة، فسوف يظنّ أنني أكتب في شؤون السيّاسة، وأني أجالس رؤساء أحزاب أو أعرف أولئك المحللين الذين يظهرون في نشرات الأخبار. وفي حالات أخرى قد يظنّون أنني منشغل بأحوال الكرة، وقد يسألونني من غير تردّد عن أخبار فريق أو عن لاعب أو مباراة. بل حصل أن زارني في البيت وفد من مشجعي فريق كرة، والتمسوا منّي مقالًا، من أجل نصرة فريقهم الذي خسر مباراة نظير تحيّز الحكم، ولما أعلمتهم أنني أشتغل في شؤون الثّقافة لا غيرها، لمحت حيرة في وجوههم، وكأنني خنت ثقتهم أو واجهتم بقول غير محبّب.  لقد وجدوا مشقة في فهم عملي، وتعذّر عليهم فهم كلمتي: ثقافة وصحافة ثقافية. ثم تناسلت أسئلتهم عن جدوى عملي، ولماذا أكتب في هذه المواضيع دون غيرها. وأظنّ أن الحال يتشابه في الكثير من الأقطار العربية؛ لأن الثقافة مصطلح من مطاط، تتسع مجالاتها من غير حصرها في تعريف واحد وشامل.

 ولأن الصحافة الثقافية قد تعدّدت مداخلها ومخارجها، رفضت أن ترتبط بتعريف واحد، وغامرت في حقول شتّى، ولم يعد من السهل تقييدها في حيّز ضيّق. كما أن الثقافة في حدّ ذاتها خضعت إلى تأويلات لم تخل من أنانية، في السنين الأخيرة، وصارت مرادفًا للفلكلور والمتعة في أذهان البعض، وجرى تجريدها من قيمتها وتهاوت إلى معانٍ سطحية. وعندما تتعرّض الثقافة إلى سوء فهم، أو يقلّ الاهتمام بها فإن الصحافة الثّقافية تدفع الفاتورة.

اشتهر فرانز فانون بوصفه طبيبًا نفسيًا، ثم مختصًّا في حركات التّحرّر، وقد كتب عن العلاقات المتشابكة بين المُستعمِر والمُستعمَر، ثم انضمّ إلى حرب التّحرير في الجزائر، وصار في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي صحفيًا في جريدة "المجاهد". يكتب في هذه الجريدة عن التعذيب وتبعاته النفسية، لكنه يوقّع كذلك مقالات – بأسماء مستعارة – عن موضوعات ثقافية (نظرًا إلى ظروف الحرب عاش فانون بهوية مستعارة، وحمل جواز سفر باسم إبراهيم عمر)، وبعد أن صار صحفيا يكتب في شؤون سياسية وأخرى ثقافية، يتعرّف إلى جان بول سارتر (الذي كتب توطئة كتابه الأشهر: المعذّبون في الأرض). حصل تقارب بين الرّجلين، واستفادت الصحافة الثقافية من هذا الأمر، مثلما استفادت منه الجزائر وكذلك حركات التّحرّر في أفريقيا.

لأن الصحافة الثقافية قد تعدّدت مداخلها ومخارجها، رفضت أن ترتبط بتعريف واحد، وغامرت في حقول شتّى، ولم يعد من السهل تقييدها في حيّز ضيّق. كما أن الثقافة في حدّ ذاتها خضعت إلى تأويلات لم تخل من أنانية، في السنين الأخيرة، وصارت مرادفًا للفلكلور والمتعة في أذهان البعض، وجرى تجريدها من قيمتها وتهاوت إلى معانٍ سطحية.

لقد أدى جان بول سارتر دورًا سياسيًا في المسألة الجزائرية، مطلع الستينيات من القرن الماضي، حيث كان مشرفا على مجلة "أزمنة معاصرة" (Les Temps modernes)المختصّة في الشؤون الثقافية والفكرية.  ذلك أن اسم الجزائر لم يرد في روايات الرجل ولا في أعماله المسرحية، لكنه حضر في مقالاته الثقافية في المجلة، مثلما ورد في مقالات كتّاب آخرين استكتبهم فيها. كرّست تلك المجلة خطّها التّحريري في نقد الآلة الاستعمارية، وفي معارضة سياسة بلده، ثم انضّمت إليه في مساعيه سيمون دوبوفوار، الكاتبة الفرنسية، وغيرها من كتّاب الصفّ الأوّل في فرنسا، ثم فنّانون على غرار بيكاسو.

كان بالإمكان أن ننظر إلى مقالات مجلة مثل "أزمنة معاصرة" أنّها ثقافية فحسب، تعالج مسألة الاستعمار من وجهة نظر فكرية، لأّنها لم تكن تنزع إلى الإثارة أو تجييش العواطف، لكن العكس تماما هو الذي وقع، وبسبب مقالاته تعرّض جان بول سارتر إلى حملة تشويه واسعة من طرف أقصى اليمين، بل وصل الأمر إلى حرق بيته، ثم تهديده بالقتل، وانطلقت دعوة من أجل اعتقاله، فتلفّظ شارل ديغول بمقولته الشّهيرة: "لا يمكن أن نسجن فولتير". وجاء اسم فولتير مجازاً يحيل على مبدأ ثابت: لا يمكن أن نسجن مثقّفًا.

 هكذا أوصلت الصحافة الثقافية جان بول سارتر إلى محاكمات شعبية، فالحرب لم تكن حكرًا على ساسة أو عسكر، بل أكثر من تعرّض فيها إلى الخطر مثقفون، والسبب هو كتاباتهم في الصحافة الثقافية التي تحولت إلى  شأن سياسي وعام وبوصلة لتوجيه الرّأي العامّ.

عندما تتراجع السياسة خطوة إلى الوراء، أو تتوارى من أجل الحفاظ على توازنها أو مصالحها، تنوب عنها الصحافة الثقافية، وتصير مؤشرًا يُحيل النّاس إلى القضايا التي تعنيهم أو تمس حياتهم اليومية. ولعلنا ونتذكّر في هذا السياق ألبير كامو، فقبل أن تشتهر رواياته، وتتحوّل أعماله المسرحية إلى مقصد الجمهور، وقبل أن يتمّ السادسة والعشرين من عمره، كتب في الصحافة الثقافية وكتب كذلك في الشأن العام في جريدة (ALGER REPUBLICAIN)، ونشر عام 1939 استطلاعاً يزاوج بين الصحافة الثقافية والاستقصاء الصحفي، أحدث زلزالًا في فرنسا والجزائر. جاء الاستطلاع (الذي نُشر في حلقات)، بعنوان: الشقاء في القبائل -وهي منطقة أمازيغية تقع في شمال الجزائر -.

الهزّات التي تعرّضت لها الصحافة في الوطن العربي من تضييق ورقابة ومن ملاحقات أو سجن أو نفي لصحفيين انعكس على ممارسة الصحافة الثقافية؛ فتحوّلت من مقاربة الرّاهن إلى الخضوع له، متجاوبة مع ما يطلق عليه «المتّفق عليه سياسيًا». أي أنها لا تخوض في مواضيع مختلف عليها.

 في هذا الاستطلاع يحكي ألبير كامو عن الحياة القاسية التي يعيشها السكان، وهي حياة لا تقلّ مشقتها عن حيوات الحيوانات في زمن كان فيه الاستعمار يروج لدوره الحضاري وإلى أفعاله الحضارية (كما قال) في شمال أفريقيا. لقد استفاد صاحب رواية "الغريب" من صفته كصحفي مختص في شؤون الثقافة، ليقلب الصورة التي ترسّخت في الأذهان عن أدوار الصحافة الثقافية، ويرسخ صورة جديدة عن إمكانية تأثيره في الرأي العام والمشاركة في القضايا المشتركة، مثلما فعل إيميل زولا في قضية دريفوس التي قسمت فرنسا إلى تيارين كبيرين.

ففي شتاء 1898، نشر إميل زولا مقالًا بعنوان: "إنني أتّهم"، دفاعًا عن الضابط ألفريد دريفوس، الذي أّتهم جزافًا بتسريب وثائق ومعلومات إلى الألمان، وشُنْت ضدّه حملة تشويه واسعة وجرى اعتقاله وتهجيره وحُكم عليه بالمؤبّد، قبل أن ينتصر له كاتب، بمقال ثقافي، كان أقرب إلى الرّسالة، من أجل ردّ الاعتبار إلى الرّجل. يؤدي زولا دورًا في حسم قضية دريفوس وفي تبرئته، وأن تعود العدالة إلى مجراها. لكن قبل أن يبلغ مبتغاه فقد أتّهم زولا بمعاداة السلطة، وجرت محاكمته ثم خرج سالمًا، وكانت تلك أوّل مرّة يُحاكم فيها كاتب بناءً على مقال ثقافي.

 في عقود لاحقة تتعدّد محاكمات كتّاب أو صحفيين في الشّأن الثقافي بالنظر إلى قدرتهم على التأثير، ليصل الأمر حد التصفية الجسدية كما حدث في الجزائر أثناء العشرية السوداء، إذ كان من أوائل ضحاياها، صحافي وكاتب اختصّ في الشأن الثقافي، كان يكتب مقالات ونقدًا أدبيا وفنيا، قبل أن تُصيبه رصاصات جماعة إرهابية، ونقصد الطّاهر جاعوط ثم تعدّدت اغتيالات صحفيين ثقافيين، من بينهم بختي بن عودة عام 1995، وآخرين.

غالبا ما نتجاهل أن حرب البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي اشتعلت نارها - في جانب منها - بفعل أقلام كانت تنشط في الصحافة الثقافية، ورغم أن ذلك قد يبدو غير قابل للتصديق، إلا أن العودة إلى سيرة رادوفان كارادجيتش، زعيم صرب البوسنة الذي لقب بـ"جزّار البلقان"، تكشف مفارقة صادمة: فقد كان الرجل شاعرا قبل الحرب، ينشر مقالاته النقدية في الصفحات الثقافية، قبل أن يصبح أحد مهندسي الإبادة الجماعية، متسببا في مجزرة سربرنيتسا التي راح ضحيتها أكثر من سبعة آلاف إنسان خلال أربعة أيام فقط.

كيف انتقلت الصحافة الثقافيّة من تحريك المياه الرّاكدة إلى الرّكود؟ وهذا سؤال مشروع. كانت صحافة يقظة، تنظر من حولها دون أن تطرف عينها، فكيف تحوّلت من لاعب أساسي في الحياة العامة تُجادل في شؤون تخصّ النّاس العاديين، إلى مجرد كومبارس يتشابه حضورها مع غيابها؟

 يمكن القول إنه سادت ظاهرة يترتّب عليها أن تختفي الصفحة الثقافية من جريدة، ثم تعوّض بصفحة إعلانات، كما يحصل أن تختفي في شهر رمضان لصالح صفحة طبخ ووصفات، ناهيك عن أن المحطات التلفزيونية تخصّص برامج في الرياضة أو السياحة أو الترفيه، ونادراً ما تنتبه إلى تخصيص برنامج للثقافة، والأمر يعود إلى عوامل شتّى. لأن الهزّات التي تعرّضت لها الصحافة في الوطن العربي - لا سيما في نصف القرن الماضي - من تضييق ورقابة ومن ملاحقات أو سجن أو نفي لصحفيين انعكس على ممارسة الصحافة الثقافية؛ فتحوّلت من مقاربة الرّاهن إلى الخضوع له، متجاوبة مع ما يطلق عليه «المتّفق عليه سياسيًا». أي أنها لا تخوض في مواضيع مختلف عليها.

لقد اختفى الرّأي من الصحافة الثقافية، مثلما اختفت فيها وجهة النّظر، وصارت صحافة خبرية، إذ يكفي تصفح صفحة الثقافة في جريدة، بغض النّظر عن اسم البلاد العربية التي صدرت منها، نُطالع مواد من نوع: أصدر فلان كتابًا، انتظم حفل، دشّن فلان معرضًا... صارت صحافة تعلي من شأن الخبر وتستبعد الرّأي. وعندما يختفي الرّأي الثقافي يختفي الجدل، وعندما يحتجب الجدل، تتحوّل إلى صحافة استعجالية، تنتهي صلاحيتها بنهاية اليوم الذي صدرت فيه؛ لأن حرية التعبير تؤدي إلى حرية المحاكمات، مثلما يقول أحدهم.

إن كنّا في المنطقة العربية نفتخر أن نجيب محفوظ حاز نوبل للأدب (1988)، فإننا ننسى أنه بدأ من الصحافة الثقافية، حيث نشر أول أعماله في مطبوعات ثقافية (مثل مجلة الرسالة)، بل إن بعض رواياته صدر بشكل سلسلة في جريدة قبل أن يصير نصًا مطبوعًا (على غرار رواية: أولاد حارتنا). 

كما أن الصحافة الثقافية تخلّت عن واحد من أدوراها الأساسية التي سادت في الماضي، ويتعلّق الأمر باكتشاف المواهب والأسماء الواعدة. وإن كنّا في المنطقة العربية نفتخر أن نجيب محفوظ حاز نوبل للأدب (1988)، فإننا ننسى أنه بدأ من الصحافة الثقافية، حيث نشر أول أعماله في مطبوعات ثقافية (مثل مجلة الرسالة)، بل إن بعض رواياته صدر بشكل سلسلة في جريدة قبل أن يصير نصًا مطبوعًا (على غرار رواية: أولاد حارتنا). وكذلك الحال مع عدد لا يستهان به من الكتّاب العرب، الذين تبؤوا الصفّ الأوّل، وكلّهم خرجوا من عباءة الصحافة الثقافية، مثلما خرج منها إيميل حبيبي أو محمود درويش وآخرين.. فما هي الأسماء الجديدة التي تصدّرت المشهد الأدبي والثقافي بفضل الصحافة الثقافية، على الأقل في العقدين الماضيين؟ بالكاد نذكر اسمًا واحدًا؛ لأن مساحات صفحات الثقافة قد تقلّصت، ومثلما لم تعد تتّسع للرّأي فإنها لم تعد تتّسع لنشر فصول رواية أو قصائد جديدة. مع ذلك من المُجحف أن نعمّم هذه الملاحظة، لأن ثمة من الصحف ممن يمسك على الجمر ويقاوم، لكنها مقاومة محفوفة بالمخاطر، بحكم أن الإعلام الثقافي في تآكل، نظرًا إلى سطوة الإعلام الجديد، في الفضاء الرّقمي، وهو إعلام يتيح مساحة أوسع، لكنه يضيّق من هامش الحرية. بالتّالي، مهما اتّسع الفضاء في الصحافة الثقافية أو تضاءل فإن المنتج متشابه، في ظلّ انحسار الحريّات وترهل السّياسات الثقافية، في بلدان عربية، مما ينعكس سلبًا على أداء الإعلام الثّقافي، الذي تنازل عن علاقته العضوية مع المثقّفين والمبدعين العرب (الذين تشتتوا في المهاجر)، فبات يتعامل مع المنتج الثّقافي مثل من يتعامل مع عبوة غسول، من غير وضع النتاج الثقافي في سياقات سوسيولوجية أو سياسية. بمعنى آخر يفصل الثقافة عن محيطها.  

المزيد من المقالات

هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024