"ملفات حزب العمال".. كواليس تحقيق استقصائي أعاد ترتيب الحقائق 

رن الهاتف في الساعة السابعة والنصف مساء تقريبا.

كنت قد عدت لتوي إلى المنزل وكان أحد منتجي وحدة التحقيقات الاستقصائية في لندن قد أخبرني أنهم حصلوا على وثائق مسربة من حزب العمال البريطاني. حزب العمال واحد من حزبين اثنين يحكمان بريطانيا، وكانت الوثائق تغطي فترة رئاسة جيرمي كوربن للحزب في الفترة بين عام 2015 و2020.

كان كوربن ينتمي إلى اليسار في الحزب،  ولديه أجندة اشتراكية ديمقراطية تقدمية تتضمن زيادة الإنفاق على خدمات الصحة العامة والتعليم الجامعي المجاني، وكانت أجندته تعد متطرفة من حيث معارضتها لأربعين عاما من السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي كانت تركز الثروة في أيدي عدد قليل من الناس.

كما كان أول رئيس لأحد أكبر الأحزاب الغربية يعلن أنه سيعترف بدولة فلسطينية مستقلة في حال فوزه.

أول سؤال لي كان: هل تضمنت التسريبات الملفات التأديبية في الحزب؟

قد يبدو هذا سؤالا غريبا، لذلك سأقدم بعض المعلومات لشرح السياق لمن يقطنون خارج بريطانيا.

نشط كوربن طوال عمره ضد العنصرية، كما أنه اعتقل أثناء نشاطه ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وقد التقيت به في عدة مناسبات وسافرت معه إلى تونس عام 2011 بعد سقوط نظام بن علي، وفي ذلك الوقت كان قد خدم لفترة طويلة في البرلمان وكنت معجبا بمعرفته الدقيقة بالشؤون العالمية، كما أنه مع أحداث الربيع العربي آمن بشدة أن شعوب الشرق الأوسط لديها الحق في تحديد هويتها الخاصة بها. 

 

جمعت فريقا يتكون من أربعة محققين قضوا أكثر من ستة أشهر في الاطلاع على الوثائق، وقد كانت مهمة مضنية وبالغة الدقة. ابتكرنا أداة بحث بهدف العثور على معلومات بالاعتماد على مواضيع وكلمات متضمنة في الملفات.

 

بعد أربع سنوات انتخب كوربن رئيسا لحزب العمال من قبل أعضائه، وانضم مئات الآلاف إلى الحزب، كان معظمهم من فئة الشباب الذين يشتركون مع كوربن برؤيته التي تسعى إلى بريطانيا أكثر مساواة وعالم أكثر عدلا، ثم أصبح حزب العمال أكبر الأحزاب السياسية في أوروبا.

ولكن بعد فوز أولي في استطلاعات الرأي، حدث أمر جدير بالاهتمام؛ وهو أن أعضاء حزب العمال من مناصري كوربن بدأوا يعلقون عضويتهم ويطردون من قبل إدارة الحزب، وكان من الغريب أن هؤلاء الأعضاء الاشتراكيين التقدميين متهمين بأنهم عنصريون متعصبون.

بحلول عام 2018، أصبح حزب العمال وتاريخه الحافل بمحاربة العنصرية والترويج للحقوق والمساواة، يقدم في وسائل الإعلام البريطانية على أنه حزب مكون من معادي السامية الذين يتبنون سياسات اليمين المتطرف، كما أصبح الناشطون اليساريون يوصمون علنا كما لو كانوا مناصرين لجماعات النازيين الجدد. أطلق على ذلك اسم "أزمة معاداة السامية"، التي ألقت بظلالها على الحزب بزعامة كوربن وأعاقت عمله السياسي، وكان ذلك أحد العوامل التي أدت إلى هزيمته الساحقة في انتخابات عام 2019، إذ إنه هو نفسه اتهم بمعاداة السامية من قبل البعض، بل إن من لم يتهموه بذلك مباشرة ادعوا أنه على الأقل غض الطرف عن معاداة السامية في الحزب.

والآن بالعودة إلى المكالمة الهاتفية التي تلقيتها من منتج وحدة التحقيقات في لندن قبل أكثر من عام من نشر وثائقي "ملفات حزب العمال"، فقد كانت الوثائق تحتوي على كافة سجلات الحزب التأديبية منذ عام 2015 وحتى السنوات التالية، وهذا كان من شأنه أن يوفر معلومات مذهلة يمكن أن تسلط الضوء على ما كان يحدث داخل حزب العمال خلال "أزمة معاداة السامية" المتعلقة بكوربن.

المكالمة التالية مع المنتج كانت أكثر إثارة للقلق، إذ كانت الملفات القيّمة بحجم 450 غيغابايت، وهذا حجم ضخم. احتوت الملفات على مئات آلاف المستندات بصيغ وورد وبي دي إف بالإضافة إلى الرسائل البريدية، فكيف سنتعامل مع كل ذلك؟

جمعت فريقا يتكون من أربعة محققين قضوا أكثر من ستة أشهر في الاطلاع على الوثائق، وقد كانت مهمة مضنية وبالغة الدقة. ابتكرنا أداة بحث بهدف العثور على معلومات بالاعتماد على مواضيع وكلمات متضمنة في الملفات.

تحليل الملفات التأديبية قدم لنا أول اكتشافاتنا. لقد كشف لنا دليلا على أن الرواية التي سيطرت على النقاشات السياسية في بريطانيا لمدة خمس سنوات كانت خاطئة تماما.

 

تحليل الملفات التأديبية قدم لنا أول اكتشافاتنا. لقد كشف لنا دليلا على أن الرواية التي سيطرت على النقاشات السياسية في بريطانيا لمدة خمس سنوات كانت خاطئة تماما.

 

وحدة التحقيقات لا تنشر الوثائق المسربة مثلما تفعل المنظمات، فنحن من الموقعين على ميثاق هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية "أوفكوم" الذي يضمن، جنبا إلى جنب مع قوانين حماية المعلومات، حماية الخصوصية المشروعة، لذلك فنحن فقط ننشر الوثائق التي تكشف المخالفات والتي يجدر للرأي العام معرفتها، ونحن نبلغ الأشخاص الذين تذكرهم الوثائق كما نطلب منهم ردا على الأدلة التي نجمعها. 

لم نكن لننشر قط الملفات التأديبية، ولكن تحليلها قدم لنا قصة مذهلة.

خلال عامين ونصف قضاها كوربن على رأس الحزب، لم تكن له أي سيطرة على موظفي الحزب ولم يكن له أي دور في الإشراف على فريق النزاعات الذي كان يتعامل مع الشكاوى حول معاداة السامية. وفي تلك الفترة، وفي الوقت الذي كان أحد معارضي كوربن يشغل منصب الأمين العام لحزب العمال، قدمت أربع وأربعين شكوى متعلقة بمعاداة السامية للجنة التنفيذية الوطنية التابعة للحزب لتبت فيها، وهي الهيئة التي تتخذ القرارات المتعلقة بتعليق عضوية الأفراد أو طردهم، ولكن بمجرد أن عين كوربن أحد حلفائه في المنصب قفز عدد الشكاوى المقدمة للجنة إلى 379.

من بين الملفات المسربة كانت رسالة أرسلها كوربن إلى الأمين العام للحزب آنذاك، إيان مكنيكول، في عام 2018، يطلب منه القيام بالمزيد من العمل للتعامل مع شكاوى معاداة السامية، إذ يكتب كوربن: "من الواضح أن الإجراءات الحالية غاية في البطء ولا تتناسب مع حجم القضايا التأديبية التي يتعامل معها الحزب".

يزعم مكنيكول في مسودة أحد الردود أن حجم معاداة السامية في الحزب تضاعف، ويقول: "أكثر من نصف الشكاوى مرتبطة بأشخاص ليسوا أعضاء في الحزب، وبالتالي فإن هذا ليس من اختصاص فريق الشكاوى".

ويقول لكوربن إن "تعليقات مضللة تهاجم وحدة النزاعات وتقوض العمل الذي يقومون به، وهي لا تخدم إلا العاملين في الصحف اليمينية".

ولكن صحافة اليمين كانت هي التي ادعت باستمرار أن كوربن لم يكن يفعل ما بوسعه للقضاء على معاداة السامية، بل إنها ادعت أنه كان يشجع عليها.

جمعنا الأرقام في رسم بياني ووجدنا أنه منذ لحظة استلام حليف كوربن لمنصب الأمين العام لحزب العمال، ازداد عدد عمليات التحقيق وتعليق العضوية والطرد بشكل كبير.

الرسم البياني وحده يناقض الرواية الرائجة لوسائل الإعلام خلال فترة رئاسة كوربن، وهو يقدم نظرة أورويلية تكتم فيها الحقيقة وتقلب فيها الوقائع.

كما تكشف الملفات التأديبية عن سر آخر، وهو أن تعريف معاداة السامية واسع جدا لدرجة أن أعضاء الحزب كانت تعلق عضويتهم بسبب انتقادهم للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، بل إن أحد الأعضاء علقت عضويته بسبب مطالبته بمحاكمة محكمة الجنايات الدولية لرئيس الوزراء السابق  بنيامين نتنياهو (الذي أعيد انتخابه مؤخرا) ولإسرائيل بسبب جرائم حرب.

حرب إسرائيل على غزة عام 2014، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت في مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وقد أغضبت وحشيتها الكثيرين في حزب العمال، ولكن التعبير عن ذلك الغضب كان كافيا لتعليق عضوية أشخاص والتحقيق معهم بتهمة معاداة السامية.

 

وحدة التحقيقات لا تنشر الوثائق المسربة مثلما تفعل المنظمات، فنحن من الموقعين على ميثاق هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية "أوفكوم" الذي يضمن، جنبا إلى جنب مع قوانين حماية المعلومات، حماية الخصوصية المشروعة.

 

كما تم تعليق عضوية أي شخص وصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري، رغم أن هيومن رايتس ووتش وأمنستي ومعظم المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في العالم تتفق مع ذلك. هذه حقيقة.

كان من الواضح أن ثمة خطب ما. أما الأمر الأكثر إثارة للدهشة فهو أن بعض الأعضاء تم التحقيق معهم بسبب مشاركتهم روابط لتحقيق أجرته وحدة التحقيقات عام 2017 حول التأثير غير المشروع لإسرائيل في السياسات البريطانية، وفيه تسجيل سري يظهر فيه موظف بأحد المناصب السياسية العليا في السفارة الإسرائيلية وهو يتناقش مع موظفة خدمات مدنية بريطانية حول كيفية التعامل مع النواب الذين ينتقدون إسرائيل، فيسألها: "هل يمكنني أن أعطيك أسماء بعض النواب الذين أقترح الإطاحة بهم؟". هذا التحقيق أجبر السفير الإسرائيلي على الاعتذار للحكومة البريطانية وعلى تسريح الشخصية الدبلوماسية.

مع ذلك اعتبرت مشاركة روابط هذا التحقيق سببا كافيا لإيقاف عضوية أحد الأعضاء والتحقيق معه.

بعض الأدلة التي تم العثور عليها أيضا في ملفات حزب العمال تكشف عن تأثير المجموعات اليهودية الداعمة لإسرائيل في بريطانيا على قادة حزب العمال، فمثلا، التقت أماندا بومان - نائبة رئيس مجموعة "مجلس مندوبي يهود بريطانيا" واسعة التأثير- بستيف ريد، وهو وزير مقرب من السير كير ستارمر.

تثير بومان موضوع حركة المقاطعة "بي دي إس"، وهي حركة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية وسحب الاستثمارات بهدف الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.

إسرائيل قلقة كثيرا من حركة المقاطعة وقد وافق حزب المحافظين البريطاني على تقديم مشروع قانون يعتبر مقاطعة إسرائيل من قبل الهيئات العامة فعلا غير قانوني.

تقول بومان لريد إنها "تدرك أنه بينما قد يتردد حزب العمال حيال دعم المحافظين في مشروع القانون المضاد لحركة المقاطعة، فإنها تنصح بأن قيام العمال بأي شيء يعارض مشروع القانون سيكون سلوكا غير حكيم".

وتضيف بومان قائلة إن "مجلس مندوبي يهود بريطانيا حريص على مواجهة بعض الافتراضات لدى نواب حزب العمال بأنهم بسبب التزامهم الظاهري بمكافحة معاداة السامية فإن ذلك يعطيهم تفويضا مطلقا لقول ما يشاؤون عن إسرائيل".

يقول ريد إنه "لن يقبل على الإطلاق بالمحاولات للتفرد بإسرائيل ونزع الشرعية عنها"، وهذا يتضمن القول بأن إسرائيل دولة فصل عنصري.

هذا بالطبع كان يعني استبعاد الفلسطينيين من النقاش العام في المملكة المتحدة، ففي الوقت الذي يعيش فيه 4.7 مليون فلسطيني إما في سجن مفتوح أو تحت احتلال عسكري، يتم التكتم على معاناتهم في حين تنشغل الطبقة السياسية في بريطانيا بنقاش مصطنع حول ما إذا كان رئيس أحد الحزبين في الحكومة معاديا للسامية.

تحتوي ملفات حزب العمال على الكثير من المخالفات والمكائد وانعدام النزاهة، ولكن تشويه سمعة كوربن ومناصريه بمزاعم معاداة السامية هو على الأرجح أكثر ما اكتشفناه فظاعة. الرواية التي قدمت لعامة البريطانيين كانت خاطئة ببساطة، كما كان الكثيرون في حزب كوربن مستعدين لمنع رئيس حزبهم من الفوز بالانتخابات من خلال تصويره على أنه غير مؤهل للحكم.

ملفات حزب العمال أعادت صياغة مرحلة مضطربة في تاريخ بريطانيا السياسي، كما أنها تكشف عن الضعف الموجود في خطابها السياسي وعن انعدام الفضول لدى صحفييها في أقل التقديرات، وتبين أيضا كيف يمكن لمجموعات الضغط أن تقلب الحقائق.

لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل الحق بالترويج لها، شأنها شأن جماعات الضغط الأخرى التي تروج لبلدانها، ولكن جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل تلعب لعبة أخرى إذ إنها تُسكت أي نقاش يتعلق بأهلية إسرائيل بوصفها أمة من خلال الادعاء بأن النقاش من أساسه معاد للسامية، ولهذا أثر مرعب على حرية التعبير.

في الوقت الذي تضج فيه وسائل التواصل الاجتماعي بالنقاش حول الملفات تجنبت الصحف وقنوات التلفزيون البريطانية التعليق عليها بالمطلق تقريبا.

ميديا لينس وصفت انعدام الرغبة بتغطية ملفات حزب العمال بأنها تشبه ميثاق الصمت لدى المافيا، ولكن الأمر يتجاوز بكثير مجرد كونه اعترافا بخطأ، فـ "القضايا التي حققت فيها وحدة التحقيقات في الجزيرة لا تمس طريقة عمل حزب العمال فحسب، بل إنها تكشف عن ممارسات بالغة الإضرار بالديمقراطية البريطانية نفسها".

 

 

"ملفات حزب العمال" أعادت صياغة مرحلة مضطربة في تاريخ بريطانيا السياسي، كما أنها تكشف عن الضعف الموجود في خطابها السياسي وعن انعدام الفضول لدى صحفييها في أقل التقديرات، وتبين أيضا كيف يمكن لمجموعات الضغط أن تقلب الحقائق.

 

 

 

 

 

  

 

المزيد من المقالات

كيف تشتغل منصات التحقق من الأخبار في زمن الحروب؟

في غبار الحروب تنتعش الأخبار الزائفة، ويميل الجمهور إلى تصديق الأخبار لاسيما التي تتماهى مع موقفهم. في هذه المساحة، تشتغل منصات التحقق من الأخبار حفظا لقيمة الحقيقة ولدور الصحافة في توفير المعلومات الدقيقة.

هيثم الشريف نشرت في: 2 ديسمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
ماذا تفعل غرف الأخبار بالذكاء الاصطناعي؟

نشر مشروع "الصحافة والذكاء الاصطناعي" مؤخرا تقريرا عن نتائج استطلاع شامل وصفه بالعالمي الجديد، وحمل عنوان "إحداث التغيير: ماذا تفعل مؤسسات الأخبار بالذكاء الاصطناعي" أشرف عليه البروفيسور تشارلي بيكيت مدير مركز البحوث الصحفية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، والباحثة الرئيسية في المشروع ميرا ياسين.

عثمان كباشي نشرت في: 2 أكتوبر, 2023
البودكاست في اليمن.. صوتٌ غير مسموع!

رغم كل المحاولات التي يقوم بها جيل جديد من الصحفيين في اليمن من أجل تطوير محتوى البودكاست، فإن ضعف الولوج إلى خدمة الإنترنت وإلى الوسائل التكنولوجية، يجعل المهمة صعبة. ظروف الحرب ساهمت أيضا في تأخير نمو هذه التجربة الفتية.

محمد علي محروس نشرت في: 27 أغسطس, 2023
الأفلام الوثائقية ومكافحة الأخبار الكاذبة.. "للقصة بقية" نموذجا

بات نشر الأخبار الكاذبة عملية منظمة أكثر من أي وقت مضى، ولم يعد التحقق التقني كافيا لمواجهة حملات تضليلية تقودها جماعات وكيانات. يبرز الفيلم الوثائقي كآلية تسمح بمحاربة الأخبار الكاذبة. يدرس المقال نموذج برنامج "للقصة بقية" الذي تنتجه قناة الجزيرة.

بشار حمدان نشرت في: 22 أغسطس, 2023
كيف تجري المقابلات مع الناجين من الكوارث والحوادث المؤلمة؟

كيف تجري المقابلات مع الناجين من الكوارث والحوادث المؤلمة؟ لماذا يلجأ بعض الصحفيين إلى مجاراة "الترند" بدل التركيز على قصص معاناة الضحايا؟ وماهي الحدود الأخلاقية والمهنية للتعامل معهم؟ 

أحمد حاج حمدو نشرت في: 20 أغسطس, 2023
كيف تستفيد الصحافة من السرد السينمائي؟

كيف يستفيد السرد في الصحافة من السينما؟ وماهي حدود "الاقتراض" من مجال رأسماله الخيال إلى أسلوب صحفي يوظف في بناء الحقائق؟ وما أبرز التقنيات التي استعارتها الصحافة من السينما؟

شفيق طبارة نشرت في: 6 أغسطس, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

إيليا توبر نشرت في: 30 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
"عاجل": كيف فقد الشريط الأحمر تأثيره؟

في التعريف الأساسي لمفهوم "عاجل"، فإنه يحمل خبرا جديدا يتضمن عنصر الجدة. في التعريف الذي تبرزه ممارسات وسائل الإعلام تحول إلى نوع من الاستعراض دون فائدة صحفية إما بنشر أشياء تبدو بديهية، أو اجتزاء خطابات الزعماء أو النقل من وكالات الأنباء.  

أسامة الرشيدي نشرت في: 9 يوليو, 2023
فابريزيو رومانو.. قصة صحفي رياضي أحدث ثورة في العلاقة مع المصادر 

في رياضة كرة القدم، تكتسب انتقالات اللاعبين أهمية خبرية كبيرة. خلال السنوات الماضية اشتهر الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو بقدرته للوصول إلى المصادر والإعلان الحصري عن الصفقات على منصات التواصل الاجتماعي متجاوزا وسائل الإعلام الشهيرة. كيف يبني شبكة مصادره؟ ومن أين يستمد كل هذه القوة ليثق فيه اللاعبون والمسؤولون؟ ولم اختار منصات التواصل الاجتماعي؟

أيوب رفيق نشرت في: 4 يوليو, 2023
 الصحافة الاستقصائية.. الفجوة بين الجامعة والميدان 

لايزال تدريس الصحافة الاستقصائية في اليمن في بداياته الأولى، لكن المعضلة الحقيقية تتمثل في الفجوة الحاصلة بين التدريس النظري والميدان. يقول الصحفيون إن الدورات التدريبية القصيرة كانت أكثر فائدة من أربع سنوات من التعلم في الجامعة. 

أصيل سارية نشرت في: 8 مايو, 2023
زلزال تركيا.. أن تحكي القصة من الميدان

زار إيليا توبر، الصحفي بوكالة الأنباء الإسبانية، المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا في الساعات الأولى للفاجعة. وسط أنقاض الدمار والقصص الإنسانية للضحايا، يسرد تجربته الميدانية في تغطية كارثة أودت بعشرات الآلاف.

إيليا توبر نشرت في: 22 فبراير, 2023
 الصحة النفسية للصحفيين الفلسطينيين.. قصص مؤلمة  

يعاني الصحفيون الذين يغطون اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين من آثار نفسية عميقة وبعيدة المدى. مشاهد الجثث والجرحى، قصف المقرات، الأجور الزهيدة، تفاقم "الأمراض النفسية" للصحفيين.

مرح الوادية نشرت في: 29 يناير, 2023
اتجاهات وتوقعات الصحافة والتكنولوجيا في 2023

أصدر معهد رويترز وجامعة أكسفورد تقريرا سنويا يرصد أهم توجهات الصحافة لسنة 2023. البحث عن اشتراكات جديدة يشكل التحدي الأساسي للمؤسسات الصحافية لضمان الاستدامة.

عثمان كباشي نشرت في: 18 يناير, 2023
سنة سوداء في تاريخ الصحفيين

الاغتيال، الاختطاف، الاعتقال، الحبس، المضايقات، الاختفاء، كلمات يمكن أن تختصر سنة أخرى سوداء في تاريخ الصحفيين. منظمة "مراسلون بلا حدود" ترسم في تقريرها السنوي صورة جد قاتمة عن واقع الصحفيين الذين يواجهون "شراسة" غير مسبوقة من السلطة أثناء مزاولتهم لعملهم.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 يناير, 2023
"زيزو".. مصور رياضي يطارد كأس العالم

في بلد مثل اليمن، من الصعب أن تمارس مهنة الصحافة الرياضية، والأصعب من ذلك أن تصبح مصورا رياضيا، لكن تجربة المصور عمر عبد العزيز في تغطية الأحداث الكبرى تستحق أن تروى.

بسام غبر نشرت في: 14 نوفمبر, 2022
الصحافة الاستقصائية الرياضية أسيرةً لرؤوس الأموال

مع تشعب فروع الرياضة وتشابكها بالسياسة والمصالح الاقتصادية، فإن دور الصحافة الاستقصائية في المجال الرياضي أصبح حيويا أكثر من أي وقت مضى. تقاوم بعض المنصات الجديدة في كشف الفساد الرياضي، لكن حصيلتها ما تزال ضعيفة.

إلياس بن صالح نشرت في: 13 نوفمبر, 2022
قضية براندون.. تحقيق استقصائي ينقب في جذور العنصرية بأمريكا

كان يكفي خيط واحد، ليشرع الفريق الاستقصائي للجزيرة في تتبع خيوط أخرى تكشف كيف يزج برجل أسود رغم غياب أدلة دامغة في السجن. برنامج "Fault Lines" قضى سنة كاملة ينقب في الأدلة ويبحث عن المصادر ليثبت براءة براندون إدانة "عنصرية" النظام الجنائي في لويزيانا.

جيرمي يونغ نشرت في: 27 أكتوبر, 2022
كيف تساهم الصحافة الاستقصائية الجادة في تحقيق العدالة؟

ترفض الصحفية كريستين لونديل تصديق الرواية الرسمية حول بيانات شركة سويدية للبترول تستثمر في السودان ثم تبدأ رحلة طويلة لاختبار الحقائق في الميدان. بعدها تشتري الأسهم في نفس الشركة لتحصل على حق الولوج إلى المعلومات وتنجز تحقيقا استقصائيا يفضح تواطؤ السياسيين والرأسمالية في سحق الفقراء. 

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 25 أكتوبر, 2022
صحفيو الميدان في فلسطين.. لا حماية ولا أمان

أعاد اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة من طرف قوات الاحتلال نقاش السلامة المهنية للصحفيين الميدانيين الفلسطينيين. يواجه الصحفيون خطر  القنص والاستهداف المباشر بينما لا توفر بعض وسائل الإعلام أدوات الحماية لطاقمها.

هيثم الشريف نشرت في: 16 أكتوبر, 2022
 بين حق المعلومة وكرامة الضحايا: أخلاقيات التغطية الإعلامية لجرائم القتل

ماهو المعيار الأخلاقي والمهني الذي يحكم تغطية جرائم القتل؟ أين تبدأ الصحافة وأين تنتهي كرامة الضحايا، ومتى يتحول النشر إلى تشهير بالضحايا وانتهاك لخصوصياتهم؟ أسئلة تفرض نفسها بعد الجدل الكبير الذي رافق تغطية قضايا القتل بالكثير من الدول العربية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 13 سبتمبر, 2022
الألتراس المغربي.. من تشجيع رياضي إلى حركة احتجاجية 

تحولت فصائل "الألتراس بالمغرب" إلى فضاء أكثر وضوحا في التعبير عن المطالب وفي ممارسة الفعل النقدي تجاه الواقع. إذ بدت المنصات الافتراضية والرياضية أكثر قدرة من الفاعلين السياسيين التقليديين على التعبير عن السيكولوجية العامة التي ولدتها الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المغرب، بل وصناعتها أحيانا وتوجيهها. 

خديجة هيصور نشرت في: 12 سبتمبر, 2022