قطارات الصحافة وسكك المستقبل

قطارات الصحافة وسكك المستقبل

كنا خمسة صحفيين في الطريق إلى دورة تدريبية عن تقنيات الإعلام الجديد وصحافة "السوشيال ميديا"، واحد منا ينقل إبرة المذياع في السيارة من محطة إلى أخرى بحثا عن أغانٍ تُسلينا ريثما نصل إلى محطتنا الأخيرة.

لم يرُق لمعظمنا ما تكرره الإذاعات من بث لأغان حديثة سريعة الإيقاع، وكلها تشبه بعضها. ومن ضمن الحديث الذي دار في السيارة بعد إغلاق الراديو، عبَّر زميل لنا عن حبه لبعض تلك الأغاني، بينما تحسَّر البقية على اختفاء أغاني الزمن الجميل من قائمة بث الإذاعات.

وصلنا مبكرا إلى قاعة التدريب، وكان المُدرب التقني يجلس على رأس طاولة مستطيلة يملأ كراسيها صحفيون كلهم في سن الشباب، وخلف المدرب شاشة عرض ضخمة يعرض من خلالها دلائل رقمية لقفزات نوعية حققتها وسائل إعلامية على السوشيال ميديا في فترة وجيزة.. وعلى الطاولة أمام كل مُتدرب دفتر وقلم، وورقة منفردة فيها شرح زمني لبرنامج التدريب الذي سيمتد لستة أيام بواقع ست ساعات يوميا.

في الساعات الثلاث الأولى قدم المُدرب درسا لا يختلف كثيرا عن كل دروس المدربين في كل دورات الإعلام الحديث المنتشرة مؤخرا بكثافة، شارحا ضرورة إنتاج مواد إعلامية لمواقع التواصل التي -حسب رأيه- لم تحل محل التلفزيون والراديو والجريدة فقط، بل أيضا محل المواقع الإلكترونية التي اعتقَد الناس قبل سنوات أنها أكبر تهديد لوسائل الإعلام التقليدية، وإذ بها هي الأخرى صارت اليوم ضمن الإعلام التقليدي المُهدد بوسائل أجدد.

جاء وقت الاستراحة.. قصدنا طاولة الإفطار التي أشار إليها المُدرب في زاوية القاعة: أطباق متشابهة فيها قطع صغيرة للأكل، قطع مستطيلة ومدورة ومربعة تُشبه الخبز لكنها ليست خبزا، ومحشوة بشيء يشبه الجبن لكنه ليس جبنا.. ظننت أنني الوحيد الذي لا يعرف اسم هذه الوجبة الصغيرة، فتعمّدت الإنصات للزملاء وهم يطلبون من بعضهم تقريب الأطباق علّني ألتقط اسم الطعام، لكنني لم أسمع سوى "ناولني من هذا المُدوَّر.. قرِّب لي المستطيلات.. أعطني من المربعات، طعمها جيد".

أكل الصحفيون وجبة بلا هوية واضحة سماها المُدرب إفطارا وافترض أنها كافية لسد جوعهم، وافترضتُ أنها غير كافية عندما تهكّم الصحفيون على تسمية المقبلات إفطارا، وسأل واحد منهم بصوت عال وهو يضحك: "ألا يوجد بيض مسلوق على الأقل لكي نقول بأننا أفطرنا؟".

ختم المُدرب يوم التدريب الأول بنصيحة قاطعة: "عليكم أن تعلموا أن المستقبل فقط لصحافة السوشيال ميديا، ومن الآن عليكم أن تحجزوا مقعدا في قطار هذه المنصات قبل أن يفوتكم". ويقصد المدرب أنه يجب علينا كصحفيين أن نتقن إنتاج مواد تراعي خصوصية هذه الوسائل وجمهورها.

عدت إلى البيت وفي رأسي سؤالان وقرار: لماذا يعتقد الصحفيون أن جمهورا جائعا للمعلومات سيشبع فقط من وجبة معلوماتية قصيرة مختزلة سريعة متشابهة مثل أطباق الفطور التي تهكموا عليها؟ ولماذا عندما يتحسرون على أغاني الزمن الجميل لا يفكرون بيوم قد يتحسر فيه الناس على صحافة الزمن الجميل؟ قررت ألا أعود إلى التدريب.

-
هل تشبه الأخبار المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الوجبات السريعة؟ تصوير: فيليبي هوغان - غيتي.

لا أستطيع القول بأنني هربت من التدريب لأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الإعلام والصحافة أمر سيئ. على العكس أنا مقتنع بأن هذه المنصات أفضل وسيط إضافي يساعد المؤسسات الإعلامية والصحفيين على الوصول بإنتاجهم إلى جمهور أضخم. المشكلة في اعتقادي هي الانتقال من مرحلة استخدام هذه المنصات الحديثة كوسائل ترويج للإنتاج الصحفي الأساسي إلى مرحلة الإنتاج على مقاس المنصات حصرا.

بمعنى آخر، مشكلتي تكمن في تسمية المُدرب لوجبة بلا هوية إفطارا، وفي حكمه المطلق بأن المستقبل سيتوقف عند قدرة الصحفي على إنتاج فيديو من 30 ثانية للفيسبوك يشرح فيه قصة كاملة، وعلى قدرته في تقديم قصة أخرى بـ160 حرفا فقط.

المحزن أنه في الوقت الذي يتبنى فيه مدربو الإعلام في بلادنا صحافة السوشيال ميديا، ويقدمونها من دون التطرق لعلاتها على أنها هي المستقبل فقط، يطالب صحفيون مخضرمون في بلاد متقدمة بأن تكون صحافة هذه المنصات من الماضي، وأن تعود صحافة القيم إلى ألقها كما كانت.

كتبت الصحفية رنا الصباغ مقالا نشرته صحيفة "الغد" الأردنية مؤخرا، تطرقت فيه إلى إحدى خلاصات مؤتمر ريادي لصحافة المساءلة والعمق عقد في مدينة "فينيكس" الأميركية بمشاركة أكثر من 1600 إعلامي وإعلامية، معظمهم من الولايات المتحدة: "يبدو أن الألق يعود مجددا إلى صحافة الأخلاق التقليدية التي تتطلب وقتا وجهدا في خدمة المجتمع ومساءلة المسؤولين كما عرفناها حتى ثمانينيات القرن الماضي. إحياء ذلك النمط الملتزم من الإعلام بات ضرورة حتمية في مواجهة سيل من الأخبار المفبركة والتحريضية تصنّع في أصقاع العالم كافة".

فعليا، لا يخفى على أحد أن تقنيات الإعلام الجديد ومنصاته هي التي ضربت صحافة القيم المضروبة أصلا في العالم العربي، وهذه المنصات هي التي ساعدت على انتشار "الإعلام الفبركنجي" كما تسميه الصباغ.

وتضيف الصباغ في مقالها "في مؤتمر فينيكس، تحدث عدد من المشاركين عن انكشاف مريع لوسائل إعلام بما هو نقطة تحول في اتجاهات الجماهير الضائعة والمصدومة من هول الشائعات والأخبار المزيفة التي تنتقل حول العالم بسرعة البرق عبر منصات التواصل الاجتماعي. وطالبوا بانتهاز هذه الفرصة النادرة لإعادة الاعتبار للإعلام التقليدي الأصيل".

ما يحصل أن العالم المتقدم المنتج لتقنيات الإعلام الحديث ومنصاته يطالب بإعادة الاعتبار للإعلام التقليدي الأصيل، في حين أن العالم المستهلك يتبنى هذه الأدوات بشكل كامل.. صحفيون بارعون يقفزون من قطار الإعلام السريع، وصحفيون آخرون يخافون أن يفوتهم قطاره.

لقد غيرت منصات الإعلام الجديد هوية وسائل الإعلام: الإذاعة تكتب للجمهور، والجريدة تبث بثا مباشرا، والتلفاز يسابق الزمن في تقصير وتقزيم أدواته. لقد خلقت منصات السوشيال ميديا جمهورا لم يعد يلتفت إلى النص المكتوب والفيلم الوثائقي وتقارير الدقيقتين.

والشيء بالشيء يذكر، ماذا سيحصل للأفلام الوثائقية في المستقبل؟ هل يمكن اختصارها إلى ثلاثين ثانية؟ من سيتابعها على وسائل الإعلام التي تتنافس لتقديم وجبات سريعة لجمهور سريع؟

تقول مرال قطينة -وهي باحثة ومنتجة أفلام وثائقية مع شبكات إخبارية عالمية- إن "الفيلم الوثائقي في خطر، فإذا كانت ثقافة مشاهدة الأفلام ضعيفة في المجتمع العربي، فما بالك اليوم بجمهور السوشيال ميديا الذي شكلته وسائل الإعلام، وأقنعته بأن كل شيء في العالم يمكن الاطلاع عليه بسرعة في صفحاتها على فيسبوك وتويتر".

وتعترف مرال بأنها وقعت هي الأخرى في فخ السوشيال ميديا كمصدر معلومات، لكنها بحكم خبرتها تنتبه دائما إلى أن المعلومات المقدمة على هذه المنصات ناقصة ولا تساعد في تكوين صورة حقيقية عما يحدث: "لقد فقدتُ متعة تصفح الجريدة والمواقع، ووجدت نفسي محصورة في متابعة الأخبار على صفحات وضعت لها "لايك"، لكنني ألاحظ كمية الأخبار المبهمة السريعة التي لا مساحة لمنتجها في تقديم إجابة على أبجديات الصحافة: من، متى، ماذا، أين، كيف، ولماذا".

ليس من مهمة وسائل الإعلام أن توقف الانتشار الهائل لصحافة المواطن على السوشيال ميديا التي شكلت تحديا كبيرا للصحافة التقليدية في جزئية الخبر العاجل بالذات، لكن المشكلة تكمن في الطريقة التي واجهت بها وسائل الإعلام هذا التحدي، فبدلا من تقديم إنتاج أفضل للجمهور، هجمت وسائل الإعلام وفتحت صفحات لها على هذه المنصات وقدَّمت المحتوى نفسه الذي هرب منه الجمهور، بل صار كل هم الصحفيين أن يسابقوا المواطن في سرعة نقل الخبر والصورة دون إخضاع المادة لأساسيات التأكد على الأقل من دقتها ومراعاتها لأخلاقيات الصحافة.

في فلسطين مثلا، يظهر آخر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات المسحية أن 86% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-22 عاما، كانت السوشيال ميديا مصدر أخبارهم ومعلوماتهم عما يجري حولهم.

يقول مراسل وكالة أسوشيتد برس في فلسطين محمد دراغمة إن "السوشيال ميديا خسارة مالية ومهنية للصحافة الفلسطينية.. كل مواقع الأخبار لها صفحات على هذه المنصات، لكنهم نسوا تحسين المادة الصحفية ولم يلعبوا دورا معلوماتيا جيدا".

ويرى دراغمة أن طريقة تعويض تلك الخسارة تكمن في تحويل الصحافة إلى صحافة جادة تمس مصالح الناس في تقديم تحقيقات وكشف وتغيير، وليس في فتح وإنتاج مواد للسوشيال ميديا بنفس الطريقة التي يستطيع أي مواطن العمل بها. ويضيف: "في أميركا مثلا، وسائل الإعلام اليوم لا توجه مراسليها لجلب الأخبار، بل لفرض رقابة وعمل تحقيقات، لذلك فاز الصحفي ديفد فاهرنثولد من "واشنطن بوست" بجائزة بوليتزر عن أفضل تغطية وطنية لحملة انتخابات الرئاسة الأميركية بتشكيكه في تأكيدات ترمب بخصوص عطائه السخي للمؤسسات الخيرية".

وبالمناسبة استخدم الصحفي ديفد فاهرنثولد حسابه على تويتر في حشد مصادر معلوماته، إذ سأل كل من يعرف شيئا عن أنشطة ترمب الخيرية أن يرسل له معلومات، وبذلك حصل الصحفي الأميركي على خيوط عديدة، فتعقب مساراتها ووثّق حقائقها.

نلاحظ هنا كيف استفاد فاهرنثولد من تويتر في تحقيقاته، إذ استخدمه لجمع معلومات أولية والوصول إلى خيوط ثم تتبعها ووثقها في الميدان، وهذا هو الدور المفترض لوسائل التواصل الاجتماعي في تحسين وتسهيل عمل الصحافة الحقيقي، وهو عكس الدور تماما الذي تبحث عنه وسائل إعلام عربية وصحفيون عرب في هذه المنصات.

-
قد تكون السوشيال ميديا خسارة مالية ومهنية للصحافة إذا لم يكن الاهتمام يركز أولا على تحسين المادة الصحفية - شاترستوك.

يقول مدير قسم الأخبار بمكتب رويترز في قطاع غزة نضال المغربي "لربما يعتقد البعض أن الإعلام الجديد أو ما بات يُعرف بالسوشيال ميديا شكّل بديلاً للصحافة المتعارف عليها من وكالات وصحف وتلفزيونات، ولكن الكثير بل غالبية المهتمين بالأخبار ما زالوا يأخذون معلوماتهم من المصادر التي اعتادوا على مصداقيتها، متخوفين من تجربة مصادر يتطلب التأكد من أخبارها بذلَ جهد كبير".

الآن وصلتني رسالة على بريدي الإلكتروني، فيها دعوة للمشاركة بدورة تدريبية جديدة عن صحافة السوشيال ميديا، وهذه أكثر عناوين تدريبية تصلني في الآونة الأخيرة، وكلها تركز على شكل وحجم المادة الأفضل للإعلام الجديد. لكن ماذا عن المضمون؟

يقول الصحفي عماد الرواشدة -وهو مستشار تدريب مقيم في واشنطن- "واضح أن الصحافة في العالم ككل باتت مهووسة تماما بالإخراج والشكل. لدى الاستماع لعدد من رواد التطوير في عدد من المؤسسات الصحفية الرئيسية في الولايات المتحدة، ستستنتج أن الصحفيين والمؤسسات عموما باتت مجتمعات مغلقة على العاملين فيها. لا أذكر من قال إن الصحفيين باتوا أقرب إلى النخبة التي تتحدث مع نفسها عن نفسها.. هذا صحيح تماما. تويتر مثلا ليس سوى مجتمع للصحفيين، يتبادلون فيه تغريد وإعادة تغريد أخبارهم ليقرؤوها هم ويثنون عليها بين بعضهم البعض، لا مستمعين هناك".

وأضاف "الواضح جدا في كل تلك الحالة من اللهاث خلف الشكل، أن المضمون هو الغائب. أقصد بذلك أن المضمون لم يعد يحصل على ذات المستوى من الاهتمام ولا ذات الحيّز من التفكير، على مستوى التصور التحريري الكبير للمؤسسة، بقدر الشكل. المضمون تحول إلى ذلك الموضوع الثقيل الظل والممل الذي لا يناسب حالة التشويق التي تعيشها المؤسسات الصحفية التي تنافس بعضها وتتحدث لبعضها عن اختراقاتها الرقمية على مستوى الشكل. وسط كل ذلك، تواصل الثقة في المنتج الصحفي انحدارها، وتواصل المؤسسات الصحفية صراعاتها المالية ومحاولاتها اليائسة لجذب رأي عام فقدت هي الصِّلة به، وفقد هو الرغبة في دعمها".

أنظرُ من شباك بيتي المُطل على سكة القطار العثماني التي كانت تمر من قريتي قبل الحرب العالمية الأولى، أفكّر بموقف لا أريد أن أندم عليه بعد كتابته هنا. في أي قطار ينبغي أن أركب كصحفي؟ في قطار السوشيال ميديا الذي إن فاتني سأضيع كما قال المدرب، أم في قطار الصحافة الأصيلة المتأنية التي يقول صحفيون في الجزء الآخر من العالم إن تفويته كارثة على الصحافة؟

أتذكر ما قاله لي زميل أثناء سيرنا على الأقدام ليلا لمسافة 15 كم في صحراء البحر الميت لإنتاج قصة صحفية "من يعرفنا نحن؟ من يشاهد ويقرأ ما نبث ونكتب؟ نحن نشتغل في بلد أشهر صحفي فيه لديه صفحة فيسبوك ويقدم أخبارا عاجلة للناس عن حوادث الطرق المرفقة بصور أطفال ممددين تحت العجلات، ويحصِل ضعف رواتبنا من فيديوهات الشامبو الإعلانية، ويُكرَّم في كل مكان، ونحن لا يدري أحد من أي ماء نشرب".

أتذكّر وضعنا المزري الآن كصحفيين في الميدان، وأقرر الركوب في قطار الصحافة الحقيقية، لأنني أريد أن أكون صحفيا.

-
صحفيون فلسطينيون يعملون على قصة خبرية في صحراء البحر الميت، تصوير: شادي جرارعة.

 

More Articles

How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024
This Indian fact-checking newsroom is at the forefront of the fight against disinformation on the war in Gaza

In the digital battleground of Gaza's war, a surge of disinformation, primarily from Indian Hindu nationalists, paints Palestinians negatively, fueled by Islamophobia and pro-Israeli sentiments; yet, Alt News emerges as a crucial counterforce, diligently fact-checking and debunking these misleading narratives, even in Arabic, amidst a sea of manipulated social media content.

Meer Faisal
Meer Faisal Published on: 5 Dec, 2023
When Journalism and Artificial Intelligence AI Come Face to Face

What does the future really hold for journalism in the age of artificial intelligence AI?

Amira
Amira Zahra Imouloudene Published on: 12 Oct, 2023
How to use data to report on earthquakes

Sifting through data sounds clinical, but journalists can use it to seek out the human element when reporting on natural disasters such as earthquakes

Arwa
Arwa Kooli Published on: 19 Sep, 2023
‘I had no idea how to report on this’ - local journalists tackling climate change stories

Local journalists are key to informing the public about the devastating dangers of climate change but, in India, a lack of knowledge, training and access to expert sources is holding them back

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 13 Sep, 2023
‘Don’t let someone else narrate your stories for you’ - travel journalists in the global south

THE LONG READ: Life as a travel journalist isn’t just for privileged Westerners ‘discovering’ quaint parts of south-east Asia and Africa

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 1 Sep, 2023
‘People need to stop blindly obeying the law’ - journalists fighting on the fringes in Vietnam

THE LONG READ: Imprisoned, exiled and forced to base themselves overseas, independent journalists in Vietnam are punished harshly if they publish the ‘wrong’ sort of content. Some, such as Luật Khoa tạp chí, are fighting back

headshot
AJR Correspondent Published on: 25 Aug, 2023
Ethics and safety in OSINT - can you believe what you see?

OSINT is increasingly important for journalists in a digital world. We take a look at ethics, safety on the internet and how to spot a ‘deepfake’

Sara
Sara Creta Published on: 15 Aug, 2023
‘Other journalists jeer at us’ – life for mobile journalists in Cameroon

Journalists in Cameroon are using their phones in innovative ways to report the news for many different types of media, but major news organisations have still not caught up

Akem
Akem Nkwain Published on: 1 Aug, 2023
Analysis: Could AI replace humans in journalism?

Recent advances in AI are mind-blowing. But good journalism requires certain skills which, for now at least, only humans can master

Mei Shigenobu
Mei Shigenobu Published on: 17 Jul, 2023
Understanding the pitfalls of using artificial intelligence in the news room

We’ve all been amazed by new advances in AI for news rooms. But we must also focus on ensuring its ethical use. Here are some concerns to address

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 10 Jul, 2023
AI in the newsroom - how to prompt ChatGPT effectively

Interested in using ChatGPT in your work as a journalist? Here’s how to do it more efficiently

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 29 Jun, 2023
AI in the newsroom - how it could work

AI is now our colleague in the newsroom and is poised to become even more helpful as it gets smarter and we see more opportunities - we look at the potential uses and problems

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 22 Jun, 2023
What is ChatGPT and why is it important for journalists?

AI is taking the world by storm. In the first of a series of articles about the latest developments, we explain what it's all about

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 13 Jun, 2023
'Rebuilt memory by memory' - recreating a Palestinian village 75 years after the Nakba

REPORTER'S NOTEBOOK: How it took the collective memories of several generations, painstaking interviews and a determined search through tall grass and prickly plants to recreate a destroyed community

Amandas
Amandas Ong Published on: 4 Jun, 2023
How to analyse satellite imagery

When you have a story, but still need to tie up loose ends to answer where or when a particular event occurred, satellite imagery can point you in the right direction

Sara
Sara Creta Published on: 25 May, 2023
OSINT: Tracking ships, planes and weapons

Tracking ships and planes is an increasingly valuable technique in open-source investigations carried out by journalists. In part 4 of our special series, we examine how it works

Sara
Sara Creta Published on: 18 May, 2023
Planning and carrying out an open-source investigation

Part three of our special series of articles on using OSINT in journalism. This time, follow our four steps to completing an open-source investigation

Sara
Sara Creta Published on: 9 May, 2023
What is an open-source investigation?

In the second part of our special series on using open-source intelligence in journalism, we look at what constitutes and open-source investigation

Sara
Sara Creta Published on: 4 May, 2023
Using Open-Source Intelligence (OSINT) in Journalism

Where once journalists relied on sources for information - also known as ‘human intelligence’ (HUMINT) - they now increasingly rely on ‘open-source’ intelligence (OSINT) gathered from the internet, satellite imagery, corporate databases and much, much more

Phil
Phil Rees Published on: 12 Apr, 2023
Getting started on your data story

In the third and final part of our special series of articles on data journalism, we look at how to work as a team and get started on a data-driven story

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 30 Mar, 2023
How to produce data-based stories

Follow our four steps to successful data journalism - from the story idea through to publication. Part two of our special series

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 23 Mar, 2023
Understanding data journalism

Data journalism is about much more than just sorting through facts and figures. In the first part of our series, we look at what constitutes data-based storytelling

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 16 Mar, 2023
‘Leading the voiceless’ - how low-caste Indian journalists are crowdfunding their own newsrooms

Dalit representation in Indian media organisations is very low. Some journalists from the lowest Hindu caste are finding innovative ways to start up their own news platforms

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 13 Feb, 2023