تمويل الدورات التدريبية.. حق قد يراد به باطل

تمويل الدورات التدريبية.. حق قد يراد به باطل

في مطلع يونيو/حزيران 2020، تلقّت سفارات دولة المجر لدى دول الاتحاد الأوروبي خطابا من نائب كاتب الدولة المكلف بالشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية والتجارة، يحثها فيها على وضع قاعدة بيانات تتضمن جميع الزيارات التي يقوم بها صحفيون مجريون إلى دول الاتحاد، وتوضيح مواضيع هذه الزيارات والمهام التي يقومون بها. 

لكن أكثر ما أثار الانتباه في هذه الرسالة التي جرى تسريبها في سبتمبر/أيلول الموالي، أنها شدّدت على رصد جميع الدورات التدريبية التي يشارك فيها الصحفيون المجريون، والأعمال البحثية التي يقومون بها خارج بلادهم، ومعرفة الجهات والمنظمات التي تقف وراء تنظيم وتمويل هذه الدورات والأعمال.

عندما تلقّت وزارة الخارجية سؤالا من الصحيفة التي حصلت على نص هذا الخطاب، يتعلّق بسبب الحرص على تعقّب آثار الصحفيين المجريين في الخارج، والرغبة في عدم الاقتصار على الاطلاع على أسرارهم المهنية، بل وتدقيق المعطيات الخاصة بالدورات التدريبية والبحثية التي يستفيدون منها في الخارج، ردّت الوزارة -بكل صراحة- أنها تحرص على القيام بكل ما يلزم لمواجهة محاولات التدخل في شؤون المجر الداخلية.

لا شكّ أن الخطاب الرسمي الذي بعثته الحكومة المجرية إلى سفاراتها في دول أوروبا، له نظائر وُجّهت إلى سفارات في أنحاء أخرى من العالم. ومن شبه المؤكد أيضا أن كثيرا من دول العالم تقوم بمثل ما قامت به الحكومة المجرية، مع احترام العلاقة التناسبية بين درجة الإقدام على مثل هذه الأعمال الرقابية على أعمال وتحركات الصحفيين، وبين مستوى رسوخ الديمقراطية وحماية الحقوق والحريات. ودونما حاجة إلى كثير من التحليق في سماء الموضوع، فإن دول المنطقة العربية، وباقي دول العالم الثالث، من أكثر المناطق التي تجمع بين سوء أحوال الحرية وبين الارتهان للمصادر الخارجية في تمويل وتنظيم التكوين والتدريب لفائدة الإعلاميين.

لا تكاد أي من دول العالم المندرجة ضمن خانة الأنظمة غير الديمقراطية أو "الهجينة"، تخلو من حالات ونماذج للمنع أو التضييق والحصار، ضد منظمات أجنبية -رسمية أو غير رسمية- ومحاولات لحملها على تقليص برامجها التدريبية لفائدة الإعلاميين. وكثيرا ما يتحوّل هذا الوضع إلى منع صريح ومباشر لبعض الدورات، أو لمجموع الأنشطة التي تقوم بها جهات أجنبية لدعم الصحفيين عبر تنظيم دورات تدريبية أو تمكينهم من منح بحثية، داخل بلدانهم أو خارجها. 

وفي إحدى الدورات التدريبية الأخيرة التي شاركت فيها، كان من بين أول ما قدّمه المشرفون الغربيون على الدورة من توضيحات قبل انطلاق التدريب، هو سبب اختيار البلد العربي الذي دعينا للالتحاق به، ويتمثل في أنه من بين أكثر بلدان المنطقة انفتاحا وسماحا بتنظيم مثل هذه التدريبات.

لكن هناك وجه آخر للعملة، يتمثل في الأسئلة المشروعة التي ينطوي عليها مثل هذا النشاط. فغالبية الدورات التدريبية المخصصة للصحفيين، تعتمد مصادر تمويل أجنبية، تقف وراءها دول أجنبية. وهنا يصبح التساؤل مشروعا، عما إذا كانت هذه الأنشطة تستبطن خدمة أجندات سياسية، خاصة أن الطابع الديمقراطي لبعض الدول التي تعتبر من كبار الممولين لهذه التدريبات، ومستوى الشفافية المرتفع في صرف المال العام؛ يعززان فرضية تخصيص برامج التكوين لفائدة صحفيي دول أخرى، لخدمة مصالح معينة لا يمكنها أن تخرج عن المصالح العليا لتلك الدول الممولة. 

من هنا تولّد الأسئلة الكبرى استفهامات أصغر، تتعلّق بمضامين هذه التدريبات التي يستفيد منها الصحفيون بتمويل وإشراف أجنبييْن، وبخلفيات التركيز على مواضيع معينة دون غيرها، من قبيل المساواة بين الجنسين، والدفاع عن بعض الفئات "الهشة"، لكن من منطلقات وبخلفيات قيمية وحضارية قد لا تشبه نظيرتها في الدول التي يتحدّر منها الصحفيون المستفيدون.

 

ملاذ لا محيد عنه

بين هذا الوجه ونقيضه من وجهيْ عملة التدريب الأجنبي، يجد الصحفي نفسه في وضعية شديدة الحرج. فأنا تعلّمتُ أبجديات الصحافة وقواعدها داخل مؤسسة تعتبر اليوم مرجعية وذات مصداقية كبيرة، لكنها في الأصل كانت مركزا للتدريب الإعلامي، أسسه نشطاء وحقوقيون ألمان منذ نحو أربعة عقود في عاصمة المغرب، وهو الذي يحمل اليوم اسم "المعهد العالي للإعلام والاتصال". 

ومنذ سنة التكوين الأولى وإلى اليوم، تعتبر الدورات التدريبية والمنح الأجنبية؛ المصدرَ الأول لمعارفي ومهاراتي الصحفية، سواء منها تلك التي تنظمها جامعات وهيئات متخصصة في الصحافة، أو الورشات التي تموّلها وتنظمها منظمات دولية وإقليمية، مثل وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وكثير من وزارات الخارجية والدفاع والتجارة في دول تسعى إلى جذب اهتمام الصحفيين.

حينما نتحدث عن التمويل الأجنبي للتدريب والتكوين الصحفييْن، فإننا نقصد بشكل خاص الدعم الذي تقدمه الدول الغربية. فإلى وقت قريب، كان من النادر أن تعثر على فرصة للتدريب وتطوير المهارات الإعلامية، ممولة من جانب دولة "غير ديمقراطية"، إلى أن تطوّر هذا المجال في السنوات الأخيرة، ليصبح واحدا من مجالات الاستثمار للحصول على "القوة الناعمة" من طرف بعض الدول الصاعدة اقتصاديا، أو الدكتاتورية سياسيا، لكنها تطمح إلى حيازة قوة تأثير جديدة عبر دعم التدريب الإعلامي. 

 

تقليد غربي راسخ

ظل التدريب الإعلامي الممول من الخارج غربيًّا بحتًا إلى وقت قريب، وظل ذلك يعتبر وضعا طبيعيا، بالنظر إلى التفوّق الحضاري الذي تتمتع به أوروبا وأميركا، وتطوّر الصناعة الإعلامية فيهما. وسوف يطفو نقاش الارتباط بين هذا النوع من التدريب وبين الأجندات السياسية التي يمكن أن تشكل تهديدا للاستقلالية الصحفية لدى المستفيدين من هذا التدريب، بعدما دخلت الصين بقوة إلى هذا المجال. 

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مستهل العام 2018 تقريرا مطولا حول هذا الاكتساح الصيني للمشهد الإعلامي الدولي، بما في ذلك تكوين أرقام قياسية من الصحفيين الأجانب، من أجل حثهم على إنتاج المضامين الصحفية بشكل يأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر الصينية. وتحدّث التقرير عن خطة وضعتها بكين عام 2012، ترمي إلى تكوين ما لا يقل عن 500 صحفي من أميركا اللاتينية، وألف صحفي إفريقي قبل حلول العام 2020.

وأكد التقرير المطول للصحيفة البريطانية أن الخطة الصينية لا تقتصر على تزويد الصحفيين المستفيدين من الدورات التدريبية والمنح بمعرفة متقدمة حول الصين، وإنما تجعلهم يكتسبون وجهة النظر الصينية في ممارسة الصحافة، والتي تعتبر أن الإعلام في جميع أنحاء العالم مصاب بتبعات "غسيل الدماغ" الذي تعتبر بكين أن الغرب -وعلى رأسه الولايات المتحدة- يقوم به منذ سنوات طويلة. 

 

الصين تدخل الحلبة

وعلى غرار كثير من برامج التدريب والمنح الأميركية، ظهر في الفترة الأخيرة عدد من التجارب المماثلة التي أطلقتها الصين، وهو ما أثار قلقا شديدا لدى القوى الغربية. بكين بدورها أصبحت تخصص ميزانيات غير يسيرة لاستقطاب عشرات الصحفيين من مختلف أنحاء العالم، وتمكينهم من تكوينات في اللغة والثقافة الصينية، إلى جانب الاطلاع على جوانب من الاهتمامات السياسية والاقتصادية للصين، وما تقدّمه هذه الأخيرة -وفق تقديرها- من منافع وخدمات للإنسانية، وتحديدا للدول النامية والفقيرة. 

وهكذا، أصبحت الصحافة حلبة جديدة من فضاءات المصارعة الحرة التي يعيشها العالم بين قطبيه الجديدين، وأصبح واضحا أن التدريب الإعلامي ليس مجرد تقاسم للمهارات والتقنيات، بل هو عملية نشر لمرجعيات ثقافية وقيمية. 

وفي مواجهة شبكات إعلامية غربية ضخمة مثل وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية التي تتوفر على أكثر من 250 مكتبا عبر العالم، كشفت وكالة الأنباء الصينية عن طموحها إلى بث ما يربو عن 200 مكتب جديد خلال بضع سنوات، وهو ما يمرّ حتما عبر تدريب شبكة من الصحفيين المحليين، وجعلهم يتقنون اللغة الصينية أوّلا، ويدركون "الخط التحريري" للحكومة الصينية وما تنتظره من أذرعها الإعلامية في العالم.

في هذا السياق، تحوّلت إفريقيا في السنوات الأخيرة إلى ساحة لكل المعارك الجديدة بين الولايات المتحدة (وحلفائها الغربيين) وبين الصين الصاعدة بقوة. ولم يخرج السعي إلى أكبر قدر من التأثير الإعلامي، عن هذه القاعدة الآخذة في الهيمنة على مسار العلاقات الدولية حاليا. المرجعيتان الغربية والصينية وجدتا نفسيهما تدريجيا في صدام مباشر داخل قاعات التحرير في جل المناطق التي تتنافس حولها القوتان العُظميان، وخاصة إفريقيا وما يقابلها في السواحل الآسيوية والمحيط الهادي. وبينهما بالطبع، تقع المنطقة العربية.

هذه الحرب الشاملة التي حمي وطيسها في الفترة الأخيرة بين الصين والغرب، باتت تهيمن على انشغالات أكثر المنظمات الدولية مهنية ومصداقية. ففي تقريرها الأخير حول وضعية حرية الصحافة في العالم، خصّصت منظمة "فريدوم هاوس" محورا مستقلا من توصياتها، لتشدد على ضرورة مواجهة السياسات الإعلامية الخارجية للصين. وحثّت المنظمة الدول على مزيد من الشفافية حول الأنشطة التي تقوم بها الأذرع الإعلامية للصين داخل
أراضيها، بما في ذلك محاولات البعثات الدبلوماسية الصينية التأثيرَ في المضامين الإعلامية التي تنشرها وسائل الإعلام المحلية. 

وبعد تحذيرها من مخاطر بعض التطبيقات الصينية الآخذة في الانتشار عبر العالم، أوصت "فريدوم هاوس" بمزيد من الدعم والتمويل والتدريب لفائدة وسائل الإعلام التي يؤسسها الصينيون المعارضون والمقيمون خارج بلادهم، ومنح المزيد من الدعم لوسائل الإعلام الناطقة باللغة الصينية، وغير الخاضعة لسلطة بكين. "على المانحين أن يقدموا مزيدا من الدعم التقني والمالي لمواجهة الهجوم الإلكتروني الصيني"، تقول المنظمة الأميركية، وهو ما يؤكد حضور هموم الصراعات الدولية في أجندة التدريبات الإعلامية الممولة من بعض القوى الدولية.

وهي تسجّل التراجع الشامل للديمقراطية في أنحاء العالم، حرصت منظمة "فريدوم هاوس" في توصياتها على تأكيد أهمية توجيه مزيد من التمويلات الخاصة بالمساعدات الخارجية للدولة، لدعم حرية الإعلام وجعل بعض الدول تطوّر إعلامها المحلي إلى أن تصبح في غنى عن هذا الدعم الأجنبي. وشدّد التقرير الأخير للمنظمة حول حرية الصحافة في العالم، على أن بعض الدول التي شهدت تحسنا كبيرا في الحريات خلال السنوات الأخيرة، مثل أنغولا وإثيوبيا وماليزيا والإكوادور، مهددة بحدوث تراجع في أية لحظة، وبالتالي ينبغي توجيه مزيد من الدعم نحوها. 

 

استثمار مربح

ينظر البعض إلى التمويل الأجنبي الذي يدعم التدريب عبر إنجاز تحقيقات استقصائية داخل بلدان إقامة الصحفيين، من زاوية الاستثمار والاقتصاد، باعتباره ذا مردودية كبيرة وشبه مضمونة. فوجود صحافة استقصائية قوية ومستقلة عن مراكز النفوذ والسلطات المحلية، يسمح لشركات الدول الكبرى بولوج الأسواق واختراق شبكات المصالح التي تحتكر بعض الأنشطة، وتستعمل أساليب فاسدة من رشاوى وتواطؤات وتقاسم للمصالح.

وتُقدَّم في هذا المجال أمثلة كثيرة، أشهرها تلك المتعلقة بشركة "فيمبلكوم" الروسية-النرويجية، التي وجدت نفسها في السنوات الأخيرة مضطرة كل مرة لدفع غرامات مالية ضخمة، بعد كشف الصحفيين الاستقصائيين في بعض الدول المتخلفة طريقة حصولها على تراخيص الولوج إلى الأسواق واحتكار بعض الأنشطة. 

هنا، لا يصبح السؤال: هل يمس التمويل الأجنبي الخاص بالتدريب على العمل الصحفي الاستقصائي استقلالية الإعلاميين أم لا؟ بل يصبح: هل تخدم هذه الاستقلالية عن القوى المحلية المصالحَ العليا لدول هؤلاء الصحفيين، أم أنهم يتحوّلون -دون وعي منهم أو رغبة- إلى أحصنة طروادة، سرعان ما تخرج الشركات العملاقة للدول التي ساهمت في تمويل تدريبهم، لتقتنص حصصها من السوق، مسلَّحة بما كشفته الصحافة من فساد وتلاعبات محلية؟

وحين يكشف محترفو الإحصاءات الاقتصادية عن الأرقام الفلكية للغرامات والعقوبات المالية التي نجمت عن الأعمال الصحفية الاستقصائية، يتبيّن المردود المرتفع للمبالغ المالية التي يتم تخصيصها لدعم التدريب والاستقلال الإعلامي عبر العالم، وهو ما يفسّر كيف أصبح تمويل التدريب الصحفي سياسة ممنهجة من جانب القوى الغربية منذ سقوط جدار برلين، حيث تعمل هيئات وصناديق عديدة على تمويل هذه التدريبات، بهدف "إشاعة الحرية" و"دعم الديمقراطية" والتشجيع على "انفتاح الأسواق"، وهي كلها مداخل كبرى لانتعاش الصناعات الغربية وتطوير عائداتها.

 

رهان القيم المهنية

علاوة على هذه المواجهة المباشرة بين القطبين الجديدين للعالم، يدفع كثير من الأكاديميين والمختصين الغربيين، بشرعية سمو "القيم الغربية" لتبرير الدعم الغربي للتدريب الإعلامي. وفي مقابل عبارة "التبشير الإعلامي" التي يستعملها البعض لوصف حملات وأذرع التدريب الإعلامي الغربي، يدافع البعض عن أحقية المنظومة الغربية في ترويج فكرة "كلب الحراسة" (Watchdog) التي ترمز إلى التصوّر الأميركي للصحافة. ويرى بعض رواد هذا التوجه أمثال الأميركي مايكل ج. جوردان، أن فكرة "كلب الحراسة" أساس أي تقدّم نحو الديمقراطية ودولة المواطنة والحرية ومحاسبة النخب الحاكمة، وبالتالي يحق للغرب الذي أنتجها أن يدافع عن إمعانه في نشرها عبر أنحاء العالم.

الفكرة نفسها يستخدمها "منظرون" آخرون لمشروعية هيمنة المرجعية الغربية في مجال التدريب الإعلامي عبر العالم. فالخبير الإعلامي الأميركي ديفد إنسور، صاحب فكرة "تصدير التعديل الأول" -في إشارة منه إلى جوهر الدستور الأميركي- والذي تولى مهمة تسيير إذاعة "صوت أميركا" التابعة للخارجية الأميركية، يعتبر أن التدريب على المرجعية الأميركية في الإعلام، أول خطوة لتكوين الصحفي المناسب الذي يمكنه أن يصبح مراسلا لإذاعة "صوت أميركا".

 

عشب الصحافة بين أقدام الفيلة

لقد أصبح الصحفيون في دول مثل تلك الموجودة في المنطقة العربية، في قلب معركة ضارية تدور رحاها بين أكبر القوى العالمية. ولم يعد رهان هذا الصراع مرتبطا بالبعد الأيدولوجي كما كان في أزمان سابقة مثل عهد الحرب الباردة، بل أصبحت التقنية والتكنولوجيا في قلب هذا التنافس الذي يجد امتداداته في البرامج البحثية والدورات التكوينية الموجهة للصحفيين. فحرب التطبيقات والبرامج المعلوماتية وتقنيات التحقيق ومنصات النشر الرقمي، كلها مجالات جديدة للتنافس الحاد الذي يجد الصحفيون أنفسهم تحت رحمته، من خلال الدورات والدورات المضادة للتكوين في هذا المجال أو ذاك.

ولم يعد المحتوى الإعلامي وحده موضوعا للبرامج التكوينية المتضاربة، بل أصبحت المنظومة القيمية لمهنة الصحافة محط انقسام أيضا. فعهد مدونات السلوك شبه الكونية والقواعد الأخلاقية الموحدة بات خلف ظهور الأجيال الصاعدة من الصحفيين. فالمرجعية الصينية في الصحافة لا تحبذ مثلا فكرة التحرر إلى أقصى الحدود الممكنة من الرقابة خلال ممارسة الصحافة، لأن ذلك في نظر الصين ينطوي على إخلال بالمسؤولية تجاه المجتمع، وبالتالي تعتبر الرقابة قيمة أخلاقية في المرجعية الصينية الآخذة في الانتشار. 

وفي مقابل المحاولات الصريحة للقوى الغربية من أجل الحفاظ على هيمنة منظومتها القيمية في هذا المجال، تستثمر الصين إمكانات هائلة في الفترة الأخيرة لتكوين عدد كبير من الصحفيين الصاعدين، وجعلهم يواكبون مشاريعها الكبرى، مثل مشروع "طريق الحرير" الذي ينتظر أن يربطها بأوروبا، وهو ما لا تقف القوى الغربية مكتوفة الأيدي أمامه، حيث ظهرت منح ودورات تدريبية موجهة لصحفيي الدول النامية -بما فيها الدول العربية- لجعلهم يكتشفون الوجه "الخطير" للأدوار التي تقوم بها الصين في العالم، سواء في الاقتصاد أو السياسة. وبين هذا الطرف وذاك، لا شك أن المهنة ستكون أكبر الخاسرين.

 

مراجع: 

1-  https://europeanjournalists.org/blog/2020/09/21/hungarian-foreign-ministry-lists-journalists-trips-abroad/ 

 

2- https://www.theguardian.com/news/2018/dec/07/china-plan-for-global-media-dominance-propaganda-xi-jinping  

 

3-  https://www.cjr.org/special_report/china-foreign-journalists-oral-history.php  

 

4-  https://freedomhouse.org/report/freedom-and-media/2019/media-freedom-downward-spiral  

5-  https://freedomhouse.org/report/freedom-and-media/2019/media-freedom-downward-spiral  

 

6- https://gijn.org/2016/03/17/investigative-journalism-and-foreign-aid-a-huge-return-on-investment/  

 

7-  https://www.themantle.com/international-affairs/defense-western-journalism-training  

 

8 - https://shorensteincenter.org/exporting-the-first-amendment-david-ensor/ 

 

More Articles

Revisioning Journalism During a Genocide

Western media’s coverage of the Gaza genocide has revealed fundamental cracks in the notion of journalistic objectivity. Mainstream outlets have frequently marginalized or discredited Palestinian perspectives, often echoing narratives that align with Israeli state interests. In stark contrast, Palestinian journalists—reporting from within a besieged landscape—have become frontline truth-tellers. Through raw, emotional storytelling, they are not only documenting atrocities but also redefining journalism as a form of resistance and a reclaiming of ethical purpose.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 4 Apr, 2025
How Media Drives Collective Adaptation During Natural Disasters in Oman

This paper highlights how Omani media, during times of natural disasters, focused on praising government efforts to improve its image, while neglecting the voices of victims and those affected by the cyclones. It also examines the media’s role in warning against and preventing future disasters.

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 31 Mar, 2025
Systematic Bias: How Western Media Framed the March 18 Massacre of Palestinians

On March 18, Israel launched a large-scale assault on Gaza, killing over 412 Palestinians and injuring more than 500, while Western media uncritically echoed Israel’s claim of “targeting Hamas.” Rather than exposing the massacre, coverage downplayed the death toll, delayed key facts, and framed the attacks as justified pressure on Hamas—further highlighting the double standard in valuing Palestinian lives.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Mar, 2025
Misinformation in Syria: Natural Chaos or Organised Campaign?

Old videos inciting “sectarian strife,” statements taken out of context attacking Christians, scenes of heavy weaponry clashes in other countries, fabricated stories of fictitious detainees, and a huge amount of fake news that accompanied the fall of Bashar al-Assad’s regime: Is it the natural chaos of transition or a systematic campaign?

Farhat Khedr
Farhat Khedr Published on: 11 Mar, 2025
Trump and the Closure of USAID: A Candid Conversation on "Independent Media"

The impact of U.S. President Donald Trump's decision to halt foreign funding through the U.S. Agency for International Development (USAID) on Arab media platforms has largely gone undiscussed. Some of these platforms have consistently labelled themselves as "independent" despite being Western-funded. This article examines the reasons behind the failure of economic models for Western-funded institutions in the Arab world and explores the extent of their editorial independence.

Ahmad Abuhamad Published on: 9 Mar, 2025
The Sharp Contrast: How Israeli and Western Media Cover the War on Gaza

Despite being directly governed by Israeli policies, some Israeli media outlets critically report on their government’s actions and use accurate terminology, whereas Western media has shown complete bias, failing to be impartial in its coverage of Israel’s aggression in Gaza.

Faras Ghani Published on: 5 Mar, 2025
International Media Seek Gaza Access; What Do Palestinian Journalists Say?

As international media push for access to Gaza, Palestinian journalists—who have been the primary voices on the ground—criticize their Western counterparts for failing to acknowledge their contributions, amplify their reports, or support them as they risk their lives to document the war. They face systemic bias and exploitation, and continue to work under extreme conditions without proper recognition or support.

NILOFAR ABSAR
Nilofar Absar Published on: 26 Feb, 2025
Journalism and Artificial Intelligence: Who Controls the Narrative?

How did the conversation about using artificial intelligence in journalism become merely a "trend"? And can we say that much of the media discourse on AI’s potential remains broad and speculative rather than a tangible reality in newsrooms?

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 23 Feb, 2025
The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Culture of silence: Journalism and mental health problems in Africa

The revealing yet underreported impact of mental health on African journalists is far-reaching. Many of them lack medical insurance, support, and counselling while covering sensitive topics or residing in conflicting, violent war zones, with some even considering suicide.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Feb, 2025
Tweets Aren’t News: Why Journalism Still Matters

Twitter, once key for real-time news, has become a battleground of misinformation and outrage, drowning out factual journalism. With major newspapers leaving, the challenge is to remind audiences that true news comes from credible sources, not the chaos of social media.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 10 Feb, 2025
Will Meta Become a Platform for Disinformation and Conspiracy Theories?

Meta’s decision to abandon third-party fact-checking in favor of Community Notes aligns with Donald Trump’s long-standing criticisms of media scrutiny, raising concerns that the platform will fuel disinformation, conspiracy theories, and political polarization. With support from Elon Musk’s X, major social media platforms now lean toward a "Trumpian" stance, potentially weakening global fact-checking efforts and reshaping the online information landscape.

Arwa Kooli
Arwa Kooli Published on: 5 Feb, 2025
October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Decolonise How? Humanitarian Journalism is No Ordinary Journalism

Unlike most journalism, which involves explaining societies to themselves, war reporting and foreign correspondence explain the suffering of exoticised communities to audiences back home, often within a context of profound ignorance about these othered places. Humanitarian journalism seeks to counter this with empathetic storytelling that amplifies local voices and prioritises ethical representation.

Patrick Gathara
Patrick Gathara Published on: 8 Jan, 2025
Mastering Journalistic Storytelling: The Power of Media Practices

Narration in journalism thrives when it's grounded in fieldwork and direct engagement with the story. Its primary goal is to evoke impact and empathy, centering on the human experience. However, the Arab press has often shifted this focus, favoring office-based reporting over firsthand accounts, resulting in narratives that lack genuine substance.

AJR logo
Zainab Tarhini Published on: 7 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024