مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

تسريب المذكرة الداخلية لمستشار هيئة الإذاعة البريطانية السابق مايكل بريسكوت إلى الإعلام، هو أعنف فصل من فصول معركة السيادة على القرار التحريري في وسائل الإعلام الغربية التي وجدت نفسها أمام تحول في ديناميكيات القوة والمحاسبة داخل غرف الأخبار، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ولا يمكن فهم طبيعة هذه المعركة إذا حُصر النقاش فقط في ما وثقته المذكرة الداخلية المسرّبة بأنه "خطأ" ارتكبه فريق بي بي سي أثناء تحرير مقاطع من خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الهجوم على الكونغرس في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021، وبُثت في الفيلم الوثائقي "ترامب: فرصة ثانية"؛ فالمذكرة يجب أن تخضع إلى نظرة فاحصة وأكثر شمولا تأخذ في الاعتبار ديناميكيات القوة التي تسعى إلى السيطرة على القرار التحريري في بي بي سي.

 

ولذلك، لا بدّ من قراءة ما يجري من خلال زاويتين: الأولى تتعلق بـ "الخطأ التحريري" في خطاب ترامب، وهي القضية التي استهل بها بريسكوت مذكرته؛ لإحداث صدمة تلفت انتباه مجلس إدارة بي بي سي إلى إخفاقات في الإدارة التحريرية. وشكّل هذا تمهيدا قويا لنقده الحاد لـ "تحيّز المنظومة" ضدّ إسرائيل في تغطية الحرب على غزة، وهو انسجام ليس عفويا مع ما يضغط من أجله اللوبي المؤيد لإسرائيل.

ومن الطبيعي أن تحظى جزئية ترامب باهتمام العالم، وتغطّي على جوانب المذكرة الأخرى خاصة أن الصحافة ركّزت على ردّة فعل الرئيس الأمريكي الكاره للإعلام، وصاحب الباع الطويل في مقارعة وسائل إعلام أمريكية عريقة، فقد استثمر ترامب اللحظة - كعادته - ليوسّع حربه ضدّ الإعلام إلى خارج حدود الولايات المتحدة.

 هكذا، سارع محامو ترامب إلى مخاطبة بي بي سي مطالبين باعتذار رسمي، وهدّدوا برفع دعوى قضائية تطالب بمليار دولار تعويضا عن الضرر في السمعة. وقد استجابت بي بي سي معتذرة عما اعتبره رئيسها سمير شاه "خطأً في التقدير" لكنها رفضت التعويض. واستقال المدير العام لبي بي سي تيم دافي، والرئيسة التنفيذية للأخبار ديبورا تورنيس. لكن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة لترامب الذي أعلن أنه سيمضي في القضية مطالبا بتعويض ستتراوح قيمته بين مليار إلى خمسة مليارات دولار.

أما الزاوية الثانية والأهم لفهم معركة التحول في ديناميكيات القوة والمحاسبة داخل غرف الأخبار الغربية فهي أنّ اللوبي المؤيّد لإسرائيل يصارع منذ عامين لإخضاع مدراء بي بي سي التنفيذيين، ويسعى للاستحواذ على قوّة القرار التحريري، لكنه فشل في تحقيق هدفه، رغم نشاطه المكثّف.

الزاوية الثانية والأهم لفهم معركة التحول في ديناميكيات القوة والمحاسبة داخل غرف الأخبار الغربية فهي أنّ اللوبي المؤيّد لإسرائيل يصارع منذ عامين لإخضاع مدراء بي بي سي التنفيذيين، ويسعى للاستحواذ على قوّة القرار التحريري، لكنه فشل في تحقيق هدفه، رغم نشاطه المكثّف.

وقد هوجمت إدارة بي بي سي التنفيذية خلال الحرب على غزة بمئات التقارير التي أصدرتها مؤسسة "كاميرا"، وهي مؤسسة تتخذ من مدينة بوسطن الأميركية مقرا لها، وتمثّل جزءا من اللوبي المؤيّد لإسرائيل، وهي كذلك متمرسة في ملاحقة وسائل الإعلام الغربية، والتنمر على إدارات التحرير فيها لإجبارها على تعديل سياساتها التحريرية بما يتوافق مع الرواية الإسرائيلية للحرب، ومحاربة الصوت الفلسطيني في الإعلام الغربي.

ولم تخفِ كاميرا غضبها من تجاهل إدارات التحرير في بي بي سي الشكاوى المتلاحقة التي أرسلتها طوال فترة الحرب، وطالبت فيها بضبط القرار التحريري في القسم العربي، وتغيير السردية إلى شكل يخدم رواية إسرائيل، والأهم: إشراك جهات خارجية في الإشراف على المحتوى.

 

صراع القوة والمحاسبة

المذكّرة الداخلية التي كتبها بريسكوت تنسجم في فحواها مع مضامين نحو 28 تقريرا صدرت مؤخرا عن مؤسسة كاميرا، وهاجمت بي بي سي عربي تحديدا. والملفت أن بريسكوت خصّص فقرة في مذكرته للدفاع عن استقلاليّته أمام مجلس إدارة بي بي سي حيث قال: "لم أكن يوما عضوا في أيّ حزب سياسي، وليس لدي آراء ثابتة بشأن قضايا مثل السياسة الأميركية، أو النزاعات في الشرق الأوسط. وآرائي حول تعامل بي بي سي مع المواضيع المذكورة لا تندرج تحت أي أجندة سياسية".

ورغم ذلك، تبنّى بريسكوت في مذكّرته الانتقادات الشديدة الصادرة عن الجالية اليهودية وعن برلمانيين من مختلف الأحزاب في كلا المجلسين، التي وُجِّهت إلى القسم العربي في بي بي سي بسبب سجلّه في تغطية الصراع في غزة. وقال إنه "لا يوجد ما يشير إلى اعتراف علني من الإدارة التنفيذية بوجود مشاكل منهجية داخل بي بي سي عربي".

كما تجاهل بريسكوت في مذكرته الإشارة - ولو بجملة واحدة - إلى التقارير والأصوات التي تثبت تحيّز بي بي سي ضد الفلسطينيين، وخاصة الخدمة العالمية؛ إذ تعمدت تقديم سردية إنسانية عن الإسرائيليين، مقابل تجاهل جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل بحقّ المدنيين في غزة.

وفي تقريرها الأخير بعنوان  ثماني قضايا مستمرة مع بي بي سي عربي الذي نُشر في 17 نوفمبر 2025، كرّرت مؤسسة كاميرا مطالبها بضرورة إجراء إصلاح هيكلي في القسم العربي في الهيئة، وتأسيس لجنة مراقبة خارجية لأدائه؛ لوجود "إخفاقات منهجية" (Systemic) في تغطية الحرب على غزة. والملفت أن بريسكوت استخدم المصطلح ذاته في مذكرته الداخلية؛ حيث قال إن الإخفاقات التحريرية في بي بي سي أدت إلى "مشكلات منهجية" (Systemic Problems) تتطلب تدخّل مجلس إدارة هيئة الإذاعة البريطانية.

ولم يتوقف تطابق الأفكار عند هذا الحد، بل تتهم كاميرا القسم العربي في بي بي سي بتعمّد "تبييض العنف" (Whitewashing of Violence) وهو ما تحدّث عنه بريسكوت في مذكرته عبر استحضاره مراجعة سابقة أشارت إلى أن بي بي سي عربي "تسعى بطريقة ما إلى تطهير البنية التحتية لحماس الإرهابية" (Sanitise Hamas’s Terror Infrastructure).

تجاهل بريسكوت في مذكرته الإشارة - ولو بجملة واحدة - إلى التقارير والأصوات التي تثبت تحيّز بي بي سي ضد الفلسطينيين، وخاصة الخدمة العالمية؛ إذ تعمدت تقديم سردية إنسانية عن الإسرائيليين، مقابل تجاهل جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل بحقّ المدنيين في غزة.

وتدّعي كاميرا أن بي بي سي عربي تتعمد التقليل من أهمية الهجمات التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين واليهود أو تتعمد حجبها، و"تسيء وصف الضحايا المدنيين الإسرائيليين" (mislabeled)، وهذا مطابق تماما لما قدمه بريسكوت في مذكرته التي اعتبرت أن تغطية بي بي سي عربي تعمدت "تقليل المعاناة الإسرائيلية" (Minimise Israeli Suffering)، ورسمت صورة إسرائيل كأنها "معتدية" (Paint Israel as the Aggressor).  

ويقول بريسكوت إن الخلل المنهجي في بي بي سي عربي يظهر في قرارات اختيار القصص واللغة المستخدمة فيها، وطبيعة الضيوف المتحدّثين، وغياب التوازن السردي للأحداث، وإخفاء معلومات مؤكدة، والاستناد إلى مصادر غير موثوق بها، وهو ما يتطابق أيضا مع ما أوردته تقارير كاميرا الأخيرة بأن بي بي سي عربي تستضيف أشخاصا لديهم تصريحات "معادية للسامية".

ويتقاطع غضب بريسكوت مع مؤسسة كاميرا التي ضاقت ذرعا بما اعتبرته "تجاهلا" مارسَتْه إدارة بي بي سي تجاه الشكاوى المرفوعة بشأن طريقة تغطية الحرب في القسم العربي. وقالت إن آليّة تلقي الشكاوى في بي بي سي تبدو معطّلة (Broken Complaint Process). واشتكت من أن الردود على الشكاوى المقدمة تستغرق أشهرا أو سنوات، وغالبا تنتهي بما وصفته بـ "رفض نمطي" (Formulaic Dismissals). وقد أبدى بريسكوت استياءه من طريقة تعامل إدارة بي بي سي مع المشكلات التحريرية، متهما إياها برفض الملاحظات والتبرير غير المبني على الأدلة، إضافة إلى تبنّيها سلوك التجاهل (dismissive attitude).

 

دور التيليغراف

إن تسريب المذكّرة الداخلية إلى صحيفة تيليغراف البريطانية ذات التوجهات اليمينية المحافظة يطرح في حد ذاته علامات سؤال؛ حيث إن للصحيفة تاريخا طويلا من العداء مع بي بي سي؛ لأسباب ترتبط بتمويل هيئة الإذاعة البريطانية من رسوم التراخيص، وسياستها التحريرية التي يرى المحافظون أنها "مسيئة" و"منحازة" لليسار.

ظاهريا، شكّل نشر مضمون المذكرة المسربة سبقا صحفيا مهمّا لصحيفة تيليغراف، إلا أن تاريخ العداء بين المؤسستين قد يعزّز الاعتقاد بأن ما جرى لم يكن عملا صحفيا بحتا، ولم يحدث بمحض الصدفة؛ فقبل أشهر قليلة هاجمت صحيفة تيليغراف تغطية بي بي سي لمهرجان غلاستونبري في يونيو/ حزيران 2025؛ بسبب هتافات وصفت بأنها تتضمن خطابات كراهية. واتّهمت الصحيفة رؤساء هيئة الإذاعة البريطانية التنفيذيين ببثّ "خطاب كراهية" خلال البث المباشر لعرض المغني بوبي فيلان الذي هتف بـ "الموت للجيش الإسرائيلي"، وطالبت الصحيفة بإجراءات عقابية بحقّ قادة التحرير في الهيئة. وبالتزامن مع ذلك، طالبت شارين هاسكل نائبةُ وزير الخارجية الإسرائيلي المديرَ العام لبي بي سي تيم دافي بالاستقالة.

التطابق الملحوظ بين مضمون مذكرة بريسكوت بشأن حرب غزة وتقارير مؤسسة كاميرا، يشير إلى أن اللوبي المؤيد لإسرائيل يخوض معركة شرسة يسعى من خلالها إلى إحداث تحولات لصالحه في ديناميكيات القوة والمحاسبة داخل غرف أخبار المؤسسات الإعلامية الغربية.

تكشف الهزّة التي تعرّضت لها بي بي سي جراء تسريب المذكرة الداخلية ونشرها معركةً شرسة للاستحواذ على القرار التحريري في المؤسسة. ولعل التطابق الملحوظ بين مضمون مذكرة بريسكوت بشأن حرب غزة وتقارير مؤسسة كاميرا، يشير إلى أن اللوبي المؤيد لإسرائيل يخوض معركة شرسة يسعى من خلالها إلى إحداث تحولات لصالحه في ديناميكيات القوة والمحاسبة داخل غرف أخبار المؤسسات الإعلامية الغربية.

ورغم أن تغطية بي بي سي لحرب غزة لم تكن منصفة للفلسطينيين، وظهر فيها التحيز لإسرائيل في مواقف عدة أثبتتها تقارير ودراسات رصدت مضمون التغطية، فإن اللوبي الصهيوني لا يكتفي بتجاهل رواية الفلسطينيين فقط، بل يقاتل من أجل هندسة السرديات في وسائل الإعلام الغربية بما يتفق مع مصالح إسرائيل، وبما لا يفتح مجالا لأي انتقاد.

ولعل إصرار ديبورا تورنيس الرئيسة التنفيذية السابقة لهيئة الإذاعة البريطانية - بعد يوم من استقالتها - على التأكيد على أن بي بي سي "ليست متحيزة مؤسسيا" ينطوي على وعي بتفاصيل المعركة ومن "أين جاءت الطعنة"؛ حيث قالت: "هيئة الإذاعة البريطانية ليست متحيزة مؤسسيا، ولهذا السبب تعتبر مزوّد الأخبار الأكثر موثوقيّة في العالم".

والملفت أنه عندما سُئلت عن سبب عدم التعامل مع الأخطاء بما في ذلك تلك المتعلقة بترامب ومعاداة السامية وحقوق المرأة، أجابت قائلة: "أنا متأكدة من أن هذه القصة ستتكشّف". فهل تعرف تورنيس تفاصيل أخرى عن دور اللوبي المؤيد لإسرائيل؟

مقالات ذات صلة

نقاش مهني مع بي بي سي!

على أي أساس مهني وأخلاقي حذفت بي بي سي فيلمها عن أطفال غزة؟ هل يجب علينا فحص هوية أقارب الأطفال وتوجهاتهم السياسية حتى نستمع إلى رواياتهم؟ وإذا افترضنا أن الطفل متأثر بتوجهات سياسية ما، فهل يمنعنا ذلك من سماع قصته؟ ثم من وضع هذا المعيار؟ ألا يعتبر الكثير من أبطال الأفلام الأخرى المنشورة على المنصة مؤدلجين أيضاً؟

جمانة سعادة نشرت في: 12 مارس, 2025
كاريشما باتيل وبي بي سي والانحياز إلى "الحقائق البديلة"

ما الأسباب التي دفعت كاريشنا باتيل للاستقالة من "بي بي سي"؟ وما الذي تكشفه من تفاصيل عن موقف الهيئة البريطانية من الحرب على غزة؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 29 مارس, 2025

المزيد من المقالات

ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024