الصحافة في القارة الأمريكية.. "الفساد" كفلسفة حياة

ترجمة: بهاء الدين السيوف 

"لست أدفع لك المال كي تطعنني!". مقولة مشهورة تنتهجها الطبقة السياسية في المكسيك؛ لإخضاع الصحافة في هذه البلاد. عبارة بليغة يعود تاريخها إلى الرئيس الأسبق خوسيه لوبيز بورتيّو، صاغها في عقد السبعينيات، وما زالت دارجة إلى اليوم، لتصف العلاقة الفعلية بين السلطة والصحافة، ليس في أميركا الشمالية فحسب، وإنما في أميركا الوسطى والجنوبية كذلك.

هذه الثنائية السامة والفاسدة المتمثلة في تقييد الإعلان والنشر المؤسسي (اللافتات الإعلانية والبيانات الصحافية وإعلانات الخدمات العامة والحملات الانتخابية وحتى صفحات النعي) وتكييفها وفق السياسة التحريرية للصحيفة أو الإذاعة أو القناة التلفزيونية أو صحافة الإنترنت، خلقت الكثير من المشكلات لدى وسائل الإعلام في القارة الأميركية. تسونامي آخذ في الطغيان والعدوانية، جالبا مزيدا من الهشاشة وانعدام الأمن الوظيفي بين المراسلين ورجال الكاميرا والمذيعين ومقدمي الأخبار والمصورين.

فرانسيسكو بلانكو، الحاصل على الدكتوراه في التواصل والتنمية من جامعة هافانا في كوبا، اعتاد أن يوجه طلابه باستمرار: "إذا أردت أن تصبح ثريا فابتعد عن مهنة الصحافة، أنت في المهنة الخاطئة. إن عاملة خدمات في مجمع سكني تجني أكثر مما يجنيه الصحفي".

في هذا السياق، يبدو أن هناك انحلالا عامّا تقريبا، مع نسبة ضئيلة جدا من الاستثناءات لبعض الشرفاء. كما أن آلاف الزملاء رموا عرض الحائط بوصية الصحافي البولندي العظيم ريزارد كابوتشينسكي حين قال: "هذه المهنة ليست للمتخاذلين، الصحافي الجيد شخص محترم قبل كل شيء".

ما أعنيه هنا ببساطة، أن كثيرا من الصحافيين ينغمسون أو يُرغمون على الانغماس في جرائم فساد. "العمولة" كما نسميها هنا في الأرجنتين. أو "تشايوته" في المكسيك، وهي نوع من الفاكهة يحوي كمية من الأشواك ما يحتم عليك التعامل معها بعناية كي لا تؤذيك أشواكها، أو "العطايا" كما في أميركا الوسطى، أو بكل وضوح: "الرشوة" في بلدان أخرى من أميركا اللاتينية.

تشهد بيئة العمل الصحفي في القارة الأميركية تقلبات كثيرة، وتحتفظ بصورة نمطية نوعا ما. ففي عواصم المكسيك والأرجنتين وكولومبيا والبيرو وغيرها، هي مؤسسات إعلامية مرموقة، بمكاتب فخمة، يعمل لديها موظفون محترفون في الإعلام، يتقاضون رواتب أقصاها 600 دولار شهريا، كل ذلك إرضاء للرأسمالية الإمبريالية المتوحشة.

بينما في المحافظات الصغيرة والمناطق الريفية -حيث تنخفض كمية الإعلانات والدعاية التجارية في وسائل الإعلام- تجد الموظفين يتقاضون ما يسد جوعهم فقط، وهذا يجعلهم معرضين دائما لممارسات السلطة السياسية والعصابات الإجرامية. وهذه العصابات تنتهج عبارة أشرنا إليها في مقال سابق، "المال أم الرصاص؟"، كي تضمن إخضاع السياسات التحريرية.

الصحفيان إليسيو كاباجيرو من قناة "تيليفيسا"، إحدى أهم القنوات التلفزيونية في القارة الأميركية، وخوسيه لويس دياز من وكالة "إسكيما" المحلية، فُضح أمرهما على الصعيد الدولي عبر مقطع فيديو أظهرهما وهما يقدمان المشورة في بعض الأمور المتعلقة بالصحافة لسيرفاندو غوميز لا توتا، زعيم عصابة "لوس كاباجيروس تيمبلاريوس". وهي منظمة إجرامية اعتادت دفع المال للصحف من أجل إدراج مواد من شأنها إرهاب منافسيها، وكذلك التعريف بمواقفها الأيديولوجية والإجرامية، وكثيرا ما كانت تخاطب القنوات التلفزيونية لطلب "حق الرد" على كثير من القضايا، عبر مقاطع فيديو يتم تصويرها فيما يسمى "الأرض الساخنة" الواقعة ضمن مناطق ميتشواكان الجبلية.

في مقطع الفيديو المذكور شوهد إليسيو كاباجيرو وهو يطلب من زعيم العصابة دعما ماديا لشراء شاحنة وكاميرات فيديو بهدف تيسير العمل. سرح الصحافيان من عملهما بعد الفضيحة التي انتشرت كالنار في الهشيم على مختلف الفضائيات والصحف الرقمية؛ "قطاع من الصحافة في خدمة تجار المخدرات".

 

انعدام الأمن الوظيفي

فيما يتعلق بالصحفيين في أميركا الجنوبية، وبالتحديد في الأرجنتين، يمكن أن نعد التضخم والأزمة الاقتصادية ألد أعداء الصحافة. كارولينا غونزاليس، التي تقيم في باتاغونيا الشمالية، المحافظة التي تبعد عن العاصمة بوينوس آيرس أكثر من 1500 كيلومتر، تدّعي أنه من الصعب جدا على الصحافيين في أميركا الجنوبية أن يطمحوا إلى امتلاك منزل أو سيارة لائقة، حتى وإن ظلوا يوفرون المال عشرين عاما من الرواتب المتدنية التي يتقاضونها، والتي يحدد مقدارها الاتحاد الأرجنتيني للعاملين في الصحافة (فاتبرين).

"أعمل منذ عشرين عاما في وسائل الإعلام، ولكني لم أشعر قط بالأمان الوظيفي، نعمل بعقود سوداء (غير مسجلة رسميا)، أكلف الدولة شهريا 20 ألف بيزو (230 دولارا)، بإمكاني تحصيل مداخيل أخرى من بعض الأعمال الخارجية، لكن قيمتها لا تزال متواضعة".

"باحتساب قيمة الرواتب، أين يمكن أن تصنف الصحفي لدى المقارنة بالمهندس المعماري أو المحامي، أو حتى أمام مقاول بسيط؟"

"بهذه العشرين ألف بيزو شهريا لن يعلو رأسي عن خط الفقر. نخبك!"

صحفيون آخرون، تقول غونزاليس، وكي يزيدوا قليلا من مقدار مدخولهم الشهري، يديرون صفحات بعض الشركات على الإنترنت، أو بعض منصات الإعلام المتواضعة، حيث يكونون هم أنفسهم مديري الأخبار، وفي الوقت ذاته يتابعون صفحات المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويلتقطون الصور ويرفعونها على تلك الصفحات، وبالتأكيد يحررون الأخبار والنصوص كذلك.

"تتذرع المؤسسات والشركات بأن الحكومة تفرض قيودا على النشر، وهذا صحيح، لكن بإمكان المراسل أن يجادل في بعض الأحيان، "هذه مشكلتك"، "يفترض أننا نعمل في مؤسسة إعلامية، أليس كذلك؟"، "لِمَ ينبغي على موظفيك أن يعانوا هذا الانتقاص؟". ولكنها مهزلة حقا؛ فالحكومة تتيح مجال النشر لمن تشاء، وكيفما تشاء.

في السياق نفسه تضيف غونزاليس أن حقوق النشر في الأرجنتين تمنح "للأصدقاء"، يتيحها السياسيون لمديري وأصحاب وسائل الإعلام الذين تربطهم بهم مصالح مشتركة. هذه السلطوية في منح امتيازات النشر للأصدقاء دون غيرهم هي إحدى الخطايا المؤسسية المنتشرة في بلدان القارة الأميركية قاطبة.

إضافة إلى الأرجنتين، في البيرو والإكوادور وكولومبيا والمكسيك وأميركا الوسطى بشكل عام، تم تخفيض أعداد العاملين بمعدل يصل إلى 30 بالمئة من مجموع القوى العاملة، كإجراء تنظيمي لمواجهة انكماش سوق المستهلكين. القنوات التلفزيونية تحارب ضد المنصات الرقمية (نيتفلكس ويوتيوب وستريمنغ لايف). الصحف المطبوعة تكافح انتشار الأخبار التي يجري تداولها عبر الهواتف النقالة ومجموعات الواتس آب من طرف وكالات الإعلام أو "المواطنين الصحفيين". الراديو في مواجهة صريحة مع البودكاست. وهكذا الأمر بالتتابع. ولا تزال سلسلة الابتكارات التكنولوجية هذه تحل محل وسائل الإعلام التقليدية شيئا فشيئا.

من أجل ذلك كله؛ اضطرت الحكومات والمؤسسات والمبادرات الخاصة إلى اقتسام "كعكة المليونير" المتمثلة في "النشر". منذ عشر سنوات تتبع الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية ما يشبه الحمية في النشر. والأسوأ من ذلك، جائحة كورونا التي -منذ انتشارها- أجبرت مالكي وسائل الإعلام والإداريين والحلقة الأضعف بينهم – المراسلين والمصورين الصحافيين - على أن يشدوا الحزام، تحت مسمى "التقشف العام".

 

فساد في كل مكان

ألونسو ميسيّا، موظف سابق لدى مؤسسة غابرييل غارثيا ماركيز في العاصمة البيروفية ليما، يؤكد أن الفساد في بلاده "فلسفة حياة"، حيث السياسيون وعناصر الأمن ورجال الأعمال وموظفو المؤسسات، وبالطبع الصحافيون، فاسدون.

"إنها لعبة تمارس داخل البلاد؛ فالفساد هنا يصنع فجوة كبيرة بين المواطنين. والسياسة لعبة لم يعد يكترث لها الكثير من المواطنين البسطاء. الرئيس السابق للبيرو آلان غارثيا لم ينتحر بسبب فساده كما قيل، بل لأنهم أرادوا أن يزجوا به في السجن. الفساد هنا ورم خبيث، لذا فهو مستدام بطبيعة الحال".

يوضح ميسيّا أن هناك مكيدة "تخبز" الآن على أيدي سياسيين مرموقين في البيرو، يتلقون جرعات اللقاح ضد كورونا خفية، وقبل أن يتم تعميم اللقاح على المواطنين. بالنسبة للقطاع الصحافي هناك، فإن من يكتشف ذلك ويقبض الرشاوى يلتزم الصمت، بينما تنشره الصحف التي لم تتلق المال بعد، هكذا تجري الأمور في مرتفعات الأنديز مثلا.

في كولومبيا، وثقت مؤسسة حرية الصحافة أن وسائل الإعلام في المجتمعات المحلية الصغيرة والإقليمية تكاد تكون ريحها معدومة على رقعة كبيرة من بلاد البُن، كنتيجة طبيعية للعنف والمضايقات المتكررة التي تمارسها الجماعات المسلحة. وحيثما وجدت الصحافة فإن التوجيهات الحكومية -التي تستند إلى عمداء البلديات ومديري النواحي- تهيمن على  الصحافة. هكذا هي كلاسيكيات أميركا اللاتينية.

هو شكل من أشكال الرقابة والترهيب كذلك. تخيل أن يكون مصدر رزقك معلقا بضوابط النشر التي تأتيك أساسا من جهات ضالعة بالفساد! والأخطر من ذلك، أن كثيرا من الصحفيين -والذين بالكاد يحصلون على رواتبهم- يلجؤون إلى ما يسمى "الحصة الإعلانية".

الحصة الإعلانية هي بيع مساحة في صحيفة ما، أو حيز من أثير إذاعة، أو مساحة إعلانية لإحدى الشركات أو أحد رجال السياسة في التلفزيون المحلي، أو لافتة إعلانية في الموقع الإلكتروني لإحدى الوكالات، أو حتى الترويج على الصفحات الرسمية لوسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل كسب مبلغ زهيد من المال، عمولة لا تتجاوز 20 بالمئة من قيمة المبيعات.

أجرى مشروع "الصحافة المحطمة" مقابلات مع أكثر من ألفي صحافي في 110 مدينة كولومبية، وبين أن سكان أكثر من 600 بلدية لا يتاح لهم الوصول والاطلاع على "المحتوى الصحافي المحلي". بينما هناك 151 مدينة أخرى تبرز في كل منها مؤسسة إعلامية واحدة، تحتكر النشر كله.

في كولومبيا التي تضم أكثر من 32 ناحية وأكثر من 1100 بلدية، فإن صحافيي العاصمة بوغوتا والمدن الكبرى -مثل مدن كالي وميديجين وكارتاخينا- وحدهم ربما من يتقاضون رواتب يمكن تصنيفها "رواتب محترفين"، ومن وقت إلى آخر يحصلون على بعض المزايا؛ كالتأمين الصحي، والمكافأة التي تدفع على جزأين.

وبالطبع هناك الوجه الآخر للعملة، تماما كما هو في المكسيك وفي أميركا الوسطى، إذ تفرغ بعض الصحافيين لخدمة تجار المخدرات والجماعات المسلحة، ليس لمنحهم صوتا كما يفعل كثير من صحافيي أميركا الوسطى، إنما يقفون إلى جانبهم لمصالح مادية بحتة، بعيدا عن الأيديولوجيا.

يمكن تلخيص الاستقطاب الممارس على الصحافة في تلك القارة على النحو الآتي: قليلون - ولكنهم موجودون - يقفون إلى جانب الجريمة، وآخرون في صف الدولة، وكذلك هناك عدد كبير ممن يمارسون الصحافة بمهنية واستقلالية.

 

خاتمة

لم أقحم نفسي في عالم الصحافة يوما وأنا أطمح أن أجمع ثروة، أو أن أبلغ شهرة. ربما بغير إرادة حققت شيئا من هذه الأخيرة، وهي بالكاد "شهرتي خمس دقائق"، وكتابان منشوران، وثالث ما زال "يطبخ" في المطبعة، لكني اقترفت هذه المهنة لإيماني العميق بالحقيقة، ولكي أخوض تلك الدوامة التي يحدثها الخبر حين ينشر. قالها المغني البورتوريكي هيكتور لافوي:

"ما العشق فيك سوى جريدة الأمس

رائعا كان وقت انبعاثه في الفجر

مؤكدا يعرفه الجميع منتصف النهار

ثم يعود حكاية مهملة في آخر المساء"

بهذه النظرة أواجه الشارع كل يوم، أفتش عن السبق الصحافي، عن النبأ القنبلة، عن نشوة الخبر الحصري التي ما إن تنفجر حتى ترشق صفحة كاملة في الجريدة. عشرون عاما وأنا أمارس هذا العمل، وكل يوم أزداد يقينا بما قاله غابرييل غارثيا ماركيز، "إنني أمارس أفضل مهنة في العالم!!"

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023