فيلم "الحروب القذرة".. الصحافة في زمن الحقائق البديلة

في حفل جوائز الأوسكار عام 2014 كان تحقيق صحفي استقصائي على لائحة المرشحين لأفضل فيلم وثائقي، وهو الفيلم الذي يوثق لجهد صحفي قام به صحفي مجلة "ذي نيشن" (The Nation) آنذاك جيريمي سكاهيل، الذي يعمل حاليا في موقع "ذي إنترسبت" (The Intercept) الإخباري.

تدور أحداث الفيلم (التحقيق) بين عامي 2010 و2011، حيث بدأ سكاهيل إنتاجه خلال عمله مراسلا في أفغانستان، بعد أن عثر على الخيط الأول في تحقيقه من خلال التشكيك في بيانات حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الغارات التي تشن على طالبان في أفغانستان، الأمر الذي دفعه للخروج من المنطقة الخضراء إلى باقي المدن التي كان يسميها الناتو "المناطق المنكرة" (Denial Areas)، وقاده إلى هناك تقرير (1) مراسل صحيفة "التايمز" البريطانية في كابل جيروم ستاركي حول حادثة مقتل خمسة أشخاص -بينهم ضابط في الشرطة الأفغانية ونساء حوامل- في مداهمة لجنود أميركيين منزلا بمدينة غارديز في ولاية كابيتا، الذي أصدر الناتو في وقتها بيانا يكذب فيها الصحفي ستاركي ويحاول تشويه سمعته المهنية (2).

 

فتش عن المصادر الغائبة عن المشهد

حاول سكاهيل إعطاء القصة بعدا إنسانيا جديدا تعدّى مجرد ذكر أسماء الضحايا والقاتل، وخاطر بنفسه للذهاب إلى غارديز نفسها لسماع شهادة أهالي القتلى حول الحادثة، وإعطائهم حقهم في التعليق على قصة مقتل أقاربهم، ليعثر على فيديو مصوّر على هاتف محمول لأحد أقارب الضحايا يوثق الدقائق الأخيرة قبل اقتحام القوات الأميركية للمنزل، ويفند الادعاءات التي اتهمت الضحايا بأنهم قُتلوا أثناء تبادل إطلاق نار.

يُظهر الفيديو ضابط الشرطة داوود الذي قُتل في الاقتحام وهو يرقص خلال حفلة أقيمت بمناسبة قدوم مولود جديد، قبل دقائق من اقتحام القوات الأميركية للمنزل وقتله مع آخرين. ويورد سكاهيل على لسان الأهالي، الطريقة الوحشية التي حاول بها الجنود طمس أي دليل يربطهم بالحادثة، عبر إخراج الرصاص من أجساد الضحايا بواسطة سكين وهم لا يزالون على قيد الحياة ومنع الأهالي من أخذ المصابين إلى المستشفى.

ويتتبع الفيلم الوقائع التي حدثت في تلك الفترة والتي كان من ضمنها تحقيق سري للأمم المتحدة يؤكد الكثير من المعلومات التي رواها الأهالي حول الحادثة، لتنتهي القصة بتقديم قائد قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية (JSOC) وليام ماكريفن الاعتذار من الأهالي عبر تقديمه لهم خروفين كقربان وفق الأعراف هناك (3).

 

 

الشيطان في التفاصيل

لم يكن خبر زيارة قائد إحدى القوات الخاصة الأميركية لأسر الضحايا في غارديز لينتشر لولا أن الأهالي أصرّوا على السماح للصحفيين بالتقاط الصور بعد أن حاول ضباط منعهم، وهي الصور التي قادت سكاهيل للتعرف -للمرة الأولى- على قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية (JSOC) على حد وصفه، مثيرا التساؤل حول السبب الذي جعل قائد هذه الوحدة العسكرية تحديدا يقدم الاعتذار من أهالي الضحايا، وهو الخيط الذي قاده إلى بحث موسع شمل عمليات عسكرية في اليمن والصومال وأفغانستان ودول عديدة أشرفت عليها هذه الوحدة العسكرية الخاصة، التي تبيّن أنها تتحرك وفق أوامر رئاسية سرية تصدر من البيت الأبيض مباشرة، قبل أن تصبح مشهورة للعلن مطلع العام 2011، بعد تنفيذها عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن (4).

هذه المعلومات جعلت سكاهيل يتوسع في تحقيقه أكثر، ليبدأ بالبحث عن الهجمات الأميركية التي كانت تتم داخل دول لم تعلن الولايات المتحدة حالة الحرب فيها، كمجزرة "المعجلة" في محافظة أبين اليمنية عام 2009، التي قتلت خلالها القوات الأميركية أكثر من 40 مدنيا -بينهم نساء وأطفال- بعد استهداف مخيم للمدنيين بصواريخ كروز (5).

حدود لحرية الصحافة بأميركا!؟

يطرح الفيلم قضية ذات أهمية فيما يتعلق بحدود حرية الصحافة داخل الولايات المتحدة، وحجم دعمها لتلك الحرية في بلدان العالم، حيث يعرض حادثة اعتقال السلطات اليمنية للصحفي اليمني عبد الإله شائع، الذي فنّد رواية السلطات الرسمية اليمنية التي ادعت أنها المتسببة في تلك الغارات، بعد أن زار منطقة الهجوم والتقط صورا لبقايا صواريخ أميركية لا يملكها الجيش اليمني، وأرسلها إلى وكالات أنباء عالمية ومنظمة العفو الدولية (6)، لتلقي السلطات اليمنية القبض عليه بتهمة التعاون مع تنظيمات مسلحة.

المفارقة التي التقطها سكاهيل في قصة شائع، أنه في بدايات العام 2011 خرجت أصوات شعبية تنادي بإطلاق سراح عبد الإله شائع من السجن، بعد أيام من اندلاع الاحتجاجات التي أسقطت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وكان الأخير قد صرح يوم 2 فبراير/شباط 2011 بأنه سيصدر عفوا عاما عن شائع خلال ساعات، إلا أنه تراجع عن القرار بعدما اتصل به الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. سكاهيل عاد لسجلات البيت الأبيض في ذلك اليوم ووجد بالفعل نص المحادثة التي جرت بين الرئيسيْن، والتي تضمنت طلبا ضمنيا من أوباما بعدم إطلاق سراح شائع الذي كشف تورط الولايات المتحدة في مجزرة "المعجلة" (7).

تفتح هذه القضية بابا آخر أمام سكاهيل وهو قصة أنور العولقي، المواطن الأميركي ذي الأصول اليمنية الذي اغتيل بطائرة أميركية مسيَّرة في اليمن، ومن ثم اغتيل ابنه عبد الرحمن (16 عاما) بعد أيام، ليثير سكاهيل قضية حقوقية تتعلق بالصلاحيات الخاصة بالرئيس أوباما، والتي تسمح له بقتل مواطنين أميركيين دون أي محاكمة.

يروي سكاهيل في الفيلم أنه تعرّض لتهديدات مبطنة من قيادات داخل الجيش الأميركي، واختُرِقَ حاسوبه الشخصي ونُسخ جزء من الملفات الموجودة فيه، مما يشير إلى حجم الضغوط التي يمكن للصحفيين الأميركيين أن يتعرضوا لها لو خرجوا عن الرواية الرسمية التي تريد الحكومة إيصالها، وهو ما يثير الأسئلة حول الحرية الصحفية المسموحة للصحفيين الذين يرفضون تصديق الرواية الرسمية ويسعون لكشف المعلومات المُتحفَّظ عليها تحت ذريعة الحفاظ على الأمن القومي.

--
 أنور العولقي، المواطن الأميركي ذي الأصول اليمنية الذي اغتيل بواسطة طائرة بدون طيار أميركية في اليمن 

 رويترز

أين تنتهي مهمة الصحفي؟

يثير الفيلم تساؤلا حول الحد الفاصل الذي تنتهي عنده مهمة الصحفي.. هل يكتفي بعرض المعلومات المؤكدة؟ كيف يمكن لمعلومات مؤكدة أن تواجه آلة دعاية رسمية تتهمها بالكذب؟ كيف يقنع الصحفيون الجمهور بقصصهم في ظل ما أصبح يعرف بزمن الحقائق البديلة (Alternative facts era) (8) التي تجعل الحقيقة عبارة عن رأي يحتمل عدة وجهات نظر.

الأسئلة الأبرز التي يمكن استقراؤها من تحقيق سكاهيل تتعلق بالكيفية التي يجب أن تروى بها القصة الصحفية، وحجم المشاهد المؤلمة، وموقف الصحفي من القضية الإنسانية: ما حجم وشكل الأدلة الكافية لتحريك الرأي العام ليتخذ موقفا تجاه قضية ما؟ وكيف يمكن للصحفي أن ينشر قصة مليئة بالحقائق إن كانت تخالف السردية الأعلى صوتا للأحداث، تلك السردية المدعومة من قبل قوى وكيانات عظمى، تحاول -في كثير من الأحيان- إخفاء الحقائق عن الرأي العام.

 

 

المراجع:

1-   Starkey, Jerome. "Survivors of Family Killed in Afghanistan Raid Threaten Suicide Attacks." The Sunday Times. March 15, 2010. https://www.thetimes.co.uk/article/survivors-of-family-killed-in-afghanistan-raid-threaten-suicide-attacks-ldxs8fbbqsp.

2-   ISAF Joint Command. "ISAF Rejects Cover up Allegation." DVIDS. March 13, 2010.https://www.dvidshub.net/news/46637/isaf-rejects-cover-up-allegation.

3-   https://abcnews.go.com/WN/Afghanistan/special-forces-apologize-afghan-civilian-deaths-sheep/story?id=10320603

4-   https://www.thenation.com/article/jsoc-black-ops-force-took-down-bin-laden/

5-   https://www.amnesty.org/en/press-releases/2010/06/yemen-images-missile-and-cluster-munitions-point-us-role-fatal-attack-2010/

6-   المصدر السابق

7-   Scahill, Jeremy. "Why Is President Obama Keeping a Journalist in Prison in Yemen?" The Nation. June 29, 2015. https://www.thenation.com/article/why-president-obama-keeping-journalist-prison-yemen/#Why.

8-   Greenblatt, Alan. "Challenges from an "alternative Facts" Era." American Press Institute. April 04, 2017.https://www.americanpressinstitute.org/publications/reports/white-papers/alternative-facts-era-challenges/.

المزيد من المقالات

البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025