بايدن والصِّحافة.. هل هي حِقْبَةٌ جديدة؟

 

نجح الرئيسُ الأمريكيُّ "جو بايدن" في أنْ ينشُرَ الابتسامةَ على مُحَيّا الصّحفيّين الحاضرين في المؤتمر الصحفيّ بالبيت الأبيض بواشنطن، وهو يُجيبُ المراسلَ الصحفيَّ لقناة "فوكس نيوز" بيتر دووسي -عندما سأله عن فحوى مكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- بالقول: "تحدثنا عنك، يرسل لك الرئيس تمنياته".

وهي خطوةٌ ربّما تأتي لإذابة الجليد المتراكم طيلةَ السّنوات الأربع الماضية بين السلطة التنفيذية والسلطة الرابعة، بعدما وصلت الأمورُ إلى مستوياتٍ سيّئةٍ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

الابنُ البارُّ للمنظومة السياسية الأمريكية التقليدية التي قضى بين مؤسساتها نصفَ قرن من عمره، والمعروفُ بقدرته البالغة على استمالة الناس إليه، سارَعَ إلى نزع فتيل الاحتقان، وطمْأَنَة جُلِّ وسائل الإعلام.

ساعاتٌ قليلةٌ بعد تنصيبِه، تعهَّدت المتحدثةُ باسم البيت الأبيض جين ساكي بمشاركة "معلومات دقيقة" مع الصحفيين، وبتأسيس علاقات أفضل مع المؤسسات الصحفية، وهي الشخصية المخضرمة التي تحظى باحترام كبير لدى الصحفيين؛ لتجربتها المميزة في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، واشتغالها في وزارة الخارجية أيضا في عهد جون كيري.

 

ترامب.. ضد التيار

في الصورة المعاكسة، نجد ترامب الذي دشَّنَ يومَ رئاسته الأول يوم 21 يناير 2017، بهجوم لاذع وحادٍّ على وسائل الإعلام الأمريكية التقليدية خصوصا، على خلفية خلاف حول تقديرات أعداد مَن حَضَرَ وشاهَدَ حفلَ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.

حينذاك، زعم السكرتيرُ الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر في أول تصريح له في مؤتمر صحفي "أنّ تنصيب ترامب حضَرَه أكبرُ جمهور على الإطلاق.. نقطة على السطر". وكانت صورٌ جوية أظهرت أنّ حفل تنصيب الرئيس الأسبق باراك أوباما جَذَبَ جمهورا أكبر بكثير، كما أظهرت تصنيفاتُ شركة نيلسن الأمريكية لأبحاث الإعلام وقياسات المشاهدة أنّ حفل تنصيب أوباما استقطب عددا أكبر من المشاهدين عبر التلفزيون (38 مليونا) مقارنة بحفل تنصيب خلفه ترامب (30.6 مليونا).

وتوقَّع مراقبون أنّ خلافاتِ ترامب مع الصحفيين ستنتهي بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، لكنْ يبدو أنّها كانت فقط بدايةَ جولةٍ أكثر تصعيدا مع الإعلام، حيث لم يتوانَ في أيِّ مناسبة عن نعْتِ وسائل الإعلام بشتّى الصفات مثل: "عدو للشعب الأمريكي" وأنها تنشر "أخبارا كاذبة. كما شكّك في نزاهة الإعلام الأمريكي وحياديّته، موجِّهًا أنصارَه لمشاهدة محطة فوكس نيوز الإخبارية فقط. 

صحيحٌ أنّ ترامب هزَّ علاقتَه بالجميع حتى مع المقرّبين منه خلال فترة رئاسته الوحيدة، التي شهدت استقالاتٍ رفيعةَ المستوى؛ كاستقالة "شون سبايسر" والمستشار "ستيف بانون" ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) "جيمس كومي".

كما دخل في حربٍ أكثرَ شراسةً مع عدد من القنوات التلفزيونية منها "سي أن أن" و"سي بي إس" و"آي بي سي" و"إن بي سي"، بالإضافة إلى يوميتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، بل وصلت الأمورُ إلى حدِّ سحب تصاريح مراسلين بالبيت الأبيض؛ كما حدث مع الصحفي "جيم أكوستا" من شبكة "سي إن إن" الذي ربح المعركة ضد ترامب. 

 إلا أن الرئيس الخامس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة، نجح في منح الثقة للمواطن الأمريكي من خلال عدد من  الإنجازات، تمثلت في تحقيق أعلى معدل لنمو الاقتصاد الأمريكي (فوق 3%) لفترة وجيزة، كما حققت البورصة الأمريكية أرباحا كبيرة خاصة مؤشر "داو جونز " الصناعي، وانخفض معدل البطالة في أمريكا إلى 4.7% وهو ما وعد به ترامب أثناء حملته الانتخابية الأولى.

 

ديمقراطية أمريكا على المحكّ!

في السادس من يناير 2021 دفع ترامبُ أنصارَه إلى اقتحام مبنى الكابيتول، في الوقت الذي كان فيه الكونغرس مجتمِعا من أجل اعتماد فوز بايدن في الانتخابات بشكل رسمي. وقد عبث المقتحمون بمحتويات المبنى الذي يرمز إلى تاريخِ أعرقِ الديمقراطيات في العالم وأكبرها، في صورةٍ هزّت سُمْعَةَ أمريكا، ربما أكثر من هجمات 11 سبتمبر.

هنا دخلت العلاقة بين ترامب والإعلام مُنعطَفا آخر مختلفا، ففي ذلك اليوم منَحَ ترامبُ المؤسساتِ الإعلاميةَ فرصةً من ذهب، وهو في آخر أيامه الرئاسية، كي تُجْهِزَ عليه وعلى مستقبله السياسي ربّما، بل حتّى الصحافة المحافِظة وجدَتْ حَرَجًا وصعوبةً حينَها في الدفاع عنه، فاختارَت اللّاموقف.

وإنْ أجهضَ الجمهوريون بمجلس الشيوخ الأمريكي مساعيَ خصومهم الديمقراطيين لإدانة "ترامب" بتهمة تحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس، إلا أن زعيم الجمهوريين بالمجلس "ميتش ماكونيل"، وجَّهَ انتقاداتٍ شديدةَ اللهجة لترامب؛ معتبرًا إيّاه هو "المسؤول" عن الهجوم عمليًّا وأخلاقيًّا.

وصحيح أنّه بدأت الآن مرحلةُ ما بعد ترامب، وإنْ حملَتْ رؤيةً وتصوُّرًا جديدين، إلّا أنّها مُثقَلَةٌ بالانقساماتِ الدّاخليّةِ العميقةِ التي تشهدُها أمريكا حاليًّا.

الرئيس الأسبق "باراك أوباما" الذي هنأ رفيق حزبه بالفوز، أكد أن التحديات التي تواجه "بايدن" لم يواجهها أي رئيس جديد على الإطلاق، وأن مغادرة الرئيس "ترامب" للبيت الأبيض لن تمحو أخطاء المرحلة السابقة ولن تصوّبها.

 "أوباما" الذي عاش فتراتِ المداعبة والدلال من طرف الإعلام الأمريكي، وصلَت إلى درجةِ الصمت عن أخطائه، والتي اعترف بها شخصيًّا من خلال كتابه "أرض الميعاد". إذ أقرَّ بالنقد الذي وُجِّه إليه بشأن طريقة معالجته للأزمة المالية العالمية، والتي أثّرت على حياة المواطنين العاديين، وأيضا قراره تعزيز القوات الأمريكية في أفغانستان سنة 2009، والغارات الجوية على ليبيا 2011.

إذا تأمَّلْنا الوقائعَ جيّدًا؛ فسنرى أنّ الإعلام الأمريكي سقط جَهْلًا أو عَمْدًا في فخّ الانحياز لأوباما وضَغَطَ بقوّة على ترامب؛ من خلال البحث عن أخطائه بالمجهر. ليُطرَحَ السؤالُ الجوهريُّ الآن: هل سيتعاملُ الإعلامُ مع "جو بايدن" الرئيس السادس والأربعين على أساس أنّ ولايته هي الولاية الثالثة لأوباما؟

 

ثقةُ الأمريكيين في وسائل الإعلام؟

على ما يبدو، فإنّ وسائل الإعلام الأمريكية فطنت نسبيًّا، لضرورة التموقع خارج دائرة الحسابات السياسية، وأن تلتزم الحياد والشفافية؛ كي لا تفقد مصداقيتها أكثر أمام متابعيها.

فبمجرد أن غرّدَت الصحفيةُ الأمريكية لورين وولف من صحيفة نيويورك تايمز على تويتر، بأنها شعرت بـ "قشعريرة" عندما شاهدَت طائرةَ "بايدن" تهبط في قاعدة "أندروز"، حتى وجَّهَ عددٌ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ومِنصّاتٍ إخبارية يمينية اتهاماتٍ للصحيفة بالتحيُّز الإعلامي.

من جانبها، ردت الصحيفة على الانتقادات بطرد الصحفية من عملها، تجنُّبًا لأيّ لبسٍ في موقفها، وإن كانت تعرَّضَتْ مرّةً أُخرى لانتقادات من طرف عدد من الصحفيين الذين اعتبروا أن هذه الخطوة خاطئة، وكان بإمكان الصحيفة أن تجد حلًّا وسطا لهذه الواقعة.

وتكشف الإحصائيات التي وضعتها مؤسسة غالوب وهي شركة تحليلات واستشارات أمريكية، أن 18% فقط من الأمريكيين لديهم "قدْرٌ كبير" أو "كثير جدًا" من الثقة في الأخبار التلفزيونية.

أما بالنسبة للصحف، فالرقم لا يتجاوز 24%، وأن الجمهوريين والديمقراطيين يضعون ثقتهم في بيئتين إعلاميتين متناقضتين تقريبًا.

وحسَب البيانات، فإنّ عدم ثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام سبقت دخول ترامب للبيت الأبيض، لكنّ الرئيس الجمهوري قلَّصَ من رصيد ثقة الأمريكيين في صاحبة الجلالة حين امتهن الترويج للأخبار الزائفة خلال ولايته الرئاسية، والتي وصلت إلى 30.573 حسب صحيفة واشنطن بوست.

وأظهر التقرير الأخير لمركز بيو للدراسات 2020، أنه -رغم انتشار المعلومات المضلّلة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي؛ في قضايا مثل الانتخابات وجائحة كورونا- إلا أن قرابة 53% من الأمريكيين يعتمدون على هذه المنصات للحصول على الأخبار، وخاصة فيسبوك.

في حين طالَبَ الرئيس الأمريكي جو بايدن، حسب موقع "بيزنس إنسايدر"، بإلغاء القسم 230 وهو قانونٌ اتحادي ينصّ على أنّ شركات الإنترنت ليست مسؤولة عن المحتوى المنشور على منصاتها، مبديًا رغبتَه الشديدة في محاسبة موقع فيسبوك على "الأخبار الزائفة" التي ينشرها.

بايدن الذي لا يُدوِّنُ كثيرا في وسائل التواصل الاجتماعي عكْس ترامب"، يسابقُ الزمنَ الآن ليبنيَ سياسةً مختلفةً تحسِّنُ علاقةَ البيت الأبيض بغرف تحرير المؤسسات الإعلامية، من خلال اتخاذ عدد من الخطوات الجِدّيّة، كتجديد الاشتراك لصحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، وجدولة ثلاث إجازات أسبوعيًّا للصحفيين كحدٍّ أدنى، وأُدخلت لغة الإشارة على المؤتمرات الصحفية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأمريكيين.

خطواتٌ يرى مراقبون أنّها تشكّل سيفا ذا حدين، إذ يسود تخوُّفٌ من أن تعود الصِّحافة إلى أسوأ أساليب التغطية في أخبار الرؤساء والمبالغة في الاحترام، مطالبين بإبقاء بايدن تحت الضغط وعدم التراخي والتراجع، على أمل أن يُصْلِحَ الأمورَ.

بمجرد انتهاء "الأيّام المئة" المعتادة، والتي يمرّ فيها الرؤساءُ الجدد بفترة ما يُعرَف بشهر العسل مع الصحافة، سيتضح توجُّهُ المؤسسات الإعلامية التقليدية الأمريكية التي تعيش الآن تحت ضغطِ تضاؤلِ عائداتِ الإعلاناتِ وصعودِ المِنصّاتِ الرّقْمِيّة والاجتماعية التي تستحوذ على أكبر عدد من المتابعين الأمريكيين.  

 

المزيد من المقالات

ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024