"الإعلام الجديد".. لماذا استفادت الأنظمة العربية وفشلت الشعوب؟

"الإعلام الجديد".. لماذا استفادت الأنظمة العربية وفشلت الشعوب؟

"الشبكات الاجتماعية صنعت الربيع العربي، لكنها فشلت في المحافظة عليه".. خلاصة تكاد ترقى إلى الإجماع بين مراقبي الشأنين الإعلامي والسياسي في المنطقة العربية، في وقت حلم فيه الكثيرون قبل عقد من الزمن، بسقوط آخر جدار يصدّ مواطني الدول العربية عن ولوج منطقة الشعوب الحرة.

قد تسعف بعض الدراسات والأبحاث التي أنتجتها مراكز البحث والجامعات بخصوص الانحراف الذي وقع في مسار الثورات العربية الأخيرة، وما رافقه من "خدلان" الإعلام البديل وسرعة احتوائه من طرف الأنظمة وقوى الثورات المضادة، إن على مستوى داخلي في جل الدول العربية أو على صعيد إقليمي؛ لكن القصة أكبر من أن يلخصها عمر المنصات التي ولدت في مطلع الألفية الحالية، وفهمها لا ينفكّ عن ذلك المسار الطويل من الإخضاع والترويض الذي قامت به الأنظمة العربية لما يقرب القرنين من الزمن. 

فمنذ دخول الطباعة، متأخرة عن لحظة اختراعها ببضعة قرون، ومرورا بكل أشكال التطوّر الإعلامي التي عرفها العالم، كان حلم الفتح التحرري الذي يحمله "الترانزيستور" أو الشاشات -بقديمها وجديدها- أو الشبكة العنكبوتية، يتحوّل إلى سراب. 

والغريب في هذه المتلازمة العربية، أن الأنظمة السياسية تلتقي في مسعى التطويع والإخضاع تجاه المستجدات الإعلامية، سواء حسنت علاقاتها البينية أو ساءت، ففي كلتا الحالتين، يكون العمل الصحفي وأخلاقياته واقتصاده ونظمه القانونية، هو الضحية الأولى. 

 

الصحافة أخت السياسة

ترتبط الصحافة منذ نشأتها الأولى -بشكل أو بآخر- بالسياسة وحساباتها، لدرجة يمكن الجزم معها بملازمة الفعل الإعلامي لنظيره السياسي، بغض النظر عن اختلاف الأنظمة والسياقات الثقافية والتاريخية والاقتصادية. 

لقد شكّلت الصحافة دائما أداة تأثير سياسي عبر المساهمة في خلق وتأطير الرأي العام، وتوجيه اختيارات صاحب القرار من خلال الأولويات التي تحددها الممارسة الإعلامية، والدفاع عن مصالح معينة بالتعبئة والترويج للأفكار، سواء على الصعيد الداخلي للدول أوفي مواجهة الأطراف الخارجية. 

ومثلما يساهم الإعلام في البناء الداخلي، يؤثر أيضا في صناعة السياسات الخارجية للدول من خلال التغطية الدائمة لما يجري في العلاقات الدولية من أحداث وصراعات، خاصة تلك التي تعني -بشكل مباشر أو غير مباشر- الدولة التي تنتمي إليها الوسيلة الإعلامية، وهو ما يحمل السلطات على مراعاة اختيارات ورغبات الرأي العام. 

ونظرا لاشتراك صحافة الدول العربية في المرجعية اللغوية الموحدة، وتبادل التأثير بين التجارب الإعلامية العربية، فقد ظلّ مسار تطوّر الصحافة في هذه المنطقة رهينة تأثير مشترك بين كل من الوضع السياسي الداخلي لكل دولة، والتطوّر العام للأوضاع الإقليمية العربية. ولا أدلّ على ذلك مما اشتركت فيه المنطقة من حراك شعبي شبه عام، من المحيط إلى الخليج، إبان ما يعرف بالربيع العربي.

 

دور وطني قديم

لقد شكّلت المنصات الإعلامية العربية خلال الفترة الاستعمارية ملاذا للقوى التحررية العربية، يساند بعضها بعضا. ويكفي أن نذكّر هنا كيف سارع أحد أبرز قادة الحركة الوطنية المغربية علال الفاسي إلى بث ندائه الشهير عبر إذاعة "صوت القاهرة" أين كان منفيا، داعيا إلى الثورة ضد الحماية الفرنسية دقائق قليلة بعد إقدامها على نفي السلطان الشرعي للمغرب يوم 20 أغسطس/آب 1953.

وحتى أبقى مقتصرا على المثال المغربي الذي أعرفه جيدا، فإنه مباشرةً بعد حصول المملكة المغربية على استقلالها، وبينما كانت أراضيها معبرا لشحنات الأسلحة "العربية" الموجهة لدعم الثورة الجزائرية، خاصة تلك التي جادت بها الثورة الناصرية؛ كان الإعلام المغربي يقوم بدور "التغطية" لظهر الثوار الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي. وبعد أقل من أسبوع من تولي الحكومة المغربية سلطة الإذاعة الوطنية من يد الفرنسيين، بدأ بث برنامج مخصص لمواكبة الثورة الجزائرية.

وفي بداية العام 1960، اشترت الحكومة المغربية محطة "راديو طنجة" من شركة "طوربي كيبيدو"، وأصبحت بذلك تحمل اسم "صوت المغرب" بإرسال يمتد لـ15 ساعة يوميا باللغات العربية والفرنسية والإسبانية. وكان من أول القرارات المتعلقة بهذه المحطة، أن خصصت ست ساعات يومية لـ"صوت الجزائر الحرة والمناضلة"، كقناة لبث تعليمات وبلاغات جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، بناء على اتفاق بين الحكومة المغربية والحكومة المؤقتة الثورية الجزائرية، وكان ذلك تجسيدا لإرهاصات أدوار وطنية للإعلام، تجمع بين تحقيق التلاحم العربي وبين التعبير عن صوت المواطن وإرادته.

نشوء الصحافة في المنطقة العربية في سياق تطلعات المنطقة نحو الاستقلال عن الاحتلال الأجنبي، جعلها تطوّر خطابات وطنية قطرية، حيث كانت الصحف الأولى تعمل على تعزيز الشعور بالانتماء الوطني، مساهمة منها في التعبئة من أجل المقاومة والحصول على الاستقلال. 

 

النكسة الأولى

بعد استقلال مصر، ومع تطلّع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى تزعم حركة التحرر العربي، أصبحت صحف ومجلات وإذاعات القاهرة آلة دعائية مرهوبة الجانب، يسلّطها عبد الناصر على الاستعماريْن الفرنسي والبريطاني في المنطقة العربية، وإن كان قد وجّه أيضا ضد القادة العرب الذين عارضوا طموحاته وأفكاره.

النكسة الإعلامية العربية الأولى وقعت في هذه اللحظة بالذات، حيث باتت المنابر الإعلامية خاضعة لقبضة الأنظمة، مما جعلها تطوّر نوعا جديدا من الخطاب الوطني، يرتبط أساسا بتمجيد الحكام وترسيخ سلطتهم وتجديد أو توليد شرعيتهم، رغم تأسيس أغلبهم لنظام الحزب الواحد وإغلاق صحف الأحزاب والتيارات المعارضة. 

وحدها العاصمة اللبنانية بيروت كانت تشكل الاستثناء والجزيرة المعزولة وسط محيط الدكتاتورية الإعلامية العربية، حيث سمح الواقع الثقافي والسياسي المتميز للبنان -أي تنوعه الداخلي الكبير- بتطوير صحافة متنوعة، مما جعل جلّ التيارات السياسية والفكرية العربية تجعل من بيروت قبلة لها من أجل التدافع الفكري والبحث عن التقرب من الصحف القائمة أو دعم أخرى جديدة للحصول على حضور في حلبة النزال بين التيارات الناصرية والملكية والسنية والشيعية... قبل أن تأتي الحرب الأهلية اللبنانية، ربما بسبب انفلات هذا التنافس العربي حول صحافتها كما يقول البعض، لتجبر أغلب الأقلام الصحفية على الهجرة والمنافي.

 

فضائيات الأنظمة

أول "ثورة" إعلامية عرفتها المنطقة العربية كانت مع إطلاق صحف ناطقة بلغة الضاد، تخاطب مجموع دول المنطقة، وتصدر في غالبيتها من العاصمة البريطانية لندن، لكنها تطبع وتصدر في اليوم نفسه في جل العواصم الدولية بفضل تقنيات الإرسال عبر الأقمار الصناعية. 

كانت هذه أول موجة من التدفق الغزير والموحد للأخبار والآراء على شعوب المنطقة العربية من طرف المنصة نفسها، بدل النشر والتوزيع القُطري الذي كان ينتقل إلى بعض الدول بشكل متأخر في السابق، أي دون أن يكون له تأثير في تشكل الرأي العام ومسار الأحداث.

بعد ذلك، شهد عقد التسعينيات ظهور القنوات الفضائية التي شكّلت تحديا كبيرا للمحطات التلفزيونية التقليدية، الخاضعة للرقابة الكلية والمباشرة من جانب الأنظمة. ثم جاءت شبكة الإنترنت لتكسر ما تبقى من حدود وحواجز بين شعوب ودول المنطقة العربية. 

النكسة الكبيرة الثانية التي منعت انبثاق إعلام عربي مهني ومستقل، ستجهض حلما آخر بانعتاق المواطن العربي من قبضة الاستبداد السياسي الإعلامي، الذي رافق ظهور إعلام عربي جديد، سواء المطبوع الذي صدر في السبعينيات والثمانينيات من بعض العواصم الغربية، أو بعد ظهور القنوات التلفزيونية الفضائية المتمردة على قوالب البث الأرضي ذي الهالة السيادية.

في دراسة أنجزها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عام 1998 لمعرفة تأثير ما كان يسمى وقتها "الإعلام الجديد" -أي القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت- على العالم العربي، ومساعدة صانعي القرار في الولايات المتحدة على التعاطي مع المنطقة العربية بما يخدم المصالح الأميركية، نقرأ ما خلص إليه الدكتور جون ب. ألترمان الذي أشرف على عمل فريق كبير من الباحثين لهذا الغرض، من تحوّل عميق أحدثه "الإعلام الجديد" وقتها في العالم العربي، بدءا من الصحف الموجّهة إلى دول المنطقة جميعها، والتي ظهرت في الثمانينيات والتسعينيات، مرورا بالقنوات الفضائية، ووصولا إلى الإنترنت.

 

من يدفع الثمن؟

لقد دخلت المجتمعات العربية القرن 21 وهي تتمكن أكثر فأكثر من قراءة ومشاهدة وسماع نفس الأخبار والآراء في الوقت نفسه، وهو ما لم يكن متاحا في أي وقت سابق. شهد عبور المنطقة العربية من القرن 20 إلى القرن الحالي طفرة كبيرة في عدد القنوات الفضائية، حيث انتقل من أقل من 30 قناة في بداية عقد التسعينيات، إلى قرابة 1400 قناة في العام 2015.

ورأى كثير من المختصين في ذلك فرصة لمنح المواطن العربي حرية أكبر وولوجا أسهل إلى الأخبار والمضامين الإعلامية، لكون المنصات الجديدة معنية بإرضاء تطلعات المتلقي العربي (المستهلك) بدل الأنظمة، بالنظر إلى أنها لم تعد مرتهنة بسوق محلية محدودة ولا تحت سلطة الدول التي تبث فيها رسائلها الإعلامية. 

والحقيقة أن ما انتهى إليه الإعلام العربي، تكاد توجزه مقدمة تقرير أصدرته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عام 2007، وحمل عنوان "من يدفع الثمن؟.. إعلانات الصحف المصرية لتجميل صورة الدكتاتورية التونسية". 

كان المقصود في تلك الوثيقة هو الإعلانات التي تنشر على أنها مضامين صحفية لتلميع صورة نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي في إعلام بعض الدول العربية، دون الكشف عن حقيقتها كإعلانات مدفوعة الأجر، ولا عن هوية من يدفع. وشكّل ذلك نموذجا عن كيفية تأثير الأنظمة العربية داخل الرأي العام لبعضها البعض.

 

الربيع العربي.. النكسة الثالثة

في عموده الثابت الذي تنشره صحيفة "القدس العربي"، اختار الكاتب العراقي مثنى عبد الله في مستهل أبريل/نيسان 2020، أن يرصد ظاهرة الإعلاميّ العربيّ الذي تحوّل إلى مهرّج في "سيرك" الخلافات العربية. وروى عبد الله قصة صاحب قناة فضائية كانت تبث من شقة لندنية صغيرة، جاعلا إياها منصة للتزلّف لحكام وأمراء المملكة العربية السعودية، ثم سرعان ما قلب معطفه ليهاجمهم، معتقدا أنه سيحصل تلقائيا على احتضان دولة قطر، وهو ما خاب أمله فيه، فعاد من جديد "ليُسبّح بحمد السعودية ويشتم قطر".

الإعلامي في نظر جميع المختصين -ومنهم مثنى عبد الله- ليس كائنا مجردا من الآراء والقناعات الشخصية، لكن وظيفته تقف عند التحري والتقصي والوقوف على المسافة نفسها من الآراء بنزاهة، وهو ما يحقّق له التراكم الذي يُكسبه المصداقية والتأثير والقدرة على صنع الوعي.

الواقع أننا بعد الربيع العربي، نعيش نكسة جديدة في حلم خروج مشروع تحرر الشعوب العربية من رحم الإعلام الذي يستفيد من ثورة تكنولوجية بعد أخرى. وإذا كانت للردة السياسية الشاملة التي عرفتها الدول العربية -سواء تلك التي تحوّل ربيعها إلى حروب دموية، أو التي حافظت على استقرارها المؤسساتي- وجوه عدة، فإن أوضحها على الإطلاق هما الاحتواء والإخضاع اللذان مارسهما النظام الإقليمي العربي ضد الفرص التي يتيحها عصر المعلومات المتدفقة والمنصات العابرة للحدود.

هي القصة نفسها التي عاشتها أجيال سابقة في القرن الماضي، تكرّرت في العقد الأخير. فبعد لحظةٍ تمكّنت فيها الشعوب من التعبئة والتنظيم مستفيدة من غفلة الأنظمة وعجزها عن فهم الشبكات الاجتماعية، كما يؤكد جوشوا تاكر أستاذ علم السياسة في جامعة نيويورك، والباحث الرئيسي في مختبر الشبكات الاجتماعية والمشاركة السياسية، لم تكتفِ الأنظمة التي تخشى زوال استبدادها، بالقمع والتضييق على منصات "الإعلام الجديد"، وإنما تمكّنت من "التعلّم" السريع، وبات جزء كبير مما تتيحه الشبكات الاجتماعية في خدمة الحكام، على حساب ما كان يُفترض أن تحققه من تعزيز لسلطة الصحافة وتسهيل لرواج الأخبار الصحيحة والآراء المتنوعة.

 

لا بيضة ولا ديك

تفضي بنا هذه القصة الحزينة إلى إعادة طرح السؤال اللغز: هل الإعلام القوي والصحافة المهنية نتيجة لقيام الديمقراطية أم شرط سابق لتحقيقها؟ وأي محاولة لترجيح هذا الجواب أو ذاك، لن تقدّم فائدة تذكر سوى محاكاة لغز "الديك والبيضة"، لأن الأمر يتعلق في الحقيقة بوجهين لعملة واحدة. 

العبور نحو برّ الدولة الديمقراطية والشعوب الحرة يحتاج إلى عبور مماثل نحو صحافة مهنية ومستقلة، والسعي إلى أحدهما لا يمكن أن يتم بمعزل عن الآخر. وحتى أبقى داخل المثال المغربي الذي أعرفه أكثر من غيره، فإن الطفرة التي عاشتها المملكة قبل نحو 20 عاما بظهور صحافة ورقية مستقلة ومهنية، سرعان ما تبدّد وانتكس بسبب غياب بناء مؤسساتي ونخبة سياسية ووعي صلب بحتمية التمكين للمواطن، من أجل بناء الدولة الحديثة.

مصادر: 

 

https://www.wired.com/2016/01/social-media-made-the-arab-spring-but-couldnt-save-it/  

 "الإعلام وتأثيره والسياسة الخارجية"، المركز الديمقراطي العربي، دراسة بحثية، فبراير/شباط 2020

 

 https://www.maghress.com/alalam/1486 

 

 

 "تأملات في الحرب الإعلامية"، سبأ عبد الله باهري، دار سيبويه للطباعة والنشر والتوزيع. 

https://www.washingtoninstitute.org/uploads/Documents/pubs/PolicyPaper4…;

 https://arabic.cnn.com/ARAB-SATELLITE-CHANNEL-STATISTICS 

 

 http://anhri.net/wp-content/uploads/2017/08/%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A.pdf  

 

 https://www.alquds.co.uk/%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%8F%D9%87%D8%B1%D9%91%D8%AC-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%87-%D8%A7/   

 

 https://www.wired.com/2016/01/social-media-made-the-arab-spring-but-couldnt-save-it/  

 

 

 

 

 

More Articles

Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh 1
Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024
Journalists Should Not Embrace the Artificial Intelligence Hype

What factors should journalists take into account while discussing the use of AI in the media?

Jorge Sagastume Muralles
Jorge Sagastume Published on: 16 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
A Half-Truth is a Full Lie

Misinformation is rampant in modern conflicts, worsened by the internet and social media, where false news spreads easily. While news agencies aim to provide unbiased, fact-based reporting, their focus on brevity and hard facts often lacks the necessary context, leaving the public vulnerable to manipulation and unable to fully grasp the complexities of these issues.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 30 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
India and Pakistan; Journalists building Bridges for Understanding

Amid decades of tension, journalists from India and Pakistan are uniting to combat hostile narratives and highlight shared challenges. Through collaboration, they’re fostering understanding on pressing issues like climate change and healthcare, proving that empathy can transcend borders. Discover how initiatives like the Journalists' Exchange Programme are paving the way for peace journalism and a more nuanced narrative.

Safina
Safina Nabi Published on: 12 Aug, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024
The Rise of Podcasting: How Digital Audio Is Revolutionising Journalism

In this age of digital transformation and media convergence, podcasts stand out as a testament to the enduring power of journalism—a medium that transcends borders, sparks conversations, and brings the world closer together.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 6 Jun, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Your Words Are Your Weapon — You Are a Soldier in a Propaganda War

Narrative warfare and the role of journalists in it is immense; the context of the conflict, the battleground has shifted to the realm of narratives, where journalists play a decisive role in shaping the narrative.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 21 Apr, 2024
The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Orientalism, Imperialism and The Western Coverage of Palestine

Western mainstream media biases and defence of the Israeli narrative are connected to orientalism, racism, and imperialism, serving the interests of Western ruling political and economic elites. However, it is being challenged by global movements aiming to shed light on the realities of the conflict and express solidarity with the Palestinian population.

Joseph Daher
Joseph Daher Published on: 1 Apr, 2024
Ethical Dilemmas of Photo Editing in Media: Lessons from Kate Middleton’s Photo Controversy

Photoshop—an intelligent digital tool celebrated for enhancing the visual appearance of photographs—is a double-edged sword. While it has the power to transform and refine images, it also skillfully blurs the line between reality and fiction, challenging the legitimacy of journalistic integrity and the credibility of news media.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 26 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024