الصحافة العلمية.. "كيف تشرح فكرة لطفل في الخامسة"؟

 

هل أنت شخص منطقي يستخدم الجزء الأيسر من دماغه، أم أنك شخص مبدع تستخدم الجزء الأيمن؟ هل تُكثر من شرب الحليب لتقوية عظامك؟ هل أخبرك أهلك أن البحر لونه أزرق لأن السماء زرقاء؟ هل تعتقد حقا أن النحلة تموت بعد أن تلسعك؟

 

أهلا بكم في عصر العلوم "الكاذبة"!

باستثناء إجابات الأهل المألوفة (والمغلوطة) عن أسئلة أطفالهم البديهية كسبب لون البحر الأزرق، فإنّ معظم "الأخبار" و"المعلومات" التي تلبس لباس العلم تنشأ في الأغلب عن مصلحة تجارية بحتة!

وإذا ما علمت أن العديد من الدراسات العلمية تُموّلُ عادة عبر شركات تجارية ضخمة هدفها اكتساب المزيد من الأرباح عبر إقناعك بمعلومات مغلوطة ومضللة، فإنّ الأوعية المعرفية برمّتها باتت بحاجة إلى مقاييس للتدقيق والتمحيص والوزن، وهذا هو دور الصحافة العلمية.

في يناير/كانون الثاني 1943، أراد الرئيس الأميركي هيربرت هوفر إيجاد حلول للنقص في أسواق اللحوم المحلية العاجزة عن تلبية حاجة الحلفاء إبّان الحرب العالمية الثانية، فاستعانت الإدارة الأميركية بعلماء في "الأنثروبولوجيا" وعلم النفس والتسويق. وفي غضون أشهر قليلة، باتت أجزاء غير مألوفة بالنسبة للأميركيين قابلة للأكل والاستهلاك الغذائي. 

اعتمدت الحملات الإعلامية آنذاك على إقناع الأميركيين بالفوائد الصحية لأكل "الكبد" و"المخ" و"الأمعاء" و"القلب" وأعضاء أخرى في الأبقار والخرفان، بالاستناد إلى دراسات علمية مولتها الحكومة لغايات اقتصادية وسياسية بحتة.

تحكي العديد من الكتب تاريخ الاستغلال السياسي للعلم عبر الصحافة والإعلام، ومنها ما تذكره ليزي كولينغهام في كتابها "طعم الحرب" الصادر عام 2011.

لكن التضليل ليس دوما مقصودا في الصحافة العلمية. فقبل أعوام قليلة ماضية، نشرت صحيفة أميركية عريقة تقريرًا شديد الجاذبية بعنوانه حول دراسة قام بها أكاديميون نفسيون وأخصائيون في علم الأعصاب(هل العلماء حقا أثبتوا أن الحياة قائمة بعد الموت؟"، حول نشاط أعضاء الجسم، وتحديدا الدماغ، عند مشارفة الموت. وسرعان ما تناقلت المواقع والصحف والمجلات العالمية والعربية الخبر عن الدراسة بأنها دليل على وجود حياة بعد الموت. 

وبعد انتشار الرواية الصحفية للبحث العلمي المذكور، قام الفريق الذي أجرى الدراسة بمراسلة الصحيفة الأميركية موضحا أن ما تم نشره في الإعلام مختزل إلى حد الاستنتاج الخاطئ، وأن هدف الدراسة تحديد النشاط الدماغي بعد الموت، وهو نشاط يستمر لوقت قليل من الزمن إلى حين نفاد الأوكسجين من الجسم وتوقف كافة الأعضاء عن العمل. 

لم ينتشر توضيح الفريق البحثي، ولا يزال الشائع أن فريقا أميركيا أثبت وجود حياة بعد الموت سريريا.

أينما تلتفت من حولك تواجه سيلا من المعلومات التي تحتاج إلى تدقيق. يُطلق باحثون نفسيون دانماركيون على الظاهرة التي تُغرق الذهن طوال الوقت، مصطلح "عاصفة المعلومات".

يمكن اعتبار هذه المسألة مشكلة طبيعية ناجمة عن تطور الحياة البشرية لو استقرت حدودها عند مجالات السياسة والإعلام، لكن إصابة المجالات العلمية "بوباء" التضليل والتزييف والتشويه والاختزال والاقتطاع، يضع على الصحافة والإعلام واجب التخصص العلمي لضمان النقل السليم إلى الجمهور.

 

كوفيد-19.. تهديد وفرصة

هل من الضروري أن نرتدي قفازات أثناء خروجنا من المنزل؟ ما علاقة قطع الأشجار بانتشار "كوفيد-19"؟

قد تبدو هذه أسئلة مفاجئة للبعض، لكنّ الإجابة عنها ليست بالسهولة التي نعتقد، فالأمر يتعلق بالعلم أوّلا.

لقد باتت المصطلحات الطبية المرتبطة بالأوبئة مألوفة لأسماع الجمهور هذا العام. وللوهلة الأولى يبدو أن الإعلام يؤثر بالشكل المطلوب في الثقافة العلمية للرأي العام، على الرغم من سيل الأخبار الزائفة في كل مكان.

لكن التدقيق في هذه الفرضية يدفعنا إلى التوقف قليلا عند السمات المهنية للصحافة العلمية.

في الواقع، ما يطغى على الصحافة في أيامنا هذه هو النقل عن الخبراء والاختزال من الأبحاث العلمية.

لنعطِ مثلا على ذلك. تُصدر جهة أكاديمية بحثا عن نتائج اختبار عقار محتمل لعلاج "كوفيد-19". يخضع البحث العلمي للكثير من الشروط التي يفهمها جيدا أصحاب الاختصاص، كعيّنة البحث ومجتمعه وأهدافه، فضلا عن اعتبارات "تجارية" بحتة تتحكم بالدفق الإعلامي نفسه، إذا ما علمنا أن تكتلات شركات طبية تمتلك أسهما في كبرى وسائل الإعلام العالمية.

وما إن تصدر هذه الأبحاث حتى يبدأ تداولها "مختزلة" في الإعلام، من دون مقاربة الكثير من الظروف المحيطة بها، إما لقصور معرفي لدى الصحفي نفسه، أو عن قصد لأنه يؤدي خدمة مدفوعة الثمن.

في الحالتين، فإن النتيجة نفسها: انتشار أخبار مضللة أو منقوصة تتعلق بصحة الإنسان وبمجالات علمية. من هنا تستمد الصحافة العلمية أهميتها.

بروك بوريل، إحدى الرائدات عالميا في الصحافة العلمية، تعرّف الصحفي العلمي بالموجز التالي: "هو الذي يبحث ما وراء البيانات والحقائق العلمية، ويدقق في خلفيات الباحثين العلميين، ويكشف وجود تضارب المصالح في النشاط العلمي".

وبما أننا نعيش في عصر العلم والثورة التكنولوجية، كما تزايدت الظواهر الطبيعية الناجمة عن نشاط الإنسان، فإن الصحافة العلمية تبدو متحررة من القلق الذي يسود في أصناف الصحافة الأخرى كالسياسة والرياضة وحتى المنوعات.

واليوم تبدو الحاجة إلى وجود صحفيين مختصين في الصحة والعلوم ضرورية في غرف الأخبار.

ومن إيجابيات "كوفيد-19" هي اتجاه عدد أكثر من الصحفيين إلى التخصص في الصحافة العلمية، بعد أن حلّت السياسة في المرتبة الثانية لاهتمامات الجمهور في معظم أنحاء العالم خلال الأشهر الأخيرة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الصحافة العلمية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخضع لمعايير "السبق الصحفي" الذي تتنافس عليه وسائل الإعلام، فالمهم هنا هو الدقة لا السرعة، والبساطة لا الاختزال.

وفضلا عن مكافحة الأخبار الزائفة والتضليل، يمكن اعتبار التخصص في الصحافة العلمية حلا حقيقيا للكثير من الصحفيين الذين يخشون فقدان وظائفهم، مع تبدل الأولويات العالمية للبشرية.

نحن إذن أمام ولادة جديدة للصحافة، صحافة علمية تواكب طابع العصر.

وهكذا بدل التحسر على الخوض في "مهنة المتاعب" أمام الصحفيين من جميع الفئات العمرية، فإن الظروف مواتية لتحويل تهديد "كوفيد-19" إلى فرصة مهنية وحاجة متزايدة في سوق العمل.

ولكن ما هي سمات الصحافة العلمية؟ وما المهارات الواجب اكتسابها؟

 

الاستقصاء لدواع علمية

لعلكم واجهتم تقارير إعلامية متضاربة خلال أزمة "كوفيد-19" الراهنة. بعض هذه التقارير يتحدث عن أبحاث علمية أو ينقل عن لسان أطباء أو خبراء في الصحة. وسبب هذا التضارب في كثير من الأحيان هو عدم إحاطة الصحفي بموضوع الدراسة والتجربة، لا في نفس نتيجة البحث العلمي.

على سبيل المثال، يتفق العلماء على أن "عينة البحث" تختلف عن "مجتمع البحث". فما ينطبق مثلا على الشعب السويسري لا يعني أنه يصح أيضا على الشعب النيجيري. وفي علم النفس، نستخدم مقاييس تُسمى "الروائز"، ونتحقق من "صدق" و"ثبات" النتائج عبر آليات خاصة كي يكون البحث دقيقا. وفي مختلف العلوم، يُعتبر "الصدق" و"الثبات" شرطين رئيسيين لإضفاء ميزة "العلم" على البحث.

يشبه ذلك -إلى حد بعيد- الآلة التي يستخدمها صائغ المجوهرات للتأكد من جودة الذهب. هذه الآلة هي نفسها ما على الصحفي العلمي استخدامه -مجازا- لفهم الأبحاث العلمية.

تقول البروفيسورة في جامعة "كونكورديا" ليزا لينتش إن "الصحفي العلمي يلعب دور الوسيط بين البحث العلمي والجمهور، مع توفير الوسائل المتاحة للجمهور كي يفهم البحث".

للوهلة الأولى، قد يظنّ البعض أنّ التكنولوجيا تسهّل عملية البحث والتدقيق، ولكنّ في هذه الفرضية إشكاليات عديدة.

لنأخذ محرك "غوغل" على سبيل المثال.. لم يعد خافيا أنّ نتائج البحث فيه تخضع لتصنيف خوارزمي يأخذ بعين الاعتبار عوامل عديدة، ليست معظمها "مهنية"، كعدد القراءات وحجم الكلمات المفتاحية والموقع الذي نشر المادة محل البحث، فضلا عن قيود مفهومة تخضع لاعتبارات سياسية وقانونية وربما أمنية أحيانا.

وبغض النظر عن كل هذه العوامل، فإنّ تأمل آلاف نتائج البحث التي يوفرها لك "غوغل" في كل مرة تسعى فيها للحصول على جواب ليس هو في الحقيقة ما تحتاجه، فأنت لن تقرأ كل هذه النتائج، كما أنك لا تعرف الصحيح منها. أنت تعرف ما يخبرك به "غوغل" في أفضل الأحوال.

صار لدينا عدة حوافز إذا للجوء إلى الصحافة العلمية: الأخبار الزائفة، الطفرة المعلوماتية، الانحياز التكنولوجي، لوبي الشركات التجارية المتحكمة والممولة لوسائل الإعلام والأبحاث العلمية على حد سواء، عدم تخصص الجمهور.

من هنا تماما بات بمقدورنا تحديد سمات الصحفي العلمي، فهو:

  • يصل إلى المصادر الأولية بغض النظر عما نُشر في الإعلام وعلى الإنترنت.

  • يمتلك أدوات للتصنيف واستخراج المعلومات التي يبحث عنها.

  • يدرك خلفيات الباحثين العلميين أنفسهم والجهات الممولة لهم، ويركز دائما في عمله على "من" و"لماذا".

  • يقدر على نقل مفاهيم معقدة إلى عامة الجمهور بأسلوب سردي سهل.

  • يتحرى الدقة أولا على حساب بقية الاعتبارات، بما فيها السبق الصحفي الذي يسيء إلى عمله هنا ولا يُعد فضيلة.

وسواء كنت تنوي الكتابة في مواضيع صحية أو بيئية أو تقنية، فإن معارف الصحافة العلمية واحدة:

  • البحث العلمي: سواء كان تخصصك الجامعي الصحافة أو غيرها، فإن مادة البحث العلمي أداة من أدوات الصحفي العلمي لكونها تتيح له فهم سياقات الأبحاث والدراسات، ومناهجها وطريقة استنتاجاتها وأدواتها وعيناتها وأهميتها وفرادتها.

في كثير من المجتمعات المتقدمة تقنيا، يتم اعتماد "البحث الإجرائي" (Action Research) الذي يعالج مشكلة بنفسها، من دون أن يعني هذا البحث إمكانية تعميمه في أماكن أخرى. الفروق بين أنواع المناهج البحثية هو أحد عناوين مادة "البحث العلمي" الضرورية، علما بأن الأكثر شيوعا في العالم العربي هي الأبحاث التقليدية التي تعتمد المنهج الوصفي أو المنهج التجريبي أو المنهج التاريخي. ويمكن الحصول على المعرفة بمادة البحث العلمي عبر الدراسة الأكاديمية، أو بشكل مستقل عبر منصات تعليمية عبر الإنترنت.

  • الكتابة العلمية: نتعلم جميعا القواعد نفسها في كليات الصحافة والإعلام، ونعلم جميعا أن "الهرم المقلوب" أحد أهم النماذج التطبيقية في القصص الصحفية. الأمر يختلف قليلا في الصحافة العلمية، فهيكل القصة الخبرية العلمية يفرض على الصحفي ضمان وضوح المصطلحات أولا بالنسبة للقارئ أو المشاهد. ومهما أخبرتني عن أهمية مفاعل "سيرن"، فلن أستطيع فهم ما تقوله ما دمت لم تشرح لي القليل عن فيزياء الجسيمات و"بوسون هيغز". وهكذا قد تجد نفسك في كثير من الأحيان مضطرا لتقديم خلفية الموضوع على الموضوع نفسه في الصحافة العلمية، فأنت هنا لست مُلزما بالإبهار ولا بتحقيق سبق صحفي سياسي، بل يستند قياس نجاحك إلى قدرتك على الشرح ونقل المعلومة إلى ذهن الجمهور. يشبه ذلك -إلى حد بعيد- ما قاله الفيزيائي الشهير ألبرت آينشتاين: "إن لم تستطع أن تشرح فكرتك بعبارات بسيطة لطفل في الخامسة فأنت لا تفهمها!".

ولا يمكنك بأي حال من الأحوال أن تختم قصتك العلمية كما تختم قصتك الخبرية التقليدية. ماذا بعد؟ ما الذي يعني هذا للبشرية؟ هناك دائما أفق جديد للإضاءة عليه في نهاية قصتك.

  • الاستقصاء: الصحفي العلمي صحفي استقصائي بالفطرة، ولكن "المتهم" هنا هو الجهة البحثية نفسها: من موّلها؟ من تتبع؟ ما مؤهلاتها؟ لماذا الآن؟ فهم مصدر التقارير والتحليلات العلمية يوازي مضمونها. ألم نصادف جميعا دراسات وأبحاثا تزيّن لنا استخدام منتج بعينه، وأخرى تنفي النتائج نفسها لصالح "ابتكار" أحدث مطلوب تسويقه؟ إن تعارض المصالح آفة من آفات البحث العلمي التي على الصحفي الانتباه إليها ولعب دور الشرطي في كشفها.

في الواقع، يزخر التاريخ بأمثلة على انعطافات كبرى تسببت بها أبحاث علمية "موجهة" من حكومات ودول وأنظمة وجهات لغايات سياسية أو اقتصادية.

وفي زمن "كوفيد-19" ومع تزايد التنافس العالمي بدل التعاون، يمكن القول إن الصحافة العلمية باتت ضرورة وحاجة وربما حلا للكثير من الصحفيين، في زمن اختلط فيه مفهوم الصحفي والمواطن.

 

 

 

 

المزيد من المقالات

ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024