كيف أصبحت الصحافة تحت رحمة الشبكات الاجتماعية؟

أنت تنتج محتوى رقميًّا في مؤسسة إعلامية.. لنقل إنك تعدّ قصص فيديو قصيرة تُنشر على فيسبوك وتويتر وإنستغرام. كغيرها من أيام العمل، أتيتَ صباحًا ووضعتَ تصوّرًا للقصة، وبحثتَ عن الصور والمقاطع التي يمكنك استخدامها. نسقتَ مع المشرفين عليك ومع محرّر الفيديو، وتخيلتَ مسبقًا أن هذه القصة ستحقق مليون مشاهدة في أقلّ من أسبوع.

فجأة، يرد خبر على علاقة بفيسبوك.. في البداية لا تعيرُ الأمر اهتمامًا، فقد يكون تحديثًا عن اكتشاف ثغرة جديدة في الموقع، أو عن تداعيات فضائح استخدام المعطيات الشخصية للمستخدمين. لكنك ما إن تعلم بتفاصيل الخبر حتى تصاب بالصدمة: إدارة فيسبوك قرّرت توقيف المنصة عن العمل! وأعلنت لكل مستخدمي الموقع من أفراد وشركات ومنظمات.. أن آخر أجل لهم لتجميع بياناتهم من المنصة سينتهي بعد ثلاثة أشهر!

قد يبدو هذا السيناريو للبعض موغلًا في الخيال، لكنه ليس مستبعدًا كثيرًا في عالم الإنترنت، فهناك منصات رقمية حازت شهرة كبيرة ثم اختفت، كبرنامج "المحادثة الفورية" (Windows Live Messenger) عام 2013، بل إنّ غوغل لوحده أوقف عددًا من منتجاته (1). صحيح أن سبب توقف جلّ المنصات الرقمية يعود أساسًا إلى تراجع الإقبال عليها أو عدم نجاحها، لكن من يضمن استمرارية فيسبوك؟ فصحيفة "واشنطن بوست" كتبت عام 2019 أن نية فيسبوك التحوّلَ إلى فضاء للتواصل قائم على الخصوصية، بدل أن يستمر على التواصل المفتوح، ستؤدي إلى نهاية عصره (2). وإذا ما تراجعت شعبية فيسبوك، فحينها يمكنك أن تتوقع أيّ شيء.

طبعًا، ليس الغرض من هذا المقال التنبؤ بما سيجري خلال السنوات القادمة، ولو أن التنبؤ بمستقبل الإعلام أمر مطلوب لمعرفة إلى أين نسير. لكنّ الهدف منه طرح أسئلة حول هذا الاعتماد الكبير للمؤسسات الصحفية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتقل من مجرّد الاستفادة من المنصات الاجتماعية لجلب الزوار إلى المواقع الإلكترونية، إلى ضرورة أن تنشر هذه الأخيرة محتوًى رقميًّا يُستهلك بشكل كامل خارجَها، أيْ على مواقع التواصل.

وطبعًا لا نتحدث هنا عن يوتيوب الذي بدأ منذ البداية في مجال الفيديو، بل عن فيسبوك وتويتر اللذين لم تكن فيهما لمقاطع الفيديو نصيب واضح من المشاركة، قبل أن يشرعا كذلك في الاعتماد على الفيديو. بل إن فيسبوك أعطى للفيديو أولوية في الانتشار على اليوميات (Timeline) في وقت من الأوقات. 

 

لم تعد الكاتب الوحيد للخبر!

قد تظن أن ظاهرة المواطن الصحفي بدأت خلال عصر الإنترنت، لكن القصة ظهرت منذ زمن بعيد، ومن أبرز الأمثلة التي ساقها المهتمون بالموضوع، الشريط الذي التقطه أبراهام زابرودر من نافذة شركة صغيرة للخياطة كان يديرها، لعملية اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963 (3)، وباع حقوق الشريط لمجلة "لايف" بمبلغ 150 ألف دولار (4). فوجود زابرودر في المكان الصحيح، وفي التوقيت الصحيح، لم يجعل منه فقط مصدرًا موثوقًا لوسائل الإعلام، بل جعل هذه الأخيرة تعتمد على ما صوّره بكاميرا هاوية بدل معدات مهنية كلّفتها أضعافًا مضاعفة لما كان بحوزة الرجل.

بيدَ أن زابرودر لم يكن بوسعه لو اتفقت كل وسائل الإعلام على رفض نشر صور الفيديو الخاص به، أن يعمّم هذا العمل على العالم أوسع. بمعنى آخر، أنه هو أيضا لم ينجح في الاستقلال عن وسائل الإعلام الجماهيري التي كانت في تلك اللحظة ناجحة في أداء دور "حراس البوابة"، أي أنها تتحكم بما يشاهده الناس عبر العالم أو يقرؤونه أو يسمعونه.

لذلك سيكون صعبًا أن نقيس فيديو زابرودر بمقاييس المواطن الصحفي في الإعلام الجديد، إذ لا نتحدث هنا عن مواطنٍ يلتقط الفيديو والصور فحسب، بل عن مواطن بإمكانه أن يضطلع بوظيفة النشر والوصول إلى الجمهور دون الحاجة إلى وسائل الإعلام الجماهيرية التي كثيرًا ما تتحوّل بدورها إلى جزء من الجمهور، ويحدث ذلك عندما تستفيد من هذه الصور والمقاطع لأجل تأكيد أخبار ما، أو حتى لأجل أن تبني منها قصة إخبارية بالكامل.

وبطبيعة الحال، فإن أكبر دفعة تلقاها المواطن الصحفي هي تطوّر الإنترنت من الجيل الأول الذي كان يعتمد على صفحات رقمية جامدة، إلى الجيل الثاني الذي يُعرف بسمة التفاعلية، حيث مكّن المستخدم العادي من المساهمة في بناء المحتوى على منصة رقمية متاحة للجميع (5)، دون الحاجة إلى تعقيدات برمجية كإنشاء موقع إلكتروني مستقل، أو إلى الإذن بالنشر كما تفعله بعض المواقع التي تتيح للمتلقي الإدلاء برأيه. فأنت اليوم كمتلقٍّ، تبني المحتوى في الشبكات الاجتماعية، وتاريخ الإنترنت يشهد بالتالي أنك لم تكن مستهلكًا فقط للمحتوى!

ويمكن القول إن الإنترنت في بداياته، لم يشكّل تحديًا خطيرًا لوسائل الإعلام الرقمية التي كانت تعتمد على مواقعها لجلب الجمهور، فكانت جلّ الزيارات تأتي من رقن نطاق الموقع في المتصفح الرقمي أو في غوغل (خاصة مع صعوبة حفظ أسماء النطاقات). لذلك كانت ظاهرة المواطن الصحفي غير منطوية على خطر كبير بالنسبة للمواقع الإخبارية، التي استحوذت على نفوذ في ترويج فيديوهات المواطنين الصحفيين، لدرجة أن منهم من كانوا يتواصلون مع هذه المواقع الإخبارية لأجل تمكين المقطع الذي صوّره من الانتشار.

وفي هذا الإطار، يمكن الاستشهاد بتجربة موقع "هسبريس" في المغرب، عندما كان يعتمد بشكل كبير، في تبويب "صوت وصورة" على مقاطع صحافة المواطن، خاصة في الفترة ما بين عامي 2007 و2011، قبل أن يشرع في الاعتماد تدريجيًّا على مقاطع فيديو من إنتاجه (6). بل إن كبريات القنوات الفضائية اعتمدت على مقاطع صحافة المواطن لتغطية أحداث الربيع العربي، خاصةً عندما منعت السلطات القائمة وسائل الإعلام الدولية والمستقلة من الوصول إلى قلب الحدث.

لكن بزوغ مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها عصب الجيل الثاني من الإنترنت، هو ما خلق التحدي الحقيقي لوسائل الإعلام الرقمي. يقول آلان روسبريدر في كتابه "أخبار عاجلة" (Breaking news) إن "الويب 0.1" كان يعني "أنا أشاهد"، بينما تحوّل "الويب 0.2" إلى "أنا أشارك". ويضيف أن "الصحفيين كانوا مرتاحين مع 'أنا أشاهد'.. ولكن 'أنا أشارك' أصبح أمرًا مختلفًا تمامًا. معظم المحرّرين يرغبون أن يكونوا في موضع التحكم، لكن أهم ما جاء مع مواقع التواصل أن لا أحد يستطيع التحكم" (6).

مع ذلك، تعاملت مؤسسات الإعلام الرقمي بكثير من البرغماتية مع وسائل التواصل الاجتماعي لجلب الزوار عبر ترويج الروابط في صفحات وحسابات تحمل اسم المؤسسات المذكورة على المواقع الاجتماعية. وهي ظاهرة لا تزال حاضرة بقوة، فلا يمكنك أن تتصوّر حاليًا، أيّ مؤسسة صحفية تملك حضورًا على الإنترنت، تهمل وجودها في هذه الفضاءات التي أصبحت وسيلة فعالة للتقدم على سلّم المنصات المتخصصة في ترتيب المواقع مثل "أليكسا".

 

أنت صحفي؟ لم نعُد نحتاجك!

لم تعد جلّ المؤسسات العمومية بحاجة إليك إن كنت صحفيًا مكلفًا بنشر البلاغات، إذ يكفيها نشره على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وهكذا يسقط عنك الدور الحصري في نقل المعلومة من المصدر إلى الجمهور كما كان في السابق عندما كانت تبعث البيانات والبلاغات عبر الفاكس أو البريد الإلكتروني، وهو الأمر الذي ينسحب اليوم على الشخصيات العمومية، فبعدما كانت ترى في الصحافة وسيلة مهمة لنقل آرائها إلى الجمهور عبر إجراء حوارات معها، أضحت اليوم قادرة على التواصل مع الرأي العام عبر منصاتها على مواقع التواصل، بل منها من يتوفر على قاعدة رقمية جماهيرية أكبر بكثير من تلك التي تتوفر عليها بعض وسائل الإعلام الراغبة في إجراء حوار معها، فيتحوّل همّ الصحفي هنا إلى محاولة الاستفادة من جمهور الشخصية العمومية لإغناء منصاتها الرقمية.

وكثيرًا ما يسابق الصحفي الزمن لأجل اللحاق بمواقع التواصل في النقاشات التي تدور فيها، وهناك ظاهرة انتشرت مؤخرًا، وهي أن وسائل الإعلام كثيرًا ما تتأثر بنقاشاتها، سواء كانت هامشية أو أساسية، فتجد بعض المؤسسات الإعلامية تنقل شغف مستخدمي مواقع التواصل بالحياة الخاصة للناس، ومنها ما يصبح طرفًا في حملات تضامنية أو تنديدية، حتى لو لم تكن هاته المؤسسة تشاطر رواد مواقع التواصل الرأي في هذه الحملات.

وتشير دراسة لمركز الانتقال الإعلامي في أستراليا حول "تأثير المنصات الرقمية على الأخبار والمحتوى الصحفي"، نقلًا عن عدة مصادر، أن اهتمام وسائل الإعلام بالوصول إلى جمهور في مواقع التواصل أدى إلى حدوث تغيير كبير في نوعية المحتوى المنشور، "فوسائل التواصل الاجتماعي تميل إلى مكافأة المحتوى القصير والأكثر بصرية وانفعالية"، كما أن المحرّرين في مؤسسات الأخبار الكبرى باتوا "يعتقدون أن مواقع التواصل تشجع الأخبار الخفيفة على الثقيلة" (8).

واعتمدت الدراسة ذاتها على أرقام لمنصة "نيوز ويب" (NewsWhip) التي تدرس إحصائيات مواقع التواصل، فمن أكثر المقالات التي حصلت على أعلى تفاعل في أغسطس/آب 2018 مقال منشور في موقع "لادبايبل" (ladbible) تحت عنوان "الأخ الأكبر يحصل على وشم الأخ الأصغر مع متلازمة داون على الذراع.. إنه يحب الوشم تمامًا"، إذ حصل على 2.5 مليون تفاعل. وقد صنفت الدراسة هذا الموقع على أنه واحد من "مزارع المحتوى" (Content farms) التي تعمل على إنتاج قصص ضعيفة المحتوى بعناوين مثيرة، لأجل الوصول إلى أكبر جمهور في مواقع التواصل (9).

المشكلة الأكبر للصحافة في عصر الإنترنت، أنها كثيرًا ما تكون متأخرة عن التكنولوجيا، فتلجأ حينها إلى استعارة طرق للنشر سبقتها إليها منصات أخرى غير صحفية، وحتى أشخاص يعملون في مجالات تكنولوجية لا علاقة لها بالصحافة. فمثلا، حتّم التطوّر الحاصل في النشر على مواقع التواصل الاجتماعي على المؤسسات الإعلامية الاستنجاد بخبراء يعرفون طرق إيصال المنشور إلى الجمهور بشكل ناجح، وهو ما جعل وظيفة مدير مواقع التواصل الاجتماعي تتحوّل لاحقًا عند الكثير من المؤسسات إلى وظيفة صحفية يقوم بها صحفيون يتوفرون على تكوين في هذا المجال، بعدما تبيّن أن النشر على المواقع الاجتماعية يحتاج كذلك إلى مهارات تحريرية والتشبع بأخلاقيات المهنة وقواعد المؤسسة.

بيدَ أن تحدي العلاقة بين الصحافة والتكنولوجيا ليس جديدًا، وإنما يعود إلى بدايات الصحافة الرقمية. ويلخّص روسبريدر المشكلة في كتابه من خلال اقتباس عن المُحاضر في التواصل جوزيف كامبل يقول فيه: "لم تكن أيّ صناعة غير مؤهلة للعصر الرقمي عام 1995 كما جرى مع صناعة الأخبار.. لقد عانت من عمًى ابتكاري وعدم القدرة أو الترّدد في توقع وفهم نتائج تقنيات الإعلام الجديدة". ويعد العام 1995 مفصليا في مجال الإنترنت، إذ ألّف كامبل كتابًا بعنوان "1995.. العام الذي بدأ فيه التاريخ"، بما أنه شهد إطلاق المنصات الشهيرة مثل إيباي وأمازون، وتطوير مايكروسوفت لنسخة "ويندوز 1995" (10).

 

لا نحتاج روابطكم!

يمكن القول -ودون العودة إلى تفاصيل تاريخ الصحافة الرقمية العربية- إن بدايات الألفية الجديدة شكّلت منطلقًا لعدد من المؤسسات الإعلامية العربية لإنشاء مواقع إلكترونية تحدث باستمرار، سواء أكانت هذه المؤسسات قنوات تلفزيونية في الأصل، أو صحفا مطبوعة، أو إذاعات، أو حتى مواقع إلكترونية قائمة بذاتها. لكن الانتشار الأكبر لم يحدث إلا في نهاية العشرية الأولى وبداية العشرية الثانية من الألفية.

وما لبث الإعلام الرقمي في المنطقة يواكب المواقع الإلكترونية حتى جاء تحدي الهواتف الذكية التي تحوّلت -شيئًا فشيئًا- إلى الأداة الأولى لتصفح الإنترنت. ونستطيع الاستدلال تاريخيًّا على هذه المرحلة بما أعلنه فيسبوك عام 2012 عن وصوله إلى مليار مستخدم نشط، بينهم 600 مليون عبر الهواتف (11)، في وقت لم تنتبه فيه الكثير من مؤسسات الإعلام الرقمي في المنطقة العربية إلى هذا النمو المتسارع في هذا النمط الجديد من الاستهلاك، إذ لم تكن حينها تملك تطبيقات للهواتف الذكية، ولا تتوفر حتى على نسخ تصلح للتصفح من الهاتف، أو ما يعرف باسم "Mobile friendly".

ولعلكم تذكرون الطفرة التي وقعت في فيديوهات فيسبوك عام 2013 عندما أعلن أن الفيديوهات في صفحة الاستقبال (News feed) ستعمل تلقائيا دون الحاجة إلى النقر على زر تشغيلها (12)، وهو ما جعل فيسبوك يعي بسرعة أن هذه التغييرات مكّنته من رفع عدد متابعة الفيديوهات (13)، فتحوّل الفيديو إلى أبرز طريقة لتحقيق التفاعل على هذه الشبكة. وإذا عدنا بذاكرتنا "الرقمية" إلى الوراء، سنتذكر كيف أطنبت صفحات كبيرة في نشر الفيديوهات عامي 2014 و2015، لدرجة أن هناك من بدأ يشكو على صفحات فيسبوك كيف السبيل لتقليل ما يراه من فيديوهات على اليوميات!

أثّر هذا الواقع الجديد على استراتيجية المواقع الصحفية في الاستفادة من هذه المنصة الاجتماعية، إذ أدركت أن نسبة وصول منشوراتٍ على شكل روابط إلى الجمهور تبقى متدنية مقارنة بوصول مقاطع الفيديو أو الصور، أي المنشورات المعدّة حصرًا للاستهلاك داخل فيسبوك دون الحاجة إلى النقر على رابط خارجي، وهو الأمر ذاته الذي تأكد كذلك في تويتر.

وترسّخ هذا الاقتناع عندما تبيّن لاحقًا أن هذه المنشورات المعدّة للاستهلاك على فيسبوك وتويتر، تطوّر حسابات المؤسسات الإعلامية على المنصتين وتتيح لها المزيد من الانتشار، جنبًا إلى جنب مع خطة تسويقية قائمة على ترويج المنشورات بمقابل مادي.

وزادت المنافسة القائمة بين المواقع الاجتماعية على ارتهان المؤسسات الإعلامية لها، ففيسبوك مثلا لا يفضل فقط الفيديوهات المنشورة على صفحاته مقارنة بمشاركة روابط فيديوهات من مواقع أخرى خاصة يوتيوب، بل أضحى يُضعف قدرة وصول هذه الروابط إلى مستخدميه، مقارنةً مع تقوية وصول فيديوهاته إليهم. وطبعا تعرفون السبب، فالمنافسة الشديدة بين عملاقي الإنترنت غوغل وفيسبوك تجعل كل واحد منهما لا يرغب في مساعدة الآخر على تحقيق نتائج قوية!

تؤكد دراسة أجرتها شركة "كوينتلي" (Quintly) عام 2018 هذا الواقع، فقد بيّنت أن فيديوهات فيسبوك تحقق مشاركة بين مستخدمي هذه المنصة بنسبة تفوق روابط الفيديوهات الأخرى بنسبة 477%، وبنسبة تعليقات تفوق 530%، مما يجعل منتجي المحتوى في فيسبوك -بمن فيهم وسائل الإعلام- يفضلون تحميل مقاطعهم على فيسبوك مباشرة بنسبة 89%، مقارنة بنسبة 8% فقط ليوتيوب و0.15% لمنصة "فيميو" (14).

وأثرت هذه المنافسة على شكل الفيديوهات التي تنتجها المؤسسات الإعلامية الرقمية، ففيسبوك مثلا يفضل الفيديو المربع (1:1)، والفيديو على شكل 16:9 بالنسبة ليوتيوب، بينما يحبذ إنستغرام الفيديو المربع إن تعلّق الأمر بلوحة الاستقبال (Feed)، ولكنه يضع خصائص أخرى على خدمة "IGTV"، إذ يشدّد على إخراج الفيديو بنسبة 9:16 إن كان عموديا، و16:9 إن كان أفقيا (15). كما أن كلّ منصة تُفضل أو تلزم بتوقيت معين، فلوحة الاستقبال في إنستغرام لا تتيح نشر أيّ فيديو تتجاوز مدته دقيقة، ممّا يجعل المؤسسة الإعلامية ملزمة بضغط القصة خلال هذه المدة الزمنية القصيرة.

والأهم من كل هذا، أن المؤسسات الإعلامية لا تملك داخل هذه المنصات الاجتماعية سوى صفحات معينة. وكما تقول روان الضامن المديرة التنفيذية لشبكة "إعلاميون من أجل صحافة عربية استقصائية" (أريج) في أحد التدريبات الرقمية، فإن مؤسسات الصحافة تؤجر فقط مساحةً داخل هذه المنصات، والفيديوهات معرّضة للحذف من لدن إدارة هذه المواقع لأسباب معينة (16) (نزاع على حقوق الملكية، حملة إشعارات من المستخدمين ضد محتوى ما، أو تأويل من إدارة المواقع بأن الفيديو يخرق أحد قوانين النشر الخاصة بها)، أو أحيانًا تكون الصفحات برمتها معرّضة للحذف، كما جرى لصفحة موقع مغربي (17).

وهناك ظاهرة أخرى في عالم الإعلام الرقمي، تتمثل في استنجاد مؤسسات كبرى بنجوم اليوتيوب كي يكونوا جزءًا من المحتوى الذي تقدمه. وكمثال على ذلك، الشاب المصري أحمد الغندور الذي يقدم برنامج "الدحيح" على "AJ+ كبريت"، ويوسف حسين صاحب برنامج "جو شو" على تلفزيون "العربي".

إنه استنجاد ضروري لعدد من وسائل الإعلام، سواء منها الرقمية أو الفضائية، لأن الشهرة التي حققها صناع المحتوى على اليوتيوب تتيح لهم المساهمة في توسيع القاعدة الجماهيرية للمؤسسة المعنية. لكن هذا الأمر ينطوي على مفارقة غريبة: فمن جهة يتبيّن أن الإعلام فقدَ سبقه الحصري في أن يكون الوسيط بين أصحاب المحتوى القوي والجمهور، إذ صار بإمكان هؤلاء أن يتوجهوا إلى الجمهور مباشرة لحصد متابعة هائلة، ومن جهة أخرى يتبيّن أن منصات الإعلام الكبرى ما زالت قادرة على جذب هؤلاء المؤثرين، وعلى إقناعهم بالمرور عبر اسمها.

 

هل فقدنا ثقة الجمهور؟

الكثير من الأخبار التي يقرؤها أو يشاهدها المتلقي على الإنترنت يصادفها في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي استطلاع لمركز "بيو" للأبحاث عام 2018، تبيّن أن 68% من الأميركيين ما فوق 18 عاما، يحصلون على الأخبار عن طريق مواقع التواصل، شكل فيسبوك النسبة الأكبر منها بـ43%، وبعده يوتيوب بنسبة 21%، ثم تويتر بنسبة 12% (18).

لكن تأثير المواقع الاجتماعية لا يتوقف هنا، فعندما ينقر مستخدموها على رابط خبر ما، لا يتذكرون بالضرورة اسم المؤسسة التي نشرت الخبر، وهو ما تؤكده دراسة لـ"معهد رويترز لدراسة الصحافة" حول الأخبار في فيسبوك، فما نسبته 47% من مستخدمي المواقع الاجتماعية في المملكة المتحدة هم من يتذكرون اسم المؤسسة، بينما يتذكر 67% منهم الشبكة الاجتماعية التي نقروا من خلالها على هذا الخبر (19).

وخطر هذا الاعتماد المكثف على المواقع الاجتماعية يتمثل في توفير بيئة خصبة للأخبار الكاذبة، التي كثيرًا ما يكون مصدرها مواقع إخبارية لا تحترم قواعد العمل الصحفي ولا أخلاقياته. والمثير في الأمر، أنك تجد أحد المواقع المصنفة في خانة "الصحافة الصفراء" يملك قاعدة كبيرة من المتابعين على الشبكات الاجتماعية التي ينشر فيها أخبارًا كاذبة، غالبًا ما تكون عن قصد لغرض تضليل الرأي العام.

وربما قد يكون هذا هو السبب الذي جعل 57% من الأميركيين الذين شملهم استطلاع مركز "بيو" للأبحاث، يقولون إنهم لا يتوقعون من الأخبار على مواقع التواصل أن تكون دقيقة (20).

ومن هنا يأتي الخطر الأكبر الذي يتهدّد الصحافة: فقدان ثقة الجمهور. والمؤشر ليس ورديًّا على أيّ حال حسب "تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2019"، إذ انحدر إلى 42%، بناقص درجتين عن مؤشر 2018، ولا تبلغ الثقة في الأخبار المنتشرة عبر مواقع التواصل سوى 23%، بـ10 درجات أقل عن الأخبار التي يجدها المتلقي عبر البحث (21).

 

المعلنون يصرفون النظر عنا!

تبني جلّ المؤسسات الإعلامية الرقمية نموذجها الاقتصادي على الإعلانات كأحد مصادر الدخل الأساسية، وكذلك الشراكات وأحيانًا تمويلات منظمات غير حكومية أو اشتراكات القراء، أو حتى التمويل الحكومي. هذه الإعلانات كانت تتلاءم مع مواقع الصحافة الرقمية، لكن مع انتقال المحتوى إلى صفحات هذه المواقع على الشبكات الاجتماعية، أضحى التحدي هو كيفية نقل الإعلانات إلى هذه المنصات.

وإذا كانت الصحف الرقمية قد عانت في بداياتها داخل المنطقة العربية من ترّدد المعلنين الذين تأخروا -مقارنة بالغرب- في الثقة بالوسيط الرقمي، واستمروا في منح التلفزيون والراديو والصحافة المطبوعة الحيز الأكبر من إعلاناتهم، فإنه ما إن تحوّل المعلنون إلى الصحافة الرقمية حتى تبيّن أن الإنترنت يتيح لهم إمكانيات لترويج علاماتهم التجارية بأسعار تنافسية أقل بكثير مما تطلبه الصحافة الرقمية.

والبداية كانت بإعلانات غوغل التي أتاحت للمعلنين ترويج روابطهم بأسعار تنافسية، لدرجة أن الكثير من الصحف الرقمية لم تجد بدًا من السماح لإعلانات شركات محلية بالظهور عندها، لكن على شكل إعلانات غوغل، ممّا قلّل كثيرًا من الأرباح التي كان يمكن لهذه الصحف أن تحققها إن هي تعاملت مع المعلنين مباشرة دون المرور عبر غوغل، خاصةً مع ضعف قيمة سعر النقر على إعلانات غوغل أو مشاهدته في الكثير من دول المنطقة العربية، مقارنة مع السعر ذاته في الدول الغربية، وهو أمر معروف منذ مدة، إذ لا يتعامل غوغل مع المستهلك في الدول السائرة في طريق النمو كما يفعل مع المستهلك في الدول الغنية.

ثم جاء فيسبوك الذي لم يتح للشركات ترويج علاماتها التجارية في الإعلانات الجانبية فحسب، بل مكّنها من خلق صفحات، ودفع مقابل مادي بسيط للغاية (مقارنة بما كانت تدفعه في الإعلانات التقليدية) لترويج منتجاتها، وغالبًا ما تكون المنشورات على شكل فيديوهات أو صور، بما يرفع حجم التفاعل إلى أبعد مدى.

وتأكدت هيمنة غوغل وفيسبوك على سوق الإعلانات الرقمية، فوفق تقارير إعلامية عام 2018، يهيمن الاثنان على سوق الإعلانات على الإنترنت في المغرب بنسبة 70%، وهو ما يتسبّب في خسائر كبيرة، ليس فقط لوسائل الإعلام التي كانت تمني النفس أن يكون لها نصيب أكبر من الإعلانات، بل كذلك للدولة التي لا تفرض أيّ ضرائب على الشركتين العملاقتين، ممّا تسبّب في خسارة المغرب سنويًا قرابة 600 مليون درهم حسب التقديرات (22).

وبشكل عام، وفي الولايات المتحدة مثلا، استحوذ فيسبوك على 40% من الإعلانات على الإنترنت عام 2018، بينما حصلت شبكة غوغل على 12%. وتزداد النسبة على الهواتف الذكية، إذ تصل بالنسبة لفيسبوك إلى 58%، في حين لم تستطع أيّ شركة أخرى الوصول إلى نسبة 10%، حسب تقديرات "إي ماركيتر" (eMarketer) التي نقلها تقرير لمركز "بيو" (23).

وما يزيد من تحدّي النموذج الاقتصادي للمؤسسات الإعلامية الرقمية أن فيسبوك لم يبدأ في تفعيل خاصية الإعلانات داخل المحتوى إلا مؤخرًا، وتحديدًا في مقاطع الفيديو التي تتجاوز ثلاث دقائق، رغبةً منه في منافسة يوتيوب الذي يجذب الكثير من صناع المحتوى بالنظر إلى تفعيله خاصية الإعلانات داخل الفيديوهات.

وإذا كان يوتيوب قد قطع أشواطًا كبيرة فيما يعرف باسم "Monetisation"، أي تمكين صانع المحتوى من تحقيق عائد مالي عبر الإعلانات، فإن فيسبوك لم يطوّر التجربة كثيرًا، وهي ما تزال في مراحلها الأولى التي غالبًا ما ستكون تجريبية وستطرأ عليها الكثير من التغييرات.

وكمثال على ذلك، نأخذ منصة مغربية إعلامية تخصّصت في النشر الحصري في فيسبوك، هي "موستاشو" (Moustacho) التي تهتم بنشر مقاطع فيديو قصيرة لقصص إيجابية عن المجتمع (24). يقول أسامة أبرشا -وهو أحد مؤسسيها- إن "المقاطع التي ينشرونها بشكل مستمر على فيسبوك لا تتيح للشركة ربح المال مباشرة من هذه المنصة الاجتماعية. لكن الشركة تعتمد على المشاهدات التي تحققها مقاطعها على فيسبوك لأجل إظهار خبرتها في إنشاء المحتوى"، وبالتالي يتم "تمويل الشركة من خلال تطوير الاستراتيجيات الإعلامية، وإنتاج المحتوى وتطوير محتوى المواقع الاجتماعية للعلامات التجارية المغربية التي تثق في فريق هذه الشركة الصغيرة" (25).

بالطبع، ليست كل هذه التحوّلات التي تطرأ على مجال الإعلانات دون نتيجة على مهنة الصحفي، ففي إحصائية لمركز "بيو"، خسر قطاع الصحافة داخل الولايات المتحدة 28 ألف وظيفة خلال عشر سنوات، مما شكل تراجعًا بنسبة 25%، فمن أصل 114 ألفًا كانوا يعملون في مختلف قطاعات الأخبار عام 2008، وصل الرقم عام 2018 إلى 86 ألفًا (26).

غوغل وفيسبوك في قفص الاتهام، ففي تعليق لها على الإحصائيات الخاصة بالخسائر والأخرى المتعلّقة باستهلاك الجمهور للأخبار عبر المواقع الاجتماعية، تقول مديرة مركز "تاو" للصحافة الرقمية إيميلي بيل في مقال على الغارديان، إن "الخطأ الأكبر لمعظم الناشرين في الفضاء الرقمي أنهم يعتقدون أن غوغل وفيسبوك لديهما اهتمام جدي بدعمهم"، مضيفةً أن "كمّ المعلومات التي تجمعها وتتحكم فيها شركات الإنترنت الكبرى تتيح لها تقديم عروض أكثر فعالية للمعلنين من أيّ ناشر آخر"، قبل أن تؤكد أن المنصات الرقمية الكبرى، وإن "لم تكن لديها نيّة مقصودة لسحب الإعلانات التي كانت تدعم الصحافة ماليًّا، فهي لا تهتم هل سينجو الناشرون أم لا" (27).

 

هل سننقرض؟

الكثير من التقارير التي تتنبأ بمستقبل الصحافة لا ترى أن السلطة الرابعة قادرة على الخروج من شرك الشبكات الاجتماعية، وهو وضع لم يسبق للمهنة أن عاشته في كل تاريخها، إذ لم تكن أبداً بكل هذه التبعية لمنصات أخرى. صحيح أن القنوات الفضائية عاشت لسنوات تحت رحمة الأقمار الصناعية (قبل وصول البث عبر الإنترنت)، لكن هذه الأقمار لم تكن تهدّد الإعلام الفضائي، بل بالعكس، كانت مجرّد أداة ساعدت القنوات على الوصول إلى أكبر جمهور.

هل ستنقرض مهنة الصحافة؟ هل علينا البحث عن مهنة أخرى نعيش منها؟ وسط كلّ التكهنات السلبية بأن الصحافة ستعاني أكثر لأسباب منها تنامي سيطرة المواقع الاجتماعية كما بسطنا ذلك، فإن هناك دائمًا بارقة أمل في آخر النفق.

"نيويورك تايمز" مثلًا، تخطت عتبة خمسة ملايين مشترك في النسختين الورقية والرقمية نهاية العام 2019، حاصدةً أكثر من 800 مليون دولار من الأرباح الرقمية، ممّا وفر لها بديلاً قوياً للإعلانات التي تراجعت (28). ويؤكد هذا المثال أن مهنية المؤسسة الإعلامية ومصداقيتها قد يلعبان دورًا رئيسيًّا في الخروج من أزمة الإعلانات الرقمية التي لا يمكن الحديث عنها إلا باستحضار المواقع الاجتماعية.

ويمثل المتابعون الأوفياء للإعلام الرقمي التجاري طوق نجاة بعيدًا عن الاعتماد الكلي على المعلنين، ويكاد ينطبق الأمر على صحيفة "واشنطن بوست" التي وصلت عام 2018 إلى 1.5 مليون مشترك في النسخة الرقمية (29). كما أن مساهمات القراء -سواء عبر اشتراكات أو تبرّعات مباشرة- مكّنت الشركة المالكة "للغارديان" من تحقيق 224.5 مليون جنيه إسترليني في موسم 2018-2019، منها 28% قادمة من القراء (30)، علمًا بأن النسخة الرقمية من "الغارديان" مجانية، لكن مع ضرورة الإشارة إلى أن الصحافة الرقمية المدفوعة في المنطقة العربية لا تزال محتشمة جدا، ولا يزال المتتبع العربي يتعامل مع الإنترنت على أنه مصدر للخبر المجاني.

ويمكن الاستشهاد بأهمية مصداقية المؤسسة الإعلامية في بناء جسور ثقة مع القراء، بالدراسة التي أجراها معهد رويترز حول "الأخبار في فيسبوك"، إذ إن 69% من مستخدمي هذا الموقع الذين يتذكرون اسم المؤسسة التي نشرت الخبر، يتذكرون أيضًا اسم "الغارديان" كمصدر لهذا الخبر، وتصل النسبة لموقع "بوزفيد" إلى 68%، و59% لـ"بي.بي.سي" (31).

لكن هناك عوامل أخرى لا تتعلّق فقط بالمؤسسة الإعلامية أو بقرائها. من أهمها ضرورة بناء علاقة جديدة بين الشبكات الاجتماعية والصحافة، أساسها التوازن، بدل أن تميل الكفة إلى عمالقة الإنترنت كما هو عليه الحال اليوم. وبمنأى عن منطق الأرباح، يحتاج كل طرف إلى الآخر، وإذا ما انقطع الوصال بينهما، ستسقط المواقع الاجتماعية أكثر في فخ الأخبار الكاذبة والمعلومات المضلّلة، وفي الجانب الآخر، ستفقد الصحافة منصات جماهيرية مهمة للغاية.

كما تبقى السياسات العمومية مهمةً للغاية في هذا الاتجاه، وعلى غرار سنّ   قوانين تشريعية لحماية السينما من الآثار السلبية التي خلّفها الإنترنت، يمكن كذلك التدخل بشكل إيجابي لصالح الإعلام الذي يمثل خدمة عمومية ضرورية في البناء الديمقراطي أو استمراره، وأول تدخل هو تشجيع السوق المحلية للإعلانات على التوجه إلى الشركات المحلية، ومنها الإعلامية، مع ضرورة أن تعي هذه الأخيرة أن سوق الإعلانات تغيّر بشكل جذري، وأنها كذلك ملزمة بتطوير عروضها حتى يجد المعلن غايته عندها ولا يركز على غوغل وفيسبوك.

إن سند الصحافة اليوم هو جمهورها، والمطلوب من المؤسسات الإعلامية العربية أن تبني جسورًا من الثقة معه، ولن يتأتى ذلك إلا بتقديم محتوى إعلامي متطوّر تقنيًا، يستجيب لحاجيات المتلقي، بعيدًا عما نراه من انتهاكات مستمرة لحق المواطن في صحافة تحترم دورها داخل المجتمع.

الأمل لا يزال مستمرًا ويجب أن يستمر.. ففي النهاية، لا صحفي يحب مهنته يرغب أن يحكي لأحفاده أنه كان أحد آخر العاملين في مهنة انقرضت!

 

 


مراجع:

[1] يمكن التعرف في هذا الموقع على جميع منتجات غوغل التي دفنت في "المقبرة الرقمية" https://gcemetery.co/

 [2] It’s the end of Facebook as we know it ,Editorial Board https://www.washingtonpost.com/opinions/its-the-end-of-facebook-as-we-know-it/2019/03/07/3e949600-410b-11e9-9361-301ffb5bd5e6_story.html

[3] Footage of Death Plays On in Memory, A.O. Scott https://www.nytimes.com/2013/11/17/movies/abraham-zapruder-and-the-evolution-of film.html

 [4] From Zapruder to the selfie: Images capture, but seldom explain. Peter Moskowitz http://america.aljazeera.com/articles/2013/11/21/from-zapruder-totheselfieimagescapturebutdonatexplainreality.html

[5] WEB 02 defintion http://glossaire.infowebmaster.fr/web-2-0/

[6] بحث أكاديمي أجراه الكاتب عام 2014 (غير منشور)

[7 Breaking News: The Remaking of Journalism and Why It Matters Now, p:138, Alan Rusbridger, 2018, Canongate Books.

[8] Wilding, D., Fray, P., Molitorisz, S. & McKewon, E. 2018, The Impact of Digital Platforms on News and Journalistic Content, University of Technology Sydney, NSW.  (الاقتباس من المصدر)

للتعرّف على المصادر الكاملة التي اعتمدتها الدراسة يمكن زيارة الرابط: https://www.uts.edu.au/sites/default/files/2018-12/CMT%20News%20Report.pdf

[9] المصدر السابق

[10] Breaking News: The Remaking of Journalism and Why It Matters Now, IBID, p:138

[11] 600 million of Facebook’s 1 billion users are mobile, Emil Protalinski https://thenextweb.com/facebook/2012/10/04/facebook-now-has-600-million-monthly-active-mobile-users/

[12] An Easier Way to Watch Video https://about.fb.com/news/2013/09/an-easier-way-to-watch-video/

[13] Testing a New Way for Marketers to Tell Stories in News Feed

https://www.facebook.com/business/news/Testing-a-New-Way-for-Marketers-to-Tell-Stories-in-News-Feed

[14] Study proves: 530% more comments on Facebook Native videos, Nils Herrmann

https://www.quintly.com/blog/2017/03/facebook-video-study

[15] more in Instagrem help centre: https://help.instagram.com/1038071743007909

[16] تدريب "السرد القصصي الرقمي" متوفر على منصة "إدراك":  https://www.edraak.org/course/course-v1:ARIJ+DST_V1+2018_V1/

[17] جنود "إكس بانك" (Xbank) يعلنون وقوفهم وراء حذف صفحة موقع مغربي بها 6 ملايين معجب https://al3omk.com/149809.html

[18] News Use Across Social Media Platforms 2018, Elisa Shearer, Katerina Eva Matsa, Pew Research Center ُhttps://www.journalism.org/2018/09/10/news-use-across-social-media-platforms-2018/

[19] 'I Saw the News on Facebook': Brand Attribution when Accessing News from Distributed Environments. Antonis Kalogeropoulos and Nic Newman, Digital News Project 2017, Reuters Institute for the Study of Journalism, University of Oxford. https://reutersinstitute.politics.ox.ac.uk/sites/default/files/2017-07/Brand%20attributions%20report.pdf

[20] News Use Across Social Media Platforms 2018, IBID

[21] Reuters Institute Digital News Report 2019, Nic Newman with Richard Fletcher, Antonis Kalogeropoulos, and Rasmus Kleis Nielsen, Reuters Institute for the Study of Journalism, University of Oxford. https://reutersinstitute.politics.ox.ac.uk/sites/default/files/inline-files/DNR_2019_FINAL.pdf

[22] تحرك مغربي لفرض ضرائب على غوغل وفيسبوك، وكالة الأناضول https://cutt.ly/jtfYmIJ

[23] Digital News Fact Sheet, Pew Research Center  https://www.journalism.org/fact-sheet/digital-news/

[24] https://www.facebook.com/moustachoMA/

[25] تصريح لصاحب المقال

[26] U.S. newsroom employment has dropped by a quarter since 2008, with greatest decline at newspapers, Elizabeth Grieco, Pew Research Center https://www.pewresearch.org/fact-tank/2019/07/09/u-s-newsroom-employment-has-dropped-by-a-quarter-since-2008/

[27] What 2,000 job cuts tell us: the free market kills digital journalism, Emily Bell https://www.theguardian.com/media/2019/feb/02/what-2000-job-cuts-tell-us-the-free-market-kills-digital-journalism

[28] The New York Times Tops 5 Million Subscriptions as Ads Decline, Marc Tracy https://www.nytimes.com/2020/02/06/business/new-york-times-earning.html

[29] تدوينة ديفد ناكامورا، محرّر في الصحيفة https://twitter.com/davidnakamura/status/1072964676546428928

[30] Guardian broke even last year, parent company confirms, Jim Waterson https://www.theguardian.com/media/2019/aug/07/guardian-broke-even-last-year-parent-company-confirms

[31] 'I Saw the News on Facebook, IBID

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023