قصة الطرد "المسموم" ولعنة الرواية الرسمية

عشية يوم الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، نشرت صفحةٌ تحمل اسم "الأستاذ قيس سعيد" تُعرف بأنها مؤيدة للرئيس التونسي -دون أن تكون صفحة رسمية ناطقة باسمه- تدوينةً تحدثت فيها عن محاولة تسميم رئيس الجمهورية عبر طرْدٍ مجهولِ المصدر، وأنه يتم فرْز جميع رسائل البريد الخاصة بالقصر الرئاسي.

ليس بتلك الطريقة يمكن أن يتوقع المرء سماعَ خبر مماثل، محاولة اغتيال الرئيس تنشرها صفحة غير رسمية، من السهل أن نرجّح أنه خبر زائف أو مضلل. بعد ذلك يخرج محلل في أحد البرامج السياسية اليومية في قناة تلفزيونية خاصة، ليقول إن هذا الخبر صحيح، وإن هنالك محاولة لاغتيال الرئيس، فيما أكدت وسائل إعلام أخرى الخبرَ؛ نقلا عمّا وصفتها بمصادر "مُطَّلِعة" من القصر، لم تذكر هُويتها.

لم يصدر، إلى ذلك الوقت، أيّ بلاغ من رئاسة الجمهورية التونسية يؤكد الخبرَ أو ينفيه. لكن الرئاسة الجزائرية نشرت بيانًا قالت فيه: إن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس التونسي للاطمئنان على صحته بعد أنباء عن محاولة تسميمه. ثم نشرت الرئاسة التونسية بيانا حول المكالمة بين الرئيسين. البيانُ "الرسمي" حول الحادثة جاء يوم الخميس 28 يناير 2021، قالت فيه رئاسة الجمهورية إنها تلقت يوم الإثنين 25 يناير 2021 " بريدا خاصا موجها إلى رئيس الجمهورية يتمثل في ظرف لا يحمل اسم المرسل.

وقد تولت السيدة الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي فتْح هذا الظرف فوجدته خاليا من أي مكتوب، ولكن بمجرد فتحها له ساء وضعها الصحي وشعرت بحالة من الإغماء وفقدان شبه كليّ لحاسة البصر، فضلا عن صداع كبير في الرأس. كما أن أحد الموظفين بكتابة رئاسة الديوان كان موجودا عند وقوع الحادثة، وشعر بنفس الأعراض ولكن بدرجة أقل". وطمأنَت المواطنين على صحة الرئيس.

بعدها تأتي رواية رسمية ثانية بتأكيد الشرطة الفنية والعلمية أن الطرد لا يحتوي على أية مواد سامة، مما يطرح تساؤلا هنا، أي الروايتين الرسميتين صحيح؟ 

 

رواية ثالثة؟

 لا شك في أن أسلوب رئاسة الجمهورية التونسية في الاتصال مرتبك، ولا يخضع إلى أي منطق مقْنِع، فكيف يمكن أن ننشر خبر اطمئنان الرئيس الجزائري على صحة نظيره التونسي دون أن ننشر للعموم تعرُّض الرئيس لمحاولة تسميم؟ يدلل ذلك بوضوح على خلل اتصالي هيكلي وعلى غياب خطة واضحة زمنَ الأزمات. لكنّ مسار الرواية الرسمية لرئاسة الجمهورية والتخبط الذي تعاملت به مقابل رواية الشرطة الفنية يدفعنا للتساؤل هنا عن الرواية الثالثة وهي الرواية الصحفية. 

هنالك سؤال أساسي لم نستطع الإجابة عنه، وقد طرحته مديرة معهد الصحافة وعلوم الأخبار الدكتورة حميدة البور في برنامج "مونيتورينغ" على القناة الوطنية الأولى بتاريخ 2 فبراير 2021 يرتبط بغياب صوت العِلم عندما تساءلت "إنْ كان ثمة موادُّ يمكن أن يختفي أثرُها بمجرد فتح الطرد مثلا".

 

لا قولَ إلا ما تقوله الدولة

في أحيان كثيرة وفي الدول التي لا يحظى فيها المواطنون بالحق في التعبير وينخفض فيها مؤشر حرية الصحافة، لا يكون أمامَنا سوى الرواية الرسمية، بل تتخذ هذه الأنظمة التعتيم منهجا ولا تسمح أيضا بالنفاذ إلى الوثائق والبيانات والمعلومات التي من شأنها أن تُناقض حقيقتَها. هنا قد نشعر أننا حُشرنا في الزاوية وأنه لا مناصَ من أن نكتفي بما يُقال رسميا. في العالم العربي صادقت كلٌّ من الأردن 2007، واليمن 2012، وتونس 2011، 2016 والسودان 2015، والمغرب 2018 على قوانين النفاذ إلى المعلومة، ولكن ذلك لا يعني أن الممارسة تكون مطابقة لفصول القوانين. 

لمواجهة شُحّ المصادر، لا يكون أمامنا سوى التنسيب والتأكيد أن المصدر هو الحكومة أو الوزارة أو الرئيس. ثم إن كان هناك مجال أوسع للتعبير، يمكننا أن نبحث عن مصادر من الميدان حيث تنقل لنا صورة أخرى أو تجربة مخالفة لتلك التي تتبناها المؤسسات. ثمة، أيضا، المجتمع المدني والمصادر الأجنبية التي ربما قد تفرض على بعض الحكومات أن تمدها ببيانات ومعلومات لا تنشرها في الداخل. 

 في تونس قبل الثورة وتحت النظام الديكتاتوري، كان كثير من الصحفيين ينغمسون في الدعاية والترويج للنظام، وبعضهم يكتفون بنقل ما يريده. ومن باب الأمانة، كان البعض الآخر يحاول تقويض الرواية الرسمية بشكل غير مباشر أو عبر استعارات أو مقالات ساخرة. وأقلُّ ما يمكننا فعله هو الاستغناء عن النعوت الإيجابية أو أدوات التوكيد عندما ننقل الرواية الرسمية، أو قد نصل إلى حد التحقق والبحث عن مصادر بديلة وهي دائما موجودة.

 في عصر التواصل الاجتماعي وقرية مارشال ماكلوهان الصغيرة التي تنبّأ بها في ستينيات القرن الماضي، يصعب أن نُخفي المعلومات لوقت طويل، ويمكننا أيضا أن ندافع في وسائل الإعلام باستماتة عن الحكومة والنظام أو أن نعرض مختلف وجهات النظر.

 

الرواية الرسمية يجب أن تخيفنا

طيلة الأشهر الماضية، كنت أشتغل مع زميلة من معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس على بحث يهتم بالسياسة الإعلامية في مواجهة الأخبار الزائفة زمن كوفيد-19. اشتغلنا فيه على تحليل أداء ست وسائل إعلام تونسية.

ومن أكثر ما لفت نظري خلال عملنا -وعند تحليلي لمحتوى أحد البرامج الحوارية على قناة تلفزيونية خاصة- هو إصرار مقدِّمة البرنامج، في بداية كل حصة تقريبا على تكرار عبارات من قبيل "سنأتي لكم بالمعلومة من مصادرها الرسمية"، أو "سنواجه الأخبار الزائفة والشائعات بالمصادر الرسمية" أو "لن نترك مجالا مفتوحا لغير المصادر الرسمية". بخصوص بيانات كوفيد-19 تحديدا، كان هنالك تعويل على ما تُعلنه الحكومات من أرقام، دون أن نلجأ إلى تنسيبها وتفسير المنطق وراءها مثل أنها بيانات تخص الحالات المعلنة فقط وأنها ليست صورة طبق الأصل عن الواقع. وفي أكثر من مناسبة كانت أرقام وزارة الصحة التونسية بخصوص الجائحة مثلا غير منطقية وغير متجانسة. 

المسألة ليست حكرا على ممارسة صحفية في سياق بلد بعينه، بل تبدو بحسب البحوث العلمية مرتبطة بالممارسة الصحفية نتيجة التسابق نحو النشر بشكل حصري أو نظرا لطبيعة المهنة وضغوطاتها. فقد كان لأحد الصحفيين المستجوَبين في دراسة بعنوان "الإحصاءات والبحث عن صحافة الجودة: دراسة في التغطية الكمية" (2020,Martinisi, Lugo-Ocando) اتجاه مشابه عندما قال: "أعتقد أن الجودة مرافقة للتثبت، فأنْ نكون صحفيين يعني أنه لدينا واجبُ التثبت من المصادر واستخدام إحصاءات الحكومة لأنها رسمية. نعم، أستطيع أن أقول: إنّ المصادر الرسمية ذات جودة ويمكننا أن نستخدمها دون خوف"، فيعلق مُعِدّا الدراسة: "نلاحظ تناقضًا هنا إذا كان التثبت جوهريا للجودة، فإن استخدام المصادر الرسمية أو غير الرسمية يجب أن ترافقه درجة من الشك والتفكير النقدي، ولا يجب أن نثق فيها بشكل أعمى مثلما تقترحه عبارة "دون خوف". 

في كتاب "عندما تفشل الصحافة: السلطة السياسية والإعلام الإخباري من العراق إلى كاترينا"، يتحدث المؤلفون عن فشل وسائل الإعلام الأمريكية في مقارعة الحجج التي اعتمدتها إدارة الرئيس جورج بوش الابن لغزو العراق، والاكتفاء بتصديق الرواية الرسمية. لقد كانت هنالك مصادر بديلة عارضت الرواية الرسمية لإدارة جورج بوش في كل ما يتعلق بمبررات الحرب، ولكنها قلما كانت حاضرةً في وسائل الإعلام، وإن حضرت فباحتشام، بحسب الكتاب.

ويفصل بول ولدمان (Waldman,2013) ذلك أكثر حين يقول: "كانت كل مؤسسة إخبارية كبرى، من الصحف الوطنية إلى شبكات التلفزيون إلى المجلات، متواطئة إلى حد ما في بيع المعلومات الزائفة للجمهور"، لاسيما حول ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي زعمت إدارة بوش أن نظام صدام حسين يمتلكها. ولا يعني ذلك بالضرورة أن صحفيين آخرين لا يقومون بعمل جاد في نقل الحقيقة، ولكن هذه الأصوات لم تكن مسموعة ولم تكن في قلب النقاش العام في حين سيطر على المشهد الحضورُ القوي للرواية الرسمية. المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي يقول: إن وسائل الإعلام الأمريكية كانت بمثابة بوق دعاية؛ لأنها لم تسائل شرعية الحرب على العراق واعتمدت على افتراضات إدارة بوش الابن. 

مشكلة هذا المنطق الصحفي الذي يعول على الرواية الرسمية أنه ينفخ في صورتها إلى حد وسمها بالقدسية، ولا يترك مسافة للتفكير فيما تريد الرواية الرسمية أن تكشفه أو تخفيه. وحتى إن كانت الرواية الرسمية غائبة أو متأخرة أو مرتبكة مثلما كان أداء رئاسة الجمهورية التونسية الاتصالي، فإنها -إن كانت حاضرة في الوقت المناسب ومنطقية ومتناسقة- تستوجب منا أيضا الحفاظَ على مسافة تجاهها، وعندها فقط نصبح منتِجين لرواية صحفية ولا نعيد إنتاج الرواية الرسمية بعيوبها، ونسقط في فخ مواد إعلامية مفبركة أعدتها إدارة بوش لتبرير غزو العراق لوسائل الإعلام.

 

لماذا تغرينا الرواية الرسمية؟

يشير بول مانينغ (Manning, 2001) إلى الأسباب التي يمكن أن تفسر نجاح المؤسسات الرسمية في تشكيل الأجندة الصحفية، انطلاقا من كتاب Policing the Crisis الذي نشر سنة 1978 وهي أن هذه المؤسسات تقع في أعلى سلم المصداقية. وذلك لأسباب عديدة؛ أهمها وببساطة أنّ هذه المؤسسات تتمتع بسلطة وقوة، وبطبيعة الحال تستحق التغطية الصحفية، وثانيا لأن هذه المؤسسات شرعية من وجهة نظر صحفية، فهي إما منتخَبة مباشرة من الشعب مثل البرلمان أو الرئيس، أو أنها تمثل شِقًّا مهما منه مثل النقابات العمالية. ولا يعني ذلك أن أية مصادر أخرى ممن لديهم آراء مختلفة لن تمر عبر بوابة الصحفيين، ولكنها ستقدَّم على أنها مصادر ثانوية.

الرواية الرسمية ليست شرّا صِرْفًا، ولكنها تحمل في طياتها لعنة قلّما ننتبه إليها، نلجأ إليها من أجل تبرئة ذمتنا بأن الراوي فيها يتحمل مسؤوليته الكاملة. ولكننا في الآن ذاته نُسقط جملةً من القيم والمعايير الصحفية؛ وأهمها -في عصر الأخبار الزائفة- التحققُ مما يزعمه المسؤولون. في موضوع قوامه الاستقطاب مثل قصة الطرد المسموم، لن نقع ضحيةَ الرواية الرسمية بشكل كامل، وقد كان هنالك حضور لآراء مخالفة عبر وسائل الإعلام؛ منها التي شككت في هذه القصة، ومنها التي اعتبرتها مفبركة. وربما قد يكشف تحقيق صحفي متأنٍّ ملابساتِها بدقة مستقبلا. ولكن في مواضيع أقل جدلية مثل كوفيد-19 يغيب منطق التنسيب، الذي نحتاجه دائما، لأننا نعلم أن لا أحد يملك الحقيقة.  

 

المراجع: 

 

  1. -Bennett, W. Lance, et al. When the Press Fails: Political Power and the News Media from Iraq to Katrina. University of Chicago Press, 2008.
  2. -Manning, Paul. News and News Sources: A Critical Introduction. SAGE, 2001.
  3. -Martinisi, Alessandro, and Jairo Alfonso Lugo-Ocando. Statistics and the Quest for Quality Journalism: A Study in Quantitative Reporting. Anthem Press, 2020.
  4. -Waldman, Paul. Duped on Iraq War, has press learned? CNN, 2013. CNN, https://edition.cnn.com/2013/03/19/opinion/waldman-media-iraq/index.html. Accessed 1 February 2021 
  5. Chomsky, Noam (November 18, 2008). "Illegal but Legitimate: a Dubious Doctrine for the Times" (Video). The University of Edinburgh – via YouTube. 

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024