آلان جريش: الصِّحافة في فرنسا يتحكَّمُ فيها رجالٌ بيضٌ يمينيون "لا يُحِبُّون الإسلام"

لم يَجِدِ الصحفيُّ الفرنسي آلان جريش من وسيلةٍ للاحتجاج على حذْف مقالِ الكاتب الفرنسي من أصل إيراني، فرهاد خسروخافار -المُنتقِد لسياسات ماكرون تجاهَ الإسلام والمسلمين - من النسخة الأوروبية لموقع "بوليتيكو" الأمريكي (بوليتيكو أوروبا)، سوى إعادة نشْره في مجلة "أوريان 21" التي يُديرها.

فحين ظهرَ المقالُ على موقع "بوليتيكو"، استَنْفَرَ قصرُ الإلييزيه كلَّ ثقله الدبلوماسيّ من أجل مهاجَمةِ الصحافة الأمريكية، مُصوِّرًا إيّاها بأنها "حليفةٌ للإرهابيين"، وأسفرت تلك الحملة على الصِّحافة الأمريكية بـ "تهذيب" اللغةِ؛ خاصةً من طرف صحيفة "نيويورك تايمز". 

 

الضغط الخفي

يسرد جريش قصّتَه مع المُضايَقات من الحكومة الفرنسيّة، بأنّها تَتَّخِذُ طابَعًا غيرَ مباشرٍ؛ قائلا: "الضغطُ الأساسيُّ الذي تتعرّضُ له مواقعُ مثل "أوريان 21" أو "ميديا بارت" -اللَّذَين يقفان ضد "الإسلاموفوبيا" ويدافعان عن المسلمين- هو ضغطٌ غيرُ مباشر. إذ يتمُّ تصويرُنا في المشهد السياسيّ الفرنسيّ على أننا ضدُّ الخطاب الرسميّ لماكرون ولجُزءٍ من اليمين، وحتى لجزءٍ من اليسار أيضًا، وأننا "حلفاء الإرهابيّين". هذا هو الضغطُ الأساسي، لكنْ لا تأتينا رسائلُ تهاجمُنا شخصيًّا، ربّما على فيسبوك وتويتر تَرِدُنا بعضُ الرسائلِ، لكنْ هذا لا يُعَدُّ ضغطًا حقيقيًّا".

رغم أنّ جريش وَجَّهَ انتقاداتٍ حادّةً للعَلمانية الفرنسية، ورأى أنّها تُحَرِّفُ مبادئها بغيةَ استهدافِ الإسلام؛ فإنّه لم يُهاجَمْ بالحِدَّةِ نفسِها التي وُوجِهَ بها الإعلامُ الأمريكيُّ. فهل مَرَدُّ ذلك إلى أنّ مِنصّتَه فرنسيّةٌ وأنّه ليس من أصول مهاجِرة؟

"لا، لا يتوقَّفُ الأمرُ على حمْلي جذورًا مُهاجِرةً مِن عَدَمِه، ويتابع جريش "مع التّسليم بأنّه مِن الصعب اليومَ لشخصٍ أصلُه عربيٌّ أو إسلاميٌّ اسمُه محمد أو فاطمة أنْ يُهاجِمَ الحكومةَ الفرنسيّةَ؛ -حتى وإن كان فرنسيًّا-؛ ففي كلِّ مرّةٍ سيأتيه نقدٌ؛ أنّه ليس فرنسيًّا حقيقيًّا وأنّه من أصلٍ إسلاميّ أو عربيّ. 

وإنّ جريدتنا "أوريان21" جريدةٌ جديدة تأسّسَت منذ سبع سنوات، وتركّزُ خصوصًا على قضايا الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ووزنُها -في النقاش الداخلي الفرنسي- ليس كوزن جريدة "لوموند" أو "نيويورك تايمز"؛ فبالطبع لن ننال هجومًا مثلَهما، ولا حتى كما يحدث مع "ميديا بارت". فأكثرُ مقالاتنا تركّز على العالَم العربيّ؛ أي على الوجهة الخارجية، وليس على الحوار الداخلي الفرنسي؛ لهذا لا تأتينا ضغوطاتٌ كبيرة".

 

مسلمون يمينيون

لقد دَرَجَ الإعلامُ الفرنسيُّ على استضافةِ شخصيات إسلامية، لكنّها لم تُولَد في فرنسا، وهو الأمرُ الذي يعتبره جريش نوعًا من "العنصريّة؛ لأنّ هناك جيلًا جديدًا من المسلمين الفرنسيين ممّن وُلِدُوا في فرنسا، وهم يتبوّؤون مواقعَ في البلديات والأحزاب السياسية، ولديهم دور في الجامعات، وهذا اتجاهٌ مهمّ سيكون له تأثيرٌ بارز على المدى الطويل".

وبطريقة ساخرة، يرى جريش أنه ثمة شخصياتٌ تنتمي للإسلام؛ لكنّها تتماهى مع الموقف الرسمي؛ حيث "ستجدُ مَن يُسَمِّي نفسَه إمامًا، ويفكّرُ كالحكومة الفرنسية بل كاليمين المتطرف؛ مثل "حسن شلقومي" الذي يزور إسرائيل ويدافع عنها ويلعب دورًا لا وزنَ له. هو يقولُ إنّ المسلمين يجبُ أنْ يفكّروا مثلَه وإلّا صاروا متطرِّفين، والإعلامُ الفرنسيُّ يتبنّى أطروحاتِه ويُؤكِّدُها".

العَلْمانيّةُ الفرنسية والعلمانية البريطانية، تختلفان جَذريًّا في التعامل مع قضايا الإسلام. على هذا النحو، يؤكد جريش أنّه "إذا نظرْنا إلى إنجلترا وفرنسا؛ فسنرى دورَ المسلمين في المجتمع الإنجليزي أكبرَ؛ وهذا يتعلّقُ بأسباب تاريخية، كما يتعلق بكيفية تنظيم الناس في فرنسا، وبخطاب الجمهورية الفرنسية؛ لأننا دولة موحَّدةٌ ولا فرقَ بين الناس. لكنّ الشيءَ الإيجابيّ -في هذا التطور في فرنسا- أنّ المسلمين يُمارِسون أوّلَ دورٍ سياسيٍّ لهم في البلديات، وانتُخب الكثير منهم رؤساء للبلديات، كما أنهم يشكِّلون جيلًا في الجامعات مهما للغاية".

 

إعلام الرجال البيض

ثمة أسبابٌ كثيرة قد تُفسِّرُ غيابَ المسلمين عن وسائل الإعلام الفرنسية، غيرَ أنّ جريش يختصر ذلك بجملة واحدة: "الإعلامُ عندنا يملكه الرجالُ البيض، وهؤلاء هم مَن يملكون السلطةَ. منذ سنوات بدأ نقاشٌ حول هذا الأمر، ثمة عنصريةٌ واضحة، وثمة عنصرية يمكن أنْ نقرأَها على مستويات أخرى.

كي تُصبحَ صحفيًّا في فرنسا، يشرح آلان جريش، -وهو رئيس التحرير السابق لمجلة "لوموند ديبلوماتيك"-، عليك الدراسة لأربع سنوات في مدرسة العلوم السياسية، ثم ثلاث سنوات في مدرسة صحفية؛ ما يعني أنّ أقلية اجتماعية هي التي تستطيع أن تفعل ذلك؛ ويعني أنّ أشخاصًا كثرين -وخاصة الفقراء والآتين من الضواحي- لا يستطيعون أن يكونوا صحفيين.

فالصِّحافةُ في فرنسا، صارت اختصاصًا حصريًّا لفئة تمتلك الوسائل، أي أنّها أصبحت توجُّهًا برجوازيّا، لا يُسمَح للفقراء بأن يجدوا لأنفسهم موطئ قدم فيه. والمهاجرون ينتمون -في نهاية المطاف- إلى الطبقات الفقيرة، وهؤلاء لا يستطيعون أن يكونوا صحفيين.

لي صديق يبدو -في الظاهر- أنّه مسلم؛ من اسمه، لكنّه مُلحِد على الحقيقة، ويقول: إنّ الناسَ يعتبرونه إسلاميًّا عندما يتحدّث؛ فقط بسبب اسمه.

لدينا مشكلةٌ في المجتمع الفرنسي في التعامُل مع الأقليات، الذين يختلف وضعُهم في فرنسا عن إنجلترا. المسلمون مثلًا عددهم نحو 10% من المجتمع الفرنسي، لكن ليسوا موجودين في أماكن السلطة الأساسية. يختصر جريش ما يجري في المجتمع الفرنسي.

 

الإعلام اليميني والمسلمون.. من يزايد أكثر؟

عاشت فرنسا مؤخَّرًا أحداثًا متتالية، كان المسلمون جزءًا منها. تحكّمَتِ الانتخابات الرئاسية مرّةً أخرى في توجُّهٍ أًصبحَ أكثرَ حِدّةً، يجعلُ مِن وسائل الإعلام مِنصّةً مُفضَّلةً لليمين؛ لغرضٍ واحدٍ؛ هو مهاجَمةُ المسلمين. 

هكذا، يُبرِزُ آلان جريش أنّ "المشهد السياسي يقول: إنّنا دخلنا مرحلةَ انتخاباتِ الرئاسة التي ستُجرى في العام القادم، وقرَّرَ ماكرون أن ينتصرَ فيها على اليمين المتطرف ويستعيرَ بعضًا من خطابِه ضد المسلمين. وهذا اتجاهٌ يَظهر واضحًا في خطابه، وفي القوانين الجديدة التي اتّخذها المجلسُ البرلماني. ثمّ مِن ناحيةٍ أُخرى، ثمّةَ هناك مناخٌ ثقافيٌّ وصحفيٌّ ضدَّ المسلمين، بدأَ منذُ ثلاثين سنة حول الحجاب في المدارس وغيره، وتطوَّرَ إلى أبعدَ من ذلك. ولهذا الخطابِ هيمنةٌ على المثقفين والصحفيين الذين يتبنَّون اتّجاهًا عامًّا ضد الإسلام، وهو ما يؤدّي دورًا سلبيًا. وليس معنى ذلك أن كل الصحفيين ضد الإسلام، ولكن هذا هو الاتجاه الأساسي".  

العلاقةُ بين قصر الإليزييه والصحافة لم تكن يومًا مُتشنِّجةً كما هي اليوم؛ بسبب سياسة "العصا الغليظة" التي يمارسها إيمانويل ماكرون، والتي وصلت إلى حدِّ استدعاء مراسِلي صُحُفٍ أمريكيةٍ إثرَ نشْرِهم مقالاتٍ تنتقدُ بحدّةٍ تصريحاتِه حولَ "الانفصاليّة الإسلاميّة".

وبالنسبة لجريش، فإنّ "ردود الفعل ضد فرنسا وحكومتها في هذه الأزمة كانت كبيرةً. فاليومَ، المجتمعُ الأمريكيُّ والمجتمعاتُ الأوروبية ومعهما الصحف تتساءلُ عمّا يحدث في فرنسا. إنّه مِن الغريب أن يتدخَّلَ رئيسُ جمهورية لحذْفِ مقال. قد يُريد الردَّ على مقال "فاينانشال تايمز"، وهذا لا مشكلة فيه، لكنّه لا يمكن أن يطلب حذْفَه ونشْرَ مقالٍ رسمي باسم الحكومة الفرنسية بدلًا منه".

بهذا المنطق، فإنّ حريةَ التعبير معناها -في نظر ماكرون- هي ألّا تكتبَ ما يُغضبُه. "تقول الحكومة الفرنسية: إنّ القضيةَ الأساسيّةَ بالنسبة لها هي قضيةُ "حرية التعبير"، لكنها -بشكل آخر- تقول: إنّ أيَّ نَقْدٍ لرئيس الجمهورية غيرُ ممكن. الضغطُ على الصحفيين كبيرٌ، لكنه غير مباشر، ومَن يَنْتَقِد الحكومةَ الفرنسيّةَ منهم يُعتَبَرُ حليفًا -ليس للمتطرفين فحسب- بل للإرهابيين. وهنا يتشابهُ الأمرُ مع قضيّة "إسرائيل"؛ فمن ينتقدُها يُقال: إنه "ضد اليهود". وأعرف بعضَ الأصدقاء الذين يخشَون الكتابةَ حول هذا الموضوع، ليس لأنّهم غير مهتمين، بل لأنهم يخشون من المشكلات"، بهذه العبارات، يفكّك جريش ازدواجية المعايير عند الإعلام الفرنسي.

 

اليمين يحتل وسائل التواصل الاجتماعي

انخرط طيفٌ من المثقفين الفرنسيين في الحملة التي شنَّها إيمانويل على الصِّحافة الأمريكية، فكتبوا افتتاحياتٍ ومقالاتٍ رأت في تعامل الإعلام الأمريكي مع ما يجري في فرنسا بأنه استعلائيّ. لكن جريش، يرى أنهم (يقصد المثقفين الفرنسيين) يتبنّون خطابًا تنخرُه الازدواجية؛ فهم من جهة يوجِّهون "انتقاداتٍ للإعلام الأمريكي ويشكون هيمنتَه عليهم؛ في محاولة لتغيير المجتمع الفرنسي. ومن جهة أخرى فإنّ هؤلاء هم أنفسُهم يُؤيِّدون السياسةَ الأمريكية الـ"نيو ليبرالية" والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، لكن مشكلتهم الأساسية مع أمريكا هي مشكلة المسلمين. والحقيقة أن ثقل فرنسا صَغُرَ أو ضَؤُلَ مع هذه الأزمة، والناسُ في الخارج صارَت تتعجَّبُ من الموقف الفرنسيّ.

قبل مدةٍ نشرتْ وكالةُ الأنباء الفرنسية قصاصةً تَتَّهِمُ فيها شابًّا مسلمًا بأنّه هاجَمَ أصدقاءَه بسبب احتفالهم بعيد الميلاد، لكنّ المدّعي العام ناقَضَ هذه الروايةَ ودَحَضَ روايةَ الوكالة. يربط جريش هذه الحادثةَ بالمُناخِ المُعادي للإسلام، وهو المهيمن في فرنسا؛ "ففي مدينة تراب مثلًا، هناك مدرّس فلسفة صرّحَ بأنه لن يدرّس لوجود هجوم من الطلاب المسلمين ضدّه، ولأنه يخشى على حياته. وفي خلال 48 ساعة، صارت قصّتُه هي القصة الأساسية على الساحة السياسية، رغم وجود مشكلات أخرى في المدينة. الإعلامُ اليومَ مع فيسبوك وتويتر -اللَّذَين يحضرُ فيهما اليمينُ المتطرف بقوّة- يختلقُ المشكلات من أيّ شيء يتعلّق بالإسلام، وهذا يُحْدِثُ مناخًا مخيفًا للرأي العام الفرنسي من هذه المدينة، ومن العمليات الإرهابية أيضًا. 

"أوف" (تحيل إلى الحيرة في اللغة الفرنسية)، هكذا استهلّ جريش جوابَه عن واقع حرية الصِّحافة في فرنسا؛ قائلا في هذا الصدد: "حريةُ الإعلام هذه قصةٌ لا نهايةَ لها. حريةُ الإعلام حرية الإعلام تأتي ممن يمتلكه. وأصحابُ الإعلام الأساسي في فرنسا -أي التليفزيون- ليسوا فقط باحثين عن الربح، بل لديهم اتجاهات سياسية، خصوصا (فانسان) بولوريه الذي يملك قناة “canal+” ويريد شراء محطة “Europe 1” الإذاعية. وهو يتبنّى اتجاهات اليمين المتطرف، ويصعب دفْعُه؛ لأنّ لديه أموالا طائلة".

هذه هي المشكلة الأساسية التي لا يوجد نقاشٌ حولها؛ لأنّ قوةَ التليفزيون والراديو لديها تأثير في فرنسا، يقول جريش، الذي يعاني الحصار في وسائل الإعلام العمومية باستثناء "فرانس 24" و"مونتي كارلو الدولية"؛ لأنهما مُوجَّهتان للخارج. أما عدا ذلك، فموقفُه من الإسلام والقضية الفلسطينية يجب أن يتماشى مع المزاج العام، أو يظلّ خارجَ التليفزيون.

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025