لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تمر الصحافة الثقافية العربية منذ حوالي عقد أو أكثر قليلا بأزمة يمكن القول - ببعض المجازفة - إنها أزمة وجود. جانبٌ من جوانب هذه الأزمة مُتأتٍّ من أزمة الصحافة العربية نفسها، خصوصًا الصحافة الورقية التي ضعفت إلى الحد الذي لم يعُد الناس يقرؤون الصحف أو يلجؤون إليها لمعرفة ما يحدث في العالم؛ لأن هناك بدائل ووسائط عديدة أكثر سهولة ويُسرًا ليطلع المرء على أحداث العالم في اللحظة التي تقع فيها الأحداث في بثٍّ مباشر عزَّ مثيله في الماضي.

ومع انهيار الصحافة الورقية وتآكل حضورها ضعفت الصفحات الثقافية أو أنها توارت من الصحف وتحولت إلى أخبار منقولة في معظمها من صفحات الإنترنت، أو من حسابات الكتاب والمثقفين والفنانين على فيسبوك وغيرها من صفحات التواصل الاجتماعي. هكذا تحولت الصحافة الثقافية العربية التي كانت يومًا تحتل صفحات عديدة في الصحف العربية الكبيرة إلى صفحات هزيلة لا تمكِّن القراء من معرفة ما يدور في عالم الثقافة المحلية والعربية والعالمية، لتكتفي بما يرسله الكتّاب والمثقفون من أخبارهم التي يقومون بتغطيتها بأنفسهم بكل ما يجره ذلك من خدش لمصداقية الأخبار وتعظيمٍ لإنجازات كتّاب ومثقفين يحتلون مواقع هامشية في الحياة الثقافية العربية.

 

الماضي البعيد والقريب!

لا شكَّ أن الصحافة الثقافية العربية بمجلاتها المتخصصة والعامة والملاحق الثقافية الأسبوعية في الصحف والصفحات اليومية فيها قد ازدهرت بصورة لا تخطئها العين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. لكننا نشهد امتدادًا لعصر الازدهار في الثمانينيات أيضًا، ثم بدأ التراجع في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي واستفحلت الأزمة مع بداية الألفية الثالثة وتعمقت في العقد الثاني من هذه الألفية. وتكفي نظرة إلى تاريخ الصحافة الثقافية العربية لكي نتأكد أن الأقسام الثقافية في الصحف كانت تلقى الاهتمام ذاته الذي تلقاه أقسام السياسة والاقتصاد والأخبار المحلية. لكن ما كان يميز المادة الثقافية هي أنها تتوزَّع في الصحف العربية الرئيسية على الملاحق الأسبوعية والصفحات اليومية، وملاحق الكتب والعروض المطولة للكتب التي تنشر على حلقات، والمقالات التي يكتبها مثقفون وتتوزع على صفحات الجريدة اليومية. بهذا المعنى فإن القارئ كان يتلقى مادة ثقافية دسمة قد تكفيه طوال الأسبوع ما بين الأخبار والتغطيات السريعة والمقالات القصيرة المركَّزة والتغطيات الموسَّعة وعروض الكتب والقضايا الثقافية المحلية والعربية والعالمية. لقد كانت الثقافة في تلك الصحف (التي توقف معظمها أو ضعف حضورها الآن) من القطاعات المهمة أو ربما الأهم. ويمكن أن نَذكُر في هذا السياق صحفًا عربية أساسية ومجلات أسبوعية عامة سائرة أولت المادة الثقافية فيها اهتمامًا أساسيًّا؛ لندلل على حجم الخسارة التي منيت بها الثقافة العربية عندما توقفت تلك الصحف والمجلات عن الصدور أو توقفت ملاحقها أو ضعفت أقسامها الثقافية وتحولت إلى صفحات قليلة شاحبة.

مع انهيار الصحافة الورقية وتآكل حضورها ضعفت الصفحات الثقافية أو أنها توارت من الصحف وتحولت إلى أخبار منقولة في معظمها من صفحات الإنترنت، أو من حسابات الكتاب والمثقفين والفنانين على فيسبوك وغيرها من صفحات التواصل الاجتماعي. 

من تلك الصحف التي كان الناس يترقبون قراءتها في العقود القليلة الماضية، ملحق النهار الثقافي والسفير الثقافي والملاحق الثقافية في صحف الوطن والقبس الكويتية وملحق صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" المغربية و"الثورة" و"الجمهورية" العراقيتين وملاحق "الجزيرة" و"عكاظ" و"اليوم" السعودية وملاحق "الخليج" و"الاتحاد" و"البيان" الإماراتية و"الدستور "والرأي" الأردنيتين و"أخبار الأدب المصرية" وملحق "الأهرام" الثقافي وصحيفة "الحياة" (لندن) و"القدس العربي" (لندن).  يصدق الأمر نفسه على مجلات أسبوعية كانت تولي الشأن الثقافي اهتمامًا كبيرًا مثل "الشروق" الإماراتية و"النهار العربي والدولي" اللبنانية و"كل العرب" (باريس) و"اليوم السابع" (باريس) والدستور (لندن) و"الوطن العربي" (باريس) و"الأفق" الفلسطينية (قبرص). وليعذرني القارئ إذا كنت نسيت بعضًا من الصحف أو المجلات المؤثرة التي كانت تفرد مساحات واسعة ضمن صفحاتها للثقافة أو تصدر ملاحق ثقافية عامة أو متخصصة أو صفحات أو كتبا.

المهم في هذا السياق من استذكار بعض الصحف العربية التي أولت الثقافة اهتمامًا كبيرًا ورصدت حركة الثقافة العربية وكذلك العالمية بصورة متواترة كما أصدرت ملاحق ثقافية عامة ومتخصصة كذلك، هو الإشارة إلى أن هذا الاهتمام يدلَّ على حراك ثقافي وحركة إنتاج أدبية ومسرحية وسينمائية وفنية تشكيلية استدعت كل هذا الاهتمام والمتابعة؛ فقد رصدت المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي بحيث وضعت القارئ في صورة الأحداث الثقافية والفنية الجارية في حينه ومكَّنته من تكوين معرفة بالتحولات الأساسية التي تمر بها قطاعات الثقافة والفنون في العالم. ومن ثمَّ فإن ازدهار الصحافة الثقافية كان في جانب من جوانبه يتصل بالغنى والتطور اللذين اتسمت بهما الثقافة والفنون في العالم العربي كما يتصل بحركة الترجمة والتواصل مع العالم واستيراد الأفكار وتلاقحها والتعليق عليها ونقاشها. فالصحافة هي انعكاسٌ لما يدور حولها في المكان والزمان من تحولات وجدالات وحوارات وتوترات ورؤى عالم متصارعة. ودون وجود هذا الجدل في الحياة العامة كما في الحياة الثقافية تموت الصحافة وتتحول إلى صورة لما يريده الممولون والجهات المختلفة من أحزاب وحكومات ومنظمات خارجية ممن يدفع للزمَّار.  

ازدهار الصحافة الثقافية كان في جانب من جوانبه يتصل بالغنى والتطور اللذين اتسمت بهما الثقافة والفنون في العالم العربي كما يتصل بحركة الترجمة والتواصل مع العالم واستيراد الأفكار وتلاقحها والتعليق عليها ونقاشها. فالصحافة هي انعكاسٌ لما يدور حولها في المكان والزمان من تحولات وجدالات وحوارات وتوترات ورؤى عالم متصارعة.

 

عصر المعلومات والمواقع الإلكترونية

 لعل واحدا من الأسباب الأساسية التي أضعفت الصحافة الثقافية يتمثَّل في التدفق الهائل للمعلومات على خلفية التسارع المذهل في تطور وسائل التواصل والتكنولوجيا الفائقة التي تساعد في إيصال المعلومات بسرعة لم نكن نتخيلها من قبل. هكذا صارت الصحف الورقية تنتمي إلى عصر القطارات التي تعمل بالفحم الحجري بينما انتمت المواقع الجديدة الإخبارية والثقافية إلى عصر ما بعد الذرَّة إذا جاز استخدام هذه الاستعارة؛ إذ ظلت معظم الصحف العربية ومن ضمنها تلك التي تهتم بالثقافة جامدة في عملية تقديم مادتها غير مدركة بأن الخبر الذي يظهر في الصحيفة في اليوم التالي يتجاوزه الزمن. وهذا ما أدى في العالم العربي إلى تدهور الصحافة الورقية التي تعتمد الوسائط القديمة؛ أي الكلمة والصورة، بينما أصبحت المواقع الإلكترونية ومن ضمنها المواقع المتنوعة الاختصاصات وكذلك المواقع الثقافية تحدّث مادتها بصورة مستمرة. وهذا ما نشهده مثلًا في موقع الجزيرة الإلكتروني الذي يقدم مادة متنوعة سياسية وثقافية واقتصادية على مدار الدقيقة لا الساعة؛ بحيث يضع قراءه في ضوء الأحداث المتسارعة كما يقدم تحليلات معمقة لمجريات الأحداث ومن ضمنها تلك الثقافية.

المشكلة التي تواجهها كثيرٌ من الصحف العربية - ومن ضمن ذلك صفحاتها الثقافية - أنها تطابق في مادتها بين ما يظهر في النسخة الورقية والنسخة الإلكترونية. وهو ما يجعلها تجرجر نفسها خلف القطار السريع للأحداث التي تظهر مادتها على المواقع الإلكترونية. وهكذا فإن النسخة الورقية من الصحيفة (التي أظن أنها ستختفي قريبًا وتوضع نسخٌ منها في المتاحف) هي مجرد إعلان عن المادة الهائلة التي توفرها الصحيفة على موقعها الإلكتروني من مواد خبرية وتحليلات ومقالات وفيديوهات ورسائل صوتية ورسوم بيانية ومواد تفاعلية تتجدد باستمرار. ولهذا السبب تضيق مساحة المواد الثقافية في وفرة الأخبار والصور والفيديوهات التي تملأ الفضاء الإلكتروني للصحيفة أو الموقع. ومعنى هذا أنه من الضروري أن يفهم العاملون في الصحافة الثقافية أن النسخة الورقية يجب أن تحمل للقارئ مواد تحليلية وتغطيات لا تتراجع أهميتها بمرور الوقت. أما المواقع الإلكترونية فيمكنها أن تحدِّث مادتها باستمرار لكي تغطي طوفان الأخبار الذي يضغط على المراسلين، والمحررين وكتاب الأعمدة والمقالات. والشيءُ نفسه صحيح بالنسبة للمادة الثقافية التي تظهر على صفحات الموقع الإخباري أو المواقع المتخصصة. ولا شكَّ أن الصحف الكبيرة في العالم قد أدركت مأزق العلاقة بين نسختها الورقية وموقعها الإلكتروني. ويمكن أن نرى الفرق الهائل بين النسخ الورقية من صحف الغارديان البريطانية أو نيويورك تايمز الأمريكية أو إلباييس الإسبانية أو لوموند الفرنسية والمواقع الإلكترونية لهذه الصحف الكبيرة. أما في العالم العربي فقد ضعفت الصحف واختفى بعضها؛ لأنها لم تستطع المواءمة بين هذين الوسيطين المختلفين لتقديم مادتها. وهكذا انتقل العالم العربي كما في كثير من دول العالم إلى حقبة المواقع الإلكترونية العامة والمتخصصة كبديل للصحافة الورقية. ولا شكَّ أن ذلك أضعف المادة الثقافية، ولكنه منحها في الوقت نفسه مساحة أوسع في الفضاء السابح على الشاشات.

 

الثقافة بين الصحافة الورقية والمواقع الإلكترونية

إذا كانت المواقع الإلكترونية للصحف وكذلك المواقع التي لا تصدر نسخًا ورقية تتيح فضاءها الواسع لتغطيات ومقالات وتحليلات ثقافية موسَّعة فلماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية ووصلت إلى هذا المستوى؟ وما هي العلاقة بين الفضاء أو الوسيط والمادة الثقافية التي تنشر من خلال ذلك الوسيط؟ وهل كانت الصحافة الورقية أكثر اهتمامًا بالثقافة من المواقع الإلكترونية؟

لا أظن أن ضعف الصحافة الثقافية العربية هذه الأيام يتصل بالوسيط أو الفضاء الذي ينشر المادة الثقافية. ثمَّة مادة ثقافية وفيرة بل فائضة تزدحم بها المواقع الإلكترونية. لكن هذه المادة ضعيفة في العادة ولغتها ركيكة مكتوبة بأقلام هواة أو أشخاص غير متخصصين وربما طارئين على مهنة الصحافة. ولعل ذلك يعود إلى الفوضى والارتجالية في إنشاء المواقع الإلكترونية ومن ضمنها المواقع الثقافية. إن ذلك يعود إلى ضعف التدريب، وقدرة أي شخص على إنشاء موقع إلكتروني، ونشر ما يريد دون تدقيق لما ينشر أو تحرير للمادة التي ينشرها، أو دون تكليف العارفين والمختصين بكتابة مواد محددة عن الظواهر والشخصيات والأحداث الثقافية. وهذا ما لم نكن نراه في السابق في زمن الصحافة الورقية التي كانت تستقطب محررين متخصصين ومن ضمنهم المحررون الثقافيون الذين كانوا يستكتبون المتخصصين ويوظفون صحفيين مدربين لديهم المعرفة والقدرة على تغطية الأحداث الثقافية المحلية والعربية والعالمية. إن عالم المؤثرين ومن ينشرون على المنصات المختلفة (ليس كلهم طبعا) يقدم مراجعات هزيلة ومضحكة أحيانًا للكتب والأفلام والمسرحيات والمهرجانات والحفلات الغنائية. ولا شكَّ أن كل شخص يستطيع أن ينشئ قناة على يوتيوب ويجري حوارات ويقدم قراءات دون أن تكون لديه المعرفة الكافية أو الاختصاص أو القدرة على أن يشرح لمستمعيه ومشاهديه لماذا أعجبه ذلك الكتاب أو ذلك الفيلم أو تلك الأغنية. لقد اختلط الحابل بالنابل وفضَّل أهل الاختصاص الاعتكاف في صومعتهم بعيدًا عن هذه الفوضى التي تَعمُّ الشاشات والقنوات والمواقع الإلكترونية.

لا أظن أن ضعف الصحافة الثقافية العربية هذه الأيام يتصل بالوسيط أو الفضاء الذي ينشر المادة الثقافية. ثمَّة مادة ثقافية وفيرة بل فائضة تزدحم بها المواقع الإلكترونية. لكن هذه المادة ضعيفة في العادة ولغتها ركيكة مكتوبة بأقلام هواة أو أشخاص غير متخصصين وربما طارئين على مهنة الصحافة.

 

لكن كلَّ ما قلته سابقًا لا يفسر وحده هزال الصحافة الثقافية العربية هذه الأيام، ولا يدلُّنا على موطن العطب؛ فتغيُّرُ الوسائط لا يؤدي بالضرورة إلى ضعف المادة التي تنقلها بل العكسُ هو ما ينبغي أن يحصل. فهذا التطور التكنولوجي المتسارع، وتوفّر مادة معرفية هائلة يمكن العثور عليها سابحة على الشاشات في غضون دقائق وربما ثوان، ووجود برامج ذكاء صناعي يمكن أن ترشدنا إلى موطن هذه المواد المعرفية وتستطيع إرشادنا إلى كيفية إقامة علاقات بينها وترابطات وتتيح تأويلات ربما لا تخطر على بالنا، ينبغي أن يقوِّي هذا كلُّه الصحافةَ الثقافية العربية لا أن يضعفها. بهذا المعنى فإن الجواب على أزمة الصحافة الثقافية العربية يقيم في مكان آخر.

 

أزمة الحياة العربية وغياب المشروع الثقافي

لقد أشرت فيما سبق إلى ضعف التدريب في الصحافة الورقية الحالية وكذلك المواقع الإلكترونية العربية. وحتى لا أظلم بعض تلك الصحف والمواقع فإن هناك علامات مضيئة متناثرة هنا وهناك. ولعل تلك العلامات المضيئة في الصحافة والمواقع تستفيد على نحو مثمر مما تتيحه الوسائط الإلكترونية وعمليات الربط والتشبيك والانتقال من صفحة إلى صفحة بنقرة على الاسم أو السطر المظلل؛ من أجل التوسُّع في المعرفة باللجوء إلى موسوعات تُعِدُّها تلك المواقع أو تراكمها كما هو حال موقع الجزيرة على سبيل المثال لا الحصر، بحيث تصبح المادة الثقافية المكتوبة أغنى من خلال ربطها بمواد ثقافية أخرى منشورة في الموقع سابقًا أو سابحة على الشاشات في مواقع أخرى. إن المشكلة إذن متصلة بالتدريب وإعداد الطاقم التحريري، وبتدقيق المادة، وبالتنسيق بين المحررين والكتّاب والمصممين والمخرجين الصحفيين بحيث تخرج المادة الثقافية في أبهى صورها.

تغيُّرُ الوسائط لا يؤدي بالضرورة إلى ضعف المادة التي تنقلها بل العكسُ هو ما ينبغي أن يحصل. فهذا التطور التكنولوجي المتسارع، وتوفّر مادة معرفية هائلة ووجود برامج ذكاء صناعي يمكن أن ترشدنا إلى موطن هذه المواد المعرفية وتستطيع إرشادنا إلى كيفية إقامة علاقات بينها وترابطات وتتيح تأويلات ربما لا تخطر على بالنا، ينبغي أن يقوِّي هذا كلُّه الصحافةَ الثقافية العربية لا أن يضعفه.

لكن هذا أيضُا لا يكفي لتفسير حالة ضعف الصحافة الثقافية في الوقت الراهن. ثمَّة سببٌ يتعلق بضعف المردود وقلة اهتمام الناس بالثقافة ورغبتهم في المعرفة السريعة التي لا تتطلَّب منهم التريث في القراءة. ولا شكَّ أن الصحف والمواقع الإلكترونية - للأسباب التي ذكرتها - لم تعد توظف مختصين ومحررين أكفاء في الأقسام الثقافية والفنية؛ وذلك لضعف اهتمام الناس بالثقافة. ففي زمن تراجع التعليم في المدرسة والجامعة في العالم العربي نشهد انتشار السطحية وضعف المعرفة وعدم الاهتمام بالثقافة والفنون الرفيعة مثل الأدب والمسرح والسينما والفكر. وهو ما فاقم أزمة الصحافة الثقافية العربية وأضعفها وجعلها تعبّر عن أزمة المشروع الحضاري والثقافي العربي الذي يحتاج كلامًا آخر يتصل بضعف الإرادة السياسية وتشرذم الفضاء الثقافي العربي وزيادة مساحات التقوقع في السياسة كما في الثقافة، وانغماس الكثير من الدول العربية في تقديم قشور الثقافة والفنون، والانشغال بالسطحيِّ والمبتذلِ منها بدل الاهتمام ببناء مشاريع ثقافية ومعرفية تدفع تلك الدول لتصبح من الدول المتقدمة في العالم. وتلك أيضًا حكايةٌ أخرى.

مقالات ذات صلة

عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025

المزيد من المقالات

عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024