"الإعلام الجديد".. لماذا استفادت الأنظمة العربية وفشلت الشعوب؟

"الشبكات الاجتماعية صنعت الربيع العربي، لكنها فشلت في المحافظة عليه".. خلاصة تكاد ترقى إلى الإجماع بين مراقبي الشأنين الإعلامي والسياسي في المنطقة العربية، في وقت حلم فيه الكثيرون قبل عقد من الزمن، بسقوط آخر جدار يصدّ مواطني الدول العربية عن ولوج منطقة الشعوب الحرة.

قد تسعف بعض الدراسات والأبحاث التي أنتجتها مراكز البحث والجامعات بخصوص الانحراف الذي وقع في مسار الثورات العربية الأخيرة، وما رافقه من "خدلان" الإعلام البديل وسرعة احتوائه من طرف الأنظمة وقوى الثورات المضادة، إن على مستوى داخلي في جل الدول العربية أو على صعيد إقليمي؛ لكن القصة أكبر من أن يلخصها عمر المنصات التي ولدت في مطلع الألفية الحالية، وفهمها لا ينفكّ عن ذلك المسار الطويل من الإخضاع والترويض الذي قامت به الأنظمة العربية لما يقرب القرنين من الزمن. 

فمنذ دخول الطباعة، متأخرة عن لحظة اختراعها ببضعة قرون، ومرورا بكل أشكال التطوّر الإعلامي التي عرفها العالم، كان حلم الفتح التحرري الذي يحمله "الترانزيستور" أو الشاشات -بقديمها وجديدها- أو الشبكة العنكبوتية، يتحوّل إلى سراب. 

والغريب في هذه المتلازمة العربية، أن الأنظمة السياسية تلتقي في مسعى التطويع والإخضاع تجاه المستجدات الإعلامية، سواء حسنت علاقاتها البينية أو ساءت، ففي كلتا الحالتين، يكون العمل الصحفي وأخلاقياته واقتصاده ونظمه القانونية، هو الضحية الأولى. 

 

الصحافة أخت السياسة

ترتبط الصحافة منذ نشأتها الأولى -بشكل أو بآخر- بالسياسة وحساباتها، لدرجة يمكن الجزم معها بملازمة الفعل الإعلامي لنظيره السياسي، بغض النظر عن اختلاف الأنظمة والسياقات الثقافية والتاريخية والاقتصادية. 

لقد شكّلت الصحافة دائما أداة تأثير سياسي عبر المساهمة في خلق وتأطير الرأي العام، وتوجيه اختيارات صاحب القرار من خلال الأولويات التي تحددها الممارسة الإعلامية، والدفاع عن مصالح معينة بالتعبئة والترويج للأفكار، سواء على الصعيد الداخلي للدول أوفي مواجهة الأطراف الخارجية. 

ومثلما يساهم الإعلام في البناء الداخلي، يؤثر أيضا في صناعة السياسات الخارجية للدول من خلال التغطية الدائمة لما يجري في العلاقات الدولية من أحداث وصراعات، خاصة تلك التي تعني -بشكل مباشر أو غير مباشر- الدولة التي تنتمي إليها الوسيلة الإعلامية، وهو ما يحمل السلطات على مراعاة اختيارات ورغبات الرأي العام. 

ونظرا لاشتراك صحافة الدول العربية في المرجعية اللغوية الموحدة، وتبادل التأثير بين التجارب الإعلامية العربية، فقد ظلّ مسار تطوّر الصحافة في هذه المنطقة رهينة تأثير مشترك بين كل من الوضع السياسي الداخلي لكل دولة، والتطوّر العام للأوضاع الإقليمية العربية. ولا أدلّ على ذلك مما اشتركت فيه المنطقة من حراك شعبي شبه عام، من المحيط إلى الخليج، إبان ما يعرف بالربيع العربي.

 

دور وطني قديم

لقد شكّلت المنصات الإعلامية العربية خلال الفترة الاستعمارية ملاذا للقوى التحررية العربية، يساند بعضها بعضا. ويكفي أن نذكّر هنا كيف سارع أحد أبرز قادة الحركة الوطنية المغربية علال الفاسي إلى بث ندائه الشهير عبر إذاعة "صوت القاهرة" أين كان منفيا، داعيا إلى الثورة ضد الحماية الفرنسية دقائق قليلة بعد إقدامها على نفي السلطان الشرعي للمغرب يوم 20 أغسطس/آب 1953.

وحتى أبقى مقتصرا على المثال المغربي الذي أعرفه جيدا، فإنه مباشرةً بعد حصول المملكة المغربية على استقلالها، وبينما كانت أراضيها معبرا لشحنات الأسلحة "العربية" الموجهة لدعم الثورة الجزائرية، خاصة تلك التي جادت بها الثورة الناصرية؛ كان الإعلام المغربي يقوم بدور "التغطية" لظهر الثوار الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي. وبعد أقل من أسبوع من تولي الحكومة المغربية سلطة الإذاعة الوطنية من يد الفرنسيين، بدأ بث برنامج مخصص لمواكبة الثورة الجزائرية.

وفي بداية العام 1960، اشترت الحكومة المغربية محطة "راديو طنجة" من شركة "طوربي كيبيدو"، وأصبحت بذلك تحمل اسم "صوت المغرب" بإرسال يمتد لـ15 ساعة يوميا باللغات العربية والفرنسية والإسبانية. وكان من أول القرارات المتعلقة بهذه المحطة، أن خصصت ست ساعات يومية لـ"صوت الجزائر الحرة والمناضلة"، كقناة لبث تعليمات وبلاغات جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، بناء على اتفاق بين الحكومة المغربية والحكومة المؤقتة الثورية الجزائرية، وكان ذلك تجسيدا لإرهاصات أدوار وطنية للإعلام، تجمع بين تحقيق التلاحم العربي وبين التعبير عن صوت المواطن وإرادته.

نشوء الصحافة في المنطقة العربية في سياق تطلعات المنطقة نحو الاستقلال عن الاحتلال الأجنبي، جعلها تطوّر خطابات وطنية قطرية، حيث كانت الصحف الأولى تعمل على تعزيز الشعور بالانتماء الوطني، مساهمة منها في التعبئة من أجل المقاومة والحصول على الاستقلال. 

 

النكسة الأولى

بعد استقلال مصر، ومع تطلّع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى تزعم حركة التحرر العربي، أصبحت صحف ومجلات وإذاعات القاهرة آلة دعائية مرهوبة الجانب، يسلّطها عبد الناصر على الاستعماريْن الفرنسي والبريطاني في المنطقة العربية، وإن كان قد وجّه أيضا ضد القادة العرب الذين عارضوا طموحاته وأفكاره.

النكسة الإعلامية العربية الأولى وقعت في هذه اللحظة بالذات، حيث باتت المنابر الإعلامية خاضعة لقبضة الأنظمة، مما جعلها تطوّر نوعا جديدا من الخطاب الوطني، يرتبط أساسا بتمجيد الحكام وترسيخ سلطتهم وتجديد أو توليد شرعيتهم، رغم تأسيس أغلبهم لنظام الحزب الواحد وإغلاق صحف الأحزاب والتيارات المعارضة. 

وحدها العاصمة اللبنانية بيروت كانت تشكل الاستثناء والجزيرة المعزولة وسط محيط الدكتاتورية الإعلامية العربية، حيث سمح الواقع الثقافي والسياسي المتميز للبنان -أي تنوعه الداخلي الكبير- بتطوير صحافة متنوعة، مما جعل جلّ التيارات السياسية والفكرية العربية تجعل من بيروت قبلة لها من أجل التدافع الفكري والبحث عن التقرب من الصحف القائمة أو دعم أخرى جديدة للحصول على حضور في حلبة النزال بين التيارات الناصرية والملكية والسنية والشيعية... قبل أن تأتي الحرب الأهلية اللبنانية، ربما بسبب انفلات هذا التنافس العربي حول صحافتها كما يقول البعض، لتجبر أغلب الأقلام الصحفية على الهجرة والمنافي.

 

فضائيات الأنظمة

أول "ثورة" إعلامية عرفتها المنطقة العربية كانت مع إطلاق صحف ناطقة بلغة الضاد، تخاطب مجموع دول المنطقة، وتصدر في غالبيتها من العاصمة البريطانية لندن، لكنها تطبع وتصدر في اليوم نفسه في جل العواصم الدولية بفضل تقنيات الإرسال عبر الأقمار الصناعية. 

كانت هذه أول موجة من التدفق الغزير والموحد للأخبار والآراء على شعوب المنطقة العربية من طرف المنصة نفسها، بدل النشر والتوزيع القُطري الذي كان ينتقل إلى بعض الدول بشكل متأخر في السابق، أي دون أن يكون له تأثير في تشكل الرأي العام ومسار الأحداث.

بعد ذلك، شهد عقد التسعينيات ظهور القنوات الفضائية التي شكّلت تحديا كبيرا للمحطات التلفزيونية التقليدية، الخاضعة للرقابة الكلية والمباشرة من جانب الأنظمة. ثم جاءت شبكة الإنترنت لتكسر ما تبقى من حدود وحواجز بين شعوب ودول المنطقة العربية. 

النكسة الكبيرة الثانية التي منعت انبثاق إعلام عربي مهني ومستقل، ستجهض حلما آخر بانعتاق المواطن العربي من قبضة الاستبداد السياسي الإعلامي، الذي رافق ظهور إعلام عربي جديد، سواء المطبوع الذي صدر في السبعينيات والثمانينيات من بعض العواصم الغربية، أو بعد ظهور القنوات التلفزيونية الفضائية المتمردة على قوالب البث الأرضي ذي الهالة السيادية.

في دراسة أنجزها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عام 1998 لمعرفة تأثير ما كان يسمى وقتها "الإعلام الجديد" -أي القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت- على العالم العربي، ومساعدة صانعي القرار في الولايات المتحدة على التعاطي مع المنطقة العربية بما يخدم المصالح الأميركية، نقرأ ما خلص إليه الدكتور جون ب. ألترمان الذي أشرف على عمل فريق كبير من الباحثين لهذا الغرض، من تحوّل عميق أحدثه "الإعلام الجديد" وقتها في العالم العربي، بدءا من الصحف الموجّهة إلى دول المنطقة جميعها، والتي ظهرت في الثمانينيات والتسعينيات، مرورا بالقنوات الفضائية، ووصولا إلى الإنترنت.

 

من يدفع الثمن؟

لقد دخلت المجتمعات العربية القرن 21 وهي تتمكن أكثر فأكثر من قراءة ومشاهدة وسماع نفس الأخبار والآراء في الوقت نفسه، وهو ما لم يكن متاحا في أي وقت سابق. شهد عبور المنطقة العربية من القرن 20 إلى القرن الحالي طفرة كبيرة في عدد القنوات الفضائية، حيث انتقل من أقل من 30 قناة في بداية عقد التسعينيات، إلى قرابة 1400 قناة في العام 2015.

ورأى كثير من المختصين في ذلك فرصة لمنح المواطن العربي حرية أكبر وولوجا أسهل إلى الأخبار والمضامين الإعلامية، لكون المنصات الجديدة معنية بإرضاء تطلعات المتلقي العربي (المستهلك) بدل الأنظمة، بالنظر إلى أنها لم تعد مرتهنة بسوق محلية محدودة ولا تحت سلطة الدول التي تبث فيها رسائلها الإعلامية. 

والحقيقة أن ما انتهى إليه الإعلام العربي، تكاد توجزه مقدمة تقرير أصدرته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عام 2007، وحمل عنوان "من يدفع الثمن؟.. إعلانات الصحف المصرية لتجميل صورة الدكتاتورية التونسية". 

كان المقصود في تلك الوثيقة هو الإعلانات التي تنشر على أنها مضامين صحفية لتلميع صورة نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي في إعلام بعض الدول العربية، دون الكشف عن حقيقتها كإعلانات مدفوعة الأجر، ولا عن هوية من يدفع. وشكّل ذلك نموذجا عن كيفية تأثير الأنظمة العربية داخل الرأي العام لبعضها البعض.

 

الربيع العربي.. النكسة الثالثة

في عموده الثابت الذي تنشره صحيفة "القدس العربي"، اختار الكاتب العراقي مثنى عبد الله في مستهل أبريل/نيسان 2020، أن يرصد ظاهرة الإعلاميّ العربيّ الذي تحوّل إلى مهرّج في "سيرك" الخلافات العربية. وروى عبد الله قصة صاحب قناة فضائية كانت تبث من شقة لندنية صغيرة، جاعلا إياها منصة للتزلّف لحكام وأمراء المملكة العربية السعودية، ثم سرعان ما قلب معطفه ليهاجمهم، معتقدا أنه سيحصل تلقائيا على احتضان دولة قطر، وهو ما خاب أمله فيه، فعاد من جديد "ليُسبّح بحمد السعودية ويشتم قطر".

الإعلامي في نظر جميع المختصين -ومنهم مثنى عبد الله- ليس كائنا مجردا من الآراء والقناعات الشخصية، لكن وظيفته تقف عند التحري والتقصي والوقوف على المسافة نفسها من الآراء بنزاهة، وهو ما يحقّق له التراكم الذي يُكسبه المصداقية والتأثير والقدرة على صنع الوعي.

الواقع أننا بعد الربيع العربي، نعيش نكسة جديدة في حلم خروج مشروع تحرر الشعوب العربية من رحم الإعلام الذي يستفيد من ثورة تكنولوجية بعد أخرى. وإذا كانت للردة السياسية الشاملة التي عرفتها الدول العربية -سواء تلك التي تحوّل ربيعها إلى حروب دموية، أو التي حافظت على استقرارها المؤسساتي- وجوه عدة، فإن أوضحها على الإطلاق هما الاحتواء والإخضاع اللذان مارسهما النظام الإقليمي العربي ضد الفرص التي يتيحها عصر المعلومات المتدفقة والمنصات العابرة للحدود.

هي القصة نفسها التي عاشتها أجيال سابقة في القرن الماضي، تكرّرت في العقد الأخير. فبعد لحظةٍ تمكّنت فيها الشعوب من التعبئة والتنظيم مستفيدة من غفلة الأنظمة وعجزها عن فهم الشبكات الاجتماعية، كما يؤكد جوشوا تاكر أستاذ علم السياسة في جامعة نيويورك، والباحث الرئيسي في مختبر الشبكات الاجتماعية والمشاركة السياسية، لم تكتفِ الأنظمة التي تخشى زوال استبدادها، بالقمع والتضييق على منصات "الإعلام الجديد"، وإنما تمكّنت من "التعلّم" السريع، وبات جزء كبير مما تتيحه الشبكات الاجتماعية في خدمة الحكام، على حساب ما كان يُفترض أن تحققه من تعزيز لسلطة الصحافة وتسهيل لرواج الأخبار الصحيحة والآراء المتنوعة.

 

لا بيضة ولا ديك

تفضي بنا هذه القصة الحزينة إلى إعادة طرح السؤال اللغز: هل الإعلام القوي والصحافة المهنية نتيجة لقيام الديمقراطية أم شرط سابق لتحقيقها؟ وأي محاولة لترجيح هذا الجواب أو ذاك، لن تقدّم فائدة تذكر سوى محاكاة لغز "الديك والبيضة"، لأن الأمر يتعلق في الحقيقة بوجهين لعملة واحدة. 

العبور نحو برّ الدولة الديمقراطية والشعوب الحرة يحتاج إلى عبور مماثل نحو صحافة مهنية ومستقلة، والسعي إلى أحدهما لا يمكن أن يتم بمعزل عن الآخر. وحتى أبقى داخل المثال المغربي الذي أعرفه أكثر من غيره، فإن الطفرة التي عاشتها المملكة قبل نحو 20 عاما بظهور صحافة ورقية مستقلة ومهنية، سرعان ما تبدّد وانتكس بسبب غياب بناء مؤسساتي ونخبة سياسية ووعي صلب بحتمية التمكين للمواطن، من أجل بناء الدولة الحديثة.

مصادر: 

 

https://www.wired.com/2016/01/social-media-made-the-arab-spring-but-couldnt-save-it/  

 "الإعلام وتأثيره والسياسة الخارجية"، المركز الديمقراطي العربي، دراسة بحثية، فبراير/شباط 2020

 

 https://www.maghress.com/alalam/1486 

 

 

 "تأملات في الحرب الإعلامية"، سبأ عبد الله باهري، دار سيبويه للطباعة والنشر والتوزيع. 

https://www.washingtoninstitute.org/uploads/Documents/pubs/PolicyPaper4…;

 https://arabic.cnn.com/ARAB-SATELLITE-CHANNEL-STATISTICS 

 

 http://anhri.net/wp-content/uploads/2017/08/%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A.pdf  

 

 https://www.alquds.co.uk/%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%8F%D9%87%D8%B1%D9%91%D8%AC-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%87-%D8%A7/   

 

 https://www.wired.com/2016/01/social-media-made-the-arab-spring-but-couldnt-save-it/  

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023