الصحافة الاقتصادية أو الوساطة بين عالم المال والجمهور

في عام ٢٠١٠، قدّم المخرج الأميركي "أوليفر ستون" النسخة الثانية من أفلامه حول البورصة الأميركية "وول ستريت، المال لا ينام أبدا". وعلى الرغم من أن هذا الفيلم لم يحظ بذات الشهرة التي حصدها الفيلم في جزئه الأول عام 1987، إلا أن ستون نجح في أن يُدخل المشاهد في ردهات متاهة بورصة "وول ستريت"، من خلال نسج سيناريو محبك حول شخصية مضاربة في بورصة نيويورك تسعى للحصول على المال والسلطة مهما كان الثمن، في تشخيص لعالم المال البارد والقاسي الذي لا يعترف إلا بلغة الحسابات والمؤشرات.

اختيار ستون تصويب عدسة كاميرته تجاه بورصة "وول ستريت" لم يكن اعتباطيًا؛ فهي تمثل معقل الرأسمالية الأميركية، وقلب صناعة المال في أميركا والعالم. وارتبط اسمها بأحداث صنعت تاريخ اقتصاد العالم المعاصر، وتاريخ الصحافة الاقتصادية.

يربط الكثير من الخبراء الاقتصاديين، بروز الصحافة الاقتصادية بأزمة "وول ستريت" آواخر عشرينيات القرن الماضي، والتي أحدثت تحولًا حقيقيًا في أفق الصحافة، ما دفعها لاستحداث مجال جديد يتخصص بالاقتصاد ويرتكز على تحليل تعاملات سوق المال والأعمال وما يصاحبها من بيانات وأرقام. هكذا بدأت الصحافة الاقتصادية تحتل أهمية كبرى في الوسط الصحفي شيئًا فشيئًا، مع التأكيد على أن نشأة وكالات الأنباء العالمية الكبرى قبل أكثر من قرن ونصف القرن، ارتبطت أساسًا بنشر الأخبار الاقتصادية من خلال تقديم الخدمات الاتصالية.

إذ إن وكالة "رويترز" التي تأسست على يد رجل الأعمال الألماني "بول جوليوس رويتر" عام 1851 بلندن، اقتصرت في بداياتها على بث أخبار قطاع المال، إلا أنها بدأت بالتوسع عام 1858 نحو تغطية الأخبار العامة (1). بعدها بادر الصحفيون "تشارلز داو" و"إدوارد جونز" و"تشارلز بيرغستربسر" سنة 1882 إلى تأسيس صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، التي تُعدّ الآن واحدة من أهم الصحف المتخصصة في المال والأعمال في العالم.

 

الصحافة الاقتصادية عربيًا

يقول رائد الصحافة الأمريكية الصحفي "جوزيف بوليتزر": "لا توجد مهنة في العالم يستطيع الإنسان أن يحسّن أداءها، دون أن يؤهل لها التأهيل الكافي" (2).

وحسب كتاب الإعلام المتخصص لمؤلفه السوري "أديب خضور"، فعلى الصحفي المتخصص أن يتلقى تكوينًا عامًا يتعلم فيه أساسيات الإعلام ومبادئه، ثم ينتقل إلى مرحلة الإعلام المتخصص، حتى يتلقى تكوينًا معمقًا في المجال الذي اختار التخصص فيه. كما أن الصحفي المتخصص مطالب بالتطور ومواكبة المستجدات سواء المتعلقة بالموضوع أو الوسيلة (3).

 فهل يتلقى الصحفي الاقتصادي العربي تكوينًا في مجال تخصصه؟

رئيس القسم الاقتصادي بقناة الجزيرة "حاتم غندير"، أوضح في حوار مع "مجلة الصحافة"، أن المؤسسات الصحفية في الوطن العربي، تعتمد على مزيج من الصحفيين مُنحوا بعض المعارف الاقتصادية للعمل في المجال الاقتصادي، أو على اقتصاديين تم تزويدهم ببعض الأسس المهنية لممارسة الإعلام. مشيرًا إلى أن عدد الصحفيين المتخصصين الذين درسوا الصحافة الاقتصادية لا يزال قليلًا جدًا مقارنة بنظرائهم في الصحافة الغربية.

وحول التحديات التي تواجه الصحافة المتخصصة في الوطن العربي، أضاف غندير، أن الصحافة الاقتصادية في المنطقة ما زالت ناشئة وتحتاج إلى توجيه أكثر ومساحة وحرية أكبر، حتى تستطيع أن تقدم خدمة اقتصادية متوازنة، تضع حدودًا فاصلة بين الإعلان والخبر.

كما أن اللغة الصحفية المستخدمة في الصحافة الاقتصادية تشكل هي الأخرى حاجزًا كبيرًا بين الصحفي والمتلقي الذي ما زال يعتبرها لغة نخبوية لا تترجم انتظاراته على أرض الواقع، لذا يجب أن تخرج اللغة الاقتصادية من جمودها حتى تلعب دورًا أساسيًا وفاعلًا في تثقيف المواطن العربي وتبليغه بكل المعلومات والتعاملات التي يمكن أن تفيده في حياته المعيشية، نظرًا لأن المصطلحات الاقتصادية الحديثة لم تحضَ بالاتفاق بين اللغويين العرب، مما يفسر ربما غياب معجم لغوي اقتصادي موحد بين بلدان المشرق والمغرب العربي، وفقًا لغندير.

وتشكل طبيعة الجمهور المستهدف، بعض الأحيان، عاملًا مؤثرًا في اختيار لغة الخطاب، ففي بلدان المغرب العربي نجد تجارب لصحف اقتصادية تنشر باللغة الفرنسية، نظرًا لكون تلك الصحف موجهة بشكل رئيس إلى جمهور رجال أعمال "فرانكفونيين" انطلاقًا من العدد الكبير نسبيًا للشركات الفرنسية في هذه الدول. 

وفي الوقت الذي لا تحتل فيه الصحافة الاقتصادية الأولوية في المنظومة الصحفية العربية، ولا تحصد جمهورًا واسعًا، مقارنة بالصحافة السياسية أو الرياضية، تفرد القنوات التلفزيونية والصحافة المكتوبة الغربية حيزًا مهما للاقتصاد، لأنه يشكل مادة أساسية للجمهور الغربي على اختلاف طبقاته.

ويمكن ملاحظة ذلك خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة، حيث ركّز الرئيس الأميركي -المرشّح حينها- "جو بايدن"، في سباقه نحو رئاسة الدولة الأقوى اقتصاديًا في العالم، على تقديم خطته الاقتصادية المفصلة التي تجاوزت 2.2 تريليون دولار، من أجل كسب ثقة المواطن الأمريكي بصرف النظر عن اختلاف توجهاته السياسية.

 

 الصحافة والاقتصاد.. علاقة تكامل؟

لا تقتصر العلاقة بين الصحافة والاقتصاد في العالم الغربي على مفهوم "الصحافة الاقتصادية" بصورتها المتخصصة؛ بل يشكلان معًا دائرة متكاملة، فالاقتصاد جزء من صناعة الصحافة، والصحافة لا يمكن عزلها عن صناعة الاقتصاد. 

في اليابان، يتجاوز التوزيع اليومي لصحيفة نيكاي (نيهون كيزاي شيمبون) قرابة 2.8 مليون نسخة يوميًا، ما جعلها واحدة من أكثر الصحف قراءة بين أوساط رجال الأعمال في اليابان )4). قوة الصحيفة التي ظهرت سنة 1876 في شكل منشور يهتم بأسعار السلع المحلية والعالمية أخذت في التطور بتحولها لجريدة يومية عام 1885، إلى أن تكفلت منذ سنة 1950 بحساب قيمة مؤشر نيكاي -المؤشر الرئيس لبورصة طوكيو- إذ تجاوزت الصحيفة دورها الإخباري لتصبح فاعلًا أساسيًا في اقتصاد يعتبر من بين أقوى الاقتصادات العالمية (٥).

نجاح الصحيفة التابعة لشركة نيكاي في بلاد "الشمس المشرقة" دفع الشركة لخوض تجربة استثمارية عام 2015، باستحواذها على ملكية صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية والتي تعتبر ثاني صحيفة اقتصادية في العالم بعدد توزيع نسخ يومي يتجاوز المليونين (٦).

وعودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تفرض صحيفة "وول ستريت" نفسها في ليس بين الصحف المتخصصة فحسب، بل تعتبر الأكثر طباعة بين جميع الصحف الأمريكية. ففي الربع الأول من سنة 2020 حققت معدل توزيع يومي بلغ 994,600 نسخة، في الوقت الذي لم تبلغ فيه بقية الصحف حاجز الـ 500 ألف نسخة يوميًا (صحيفة USA Today   قرابة ٤٨٦ ألف نسخة وصحيفة The New York Times بقرابة ٤١٠ آلاف نسخة) (٧).

وتعتبر صحيفة "وول ستريت" من أكثر الصحف تتويجًا بجائزة "بوليتزر" -٣٧ جائزة- التي تقدمها سنويًا جامعة كولومبيا بنيويورك، وتعد هذه الجائزة من أرفع الجوائز الممنوحة للصحفيين الأمريكيين، وتوصف إعلاميًا بأنها "أوسكار الصحافة" (٨).

 

مواكبة التطور الرقمي

إن التحدي الاقتصادي الذي تواجهه أي مؤسسة إعلامية رهين لمدى انخراطها في الثورة الرقمية، والتي بشرت بإعلام جديد تغيرت فيه اقتصاديات صناعة الإعلام. حيث يقول مدير معهد رويترز "راسموس كليس نيلسن" إن "العنوان الرئيسي هو أننا نشهد تحركًا متسارعًا تجاه الوسائط الرقمية وأنواع مختلفة من المنصات" في إشارة إلى أن تفشي فيروس كورونا أدى إلى زيادة كبيرة في استهلاك الأخبار.

لكن الاضطراب الاقتصادي الذي رافق الجائحة أجبر المؤسسات الإخبارية على تسريع تحولها نحو الرقمنة، عبر زيادة الإيرادات الرقمية إلى حد بعيد وبسرعة كافية لتعويض الانخفاض الحتمي في عائدات الطباعة (٩).

ومن بين التجارب الصحفية الناجحة في هذا التحدي نذكر مجلة "الإيكونيميست" البريطانية التي تفوقت على معظم المجلات الاقتصادية العالمية، حيث وصل عدد متابعيها على تويتر إلى أكثر من 25 مليونًا، ووضعت أمامهم نسخة رقمية تحت اسم "The Economist Espresso" وهي عبارة عن تغطية كاملة لأخبار الأعمال التجارية والمالية (١٠).

كما خصصت مجلة "فوربس Forbes" المشهورة بتصنيفاتها لأغنى أغنياء العالم ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية، والتي يتجاوز عدد متابعيها على تويتر 16 مليونًا حول العالم، شبكة رقمية جديدة لرائدات الأعمال "ForbesWomen" في إطار الخط التحريري الجديد الذي اعتمدته المجلة في السنوات الأخيرة ليكون أكثر حداثة وقربًا من القراء والمنخرطين (١١).

أما مجلة "Money" الاقتصادية الأمريكية، فهي متاحة الآن فقط في شكل رقمي، وتتيح للمستثمرين الوصول إلى موضوعات تشمل الاستثمار والادخار والتقاعد والضرائب، كما تقدم نصائح عملية حول إدارة الأموال (١٢).

الصحافة الاقتصادية في الغرب عاشت مراحل تطور مختلفة، تعايشت في جلّها مع الموضوعات والأدوات المتاحة إلى أن بلغت في العصر الرقمي مرحلة التأثير الاقتصادي الأكبر، مستفيدة من أرضية اقتصادية خصبة وفرت لها مقومات النجاح. بينما الصحافة الاقتصادية العربية محدودة الأهمية، لأن الاقتصاد ربما لا يشكل أولوية للمواطن العربي وإنما "السياسة" هي الأهم، الأمر الذي يفسر وضع صحافة المال والأعمال في العالم العربي.
وفي حال لم تصل الصحافة الاقتصادية لأهدافها المرسومة، والمتمثلة أساسًا في نشر الوعي والثقافة الاقتصادية بين شرائح المجتمع، والعمل على ربط رجال الأعمال والاقتصاد والمؤسسات بعضهم ببعض وبالجمهور كذلك. ولا يزال دورها مقتصرًا على الإخبار دون الانتقال إلى مرحلة التحليل والاستقصاء. 

 

 

المراجع:

1 - 

https://www.thomsonreuters.com/en/about-us/company-history.html 

2 - خليل صابات: الصحافة رسالة واستعداد وفن، دار المعارف، الطبعة الثانية مصر،1967، ص46

3 - أديب خضور: الإعلام المتخصص المكتبة الإعلامية، الطبعة الثانية، سوريا2005، ص (47-43)

4 - https://www.wsj.com/articles/BL-263B-5370 

٥- https://www.nikkei.co.jp/nikkeiinfo/en/corporate/history/ 

٦ -   FT – About Us

٧- https://www.pressgazette.co.uk/top-ten-us-newspaper-circulations-biggest-print-titles-have-lost-30-of-sales-since-2016-election

٨-  https://www.pulitzer.org/prize-winners-by-year/2019 

٩-- https://www.reuters.com/article/instant-article/idCAKBN23M373 

١٠- https://www.economist.com/newsbook/2014/11/06/our-new-daily-edition-for-smartphones 

١١- https://www.forbes.com/forbeswomen/?sh=482553b2621e 

١٢-Top 7 Financial Magazines Smart Investors Should Read (investorjunkie.com) 

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023