مونديال قطر 2022.. هل أخفق الإعلام العربي؟

مونديال قطر 2022.. هل أخفق الإعلام العربي؟

 

في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بدأ اهتمام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإعلام لنشر روايتها ولضرب حركة المقاطعة العربية بعد نجاحها بشكل كبير في عزل مصالح الشركات والمؤسسات الإسرائيلية في دول مختلفة حول العالم، سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات. فالتضامن مع فلسطين الذي كان في أوجه في الخمسينيات وفي الستينيات من خلال الضغط عبر السلاح الاقتصادي لم يزعج فقط سلطات الاحتلال ودعاة ما يسمّى "الدولة الإسرائيلية" بل شكّل تهديدا استراتيجيا لمصالحها الاقتصادية ولعملها في تثبيت حضورها أو قبولها بين دول العالم. من هنا، تلّقفت أهمية الإعلام كأداة مؤثرة لتشويه وضرب حركات المقاطعة ولنشر الرواية الإسرائيلية بما فيها تسويق خرافة الرواية الإسرائيلية الدينية حول ملكية أرض فلسطين لليهود في محاول لشرعنة قيام ما يسمّى الدولة الإسرائيلية لدى الرأي العام العالمي.

 

ساهم التبدّل في الأجندة الإعلامية العربية بشكل أساسيّ في تعريض الرأي العام لعملية انسلاخ وتفريغ ثقافيّ ووجدانيّ استمرّ وتضاعف في السنوات الأخيرة الماضية.

 

وتركّزت الحملة الإسرائيلية الإعلامية على نقطتين أساسيتين: الأولى دينية وهي ترسيخ الفكرة الدينية التي تقوم على أسطورة "وعد التوراة لليهود قبل ألفي عام بأحقيتهم في أرض فلسطين". أما الثانية فهي سياسية وتقوم على تسويق الدعاية الإسرائيلية التي تصوّر أن الاحتلال هو الضحية، وأن إسرائيل "تدافع عن نفسها في وجه الحروب والغزوات والغارات الفدائية التي يقوم بها العرب منذ ١٩٤٨" (1).  

نجح الإسرائيليون بشكل ملحوظ في تطوير ونشر روايتهم بينما تراجع دور وحضور الإعلام العربي حول قضية فلسطين وصولا إلى الإخفاق. ورغم أن العرب هم أصحاب الأرض، وأصحاب القضية، وأصحاب الثقافة الغنية بكلّ مكوّناتها في وجه كلّ ما تدّعي إسرائيل أنه يحقّ لها؛ بدءا من احتلال الأرض وصولا إلى السيطرة الثقافية والتراثية على مجالات مثل الأزياء والطعام والموسيقى حتى يومنا هذا، والذي بفعل التطبيع بات حقيقة تعيدنا إلى عرض السياق التاريخي للصراع العربي الإسرائيلي إعلاميا لكي نفهم واقعنا الحاليّ.

 وتكمن أهمية هذه الورقة في الإضاءة على أداء الإعلام العربي لموقف معظم الشعوب العربية الرافض للتطبيع وللاحتلال والذي برز بشكل مفاجئ وملفت في مباريات كأس العالم الأخيرة التي استضافتها قطر. شكّل موقف المواطنين العرب الذين حضروا مباريات المونديال نقطة فاصلة في سنوات ثقيلة من الصمت لما يحدث في فلسطين. ففي الوقت الذي نشطت فيه الدعاية الإسرائيلية الإعلامية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وصولا إلى الهيمنة، تراجع الدور العربي إعلاميا ومنه شعبيا بشكل تدريجيّ وسريع.

 

النكسة الإعلامية العربية

في مقالة له سنة 1984، عرّف الصحفي إلياس خوري الاستشراق بأنه "توظيف المعرفة في مجتمعاتنا العربية أو ثقافات مجتمعات خاضت وتخوض صراعات مع العالم الغربي، وبأنه إستراتيجية فكرية تهدف إلى فرض قراءة معينة للتاريخ والثقافة والدين في العالم العربي". فهو بحسب خوري أحد "أشكال توظيف المعرفة في سبيل السيطرة، وفي هذا التوظيف وبسبب منه تقوم بتشويه الثقافة التي تدافع عنها أو التي تستند إلى منجزاتها". في هذا الإطار، اعتبر خوري أن الخطاب الاستشراقي قد يكون من أهدافه الرئيسية "إغراقنا (نحن العرب) في خطاب مضاد، وفي إبقاء الحياة الثقافية العربية في إطار ردّ الفعل الدفاعي، الذي يحجب عنا القدرة على الرؤية العلمية. والخطاب المضاد يسقط في مقدمات الخطاب الذي يريد الردّ عليه، فيقوم بإنتاج لاهوت ثقافي أسطوري، يعمّم الظواهر المرتبطة بالانحطاط محيلا إياها إلى ثوابت ثقافية، فيصير الرد تبنيا ضمنيا للخطاب الاستشراقي، وتكون الإستراتيجية الثقافية الاستشراقية قد نجحت في شلّنا ثقافيا" (2). 

 

تراجع الاهتمام الإعلامي العربي بالقضية الفلسطينية على مدى سنين طويلة، وتحوّلت جرائم الاحتلال اليومية والتي لم تتوقف يوما، إلى خبر عاديّ يمرّ في نشرات الأخبار أو أسفل الشاشة.

 

انطلاقا من هذا التعريف، قد يصحّ القول إن  سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكن بحاجة إلى التعمّق في إستراتيجية الفكر الغربي الاستشراقي إذا صحّ التعبير لخرق مجتمعاتنا العربية عبر استغلال حقيقة الطبيعة العاطفية التي تتحكم في القرار وفي السلوك العربي حدّ التطرّف الذي يسيء ويشوّه نفسه بنفسه، لنكون دائما بموقع ردة الفعل الانفعالية يحرّكها الغضب المتفلّت من أي خطاب عقلانيّ، والإعلام هو أحد ميادين انعكاس هذا الغضب.

في مراجعة سريعة لأداء الإعلام العربي، من السهل ملاحظة سقوط الخطاب العربي الإعلامي صريع الانقسام السياسي الطائفي والمذهبي بين الدول العربية، وفي تبديل أجندته الإعلامية بشكل ملتبس للترويج لمرحلة التطبيع الذي بدأ العمل عليها بعد حرب 1956 وانتصار مصر فيها على الاحتلال وما رافق هذه المرحلة من ثبات وإصرار في ميزان القوى العربيّة. من هنا، لا يمكن فصل ما يسمّى "بالنكسة" في العام 1967 عن سياق التحضير لضرب القضية الفلسطينية في الوجدان العربيّ سياسيا وإعلاميا وشعبيا بإدارة مباشر من الولايات المتحدة الأميركية التي استخدمت نفوذها للضغط على الدول العربية لإنهاء المقاطعة أو الحدّ منها. مع بداية ما يسمّى "بمحادثات السلام" في أواخر السبعينيات بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، بدأ الإعلام العربي الرسميّ تدريجيا بتبنّي مصطلحات مثل "التضامن العربي" كمرحلة أولية لتراجع السياسة الإعلامية العربية المؤيدة لحركات المقاطعة والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. لاحقا بدأت بعض وسائل الإعلام العربية بالترويج لقرار وسياسات دولها بإبرام اتفاقيات سلام مع العدوّ الإسرائيلي تحت عنوان الانفتاح وصولا إلى تغييب إعلاميّ تدريجيّ للاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين وللانتهاكات التي تمارسها ضد كلّ شرائع حقوق الإنسان والقانون الدولي.

بالطبع، ساهم هذا التبدّل في الأجندة الإعلامية العربية بشكل أساسيّ في تعريض الرأي العام لعملية انسلاخ وتفريغ ثقافيّ ووجدانيّ استمرّ وتضاعف في السنوات الأخيرة الماضية؛ فبدل التركيز على واقع وجوهر الموضوع، وهو حقيقة احتلال إسرائيل لأرض عربية وإقدامها يوميا على ارتكاب جرائم تصنّف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في شكل إبادات جماعية تزداد يوما بعد يوم.

لقد بدأ العمل بطرق مختلفة مباشرة وغير مباشرة على ترويج وتثبيت مقولة أن الزمن يتغيّر وبالتالي يجب على العرب أن يغيّروا في قناعاتهم، وأن المقاومة ليس العسكرية فقط، بل الثقافية والاقتصادية والإعلامية وهي الأخطر اليوم، ما هي إلا فعل متهور صادر من مجموعات متطرفة أو مغامرة ترفض إنهاء الصراع والذي بحسب هذا الخطاب لا يقوم إلا بشرعنة الاحتلال باسم القضية. ويعتمد هذا الخطاب الذي ظهر إعلاميا في بادئ الأمر بطريقة غير مباشرة على فكرة أن عقد اتفاقيات تطبيع مع الكيان الإسرائيلي بحجة أنّ إنهاء الحروب من شأنه أن يؤمن "الازدهار الاقتصادي والانفتاح على العالم" بينما يتم تبني خطاب رفض التطبيع بكافة أشكاله بأنه لن يجلب إلا المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية. بالطبع، ساعدت الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية والمشاكل الاقتصادية المتعددة بفعل الفساد السياسي والمالي في دول عربية عدة إلى ترسيخ هذه الصورة وهذه المقاربة حتى نجح الإعلام العربي عن قصد أو عن غير قصد بكسر الخطوط الحمر وكسر الحاجز النفسي العربي.

 

إذاً، تراجع الاهتمام الإعلامي العربي بالقضية الفلسطينية على مدى سنين طويلة، وتحوّلت جرائم الاحتلال اليومية والتي لم تتوقف يوما، إلى خبر عاديّ يمرّ في نشرات الأخبار أو أسفل الشاشة، باستثناء المجهود الجبّار الذي يقوم به الصحفيون الفلسطينيون المستقلون أو الذين يعملون من فلسطين في مؤسسات إعلامية إقليمية تعطي هامشا لصحفييها للقضية الفلسطينية.  يحاول هؤلاء منذ سنين طويلة مواجهة هذا التبدّل في المزاج العربيّ على مستوى الحكومات والصمت الشعبيّ العربي من خلال التركيز على تقارير صحفية تضيء على المعاناة الإنسانية للفلسطينيين في أرضهم، في محاولة لإعادة القضية إلى جوهرها الأساس ولكي "لا تكون القضية الفلسطينية على الرفّ" كما صرّحت الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة في إحدى مقابلاتها.  

 

"مونديال قطر": رصد إعلاميّ غربيّ وضعف عربيّ

شكّل التضامن الشعبي العربي الواسع والملفت مع فلسطين في مباريات كأس العالم في قطر الذي عقد مؤخرا مفاجأة غير متوقعة دوليا وعربيا بعد سلسلة الإخفاقات وبعد تدحرج كرة الثلج المطبّعة مع سلطات الاحتلال بالتزامن مع ازدياد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وبكافة القطاعات والوسائل دون أي ردة فعل عربية باستثناء بعض الخطابات الشعرية في المناسبات.

ولا يخفى على أحد منذ اللحظة الأولى الاستنفار الإعلامي والسياسيّ الإسرائيلي أمام الرفض العربيّ الشعبيّ التام لأي شكل من التطبيع مع الإسرائيليين في المونديال والتوتّر الذي أحدثه تصدّر العلم الفلسطينيّ الحدث والمشهد في كلّ المباريات. بدوره، استنفر الإعلام الغربيّ في تحليل هذه النقطة المفصلية في رصد المزاج الشعبي العربيّ لا سيّما بعد اتفاقيات التطبيع بين عدد من الدول العربية وبين سلطات الاحتلال. 

 

أفرد الإعلام الغربي حيّزا أوسع في التحليل أكثر من مجرّد نقل الخبر الذي لم يغب عنه الانحياز الشائع للرواية الإسرائيلية وتحديدا في الصحافتين الإنجليزية والأمريكية.

 

 

لا يتناول هذا المقال الأداء الإعلامي الغربي الفوقيّ وغير المهنيّ في تغطية مونديال قطر، بل يتناول الأداء الإعلامي العربي حول سردية دعم الجمهور العربي لفلسطين ورفض التطبيع في كأس العالم في سياق التغطية العالمية التي رافقت هذا الموقف الشعبي الموحّد.

لا شكّ في أن عددا كبيرا من المواقع الإلكترونية الإخبارية ومن الوسائل الإعلامية المحلية أشارت إلى رفض المواطنين العرب للتحدّث مع مذيعي إعلام الاحتلال وكيف أن العلم الفلسطينيّ كان الحاضر الأبرز في مباريات كأس العالم. في هذا الإطار، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعيّ لصفحات ومواقع إخبارية فيديوهات المواطنين العرب من بلدان عربية مختلفة تعبّر عن دعمها للفلسطينيين أمام ما يتعرّضون له من احتلال للأرض وعملية قتل يومية أشبه بالإبادة الجماعية.

 توقّف الخبر العربي عند هذا الحدّ، وهو لا يختلف كثيرا عن الانفعال العاطفي الذي طغى على هذا المشهد، والذي عبّر عنه قسم كبير من الناشطين والصحفيين والمتابعين والمواطنين من كل الخلفيات والاتجاهات في الصفحات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنهم كاتبة هذا المقال. وباستثناء قلّة قليلة من التحليلات التي بدورها لم تخل من الخطابة واللغة الشعرية العاطفية العربية، لم يقدّم الإعلام العربي أكثر من نقل للخبر والمشاهد بوتيرة وبأسلوب في المصطلحات المستخدمة وفي طريقة عرض للخبر تشي بوضوح هامش الحرية الذي تتمتع به المحطات والمواقع فيما يخص القضية الفلسطينية لا سيّما في الدول التي أبرمت اتفاقيات تطبيع.  هذه المقاربة بين الغنائية وبين الإهمال المتعمّد تسلّط الضوء مجددا حول الصورة النمطية للأداء العربي العام الذي يقوم دائما على ردات الفعل وعلى الشخصانية والانفعال.

في المقابل أفرد الإعلام الغربي حيّزا أوسع في التحليل أكثر من مجرّد نقل الخبر الذي لم يغب عنه الانحياز الشائع للرواية الإسرائيلية وتحديدا في الصحافتين الإنجليزية والأمريكية. وتكمن أهمية رصد ومقاربة الإعلام الغربي في خطورة قيامه باستغلال أي حدث لإسقاطه حسب الأجندة السياسية في السياسة الغربية العامة تجاه قضايا المنطقة العربية وإن تفاوت أحيانا في أسلوب المقاربة.  فعلى سبيل المثال، لم يكن من الصعب رصد انحياز صحيفة "نيويورك تايمز" للرواية الإسرائيلية من خلال تخصيص مساحة لإظهار التناقض بين "الادعاء الإسرائيلي في سعيه للسلام في مقابل كراهية ظهرت بوضوح عند العرب". ويتجلّى هذا الانحياز في وصف - على سبيل المثال - ما يتعرّض له الفلسطينيون في فلسطين المحتلة "بالتحديات" وفي المساواة بين ما اعتبر "الهوية والحق في القدس" للاحتلال وللمستوطنين من جهة وللفلسطينيين الذين تمّ وصفهم "بالسكان الأصليين" (3). 

هذه المقاربة تشكّل صلب الدعاية الإعلامية الغربية التي بدأ الترويج لها منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي باتت مقبولة ومطروحة في الصالونات السياسية والسياسات الإعلامية العربية تحت عنوان "حلّ الصراع" بين الدولتين، وهي الرواية التي عمل على إدخالها إلى وجدان الشارع العربي منذ عام 1948 وصولا إلى يومنا هذا لا سيّما عند الجيل الجديد الذي لم يعش النكبة أو خبر الاحتلال.

 وما غفلت عنه الصحافة العربية أو لم تعطه الاهتمام المطلوب حضر بقوة في مقالات وتحليلات غربية وتحديدا فيما سميّ في الإعلام الغربي "باللحظات النادرة للوحدة العربية" التي تجلّت في الموقف السياسي الموحّد الرافض للتطبيع والمتضامن مع فلسطين للمشجعين العرب رغم انقساماتهم وأزماتهم السياسية المتعددة (4). 

من المبكر الحديث عن أثر هذا المشهد العربي على السياق السياسي العربي حول القضية الفلسطينية، وما إذا كان هذا الموقف الشعبي قد يمتدّ ليعيد تصويب البوصلة السياسية أو ما إذا سيستكمل من خلال توسّع حركات الرفض الشعبية للتطبيع أم أنها ستقف عند حدود اللحظة العاطفية التي ينتهي مفعولها مع انتهاء الحدث طبقا لرواية الفكر الاستشراقي الغربي حول الطابع العاطفي الآني لسلوك الشعوب العربية. ومما لا شكّ فيه أن الإعلام الغربي كما الإسرائيلي ودوائر القرار المرتبطة بهما يرصدون ويدرسون هذه الحالة التي أظهرت الهوّة بين المزاج الشعبي العربي وبين سياسات حكّام الدول. ومما لا شكّ فيه أيضا أن الإعلام العربي يتحمّل مسؤولية كبيرة في الفشل أو في التفوّق لمرة على الإخفاقات، والعمل على تغذية هذه الحالة الشعبية الجامعة والبناء عليها والعمل على مواجهة البروباغندا الإسرائيلية. 

 

مصادر: 

1- من مقال "لا تجوز الاستهانة بالحق التوراتي"، جريدة السفير اللبنانية 18/09/1981. 

 

2-  من مقال "حول الغزو الثقافي الإسرائيلي: حرب الذاكرة على الذاكرة"، جريدة السفير، الأربعاء 04/04/1984. 

 

3- من مقال “Arab Fans Confront Israeli Reporters Covering World Cup in Qatar”، "نيويورك تايمز" في 04/12/2022.   

 

4-  من مقال “Waving the Flag of the

World Cup’s Unofficial Team”، "نيويورك تايمز" في 04/12/2022. 

 

More Articles

Why is a Western news organisation funding propaganda in India?

ANI, the world’s largest source of Indian news, receives funding from Thomson-Reuters, despite widespread condemnation for its misinformation about Muslims

MM
Morley Musick Published on: 18 Sep, 2023
How do we determine 'newsworthiness' in the digital age?

The relentless flow of news in the digital age has re-shaped the parameters by which we decide what is 'news' and what is not

Muhammad Khamaiseh Published on: 11 Sep, 2023
‘Focus on the story, not the storyteller’ - the dilemma of a diaspora journalist

When reporting on their homelands, diaspora journalists walk a fine line between emotional connection and objective storytelling

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 4 Sep, 2023
Why does Arab media fail so badly at covering refugee issues?

Arabic media discourse on refugees and migrants frequently aligns too closely with the Western narrative, often spreading fear of migrants while emphasising the burdens of asylum

A picture of the author, Ahmad Abu Hamad
Ahmad Abu Hamad Published on: 28 Aug, 2023
What does Zimbabwe’s new ‘Patriot Bill’ mean for journalists?  

As Zimbabwe heads into elections this week, a new law dubbed the ‘Patriot Bill’ will further criminalise journalism

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 21 Aug, 2023
Verify everything: What I learned from covering the Qatar World Cup 

Last year’s FIFA World Cup in Qatar was not the flop so many in the Western media predicted it would be. It taught me one thing - verify everything!

Noe
Noe Zavaleta Published on: 8 Aug, 2023
How do we determine ‘newsworthiness’?

Digital media and the algorithms used by platforms to determine the news they send out to their audiences have fundamentally changed the face of news planning

MS
Mohammed Shazly Published on: 24 Jul, 2023
What Zimbabwe’s news rooms must learn from global media closures

A flourishing media needs more than just capital and a few good ideas - it needs innovation  

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Jul, 2023
Journalists beware! The silly season is upon us

With parliaments on recess and all the movers and shakers off on their holidays, journalists can find themselves scrabbling about for any old news to report. But be careful what you resort to

Ilya
Ilya U Topper Published on: 3 Jul, 2023
Guatemalan media needs to talk about the consequences of corruption

The media in Guatemala has a responsibility to demonstrate how corruption affects people’s human rights

Jorge
Jorge Sagastume Published on: 26 Jun, 2023
Donald Lu is dangerously wrong - India does not have a ‘free press’

The US must stop whitewashing Prime Minister Modi’s crackdown on Indian journalists

Safa
Safa Ahmed Published on: 20 Jun, 2023
Sudan shows us why Africans must tell their own conflict stories

Africa lacks freedom of expression because its stories are told by others

Philip Obaji Jr
Philip Obaji Jr Published on: 1 Jun, 2023
What happened when I asked ChatGPT to write my article

It got quite a lot right, and quite a lot very, very wrong

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 22 May, 2023
Shireen Abu Akleh’s forgotten murder

Over the past year, many in the media profession in the US have deliberately chosen to forget the assassination of their colleague

Mitrovica
Andrew Mitrovica Published on: 11 May, 2023
The correspondent's job: Ask people, don't tell them

Should foreign correspondents and their media organisations ever take a stand on another country’s political divisions?

Ilya
Ilya U Topper Published on: 8 May, 2023
Why won’t Zimbabwe’s media report truthfully on the Gold Mafia?

When it comes to government corruption, mainstream media only reports what the government tells it to - as can be seen by their response to a damning Al Jazeera documentary

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 16 Apr, 2023
A ‘culture of fear’ - the scourge of racism in UK newsrooms

Always ready to expose prejudice and hypocrisy within political and social elites, the bosses of Britain’s newsrooms have completely failed to address their own

Aidan
Aidan White Published on: 9 Apr, 2023
Is the media responsible for the Auckland violence?

The media is failing to adhere to well-founded principles of journalism in its coverage of transgender issues. Violence is the result

Nina Montagu-Smith
Nina Montagu-Smith Published on: 27 Mar, 2023
How do we decolonise journalism?

It is our place as journalists to lead the way in challenging oppressive social and political structures - here’s how to do it

Haroon Khalid
Haroon Khalid Published on: 14 Mar, 2023
Turkish media is trapped under the rubble

Turkey has suffered one of the gravest humanitarian disasters in its history, but still the media cannot seem to disengage from political polarisation

Yusuf Göktaş Published on: 2 Mar, 2023
Climate journalism is growing up

Environmental coverage is moving on from panic-inducing warnings about global warming to the more constructive, solutions-based approach of climate journalism

Abeer Khan Published on: 27 Feb, 2023
Why are British police arresting journalists?

UK police forces increasingly regard criticism from the media as a ‘war on policing’. Journalists are being harassed, accused of crimes and arrested as a result

Rebecca
Rebecca Tidy Published on: 23 Feb, 2023
Covering a natural disaster - a time for credible and useful journalism

How should journalists set about covering the earthquakes in Turkey and Syria without adding to the trauma of victims? 

Aidan
Aidan White Published on: 7 Feb, 2023
When will this epidemic of dead and dying journalists come to an end?

Journalists are being targeted and killed in greater numbers than ever before. What will it take to get our leaders to act?

Nina Montagu-Smith
Nina Montagu-Smith Published on: 25 Jan, 2023