الصحافة الرقمية تحلِّق في فضاء الفيديو

عندما ظهر الإعلام الإلكتروني في تسعينيات القرن الماضي، كان النص المكتوب هو المهمين على غالبية المواقع، لذلك خُلق نقاش لم يخمد إلى الآن حول مستقبل الجرائد المطبوعة ومدى قدرتها على منافسة هذا المارد الجديد، لا سيما أن هذه الجرائد وجدت نفسها متخلّفة بساعات، وأحيانا يوم أو يومين، عن المواقع الإلكترونية في متابعة جديد الأخبار، فأضحى نشر جريدة مطبوعة لخبر من مصدر متاح للجميع كالبلاغات الحكومية أمرا غير ذي فائدة تقريبا، اللهم إلا ملء الصفحات أو إخبار فئة قليلة من القراء لا تزال تعتمد على الورق مصدرا للأخبار.

غير أن برامج وتطبيقات الفيديو التي ظهرت على الساحة مؤخرا، ونمو سوق الهواتف الذكية وإتاحة وسائل التواصل الاجتماعي لتقنيات البث المباشر وتعميم الكاميرات، كلها أمور أنهت هيمنة النص على المواقع الإلكترونية وخلقت نقاشَا جديدا حول منافسة الإنترنت للفضائيات بعدما ظهر تفوقه الواضح على المطبوع، وهو أمر تجلى أكثر بظهور التلفاز الذكي الذي يتيح مشاهدة البرامج من المواقع الإلكترونية كـ"اليوتيوب".

الأرقام تؤكد سطوة الفيديو

الحقيقة الساطعة الآن أن الفيديو أضحى ركنا بالغ الأهمية داخل المواقع الإخبارية خلال السنوات الأخيرة بعدما كان سابقا مجرّد جانب تعتمد فيه المواقع الإخبارية بالأساس على ما تنتجه الفضائيات أو ما تلتقطه هواتف الناس ويُنشر على "يوتيوب" أو "ديلي موشن"، إذ نادرا ما كنا نرى ميكروفونات تحمل علامة المواقع الإلكترونية وتجوب الشوارع بحثا عن مواد خاصة بها.

هذا التطور بدأ خلال السنوات الأربع الأخيرة، ويظهر جليا أنه لن يتوقف عند هذا الحد، فخبراء الإعلام عبر العالم ينظرون إلى الفيديو كمكوّن أساسي في الإعلام الرقمي خلال المستقبل القريب، بشكل يجعل النص يأتي في المرتبة الثانية. وما يزكي تلك التوقعات هو ما نراه اليوم من هيمنة للفيديو في الشبكات الاجتماعية، خاصة داخل "فيسبوك" و"يوتيوب"، إذ يوجد نمو مخيف في رفع مقاطع الفيديو ومشاهدتها داخل هذين الموقعين الرائدين.

في تقرير لمعهد رويترز (1)، يخصّ توقعات الخبراء لتطور الإعلام الإلكتروني في عام 2016، يتبين بجلاء أن غالبية المؤسسات الإعلامية تفكر في تطوير تجارب الفيديو لديها، وعبر استطلاع رأي 130 شركة في مجالات الإعلام والتكنولوجيا، أكد 79% أنهم سيستخدمون الفيديو خلال هذا العام.

ويعطي موقع فيسبوك أكبر الأمثلة على الاستحواذ المنتظر للفيديو على الإنترنت، فالرقم الإجمالي لمشاهدة الفيديوهات على هذا الموقع وصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 إلى ثمانية مليارات يوميا (2)، بعدما سجل في أبريل/نيسان من العام ذاته أربعة مليارات، والأكيد أن هذا الرقم تضاعف أكثر من مرة حتى تاريخ اليوم، علما أن هناك من يجادل في مدى حقيقة هذا الرقم بما أن فيسبوك يحتسب مشاهدة الفيديو انطلاقا من الثانية الثالثة، زيادة على أن الفيديوهات تعمل على الموقع بشكل تلقائي إلا إذا غيّر المستخدم الإعدادات.

والمثال الآخر هو موقع يوتيوب، الذي يحتضن لوحده ثلث من يستخدمون الإنترنت في العالم، فهذا الموقع الذي يحتل المركز الثاني عالميا في التصفح اليومي بعد غوغل، نصَّب نفسه أشهر تلفزيون في العالم، بأرقام مشاهدات فلكية تتجاوز 17 مليار دقيقة يوميا إن احتسبنا فقط مليار مستخدم يتوفرون على حسابات فيه، وربما أن الحديث عن قوة يوتيوب لم يعد أمرًا جديدًا، بما أن غالبية المؤسسات الإعلامية عبر العالم تستفيد منه يوميًا لإيصال فيديوهاتها.

التطور التكنولوجي مفتاح نمو الفيديو

ولم يكن تطوّر الفيديو على الإنترنت ليحدث لولا تعميم الإنترنت العالي السرعة، فأسعار الاشتراك في الخطوط الرقمية (ADSL) انخفضت، وانتشار الجيل الرابع من الإنترنت أتاح رفع وتحميل الفيديو بشكل سريع على الهواتف الذكية مع ما تتيحه هذه الأخيرة من تطبيقات لتحرير الفيديو. كما أن تمكين الزبائن داخل المقاهي والفنادق وبعض الأماكن العامة من الاتصال بشبكات الواي فاي لم يعد ترفا، قازداد استهلاك الفيديو على الإنترنت، وأضحى المستخدمون يبحثون في المواقع عما يشاهدوه لا عما يقرؤوه.

لقد عبَّر مؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربرغ، بشكل واضح عمّا ينتظر الإنترنت في العالم عندما صرّح في لقاء (3)  مع الجمهور أن غالبية منشورات فيسبوك خلال السنوات الخمس القادمة ستكون عبارة عن فيديو. وتؤكد عدة مؤشرات كلام زوكربرغ، منها أن فيسبوك يتيح للمنشورات التي تحتوي على فيديو الفرصة الأكبر للوصول إلى أكبر جمهور، وهو شيء ملموس في كل صفحاته، ومنها أن فيسبوك يرسل إشعارا للكثير من المستخدمين بوجود بث مباشر على صفحة يتابعونها.

كما ساهمت تطبيقات على الهواتف الذكية في مزيد من نشر ثقافة استهلاك وإنتاج الفيديو، فمثلا تطبيق بيرسكوب الذي يتيح البث المباشر للفيديو على تويتر يقترب من الوصول إلى 50 مليون تحميل على غوغل بلاي ستور لوحده (لا يقدم متجر أبل رقم تحميل التطبيق)، كما ساهمت منصات جديدة في نشر ثقافة الفيديو بدل النص، ومنها منصة ويبيتز التي تستخدمها عدد من الجرائد عبر العالم لتحويل النصوص إلى فيديو في ظرف زمني قياسي.

نماذج لتطور الفيديو في المواقع العربية:

يعدّ مشروع الجزيرة "AJ+ عربي" من أكبر المشاريع العربية على الإنترنت التي تُعنى بالفيديو القصير الذي لا يتجاوز دقيقتين، ويركز هذا المشروع على النشر في فيسبوك بشكل أساسي، فإن جرت العادة سابقا على أن يكون فيسبوك مجرّد فضاء لنشر روابط المواقع الإلكترونية حتى يزورها المستخدم، فإن مشروع الجزيرة ينشر الفيديو بشكل مباشر على فيسبوك دون وضع روابط خارجية.

ويعطي هذا المشروع دليلا آخر على رغبة فيسبوك بالتحوّل التدريجي إلى فضاء للفيديو، فرقم المشاهدات لفيديوهات الصفحة يتجاوز في بعض المقاطع مليون مشاهدة، ويتبين أن مقاطع فيديو الصفحة تصل إلى جمهور أكبر ممّا تصله روابط خارجية لصفحة من الصفحات، فحجم التفاعل في صفحة مشروع الجزيرة أكبر من كثير من الصفحات المنافسة التي تقتصر على ترويج الروابط الخارجية.

وفي المغرب يظهر أن المواقع الكبرى بدأت تعي ضرورة تطوير الفيديو بشكل أكبر، ومن ذلك موقع هسبريس، الأول من حيث الزيارات على أليسكا، فصفحته على اليوتيوب تجاوزت 145 مليون مشاهدة منذ إنشائها عام 2013، كما تتوفر على 201 ألف متابع، وقد بدأ الموقع خلال الأشهر الأخيرة سياسة نشر مقاطع فيديو معدة خصيصا لفيسبوك، لاقت ترويجا كبيرا وصل في بعضها إلى مليون مشاهدة، كما بدأ تجربة البث المباشر للقاءات الصحفية على صفحته بفيسبوك ويوتيوب، خاصة في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

كما يوجد مشروع انطلق في المغرب قبل أشهر قليلة لكنه موجه للمنطقة العربية ككل هو "وان مينيت تيفي"، فكما يدل على ذلك اسمه، يركز المشروع على مقاطع فيديو لا تتجاوز دقيقة واحدة، يُستخدم فيها الصور والنصوص والغرافيك واللقطات المتحركة، وتماما كتجربة "+AJ عربي"، فكل مقاطع الفيديو تنشر على فيسبوك.

ويتحدث فؤاد الفلوس، محرّر أول بـ"وان مينيت تيفي"، عن أن تفرّد هذا المشروع يأتي بتركيزه على الفيديو الذي يتضمن معلومات مكتوبة قادمة من مصادر مؤكدة ومتنوعة، وبضرورة ألّا يتجاوز توقيت الفيديو دقيقة واحدة، وبتوجهه بشكل أساسي إلى الشباب عبر البحث عن المواضيع التي تهمهم، مشيرا إلى أن غالبية شباب الإنترنت لا يفضلون قراءة المواد المكتوبة ذات النصوص الطويلة وأن هناك عزوفا عن الولوج إلى روابط مواد من هذا النوع، لذلك يأتي رهان المشروع على دمج نص مكتوب في فيديو خلال مدة زمنية قياسية.

ويضيف الفلوس لمجلة الصحافة أن المشروع يركز حاليا على النشر في فيسبوك في مرحلة تجريبية بهدف خلق قاعدة زوار في هذا الموقع الاجتماعي الذي يتوفر على الرقم الأكبر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، في انتظار إنشاء موقع خاص بالمشروع، الذي سيعمل في وقت لاحق على إنتاج مقاطع فيديو موازية تتجاوز دقيقة واحدة لإثراء المحتوى.

 

(1) http://digitalnewsreport.org/publications/2016/predictions-2016/

(2) https://techcrunch.com/2015/11/04/facebook-video-views/

(3) http://www.pcworld.com/article/2844852/facebook-will-be-mostly-video-in-5-years-zuckerberg-says.html

المزيد من المقالات

نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025