مقتل جورج فلويد.. "حراك أخلاقي" في غرف التحرير

 

ترصد هذه المقالة ما يمكن تسميته بنقاش القيم والمعايير والأخلاقيات الصحفية، الذي انطلق في المشهد الصحفي الأميركي في أعقاب مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد يوم 25 مايو/أيار 2020 في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، على يد أحد أفراد شرطة المدينة.

والنقاش هو حالة الجدل التي شهدتها عدة مؤسسات صحفية أميركية، وكانت شرارته تغطيتها للاحتجاجات التي انطلقت في أعقاب انتشار الفيديو الذي يوثق حالة القتل البشعة، والتي خرجت تنديدا بالحادثة، وبعنف الشرطة التاريخي، خاصة ضد الأميركيين من أصل أفريقي، وبكل ما يمكن أن يعد ممارسات عنصرية في الولايات المتحدة، وهي تغطية رأى صحفيون كثر في بعض ملامحها ما يمكن اعتباره خروجا عن القيم والمعايير والأخلاقيات التي ميزت الصحافة الأميركية.

تتتبع المقالة ما كتب عن "ثورة غرف الأخبار" التي أطاحت ببعض المسؤولين في مؤسسات مرموقة مثل "نيويورك تايمز" التي استقال مسؤول قسم الرأي فيها جيمس بينيت، ورئيس تحرير "فيلادلفيا إنكوايرر" ستان ويشنوفسكي. وترصد كذلك ما كتب عن ملامح العنصرية في بعض المؤسسات الصحفية الأميركية، وعن خلل التوظيف فيها.

ثورة غرف الأخبار
بدأت هذه الثورة في أعقاب نشر صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للسيناتور الجمهوري توم كوتون، طالب فيه بنشر الجيش الأميركي لقمع الاحتجاجات التي انطلقت في أعقاب مقتل فلويد. ووجه نشر المقال بعاصفة قوية من داخل الصحيفة نفسها، حيث اعتبر صحفيون فيها أنه يعطي ذريعة للقمع، ويعرض حياة الصحفيين السود تحديدا للمزيد من الخطر، وأنه كان مليئا بالأكاذيب المغرضة التي فندها عدد منهم.

أما خارج "نيويورك تايمز" فقد شارك صحفيون عديدون في هذا النقاش، وصبوا جام غضبهم وسخريتهم على القرار التحريري الذي سمح بنشر مقال كوتون. وقد أرجع الكاتب الصحفي أوسيتا نونيفو في مقاله المنشور في "نيو ريبوبليك" ما سماها الكارثة إلى إصرار "نيويورك تايمز" على الترويج للأفكار غير الليبرالية باسم المثل والقيم الليبرالية، وتوقع أن تواصل الصحيفة نشر آراء تتجاهل -علانية- المبادئ التي تقوم عليها الصحافة الحرة والمجتمع الحر.

أما الكاتب الصحفي ديفيد روبرتس فقد رأى أن مقال كوتون ما كان يجب أن ينشر أصلا لأنه "يعكس رؤية لا تتوافق مع القيم الليبرالية الأساسية التي تجعل عمل نيويورك تايمز والصحافة عموما ممكنا".

وفي "واشنطن بوست" انتقدت مارغريت سوليفان نشر المقال، ورأت كاتبة العمود المتخصصة في نقد وسائل الإعلام والتي شغلت من قبل وظيفة "محرر عام" في صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بغض النظر عن مزايا الحياد الجاد نظريا، فلا يوجد شيء من هذا القبيل في الممارسة العملية. وكتبت "كل قطعة من التقارير مكتوبة أو منطوقة، تُروى في نص أو صور، هي نتاج الخيارات.. نختار ما يجب التركيز عليه، وما يجب تضخيمه، وما يجب التحقيق فيه وفحصه".

رؤية مغايرة
تروي الكاتبة لورا واغنر في مقال لها بموقع "فايس" أنها سمعت بعد يوم من نشر مقال كوتون واعتذار "نيويورك تايمز" عنه، رأيا مختلفا من الخبيرة الأميركية البارزة في مجال أخلاقيات الإعلام كيلي ماكبرايد. وبحسب واغنر فإن رأي ماكبرايد يتماشى مع رأي البعض داخل "نيويورك تايمز" وخارجها، الذين رأوا في اعتذارها عن المقال نوعا من إيثار السلامة.

وأضافت أن ماكبرايد قالت إنها لم تكن لتنشر المقال لو كانت تتولى مسؤولية النشر في الصحيفة المذكورة، لأنه سيئ وغير مشرف فكريا، لكنها على الرغم من ذلك ترى أن نشر الحجج المثيرة للجدل التي لا تجد الكثير من القبول، مثل أفكار كوتون المنادي بنشر الجيش لقمع المحتجين، أمر مهم لضمان حق الاختلاف. وتساءلت ماكبرايد: كيف يمكن للناس أن يشاركوا في نقاش موضوع نشر الجيش لقمع المظاهرات إن لم توفر لهم صحيفة مثل "نيويورك تايمز" مثل مقال كوتون؟

وترد واغنر بأنه بمنطق ماكبرايد هذا، تحرم "نيويورك تايمز" جمهورها بشكل غير عادل من إمكانية مناقشة موضوعات مثل فضائل أكل لحوم البشر، أو تحويل الولايات المتحدة إلى دولة شيوعية، أو أن الأشخاص الذين قتلوا في عمليات إطلاق النار الجماعي هم سبب الأزمة، أو أي من الأفكار الأخرى التي لا تحظى بشعبية والتي لا تجد طريقها إلى منصات قسم الآراء بالصحيفة.

وتضيف أن القضية لم تكن هي إطلاع قراء الصحيفة وزوار موقعها على أفكار كوتون، وهي معروفة للكثيرين، وإنما كانت القضية -بحسب الكثير من المنتقدين- أن الصحيفة سلمت المنصة التي هي ملك للجمهور إلى ذلك الشخص ليتمكن من تقديم حجج غير شرعية في طبيعتها ودون أي اعتراض.

المباني أيضا مهمة
وفي قلب الجدل الذي نتحدث عنه في هذا المقال، العنوان الرئيسي لصحيفة " فيلادلفيا إنكوايرر" في رصدها للاحتجاجات التي أعقبت مقتل فلويد، إذ نشرت الصحيفة مقالا بعنوان "المباني أيضا مهمة" يوم 2 يونيو/حزيران 2020.

واعتُبر المقال الذي كتبته المحررة المختصة بالهندسة المعمارية في الصحيفة إنغا سافرون مؤذيا لمشاعر المحتجين على مقتل فلويد، وفي القلب منهم بالطبع حركة "حياة السود مهمة". وقد اضطرت الصحيفة إلى الاعتذار عنه بعد أربعة أيام من نشره. 

ونشرت الصحيفة اعتذارها عن المقال بعد أن كتب الصحفيون السود في الصحيفة رسالة مفتوحة قالوا فيها إنهم تعبوا من عدم الاستماع إليهم، وجاء في كلمات الاعتذار "العنوان الرئيسي كان مسيئا وغير ملائم وكان يجب ألا ننشره".

وجاء في الاعتذار الذي كتبه قياديون في إدارة التحرير "عنوان المقال يقترح مساواة بين فقدان المباني وحياة الأميركيين السود، وهذا غير مقبول.. نحن نعلم أيضا أن الاعتذار في حد ذاته ليس كافيا، نحن بحاجة إلى القيام بعمل أفضل، لقد سمعنا ذلك بصوت عال وواضح، بما في ذلك من الصحفيين لدينا وسنفعل".

لكن آثار عاصفة ذلك المقال لم تقف عند حد الاعتذار عنه، إذ أطاحت برئيس التحرير ستان ويشنوفسكي الذي قدم استقالته في أعقاب الجدل الذي تلا نشر ذلك العنوان.

جرد حساب
كما أشرنا، فقد صحب ذلك الجدل أيضا حملات ضغط قادها صحفيون سود وبيض بشأن ما أسموه عدم مساواة عرقية في العديد من غرف الأخبار الأميركية، وطالب هؤلاء بضرورة إحداث تغييرات في غرف الأخبار تراعي مسائل التنوع وشفافية الأجور.

وقد وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذلك التحرك بعملية جرد حساب. والصحيفة نفسها لم تسلم من رياح ثورة غرف الأخبار، فقد أرسل حوالي 150 صحفيا فيها رسالة مفتوحة إلى إدارة التحرير طالبوا فيها بضرورة مراعاة الإدارة لقضايا التنوع والتوظيف والمساواة في التغطية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مركز "بيو" للبحوث نشر دراسة حديثة جاء فيها أن 72% من الأميركيين السود الراشدين قالوا إن تغطية وسائل الإعلام الأميركية لقضية مقتل فلويد كانت جيدة أو ممتازة.

وقد ردت إدارة الصحيفة بأنها تشاطر العاملين نفس تلك المشاعر، وأن رسالتهم "تضمنت جرد حساب، وتجارب مؤلمة، ومخاوف بشأن التنوع في قوتنا العاملة وبشأن الشفافية في الأجور"، موضحة أنها بدأت بإجراء المراجعات المطلوبة في إطار ما جاء في رسالة العاملين لديها.

أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" فقد نشرت تحت ضغط العاملين فيها "قائمة التنوع في غرفة الأخبار" التي حددت فيها أصول الصحفيين الأميركيين العاملين فيها، وقد علق موقع "نيمان لاب" المتخصص في قضايا الإنترنت والصحافة والإعلام الرقمي على تلك القائمة بالقول "في المدينة التي نصف سكانها تقريبا من أصول لاتينية، فإن هؤلاء لا يمثلون سوى 13% من القوى العاملة في غرفة أخبار لوس أنجلوس تايمز".

يحدث في أميركا أيضا
ونختم بأن النقاشات والأسئلة الكثيرة التي برزت في المشهد الصحفي الأميركي في أعقاب مقتل فلويد، تخطت حدود الجغرافيا الأميركية، وظهرت في جهات مختلفة من العالم، خاصة فيما يتصل بحرية العمل الإعلامي في ظل الضغوط التي واجهتها إدارات المؤسسات الإعلامية لا سيما من منسوبيها، ومن الجماعات المدافعة عن الأقليات. 

وقد شملت تلك التساؤلات إمكانية تكرار تجربة الشرطة الأميركية التي استهدفت بعض الصحفيين الأميركيين في بداية الاحتجاجات. ويمكن الإشارة هنا إلى تجربة الاعتقال التي تعرض إليها مراسل "سي أن أن" عمر جمينيز -وهو من أصول لاتينية- عندما اعترضه ضباط في مدينة مينيابوليس وقيدوا يديه أثناء نقل حي للاحتجاجات في المدينة.

وقد علق على تلك الواقعة صحفي صربي قائلا إن ما يتعرض له الصحفيون في الولايات الأميركية على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للصحفيين في كل مكان.

ويرى فلاديمير رادوميروفيتش الذي تعرض لمضايقات عديدة من حكومة صربيا في التسعينيات وما بعدها، أن ما حدث لزملائه الصحفيين في الولايات المتحدة بدا له أمرا مرعبا. ويقول في مقال بموقع "نيمان ريبورتس" إن "رؤية مشاهد عنف الشرطة ضد الصحفيين الأميركيين أشعرتني وكأني في حلم مزعج.. لم يكن ممكنا أن يحدث هذا في بلد تتمتع فيه الصحافة بحماية قانونية قوية، بلد نموذج نتطلع إليه في كل ما يتعلق بالصحافة".

ويضيف رادوميروفيتش: "كيف حدث هذا؟ لماذا يصوب ضباط الشرطة البنادق باتجاه الصحفيين؟ لطالما اعتقدت أن الصحفيين الأميركيين يتمتعون بامتياز كبير".
 

ويخلص في مقاله إلى أنه لا يساوره الشك بأن مشاهد إطلاق الشرطة الأميركية الرصاص المطاطي على الصحفيين، واعتقالهم وضربهم، ستكون بمثابة ذريعة لكل الطغاة في جميع أنحاء العالم لقمع الصحافة الحرة، سيقولون إن ذلك "يحدث في أميركا أيضًا".

 

وظائف جديدة

يبدو أن رياح ما بعد مقتل فلويد ما زالت تهب على مؤسسات الإعلام الأميركية، فقد أعلنت واشنطن بوست يوم الجمعة 19 يونيو/حزيران الحالي عن استحداث أكثر من 12 وظيفة جديدة في غرفة أخبارها بهدف التركيز على قضايا العرق والتنوع الثقافي في الولايات المتحدة، بما في ذلك وظيفة مدير التحرير للتنوع والإدماج.

وحمل بعض تلك الوظائف المسميات التالية:

  • كاتب الشؤون العرقية في أميركا، لتغطية قضايا العرق والهوية في الولايات المتحدة الأميركية.

  • كاتب التعددية الثقافية في الولايات المتحدة الأميركية.

  • كاتب الأمن القومي: صحفي بمهارات استقصائية لتغطية قضايا الإرهاب الداخلي، بما في ذلك الجماعات المتطرفة التي لديها أنصار في الجيش والشرطة.

 

 

  ولمن أراد المزيد يمكن الاطلاع على التالي:

وول ستريت جورنال
https://www.wsj.com/articles/americas-newsrooms-face-a-reckoning-on-race-after-floyd-protests-11592256570

نيمان لاب
https://www.niemanlab.org/reading/under-pressure-from-its-staff-the-l-a-times-released-its-diversity-numbers/

نيمان ريبورتس
https://niemanreports.org/articles/countries-locking-up-journalists-may…

فايس

https://www.vice.com/en_us/article/xg8ygd/its-about-ethics-in-journalism?utm_source=Daily+Lab+email+list&utm_campaign=9a292a238c-dailylabemail3&utm_medium=email&utm_term=0_d68264fd5e-9a292a238c-396040865

ديزين

https://www.dezeen.com/2020/06/06/philadelphia-inquirer-apologises-buildings-matter-too-headline/

نيمان لاب

https://www.niemanlab.org/2020/06/five-simple-steps-to-making-your-newsroom-and-coverage-more-representative/?utm_source=Daily+Lab+email+list&utm_campaign=9a292a238c-dailylabemail3&utm_medium=email&utm_term=0_d68264fd5e-9a292a238c-396040865

فوربس

https://www.forbes.com/sites/danabrownlee/2020/05/29/was-a-cnn-reporter-arrested-by-minnesota-patrol-for-working-while-black/#44a928f55ffa

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024