العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

 

تواجه الصحفيات في لبنان تحديات عديدة، حيث تتعرض الناشطات منهن لضغوط اجتماعية ونفسية وعقائدية مكثفة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويزداد هذا الضغط على من يعملن في مجالات النقد السياسي والصحافة الاستقصائية، حيث يواجهن هجمات متكررة وإهانات من قبل الجمهور ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدين للأحزاب السياسية.

أحد العوامل الرئيسية التي تدفع هؤلاء إلى شن هجمات مسيئة هو الاختلاف السياسي والطائفي، الذي تغذيه الخطابات السياسية المستمرة، مما أسهم في خلق بيئة معادية للصحافة في البلاد، وأدى إلى استهداف الصحفيات بشكل خاص.

تتعرض الصحفيات لتهديدات بالقتل، والتعرض لعوائلهن، والتحرش الجنسي، والتهديدات القانونية، إذا تناولن قضايا فساد تخص أحد السياسيين أو أحد أتباعهم. وحسب إحصاء أجرته منظمة "مراسلون بلا حدود"، فإن 30 بالمئة من الانتهاكات (من أصل 140 انتهاكا) خلال تحركات 17 تشرين 2019 استهدفت الصحفيات، الأمر الذي أدى بالصحفية مريم سيف العاملة في جريدة نداء الوطن إلى الفرار من البلد.

تتعرض الصحفيات لتهديدات بالقتل، والتعرض لعوائلهن، والتحرش الجنسي، والتهديدات القانونية، إذا تناولن قضايا فساد تخص أحد السياسيين أو أحد أتباعهم.

وفي أواخر عام 2023 أجرت مؤسسة مهارات استطلاع  رأي مع 40 صحفية، بهدف تقييم الوعي العام والاستعداد للتصدي للمخاطر الرقمية المتعلقة بعملهن في لبنان. تظهر نتائج الاستطلاع أن 70 بالمئة من الصحفيات اللواتي عبّأن الاستمارة لا يشعرن بالأمان في أثناء ممارسة عملهن. وفيما يخص اهتمام المؤسسات الإعلامية بسلامة صحفياتها، فقد أشارت 36 صحفية من أصل 40 إلى أنهن لا يتلقين إرشادات أمنية فيما يتعلق بالمخاطر المتعلقة ببيئة العمل الصحفي.

 

الترهيب والابتزاز لممارسة الضغوطات المجتمعية

تتواصل أحيانا الحملات الإلكترونية والوسوم التي يطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد إحدى الصحفيات لأكثر من أسبوع، ما يتسبب لها بأضرار نفسية واجتماعية بسبب تغريدة أو منشور عبّرت فيه عن رأيها في قضايا عامة، أو لمجرد مشاركتها مقالاً أو ظهورها في وسيلة إعلامية.

ومن أبرز أشكال الضغط التي تتعرض لها الصحفيات محاولات سرقة حساباتهن، وإنشاء حسابات وهمية تحمل أسماءهن لنشر محتويات مسيئة، بالإضافة إلى تركيب صور مهينة، والتنمر، والاحتقار، والإساءة اللفظية. هذه الأساليب تستهدف النيل من كرامتهن ومحاولة إسكات أصواتهن.

تروي الصحفية والناقدة زينب حاوي لمجلة الصحافة تفاصيل الهجوم والحملة الإلكترونية التي شُنّت ضدها واستمرت ثمانية أيام عبر موقع إكس (تويتر سابقا)، إذ كانت تشتغل في قسم الثقافة في جريدة الأخبار وكان من مهامها رصد البرامج التلفزيونية.  

أجرت كالعادة رصدا للبرامج الساخرة الكوميدية، فكتبت مقالا عن برنامج "تعا قلوا بيزعل" لتتحول مساحات النقاش الرقمي إلى مساحات تحريضية. تفاجأت حاوي بالحملة الموجهة تجاهها؛ إذ تعرضت لأشكال متعددة من العنف الكلامي الجارح ليخرج المقال عن سياقه الأساسي ويتحول إلى جدال شخصي بحت. تناول الجمهور على موقع إكس صورا لحاوي بإطار مسيء، في محاولة لترهيبها وابتزازها، حتى تذهب لخيار إلغاء المنشور الذي يحتوي على رابط المقال.

لم تتلق حاوي كما تقول أي دعم من الجمعيات النسوية التي تنصف المرأة وتدعي دعمها ومناصرتها. وبدا ذلك واضحا عندما عاد اسمها إلى التداول في واحدة من أهم برامج البودكاست المعروفة في لبنان و"الذي يدعي القيمون عليه الليبرالية وأنهم يتمتعون بسقف عالٍ من الحريات والانفتاح؛ إذ ذُكِر اسمها بدونية ورُبِط بمضامين التخلف والتعبير بمصطلحات جنسية مسيئة".

لم تنته الحملة على حاوي إلا بتسوية إدارية في صحيفة الأخبار، فبعد أن عملت 11 سنة في قسم النقد في الصحيفة، ونُقِلت بقرار من المسؤولين إلى قسم المجتمع، تؤكد حاوي أنها "لم تتلق أي دعم من مؤسستها في مواجهة هذه الحملة".

لم تتلق حاوي كما تقول أي دعم من الجمعيات النسوية التي تنصف المرأة وتدعي دعمها ومناصرتها. وبدا ذلك واضحا عندما عاد اسمها إلى التداول في واحدة من أهم برامج البودكاست المعروفة في لبنان و"الذي يدعي القيمون عليه الليبرالية وأنهم يتمتعون بسقف عالٍ من الحريات والانفتاح؛ إذ ذُكِر اسمها بدونية ورُبِط بمضامين التخلف والتعبير بمصطلحات جنسية مسيئة".

تفسر الصحفية والناشطة سحر غدار هذه النظرة إلى الصحفيات بأن اللبنانيين "وعلى الرغم من تنوعهم جميعا فإنهم ينتمون إلى بيئات ترى أن المرأة أقل شأنا من الرجل؛ لذا يُستسهل تعنيفها بشتى الطرق. يأتي التعنيف الرقمي ضد الصحفيات برأيها، بوصفه ورقة ضغط مضمونة النتائج تنتهي إما بإغلاق صفحاتهن أو الاعتذار.

غدار، وهي واحدة من أبرز الصحفيات المؤثرات في لبنان، مورس عليها ضغط وصل إلى اتهامها بتقاضي المال والطعن في الشرف في الفضاء الرقمي. كانت قد واجهت مواقف التنمر في أثناء مشاركتها في الاحتجاجات المطلبية في 17 تشرين 2019 أمام المصرف المركزي، ووصل الأمر إلى السخرية من شكلها. تقول غدار: "كنت أمر بوضع صحي اضطررت خلاله إلى تناول أدى إلى زيادة وزني، وقد قرأت كثيرا من التعليقات المسيئة وغير المنطقية والمسيئة بينما كنت أمارس حقي في التعبير والتظاهر".

تواصل غدار سرد قصتها بالقول: "تكررت تعليقات مثل "روحي اضعفي" "أنت صحفية أي تلفزيون بده يساعك؟" حتى إنه قد وصل الأمر مع بعضهم إلى تركيب صورها عبر برامج الفوتوشوب بقصد الإساءة والإزعاج وتشكيل ضغط اجتماعي عليها. تؤكد سحر أنه مهما كانت الصحفية تتمتع بشخصية قوية فستترك الكلمات الجارحة والمؤذية أثرا سلبيا، ولا سيما حين تتطور الأمور إلى التدخل بالحياة الشخصية والعائلية والوصول إلى الأطفال.

ترى نقيبة العاملين في المجال المرئي والمسموع الصحفية، رندلى جبور، أن كل المؤشرات تدل على أن الانفلات والعنف الرقمي بحق الصحفيات في لبنان قد ازداد مع أحداث السابع عشر من تشرين، و"لا تزال الاعتداءات على الصحفيات رقميا تزداد بشكل ملحوظ وقاسٍ، أكثر من الصحفيين الذكور حتى وإن تناولا الموضوعات والأفكار نفسها".

وتضيف النقيبة: "نعيش مع جماهير تستسهل التعرض لكرامة المرأة، والتطاول عليها للنيل منها؛ إذ يصبح من السهل اتهامها بشرفها، واستسخاف حديثها وتصويرها على أنها غبية وأدنى من الرجل مهما كان منصبها ورتبتها المهنية".

وبحسب معلومات النقابة، فإن إحدى الصحفيات حاولت الانتحار مؤخرا جراء الإساءات اللفظية والإهانات المتكررة والممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعد مؤشرا خطرا على واقع عمل الصحفيات.

تؤكد سحر أنه مهما كانت الصحفية تتمتع بشخصية قوية فستترك الكلمات الجارحة والمؤذية أثرا سلبيا، ولا سيما حين تتطور الأمور إلى التدخل بالحياة الشخصية والعائلية والوصول إلى الأطفال.

من الناحية القانونية، تقول جبور إن النقابة توفر للصحفيات كامل الدعم من خلال تأدية دورها على الصعيد المعنوي والنفسي بمساندة الصحفيات بعد تعرضهن لأي أذى رقمي، ومن ناحية أخرى تقدم النقابة معونة قضائية، يتم فيها تعيين محامٍ للصحفية ومواكبة كاملة منذ اللحظة الأولى لتقديم الشكوى القانونية، لكن المشكلة على حد تعبيرها أن الصحفيات يستسلمن لهذه المواقف، حين يحكمن على النتائج مسبقا؛ لذلك أغلبهن يفضلن السكوت على الابتزاز والتعرض لحياتهن الشخصية.

يُذكَر أن قانون الإعلام في لبنان، الذي يفترض أن يكون المرجع لحل المشكلات كافة، لم يُعدَّل إلا مرة واحدة في فترة التسعينيات بمساهمة النقابة. أما التعديلات الحالية المطروحة في اللجان النيابية اليوم، فهي تقتصر على الإعلام التقليدي ولا تشمل منصات التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي Farah Radi Al-Daraawi
فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024

المزيد من المقالات

البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي Farah Radi Al-Daraawi
فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025