مقتل جورج فلويد.. "حراك أخلاقي" في غرف التحرير

 

ترصد هذه المقالة ما يمكن تسميته بنقاش القيم والمعايير والأخلاقيات الصحفية، الذي انطلق في المشهد الصحفي الأميركي في أعقاب مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد يوم 25 مايو/أيار 2020 في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، على يد أحد أفراد شرطة المدينة.

والنقاش هو حالة الجدل التي شهدتها عدة مؤسسات صحفية أميركية، وكانت شرارته تغطيتها للاحتجاجات التي انطلقت في أعقاب انتشار الفيديو الذي يوثق حالة القتل البشعة، والتي خرجت تنديدا بالحادثة، وبعنف الشرطة التاريخي، خاصة ضد الأميركيين من أصل أفريقي، وبكل ما يمكن أن يعد ممارسات عنصرية في الولايات المتحدة، وهي تغطية رأى صحفيون كثر في بعض ملامحها ما يمكن اعتباره خروجا عن القيم والمعايير والأخلاقيات التي ميزت الصحافة الأميركية.

تتتبع المقالة ما كتب عن "ثورة غرف الأخبار" التي أطاحت ببعض المسؤولين في مؤسسات مرموقة مثل "نيويورك تايمز" التي استقال مسؤول قسم الرأي فيها جيمس بينيت، ورئيس تحرير "فيلادلفيا إنكوايرر" ستان ويشنوفسكي. وترصد كذلك ما كتب عن ملامح العنصرية في بعض المؤسسات الصحفية الأميركية، وعن خلل التوظيف فيها.

ثورة غرف الأخبار
بدأت هذه الثورة في أعقاب نشر صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للسيناتور الجمهوري توم كوتون، طالب فيه بنشر الجيش الأميركي لقمع الاحتجاجات التي انطلقت في أعقاب مقتل فلويد. ووجه نشر المقال بعاصفة قوية من داخل الصحيفة نفسها، حيث اعتبر صحفيون فيها أنه يعطي ذريعة للقمع، ويعرض حياة الصحفيين السود تحديدا للمزيد من الخطر، وأنه كان مليئا بالأكاذيب المغرضة التي فندها عدد منهم.

أما خارج "نيويورك تايمز" فقد شارك صحفيون عديدون في هذا النقاش، وصبوا جام غضبهم وسخريتهم على القرار التحريري الذي سمح بنشر مقال كوتون. وقد أرجع الكاتب الصحفي أوسيتا نونيفو في مقاله المنشور في "نيو ريبوبليك" ما سماها الكارثة إلى إصرار "نيويورك تايمز" على الترويج للأفكار غير الليبرالية باسم المثل والقيم الليبرالية، وتوقع أن تواصل الصحيفة نشر آراء تتجاهل -علانية- المبادئ التي تقوم عليها الصحافة الحرة والمجتمع الحر.

أما الكاتب الصحفي ديفيد روبرتس فقد رأى أن مقال كوتون ما كان يجب أن ينشر أصلا لأنه "يعكس رؤية لا تتوافق مع القيم الليبرالية الأساسية التي تجعل عمل نيويورك تايمز والصحافة عموما ممكنا".

وفي "واشنطن بوست" انتقدت مارغريت سوليفان نشر المقال، ورأت كاتبة العمود المتخصصة في نقد وسائل الإعلام والتي شغلت من قبل وظيفة "محرر عام" في صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بغض النظر عن مزايا الحياد الجاد نظريا، فلا يوجد شيء من هذا القبيل في الممارسة العملية. وكتبت "كل قطعة من التقارير مكتوبة أو منطوقة، تُروى في نص أو صور، هي نتاج الخيارات.. نختار ما يجب التركيز عليه، وما يجب تضخيمه، وما يجب التحقيق فيه وفحصه".

رؤية مغايرة
تروي الكاتبة لورا واغنر في مقال لها بموقع "فايس" أنها سمعت بعد يوم من نشر مقال كوتون واعتذار "نيويورك تايمز" عنه، رأيا مختلفا من الخبيرة الأميركية البارزة في مجال أخلاقيات الإعلام كيلي ماكبرايد. وبحسب واغنر فإن رأي ماكبرايد يتماشى مع رأي البعض داخل "نيويورك تايمز" وخارجها، الذين رأوا في اعتذارها عن المقال نوعا من إيثار السلامة.

وأضافت أن ماكبرايد قالت إنها لم تكن لتنشر المقال لو كانت تتولى مسؤولية النشر في الصحيفة المذكورة، لأنه سيئ وغير مشرف فكريا، لكنها على الرغم من ذلك ترى أن نشر الحجج المثيرة للجدل التي لا تجد الكثير من القبول، مثل أفكار كوتون المنادي بنشر الجيش لقمع المحتجين، أمر مهم لضمان حق الاختلاف. وتساءلت ماكبرايد: كيف يمكن للناس أن يشاركوا في نقاش موضوع نشر الجيش لقمع المظاهرات إن لم توفر لهم صحيفة مثل "نيويورك تايمز" مثل مقال كوتون؟

وترد واغنر بأنه بمنطق ماكبرايد هذا، تحرم "نيويورك تايمز" جمهورها بشكل غير عادل من إمكانية مناقشة موضوعات مثل فضائل أكل لحوم البشر، أو تحويل الولايات المتحدة إلى دولة شيوعية، أو أن الأشخاص الذين قتلوا في عمليات إطلاق النار الجماعي هم سبب الأزمة، أو أي من الأفكار الأخرى التي لا تحظى بشعبية والتي لا تجد طريقها إلى منصات قسم الآراء بالصحيفة.

وتضيف أن القضية لم تكن هي إطلاع قراء الصحيفة وزوار موقعها على أفكار كوتون، وهي معروفة للكثيرين، وإنما كانت القضية -بحسب الكثير من المنتقدين- أن الصحيفة سلمت المنصة التي هي ملك للجمهور إلى ذلك الشخص ليتمكن من تقديم حجج غير شرعية في طبيعتها ودون أي اعتراض.

المباني أيضا مهمة
وفي قلب الجدل الذي نتحدث عنه في هذا المقال، العنوان الرئيسي لصحيفة " فيلادلفيا إنكوايرر" في رصدها للاحتجاجات التي أعقبت مقتل فلويد، إذ نشرت الصحيفة مقالا بعنوان "المباني أيضا مهمة" يوم 2 يونيو/حزيران 2020.

واعتُبر المقال الذي كتبته المحررة المختصة بالهندسة المعمارية في الصحيفة إنغا سافرون مؤذيا لمشاعر المحتجين على مقتل فلويد، وفي القلب منهم بالطبع حركة "حياة السود مهمة". وقد اضطرت الصحيفة إلى الاعتذار عنه بعد أربعة أيام من نشره. 

ونشرت الصحيفة اعتذارها عن المقال بعد أن كتب الصحفيون السود في الصحيفة رسالة مفتوحة قالوا فيها إنهم تعبوا من عدم الاستماع إليهم، وجاء في كلمات الاعتذار "العنوان الرئيسي كان مسيئا وغير ملائم وكان يجب ألا ننشره".

وجاء في الاعتذار الذي كتبه قياديون في إدارة التحرير "عنوان المقال يقترح مساواة بين فقدان المباني وحياة الأميركيين السود، وهذا غير مقبول.. نحن نعلم أيضا أن الاعتذار في حد ذاته ليس كافيا، نحن بحاجة إلى القيام بعمل أفضل، لقد سمعنا ذلك بصوت عال وواضح، بما في ذلك من الصحفيين لدينا وسنفعل".

لكن آثار عاصفة ذلك المقال لم تقف عند حد الاعتذار عنه، إذ أطاحت برئيس التحرير ستان ويشنوفسكي الذي قدم استقالته في أعقاب الجدل الذي تلا نشر ذلك العنوان.

جرد حساب
كما أشرنا، فقد صحب ذلك الجدل أيضا حملات ضغط قادها صحفيون سود وبيض بشأن ما أسموه عدم مساواة عرقية في العديد من غرف الأخبار الأميركية، وطالب هؤلاء بضرورة إحداث تغييرات في غرف الأخبار تراعي مسائل التنوع وشفافية الأجور.

وقد وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذلك التحرك بعملية جرد حساب. والصحيفة نفسها لم تسلم من رياح ثورة غرف الأخبار، فقد أرسل حوالي 150 صحفيا فيها رسالة مفتوحة إلى إدارة التحرير طالبوا فيها بضرورة مراعاة الإدارة لقضايا التنوع والتوظيف والمساواة في التغطية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مركز "بيو" للبحوث نشر دراسة حديثة جاء فيها أن 72% من الأميركيين السود الراشدين قالوا إن تغطية وسائل الإعلام الأميركية لقضية مقتل فلويد كانت جيدة أو ممتازة.

وقد ردت إدارة الصحيفة بأنها تشاطر العاملين نفس تلك المشاعر، وأن رسالتهم "تضمنت جرد حساب، وتجارب مؤلمة، ومخاوف بشأن التنوع في قوتنا العاملة وبشأن الشفافية في الأجور"، موضحة أنها بدأت بإجراء المراجعات المطلوبة في إطار ما جاء في رسالة العاملين لديها.

أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" فقد نشرت تحت ضغط العاملين فيها "قائمة التنوع في غرفة الأخبار" التي حددت فيها أصول الصحفيين الأميركيين العاملين فيها، وقد علق موقع "نيمان لاب" المتخصص في قضايا الإنترنت والصحافة والإعلام الرقمي على تلك القائمة بالقول "في المدينة التي نصف سكانها تقريبا من أصول لاتينية، فإن هؤلاء لا يمثلون سوى 13% من القوى العاملة في غرفة أخبار لوس أنجلوس تايمز".

يحدث في أميركا أيضا
ونختم بأن النقاشات والأسئلة الكثيرة التي برزت في المشهد الصحفي الأميركي في أعقاب مقتل فلويد، تخطت حدود الجغرافيا الأميركية، وظهرت في جهات مختلفة من العالم، خاصة فيما يتصل بحرية العمل الإعلامي في ظل الضغوط التي واجهتها إدارات المؤسسات الإعلامية لا سيما من منسوبيها، ومن الجماعات المدافعة عن الأقليات. 

وقد شملت تلك التساؤلات إمكانية تكرار تجربة الشرطة الأميركية التي استهدفت بعض الصحفيين الأميركيين في بداية الاحتجاجات. ويمكن الإشارة هنا إلى تجربة الاعتقال التي تعرض إليها مراسل "سي أن أن" عمر جمينيز -وهو من أصول لاتينية- عندما اعترضه ضباط في مدينة مينيابوليس وقيدوا يديه أثناء نقل حي للاحتجاجات في المدينة.

وقد علق على تلك الواقعة صحفي صربي قائلا إن ما يتعرض له الصحفيون في الولايات الأميركية على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للصحفيين في كل مكان.

ويرى فلاديمير رادوميروفيتش الذي تعرض لمضايقات عديدة من حكومة صربيا في التسعينيات وما بعدها، أن ما حدث لزملائه الصحفيين في الولايات المتحدة بدا له أمرا مرعبا. ويقول في مقال بموقع "نيمان ريبورتس" إن "رؤية مشاهد عنف الشرطة ضد الصحفيين الأميركيين أشعرتني وكأني في حلم مزعج.. لم يكن ممكنا أن يحدث هذا في بلد تتمتع فيه الصحافة بحماية قانونية قوية، بلد نموذج نتطلع إليه في كل ما يتعلق بالصحافة".

ويضيف رادوميروفيتش: "كيف حدث هذا؟ لماذا يصوب ضباط الشرطة البنادق باتجاه الصحفيين؟ لطالما اعتقدت أن الصحفيين الأميركيين يتمتعون بامتياز كبير".
 

ويخلص في مقاله إلى أنه لا يساوره الشك بأن مشاهد إطلاق الشرطة الأميركية الرصاص المطاطي على الصحفيين، واعتقالهم وضربهم، ستكون بمثابة ذريعة لكل الطغاة في جميع أنحاء العالم لقمع الصحافة الحرة، سيقولون إن ذلك "يحدث في أميركا أيضًا".

 

وظائف جديدة

يبدو أن رياح ما بعد مقتل فلويد ما زالت تهب على مؤسسات الإعلام الأميركية، فقد أعلنت واشنطن بوست يوم الجمعة 19 يونيو/حزيران الحالي عن استحداث أكثر من 12 وظيفة جديدة في غرفة أخبارها بهدف التركيز على قضايا العرق والتنوع الثقافي في الولايات المتحدة، بما في ذلك وظيفة مدير التحرير للتنوع والإدماج.

وحمل بعض تلك الوظائف المسميات التالية:

  • كاتب الشؤون العرقية في أميركا، لتغطية قضايا العرق والهوية في الولايات المتحدة الأميركية.

  • كاتب التعددية الثقافية في الولايات المتحدة الأميركية.

  • كاتب الأمن القومي: صحفي بمهارات استقصائية لتغطية قضايا الإرهاب الداخلي، بما في ذلك الجماعات المتطرفة التي لديها أنصار في الجيش والشرطة.

 

 

  ولمن أراد المزيد يمكن الاطلاع على التالي:

وول ستريت جورنال
https://www.wsj.com/articles/americas-newsrooms-face-a-reckoning-on-race-after-floyd-protests-11592256570

نيمان لاب
https://www.niemanlab.org/reading/under-pressure-from-its-staff-the-l-a-times-released-its-diversity-numbers/

نيمان ريبورتس
https://niemanreports.org/articles/countries-locking-up-journalists-may…

فايس

https://www.vice.com/en_us/article/xg8ygd/its-about-ethics-in-journalism?utm_source=Daily+Lab+email+list&utm_campaign=9a292a238c-dailylabemail3&utm_medium=email&utm_term=0_d68264fd5e-9a292a238c-396040865

ديزين

https://www.dezeen.com/2020/06/06/philadelphia-inquirer-apologises-buildings-matter-too-headline/

نيمان لاب

https://www.niemanlab.org/2020/06/five-simple-steps-to-making-your-newsroom-and-coverage-more-representative/?utm_source=Daily+Lab+email+list&utm_campaign=9a292a238c-dailylabemail3&utm_medium=email&utm_term=0_d68264fd5e-9a292a238c-396040865

فوربس

https://www.forbes.com/sites/danabrownlee/2020/05/29/was-a-cnn-reporter-arrested-by-minnesota-patrol-for-working-while-black/#44a928f55ffa

المزيد من المقالات

الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023