الصحافة في القارة الأمريكية.. "الفساد" كفلسفة حياة

ترجمة: بهاء الدين السيوف 

"لست أدفع لك المال كي تطعنني!". مقولة مشهورة تنتهجها الطبقة السياسية في المكسيك؛ لإخضاع الصحافة في هذه البلاد. عبارة بليغة يعود تاريخها إلى الرئيس الأسبق خوسيه لوبيز بورتيّو، صاغها في عقد السبعينيات، وما زالت دارجة إلى اليوم، لتصف العلاقة الفعلية بين السلطة والصحافة، ليس في أميركا الشمالية فحسب، وإنما في أميركا الوسطى والجنوبية كذلك.

هذه الثنائية السامة والفاسدة المتمثلة في تقييد الإعلان والنشر المؤسسي (اللافتات الإعلانية والبيانات الصحافية وإعلانات الخدمات العامة والحملات الانتخابية وحتى صفحات النعي) وتكييفها وفق السياسة التحريرية للصحيفة أو الإذاعة أو القناة التلفزيونية أو صحافة الإنترنت، خلقت الكثير من المشكلات لدى وسائل الإعلام في القارة الأميركية. تسونامي آخذ في الطغيان والعدوانية، جالبا مزيدا من الهشاشة وانعدام الأمن الوظيفي بين المراسلين ورجال الكاميرا والمذيعين ومقدمي الأخبار والمصورين.

فرانسيسكو بلانكو، الحاصل على الدكتوراه في التواصل والتنمية من جامعة هافانا في كوبا، اعتاد أن يوجه طلابه باستمرار: "إذا أردت أن تصبح ثريا فابتعد عن مهنة الصحافة، أنت في المهنة الخاطئة. إن عاملة خدمات في مجمع سكني تجني أكثر مما يجنيه الصحفي".

في هذا السياق، يبدو أن هناك انحلالا عامّا تقريبا، مع نسبة ضئيلة جدا من الاستثناءات لبعض الشرفاء. كما أن آلاف الزملاء رموا عرض الحائط بوصية الصحافي البولندي العظيم ريزارد كابوتشينسكي حين قال: "هذه المهنة ليست للمتخاذلين، الصحافي الجيد شخص محترم قبل كل شيء".

ما أعنيه هنا ببساطة، أن كثيرا من الصحافيين ينغمسون أو يُرغمون على الانغماس في جرائم فساد. "العمولة" كما نسميها هنا في الأرجنتين. أو "تشايوته" في المكسيك، وهي نوع من الفاكهة يحوي كمية من الأشواك ما يحتم عليك التعامل معها بعناية كي لا تؤذيك أشواكها، أو "العطايا" كما في أميركا الوسطى، أو بكل وضوح: "الرشوة" في بلدان أخرى من أميركا اللاتينية.

تشهد بيئة العمل الصحفي في القارة الأميركية تقلبات كثيرة، وتحتفظ بصورة نمطية نوعا ما. ففي عواصم المكسيك والأرجنتين وكولومبيا والبيرو وغيرها، هي مؤسسات إعلامية مرموقة، بمكاتب فخمة، يعمل لديها موظفون محترفون في الإعلام، يتقاضون رواتب أقصاها 600 دولار شهريا، كل ذلك إرضاء للرأسمالية الإمبريالية المتوحشة.

بينما في المحافظات الصغيرة والمناطق الريفية -حيث تنخفض كمية الإعلانات والدعاية التجارية في وسائل الإعلام- تجد الموظفين يتقاضون ما يسد جوعهم فقط، وهذا يجعلهم معرضين دائما لممارسات السلطة السياسية والعصابات الإجرامية. وهذه العصابات تنتهج عبارة أشرنا إليها في مقال سابق، "المال أم الرصاص؟"، كي تضمن إخضاع السياسات التحريرية.

الصحفيان إليسيو كاباجيرو من قناة "تيليفيسا"، إحدى أهم القنوات التلفزيونية في القارة الأميركية، وخوسيه لويس دياز من وكالة "إسكيما" المحلية، فُضح أمرهما على الصعيد الدولي عبر مقطع فيديو أظهرهما وهما يقدمان المشورة في بعض الأمور المتعلقة بالصحافة لسيرفاندو غوميز لا توتا، زعيم عصابة "لوس كاباجيروس تيمبلاريوس". وهي منظمة إجرامية اعتادت دفع المال للصحف من أجل إدراج مواد من شأنها إرهاب منافسيها، وكذلك التعريف بمواقفها الأيديولوجية والإجرامية، وكثيرا ما كانت تخاطب القنوات التلفزيونية لطلب "حق الرد" على كثير من القضايا، عبر مقاطع فيديو يتم تصويرها فيما يسمى "الأرض الساخنة" الواقعة ضمن مناطق ميتشواكان الجبلية.

في مقطع الفيديو المذكور شوهد إليسيو كاباجيرو وهو يطلب من زعيم العصابة دعما ماديا لشراء شاحنة وكاميرات فيديو بهدف تيسير العمل. سرح الصحافيان من عملهما بعد الفضيحة التي انتشرت كالنار في الهشيم على مختلف الفضائيات والصحف الرقمية؛ "قطاع من الصحافة في خدمة تجار المخدرات".

 

انعدام الأمن الوظيفي

فيما يتعلق بالصحفيين في أميركا الجنوبية، وبالتحديد في الأرجنتين، يمكن أن نعد التضخم والأزمة الاقتصادية ألد أعداء الصحافة. كارولينا غونزاليس، التي تقيم في باتاغونيا الشمالية، المحافظة التي تبعد عن العاصمة بوينوس آيرس أكثر من 1500 كيلومتر، تدّعي أنه من الصعب جدا على الصحافيين في أميركا الجنوبية أن يطمحوا إلى امتلاك منزل أو سيارة لائقة، حتى وإن ظلوا يوفرون المال عشرين عاما من الرواتب المتدنية التي يتقاضونها، والتي يحدد مقدارها الاتحاد الأرجنتيني للعاملين في الصحافة (فاتبرين).

"أعمل منذ عشرين عاما في وسائل الإعلام، ولكني لم أشعر قط بالأمان الوظيفي، نعمل بعقود سوداء (غير مسجلة رسميا)، أكلف الدولة شهريا 20 ألف بيزو (230 دولارا)، بإمكاني تحصيل مداخيل أخرى من بعض الأعمال الخارجية، لكن قيمتها لا تزال متواضعة".

"باحتساب قيمة الرواتب، أين يمكن أن تصنف الصحفي لدى المقارنة بالمهندس المعماري أو المحامي، أو حتى أمام مقاول بسيط؟"

"بهذه العشرين ألف بيزو شهريا لن يعلو رأسي عن خط الفقر. نخبك!"

صحفيون آخرون، تقول غونزاليس، وكي يزيدوا قليلا من مقدار مدخولهم الشهري، يديرون صفحات بعض الشركات على الإنترنت، أو بعض منصات الإعلام المتواضعة، حيث يكونون هم أنفسهم مديري الأخبار، وفي الوقت ذاته يتابعون صفحات المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويلتقطون الصور ويرفعونها على تلك الصفحات، وبالتأكيد يحررون الأخبار والنصوص كذلك.

"تتذرع المؤسسات والشركات بأن الحكومة تفرض قيودا على النشر، وهذا صحيح، لكن بإمكان المراسل أن يجادل في بعض الأحيان، "هذه مشكلتك"، "يفترض أننا نعمل في مؤسسة إعلامية، أليس كذلك؟"، "لِمَ ينبغي على موظفيك أن يعانوا هذا الانتقاص؟". ولكنها مهزلة حقا؛ فالحكومة تتيح مجال النشر لمن تشاء، وكيفما تشاء.

في السياق نفسه تضيف غونزاليس أن حقوق النشر في الأرجنتين تمنح "للأصدقاء"، يتيحها السياسيون لمديري وأصحاب وسائل الإعلام الذين تربطهم بهم مصالح مشتركة. هذه السلطوية في منح امتيازات النشر للأصدقاء دون غيرهم هي إحدى الخطايا المؤسسية المنتشرة في بلدان القارة الأميركية قاطبة.

إضافة إلى الأرجنتين، في البيرو والإكوادور وكولومبيا والمكسيك وأميركا الوسطى بشكل عام، تم تخفيض أعداد العاملين بمعدل يصل إلى 30 بالمئة من مجموع القوى العاملة، كإجراء تنظيمي لمواجهة انكماش سوق المستهلكين. القنوات التلفزيونية تحارب ضد المنصات الرقمية (نيتفلكس ويوتيوب وستريمنغ لايف). الصحف المطبوعة تكافح انتشار الأخبار التي يجري تداولها عبر الهواتف النقالة ومجموعات الواتس آب من طرف وكالات الإعلام أو "المواطنين الصحفيين". الراديو في مواجهة صريحة مع البودكاست. وهكذا الأمر بالتتابع. ولا تزال سلسلة الابتكارات التكنولوجية هذه تحل محل وسائل الإعلام التقليدية شيئا فشيئا.

من أجل ذلك كله؛ اضطرت الحكومات والمؤسسات والمبادرات الخاصة إلى اقتسام "كعكة المليونير" المتمثلة في "النشر". منذ عشر سنوات تتبع الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية ما يشبه الحمية في النشر. والأسوأ من ذلك، جائحة كورونا التي -منذ انتشارها- أجبرت مالكي وسائل الإعلام والإداريين والحلقة الأضعف بينهم – المراسلين والمصورين الصحافيين - على أن يشدوا الحزام، تحت مسمى "التقشف العام".

 

فساد في كل مكان

ألونسو ميسيّا، موظف سابق لدى مؤسسة غابرييل غارثيا ماركيز في العاصمة البيروفية ليما، يؤكد أن الفساد في بلاده "فلسفة حياة"، حيث السياسيون وعناصر الأمن ورجال الأعمال وموظفو المؤسسات، وبالطبع الصحافيون، فاسدون.

"إنها لعبة تمارس داخل البلاد؛ فالفساد هنا يصنع فجوة كبيرة بين المواطنين. والسياسة لعبة لم يعد يكترث لها الكثير من المواطنين البسطاء. الرئيس السابق للبيرو آلان غارثيا لم ينتحر بسبب فساده كما قيل، بل لأنهم أرادوا أن يزجوا به في السجن. الفساد هنا ورم خبيث، لذا فهو مستدام بطبيعة الحال".

يوضح ميسيّا أن هناك مكيدة "تخبز" الآن على أيدي سياسيين مرموقين في البيرو، يتلقون جرعات اللقاح ضد كورونا خفية، وقبل أن يتم تعميم اللقاح على المواطنين. بالنسبة للقطاع الصحافي هناك، فإن من يكتشف ذلك ويقبض الرشاوى يلتزم الصمت، بينما تنشره الصحف التي لم تتلق المال بعد، هكذا تجري الأمور في مرتفعات الأنديز مثلا.

في كولومبيا، وثقت مؤسسة حرية الصحافة أن وسائل الإعلام في المجتمعات المحلية الصغيرة والإقليمية تكاد تكون ريحها معدومة على رقعة كبيرة من بلاد البُن، كنتيجة طبيعية للعنف والمضايقات المتكررة التي تمارسها الجماعات المسلحة. وحيثما وجدت الصحافة فإن التوجيهات الحكومية -التي تستند إلى عمداء البلديات ومديري النواحي- تهيمن على  الصحافة. هكذا هي كلاسيكيات أميركا اللاتينية.

هو شكل من أشكال الرقابة والترهيب كذلك. تخيل أن يكون مصدر رزقك معلقا بضوابط النشر التي تأتيك أساسا من جهات ضالعة بالفساد! والأخطر من ذلك، أن كثيرا من الصحفيين -والذين بالكاد يحصلون على رواتبهم- يلجؤون إلى ما يسمى "الحصة الإعلانية".

الحصة الإعلانية هي بيع مساحة في صحيفة ما، أو حيز من أثير إذاعة، أو مساحة إعلانية لإحدى الشركات أو أحد رجال السياسة في التلفزيون المحلي، أو لافتة إعلانية في الموقع الإلكتروني لإحدى الوكالات، أو حتى الترويج على الصفحات الرسمية لوسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل كسب مبلغ زهيد من المال، عمولة لا تتجاوز 20 بالمئة من قيمة المبيعات.

أجرى مشروع "الصحافة المحطمة" مقابلات مع أكثر من ألفي صحافي في 110 مدينة كولومبية، وبين أن سكان أكثر من 600 بلدية لا يتاح لهم الوصول والاطلاع على "المحتوى الصحافي المحلي". بينما هناك 151 مدينة أخرى تبرز في كل منها مؤسسة إعلامية واحدة، تحتكر النشر كله.

في كولومبيا التي تضم أكثر من 32 ناحية وأكثر من 1100 بلدية، فإن صحافيي العاصمة بوغوتا والمدن الكبرى -مثل مدن كالي وميديجين وكارتاخينا- وحدهم ربما من يتقاضون رواتب يمكن تصنيفها "رواتب محترفين"، ومن وقت إلى آخر يحصلون على بعض المزايا؛ كالتأمين الصحي، والمكافأة التي تدفع على جزأين.

وبالطبع هناك الوجه الآخر للعملة، تماما كما هو في المكسيك وفي أميركا الوسطى، إذ تفرغ بعض الصحافيين لخدمة تجار المخدرات والجماعات المسلحة، ليس لمنحهم صوتا كما يفعل كثير من صحافيي أميركا الوسطى، إنما يقفون إلى جانبهم لمصالح مادية بحتة، بعيدا عن الأيديولوجيا.

يمكن تلخيص الاستقطاب الممارس على الصحافة في تلك القارة على النحو الآتي: قليلون - ولكنهم موجودون - يقفون إلى جانب الجريمة، وآخرون في صف الدولة، وكذلك هناك عدد كبير ممن يمارسون الصحافة بمهنية واستقلالية.

 

خاتمة

لم أقحم نفسي في عالم الصحافة يوما وأنا أطمح أن أجمع ثروة، أو أن أبلغ شهرة. ربما بغير إرادة حققت شيئا من هذه الأخيرة، وهي بالكاد "شهرتي خمس دقائق"، وكتابان منشوران، وثالث ما زال "يطبخ" في المطبعة، لكني اقترفت هذه المهنة لإيماني العميق بالحقيقة، ولكي أخوض تلك الدوامة التي يحدثها الخبر حين ينشر. قالها المغني البورتوريكي هيكتور لافوي:

"ما العشق فيك سوى جريدة الأمس

رائعا كان وقت انبعاثه في الفجر

مؤكدا يعرفه الجميع منتصف النهار

ثم يعود حكاية مهملة في آخر المساء"

بهذه النظرة أواجه الشارع كل يوم، أفتش عن السبق الصحافي، عن النبأ القنبلة، عن نشوة الخبر الحصري التي ما إن تنفجر حتى ترشق صفحة كاملة في الجريدة. عشرون عاما وأنا أمارس هذا العمل، وكل يوم أزداد يقينا بما قاله غابرييل غارثيا ماركيز، "إنني أمارس أفضل مهنة في العالم!!"

المزيد من المقالات

ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024