السياق التاريخي.. مدخل جديد للصحافة المتأنية

يفتح التحليل أمام الصحفي مداخل كثيرةً للفت انتباه الناس للحدث، وربما يكون مدخلًا لتحويل الحدث إلى قضية عبر البحث عن الأطراف المعنية به، والتأصيل لآرائها في النظريات العلمية والأطروحات الأكاديمية. لذلك، يبدو طبيعيًّا استدعاء خبراء وجامعيين للمساهمة في التحليل الصحفي، مكتوبًا، مرئيًّا أو مسموعًا، فيصبح للحدث صدى في الوسط الأكاديمي، ويصبح للرأي الأكاديمي تأثيرا في تأويل العموم لمجريات الحدث.

يقول المفكر والصحفي الفرنسي ريجيس دوبري بأن وسائل الإعلام تشكل آلية مهمة لكل سلطة معرفية، وتتيح إمكانية استثمار الرأسمال الجامعي في ظل مستوى الترويج والانتشار الذي تكفله وسائل من قبيل التلفزيون والراديو والجرائد. انطلاقًا مما قاله دوبري، يمكن أن يتحول التحليل الصحفي إلى سلطة على الحدث، إما أنه يضخمه أو يقلل من أهميته.

فيما يشبه وجود قوالب جاهزة للتحليل الصحفي، يمكن أحيانًا توقع نوع الضيوف الذين ستتم دعوتهم أو محاورتهم لتحليل الحدث وتداعياته وتفسير أسبابه، وتلعب السرعة دورًا مهمًّا في اعتماد هذه القوالب، ويكون الصحفي في ظل إكراه الوقت، مرغمًا على إعداد لائحة محللين وخبراء، مسبقًا، للاعتماد عليهم في تحليله الصحفي، وتكون نتيجة هذه السرعة أحيانًا حضور نفس المحللين للتعليق على أحداث كثيرة رغم تباين طبيعتها.

 من جهة أخرى، يبدو وكأن هناك ربطًا ميكانيكيًا بين أحداث معينة وتخصصات أكاديمية محددة على مستوى التحليل. فعلى سبيل المثال، يستدعى لتحليل خبر نزاع حدودي بين دولتين باحث في العلاقات الدولية أو العلوم السياسية أو الميدان العسكري، ويتكفل بتحليل تداعيات ظاهرة تشغيل الأطفال في منطقة ما ناشط حقوقي أو باحث في السوسيولوجيا. كما أن رفض قانون معين من طرف جماعة محددة، سيجعل نجم غرفة الأخبار أو ملف العدد متخصصا في القانون. نحن إذن أمام نوع من التنميط الذي يطال التحليل الصحفي، فهناك حقول معرفية لا يلجأ الصحفي إلى المتخصصين فيها إلا عندما يتعلق الأمر بما يمكن وصفه بـ "الترف المعرفي" أو استكمال المعطيات المتعلقة بحدث معين، رغم أن هذه الحقول يمكن أن تقدم محددات أساسية في التحليل الصحفي وتفسير مجريات بعض الأحداث، ويمكن الحديث في هذا الباب عن المعرفة التاريخية وعلاقتها بالتحليل الصحفي.

 

المعرفة التاريخية في التحليل الصحفي.. النموذج الفرنسي
 

في فرنسا، يحظى المؤرخون بمكانة اجتماعية كبيرة مقارنة مع إنجلترا على سبيل المثال. معظم المؤرخين الفرنسيين الكبار لديهم صيت واسع في المجتمع الفرنسي، لذلك، لم يكن غريبًا اختراقهم مبكرًا مجال الإعلام. بدأ ذلك منذ ستينات القرن الماضي عبر دخول إيمانويل لوروا لا دوري غمار الكتابة في جريدة "لوموند". لاحظ هذا المؤرخ بأن العديد من المتخصصين في حقول أخرى يستثمرون المعرفة التاريخية، لذلك تكونت لديه قناعة مبكرة بضرورة استثمار هذه المعرفة في التحليل من طرف المؤرخ طالما أنه هو من ينتجها، بدل أن يستثمرها آخرون ويتصدرون عبرها واجهات منابر الإعلام،. إيمانويل لوروا لديه مقولة شهيرة في هذا الصدد: "المؤرخ مثل المنجمي يغوص عميقًا في الأرض ليُخرج مادةً يستغلها علماءٌ آخرون، من سوسيولوجيين واقتصاديين". كما فتحت صحف فرنسية أخرى، مثل "نوفيل أبسرفاتور" و"لو فيغارو" أبوابها لمؤرخين مثل فرانسوا فورييه وجاك جوليارد وأندريه بورغيير ومونا أوزوف وبيير نورا ودنيس ريشييه وبيير شوني وغيرهم، حيث قدموا بمساهماتهم الصحفية إضافات مهمة، كشفت عن حب الفرنسيين للمعرفة التاريخية، وقد كتب المؤرخ الفرنسي فرانسوا دوس في كتابه "التاريخ المفتت": "يبدو -الفرنسيون- جمهورًا متزايدًا متعطشًا لمعرفة ماضيه، يتدافع الناس للاستماع للخطاب التاريخي، وتستقبل شاشات التلفزة واستوديوهات الإذاعة باحثين كانوا في السابق مغمورين مع جهدهم الأرشيفي ومنحصرين في حلقة ضيقة من الجامعيين. أثناء برنامج السهرات الانتخابية، يقدم رينيه ريمون إيضاحات المؤرخ، فيما عين جورج دوبي رئيسا للقناة السابعة التلفزية الفرنسية، كما لمع بعض المؤرخين في التلفزيون الفرنسي مثل المؤرخ آلان ديكو. لقد اقتحمت جميع وسائل الإعلام والاتصال حقل المؤرخ، وهي تستجيب إلى تعطش حقيقي للتاريخ... إن الرجوع إلى التاريخ في فرنسا موقف عام". 

عند العودة إلى البرامج التحليلية للانتخابات في البلدان العربية، قطعًا لن تجد مؤرخًا قد وجهت إليه الدعوة للمساهمة في النقاش، لأن الأمر بكل بساطة، في نظر الصحفي، يبدو بعيدًا عن اهتمامات المؤرخ ولا يمكنه تقديم إضافة تذكر، على الرغم من أن البنية المجتمعية في البلدان العربية بشكل عام، هي بنية تخضع فيها شبكة العلاقات الاجتماعية لنظام لا يمكن تفسيره سوى بالتاريخ. هل يمكن مناقشة اتجاهات الناخبين في المناطق القبلية دون استحضار تاريخ العائلات النافذة وتأثيرها على الناس في محطات مختلفة؟ لن يقدم المتخصصون في القانون أو علم السياسة إجابة واضحة في هذا الصدد، ولن يتجاوزوا التفسير التقني لنتائج الاقتراع وقد يبعدهم منطلق تحليلهم عن تخمينات قريبة من الصواب بخصوص نتائج التصويت.

في بعض الصحف العربية على وجه الخصوص، وكنوع من تقديم الجديد خلال مواسم معينة (فصل الصيف، شهر رمضان… إلخ)، يتم تخصيص حيز معين تحت مسميات مختلفة (فسحة الصيف، استراحة رمضان… إلخ)، لمواد مرتبطة بالتاريخ، سواء تعلق الأمر بتاريخ الدول أو الأشخاص أو المجموعات. ربط التاريخ بالاستراحة يحيل على عدم تقدير لأهميته وما يمكن أن يقدمه للصحفي في باقي المواد، إنه نوع من تجميد المعرفة التاريخية وركنها جانبًا حتى يتم استخدامها في إراحة القارئ، بعدما تكون المعرفة القانونية أو السياسية أو الاقتصادية قد أرهقت ذهنه بتحليل الأحداث وما يرتبط بها.

 

تجربة فرانسوا فورييه في الـ"نوفيل أوبسرفاتور"
 

فرانسوا فورييه، مؤرخ فرنسي من أشهر كتبه "الثورة الفرنسية"، كسر الصورة النمطية المرتبطة بالمؤرخ وخرق القاعدة المقدسة للمسافة الزمنية التي يفترض أن يحترمها، وامتلك جرأة كبيرة للتعليق بشكل منتظم على الأخبار السياسية المحلية والدولية في مجلة أسبوعية يسارية، وقام فيها بدور المعلق الفضولي والحيوي على قضايا وأحداث اخترقت المشهدين السياسي والثقافي محليًا ودوليًا. من أهم مميزات فورييه إدراكه لمستويات التقاطع بين المادة الخبرية وصنعة المؤرخ، وكان على يقين بأن فهم الأحداث اليومية يستدعي إضاءة إضافية وأسئلة غميسة من لدن المؤرخ.

جاك جوليار Jacques Julliard، مؤرخ وصحفي فرنسي مخضرم، رافق فرانسوا فورييه في رحلته الصحفية بجريدة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية الشهيرة  Nouvel Observateur، والتحق بعد ذلك بمجلة "ماريان" ثم صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية. تمثل المقالات التي يحررها، نموذجا لتوظيف المعرفة التاريخية في التحليل الصحفي. 

في مقال له بعنوان: "المنطق الذي لم يستوعبه الأمريكيون بعد"، ينتقد جوليارد طريقة تدخل الولايات المتحدة في العراق، وإعلانها إصرارها على التدخل سواء وافقت الأمم المتحدة أم لا. يعمد جوليارد إلى تحليل سلوك الولايات المتحدة ومواقفها في القضايا الدولية، ويقف على سوابقها في تجاوز الهيئات الأممية وتناقضاتها على هذا المستوى، عبر التذكير بأن الولايات المتحدة التي صنعت القانون الدولي من خلال مبادئ ويلسون الأربعة عشر في مؤتمر فرساي سنة 1919، والتي بموجبها تم تأسيس عصبة الأمم، هي نفسها التي أعلنت رفقة بريطانيا حل العصبة وتأسيس الأمم المتحدة سنة 1945. الولايات المتحدة هي الدولة نفسها التي تستخف بقرار الهيئة الأممية، وتشن في نفس الوقت حربًا على دولة أخرى بمبرر دفعها إلى احترام قرارات تلك الهيئة! هي إذن زاوية تحليل استحضر فيها جوليارد المعرفة التاريخية لإبراز التناقض القائم في سلوك الولايات المتحدة، ونكاد نجزم بأن زاوية التحليل هذه قد لا تتاح في التحليل الصحفي إذا لم تتوفر المعرفة التاريخية لدى المحلل.

وفي مقال آخر على جريدة "لوفيغارو" بتاريخ يونيو/حزيران 2019، عنون جوليارد مقاله بسؤال: "لماذا لا يحب المثقفون الحرية؟" يحاول جوليارد أن يكشف انحياز بعض المثقفين للديكتاتوريات في مجموعة من البلدان حاليًا، باحثًا عن أصل هذا الانحياز في انبهار المثقفين بالأنظمة الشمولية في القرن العشرين. ويذهب إلى أنه إذا كان مثقفو القرن الثامن عشر مثل مونتسكيو وروسو وتوكفيل قد وقفوا صفًا واحدًا ضد كل أشكال الديكتاتورية، فإن ظاهرة خدمة المثقفين للأنظمة الديكتاتورية ظهرت في القرن العشرين بعدما أصبحوا منذ الحرب العالمية الأولى يُنظّرون للفاشية والشيوعية والنازية ويتقاسمون الوجه المشترك للاستبداد. من زاوية التاريخ والاستحضار الدائم للمعرفة التاريخية، يبصم جوليارد على حضور متميز في التحليل الصحفي. 

وفي العدد 1080 من مجلة "ماريان" الصادر في خريف 2017، اختار جوليارد أن يتفاعل مع وسم على تويتر بعنوان ‎#Balanceetonproc مناهض للتحرش الجنسي، وضعته فرنسية مقيمة في نيويورك واسمها ساندرا مولر، فكتب مقالا تحت عنوان "هل يجب أن نشجب؟" بعمق فكري لا يخلو من إضاءات تاريخية.

 

مارك بلوك: الحرب العالمية الثانية أو الهزيمة الغريبة
 

عندما انهزمت فرنسا أمام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، انبرى المحللون العسكريون والسياسيون لتفسير الهزيمة، وأبدعوا في وصف العتاد العسكري وخطوط المواجهة والنقط الحاسمة، فيما كان السياسيون يبحثون في ثنايا خطب زعماء الدولتين عن الأسباب الكامنة وراء الهزيمة من جهة والنصر من جهة أخرى.

كان المؤرخ الفرنسي مارك بلوك خلال الحربين العالميتين جنديا في صفوف الجيش الفرنسي، وتوفرت فيه الشروط الكاملة للتعليق على الهزيمة وتحليل مجرياتها انطلاقًا من موقعه الميداني في الحرب. لكن عكس ذلك، اختار زاوية أخرى، ففي كتابه الهزيمة الغريبة "L'étrange défaite" كان فهم الأسباب الحقيقية للهزيمة حسب بلوك، مرتبطًا ومشروطًا بتجاوز الظرفي إلى البنيوي، والبحث في الأسباب السياسية والثقافية والاقتصادية التي لا يمكن استيعاب مفعولها، إلا إذا تم النظر إليها على مستوى الأمد المتوسط والطويل. فالأمر يتعلق باختلالات بنية ممتدة في الزمن، وليس بمجرد حدث مواجهة عسكرية انتهت بهزيمة طرف وانتصار آخر. لم يقتنع مارك بلوك بالأجوبة السهلة والجاهزة عن أسباب الهزيمة وربطها بما هو عسكري فقط رغم أهميته، إذ أبان بلوك في كتابه عن قدرة هائلة على تأطير الهزيمة بين الثابت والمتغير في تاريخ فرنسا، وأظهر تملكًا قويًا للفهم السوسيولوجي والسيكولوجي، وهو نموذج يمكن استثماره في التحليل الصحفي لبعض الصراعات العسكرية في وقتنا الراهن.

هناك فوارق واضحة بين الصحافة الغربية والصحافة العربية على مستوى توظيف المعرفة التاريخية في التحليل الصحفي، قد يكون لطبيعة تكوين القارئ والمتلقي دور في ذلك. توظيف المعرفة التاريخية في التحليل الصحفي بشكل عام يحتاج إلى وجود حد أدنى من الوعي التاريخي لدى الشعوب، خصوصًا أن الاستعانة بالمعرفة التاريخية يصل بالتحليل إلى مستوى معين من العمق. من جهة أخرى، قد يساهم الصحفي في وجود هذا الفرق، عبر التصنيف السهل للمواضيع من الناحية المعرفية، وعدم الاجتهاد في البحث عن زوايا أخرى من التحليل الصحفي للأحداث، ممّا يضيّع ربما إضاءات أفضل على الحدث.

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024