مونديال قطر 2022.. هل أخفق الإعلام العربي؟

 

في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بدأ اهتمام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإعلام لنشر روايتها ولضرب حركة المقاطعة العربية بعد نجاحها بشكل كبير في عزل مصالح الشركات والمؤسسات الإسرائيلية في دول مختلفة حول العالم، سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات. فالتضامن مع فلسطين الذي كان في أوجه في الخمسينيات وفي الستينيات من خلال الضغط عبر السلاح الاقتصادي لم يزعج فقط سلطات الاحتلال ودعاة ما يسمّى "الدولة الإسرائيلية" بل شكّل تهديدا استراتيجيا لمصالحها الاقتصادية ولعملها في تثبيت حضورها أو قبولها بين دول العالم. من هنا، تلّقفت أهمية الإعلام كأداة مؤثرة لتشويه وضرب حركات المقاطعة ولنشر الرواية الإسرائيلية بما فيها تسويق خرافة الرواية الإسرائيلية الدينية حول ملكية أرض فلسطين لليهود في محاول لشرعنة قيام ما يسمّى الدولة الإسرائيلية لدى الرأي العام العالمي.

 

ساهم التبدّل في الأجندة الإعلامية العربية بشكل أساسيّ في تعريض الرأي العام لعملية انسلاخ وتفريغ ثقافيّ ووجدانيّ استمرّ وتضاعف في السنوات الأخيرة الماضية.

 

وتركّزت الحملة الإسرائيلية الإعلامية على نقطتين أساسيتين: الأولى دينية وهي ترسيخ الفكرة الدينية التي تقوم على أسطورة "وعد التوراة لليهود قبل ألفي عام بأحقيتهم في أرض فلسطين". أما الثانية فهي سياسية وتقوم على تسويق الدعاية الإسرائيلية التي تصوّر أن الاحتلال هو الضحية، وأن إسرائيل "تدافع عن نفسها في وجه الحروب والغزوات والغارات الفدائية التي يقوم بها العرب منذ ١٩٤٨" (1).  

نجح الإسرائيليون بشكل ملحوظ في تطوير ونشر روايتهم بينما تراجع دور وحضور الإعلام العربي حول قضية فلسطين وصولا إلى الإخفاق. ورغم أن العرب هم أصحاب الأرض، وأصحاب القضية، وأصحاب الثقافة الغنية بكلّ مكوّناتها في وجه كلّ ما تدّعي إسرائيل أنه يحقّ لها؛ بدءا من احتلال الأرض وصولا إلى السيطرة الثقافية والتراثية على مجالات مثل الأزياء والطعام والموسيقى حتى يومنا هذا، والذي بفعل التطبيع بات حقيقة تعيدنا إلى عرض السياق التاريخي للصراع العربي الإسرائيلي إعلاميا لكي نفهم واقعنا الحاليّ.

 وتكمن أهمية هذه الورقة في الإضاءة على أداء الإعلام العربي لموقف معظم الشعوب العربية الرافض للتطبيع وللاحتلال والذي برز بشكل مفاجئ وملفت في مباريات كأس العالم الأخيرة التي استضافتها قطر. شكّل موقف المواطنين العرب الذين حضروا مباريات المونديال نقطة فاصلة في سنوات ثقيلة من الصمت لما يحدث في فلسطين. ففي الوقت الذي نشطت فيه الدعاية الإسرائيلية الإعلامية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وصولا إلى الهيمنة، تراجع الدور العربي إعلاميا ومنه شعبيا بشكل تدريجيّ وسريع.

 

النكسة الإعلامية العربية

في مقالة له سنة 1984، عرّف الصحفي إلياس خوري الاستشراق بأنه "توظيف المعرفة في مجتمعاتنا العربية أو ثقافات مجتمعات خاضت وتخوض صراعات مع العالم الغربي، وبأنه إستراتيجية فكرية تهدف إلى فرض قراءة معينة للتاريخ والثقافة والدين في العالم العربي". فهو بحسب خوري أحد "أشكال توظيف المعرفة في سبيل السيطرة، وفي هذا التوظيف وبسبب منه تقوم بتشويه الثقافة التي تدافع عنها أو التي تستند إلى منجزاتها". في هذا الإطار، اعتبر خوري أن الخطاب الاستشراقي قد يكون من أهدافه الرئيسية "إغراقنا (نحن العرب) في خطاب مضاد، وفي إبقاء الحياة الثقافية العربية في إطار ردّ الفعل الدفاعي، الذي يحجب عنا القدرة على الرؤية العلمية. والخطاب المضاد يسقط في مقدمات الخطاب الذي يريد الردّ عليه، فيقوم بإنتاج لاهوت ثقافي أسطوري، يعمّم الظواهر المرتبطة بالانحطاط محيلا إياها إلى ثوابت ثقافية، فيصير الرد تبنيا ضمنيا للخطاب الاستشراقي، وتكون الإستراتيجية الثقافية الاستشراقية قد نجحت في شلّنا ثقافيا" (2). 

 

تراجع الاهتمام الإعلامي العربي بالقضية الفلسطينية على مدى سنين طويلة، وتحوّلت جرائم الاحتلال اليومية والتي لم تتوقف يوما، إلى خبر عاديّ يمرّ في نشرات الأخبار أو أسفل الشاشة.

 

انطلاقا من هذا التعريف، قد يصحّ القول إن  سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكن بحاجة إلى التعمّق في إستراتيجية الفكر الغربي الاستشراقي إذا صحّ التعبير لخرق مجتمعاتنا العربية عبر استغلال حقيقة الطبيعة العاطفية التي تتحكم في القرار وفي السلوك العربي حدّ التطرّف الذي يسيء ويشوّه نفسه بنفسه، لنكون دائما بموقع ردة الفعل الانفعالية يحرّكها الغضب المتفلّت من أي خطاب عقلانيّ، والإعلام هو أحد ميادين انعكاس هذا الغضب.

في مراجعة سريعة لأداء الإعلام العربي، من السهل ملاحظة سقوط الخطاب العربي الإعلامي صريع الانقسام السياسي الطائفي والمذهبي بين الدول العربية، وفي تبديل أجندته الإعلامية بشكل ملتبس للترويج لمرحلة التطبيع الذي بدأ العمل عليها بعد حرب 1956 وانتصار مصر فيها على الاحتلال وما رافق هذه المرحلة من ثبات وإصرار في ميزان القوى العربيّة. من هنا، لا يمكن فصل ما يسمّى "بالنكسة" في العام 1967 عن سياق التحضير لضرب القضية الفلسطينية في الوجدان العربيّ سياسيا وإعلاميا وشعبيا بإدارة مباشر من الولايات المتحدة الأميركية التي استخدمت نفوذها للضغط على الدول العربية لإنهاء المقاطعة أو الحدّ منها. مع بداية ما يسمّى "بمحادثات السلام" في أواخر السبعينيات بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، بدأ الإعلام العربي الرسميّ تدريجيا بتبنّي مصطلحات مثل "التضامن العربي" كمرحلة أولية لتراجع السياسة الإعلامية العربية المؤيدة لحركات المقاطعة والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. لاحقا بدأت بعض وسائل الإعلام العربية بالترويج لقرار وسياسات دولها بإبرام اتفاقيات سلام مع العدوّ الإسرائيلي تحت عنوان الانفتاح وصولا إلى تغييب إعلاميّ تدريجيّ للاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين وللانتهاكات التي تمارسها ضد كلّ شرائع حقوق الإنسان والقانون الدولي.

بالطبع، ساهم هذا التبدّل في الأجندة الإعلامية العربية بشكل أساسيّ في تعريض الرأي العام لعملية انسلاخ وتفريغ ثقافيّ ووجدانيّ استمرّ وتضاعف في السنوات الأخيرة الماضية؛ فبدل التركيز على واقع وجوهر الموضوع، وهو حقيقة احتلال إسرائيل لأرض عربية وإقدامها يوميا على ارتكاب جرائم تصنّف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في شكل إبادات جماعية تزداد يوما بعد يوم.

لقد بدأ العمل بطرق مختلفة مباشرة وغير مباشرة على ترويج وتثبيت مقولة أن الزمن يتغيّر وبالتالي يجب على العرب أن يغيّروا في قناعاتهم، وأن المقاومة ليس العسكرية فقط، بل الثقافية والاقتصادية والإعلامية وهي الأخطر اليوم، ما هي إلا فعل متهور صادر من مجموعات متطرفة أو مغامرة ترفض إنهاء الصراع والذي بحسب هذا الخطاب لا يقوم إلا بشرعنة الاحتلال باسم القضية. ويعتمد هذا الخطاب الذي ظهر إعلاميا في بادئ الأمر بطريقة غير مباشرة على فكرة أن عقد اتفاقيات تطبيع مع الكيان الإسرائيلي بحجة أنّ إنهاء الحروب من شأنه أن يؤمن "الازدهار الاقتصادي والانفتاح على العالم" بينما يتم تبني خطاب رفض التطبيع بكافة أشكاله بأنه لن يجلب إلا المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية. بالطبع، ساعدت الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية والمشاكل الاقتصادية المتعددة بفعل الفساد السياسي والمالي في دول عربية عدة إلى ترسيخ هذه الصورة وهذه المقاربة حتى نجح الإعلام العربي عن قصد أو عن غير قصد بكسر الخطوط الحمر وكسر الحاجز النفسي العربي.

 

إذاً، تراجع الاهتمام الإعلامي العربي بالقضية الفلسطينية على مدى سنين طويلة، وتحوّلت جرائم الاحتلال اليومية والتي لم تتوقف يوما، إلى خبر عاديّ يمرّ في نشرات الأخبار أو أسفل الشاشة، باستثناء المجهود الجبّار الذي يقوم به الصحفيون الفلسطينيون المستقلون أو الذين يعملون من فلسطين في مؤسسات إعلامية إقليمية تعطي هامشا لصحفييها للقضية الفلسطينية.  يحاول هؤلاء منذ سنين طويلة مواجهة هذا التبدّل في المزاج العربيّ على مستوى الحكومات والصمت الشعبيّ العربي من خلال التركيز على تقارير صحفية تضيء على المعاناة الإنسانية للفلسطينيين في أرضهم، في محاولة لإعادة القضية إلى جوهرها الأساس ولكي "لا تكون القضية الفلسطينية على الرفّ" كما صرّحت الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة في إحدى مقابلاتها.  

 

"مونديال قطر": رصد إعلاميّ غربيّ وضعف عربيّ

شكّل التضامن الشعبي العربي الواسع والملفت مع فلسطين في مباريات كأس العالم في قطر الذي عقد مؤخرا مفاجأة غير متوقعة دوليا وعربيا بعد سلسلة الإخفاقات وبعد تدحرج كرة الثلج المطبّعة مع سلطات الاحتلال بالتزامن مع ازدياد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وبكافة القطاعات والوسائل دون أي ردة فعل عربية باستثناء بعض الخطابات الشعرية في المناسبات.

ولا يخفى على أحد منذ اللحظة الأولى الاستنفار الإعلامي والسياسيّ الإسرائيلي أمام الرفض العربيّ الشعبيّ التام لأي شكل من التطبيع مع الإسرائيليين في المونديال والتوتّر الذي أحدثه تصدّر العلم الفلسطينيّ الحدث والمشهد في كلّ المباريات. بدوره، استنفر الإعلام الغربيّ في تحليل هذه النقطة المفصلية في رصد المزاج الشعبي العربيّ لا سيّما بعد اتفاقيات التطبيع بين عدد من الدول العربية وبين سلطات الاحتلال. 

 

أفرد الإعلام الغربي حيّزا أوسع في التحليل أكثر من مجرّد نقل الخبر الذي لم يغب عنه الانحياز الشائع للرواية الإسرائيلية وتحديدا في الصحافتين الإنجليزية والأمريكية.

 

 

لا يتناول هذا المقال الأداء الإعلامي الغربي الفوقيّ وغير المهنيّ في تغطية مونديال قطر، بل يتناول الأداء الإعلامي العربي حول سردية دعم الجمهور العربي لفلسطين ورفض التطبيع في كأس العالم في سياق التغطية العالمية التي رافقت هذا الموقف الشعبي الموحّد.

لا شكّ في أن عددا كبيرا من المواقع الإلكترونية الإخبارية ومن الوسائل الإعلامية المحلية أشارت إلى رفض المواطنين العرب للتحدّث مع مذيعي إعلام الاحتلال وكيف أن العلم الفلسطينيّ كان الحاضر الأبرز في مباريات كأس العالم. في هذا الإطار، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعيّ لصفحات ومواقع إخبارية فيديوهات المواطنين العرب من بلدان عربية مختلفة تعبّر عن دعمها للفلسطينيين أمام ما يتعرّضون له من احتلال للأرض وعملية قتل يومية أشبه بالإبادة الجماعية.

 توقّف الخبر العربي عند هذا الحدّ، وهو لا يختلف كثيرا عن الانفعال العاطفي الذي طغى على هذا المشهد، والذي عبّر عنه قسم كبير من الناشطين والصحفيين والمتابعين والمواطنين من كل الخلفيات والاتجاهات في الصفحات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنهم كاتبة هذا المقال. وباستثناء قلّة قليلة من التحليلات التي بدورها لم تخل من الخطابة واللغة الشعرية العاطفية العربية، لم يقدّم الإعلام العربي أكثر من نقل للخبر والمشاهد بوتيرة وبأسلوب في المصطلحات المستخدمة وفي طريقة عرض للخبر تشي بوضوح هامش الحرية الذي تتمتع به المحطات والمواقع فيما يخص القضية الفلسطينية لا سيّما في الدول التي أبرمت اتفاقيات تطبيع.  هذه المقاربة بين الغنائية وبين الإهمال المتعمّد تسلّط الضوء مجددا حول الصورة النمطية للأداء العربي العام الذي يقوم دائما على ردات الفعل وعلى الشخصانية والانفعال.

في المقابل أفرد الإعلام الغربي حيّزا أوسع في التحليل أكثر من مجرّد نقل الخبر الذي لم يغب عنه الانحياز الشائع للرواية الإسرائيلية وتحديدا في الصحافتين الإنجليزية والأمريكية. وتكمن أهمية رصد ومقاربة الإعلام الغربي في خطورة قيامه باستغلال أي حدث لإسقاطه حسب الأجندة السياسية في السياسة الغربية العامة تجاه قضايا المنطقة العربية وإن تفاوت أحيانا في أسلوب المقاربة.  فعلى سبيل المثال، لم يكن من الصعب رصد انحياز صحيفة "نيويورك تايمز" للرواية الإسرائيلية من خلال تخصيص مساحة لإظهار التناقض بين "الادعاء الإسرائيلي في سعيه للسلام في مقابل كراهية ظهرت بوضوح عند العرب". ويتجلّى هذا الانحياز في وصف - على سبيل المثال - ما يتعرّض له الفلسطينيون في فلسطين المحتلة "بالتحديات" وفي المساواة بين ما اعتبر "الهوية والحق في القدس" للاحتلال وللمستوطنين من جهة وللفلسطينيين الذين تمّ وصفهم "بالسكان الأصليين" (3). 

هذه المقاربة تشكّل صلب الدعاية الإعلامية الغربية التي بدأ الترويج لها منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي باتت مقبولة ومطروحة في الصالونات السياسية والسياسات الإعلامية العربية تحت عنوان "حلّ الصراع" بين الدولتين، وهي الرواية التي عمل على إدخالها إلى وجدان الشارع العربي منذ عام 1948 وصولا إلى يومنا هذا لا سيّما عند الجيل الجديد الذي لم يعش النكبة أو خبر الاحتلال.

 وما غفلت عنه الصحافة العربية أو لم تعطه الاهتمام المطلوب حضر بقوة في مقالات وتحليلات غربية وتحديدا فيما سميّ في الإعلام الغربي "باللحظات النادرة للوحدة العربية" التي تجلّت في الموقف السياسي الموحّد الرافض للتطبيع والمتضامن مع فلسطين للمشجعين العرب رغم انقساماتهم وأزماتهم السياسية المتعددة (4). 

من المبكر الحديث عن أثر هذا المشهد العربي على السياق السياسي العربي حول القضية الفلسطينية، وما إذا كان هذا الموقف الشعبي قد يمتدّ ليعيد تصويب البوصلة السياسية أو ما إذا سيستكمل من خلال توسّع حركات الرفض الشعبية للتطبيع أم أنها ستقف عند حدود اللحظة العاطفية التي ينتهي مفعولها مع انتهاء الحدث طبقا لرواية الفكر الاستشراقي الغربي حول الطابع العاطفي الآني لسلوك الشعوب العربية. ومما لا شكّ فيه أن الإعلام الغربي كما الإسرائيلي ودوائر القرار المرتبطة بهما يرصدون ويدرسون هذه الحالة التي أظهرت الهوّة بين المزاج الشعبي العربي وبين سياسات حكّام الدول. ومما لا شكّ فيه أيضا أن الإعلام العربي يتحمّل مسؤولية كبيرة في الفشل أو في التفوّق لمرة على الإخفاقات، والعمل على تغذية هذه الحالة الشعبية الجامعة والبناء عليها والعمل على مواجهة البروباغندا الإسرائيلية. 

 

مصادر: 

1- من مقال "لا تجوز الاستهانة بالحق التوراتي"، جريدة السفير اللبنانية 18/09/1981. 

 

2-  من مقال "حول الغزو الثقافي الإسرائيلي: حرب الذاكرة على الذاكرة"، جريدة السفير، الأربعاء 04/04/1984. 

 

3- من مقال “Arab Fans Confront Israeli Reporters Covering World Cup in Qatar”، "نيويورك تايمز" في 04/12/2022.   

 

4-  من مقال “Waving the Flag of the

World Cup’s Unofficial Team”، "نيويورك تايمز" في 04/12/2022. 

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025