نزول الكتابة إلى الميدان

التجربة الشخصية للصحفي يجب أن تكون محور السرد في الصحافة (تصوير: شترستوك).

نزول الكتابة إلى الميدان

كان "نزول الكتابة إلى الميدان" - إن جاز لي القول - في تجربتي الصحفية والأدبية قبل عشرين عاماً تقريباً، أمراً حاسماً ومحورياً في طبيعة فهمي وتعاملي الشخصي مع "الكتابة" و"الميدان"، إن كنّا نقصد ميدان الواقع الحيّ المتحرّك. على الرغم من أنني لم أكن أعي هذه الأهمية في وقتها، وتكشفت لي بالتدريج فيما بعد.

كانت خبرتي الأساسية مع الكتابة ومعالجة الكلمات حتى ذلك الوقت قادمة من تماريني المنتظمة على الكتابة الأدبية، وليس من دراسة أكاديمية لفنون الكتابة الصحفية، أو ممارسة متدرجة كصحفي متدرّب يرتقي شيئاً فشيئاً في العمل الصحفي.

 

لم أكن لأدخل لعالم الصحافة أصلاً لولا شيئان أساسيان؛ الأول: حاجتي للعمل ومصدر للعيش، والثاني: معرفتي أن الكثير من نجوم الكتابة الأدبية حول العالم، وفي العالم العربي أيضاً، زاولوا الصحافة بشكل دائم أو مؤقت خلال مسيرة حياتهم الأدبية. فكانت هذه الحقيقة تعطيني إشارة أمان إلى أنني لا "أخون" الكتابة الأدبية.

الشيء الذي تكشّف لي سريعاً هو ما سيغدو الدرس الأساسي في الكتابة الأدبية والصحفية على حدٍّ سواء؛ أن القضية كلّها تتعلق بتحويل مقنع لوقائع وتجارب على أرض الواقع إلى كلمات.

لقد قضيت وقتاً طويلاً في حيرة أمام قصاصات ورقية كثيرة تتضمن إفادات لأشخاص وملاحظات وأوصاف لأمكنة كنت جمعتها لإنجاز قصصي الصحفية الأولى. كيف يمكن أن تتحوّل هذه القصاصات إلى نسيج مترابط، وأن يتضمن المكتوب أيضاً إحساسي الشخصي بالتجربة، وما علق في ذهني من أشياء لم أدوّنها في دفتر الملاحظات؟

تبرز هذه الحيرة طبعاً أمام القصة الصحفية الطويلة، الربورتاج، ولا تتضح مع كتابة الأخبار القصيرة أو تحريرها، والربورتاج هو المجال الذي استهواني أكثر، وفيه كانت تتوفّر تجربة فعلية لمواجهة مع أماكن وأشخاص واكتشاف أشياء جديدة. وهنا نفعتني خبرتي مع الكتابة الأدبية، فالربورتاج يحتاج إلى مثل هذه الخبرة، تحديداً قدرة الخيال على اختلاق شكل للنص المكتوب. كيف تبدأ؟ وبماذا تبدأ؟ وكيف تقود القارئ في رحلة تعرّف واكتشاف ولكن مع يقين هذا القارئ أنك تنقل له حقائق ووقائع، وليس نصاً متخيلاً بالطبع؟

سرعان ما أيقنت أن "تحويل الوقائع والتجارب إلى كلمات" هو أيضاً عصب الكتابة الأدبية، وتحديداً في نقطتين:

الأولى: تتعلق بتنمية حسّ الفضول تجاه العالم الخارجي، والانتباه إلى التفاصيل، والانجذاب لشهوة التعرّف على الأشياء، والشعور بالعوز والنقص تجاه معرفة العالم، وعدم الاكتفاء بما يعلق في الذاكرة، والمرويات التي تسمعها عرضاً من الناس بجوارك. فالكتابة الأدبية - وتحديداً القصة والرواية والنص الدرامي والسينمائي - يتعلق بـ "الآخرين" وليس "الذات". فهذه الأخيرة صوتها الأدبي هو "الشعر"، كما أن الذات الخالصة المتمحورة على نفسها لا تحوي شيئاً أبداً، فكل ما في الذات هو شبكة علائق مع العالم والآخرين.

الثانية: أن أكثر النصوص الأدبية تحليقاً في الخيال يحوي في نهاية المطاف شيئاً من العناصر الواقعية، فالإيهام الضروري للأدب لا يمرّ إلا عبر الواقع، حتى في رواية مثل "الأمير الصغير" لاوكزوبري، هناك خبرة حياتية ما يمرّرها الكاتب من خلال نسيج القصّة الخيالية. كما أن هناك أعمالا شهيرة اعتبرت مجازاً وكناية عن حقائق اجتماعية/سياسية، كما هو الحال مع "مزرعة الحيوان" لأورويل. فرغم خياليّتها إلا إنها تعود بقوّة إلى الواقع بشكل رمزي، وهي صدرت أصلاً عن خبرة الكاتب مع وقائع محدّدة اجتماعية ونفسية وسياسية.

 

أعظم النصوص المكتوبة للتلفزيون يمكن أن يعرّضها الإنتاج  للتشويه القادم من الاختزال بسبب سقفه الواطئ.

 

حتى مع انتقالي إلى النصّ التلفزيوني الوثائقي، كانت لوثة الفنّ والأدب حاضرة؛ فأنت هنا تريد عملاً تلفزيونياً يجذب المشاهد، يكثّف له المعلومات، ويشدّه ولا يشعره بالملل، ولا يكون ذلك إلا بالعناية بعناصر جمالية وتقنية/فنية تحيل - في كلّ الأحوال - إلى الأدب والسينما.

لم يكن غريباً بعدها أن استثمرت هذه الخبرة مع الصورة وتقنيات إنتاج الفيلم الوثائقي في مجال جديد هو الكتابة الدرامية للتلفزيون؛ حيث المطالب تكاد تكون واحدة من المحتوى التلفزيوني - إن كان وثائقياً أو درامياً خيالياً - التكثيف، والإبهار، والتشويق، ونقل خبرة ما مع الواقع والمجتمع.

رغم ذلك فإن التحديات أمام النص المكتوب كي يكون "مكتملاً"  وفق ما يريده الصانع والمنشئ - إن كان عملاً صحفياً أو أدبياً - تبقى أقل من تلك المتعلقة بالتلفزيون؛ فأعظم النصوص المكتوبة للتلفزيون يمكن أن يعرّضها الإنتاج  للتشويه القادم من الاختزال بسبب سقفه الواطئ، أو سوء الفهم والكسل وضعف الموهبة والحماسة والإخلاص للعمل لدى العناصر الأخرى المتعلقة بالإنتاج التلفزيوني.

في الكثير من الحالات لا تبدو النتائج مرضية دائماً أو بشكل كامل للكاتب الذي يعمل في التلفزيون، وغالباً عليه أن يرضى بالتسوية مع عناصر العمل الأخرى، والتي منها ـ بالإضافة إلى ما ذكرته ـ التوجهات والتصورات السياسية والفكرية لمالكي القناة التلفزيونية، والتي تعمل عمل المشرط على العمل الوثائقي أو الدرامي، إن لم ينتبه كاتب النص لحدود هذا المشرط مسبّقاً.

 

 

الشيء الذي تكشّف لي سريعاً هو ما سيغدو الدرس الأساسي في الكتابة الأدبية والصحفية على حدٍّ سواء؛ أن القضية كلّها تتعلق بتحويل مقنع لوقائع وتجارب على أرض الواقع إلى كلمات.

 

زرت في صيف 2011 معبد لالش، أقدس أماكن العبادة للديانة الأيزيدية في العراق، لإنجاز وثائقي قصير عن المعبد، وكانت فرصة ثمينة للتعرّف على تفاصيل هذه الديانة، والتواصل مع مجتمعها بشكل مباشر، ولم يكن لي قبلها سوى تواصل سطحي مع هذا المجتمع، بالإضافة إلى ما قرأته في الكتب وبعض المقالات عن هذا المجتمع الخاص وشبه المغلق على نفسه حتى أحداث غزو الموصل من قبل تنظيم الدولة.

بعد هجوم "داعش" على سنجار في آب/أغسطس سنة 2014، وأحداث التهجير والقتل وسبي النساء وغيرها من الفظائع تحوّل المجتمع فجأة إلى بؤرة الضوء الإعلامي عالمياً. أنتجت العشرات من القصص الصحفية والأخبار، ثم لاحقاً الأفلام الوثائقية والبرامج عن الأيزيديين والسبي والتهجير وما إلى ذلك، ثم بعد سنة أنتجت أعمال درامية عراقية وعربية تتناول جزئياً محنة السبي. وظل هذا الموضوع حاضراً بشكل دائم في الفضاء الإعلامي العراقي والعربي والعالمي لوقت طويل، خصوصاً بعد تنظيم الأيزيديين لخطابهم الإعلامي وفضح ممارسات تنظيم الدولة، وتحريض العالم والمؤسسات الدولية على مساعدتهم. ليتوّج ذلك بحصول نادية مراد على جائزة نوبل للسلام في 2018 لدورها في التوعية بمأساة شعبها الخاصة، وأيضاً إصدارها كتاب مذكرات باللغة الإنجليزية، ترجم لاحقاً إلى العربية بعنوان "الفتاة الأخيرة" تروي فيه محنتها مع تنظيم الدولة.

أسوق هذه القضية لأنها مفيدة في الإشارة إلى أمرين:

الأول: في تلك الفترة كنت أنا نفسي في دائرة الضوء، بعد فوزي بالجائزة الدولية للرواية العربية "البوكر" سنة 2014. وكان من الصعب لدى الكثير من القرّاء والمتابعين أن يفصلوا ما بين رواية "فرانكشتاين في بغداد" والحدث السياسي والأمني الأبرز في العراق والعالم في تلك الأوقات؛ ألا وهو تنظيم الدولة وانهيار القوات الأمنية العراقية أمام تقدمه الكاسح وتشكيل تحالف دولي لمواجهته. هذا الربط كان يحاول أن يفسّر ما يجري من خلال قراءة العمل الأدبي، رغم أن الرواية كتبت ونشرت قبل حدث تنظيم الدولة.

كان هناك نمط مريح، وقد أقول "كسول" من القراءة، لا يرى العمل الأدبي جاذباً للاهتمام إلا بإشارته المباشرة إلى الحدث الواقعي، وكأنه "تعليق صحفي"!

لقد واجهت ذلك في اللقاءات الصحفية المباشرة مع جمهور القرّاء إن كان في العالم العربي أو في حفلات التوقيع للطبعات الأجنبية المختلفة في أوروبا وآسيا.

لقد طلبت مني صحفية ألمانية تعليقاً مناسباً حول اعتزام حكومة أنجيلا ميركل تزويد إقليم كردستان العراق بالسلاح من دون المرور بالحكومة العراقية المركزية ببغداد، وكان هذا خلال حفل أدبي أقيم لي ببرلين أواخر 2014. بالنسبة لي كان الأمر أشبه بقفزة مؤلمة وطويلة من موضوع الجلسة إلى مجال تقني ودبلوماسي يمكن أن يجيب عليه وزير الخارجية العراقي وليس أنا!

الشيء المهم الذي اتضح لي في تلك الفترة أن هناك ضغطاً قوياً تمارسه التغطيات الإعلامية على الأديب كي يتابع القضايا الأكثر حضوراً في الفضاء الإعلامي. يكتب وينشر روايات حول الحدث الأبرز في الساحة الآن.

بينما كنت أنا أتحدث في روايتي "فرانكشتاين في بغداد" عمّا بدا لي تجربة من التاريخ القريب؛ أحداث العنف الطائفي ببغداد في 2005-2006. كنت مؤمناً أنني حصلت على مسافة كافية من هذه التجربة التي كنت جزءاً منها، تتيح لي تحليلها وإعادة انتاجها أدبياً.

كان من الواضح أنه من المناسب في تلك الأجواء أن أكتب رواية عن محنة الأيزيديين. ستكون مناسبة لدائرة الضوء المزدوجة؛ تلك التي على هذا الحدث الإنساني الصادم، والأخرى المسلّطة عليّ كنجم أدبي صاعد.

لكن كانت هناك مشكلة جوهرية بالنسبة لي: فأنا لن أتمكن من ركوب الموجة سريعاً، لأنني أقضي وقتاً طويلاً في الكتابة الأدبية [روايتي "باب الطباشير" اللاحقة على "فرانكشتاين في بغداد" استغرقت فيها 4 سنوات حتى اكتملت]، ثم أين تجربتي الشخصية مع هذه المحنة الإنسانية الصادمة؟ لقد حصلت - مثل آخرين غيري - على انطباع وردّة فعل من التغطيات الإعلامية، وفي بعض الحالات من خلال التواصل بالبريد مع بعض الضحايا، عرَضاً ودون تخطيط. وهذا الانطباع يحمل تقديراً لجهد الآخرين الإبداعي والصحفي، وليس حصيلة تجربة شخصية لي.

كان عليّ أن أخوض في تفاصيل المحنة ومجتمعها المحلّي الخاص بمبضع الصحفي لبضع سنوات، كي أكون مؤهلاً للكتابة بصدق عنها، ثم في نهاية المطاف سيطلب الضحايا ومجتمع القراءة المتضامن مع هذه المأساة أن أصوّر عالماً من الأبيض والأسود، وهذه منطقة غير مغرية أدبياً، لأنها تبنى على مسبّقات أخلاقية وفكرية، ولا تعطي تصوراً واقعياً عن التجربة الإنسانية المعقدة، وحتى أصل إلى هذه المنطقة من فهم التجربة ستكون قد مضت سنوات طويلة، أزالت الحدث نفسه من "تريد" الأخبار والتغطيات الإعلامية!

وللمفارقة فإن الكاتب اليوم في وضع أفضل للتعامل مع هذه التجربة الإنسانية، بعد زوالها من "الترند"، إن كان قادراً على انتزاع استعارات إنسانية منها، لا تتعلق فقط بعرض محنة فئة ومكوّن، وإنما الجوهر الإنساني للتجربة الذي ينعكس على كل النوع البشري أياً كان وفي أي مكان.

 

كان عليّ أن أخوض في تفاصيل المحنة ومجتمعها المحلّي الخاص بمبضع الصحفي لبضع سنوات، كي أكون مؤهلاً للكتابة بصدق عنها.

 

الأمر الثاني؛ يتعلق بحيثيات الصياغة الصحفية والأدبية كما تحقق فعلاً لهذه المحنة، وأبرز مثال عليها هو كتاب نادية مراد "الفتاة الأخيرة". وهذا يستدعي عدّة ملاحظات:

1 ـ إننا في ثقافتنا العراقية والعربية نفتقر لهذا النوع من الكتب. أو ربما ليست بذلك الحضور الذي لكتب مماثلة في مناطق أخرى من العالم. أقصد كتب الربورتاج، والسير الشخصية، والرحلات والمذكرات. إن لدينا تسيّداً واضحاً للكتب الأدبية وبالذات الرواية على النوع السردي. وهذا ليس أمراً سيئاً بحد ذاته، ولكنه يشير إلى نقص في مناطق أخرى من رفوف المكتبة العربية.

2 ـ لن يحتاج القارئ إلى تدقيق كبير لكي يعرف أن نادية مراد لم تكتب هي بنفسها هذا الكتاب، خصوصاً وأنه في الأصل مكتوب باللغة الإنجليزية، وإنما هناك "بلاك رايتر"، كما هو معمول به في السياق الغربي؛ يسجّل المادة من صاحبة القصّة، ثم يعيد صياغتها بأسلوبه. وهنا سيذهب الذهن مباشرة إلى أن جزءاً مهماً من القوة والإثارة الموجودة في الكتاب آتية من بلاغة الكاتب، بالإضافة إلى الشحنة الدرامية الإنسانية للقصة الأصلية.

إن الكاتب، وخياله وبراعته الأدبية، جزءٌ أصيل من قوّة الرسالة التي حملها الكتاب. ولكنه خيال وبراعة أدبية يريد أن يخدم الحقيقة، لا المجاز والاستعارة عن الحقيقة، كما يفعل النص الأدبي الصريح. رغم أننا في نهاية المطاف مع هكذا نوع من الكتب لن نملك ما نجزم به للفصل الحاد بين الخيال والواقع.

3 ـ إن ما رسّخه عالم الصحافة والتواصل المعاصر اليوم هو أن السياق واستعداد الجمهور أمران مهمان للقصة المروية. إن كان الجمهور ينتظر منك قصة عن محنة الأيزيديين،) أو الغزو الروسي لأوكرانيا اليوم مثلاً (فإنك بتجاهله ستخسر جمهوراً جاهزاً وينتظر، وبإمكانك دائماً أن تنتج شيئاً عظيماً أو سطحياً عابراً، فالأمر يتعلق بالموهبة وخصوبة الخيال ومهارات الكاتب التقنية ومجموعة ظروف أخرى متنوعة.

كما أن السياق - بسبب ضغط مواقع التواصل الاجتماعي، وثقافة الاستهلاك ما بعد الحداثية - يحرّض على الاختزال والتبسيط الذي يقود إلى التسطيح، وهو أمر يهدد الأعمال الأدبية بخسران خصوصيتها لصالح أعمال ذات طبيعة إعلامية وصحفية.

هذا أمر يمكن أن يخدم أعمالاً صحفية مركّبة، كما هو الحال مع كتاب "الفتاة الأخيرة" لنادية مراد، مكتوبة بروح الربورتاج، مع بلاغة الكتابة الأدبية وخيالها، تستكشف تجارب مجتمعية عديدة ما زالت بعيدة عن التوثيق والإضاءة.. وهذه حدود الواقع والخيال.

 

 

More Articles

October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Decolonise How? Humanitarian Journalism is No Ordinary Journalism

Unlike most journalism, which involves explaining societies to themselves, war reporting and foreign correspondence explain the suffering of exoticised communities to audiences back home, often within a context of profound ignorance about these othered places. Humanitarian journalism seeks to counter this with empathetic storytelling that amplifies local voices and prioritises ethical representation.

Patrick Gathara
Patrick Gathara Published on: 8 Jan, 2025
Mastering Journalistic Storytelling: The Power of Media Practices

Narration in journalism thrives when it's grounded in fieldwork and direct engagement with the story. Its primary goal is to evoke impact and empathy, centering on the human experience. However, the Arab press has often shifted this focus, favoring office-based reporting over firsthand accounts, resulting in narratives that lack genuine substance.

AJR logo
Zainab Tarhini Published on: 7 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024
Journalists Should Not Embrace the Artificial Intelligence Hype

What factors should journalists take into account while discussing the use of AI in the media?

Jorge Sagastume Muralles
Jorge Sagastume Published on: 16 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
A Half-Truth is a Full Lie

Misinformation is rampant in modern conflicts, worsened by the internet and social media, where false news spreads easily. While news agencies aim to provide unbiased, fact-based reporting, their focus on brevity and hard facts often lacks the necessary context, leaving the public vulnerable to manipulation and unable to fully grasp the complexities of these issues.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 30 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
India and Pakistan; Journalists building Bridges for Understanding

Amid decades of tension, journalists from India and Pakistan are uniting to combat hostile narratives and highlight shared challenges. Through collaboration, they’re fostering understanding on pressing issues like climate change and healthcare, proving that empathy can transcend borders. Discover how initiatives like the Journalists' Exchange Programme are paving the way for peace journalism and a more nuanced narrative.

Safina
Safina Nabi Published on: 12 Aug, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024
The Rise of Podcasting: How Digital Audio Is Revolutionising Journalism

In this age of digital transformation and media convergence, podcasts stand out as a testament to the enduring power of journalism—a medium that transcends borders, sparks conversations, and brings the world closer together.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 6 Jun, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Your Words Are Your Weapon — You Are a Soldier in a Propaganda War

Narrative warfare and the role of journalists in it is immense; the context of the conflict, the battleground has shifted to the realm of narratives, where journalists play a decisive role in shaping the narrative.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 21 Apr, 2024
The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024