الصحافة والسوسيولوجيا.. الحوار الحذر

كانت أدريان نيكول لوبلان تبلغ من العمر 25 عاما فقط عندما طلبت منها صحيفتها تغطية محاكمة شاب من بورتوريكو، اسمه جورج متهم في قضايا سرقة واتجار بالمخدرات. انخرطت المراسِلة في حي برونكس، حيث نشأ جورج: حي فقير من الأحياء الهارليمية التي تختفي وراء بريق وسائل الإعلام، يعج -في الصورة النمطية- بعتاة المجرمين والنشالين وأصحاب السوابق.

تتعرف الصحفية على أخت وصديقة جورج، وعلى مدى 12 سنة كاملة، تحول هذا التعارف إلى صداقة متينة سمح لنيكول أن تقترب من الناس ومن حياتهم الحقيقية: المخدرات، البؤس، الحب العنيف، الزيجات، تربية الأطفال، تاريخ السرقة، الموسيقى اللاتينية الضاجّة بالحنين للوطن الأم..

أصبحت الصحفية جزءًا من الحي، وشاهدا على تحولاته الكبرى، من عصر الازدهار وتدفق أموال المخدرات إلى مرحلة السجون والتمزقات العائلية. تروي أدريان قصصا غير منشورة لعائلة، تعبر بكثافة، عن قيم الظلم والظروف المزرية لطيف كبير من المهاجرين وجدوا أنفسهم فريسة للفقر والعنصرية.

بدل أن تكتب نيكول بضع صفحات تصف فيها المحاكمة بكلمات مهنية دقيقة، آثرت أن تؤلف كتاب random family كي يكون رواية واقعية غير متخيلة، تتقصى فيه جذور الجريمة، وأسبابها ودوافعها، ونتائجها العميقة، وتأثيراتها على البنية السكانية (1).

تفرغ من قراءة الكتاب وأنت لا تعرف أين يبدأ ي الصحفي وأين تنتهي الباحثة في العلوم الاجتماعية، ولا تكاد تقيم التمايز بين أدوات الصحفي (الوصف، الحدس، القدرة على الالتقاط...) وبين أدوات علم الاجتماع (التفسير، الاستنتاج، الاستنباط، تفكيك العلاقات...). 

هل يمكن اعتبار كتاب نيكول، بحثا اجتماعيا أم عملا صحفيا؟ ومتى تلتقي السوسيولوجيا والصحافة ومتى يفترقان؟

  

الصحفي "مؤرخ متعجل" 

في سنة 2017، زرت منطقة نائية جنوب المغرب (تنغير، تنجداد) لإنجاز تحقيق استقصائي حول صراع قبلي أفضى إلى قتلى واختطافات وتطاحنات قبلية دامية. استمعت إلى الشهادات، وحاولت أن أنقل أبعاد الصورة كاملة. بعد أسبوع، كان التحقيق يحتل الصفحة الأولى من الجريدة التي أشتغل بها، معتقدا أنه الرأي الفصل والحاسم في هذا الصراع، ومنتشيا بتلك المقدمة التي عادة ما تعجب مديري النشر "حقائق تنشر لأول مرة".

بعدها، كتب أستاذ بكلية الآداب بجامعة عين الشق بالدار البيضاء ردا طويلا من سبع صفحات، أرسله إلى الجريدة مستهلا مقالته: "الصحافة مهمة لكن السوسيولوجيا أهم". تحدثت المقالة/البحث عن جذور الصراع التاريخي بين القبائل حول الماء وحول الأرض (قبيلة تريد أن تقسم الأراضي بشكل أفقي، وقبيلة أخرى تريد أن تفعل ذلك بشكل عمودي). قدم الأستاذة أطروحة مختلفة، لا أزعم أنها أسست لمعرفة جديدة، لكنها أضاءت على التحقيق من زوايا لم يكن من الممكن أن أراها، مع العلم أنها هي المسبب الأساسي للتناحر القبلي. 

هذه الطبيعة الاختزالية للصحافة، كانت، دائما، جزءًا من الصراع بين تيارين كبيرين، بين اتجاه مؤْتَمَن على التأطير الجماهيري مهما كانت وظيفة الإعلام، وهو تيار لا يصمد أمام إغراء وسائل الإعلام بمبرر نشر المعرفة على نطاق جماهيري، وبين توجه يرى في علم الاجتماع علما نخبويا يستدعي حيزا زمنيا وإخراجا فنيا مختلفا عن "سرعة الصحافة"، وبالتالي السماح للصحافة بأن تنشر الحقائق ولو مبتورةً من سياقاتها الثقافية والاجتماعية.

المعركة بين التيارين تجاوزت حدود، الكتابات والردود، بل تحولت إلى ما يشبه المدارس المستقلة بذاتها، خاصة بعد الثورة الطلابية على التقاليد الدوغولية سنة 1968. وقتها، انتقد المفكر الفرنسي ميشيل فوكو بشدة "تحول أساتذة علم الاجتماع إلى رجال مشهورين في الإعلام، يقدمون أنصاف الحقائق والأكاذيب الكاملة". 

حين دعي عالم الاجتماع بيير بورديو إلى قناة تلفزية كي يقدم رؤيته لتأثير سكان الضواحي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أطلق عبارته الشهيرة: "الصحفيون يريدون تقزيم الحقائق، وتكثيف تاريخ كامل من المآسي وبشاعة الاستعمار في أفريقيا في عشر دقائق، ثم في اليوم الموالي سيقولون: إن بورديو قال كل شيء" (2).

كان بورديو واعيا بأن الصحافة تشكل أداة محببة للسلطة لممارسة العنف الرمزي. وفي كتابه المدوي "التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول"، شرح علاقة الدولة بالصحافة، لكن الذي يهمنا اليوم، هو طريقته الفريدة التي رسم بها الحدود بين الصحافة وعلم الاجتماع.

قبل بورديو، ساد الاعتقاد، خاصة لدى علماء الاجتماع الأمريكيين، المعروفين بجماعة "شيكاغو"، أنه لا مانع بأن يصبحوا نجوما في التلفزيون، وترسخت هذه الصورة، أكثر، مدفوعة بالصراع الإيديولوجي الحاد بين النظامين الرأسمالي والشيوعي. وُظِّفَت  العلوم الإنسانية -بشكل مفرط- من طرف الصحافة؛ إما لبتر الحقائق أو لتبرير دراسات أو لدحض أطروحات اجتماعية.

 

ومع ظهور وسائل الإعلام، أصبح نشر الأبحاث على نطاق واسع ممكنا، حيث انقسم علم الاجتماع، على وجه التحديد، في فترة ما بعد الحرب بين مؤيدي العلوم الاجتماعية "المفيدة" وبالتالي يجب نشرها على أكبر نطاق، وتلك الخاصة بعلم الاجتماع المصنف نخبويا بشكل صارم (3).

يشرح سعيد بنيس، أستاذ السوسيولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، هذا التوتر بين حقلين ينهضان على الفكرة نفسها، وهي الحقيقة الاجتماعية قائلا: "لا بد من التمييز بين مستويين من الكتابة: الأولى أكاديمية، والثانية صحفية. فالأولى تتماشى مع السوسيولوجيا وتقتفي المصادر والمراجع والإحالات في أفق التوصيف والفهم والتفسير والتأويل بالارتكاز إلى منهج ومنهجية وإطار نظري لضبط المسافة الموضوعية مع الإشكالية. أما الثانية فهي كتابة تروم تقديم وجهة نظر أو استكشاف آراء أو تقديم خبر ومشاركته من زاوية متفردة وذاتية بالارتكاز إلى منهجية تستمد أدواتها وتقنياتها من تموقع مجتمعي. انطلاقا من هذا التمييز يصبح لزاما على الصحفي موازنة الوظيفة الاختزالية للصحافة مع فاعلية وجدوى المنهجية السوسيولوجية".

 

وكامتداد لهذه الأسئلة حول الاستخدامات المتقاطعة لعلم الاجتماع والصحافة، قد يكون من المفيد إجراء مقارنة منهجية للأدوات المختلفة المستخدمة في المجالين: المقابلة، الملاحظة، استخدام المصادر الإحصائية، واستطلاعات الاستبيان (استطلاعات الرأي)، واللجوء إلى "الكلمات العادية"، إلى الصور ...إلخ.

بين علم الاجتماع والصحافة تقاطعات كبرى منها بناء الحقيقة الموضوعية الاجتماعية، غير أن الصحفي "مؤرخ متعجل" كما يقول عبد الله العروي الذي اضطر إلى تأليف كتاب كامل عن حياته (استبانة) بمبرر أن الصحفيين ميالون للإثارة بينما المفكر في حقل العلوم الإنسانية ميال للدقة في حدها الأدنى على الأقل.

 

 "بؤس" الرأسمال

منذ الثمانينيات من القرن الماضي زحفت الرأسمالية على مناحي الحياة، ولم يكن الإعلام بمنأى عن هذا التحول، فطغت قيم التنافسية والفعالية والشهوة والوهم على البعد الاجتماعي الذي زعم منظِّرو الليبرالية أنه جوهر الاقتصاد الرأسمالي. 

فقدت الصحافة وظيفتها الفطرية في الإخبار والتثقيف، متأثرة بنهاية الثنائية القطبية، والاتجاه بوحشية نحو اقتصاد السوق، ومس هذا التغيير روح المهنة لصالح قياس متابعة الجمهور، المبيعات، حصة سوق الإعلانات ومزيد من الترفيه. بمعنى آخر أن المؤشر الكمي للربح صار هو الرهان الأساسي للصحافة.

هنا ارتابت العلوم الإنسانية من الصحافة. في أمريكا كما في فرنسا، حمل التقدميون مشعل السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا وعلم النفس (وفي وقت لاحق السيميولوجيا مع رولان بارت)، وكانت العلاقة مع وسائل الإعلام موسومة بما يمكن وصفه بالروح النضالية ضد الاضطهاد والظلم والحروب، أي أنها تؤدي دورها في إحداث شرخ في السلطة.

يمكن أن يصبح السوسيولوجي صديقا للصحفي لكن "التدخل الإعلامي له مكانة غامضة في بيئتنا المهنية" كما يقول السوسيولوجي ميشيل كروزر. من الواضح أن مؤهلات عالم الاجتماع هي النقد وإهانة الحقائق السطحية انسجاما مع ورح العلوم الإنسانية. على هذا النحو يمكن للمرء أن يتهم عالم الاجتماع بـ "التعاون" مع هذا الكون الخاضع لقوانين الرأسمالية والقوى السياسية. ومع ذلك، وبوجود وسائل إعلام نبيلة يمكن أن يجد السوسيولوجي متنفَّسا ليكتب بعيدا عن سطوة القيم الليبرالية.

الصحفيون لديهم سمعة سيئة بين علماء الاجتماع، "قد تتعامل مع صحفي متمرس، ومتذوق جيد للقضايا في عمقها السوسيولوجي، ويمتلك أدوات تحليلية لا بأس بها، ويعرف تماما كيفية تسليط الضوء على المواضيع دون أن يَسقط في السطحية والاختزال، لكن في غالب الأحيان "تتعامل مع صحفيين ليسوا أذكياء، بهذا التعبير الملطف، أو أنك تقابل صحفيين كسالى وغير قادرين على البحث" (4).  

خضوع الصّحافة المتزايد للمنطق التجاري له آثار مدمرة على المجتمع. في الواقع، بقدر ما يقوم الصحفيون، ببناء الواقع بنظارات مفصلة على المقاس مع ميل رأسمالي لترسيخ الإثارة وتشجيع السلوكيات التي تتوافق مع هذا المزاج، بقدر ما يحفرون هوة كبيرة بين الصحفيين والسوسيولوجيين.ونتيجة لذلك، فإنهم يثيرون في المجالات المختلفة التي يتوسطون فيها استراتيجيات جديدة تتمثل في مطابقة الممارسات الإنتاجية دائمًا للتوقعات الصحفية.

في العلاقة بين الصحافة والسوسيولوجيا، يحق لنا إذن أن نستدعي، على سبيل المثال، عمل هوارد بيكر الذي أظهر بوضوح إلى أي مدى يمكن للفن أن يكون حاضرًا فقط باعتباره "نتاجا جماعيا لشبكة من الوسطاء؛ بدءا من الفنان إلى الجمهور، بما في ذلك تاجر الأعمال الفنية وأمين المتحف والناقد الفني" (5). وهل تختلف الأشياء عندما يتعلق الأمر بالباحث في العلوم الاجتماعية؟ لا يمكن أن تنتشر هذه المعرفة بدون عدد من الوسطاء، والوسطاء الأكثر فعالية اليوم هم الصحفيون الذين يساعدون في خلق القيمة الاجتماعية للنظريات العلمية.

إن الاعتراف بالصحافة كوسيط لـ "تبسيط العلوم الاجتماعية" واحتضانها، لا يعني، إطلاقا، تقويض الاستقلالية الفكرية للعمل الاجتماعي، بل يعني فهم الظروف الاجتماعية التي تجعله ممكنا.

أخيرا، مقابل أطروحة التوتر، فإن إلقاء نظرة بسيطة على البيانات الإحصائية المتعلقة باستهلاك السلع الثقافية يكفي لفهم أنه كلما قرأ الفرد بانتظام مجلة أو استمع إلى محطة إذاعية تُفسح المجال لأخبار العلوم الاجتماعية؛ كان هدفه أن يكون مشتريا وقارئا لنصوص العلوم الاجتماعية أيضا. وبهذا المعنى، وبعيدا عن تشتيت الانتباه عن قراءة الأبحاث الاجتماعية، فإن تعميمها يمكن أن يساعد المهتمين بمجال المعرفة على زيادة استثماراتهم، هذا هو منطق الرأسمال في العلوم الإنسانية الحديثة أيضا وهو منطق تحبه الصحافة على كل حال. 

 

مراجع: 

1-      https://bit.ly/3cBQekD

2-      Goulet V. 2003, « Pierre Bourdieu et la télévision , pp. 73- 74

3-       https://journals.openedition.org/questionsdecommunication/7300

4-      https://www.persee.fr/doc/reso_0751-7971_1992_num_10_51_1926

5-      https://laviedesidees.fr/Sociologie-du-journalisme.html

 

 

 

المزيد من المقالات

تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024