ليس خيرا كله وليس شرا كله

غالبا ما توصف الصحافة بأنها السلطة الرابعة، قياسا على السلطات الكلاسيكية الثلاث للديمقراطية: السلطة التنفيذية (الحكومة) والسلطة التشريعية (البرلمان) والسلطة القضائية (المحاكم). وكما هو الحال تماما في هذه السلطات، فإن من الضروري للصحافة أن تتمكن من العمل باستقلالية تامة عن باقي القوى، حتى تتمكن من أداء وظيفتها الأساسية: الإخبار.

لا نجد هذا الأمر مطبّقا في كثير من الدول العربية، إذ هناك تاريخ طويل من الصحف المرتبطة ارتباطا وثيقا بالأحزاب السياسية، إلى حدِّ أن وصل هذا الأمر في المغرب مثلا خلال سنوات التسعينيات، أن إحدى الصحف اليومية المعروفة لم تكن تابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (اليسار) فحسب؛ وإنما كانت تحمل اسمه كذلك، وطوال عملها في المعارضة كانت تتمتع بشعبية كبيرة، حتى بدأت المشكلة تتبدى بعد وصول الحزب إلى السلطة.. كيف يمكن لصحيفة مملوكة للحزب الحاكم أن تتمتع بالنزاهة والمصداقية؟

في العالم العربي يعاني جزء كبير من الصحف اليومية من المشكلة ذاتها، فهي إما تنتمي للأحزاب، أو لشركات أخرى غالبا ما ينقاد مالكوها إلى الانخراط في شغل وظائف سياسية. وإن إنشاء وسيلة إعلام مستقلة ليس بالأمر السهل إطلاقا، وسط أجواء ينتظر فيها الناشرون والسياسيون والمنافسون بل وحتى القراء من كل وسيلة إعلامية أن تختار طرفا من الأطراف المختلفة، وأن تدافع عنه بإيمان يتجاوز كل الحقائق والبيانات.

وفي هذا السياق تحديدا، غالبا ما تبرز -مثل جزر من الحياد- بعض وسائل الإعلام، وخاصة الرقمية منها، التي تكون ممولة من مصادر أجنبية. وهنا لا نقصد تلك الوسائل الممولة من مؤسسات في دول الجوار؛ فهذا شائع جدا، حيث إن جزءا مهما من القنوات التي تبث في لبنان مثلا مملوكة لمستثمرين سعوديين، وإنما نقصد الوسائل الإعلامية الممولة من مؤسسات أوروبية أو أميركية، هي في بادئ الأمر ليست لها مصلحة مباشرة في النزاع السياسي بين الأحزاب والمرشحين والوزراء، أو على الأقل هذا ما تدّعيه.

عادة ما يكون ذلك صحيحا، فأغلب المؤسسات الغربية التي تعمل لصالح حرية الصحافة في الشرق الأوسط، تتمتع بقدر كافٍ من المصداقية، ولكن دائما ما يبرز خطر أن ينطوي ذلك عن أهداف أخرى على المستوى السياسي، وهذا ما يحدث في بعض الحالات كما تقول أولغا رودريغيث، وهي صحفية إسبانية تعمل منذ عقدين من الزمن في التغطية من بلدان مختلفة في المنطقة. ولكن بغض النظر عن وجود الأجندات الخارجية التي "بعضها أكثر من غيرها" بتعبير منسق مرصد أوراسيا البروفيسور مانويل فانكيث لينيان، فإن التأثير الأساسي للتمويل الأوروبي والأميركي هو في العادة إتاحة المجال لوسائل الإعلام في الرصد والتعامل مع قضايا خارجة عن الإطار السياسي المعتاد، مما يتسبب في إحداث حالة من الانزعاج لدى بعض القطاعات.

المثال التقليدي على ذلك هو حقوق المرأة، وأوضاع الأقليات العرقية والدينية، والهامش الذي يتيحه المجتمع للحريات الجنسية...، فهي مواضيع غالبا ما يبتعد السياسيون عن التطرق إليها من أي جانب، فهم يتنافسون جميعا على أصوات الناخبين في أوساط محافظة ودينية، ويهابون وضع أنفسهم في صدارة المشهد لاجتراح هذه القضايا، لذلك فإن الصحف المقربة إليهم تتجنب التطرق إلى تلك الموضوعات، ولا يستطيع فعل ذلك سوى الوسائل الإعلامية الممولة من الخارج.

من الأمثلة الجيدة في هذا السياق؛ الموقع الرقمي اللبناني"درج" الذي يتلقى تمويله من مؤسسة "المجتمع المنفتح" الأميركية والمنح الأوروبية للديمقراطية، حيث يضم قسما مخصصا لحقوق المرأة، وينشر تقارير عن العنف ضد المرأة في مقدمته، وأعمدة تحريرية للتنديد بتلك الانتهاكات. وكمثال آخر تبرز هناك عالمة الاجتماع والصحفية المغربية سناء العاجي التي تنشر بانتظام على موقع "الحرة"، وهو موقع عربي ممول من حكومة الولايات المتحدة، حيث تنتهج نظرة علمانية نسوية تجلب لها الكثير من الانتقادات من قبل التوجهات الأصولية.

لا يمكننا إنكار أن وسائل الإعلام هذه -بفضل التمويل الأجنبي- تستطيع أن تعكس وجهة نظر البعض، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة، التي تعتبرها الكثير من المجتمعات أفكارا أجنبية غير متوافقة مع الأعراف أو "القيم الوطنية". أما بالنسبة للصحفيات اللواتي يكتبن هذه التقارير والأعمدة الصحفية فسيسمونهنّ مستغربات. لكن، لو سألناهنّ أنفسَهن -ولا أقصد هنا ضحايا العنف ضد المرأة- فسيعترفن بأن الحرية والمساواة قيم عالمية وليست غربية.

رغم ذلك، لا يمكننا إنكار أن مجال الاهتمامات التي تتولاه صحيفة ما سيكون ترجمة مباشرة لتوجيهات الجهة الممولة. إن حقوق المرأة، استمرارا للمثال الذي طرحناه، وحتى الحريات الجنسية، تشكل جزءا من النقاش السياسي العام في البلدان التي يتم تحويل الأموال منها إلى وسائل الإعلام في المغرب ولبنان وغيرهما من دول المنطقة. وعندما يتم تسخير الجهد والمساحة لمثل هذه القضايا، ألن يكون هناك خطر من تشكّل وسيلة إعلام بقالب يتبع المصالح الأوروبية والأميركية؟ لا نقصد هنا بالضرورة الأهداف السياسية لحكومة ما، ولكني أقصد مصالح المجتمع ككل. ألن تبرز هناك خطورة من أن تعكس هذه الوسائل واقعا عربيا مطابقا لما تريده أوروبا؟ باختصار.. ألا يقع ذلك فيما أسماه إدوارد سعيد "الاستشراق"؟

هذا صحيح، ومما لا شك فيه أن الاستشراق بالمفهوم الذي صاغه إدوارد سعيد يشير إلى مرض يصيب الصحافة الأوروبية (لا أقول الأميركية)، فهناك توجه لتصوير البلدان العربية كلها بالمنظور ذاته، والمنظور الديني تحديدا، فغالبا ما يتم إبراز مظاهر التشدد الأصولي في الحياة الطبيعية. ومن الأمثلة على ذلك أن صورة الصفحة الرئيسية لأي تقرير عن بلد عربي دائما ما تكون لسيدة ترتدي الحجاب! يبرر التحرير ذلك بأنه إن لم تكن صورة لسيدة محجبة فكيف يستدل القارئ على أن الخبر يتحدث عن بلد عربي؟ لكن ذلك يسهم في تكوين صورة نمطية موافقة تماما لمفهوم الاستشراق، وهو مصطلح تمت صياغته كانعكاس للأسلوب الشعبي الذي ساد في أوروبا أواخر القرن التاسع عشر، حين جرت العادة على تصوير جناح الحرملك، ورقصة الأوشحة السبعة، والعبيد الذين يحملون سيوفهم القصيرة.

على أي حال، هل هذا ما يحدث في الصحافة العربية الممولة من مؤسسات أوروبية؟ بل العكس تماما سنقول، حيث إنه ليس المجتمع الأوروبي وحده من يفكر بالصورة النمطية، بل حتى المجتمعات العربية ذاتها، خاصة في الأوقات التي يتنافس خلالها السياسيون الشعبويون على كسب أتباع أو ناخبين عبر إطلاق كليشيهات وطنية أو دينية أو مزيج من كليهما. في هذا السياق، ولتجسيد القيم الوطنية، فإنه يتم دائما تجاهل الفروق الكثيرة داخل الواقع الاجتماعي بين الدول العربية؛ العرقية والدينية منها. وقد بدأ هذا مع نشاط الحركات القومية العربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث نودي بأمة عربية واحدة، لا حدود ولا فوارق أو خلافات بينها، كان يتم حينها إخفاء وحتى مطاردة العرقيات والألسن الحاضرة في البلد ذاته، كما نشأت في العقود المنصرمة تيارات أصولية متنوعة تنادي بالدين كعنصر أساسي أو وحيد لتحديد الهوية الوطنية، إلى جانب إسكات كافة الطوائف الأخرى الموجودة.

وأمام هذه الأيدولوجيات ذات الصبغة الشعبوية، والتي لديها أتباعها ومعها وسائل الإعلام التي تمثلهم، فإن وسائل الإعلام المستقلة ماليا هي التي يمكنها بلورة الخطاب، وأن تعكس الحقائق الاجتماعية المزعجة لكثير من السياسيين. وهي في هذا السياق تتصدى -أو على الأقل تمتلك القدرة على التصدي- للصور النمطية والكليشيهات التي يراها المجتمع في نفسه. كما أن بإمكانها كسر الكثير من الصمت الذي تلتزمه وسائل الإعلام الأخرى بسبب الإجماع الضمني للمجتمع على ذلك، حيث إنه في كل المجتمعات لا في المجتمعات العربية وحدها، هناك مواضيع غير مطروحة للرأي العام، لأنها تمس الأعراف الاجتماعية وقد تتسبب في الأذى، إضافة إلى أنها لا تجلب أصوات الناخبين، وأيّ سياسي يريد الفوز بالانتخابات فإنه سيعِد بتخفيض نسبة البطالة وبناء المستشفيات، لكنه لن يطلق حملة ضد التحرش الجنسي في الشوارع العامة مثلا، فهو لا يبدو موضوعا ذا أولوية، على الأقل بالنسبة للرجال الإسبان الذين يرون التحرش بصيغته اللغوية اللطيفة (الإطراء أو المجاملة) جزءا من ثقافتهم المجتمعية، في حين قد يكون أولوية إذا كان الاستفتاء موجها للنساء، وخاصة اللواتي عانين من التحرش الجنسي. 

لذا، لا بد للصحف أن تنشر تقارير بالخصوص.. سيكون ذلك مفاجأة لنا بالتأكيد، لكنها مفاجأة جيدة، إنها جزء أساسي من النقاش الديمقراطي الذي يتحتم على الصحافة انطلاقا من واجبها الأخلاقي أن تدعمه وتعززه. ولا ننسى هنا أن الذين يعملون في هذه المؤسسات الممولة من الخارج ليسوا أجانب في العادة، بل في أغلب الأحيان يكونون صحفيين محليين أكفاء، يعرفون بلدهم جيدا، ولكن لديهم رغبة في التغيير، رغبة مشروعة في تحقيق الديمقراطية.

في هذا السياق، إذا طرحنا السؤال: هل تهتم وسائل الإعلام الممولة من مؤسسات أجنبية بهواجس وأولويات المجتمع حقا؟ فإن الإجابة ستكون "لا" في المقام الأول، فهي تعطي اهتمامها لقضايا لا تتنبه غالبية المجتمع إلى أنها أولويات نحو الوصول إلى مجتمع أكثر ديمقراطية، وهنا نقول إن الصحافة التي لا تنشر إلا ما يود القراء سماعه لا تستحق اسمها أبدا، ذلك أن إحداث الجلبة والإزعاج واجب أخلاقي على الصحافة.

ليس هذا دفاعا بالجملة عن كل الصحافة الممولة من منظمات أجنبية، فهناك أعداد هائلة من الأمثلة التي تثبت أن حكومات بعينها -وخاصة حكومة الولايات المتحدة- استخدمت مثل هذه الوسائل الإعلامية بشكل مباشر، بل وفي كثير من الأحيان دون إخفائها، للتأثير على السياسات الإقليمية وإشعال فتيل ثورات اجتماعية. لكن، مع أن هذه الأجندات السياسية مستنكرة، فإن النقاش الاجتماعي الذي يمكن لهذه الوسائل الإعلامية اجتراحه في موضوعات اتفقت معظم وسائل الإعلام على تركها، يمكن أن يشكل متنفسا صحيا لتلك المجتمعات.

وبالتأكيد فإن حكومة الولايات المتحدة ليست النموذج السياسي الذي نطمح إلى بلوغه، ولكن كي نتجنب ذلك، فإن من الضروري بالنسبة للصحافة أن تنسى المحرمات التاريخية وتقديس القيم الوطنية.

 

المزيد من المقالات

الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024