السياق التاريخي.. مدخل جديد للصحافة المتأنية

يفتح التحليل أمام الصحفي مداخل كثيرةً للفت انتباه الناس للحدث، وربما يكون مدخلًا لتحويل الحدث إلى قضية عبر البحث عن الأطراف المعنية به، والتأصيل لآرائها في النظريات العلمية والأطروحات الأكاديمية. لذلك، يبدو طبيعيًّا استدعاء خبراء وجامعيين للمساهمة في التحليل الصحفي، مكتوبًا، مرئيًّا أو مسموعًا، فيصبح للحدث صدى في الوسط الأكاديمي، ويصبح للرأي الأكاديمي تأثيرا في تأويل العموم لمجريات الحدث.

يقول المفكر والصحفي الفرنسي ريجيس دوبري بأن وسائل الإعلام تشكل آلية مهمة لكل سلطة معرفية، وتتيح إمكانية استثمار الرأسمال الجامعي في ظل مستوى الترويج والانتشار الذي تكفله وسائل من قبيل التلفزيون والراديو والجرائد. انطلاقًا مما قاله دوبري، يمكن أن يتحول التحليل الصحفي إلى سلطة على الحدث، إما أنه يضخمه أو يقلل من أهميته.

فيما يشبه وجود قوالب جاهزة للتحليل الصحفي، يمكن أحيانًا توقع نوع الضيوف الذين ستتم دعوتهم أو محاورتهم لتحليل الحدث وتداعياته وتفسير أسبابه، وتلعب السرعة دورًا مهمًّا في اعتماد هذه القوالب، ويكون الصحفي في ظل إكراه الوقت، مرغمًا على إعداد لائحة محللين وخبراء، مسبقًا، للاعتماد عليهم في تحليله الصحفي، وتكون نتيجة هذه السرعة أحيانًا حضور نفس المحللين للتعليق على أحداث كثيرة رغم تباين طبيعتها.

 من جهة أخرى، يبدو وكأن هناك ربطًا ميكانيكيًا بين أحداث معينة وتخصصات أكاديمية محددة على مستوى التحليل. فعلى سبيل المثال، يستدعى لتحليل خبر نزاع حدودي بين دولتين باحث في العلاقات الدولية أو العلوم السياسية أو الميدان العسكري، ويتكفل بتحليل تداعيات ظاهرة تشغيل الأطفال في منطقة ما ناشط حقوقي أو باحث في السوسيولوجيا. كما أن رفض قانون معين من طرف جماعة محددة، سيجعل نجم غرفة الأخبار أو ملف العدد متخصصا في القانون. نحن إذن أمام نوع من التنميط الذي يطال التحليل الصحفي، فهناك حقول معرفية لا يلجأ الصحفي إلى المتخصصين فيها إلا عندما يتعلق الأمر بما يمكن وصفه بـ "الترف المعرفي" أو استكمال المعطيات المتعلقة بحدث معين، رغم أن هذه الحقول يمكن أن تقدم محددات أساسية في التحليل الصحفي وتفسير مجريات بعض الأحداث، ويمكن الحديث في هذا الباب عن المعرفة التاريخية وعلاقتها بالتحليل الصحفي.

 

المعرفة التاريخية في التحليل الصحفي.. النموذج الفرنسي
 

في فرنسا، يحظى المؤرخون بمكانة اجتماعية كبيرة مقارنة مع إنجلترا على سبيل المثال. معظم المؤرخين الفرنسيين الكبار لديهم صيت واسع في المجتمع الفرنسي، لذلك، لم يكن غريبًا اختراقهم مبكرًا مجال الإعلام. بدأ ذلك منذ ستينات القرن الماضي عبر دخول إيمانويل لوروا لا دوري غمار الكتابة في جريدة "لوموند". لاحظ هذا المؤرخ بأن العديد من المتخصصين في حقول أخرى يستثمرون المعرفة التاريخية، لذلك تكونت لديه قناعة مبكرة بضرورة استثمار هذه المعرفة في التحليل من طرف المؤرخ طالما أنه هو من ينتجها، بدل أن يستثمرها آخرون ويتصدرون عبرها واجهات منابر الإعلام،. إيمانويل لوروا لديه مقولة شهيرة في هذا الصدد: "المؤرخ مثل المنجمي يغوص عميقًا في الأرض ليُخرج مادةً يستغلها علماءٌ آخرون، من سوسيولوجيين واقتصاديين". كما فتحت صحف فرنسية أخرى، مثل "نوفيل أبسرفاتور" و"لو فيغارو" أبوابها لمؤرخين مثل فرانسوا فورييه وجاك جوليارد وأندريه بورغيير ومونا أوزوف وبيير نورا ودنيس ريشييه وبيير شوني وغيرهم، حيث قدموا بمساهماتهم الصحفية إضافات مهمة، كشفت عن حب الفرنسيين للمعرفة التاريخية، وقد كتب المؤرخ الفرنسي فرانسوا دوس في كتابه "التاريخ المفتت": "يبدو -الفرنسيون- جمهورًا متزايدًا متعطشًا لمعرفة ماضيه، يتدافع الناس للاستماع للخطاب التاريخي، وتستقبل شاشات التلفزة واستوديوهات الإذاعة باحثين كانوا في السابق مغمورين مع جهدهم الأرشيفي ومنحصرين في حلقة ضيقة من الجامعيين. أثناء برنامج السهرات الانتخابية، يقدم رينيه ريمون إيضاحات المؤرخ، فيما عين جورج دوبي رئيسا للقناة السابعة التلفزية الفرنسية، كما لمع بعض المؤرخين في التلفزيون الفرنسي مثل المؤرخ آلان ديكو. لقد اقتحمت جميع وسائل الإعلام والاتصال حقل المؤرخ، وهي تستجيب إلى تعطش حقيقي للتاريخ... إن الرجوع إلى التاريخ في فرنسا موقف عام". 

عند العودة إلى البرامج التحليلية للانتخابات في البلدان العربية، قطعًا لن تجد مؤرخًا قد وجهت إليه الدعوة للمساهمة في النقاش، لأن الأمر بكل بساطة، في نظر الصحفي، يبدو بعيدًا عن اهتمامات المؤرخ ولا يمكنه تقديم إضافة تذكر، على الرغم من أن البنية المجتمعية في البلدان العربية بشكل عام، هي بنية تخضع فيها شبكة العلاقات الاجتماعية لنظام لا يمكن تفسيره سوى بالتاريخ. هل يمكن مناقشة اتجاهات الناخبين في المناطق القبلية دون استحضار تاريخ العائلات النافذة وتأثيرها على الناس في محطات مختلفة؟ لن يقدم المتخصصون في القانون أو علم السياسة إجابة واضحة في هذا الصدد، ولن يتجاوزوا التفسير التقني لنتائج الاقتراع وقد يبعدهم منطلق تحليلهم عن تخمينات قريبة من الصواب بخصوص نتائج التصويت.

في بعض الصحف العربية على وجه الخصوص، وكنوع من تقديم الجديد خلال مواسم معينة (فصل الصيف، شهر رمضان… إلخ)، يتم تخصيص حيز معين تحت مسميات مختلفة (فسحة الصيف، استراحة رمضان… إلخ)، لمواد مرتبطة بالتاريخ، سواء تعلق الأمر بتاريخ الدول أو الأشخاص أو المجموعات. ربط التاريخ بالاستراحة يحيل على عدم تقدير لأهميته وما يمكن أن يقدمه للصحفي في باقي المواد، إنه نوع من تجميد المعرفة التاريخية وركنها جانبًا حتى يتم استخدامها في إراحة القارئ، بعدما تكون المعرفة القانونية أو السياسية أو الاقتصادية قد أرهقت ذهنه بتحليل الأحداث وما يرتبط بها.

 

تجربة فرانسوا فورييه في الـ"نوفيل أوبسرفاتور"
 

فرانسوا فورييه، مؤرخ فرنسي من أشهر كتبه "الثورة الفرنسية"، كسر الصورة النمطية المرتبطة بالمؤرخ وخرق القاعدة المقدسة للمسافة الزمنية التي يفترض أن يحترمها، وامتلك جرأة كبيرة للتعليق بشكل منتظم على الأخبار السياسية المحلية والدولية في مجلة أسبوعية يسارية، وقام فيها بدور المعلق الفضولي والحيوي على قضايا وأحداث اخترقت المشهدين السياسي والثقافي محليًا ودوليًا. من أهم مميزات فورييه إدراكه لمستويات التقاطع بين المادة الخبرية وصنعة المؤرخ، وكان على يقين بأن فهم الأحداث اليومية يستدعي إضاءة إضافية وأسئلة غميسة من لدن المؤرخ.

جاك جوليار Jacques Julliard، مؤرخ وصحفي فرنسي مخضرم، رافق فرانسوا فورييه في رحلته الصحفية بجريدة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية الشهيرة  Nouvel Observateur، والتحق بعد ذلك بمجلة "ماريان" ثم صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية. تمثل المقالات التي يحررها، نموذجا لتوظيف المعرفة التاريخية في التحليل الصحفي. 

في مقال له بعنوان: "المنطق الذي لم يستوعبه الأمريكيون بعد"، ينتقد جوليارد طريقة تدخل الولايات المتحدة في العراق، وإعلانها إصرارها على التدخل سواء وافقت الأمم المتحدة أم لا. يعمد جوليارد إلى تحليل سلوك الولايات المتحدة ومواقفها في القضايا الدولية، ويقف على سوابقها في تجاوز الهيئات الأممية وتناقضاتها على هذا المستوى، عبر التذكير بأن الولايات المتحدة التي صنعت القانون الدولي من خلال مبادئ ويلسون الأربعة عشر في مؤتمر فرساي سنة 1919، والتي بموجبها تم تأسيس عصبة الأمم، هي نفسها التي أعلنت رفقة بريطانيا حل العصبة وتأسيس الأمم المتحدة سنة 1945. الولايات المتحدة هي الدولة نفسها التي تستخف بقرار الهيئة الأممية، وتشن في نفس الوقت حربًا على دولة أخرى بمبرر دفعها إلى احترام قرارات تلك الهيئة! هي إذن زاوية تحليل استحضر فيها جوليارد المعرفة التاريخية لإبراز التناقض القائم في سلوك الولايات المتحدة، ونكاد نجزم بأن زاوية التحليل هذه قد لا تتاح في التحليل الصحفي إذا لم تتوفر المعرفة التاريخية لدى المحلل.

وفي مقال آخر على جريدة "لوفيغارو" بتاريخ يونيو/حزيران 2019، عنون جوليارد مقاله بسؤال: "لماذا لا يحب المثقفون الحرية؟" يحاول جوليارد أن يكشف انحياز بعض المثقفين للديكتاتوريات في مجموعة من البلدان حاليًا، باحثًا عن أصل هذا الانحياز في انبهار المثقفين بالأنظمة الشمولية في القرن العشرين. ويذهب إلى أنه إذا كان مثقفو القرن الثامن عشر مثل مونتسكيو وروسو وتوكفيل قد وقفوا صفًا واحدًا ضد كل أشكال الديكتاتورية، فإن ظاهرة خدمة المثقفين للأنظمة الديكتاتورية ظهرت في القرن العشرين بعدما أصبحوا منذ الحرب العالمية الأولى يُنظّرون للفاشية والشيوعية والنازية ويتقاسمون الوجه المشترك للاستبداد. من زاوية التاريخ والاستحضار الدائم للمعرفة التاريخية، يبصم جوليارد على حضور متميز في التحليل الصحفي. 

وفي العدد 1080 من مجلة "ماريان" الصادر في خريف 2017، اختار جوليارد أن يتفاعل مع وسم على تويتر بعنوان ‎#Balanceetonproc مناهض للتحرش الجنسي، وضعته فرنسية مقيمة في نيويورك واسمها ساندرا مولر، فكتب مقالا تحت عنوان "هل يجب أن نشجب؟" بعمق فكري لا يخلو من إضاءات تاريخية.

 

مارك بلوك: الحرب العالمية الثانية أو الهزيمة الغريبة
 

عندما انهزمت فرنسا أمام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، انبرى المحللون العسكريون والسياسيون لتفسير الهزيمة، وأبدعوا في وصف العتاد العسكري وخطوط المواجهة والنقط الحاسمة، فيما كان السياسيون يبحثون في ثنايا خطب زعماء الدولتين عن الأسباب الكامنة وراء الهزيمة من جهة والنصر من جهة أخرى.

كان المؤرخ الفرنسي مارك بلوك خلال الحربين العالميتين جنديا في صفوف الجيش الفرنسي، وتوفرت فيه الشروط الكاملة للتعليق على الهزيمة وتحليل مجرياتها انطلاقًا من موقعه الميداني في الحرب. لكن عكس ذلك، اختار زاوية أخرى، ففي كتابه الهزيمة الغريبة "L'étrange défaite" كان فهم الأسباب الحقيقية للهزيمة حسب بلوك، مرتبطًا ومشروطًا بتجاوز الظرفي إلى البنيوي، والبحث في الأسباب السياسية والثقافية والاقتصادية التي لا يمكن استيعاب مفعولها، إلا إذا تم النظر إليها على مستوى الأمد المتوسط والطويل. فالأمر يتعلق باختلالات بنية ممتدة في الزمن، وليس بمجرد حدث مواجهة عسكرية انتهت بهزيمة طرف وانتصار آخر. لم يقتنع مارك بلوك بالأجوبة السهلة والجاهزة عن أسباب الهزيمة وربطها بما هو عسكري فقط رغم أهميته، إذ أبان بلوك في كتابه عن قدرة هائلة على تأطير الهزيمة بين الثابت والمتغير في تاريخ فرنسا، وأظهر تملكًا قويًا للفهم السوسيولوجي والسيكولوجي، وهو نموذج يمكن استثماره في التحليل الصحفي لبعض الصراعات العسكرية في وقتنا الراهن.

هناك فوارق واضحة بين الصحافة الغربية والصحافة العربية على مستوى توظيف المعرفة التاريخية في التحليل الصحفي، قد يكون لطبيعة تكوين القارئ والمتلقي دور في ذلك. توظيف المعرفة التاريخية في التحليل الصحفي بشكل عام يحتاج إلى وجود حد أدنى من الوعي التاريخي لدى الشعوب، خصوصًا أن الاستعانة بالمعرفة التاريخية يصل بالتحليل إلى مستوى معين من العمق. من جهة أخرى، قد يساهم الصحفي في وجود هذا الفرق، عبر التصنيف السهل للمواضيع من الناحية المعرفية، وعدم الاجتهاد في البحث عن زوايا أخرى من التحليل الصحفي للأحداث، ممّا يضيّع ربما إضاءات أفضل على الحدث.

 

المزيد من المقالات

الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023