السادسة مساء بتوقيت كورونا

سيبقى موعد السادسة من مساء كل يوم، في فترة الحجر الصحي المغربي المرتبط بوباء كورونا، موشوما في الأذهان إلى ما لا نهاية له. وهو الموعد الذي صارت له هيبة، منذ الإعلان عنه، ليقدم فيه فريق من وزارة الصحة النتائج الرسمية لتطور وباء كورونا؛ وخاصة الحالات التي خضعت للمعاينة والتحليل، فضلا عن عدد الوفيات، وتلك التي شفيت.

ولأنه موعد رسمي، ويتضمن أخبارا مؤكدة، ومن جهة موثوقة، فقد راحت معطياته تنتشر في المواقع الإخبارية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وبين الناس، بكل ثقة. فلا تجد أحدا يناقش مصداقية الأرقام، بل ينصب النقاش حول الوقع الذي خلفه عدد الوفيات، وأيضا تفاقم عدد المصابين بالفيروس، وأحيانا عدد المتوفين بالقياس إلى عدد المصابين، وبالمقارنة مع العددين في جملة من دول العالم تعاني الوباء، وخاصة ألمانيا والأردن.

 

وباء كورونا ووباء الكليك

لطالما عانى الرأي العام المغربي من صحافة "الفاست فود"، والبحث عن "الكليك"، والرغبة في زيادة المشاهدات، لكسب المزيد من المال، ولو على حساب العنوان المبالغ فيه، أو الكاذب، والخبر المصاغ برعونة، ودون أي مراعاة لسلامة اللغة ولا المعطيات، ولا التداعيات التي يفترض أن يخلفها الخبر على الناس عند نشره.

أكثر من ذلك، فقد تحول الأمر، في وقت لاحق من تفشي "وباء الكليك"، المعدي، والفتاك، إلى صناعة الأخبار، وخلق الأحداث بأسلوب ماكر، ومغال، وبخاصة عن طريق فيديوهات تقتحم الحياة الخاصة للمشاهير أو المغمورين، على حد سواء، سرعان ما تحدث صدمة عند المتلقي، وترفع عدد المشاهدات، وتضخ الملايين في الحسابات البنكية لأصحابها.

ولم يكن للإعلام الجاد أي فرصة لصد التيار الجارف لـ"وباء الكليك"، سيما وهو يقاوم كي يبقى واقفا على قدميه، في ظل تراجع قارئه ومتتبعيه ومعلنيه، الذين فضلوا الأرقام الكبيرة على المصداقية في الخبر والنقد الرصين والتحليل المتين، فأحرى أن يشن معركة على الإعلام الفيروسي، من حيث انتشاره، ويتفوق عليه، وينهي وجوده من حياة الناس.

ومن الغريب، أن رواد الإعلام الفيروسي صاروا يتصدرون المشهد، ويقدمون أنفسهم على أن ما يجترحونه كل آن هو لمصلحة الشعب، ولغرض التوعية، وبهدف الكشف عن حقائق صادمة وتهم البسطاء والمشاهير على حد سواء، مما يتعين الإخبار به، دون الحاجة إلى أي تشذيب أو تهذيب أو مهنية. حتى صرنا أمام قواعد جديدة صحافة، يفرضها من يملكون الصدارة.

 

وباء كورونا وتعرية المشهد الإعلامي

شكل وباء كورونا عامل تعرية مدهش للمشهد الإعلامي المغربي، أشبه تماما بالرياح والمياه الطوفانية بالنسبة إلى الطبيعة. فمن ناحية، كان لقوة العاملين فعله في جرف أشجار الإعلام الفيروسي التي ليس لها من قرار، بحيث لم تعرف كيف تتعامل مع الوباء، ومن ناحية أخرى، أفرغ المجال للإعلام الجاد، الذي أصله ثابت وفرعه في السماء، كي يستعيد مكانته. وأكثر من ذلك، فإن العاملان معا اضطرا الأرضية التي يعيش فيها الإعلامان الجاد والفيروسي كي تتعامل مع الأنجع والأنفع والثابت.

وهكذا، فمنذ اليوم الأول، ولأن الأمر يتعلق بشيء جدي وشديد الحساسية، وهو المرض، وبالتالي الوفاة المحتملة، فقد هرع الرأي العام، إلى الصحافة ذات المصداقية، كي يتزود منه بالخبر اليقين، ويبني عليه قناعاته، بل وتصرفاته. بما أن هذا الإعلام كان يقدم للناس إرشادات تهم طريقة التعاطي مع الفيروس، في أدق التفاصيل (تلفزيون رسمي بقنواته، والوكالة الرسمية بلغاتها، ومواقع إخبارية، وصحافة مكتوبة تحولت إلى صيغة pdf).

ورغم أن الإعلام الفيروسي حاول أن يلحق بالركب لاحقا، بعد أن استجمع قواه، إلا أنه لم ينجح في تدارك الموقف. ذلك أنه لا يملك الأدوات التي تعينه على التعاطي مع موقف طارئ يهم الرأي العام كله على حد سواء، ويتطلب الحرفية؛ بما تعنيه القدرة على الاستماع، والدقة في التحرير، والمصداقية في النقل، فضلا عن كسب ثقة المتلقين، وبخاصة في ما يتعلق بالتوعية، والحشد، ورص الصفوف.

وما يؤكد أن "الإعلام الفيروسي" فشل فشلا ذريعا في اللحاق بركب الإعلام الجاد في معركة التصدي لوباء كورونا، أنه عزف على نفس الوتر الذي كان يعزف عليه من قبل، وهو البحث عن الانتشار الفيروسي على شبكة الإنترنت، باللايفات التي لا تراعي خصوصيات الناس، وتمرير خطابات تحريضية، وأخرى فيها عنف غير مشروع، وبعضها فيها تمييز مرفوض.

وهنا بالذات المجال الذي تفوقت فيه الصحافة الجادة المتأنية، تلك التي تلتزم بالقانون والمهنية والمواثيق الأخلاقية، وتجعل من الانتشار هدفا أخيرا لها (برامج خاصة وإخبارية بالقناة الثانية حققت نسبة مشاهدة كبيرة، وتضاعفت ثلاثت مرات في أيام/حديث عن رغبة مستشهرين بالمرور عبر القناة الرابعة الثقافية، التي حققت نسبة مشاهدة كبيرة لبثها الدروس عن بعد).

 

وباء الإشاعة وقوانين الردع

وجدت السلطات المعنية بالتصدي للوباء الفيروسي نفسها في حاجة إلى تواصل شفاف وجدي مع الرأي العام، والذي يتين أولا إقناعه بحساسية الموقف، وثانية إقناعه بالتصرف وفقا للمطلوب من الإرشادات، وأخيرا إقناعه بالمعطيات المبرمج بثها كل مساء في الساعة السادسة، وأيضا عبر الوسائط الجادة ذات المصداقية بين الناس.

وهكذا تكررت الجملة التالية: "أنتم شريك أساسي في هذه المعركة، ودوركم مهم للغاية". وهي الجملة التي شكلت انتصارا للإعلام الجاد، وأكدت صوابية قناعاته، ودعواته المتكررة، على مدى سنوات، إلى ضرورة إصلاح المشهد كله، لبناء صحافة ذات مصداقية، تسهم في بناء مجتمع يمكنه أن ينمو ينمي وفقا لما يتوفر لديه من معلومات ومعارف ومعطيات شفافة ونزيهة.

ولأن الأمر يحتاج إلى الوعي، الذي لا يمكن أن يتبلور إلا بمعلومات صحيحة، فقد وجد من يعنيهم الأمر أنفسهم أمام حاجة ملحة أولا وقبل كل شيء إلى محاربة الإشاعة؛ المنتشر على السوشل ميديا، ومن خلال مواقع إخبارية همها الوحيد هو الربح ولا شيء سواه، حتى وإن نشرت معطيات محرفة أو كاذبة، تقوض كل ما سهرت السلطات الصحية وغيرها على الدفع به، بهدف التصدي لوباء كورونا.

وهنا أيضا، جاء الدور على الإعلام الجاد ليسهم في محاربة الإشاعة، ليتحول الأمر إلى جبهات متعددة، أولها التصدي للشائعات، وثانيها الإخبار بالمعطيات الصحيحة، وثالثها التوعية بما يتعين فعله وما لا ينبغي فعله في هذه الظرفية الصعبة، وأخيرا التكرار، أو ما يطلق عليه المختصون في الإعلان بـ"المطرقة"، بتكرار المعطيات وفق أسلوب معين كي تترسخ في أذهان الناس، ويتصرفوا سلوكيا بناء عليها.

وبما أن تلك الجبهات لم يكن ممكنا التفوق فيها دفعة واحدة، وبمجرد الرغبة في ذلك، وفقط لأن هناك وعيا من السلطات وبناء على توفر إعلام جاد لديه مصداقية، فقد عمدت السلطة إلى استصدار قوانين جديدة تتماشى مع الوضع الجديد، وتهدف إلى ردع المخالفين، من ناشري الإشاعة، ومثالها تلك التي بثت في الناس وتقول إن الحديث عن وجود فيروس مجرد هراء، أو تلك التي دعت الناس إلى الخروج والابتهال إلى الله، في وقت كانت القرارات الحكومية تؤكد وتعيد التأكيد أن على الناس أن يبقوا في بيوتهم، وأن يقصروا الخروج على الضروريات الملحة جدا.

 

وماذا بعد كورونا؟

يطرح كثير من الإعلاميين الجادين، الذين سارعوا بتلقائية كبيرة إلى الانخراط في التصدي للوباء في صحفهم وإذاعاتهم وقنواتهم، وحتى في السوشل ميديا، بطواعية، السؤال الذي لا بد منه: "ترى هل سيصمد الوضع المستجد بعد أن ينتهي وباء كورنا المستجد؟".

ولئن كان الأمل قائما في أن تتنبه الجماهير، وهي الفيصل في الجواب على السؤال المحوري، إلى ضرورة التفافها حول الإعلام الجاد، الذي منحها الثقة المفتقدة في الخبر، وبث فيها التوعية المطلوبة لتجاوز الخطر، وأمدها بالإرشادات اللازمة لتوخي الحذر، بل وأسهم في طمأنينتها بتقديمه خدمات مفيدة في الترفيه وتشتيت القلق الناجم عن الحجر الصحي في الييوت، فإن الخوف قائم من النسيان الذي يضرب الإنسان في مقتل.

فرغم التكرار الملاحظ في التحذير، مثلا، من الضغط على أزرار الكهرباء المشتركة في العمارات السكنية، إلا أنك سرعان ما تجد أحدهم يضغط على الزر، متناسيا. وقد يحدث ذلك بعد انحسار الوباء، وعودة الناس إلى الحياة الطبيعية، فيضغطون، مجددا، على أزرار الإعلام الفيروسي، وينسوا أن هناك إعلاما يستحق المتابعة.

ومع ذلك، فمن نسي وضغط على الزر، كان يسارع إلى غسل يديه بالماء والصابون، ويعقمهما. وعسى أن يحدث ذلك مع الإعلام الفيروسي، فينحسر الوباء، أو ينتهي إلى غير رجعة.

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025