الصحفي والرئيس

أفسح السياسي فرانسوا ليوتار، صاحب التاريخ الماركسي الطويل المدافع عن حقوق النساء، مكانا في سيارته لصحفي من جريدة "ليبراسيون"، ثم شرع في شرح نظريته في الحياة وسط جو ممزوج بأغنية عربية: امرأة واحدة لا تكفي لجميع الأخطاء، ولا يمكن أن تستوعب ميل الرجل إلى الخطيئة. وجد ليوتار في اليوم الموالي نفسه محاصَرًا وقد صارت كلماته حديث الرأي العام. علق الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران فيما بعد: قلت له أن يكون حذرا من الصحفيين، السلطة والصحافة لا تجتمعان.

"وابل من القذارات"

خلال المناظرة التلفزيونية التقليدية، بدا إيمانويل ماكرون غاضبا جدا وهو يواجه منافسته في الانتخابات الرئاسية مارين لوبان، حينما وصفت الصحفيين بأنهم غير محايدين، وأنهم يعادون قيم الجمهورية. استثمر ماكرون العلاقة المتوترة بين زعيمة اليمين المتطرف وبين طيف من وسائل الإعلام ليبني معها، ما سمته جريدة "لوفيغارو" وقتها ب "جسر الحب".

جرت كثير من المياه تحت الجسر، وأصبح ماكرون رئيسا لفرنسا بتوجه يميني لا يحتمل الشك، ليدشن علاقة "فوقية" مع الجسم الصحفي، اختصرها حواره الحاد مع صحفي جريدة "لوفيغارو")1). مواضعات السلطة تُغيّر، لكن ليس إلى الحد الذي يقول فيه لصحفي نشر خبرا فقط عن اتصال بين فرنسا وممثلين من حزب الله - بيّنت المعطيات فيما بعد أنه صحيح- إنه "يسيء لفرنسا". الإساءة في عرف الدول وفي عرف الصحفيين لا تخضع لنفس المعايير، تماما مثل المصلحة العامة.

قال ماكرون للصحفي بعبارات حانقة: "ما قمت به تصرف غير مسؤول ضد فرنسا، كنت دائما أدافع عن الصحفيين، لكن ما اقترفته غير مسؤول". لقد تغيرت العلاقة بين مؤسسة الرئاسة والصحفيين في ظرف وجيز، مع ميل واضح نحو السيطرة على المعلومة وربط علاقات بصحفيين معيّنين يتناغمون مع خط السلطة حد التماهي.

العلاقة بين الرئيس/ السلطة والصحفيين في فرنسا تمثل جزءا من النقاش حول طبيعة العلاقة التي يجب أن تسود بين الطرفين. لقد اختار ماكرون القطيعة بعد انتخابه مباشرة، حيث أراد الرئيس الجديد أن يقطع مع ممارسات سابقه فرانسوا هولاند الذي كان على علاقة "شبه محرمة" مع الصحافة. وكذلك الشأن بالنسبة للرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي الذي كان يشتكي طوال فترته الرئاسية بأنه يتلقى دوما "وابلا من القذارات" كلما همّ بقراءة الجرائد صباحا.

 

1
يبدو أن إيمانويل ماكرون استلهم تجربته في التعامل مع الصحافيين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إنه يحب الصحافيين "اللطفاء". ( تصوير: شيب سومو ديفيا - غيتي).

 

"يريدوننا أن نتحدث بلطف"

إنه الأمر ذاته في الولايات المتحدة الأمريكية، فدونالد ترامب لا يريد صحفيين.. إنهم في نظره تافهون ومزعجون. بالمقابل، يريدهم! لكنه يريد صحفيين يستمعون إليه وينشرون ما يقول. هذا الوضع يعبّر عنه بوضوح حادث الصحفي جيم أكوستا )2) الذي دخل في نقاش ساخن مع الرئيس الأميركي حول التدخل الروسي لصالحه في الانتخابات التي أوصلته للبيت الأبيض؛ إلى الحد الذي كف فيه عن الجواب عن أسئلته. الصحفي أكوستا اختصر أمر العلاقة مع الرئيس بجملة قصيرة "إنهم يريدون منا فقط، التحدث بلطف عن الرئيس".

إن الرئيس لا يحب عمل الصحفيين في التحقق من الوقائع وتمحيص الحقائق، والصحفي يدافع عن دوره في نقل الحقائق، وهو -إلى حد بعيد- على عكس السياسي الذي يسوغ لنفسه الكذب إذا رأى أن وراءه مكسبا.. إنه قد يؤثر التضليلَ على حساب الحقيقة، لكن الصحفي يفضحه. أكوستا يعلق على ذلك بالقول "إن ما نتحدث عنه كل يوم هو حقيقة ما يحدث في العالم.. الرئيس غاضب مما نفعله في (سي أن أن) بسبب أننا نراقبه.. إننا ننفق الكثير من الوقت لتدقيق الحقائق وتصحيح ما يقول.. نكشف الأخطاء التي يرتكبها.. يعتقد البعض أننا نهاجمه، لكننا فقط نصحح التصريحات حتى يفهم الناس الوقائع".

هكذا تبدو العلاقة بين الصحافة والرئيس في البلدين. في فرنسا كما في الولايات المتحدة. لكن قد يحدث أن يلقي الصحفي بنفسه في أحضان السلطة، أو يمارس الجنس معها، بتعبير الصحفي أوليفييه جيسبيرت. هذه العلاقة "الحميمية" بين الصحفي والسلطة يدافع عنها إتيان جيرنيل الذي خلف جيسبيرت على رأس مجلة "لو بوان" (Le point)، ويعتبرها وسيلة للحصول على المعلومات. أكثر من ذلك، فهي لا تضر بحرية الصحفي، بقدر ما تخلق وسائل هذه الحرية، فلا حرية بدون معلومة.

لكن هذه الأطروحة ليست دائما بدون ثمن. ذلك أن المعلومة قد يعاد تشكيلها وتكييفها، وبالتالي التلاعب بها بما يخدم وجهة نظر السلطة، وهو ما يقوي حدة النقد الموجه للصحافة. وبالرغم من أن جيرنيل يعتبر "انتقاد وسائل الإعلام مشروعا ومعبرا عن ربيع ديمقراطي"، فإنه "عندما يصبح ممنهجا يصبح ربيعا للشعبوية التي ترى -سواء من اليمين أو اليسار- أن كل شيء (الإعلام) فاسد".
 

بين السياسي والصحفي

العلاقة بين السياسي والصحفي (3) علاقة يفترض أنها محكومة بتوتر طبيعي بين فاعليْن يشكل التأثير في الرأي العام رهانا مشتركا بينهما، وهما في الوقت نفسه يختلفان في الإستراتيجية والوظيفة والإمكانيات. جزء كبير من التشريعات والأخلاقيات وضعت لتأطير هذه العلاقة التي يمكن أن تنزاح، في أي لحظة، عن مجراها المعياري وحدودها الأخلاقية، لتسقط إما في حالات الاستعمال والتواطؤ والتبعية، أو في حالات القذف واختلاق الأخبار وخدمة أجندات لا علاقة لها بالمهنة.

لذلك تكون الحدود دائما ملتبسة، وشروط المهنية والاستقلالية التحريرية توجد يوميا تحت اختبار النزاهة واحترام معايير المهنية في تقديم الخبر والرأي وتجنب السقوط في خدمة سلطة سياسية أو اقتصادية أو مالية. 

هذا النقاش موجود في كل العالم الذي ينطلق من فكرة المجتمع الديمقراطي المؤمن بسلطة الصحافة والرأي العام، وتضاف إلى ذلك إشكالات جديدة من ضمنها أثر الاستعمال المكثف لوسائط التواصل الاجتماعي على عملية صناعة الخبر، وسهولة الانزياح نحو تعميم الأكاذيب وتصفية الخصوم، وقطعا استحالة احترام شروط التأكد من صحة الأخبار المتداولة، والقتل اليومي لأبجديات الصحافة من طرف وسائط التواصل. جزء من هذا النقاش تعيشه فرنسا على إيقاع مشروع قانون يهمّ الأخبار الكاذبة داخل فضاءات الإنترنت (4).

 

2
 كتاب "الصحافي والرئيس" يفكك بعمق توترات الصحافة والسلطة الراغبة في رسم حدود للعمل الإعلامي. (مارك ويلسون - غيتي).

 

في العالم العربي.. الحدود ملتبسة

الوضع في العالم العربي أكثر هشاشة، والعلاقة أكثر التباسا، لأننا لا نملك تقاليد قوية في حقل الصحافة، ولأن فكرة استقلالية الصحفي فكرة حديثة في المشهد الصحفي العربي، وهي أحد أسباب سوء الفهم الكبير بين السياسي والصحفي.

في شرح ذلك، يمكن القول بأن السياسي يستبطن في الغالب ذاكرة من التفوق في العلاقة مع الصحفي، تعود إلى سنوات طويلة من سيادة الإعلام الرسمي حيث الصحافة في خدمة السلطة، ومن سيادة الإعلام الحزبي (خاصة في الصحافة المكتوبة) حيث يتحرك الصحفي في سياق تحريري يحدده السياسي، مما يجعل هامش المهنية تحت رحمة صاحب القرار السياسي.

طبعا، هذا لا يعني أنه لا يمكن الحديث عن المهنية في سياق إعلام عمومي حقيقي أو في ظل صحافة حزبية منفتحة، لكن القصد أن النظر إلى الصحفي كمجرد امتداد إعلامي للفاعل السياسي بمنطق الدعاية التقليدية، أو كمجرد معارض سياسي بمنطق السلطوية التي تعادي نشوء أي سلطات مضادة، هو ما يزال يحكم جزءا كبيرا من الثقافة السياسية في العالم العربي، وهو ما يفسر العطب الكبير الذي يحول دون تأسيس علاقة طبيعية بين الصحفي والسياسي.

إن العلاقة بين السياسي والصحفي يحكمها المجال الذي يؤطر الممارسة الديمقراطية في أي بلد، وعلى هذا المستوى يمكن الحديث عن نماذج للسياسيين ونماذج للصحفيين (5). ففي بيئة ديمقراطية تحفظ الحقوق والحريات وتنتصر للقانون، تكون العلاقة علاقة توازن بمنطق "السلطة تحدّ السلطة"، وهي ليست بالضرورة علاقة صراع، بل علاقة تلعب فيها الصحافة دورها في الإخبار وكشف الحقائق وتقديم المعطيات السيئة التي يجتهد السياسي في إخفائها، إما لدواع انتخابية، أو فقط لأنها تضعف الصورة التي يحاول تقديمها للحفاظ على الوضع القائم وعدم منح الشرعية لأي احتجاجات شعبية.

بهذا الشكل، تساهم الصحافة في شفافية الحياة العامة التي تعتبر أساسية في أي نظام ديمقراطي، ولهذا نجد السياسيين الديمقراطيين لا ينزعجون من عمل الصحافة، بل يقدّرونها. في المقابل، من واجب السياسي أيضا تأطير مجال الحرية التي بدونها لا يمكن الحديث عن صحافة، وهذا التأطير يجب أن يتم عن طريق القانون والقضاء في احترام تام للقواعد الدولية التي تنظم ممارسة حرية الرأي والتعبير. فالإعلام أيضا سلطة باعتباره السلطة الرابعة إلى جانب السّلَط الثلاث التقليدية، وحيث إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، فمن الضروري وضع قواعد لهذه السلطة حتى لا تتحول عن أهدافها، وحتى لا تصبح مجرد أداة في أيادٍ خارج صالات التحرير، بالرغم من أنه في بنية سلطوية، لا يمكن الحديث إلا عن نموذج السياسي الذي لا يرى في الصحافة سوى رجع صدى لمبادراته وخطاباته وقراراته.

في هذا السياق،  يشرح الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند عصارة تجربته مع الصحفيين قائلا: "بين الصحفي والسياسي علاقة خاصة، إذا لم يفهم كل واحد منهما طبيعتها ومتطلباتها فستتحول إلى علاقة صراع وسوء فهم. في الحقيقة هي علاقة فيها قدر كبير من التكامل، إذ لا يستقيم دور أحدهما بدون الآخر، فالصحفي يستقي معظم مواد عمله من السياسي إذا كان مشتغلا في الصحافة السياسية. أما السياسي فيظل بحاجة إلى الصحفي لمخاطبة الرأي العام وتمرير المواقف وأداء أدوار التأطير والتفاعل. يبقى أن كل واحد منهما يجب أن يكون حذرا ومتفهما لطبيعة أدوار وإكراهات الطرف الآخر. وحينما تتحول العلاقة إلى علاقة إنسانية فيجب تدبيرها بالكثير من الحذر، لأن حس الصحفي ونزعته المهنية غالبا ما يتفوقان على حسه الإنساني السياسي، فهو عادة ما يبحث عن وسائط لتصريف ضغط الإكراهات المحيطة بعمله. إذا احتفظ كلا الطرفين بنبل مهمته وقيمها الجميلة وأدوارها الديمقراطية، فلا يمكن أن تكون العلاقة بينهما إلا إيجابية محكومة بكثير من التعاون. أما حينما تُمارَس المهمتان بخبث فإن العلاقة تتحول إلى صراع ومحاكم ونزاعات". 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024