في ليبيا.. مواقع التواصل الاجتماعي تتفوق على الصحفيين

 

ما زلت أذكر ملامح الغضب على وجه مدير القناة التلفزيونية التي أعمل بها حين دخل علينا غرفة الأخبار موجها لنا اللوم بعد أن سبقتنا صفحة إخبارية "شخصية" على مواقع التواصل الاجتماعي في نقل خبر مهم خلال الحرب التي شنها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من عام 2019.

في الحقيقة، ليست هذه المرة الأولى التي يحرجنا فيها أشخاص أو صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال تغطيتنا للحرب، رغم أنني لا أعتبرها تقصيرًا أو ضعفًا منّا؛ لأن عمل الإعلام البديل يختلف كثيرًا عن طريقة عمل غرفة الأخبار من حيث المسؤولية والالتزام الأخلاقي.

 سرعة نشر المعلومات- دون التأكد من صحتها- على صفحات مواقع التواصل تجعل القائمين على هذه الصفحات يصيبون أحيانًا، ولكنهم في المقابل يخطئون عشرات المرات.

 يمكن تشبيه حالة تماهي الجمهور في تصديق هذه الصفحات بحالة الناس مع العرافين، فيتذكرون ما صدقوا به، وتُنسى كل توقعاتهم الخاطئة. هذه طبيعة بشرية! 

لقد وضعنا هذا التحول كصحفيين أمام تحدٍ كبير، فالإعلام البديل استأثر بالقدرة على صناعة الرأي العام، كما نجح في جذب شرائح كبيرة من الجمهور، باتوا يعتبرونه المصدر الأول للحصول على المعلومات، وهذا ما حصل خلال تغطية الحرب في ليبيا سنة 2019.

سأحاول في هذه الورقة أن أقدم توضيحًا لطريقة وأسباب انتشار عمل الإعلام الجديد في مواجهة الإعلام التقليدي، وكيف نحج -على الأقل في فترة حرب طرابلس- في الهيمنة على التأثير في الرأي العام. 

 

تأثير غير مسبوق

رغم أن مفهوم مواقع التواصل الاجتماعي ينطوي على كثير من الجدل، نظرًا لتداخل الآراء والاتجاهات في دراسته، إلا أنه ليس هناك مجال للشك بأن ظهوره نقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة، وأعطى مستخدميه فرصًا للتأثير وصناعة الرأي العام. يضاف إلى ذلك الانتقال عبر الحدود بلا قيود ولا رقابة إلا بشكل محدود نسبيًا، كما أن ميزة التواصل المباشر مع الجمهور قد غير من جوهر النظريات الاتصالية المعروفة، وحد من احتكار صناعة الرسالة الإعلامية لينقلها إلى مدى أوسع، وبقدرة تأثيرية وتفاعلية لم يتصوّرها حتى خبراء الاتصال.

 مواقع التواصل الاجتماعي لا تمثل العامل الأساس للتغيير في المجتمع، لكنها أصبحت عاملًا مهمًا في تهيئة ظروفه عبر تكوين الوعي العام لدى الجمهور. ورغم أن هذا النوع من الإعلام يفتقر إلى الوضوح، فهو يعتبر حاليًا مصدرًا أساسيًا للمعلومات لدى طبقة واسعة من الجمهور.  

 

لماذا سيطرت مواقع التواصل الاجتماعي

إن الأجندة الإعلامية لمواقع التواصل الاجتماعي تتشكل عن طريق الأحداث البارزة التي تفرض نفسها. لذلك فإن الإعلام البديل ليس مجرد حركة مضادة للثقافة الجماهيرية، بل هو منتج أيضًا لثقافة اتصالية بديلة، وهو ما جعله ذا تأثير كبير في الآونة الأخيرة، كما كان الحال أثناء تغطتيتي للحرب على العاصمة الليبية طرابلس. 

مع احتدام المعارك في جنوب طرابلس ظهرت عشرات الصفحات- على أقل تقدير- على مواقع التواصل الاجتماعي اختصت بنقل تفاصيل وأحداث المعارك الجارية، واستفردت بالمعلومات الحصرية والصور الخاصة إضافة إلى مقاطع الفيديو.

ومع الوقت باتت هذه الصفحات هي المصدر الأول  للمعلومات، بل تحولت إلى مصدر أساسي لكثير من القنوات التلفزيونية، وراجت تجارة الصور والمشاهد الحصرية التي تسعى القنوات لشرائها من مالكي هذه الصفحات. لقد استفاد القائمون على هذه الصفحات من معرفتهم الشخصية لبعض المقاتلين- من الطرفين- الذين كانوا يزودونهم بالأخبار وبأماكن تمركزهم والعديد من المشاهد والصور الخاصة.

هذا السرعة في نقل الأخبار والتصريحات الخاصة وانفراد الصفحات في كثير من الأحيان بالمقاطع المصورة، وضع الصحفيين تحت ضغط شديد، وجعلهم يشعرون في كثير من الأحيان بالضعف وعدم الفاعلية، رغم قناعتهم التامة بأن القائمين على هذه الصفحات لا يتحملون أي مسؤولية أخلاقية  أو مهنية، كما هو الحال لدى القنوات التلفزيونية التي يتوجب عليها تحري صدق الأخبار والمعلومات قبل نشرها.  

 

مصدر للتضليل

مع احتدام الحرب، عملت هذه الصفحات على التأثير على الرأي العام، وصارت "مستنقعا" لنشر الأخبار المضللة والمغلوطة التي استُخدمت لرفع المعنويات أثناء الخسائر في الحرب أو للنيل من ثقة الطرف الآخر. وبسبب اندفاع  مسؤولي القنوات التلفزيونية وبحثهم الدائم عن السبق والعواجل، سقط كثير منهم في فخ المعلومات الكاذبة والزائفة، وتم استغلال شاشاتهم من طرف مروجي هذه الشائعات.

ورغم يقيننا بأن الإشاعة من أسرع أدوات الخداع السياسي انكشافًا، وأن مفعولها على الأغلب لا يدوم طويلًا، إلا أن مروجيها كانوا يراهنون على الوقت الفاصل بين إطلاقها وانتشارها، حتى انكشافها. فبإمكانهم خلال  هذا الوقت خدمة أجندتهم في إشغال الخصم أو تشويهه، كما كانوا يراهنون على الفئات البسيطة التي لا يصلها الرد والتكذيب للإشاعة، وهو الأمر الذي نجحوا فيه فعلًا.

لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أكثر خطورة لسهولة الوصول إليها، حيث باتت ملازمة للجمهور بشكل يفوق الإعلام التقليدي، وهذا ما يجعل الخطر مضاعفًا. كل ذلك  لا ينهي دور الإعلام التقليدي خاصة الرسمي منه، فهو ما يزال يتمتع بقوة لا يمكن تجاهلها، لأنه يشكل المغذي الرئيس للإعلام الجديد إضافة إلى أنه يكتسب قوته من أهمية الجهات التي يمثلها، وخصوصًا الدول والحكومات.

 

تحدٍّ غير مسبوق

يرى الكاتب والصحفي الليبي المقيم في لندن عبد الله الكبير، أن وسائل التواصل الاجتماعي تتقدم وتلتهم مساحات كانت تشغلها وسائل الإعلام التقليدية، وباتت أكثر تأثيرًا في الرأي العام بسبب سرعة الانتشار والتحرر من القيود القانونية والمهنية.

ويضيف الكبير في نفس السياق: "فمثلًا الصحف الورقية التقليدية في كل العالم تواجه تحديًا غير مسبوق بسبب التحول الذي يشهده العصر بانتشار الإنترنت، ما دفعها إلى التحول إلى الإصدار الإلكتروني مع تخفيض عدد النسخ المطبوعة. ونظرًا لاختلاف طبيعة النشر الإلكتروني، عمدت أغلب الصحف إلى محاكاة أسلوب النشر المعتاد في وسائل التواصل باختصار النصوص وزيادة المساحة التي تشغلها الصورة سواء كانت ثابتة أو متحركة".

هناك تحول لافت من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الحديث، فالصحف والقنوات التلفزيونية وحتى المسموعة أصبح لديها مواقع إلكترونية ومنصات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التأقلم ومواكبة النقلة الحديثة للإعلام، وربما حتى للتقليل من سطوته.

 

تعزيز دور الإعلام التقليدي

وكما تجري العادة،  ما أن تهدأ الأوضاع حتى يعود الجمهور إلى الإعلام التقليدي الحقيقي، باحثين -فعلًا- عن صاحب الأداء والمستوى الذي يقدم الأخبار بعد التحري التعليق عليها، فالتسرع في نقل المعلومة والخبر الكاذب سيزول حينها، وما على وسائل الإعلام إلا أن تعزز من دورها ومصداقيتها حتى يثق المتلقون بها ويستغنوا عن باقي المنصات التي يمكن وصفها بـ "المشبوهة".

"لابد للصحفيين من التعامل مع وسائل التواصل كمصدر للأخبار ولكن عليهم الحذر والتأكد من سلامة المصدر وموثوقيته. وهذا متاح من خلال تتبع المصدر لفترة طويلة وأيضًا مراقبة ومتابعة الخبر من مصادر أخرى.  في كل الأحوال يتعين على المتلقي سواء كان صحفيًا أو قارئًا مهتمًا التمييز في وسائل التواصل بين الجدية والالتزام في الحد الأدنى (السلوك المهني، حسن الصياغة والمصداقية ...) وبين الصياغات الركيكة غير الملتزمة التي تشي بعدم المصداقية" بحسب رؤية الكبير.

ينبغي على الصحفي التحقق من كل  ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي وعرضه على مصادر مختلفة بحثًا عن التطابق والتأكيد قبل التعامل الجدي مع الخبر المنشور، وحتى لا نجعل من مؤسساتنا مطية تستغل لنشر توجهات وتزييف أطراف ما، فمعركتنا أولًا وأخيرًا تبقى معركة أخلاق ومهنية.

 

 

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025