Protesters in Torre Pacheco, Spain, during several days of rioting sparked by an attack on an elderly local man. Photograph by Olmo Blanco/Getty Images

حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

ترجمة: إيمان أبو حية

في الحادي عشر من يوليو/تموز 2025، احتشد عشرات الشبان في شوارع بلدة توري باتشيكو (Torre Pacheco) الواقعة في إقليم مورسيا جنوب شرقي إسبانيا التي يقطنها نحو 40 ألف نسمة. كان العديد منهم يرتدون قمصانًا سوداء ويتسلحون بالعصي ومضارب البيسبول، ويهتفون معا: "هيّا لصيد المهاجرين".

 غير أنهم كانوا يقصدون فئة بعينها، وهم المهاجرين المغاربة، وعادة ما يُطلقون عليهم محليًا اسم "المغاربيين"، رغم أن المغربيين الذين ولدوا في المغرب يشكلون نحو 90% من إجمالي سكان إسبانيا المنحدرين من أصول شمال أفريقية، وثلثي المسلمين في البلاد. وعلى هذا الأساس يُختَزل كلٌّ من المسلمين والمغاربة وما يُعرف في بلدان أخرى "بـالعرب" في صورة عدو واحد: “الهجرة غير المرغوبة".

هذا التصوّر العدائي تشكّل عبر نشاط مكثف على شبكات التواصل الاجتماعي استمر لأشهر عديدة. وعلى خلاف خطاب أقصى اليمين في العقود الماضية، لم يعد الادعاء الرئيسي أن "المهاجرين يسلبون وظائفنا" بل انتقل خطابهم إلى اتهام المهاجرين بأنهم "مجرمون".

وقد كان الدافع المباشر لتجمع ناشطي أقصى اليمين في توري باتشيكو جريمة وقعت سابقا؛ حيث تعرض إسباني مسنّ لاعتداء وضرب مبرح على أيدي شبان ظُنَّ أنهم مغاربة في حين أن الفيديو الذي جرى تداوله عن الحادثة الذي استُخدم في الدعوة لـ "صيد المهاجرين" كان مفبركًا؛ إذ أظهر رجلًا آخر تعرّض للضرب قبل أسابيع على يد مهاجمين إسبان ليسوا من المهاجرين، لكن هذه الحقيقة لم تعد ذات أهمية بعد نجاح حملة التحريض.

وكان بابلو غونثالث غاسكا  عضو حزب فوكس اليميني وأحد أبرز الداعين لتشكيل "ميليشيا مدنيّة" تمارس ما وصفه "الدفاع المشروع" ضد من " ينشرون الجريمة في شوارعنا". والحال أن غاسكا ليس من سكان مورسيا أصلًا، وهو معروف بنشاطه الطويل والمكثف على تويتر، حيث دأب على نشر صور ومقاطع فيديو يزعم أنها توثق حوادث إجرامية كالسرقة أو الاعتداء، مع إصراره شبه الدائم على أن مرتكبيها "مغاربيون"، من دون أن يقدّم أي دليل يثبت ادعاءاته.

وهناك آخرون يغرّدون بشكل منتظم بعناوين أخبار عن توقيف مشتبه بهم، ويكررون الادعاء ذاته، وعند التحقق من الخبر الأصلي يظهر أنه لا يتضمن أي إشارة إلى العِرق أو الجنسية. وعلى ذات النهج تقوم عدة مواقع إسبانية يمينية متطرفة - مواقع لا يصح وصفها بالصحف حتى لا نُهين المهنة - بنسخ حرفي للخبر من وكالة أنباء رئيسية كما تفعل معظم الصحف، ثم تضيف بعد ذلك ببساطة كلمة "مغاربي" في العنوان أو المقدمة.

في المقابل، فإن العديد من منصات التحقق الإسبانية فنّدت هذه المزاعم، وأثبتت أن المشتبه بهم في حالات كثيرة ليسوا من المهاجرين على الإطلاق. لكن هذه المهمة شاقة؛ فعادة ما تمتنع الصحف الإسبانية وبالمثل تصريحات الشرطة -التي تعتمد عليها بصفتها مصدرا - عن تقديم أي إشارة حول الخلفية العرقية أو الدينية للمشتبه بهم. وقد اعتُبر ذلك لسنوات "ممارسة صحفية سليمة"؛ لأن الإشارة إلى الجنسية أو العرق كان سيتيح لجماعة اليمين المتطرفة انتقاء العناوين وترويجها لربط الجرائم بالمهاجرين، في محاولة لإقناع الرأي العام بأن "المهاجرين يجلبون الجريمة إلى إسبانيا". لذلك جرى اعتماد قاعدة عدم ذكر هذه التفاصيل باعتبارها وسيلة لتفادي تغذية العنصرية."

لكن في الوقت الراهن لم تحقق هذه السياسة غايتها؛ فالغياب التام لأي معلومات عن الخلفية العرقية للمشتبه بهم أتاح لأقصى اليمين إلصاق كافة الجرائم بالمغاربة دون أن تتوفر وسيلة سهلة لدحض أخبارهم الزائفة. قبل سنوات كان اليمين الإسباني يوجّه خطابًا عنصريًا ضد المهاجرين من أميركا اللاتينية لكن الحال تبدّلت، واليوم يحاول بعض المقيمين من أميركا اللاتينية في إسبانيا الاصطفاف إلى جانبهم في مواجهة ما يسمونه "الخطر الإسلامي".

حجب المعلومات الحساسة لا يعني بالضرورة حماية المجتمع بل قد يمهّد الطريق لضرر أكبر؛ ففي واقعة توري باتشيكو، تبيّن أن المشتبه بهم الذين أوقفتهم الشرطة مغاربة فعلًا لكنهم ليسوا من البلدة. ومع ذلك لم يكن ليحدث هذا المسار كله لولا الرسائل المتداولة على المنصات الرقمية التي اتهمت المغاربة زورًا بجرائم لم يرتكبوها.

وقد شهدت بريطانيا العام الماضي حادثة مشابهة؛ حين أقدم مراهق على قتل ثلاث فتيات صغيرات في ساوثبورت، ولم تنشر الشرطة أي معلومات عن هويّته حماية للقاصرين لكنّ شائعةً سرعان ما انتشرت زعمت بأن القاتل طالب لجوء وصل حديثًا ويُدعى "علي" (4)، أدّت إلى استهداف متاجر المسلمين ومساجدهم ومراكز اللاجئين، وحين أعلنت الشرطة لاحقًا أن المشتبه به شاب بريطاني المولد من خلفية رواندية مسيحية بعيدة، كان الضرر قد وقع بالفعل.

تبين هذه المعطيات أن حجب المعلومات الحساسة لا يعني بالضرورة حماية المجتمع بل قد يمهّد الطريق لضرر أكبر؛ ففي واقعة توري باتشيكو، تبيّن بعد أيام أن المشتبه بهم الذين أوقفتهم الشرطة مغاربة فعلًا لكنهم ليسوا من سكان البلدة. ومع ذلك لم يكن ليحدث هذا المسار كله لولا مئات - بل آلاف - الرسائل المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي التي اتهمت المغاربة زورًا بجرائم لم يرتكبوها.

 

وبناء عليه ثمة حقيقتان ينبغي توضيحهما؛ أولًا: لا توجد علاقة بين ارتفاع نسبة المهاجرين في المجتمع وارتفاع معدلات الجريمة؛ ففي توري باتشيكو يشكل المهاجرون نحو ثلث السكان، نصفهم من المغاربة وفقا للإحصاءات الرسمية. غير أن "المعدل المحسوس" يبدو أعلى؛ لأن المهاجرين في إسبانيا يحصلون عادة على الجنسية بعد 10 سنوات من الإقامة القانونية، ومعظم الجيل الشاب المولود في إسبانيا هم بالفعل مواطنون وبالتالي لا يظهرون في الإحصائيات القائمة على الجنسية.

فعلى سبيل المثال، يبلغ معدّل الجريمة في بلدية توري باتشيكو 41 مخالفة قانونية لكل ألف نسمة، وهو أقل من المعدّل الإسباني العام البالغ 50، ويكاد يساوي نصف المعدّل المسجّل في بامبلونا (74)، حيث لا تتجاوز نسبة الأجانب نحو 13% من السكان، فيما لا تكاد تصل نسبة المغاربة إلى 1%. وعلى الصعيد الوطني، تُعدّ إسبانيا من أعلى الدول الأوروبية من حيث نسبة السكان المولودين خارج الاتحاد الأوروبي، لكنها في المقابل تقع عند الطرف الأدنى لمعدلات الجريمة في القارة.

 

أما الحقيقة الثانية فتظهر عند تحليل إحصاءات الجريمة؛ ذلك أن الأجانب (من دون تفصيل حسب الجنسية) يشكّلون نسبة أعلى مما تعكسه حصتهم الفعلية من السكان. وبما أن هذه حقيقة يصعب إنكارها فقد اتفقت الصحافة السائدة على حجب هذه البيانات تفاديًا لتغذية العنصرية. غير أن الأثر العكسي لذلك هو أن اليمين المتطرف بات لا يكتفي بالزعم أن "الهجرة تجلب الجريمة إلى إسبانيا" فحسب، بل يذهب أيضًا إلى اتهام الصحافة ذاتها بأنها تدرك ذلك وتختار تضليل قرّائها عبر إخفاء الأرقام.

أرى أنه من منظور أخلاقيات المهنة لا يُعدّ حجب المعلومات بذريعة "خدمة قضية نبيلة" أمرًا مقبولًا. صحيح أننا في العمل الصحفي يحكمنا مبدأ أساسي هو "تقليل الضرر" لكن هذا المبدأ يجب أن يشمل - قبل كل شيء - تفادي إلحاق الضرر بالأفراد.

بالنسبة لي بصفتي صحفيا، أرى أنه من منظور أخلاقيات المهنة لا يُعدّ حجب المعلومات بذريعة "خدمة قضية نبيلة" أمرًا مقبولًا. صحيح أننا في العمل الصحفي يحكمنا مبدأ أساسي هو "تقليل الضرر" وهو يقتضي الامتناع عن نشر كل ما نعرفه من تفاصيل إذا لم تكن معلومات جوهرية وقد تلحق الأذى بأشخاص، لكن هذا المبدأ يجب أن يشمل - قبل كل شيء - تفادي إلحاق الضرر بالأفراد. فعلى سبيل المثال، لا يجوز نشر الأسماء الكاملة؛ إذ يحق لكل شخص التمتّع بقرينة البراءة غير أن الإشارة إلى كون المشتبه به من خلفية مهاجرة أو إلى جنسيته لا تضرّ بالفرد مباشرة، لكنها قد تُلحق الأذى بالجماعة الإثنية الأوسع التي ينتمي إليها. وهذا هو المنطق الذي استندت إليه ممارسة حجب هذه البيانات، غير أن ما نشهده اليوم يوضّح أن هذا الحجب بات يلحق الضرر نفسه بتلك الجماعة وبالمجتمع كله.

علاوة على ذلك، بعض الوقائع تمثل فيها الإشارة إلى خلفية المهاجر أو عدمها تفصيلا ضروريا لفهم الخبر. ولكننا لو تحدّثنا عن فتاة شابة قُتلت على يد عائلتها بسبب أسلوب حياة "غير لائق"، لأصبح من غير الممكن تجاهل خلفيتها الإثنية؛ لأن جريمة مماثلة لن تحدث لا في إسبانيا ولا في المغرب، لكنها  -يا للأسف- تُمارس بصفتها عرفا اجتماعيا في "بعض" مناطق الشرق الأوسط أو أماكن أخرى.

 وعلى هذا النحو، فإن الإيحاء بأن "أي شخص كان يمكن أن يرتكب هذه الجريمة" (وهو ما قد يترجمه كثير من القراء فورًا إلى "أي مسلم") يحرم القارئ من فهم الديناميات الاجتماعية والضغوط الثقافية المتجذرة في تقاليد محلية محددة تقف وراء مثل هذه الجرائم. وبالمثل، قد يكون من الضروري التنويه في بعض جرائم القتل إلى أن مرتكبها كولومبي أو إيرلندي مثلا، بالنظر إلى أن إسبانيا تُسجّل أحد أدنى معدلات جرائم القتل في أوروبا (0.7 لكل 100,000 نسمة)، حيث تمثّل جرائم القتل المرتبطة بالمافيات الأجنبية نسبة صغيرة لكنها غير مهملة من مجموع الجرائم.

من المؤكد أنه يُمكن لأي شخص ارتكاب جريمة سرقة، لكن من الأجدى أن نحاول تفسير الديناميات الاجتماعية التي تدفع بعض المهاجرين إلى الطبقات الدنيا من المجتمع. والبداية من أن النظام برمته الذي يسمح بتدفق الهجرة الضرورية إلى أوروبا يبدو كأنه مصمَّم لإبقاء المهاجرين لفترة طويلة في حالة من "اللاشرعية".

من المؤكد أنه يُمكن لأي شخص ارتكاب جريمة سرقة، لكن من الأجدى أن نحاول تفسير الديناميات الاجتماعية التي تدفع بعض المهاجرين إلى الطبقات الدنيا من المجتمع. ولعل البداية تكمن في حقيقة أن النظام برمته الذي يسمح بتدفق الهجرة الضرورية إلى أوروبا يبدو كأنه مصمَّم لإبقاء المهاجرين لفترة طويلة في حالة من "اللاشرعية". وهذا نقاش يتطلب مساحة أخرى، لكن من منظور صحفي، محاولةُ إلقاء الضوء على الأسباب التي تجعل هذه الأمور تحدث قد تكون أكثر أخلاقية وأكثر فائدة من مجرد التظاهر بأنها لا تحدث.

ربما حان الوقت للتخلي عما يعرف "بالممارسة الجيدة" المتمثلة في عدم ذكر جنسية أو أصل المشتبه به أو خلفيته في قضايا الجريمة، واعتماد نموذج وكالة الأنباء النمساوية (APA) التي جرت العادة لديها أن تذكر جنسية المشتبه به أو خلفيته العرقية بشكل روتيني في جميع أخبارها المستندة إلى تقارير الشرطة بشأن الجرائم أو الجنح، دون إبرازها في العنوان أو المقدمة. وبهذا الأسلوب تتجنب الإيحاء بأن الجنسية عامل رئيسي في الحدث، لكنها تتعامل معها كتفصيل من التفاصيل العديدة المحيطة بالقضية.

ختاما، الصحفي الجيد سيسأل نفسه دائما ما هي المعلومة الضرورية للسياق وتلك التي يمكن الاستغناء عنها. أما الحظر المطلق لذكر الجنسية في ضوء ما يجري في إسبانيا فلم يحقق أي فائدة، بل ساهم حتى في تدهور صورة الصحافة السائدة ووصمها بأنها "مضلِّلة".

المعلومة سلاح، لكن إخفاءها لا يجعلها أقل خطورة.

مقالات ذات صلة

كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024

المزيد من المقالات

الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024