البرامج الحوارية في الولايات المتحدة.. التحيز الكامل للرواية الإسرائيلية

 

ثمة نزعة ثابتة ومديدة في الإعلام الغربي السائد لمنح الأفضلية المبدئية إلى وجهات النظر الإسرائيلية في سياق حروبها على الفلسطينيين، وهي نزعة يرى بعضهم أن حدّتها قد بلغت مداها الأقصى أثناء الحرب الأخيرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها زهاء 100 ألف بين قتيل وجريح ومفقود، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

ورغم وضوح هذه النزعة وتعدد الشواهد عليها، فإن التقنيات المتطورة في جمع البيانات وتحليل النصوص أسهمت في قياس مديات هذا التحيز وتقديم أدلة بيانية عليه؛ من ذلك ما رصده موقع "ذا إنترسيبت" من أوجه التحيز في تغطية صحف أمريكية ثلاث كبرى لوقائع الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو رصد أثبت بالتحليل الكمي لأكثر من 1100 عنوان جوانبَ خطيرة من التحيز والمفاضلة بين الطرفين وأنسنة فريق منهم على حساب الفلسطينيين، ضمن قوالب عنصرية فجة.

كما أثبت تحليل مشابه أجري مؤخرا النمط ذاته من التحيز للرواية الإسرائيلية في وسائل إعلام أمريكية سائدة، لكن عبر شاشة التلفزيون هذه المرة، من خلال برامج الحوارات السياسية الأسبوعية الرائجة؛ فعلى الرغم من الانتقادات الانطباعية العامة لطبيعة التغطية المتعلقة بالقضية الفلسطينية في مثل هذه البرامج تقليديا، فإنّ غياب الأدلة البيانية على جوانب التحيز فيها ظَلّ عائقا دون وضع المؤسسات المنتجة لها أمام موضع المساءلة.

ينوه الباحث إلى أنه حتى من بين الضيوف الأمريكيين، لم يكن هنالك أي شخص من أصول فلسطينية ولا حتى عربية.

في هذا التحليل الذي أجراه الأستاذ ويليام يومانس، وهو أستاذ الإعلام والشؤون العامة في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، ونُشِر على موقع المركز العربي في واشنطن، تتبين للباحث جوانب التحيز الواضحة للرواية الإسرائيلية في البرامج الحوارية الأربعة الأكثر شهرة وتأثيرا في الولايات المتحدة، ولا سيما بين فئة المشاهدين فوق 54 عاما، وهذه البرامج هي: 

1 - Meet the Press | قناة  NBC

2 - Face The Nation | قناة CBS

3 - This Week | قناة  ABC

4 - Fox News Sunday | قناة FOX

لقد حاول الباحث التدليل على التحيز في البرامج الأربعة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة في أعقاب عملية المقاومة في السابع من أكتوبر 2023، عبر بناء قاعدة بيانات تتألف من نصوص الحلقات التي نُشِرت على القنوات الأربع المذكورة بين 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى 14 يناير/كانون الثاني 2024، وبمجموع 51 حلقة، بعد استثناء عدد من الحلقات التي لم تتناول موضوع الحرب على غزة بشكل مباشر، وقد ظهر فيها 140 ضيفا، مع استثناء المتحدثين الذين يعملون لدى تلك الشبكات.

وعمد الباحث إلى جمع البيانات عن الضيوف، لتحديد الجنسية ومكان العمل والانشغال المهني، كما حلل مواقفهم بشأن القضية الفلسطينية سلبا أو إيجابا أو حيادا، ثم أجرى تحليلا بيانيا لعدد من الكلمات الأساسية، لتحديد الموقف بشأن الاحتلال ووقف إطلاق النار والرهائن والضحايا وغير ذلك.

من جهة أخرى، فإن الجنسية الثانية الأكثر حضورا من الضيوف غير الأمريكيين هي الإسرائيلية، بواقع 10 استضافات في البرامج الأربعة، مقابل مرة واحدة فقط لضيف فلسطيني، وهو حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة.

وبحسب التحليل، فإن الغالبية العظمى من ضيوف البرامج كانوا أمريكيين، وذلك بواقع 120 من ضمن 140 ضيفا، وهي أغلبية لم تكن نتاج الضرورة كما يرى الباحث؛ فصحيح أنّ البرامج أمريكية وتُبَث من الولايات المتحدة، غير أنّ الضيوف لم يشاركوا حضوريا من الأستوديو، بل كثير منهم ظهر عبر تقنية الفيديو، وهو ما يعني -بحسب الباحث- أنه قد كان من الممكن من الناحية التقنية واللوجستية الترتيب لتمثيل أكبر للضيوف، من الخبراء والصحفيين والسياسيين، من دول أخرى، ولا سيما من تلك الدول المعنية بالصراع. كما ينوه الباحث إلى أنه حتى من بين الضيوف الأمريكيين، لم يكن هنالك أي شخص من أصول فلسطينية ولا حتى عربية.

من جهة أخرى، فإن الجنسية الثانية الأكثر حضورا من الضيوف غير الأمريكيين هي الإسرائيلية، بواقع 10 استضافات في البرامج الأربعة، مقابل مرة واحدة فقط لضيف فلسطيني، وهو حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة. أما الضيوف الإسرائيليون، فكان منهم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، والسفير الإسرائيلي للولايات المتحدة، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

هذا التباين الكبير في تمثيل الضيوف على طرفي القضية ترتب عليه تباين في تمثيل وجهة النظر الفلسطينية وهيمنة واضحة للرواية الإسرائيلية وسيطرتها على طريقة مقاربة الأوضاع الميدانية الكارثية التي يشهدها قطاع غزة وتبريرها.

هذا التباين الكبير في تمثيل الضيوف على طرفي القضية ترتب عليه تباين في تمثيل وجهة النظر الفلسطينية وهيمنة واضحة للرواية الإسرائيلية وسيطرتها على طريقة مقاربة الأوضاع الميدانية الكارثية التي يشهدها قطاع غزة وتبريرها.

أما في بقية الحلقات التي كان الضيوف فيها أمريكيين، فإن الآراء المعروضة كانت في غالبيتها متعاطفة مع إسرائيل ومتحيزة لروايتها الرسمية للأحداث منذ السابع من أكتوبر. وبحسب التحليل، فإن الضيوف كانوا أكثر تعبيرا عن الرواية الإسرائيلية بمعدل الضعف بالنسبة لأي آراء تبدي تعاطفا مع الفلسطينيين، وغالبا من جوانب إنسانية بحتة؛ نظرا لأن غالبية تلك الآراء صدرت عن شخصيات تعمل مع منظمات إنسانية وإغاثية، منها منظمة "أنقذوا الأطفال" و"برنامج الأغذية العالمي" ومنظمة "أطباء بلا حدود". في المقابل، فإن ضيفين فقط ناقشا المعضلة السياسية التي يواجهها الفلسطينيون جراء الظروف التي خلقها الاحتلال وكرّسها، وهما حسام زملط وسفيرة الأردن إلى الأمم المتحدة دينا قعوار، وهو ما يثبت التزام البرامج الأربعة موضوع البحث بالخطابيات السائدة بشأن القضية الفلسطينية بين النخب السياسية في الولايات المتحدة، والتزامها بالخطوط التي تفرضها إسرائيل عبر جماعات الضغط والمؤسسات التي تتبع لها أو تموّلها هناك.

هذا التمادي في تهميش الرأي الآخر في سياق حرب يُنظر إليها في أروقة الأمم المتحدة وفي محكمتها بأنها قد ترقى إلى الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين، أدّى إلى حالة من التضليل العملي للمشاهدين يحول دون معرفتهم بالإطار السياقي الذي تجري فيه العمليات العسكرية التي تنفذها دولة احتلال، أو العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر منذ عقدين تقريبا. يجد التحليل مثلا أن كلمة "احتلال" (Occupation) قد ذكرت 15 مرة فقط في 51 حلقة، وعلى لسان الضيوف العرب وحسب، في درج توضيحهم للأسباب المباشرة الموجبة للمقاومة، المتمثلة في الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الفلسطينيين، وهو ما أظهر عبر التحليل حرصَ البرامج الأربعة على تهميشه والتعمية عليه.

في المقابل، فإن التحليل رصد تكرار كلمة "رهائن" (hostages) بواقع 529 مرة في 51 حلقة؛ أي بمعدل عشر مرات على الأقل في كل حلقة. وعلى الرغم من كون الأسرى الإسرائيليين مادة للتفاوض، من أجل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل نسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء ومن الموقوفين الإداريين بلا أي تهم، فإنه لم يُتَطرَّق لهذه الفئة إلا 17 مرة، في دلالة واضحة على مقدار التمييز لصالح الإسرائيليين في هذا السياق والحرص على أن يقتصر أي تعاطف على قصصهم وحسب.

ينوّه الباحث أيضا إلى أن هذا التمييز يتجلى في تفادي معظم الضيوف الإشارة إلى الضحايا في غزة بأنهم "فلسطينيون"؛ فوفق التحليل لنصوص البرامج موضوع الدراسة، ذُكِرَت كلمة "إسرائيل" 2,822 مرة، في حين لم تُذكَر كلمة فلسطين أو الفلسطينيين سوى 456 مرة. أمّا كلمة "حماس" فكانت حاضرة بنحو الضعف؛ إذ تكرر ذكرها من قبل الضيوف بواقع 1108 مرة، وهو ما يشير إلى اتجاه تحريري سائد في عدد من وسائل الإعلام الغربية لتصوير الحرب على أنها تجري بين إسرائيل وحماس. كما أوضح التحليل أن الإشارة إلى "الفلسطينيين" قد كانت شبه غائبة بالكامل في ثلاثة من البرامج؛ إذ تركز تكرار الكلمة في الحلقات التي استضافتها شبكة "سي بي أس"، وهي التي اهتمت أكثر من سواها في الحديث مع ضيوف عرب.

وليس غريبا ضمن هذه التركيبة من الضيوف وتحيزاتهم، وعدم ظهور أي صوت فلسطيني في هذه البرامج (باستثناء مرة واحدة)، أن يرصد التحليل تغييب المطالب الفلسطينية الأساسية في هذه الحرب، المتمثلة أساسا في إنهاء الحرب ورفع الحصار وإنقاذ الجرحى والمصابين؛ فعلى الرغم من الحراك الواسع في الشارع الأمريكي للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإصدار عشرات المدن الأمريكية قرارات تطالب البيت الأبيض بذلك، فإن هذا المطلب لم يُذكَر سوى 94 مرة في كلّ البرامج موضوع الدراسة، نصفها تقريبا في سياق التعبير عن معارضة وقف إطلاق النار والتحذير منه.

يتكرر هذا النهج في التعامل مع قضية "الإبادة" والاتهامات التي تواجهها إسرائيل رسميا في محكمة العدل الدولية؛ فعلى الرغم من الاهتمام العالمي بالمسألة، والاتفاق العام بين عدد من القانونيين والخبراء المختصين بقضايا الإبادة بشأن توصيف الجرائم الواقعة على الفلسطينيين في غزة، فإن الكلمة (Genocide) لم ترد في الحوارات التي استضافتها البرامج الأربعة سوى 23 مرة، ومرة واحدة فقط في وصف الحرب الإسرائيلية على غزة. أما البقية، فأتت في معرض التنديد بالمظاهرات المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأمريكية، ووصفها بأنها تنطوي على دعوات لإبادة اليهود.

يجد التحليل مثلا أن كلمة "احتلال" (Occupation) قد ذكرت 15 مرة فقط في 51 حلقة، وعلى لسان الضيوف العرب فقط، في درج توضيحهم للأسباب المباشرة الموجبة للمقاومة، المتمثلة في الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الفلسطينيين.

تقدّم هذه التقنيات الخطابية في نظر الباحث أدلة صادمة على مقدار التحيز في الإعلام الأمريكي فيما يخص حربا متواصلة يموت فيها مئات المدنيين يوميا ويجري فيها القضاء على مجتمعهم وسبل عيشهم؛ إذ تُهمَّش هذه الصورة الموضوعية بالكامل، لتسليط الضوء على ادعاءات افتراضية وغير دقيقة بشأن اليهود ومصيرهم، بحسب بعض التفسيرات المتطرفة لشعارات محتجين؛ كشعار "فلسطين حرة من البحر إلى النهر"، التي روجت الدعاية الإسرائيلية إلى أنها دعوة "إبادة" لليهود. أمّا "المذبحة الفعلية" التي تقع على الفلسطينيين في قطاع غزة، فجرى التعامل معها في جميع هذه البرامج وكأنها نتيجة ثانوية يتحمل مسؤوليتها الضحايا أنفسهم. هنا يذكر الباحث أن كلمة "مذبحة" (massacre) قد استخدمت 25 مرة، وفي هذه المرات جميعها كانت الإشارة حصرا إلى العمليات التي وقعت في 7 أكتوبر، مع إغفال هذه الكلمة أو أي من التوصيفات الأخرى الملائمة عند الإشارة إلى الحرب المدمرة التي يشهدها القطاع، والتي راح ضحيتها زهاء 30 ألف فلسطيني، نصفهم تقريبا من الأطفال.

تثبت نتائج هذا التحليل أن الإعلام الغربي السائد بنسخته الأمريكية يتجه نحو مزيد من التحيز لصالح إسرائيل في تركيبته الحالية، ولا سيما مع سيطرة هذا التوجه تاريخيا على البيت الأبيض واستمرار تأثير اللوبي الصهيوني داخل أروقة الكونغرس، وهو ما يعني حتمية انتقال الرهان إلى وسائل الإعلام البديلة ومنصات التواصل الاجتماعي، التي يتزايد الاعتماد عليها بين الفئات الأصغر سنا بوصفها خيارا مفضّلا وأكثر موثوقية لاستهلاك الأخبار والوصول إلى المعلومات، وهو ما قد يعيد الاعتبار إلى بعض الحقائق الموضوعية التي لا يمكن إغفالها عند الحديث عن فلسطين.

المزيد من المقالات

عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

 تواجه العديد من وسائل الإعلام - خاصة الأمريكية - معضلة كبيرة في تغطيتها للتصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروف بتقديم معلومات مضللة وأخبار غير د

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. كيف يصبح الإعلام شريكا في الإبادة

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025