غرف صدى الصوت.. الاستبداد الجديد للخوارزميات

عادة ما نتحدث عن تأثير الخوارزميات على المحتوى الإخباري، لكن ثمة أيضا ما يعرف بغرف صدى الصوت أو Echo Chambers في منصات وسائل الاجتماعي، حيث لا يرى المستخدم إلا ما يوافق هواه، وكأنه يستمع إلى صدى صوته عندما يتكلم الآخرون، ويكون في معزل عن الآراء المغايرة أو المخالفة. 

هذه الظاهرة لا تؤثر على المستخدمين العاديين فحسب، ولكن تؤثر أيضا على العاملين في المجال الصحفي، حيث لا تصل مقالات الصحفي في الأغلب إلا للفئة التي توافق الهوى الثقافي والأيديولوجي للصحفي أو المؤسسة التي يعمل بها، ولا يظهر للصحفي إلا المشاركات التي تعضد آراءه عند تصفحه وسائل التواصل الاجتماعي. فيكون الصحفي معزولا عن المخالفين له، بحيث لا يسمع لهم، ولا تصل كلماته إليهم. ولكن كيف تنشأ غرف صدى الصوت، وكيف نتخطاها؟ سأسعى في إطار هذه المقالة الإجابة على هذين السؤالين تحديدا.

 

الإجابة على سؤال سبب ظهور غرف صدى الصوت، تقودنا لسؤال آخر مهم، وهو: ما هو الهدف الرئيس من منصات التواصل الاجتماعي، وهل هدفها التواصل الاجتماعي حقًا؟  ربما الإجابة على هذا السؤال قد يكون مفتاحا لفهم آليات عمل وكيفية إدارة هذه المنصات. 

 ليس سرًا أن هذه المنصات تدار من قبل شركات ربحية على شاكلة فيسبوك، وبما أن الربح هو غاية أي شركة، فالإجابة على السؤال تتطلب منا تتبع مصدر دخل المنصات، والذي يأتي بالأساس من الإعلانات. وكلما زاد الوقت الذي يقضيه المستخدمون على المنصات، كلما زاد تفاعلهم مع الإعلانات، وكلما زادت أرباح الشركات المسؤولة عن المنصات. فالهدف إذا هو أن يبقى المستخدمون على المنصات لأطول فترة ممكنة لتحقيق أعلى أرباح من الإعلانات. 

 

الخوارزميات التي تستغلها المنصات لتحقيق هذا الهدف هي التي تخلق ما نسميه بغرف الصدى. الخوارزميات تعمل على محورين رئيسيين. أما المحور الأول فيتيح للمستخدم المادة التي يحبها، والتي في الأغلب تكون في صورة مشاركات لمستخدمين آخرين أو مقالات أو مواد مرئية أو مسموعة تتفق مع هوى المستخدم.  وبما أن الإنسان قد جُبِل على حب ما يؤيد وجهة نظره، فإن المستخدمين يعبرون عن هذا الإعجاب من عبر وضع علامة "إعجاب" أو "إعادة تغريد" للمحتوى الذي يوافق هواهم. لذلك، فإن المنصات ستوفر لهم محتوى إضافيا على شاكلته، والذي يكون منشأه غالبا من أناس متوافقين معهم، وبالتالي سيخفي عنهم المحتوى المخالف لهواهم. هذه السياسة تؤدي مباشرة لخلق غرف صدى الصوت.

بينما يشكل المحور الثاني، مكافأة للذين يبالغون ويتطرفون في التأكيد على الهوية الجامعة للمنتمين إلى غرف الصدى، سواء عن طريق تقديس رموز المجموعة وأفكارها، أو من خلال مهاجمة المخالفين وأفكارهم. المشاركات التي تتميز بالمبالغة والتطرف غالبا ما تجلب المزيد من التفاعل، ويزيد من وقت المستخدمين على المنصة. فعندئذ تُظهِرُ المنصات المشاركات المتطرفة لمستخدمين أكثر، مما يكسبهم المزيد من "الإعجاب" أو "إعادة التغريد". هذان المحوران يعززان من غرف صدى الصوت ويوسع الهوة بين المستخدمين المخالفين في الرأي ويزيد من الاستقطاب بينهم، حيث لا يتفاعلون ولا يتبادلون الأفكار.

 

على هذا النحو، كيف يمكن للصحفي أن يتخطى حدود غرف صدى الصوت بحيث يكون مطلعا على آراء المخالفين له من ناحية، ويوصل صوته لهم من ناحية أخرى؟

حل المشكلة الأولى يكمن في الاطلاع المستمر على محتوى الذين يخالفوننا الرأي، وقد يتطلب الأمر أن يكون للشخص أكثر من حساب على كل منصات التواصل الاجتماعي. أحد هذه الحسابات يتصرف فيها بصورة طبيعية، والحسابات الأخرى يتعمد فيها متابعة حسابات متنوعة من شتى الأطياف، ويتجنب في هذه الحسابات الأخرى إعطاء أي إشارات لوسائل التواصل الاجتماعي حول ميولاته أو تفضيلاته، فيتجنب مثلا وضع أي مشاركات، أو التعليق على أي محتوى، أو إبداء الإعجاب، إلخ.

وقد يتطلب الأمر في بعض المنصات مثل يوتيوب الدخول على الموقع من خلال "الوضع المتخفي" (Incognito mode) للمتصفح للحيلولة دون استخدام أي من معلومات المستخدم السابقة. فهم الطرف الآخر ضروري لمعرفة: منطلقات المخالفين، والركائز التي تستند عليها منطلقاتهم، وحججهم التي يلجؤون إليها، والمفردات التي يستخدمونها في التعبير عن مواقفهم. من شأن ذلك مساعدة الصحفي في فهم القضايا التي يتكلم عنها من زواياها المختلفة، وفي التواصل مع المخالفين بطريقة يبدي بها تفهمه لهم، وصياغة كلماته بطريقة حيادية متزنة ومقنعة. ولعل من أكثر الأمور التي يحتاجها الشخص هو إحساسه بأن من حوله يتفهمونه، ويستمعون إليه. والصحفي كمحلل وواصف للواقع يجب أن يرسخ هذا الإحساس في صدر المتلقي.

 

أما بالنسبة للمشكلة الثانية عن تخطي دوائر الصحفي المغلقة ليصل للمخالفين، فحلها ينبع مباشرة من حل المشكلة الأولى من خلال عدة مناحي. المنحى الأول يبدأ بصياغة المحتوى بشكل متزن، حيث ينأى بنفسه عن الكلمات التي تعمق من الخلاف، وعن الحجج التي تثير الضغائن، وعن المواقف الحادة، ولن يتسنى له فعل ذلك إلا إذا فهم الطرف الآخر. وبالعكس يلجأ إلى لغة محايدة تجمع بين الناس، وتؤكد على الأرضية المشتركة بين الأطراف. الإنسان بطبعه لا يحب الاستماع لمن يهاجمه ويعنفه، وقد يستمع لمن يخالفه إذا استشف مهنيته، وسعيه للحيادية والإنصاف.

المنحى الثاني، قد يتطلب التعاون مع بعض رموز المخالفين في إنتاج مادة مشتركة، أو في مناقشة قضايا بصورة علنية بطريقة تتسم بالمهنية والأدب في الحوار، أو من خلال استضافة المعارضين في برامج أو نشرات. فالغاية من هذه الخطوات هو إيصال صورة محايدة ومنصفة عن المخالفين وربما تفتح لهم الباب ليستمعوا للطرف الآخر لأول مرة في بيئة هادئة بعيدة التشاحن والاستقطاب.

أما المنحى الثالث، فإنه يتطلب اللجوء لاستخدام الإعلانات المدفوعة للوصول إلى فئات معينة أو متابعين لمصادر إعلامية بعينها، واستهدافهم بمحتوى ومفردات تتسق مع اهتماماتهم. في عدة دراسات أجريناها في معهد قطر لبحوث الحوسبة، وجدنا ارتباطا وثيقا بين الآراء السياسية، وخيارات الناس في القنوات التي يشاهدونها، والأكلات والرياضات والموسيقى التي يفضلونها. فعلى سبيل المثال، فإن كثيرا ممن يحملون أفكارا مناوئة للمسلمين في الولايات المتحدة يحبون سباق سيارات الناسكار، ويفضلون الموسيقى الريفية (كنتري ميوزك)، وإلى غير ذلك. فهم المخالفين قد يبصرنا بالأبواب التي من خلالها الوصول إلى المعارضين، والتي قد تكون بعيدة عن مناقشة الأمور الخلافية التي قد تؤدي إلى التنافر.

المزيد من المقالات

هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024